نهر الذّهب في تاريخ حلب - ج ٢

كامل البالي الحلبي [ الغزي ]

نهر الذّهب في تاريخ حلب - ج ٢

المؤلف:

كامل البالي الحلبي [ الغزي ]


المحقق: الدكتور شوقي شعث ومحمود فاخوري
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: منشورات دار القلم العربي ـ حلب
المطبعة: مطبعة الصباح
الطبعة: ٢
الصفحات: ٥١٨

الدولاب وسهم محفوظ وجميع النصف من جنينة الدغلة قبلة وشرقا الطريق وشمالا الفيض وغربا بستان لذويه وجميع جنينة الفيض الملاصقة بستان التين قبلة نهر قويق وشرقا السكر وشمالا الطريق وغربا بستان الأطرش وكرما بالأرض المذكورة وبستانا بأرض جسر باب أنطاكية فيه غراف قبلة الطريق وشرقا النهر وشمالا جنينة الغراف وغربا الطريق وبستانا يعرف باسم ابن عيد أفندي وبستان اليهود بخط الحريري ظاهر حلب بالقرب من الحديقة السلطانية فيه غراف وإيوان وبعض حجرات قبلة ببستان وقف الجبريني ومقابر اليهود وشرقا الطريق وشمالا لذويه وغربا قويق وجميع الحصة المقدرة بأحد عشر قيراطا ونصف القيراط من بستان ابن عيد أفندي ويقال له شيطان بك الكائن بمزرعة الديناري بالقرب من الميدان يشرب من عدان الميدان وقود الطاحون وغراف فيه قبلة الجسر السلطاني وشرقا الطريق وشمالا طاحون السلطان وغربا قويق وجميع الجنينة قرب السيد علي الهمداني وتعرف بجنينة بشور ظاهر حلب قبلة الطريق ومجرى ماء القليط وشرقا أرض الوقف والطريق وشمالا كرم بني عيد وغربا الطريق وأرضا تجاه هذه الجنينة مقدرة بعشر كدنات وبستانا برأس جسر الناعورة ويعرف ببستان الكتاب فيه عمارة عظيمة وغراف قبلة الطريق وشرقا النهر وشمالا الجسر وفيه الباب وغربا الطريق وفيه الباب الثاني الواقع تجاه مسجد المطغاني وبستانا خارج باب أنطاكية ويعرف ببستان قيصر قبلة النهر وشرقا لذويه وشمالا الطريق وغربا جنينة قصبات ومصبغة بزقاق عبد الرحيم خارج باب النصر قبلة البوابة وشرقا الطريق وشمالا وغربا دار ومصبغة لذويها ومصبغة بسوق محلة سويقة علي بالقرب من قهوة نور العين قبلة آخور خان الأعوج الجاري بالوقف وشرقا دكاكين لذويها وشمالا الطريق وغربا دكاكين وقف الزينبية ودكانا شمالي هذه المصبغة باتصالها وجميع الخلو العرفي لصيق الخان الأعوج في غربيه وفرنا في شمالي دكان الحلواني الجارية في الوقف الواقعة بين الفرن وبين السبيل الواقف في سويقة علي لصيق الخان الكبير الجاري بالوقف ودكانين حدهما شمالا وغربا الخان المذكور وجميع الدكاكين المتلاصقات بمحلة السويقة في صفه الشرقي قبلة دكاكين وقف البابي وشرقا السوق وشمالا وغربا الخان الكبير ودكانا بالمحلة المزبورة قبلة دار وقف المسجد وشرقا السوق وشمالا دكاكين وقف البابي وغربا الخان الكبير وجميع الدكانين المتلاصقتين بمحلة سويقة علي شرقا السوق وغربا دار الواقف وجميع الدكاكين الأربع بمحلة سويقة علي تجاه الخان الكبير قبلة الفرن وشرقا دار الواقف وشمالا لذويه وغربا السوق وفرنا بمحلة سويقة علي بالصف الغربي قبلة البوابة وشرقا الدكاكين الأربع المار ذكرها وشمالا دار الواقف

١٤١

وغربا السوق ودكانا بسوق سويقة علي بالصف الغربي قبلة لذويه وشرقا مصبغة وقف القسطل الواقع بالمحلة المذكورة وشمالا لذويه وغربا السوق ودكانا بالسوق المذكور بالصف الغربي قبلة وشمالا مصبغة الواقف وغربا السوق وجميع المصبغة بالمحلة المذكورة غربي الدكان المتقدم ذكرها ودكانين متصلتين بباب جامع الواقف من جنوبه ودكانين في شمالي مصطبة النارنجية وجنوبي دكاكين العادلية ودكانا تجاه النارنجية المذكورة ودكانا شرقي خان الصابون وغربي السوق وشمالي دكان وقف على أمير ودكانا برأس سوق العبي شرقي سوق الصابون.

وجميع الدكاكين السبع مع المخزن لصيق سوق الأبرية داخل القنطرة حدها شرقا وشمالا سوق الفرايين وثمانية عشر قيراطا من اثنتي عشرة دكانا في سوق أبي ركاب بالصف الشمالي جنوبي ظهر سوق السقطية ودكانا بالصف القبلي من السقطية شمالي الدكاكين الموقوفة بسوق أبي ركاب ودكانا بالصف الشمالي من السقطية ودكانا بالصف القبلي من سوق الحبالين شمالي سوق الحور ودكانا بالصف القبلي من سوق الهوى شمالي خان الجوره وشرقي دكان للوقف ودكانا بالصف الشمالي من هذا السوق جنوبي جامع الكمالية ودكانا بمحلة ابن يعقوب ببانقوسا قبلة وقف أكوز محمد باشا وتمامه بالمحكمة وشمالا دكان وقف صاري عبد الرحمن باشا وغربا الطريق ومدارا في آقيول مع دكاكين بين المدار وبابه وثلاث دكاكين بظهره وثلاث دكاكين أخرى بغربيه غربا طريق سالك والجهات الثلاث لذويها ودكانا بسوق قسطل الحرامي بالصف الشمالي وأخرى فيه قبلة الطريق وشرقا فرن وقف مدرسة الأحمدية وشمالا دور الشيخ قرقلار وغربا دكاكين الواقف الثلاث وجميع الدكاكين الثلاث بالسوق المذكور بالصف الشمالي شرقا وغربا الثلاث الدكاكين للواقف أيضا وخانا بسوق محلة قسطل الأكراد شرقا الطريق وشمالا كذلك وتمامه دار وقف جامع شرف وغربا كذلك وثلاث دكاكين متلاصقات بالمحلة الجديدة قبلة وغربا الطريق ودكاكين بالقرب من بوابة بطرس شمالا دكان وقف السبيل الموقوفة من قبل الحاج علي الكوله الأميري وغربا الطريق ودكانين بقرب مقام الخضر شرقا وشمالا وغربا السور السلطاني ودكانا بسوق باب النصر شمالي قهوة العجيمي التي بناها أحمد باشا وجميع الطابونة داخل سوق باب النصر في غربي قاسارية العجيمي وجنوبي سبيل هذه القاسارية وثلاث دكاكين داخل سوق باب النصر بالقرب من حمام القاضي تجاه مسجد المضماري شمالا دكاكين جامع الرضائية وغربا قاسارية العريان ودكانا صغيرة تجاه هذه الدكاكين وثلاث دكاكين متلاصقات في سوق سويقة علي

١٤٢

تجاه المدرسة القصماوية بقرب الجامجية شرقا الطريق وشمالا دكان وقف ابن البابي وقاسارية العرب ودكانا صغيرة تجاه خان قورد بك في صف الدكاكين المارة الذكر وجميع العدسة بمحلة سويقة علي قبلة الطريق وشرقا وغربا عدسات وقف بني العداس وشمالا بالمسجد ودكانا خارج باب الجنان بالقرب من الجسر قبلة خان الجورة وشمالا الطريق ودكانا في محلة الصوفا وراء تكية بابا بيرم شمالا الطريق ودكانا في خان الدق بسويقة علي بالصف الشمالي قبلة دكان وقف عادلية بيكى وشرقا أقميم حمام علي وشمالا الطريق وغربا أرض القاسارية ودكانين متلاصقتين في سوق الحبالين بالصف القبلي قبلة سوق الحور وشمالا الطريق وغربا دكاكين وقف محمد باشا النشانجي ودكانين بسويقة حاتم بالقرب من الجامع الكبير ودكانا بالمحلة المذكورة بالصف الغربي قبلة دكان وقف بني البيلوني وشرقا الطريق ودكانا خارج باب أنطاكية قبلة دكان وقف إبراهيم خان وشرقا طابونة ابن غنام وشمالا وغربا الطريق ودكانا في محلة ساحة بزه وشرقا الطريق.

شروط الوقف

شرط نصف الموقوف على نفسه مدة حياته يصرف ريعه كيفما شاء ثم على أولاده ذكورا وإناثا يقسم بينهم على الفريضة الشرعية ثم على أولادهم وأعقابهم بحيث يكون الاستحقاق بينهم طبقات الطبقة العليا تحجب السفلى على أن من مات منهم عن ولد عاد نصيبه إلى من هو في طبقته وإن كان واحدا فإذا انقرضوا عاد نصف العقار وقفا على عتقائه إن وجدوا وإلا فعلى من وجد من أولادهم وأنسالهم الذكور والإناث على الترتيب في الطبقات المذكورة فإذا انقرضوا عاد النصف المذكور وقفا على مصالح جامعه وشرط أن يفرز من غلة الوقف المذكور ربعها الثالث ويصرف على تعمير جميع العقارات الموقوفة وما فضل من هذا الربع يشتري به المتولي عقارا ويلحقه بأصل الوقف وربع الغلة الرابع يصرفه المتولي في مصالح جامعه المعروف بجامع الخير في محلة سويقة علي لصيق المدرسة النارنجية التي هي الآن محكمة الشافعية (أي في زمان الواقف) فيصرف من غلة هذا الربع في كل يوم ١٦ عثمانيا فضيا للخطيب و ٢٠ للإمام في الأوقات الجهرية في مقابلة إمامته وقراءته عشرا عقب صلاة الصبح والعشاء وسورة الواقعة عقب صلاة المغرب و ٨ لإمام السرية و ١٤ لمؤدب الأطفال في جامعه على أن لا يأخذ منهم أجرة سوى الحلوان المرسوم لأمثاله

١٤٣

و ٣٠ لثلاثة مؤذنين لكل واحد منهم عشرة يؤذنون في منارة الجامع في الأوقات الخمسة.

وإذا تخلف أحد منهم يضاف ما يستحقه إلى ريع الوقف و ٤٥ لخمسة عشر من حفظة القرآن يقرءون في جامعه كل يوم بعد صلاة العصر خمسة عشر جزءا يهدون ثوابها على الصيغة المعلومة و ٤ لرئيس عليهم يعرف بالنقطة جي و ٤ لقارىء سورة الكهف قبل صلاة الجمعة في جامعه و ٣ لمن يقرأ النعت النبوي بجامعه في يوم الجمعة قبل الصلاة و ٤ لقارىء سورة يس بعد صلاة الصبح في جامعه و ٨ لمن يكنس صحن جامعه ويغسل طهارته و ٨ لمن يكنس مكان الصلاة داخلا وخارجا و ٩ لمن يشعل القناديل في جامعه ومنارته وشرط أن يشتري من ربع الغلة المذكور الزيت والشمع العسلي والعيدان من غير إسراف ولا تقتير وأن يدفع في كل يوم ٢٤ عثمانيا لعالم عامل يقرأ كل يوم في جامعه الفقه والنحو وفي يوم الاثنين والخميس الحديث ويلازم القراءة كل يوم بعد صلاة الظهر في رجب وشعبان ورمضان و ٤ لمعيد الدرس العام و ٤ لقارىء دلائل الخيرات وشوارق الأنوار قبل صلاة الجمعة في جامعه و ٤ لقنوي محلة جامعه ليسوق الماء إليه و ٦٠ لمن يكون ناظرا على الوقف من أولاده أو أولاد عتقائه و ١٢٠ للمتولي وإذا آلت التولية لغير أولاده فليس للمتولي حينئذ سوى معلوم النظارة ويلغى الناظر ويعود معلوم المتولي إلى الوقف و ٦٠ لجاب يختاره المتولي و ٢٠ لكاتب.

ويدفع من ربع الغلة المذكور في كل سنة مائة قرش للفقراء والمساكين الموجودين بالحرمين الشريفين يدفع ذلك في كل سنة لمن يتولى قبض أمثالها من طرف السلطان وإنه إذا فضل شيء من غلة الربع المذكور بعد إخراج هذه النفقات يشتري به المتولي عقارا يلحقه بأصل الوقف وشرط التولية على جميع وقفه على نفسه مدة حياته ثم بعده فعلى الأكبر فالأكبر من أولاده الذكور دون الإناث مع اعتبار الرشد والأنفعية فإذا كان الكبير غير رشيد فيكون الأرشد من أخوته وكيلا عنه ولا يأخذ الوكيل شيئا من معلوم التولية وإن لم يوجد له أخ رشيد فللأرشد ... وإذا انقرض أولاده الذكور وأولاده الذكور وأولادهم عادت التولية للأكبر سنا من أولاد الإناث مع اعتبار الرشد والأنفعية والتوكيل كما بين آنفا.

ويستثنى من التولية مصطفى وزكريا ابنا الواقف فليس لهما فيها حظ وإذا تساوى اثنان أو ثلاثة سنا فتكون التولية لمن يرجح رشدا وأنفعية فإن تساووا فيهما أيضا فتكون التولية مشتركة بينهم مناصفة وإذا انقرضت ذرية الواقف عادت التولية لعتقاء الواقف وأولادهم

١٤٤

من بعدهم مع اعتبار الشرط والترتيب وإذا انقرضوا فتعود التولية لمن كان متوليا على أوقاف الجامع الكبير بحلب ويقبض أجرته في كل يوم ستين عثمانيا وإذا تعذر الصرف على جامعه لاندارسه ووصول المائة قرش لفقراء الحرمين فيعود الربع الموقوف لمن يوجد من أولاد الواقف ذكرا كان أم أنثى أو من أولاد العتقاء يختص به الواحد فما فوقه وإن لم يوجد أحد منهم يعود الوقف جميعه للفقراء المسلمين المقيمين بحلب دون غيرهم وحينئذ يكون المتولي على وقفه من يراه الحاكم الشرعي بحلب وشرط الواقف أن يكون له في وقفه الزيادة والنقص والحجب والحرمان والإدخال والإخراج والعزل والنصب وأن لا يكون ذلك لأحد من بعده وشرط توجيه الجهات لمن يكون بعده متوليا وأن لا يؤجر وقفه أكثر من سنة ولا يؤجر من متغلب ولا ذي شوكة ولا يستبدل ولو بأنفع منه وإن فعل ذلك المتولي يسقط استحقاقه ويعزل من التولية وشرط رؤية محاسبة المتولي لمن يكون مفتشا لأوقاف الحرمين بالدولة العلية العثمانية لا يراها أحد غيره تحريرا في ١١ محرم سنة ١١٧٧.

مسجد النارنجية

محله في جنوبي جامع الحاج موسى لصيقه وهو مسجد قديم كان يعرف بمسجد البلاط أنشأه الشريف الزاهد سعيد ابن عبد الله بن محسن بن صالح بن علي أبو منصور وهو جليل القدر عالم باللغة والأدب آمر بالمعروف ناه عن المنكر وذلك في أيام نور الدين زنكي وكان لهذا المسجد شمالية باقية آثارها حتى الآن كان محلها طيارة (١) للأمير حسن بن الداية والي حلب في تلك الأيام فأتفق أنه شرب فيها خمرا فأنكر عليه الشريف فعله ورفع أمره إلى نور الدين فأنكر عليه ذلك وأمره أن يهدم تلك الطيارة فهدمها وبنى مكانها الشمالية المذكورة وعرف هذا المسجد حدود القرن التاسع بمسجد عون الدين بن العجيمي وفي أوائل أيام الدولة العثمانية استعمل محكمة للشافعية واستمر كذلك دهرا طويلا ثم لما دخل المرحوم إبراهيم باشا المصري إلى حلب استعمله مخزنا لأرزاق جيشه وبعد خروجه من حلب بقى المسجد معطلا مغلقا إلى سنة ١٢٩٣ وفيها سخر الله له جماعة من أهل الخير أجروا عليه بعض الترميم وأغلقوا بابه القديم واستخرجوا له من محله دكانين جعلوهما وقفا عليه وفتحوا له بابا صغيرا من غربيه وعمروا في صحنه حوضا كبيرا فوق عشر بعشر وصارت

__________________

(١) الطيارة وهي غرفة تقام فوق البناء أو في مكان مرتفع للإقامة أو المبيت وتكون كثيرة النوافذ.

١٤٥

تقام فيه السرية والجمعة وهو الآن عمارة متوهنة لها صحن يبلغ ثلاثين ذراعا في مثلها في شماليها الحوض المذكور ووراءه رواق صغير وفي جنوبي الصحن بئر ذكرها في كنوز الذهب وقال إن الناس يستقون منها في الصيف قلت لعلها البئر السبيل الذي يلي الجادة وهي لم تزل سبيلا يشرب منها الناس وقفت عليها قدر كفايتها من النفقات الحاجة رقية بنت (الحاج موسى آغا) أميري كما هو محرر في كتاب وقفها المذيل بتاريخ سنة ١٢٢٩.

جامع الفستق

محله تجاه خان الوزير وهو مدرسة أنشأها (أحمد بن يعقوب) سنة ٧٥٠ وأنشأ بقربها مكتبا للأيتام كما حكيناه في ترجمته وفي سنة ٨١٣ وقف عليها الناصري محمد بن عبد الله بن القاضي ناصر الدين محمد بن يعقوب ووالده الأمير الكبير الغازي ناصر الدين محمد الصارمي إبراهيم وقفا عظيما أكثره أراض. مكتوب على باب هذه المدرسة (هذا ما أنشأه العبد الفقير المستعيذ بالله من التقصير أحمد بن يعقوب بن الصاحب غفر الله له ولمن كان السبب ولجميع المسلمين سنة ٧٥٠) وعلى الجدار الموجه غربا في عتبتة باب المدرسة (لما كان بتاريخ نهار الاثنين خامس عشر شهر شوال المبارك من شهور سنة تسع وتسعمائة ورد المرسوم الشريف المطلوبي لكل وقف عليه من ينوب وإن القضاة والحجاب وولاة أمور الإسلام بحلب الخاصكية (١) متوجهون للملكة الحلبية للكشف عن الأوقاف أيدهم الله تعالى ثم بعد التعرض إلى وقف المدرسة الصاحبية من يتوجه للكشف عن الأوقاف ابتغاء لوجه الله ذي الجلال والأكرام طالبا لما عند الله من الأجور وليحيي معالم هذا الجامع. اه.) قلت وقد سمى هذه العمارة هنا مدرسة وجامعا والذي رأيناه في ترجمة بانيها إنها تربة والله أعلم وعلى كل حال فهي الآن متوهنة البناء خالية من الحجرات لها قبلية عامرة تقام فيها السرية والجمعة.

المدرسة الجردكية

محلها على الجادة في السوق لصيق أصلان دده من شماليه ولها باب على الجادة المارة

__________________

(١) الخاصكيه نوع من المماليك السلطانية يختارهم السلطان من المماليك الأجلاب ويجعلون في حرسه الخاص وهم يرافقون السلطان في كل مكان.

١٤٦

من تجاه خان الوزير وهو بابها الأصلي أنشأها الأمير عز الدين جرديك النوري بالبلاط سنة ٥٥١ ونشأ بها جم غفير من العلماء. ولها وقف هو نصف قرية كفر نوران من بلاد سرمين ثم تقلبت عليها الأيام والليالي إلى أن أهملت وأغلق بابها وأستبهم أمرها وتهدمت حجراتها ومدرستها فلما كان في حدود سنة ١٢٨٧ فتح لمدرستها باب من السوق وجعلت بيت قهوة واشتهرت بقهوة أصلان دده واستمرت على ذلك نحوا من خمسة عشر عاما ثم انتبهت الحكومة إليها فأوعزت إلى المعارف بضبطها فضبطتها واستعملتها مكتبا ابتدائيا غير إنها لم تلبث إلا بضع سنين حتى عطلت وأغلق بابها ثم في حدود سنة ١٣٢٩ استأجرها من المعارف أحد التجار وعملها حانوتا لتجارته.

زاوية أصلان دده

تكلمنا عليها في ترجمة (أصلان دده المجذوب) فراجعها وهي زاوية عامرة البناء معطلة الشعائر تقام بقبليتها السرية وقبر أصلان دده في شرقي قبليتها ولهذه الزاوية مدخل من تجاه خان الوزير وهو بابها الأصلي ومدخل من تجاه خان الصابون ثم أغلق هذا المدخل وأستأجره أحد التجار من دائرة المعارف وعمله حانوتا لبضاعته وسد ما بينه وبين الزاوية ونسبة هذه الزاوية إلى أصلان دده حادثة وكانت تعرف بخانقاه البلاط وسوق البلاط هو المعروف الآن بسوق الصابون أنشأها شمس الخواص لؤلؤ الخادم عتيق رضوان ٥٠٩.

مسجد معلق في رأس سوق الصابون : على صف مدخل سوق الدهشة قبلية يرقى إليها بدرجات تصلى فيها السرية وكان يعرف بمسجد آق بلاط عمر سنة ٩٣١.

المدرسة الصلاحية

المعروفة في زماننا بالبهائية غربي خان خير بك وهي منسوبة إلى الأمير صلاح الدين يوسف بن الأسعد الدواتدار (١). وقفها سنة ٧٣٧ كانت داره وكانت تعرف قبلا بدار ابن العديم وقد وقفها الصلاح المذكور مدرسة على المذاهب الأربعة وشرط أن يكون القاضي

__________________

(١) الدوتدار لقب من الألقاب التي شاعت في العهد المملوكي وهو كاتب السر يفك ختم البريد للسلطان ويعرض عليه الرسائل ليوقعها وكان يعهد إلى الدواتدار الأكبر ببيت السلطان ويسمى استادار.

١٤٧

الشافعي والقاضي الحنفي بحلب مدرسيها. لها من دائرة الأوقاف بحلب بدل تخميس يبلغ في السنة نحو ٥٠٠٠ قرش وقد استعملت في أيام الدولة العثمانية محكمة للشافعية زمنا طويلا ثم تركت وأشرفت على الخراب وضاعت أوقافها إلى أن عمرها المتولي عليها المرحوم (بهاء الدين أفندي ابن تقي أفندي القدسي) في حدود سنة ١٢٦٠ وأعادها مدرسة كما كانت عليه قبلا إلّا أن غلة وقفها لا تزال قليلة جدا بحيث لا تقوم بمعين الموظفين بها من المجاورين والإمام والمدرس وبقية أصحاب الشعائر وفي سنة ١٢٧٥ وقفت الحاجة بنبه بنت عبد الله بن عبد المنان زوجة المرحوم بهاء الدين المومى إليه على هذه المدرسة دارا في محلة الفرافرة قرب جامع الزينبية والمدرسة الآن سماوي مشتمل على ست حجرات في غربيه وشرقيه وعلى قبلية وعلى حوض مسقوف يؤخذ ماؤه بواسطة أنابيب وعلى غرفة فوق جهته الشرقية هي محل جلوس المدرس وتقام فيها الصلوات الخمس في قبليتها وليست من العمار على شيء لقلة دخلها.

تنبيه : كانت دور بني العديم شرقي هذه المدرسة إلى أن انهدمت في حادثة تيمور وصارت تلا وكانت إلى جانب هذه الدور بوابة من الرخام الأصفر ثلاث قطع (وهي باقية حتى الآن) دثر داخلها وعمره الناس أملاكا. قلت من جملة هذه الأملاك دار لبني العكام أدركناها عامرة ثم هدمتها الحكومة وبنت مكانها المكتب الرشدي العسكري. وكانت في ذلك الجوار خانقاه أنشأها سعد الدين كمشتكين الخادم مولى أتابك عماد الدين سنة ٥٧٣ لم يبق لها الآن أثر ولعلها دخلت في بناء خان خيري بك.

الزاوية الجوشنية

محلها في سوق السويقة على الجادة عند السيوفية شمالي باب خان قورد بك واسمها الأصلي أقصراوية نسبت لبانيها وكأنها اشتهرت بعد الجوشنية لقربها من صناع الجواشن وهي الدروع فقد كان هذا السوق مختصا بعمل السيوف والجواشن ولهذه العمارة سماوي في جنوبيه قبلية وفي غربيه حجرة لها شباك على الجادة مدفون فيها الشيخ أبو إسحاق إبراهيم الكازروني وفوق هذه الحجرة غرفة صغيرة معدة لجلوس الشيخ. مكتوب على باب هذه الزاوية : (بسم الله أنشأ هذه الزاوية المباركة العبد الفقير إلى الله تعالى الشيخ الصالح العابد الحاج جنيد ابن عمر الأقصروي الأبواسحاقي تغمده الله بالرحمة برسم سلطان الأولياء والأقطاب

١٤٨

المرشد إلى طريق الحق والصواب قدوة السالكين وزبدة الواصلين هادي المسلمين خليفة الله في الأرضين سر الله في الأفاق حجة الله على الأطلاق الشيخ المرشد أبو إسحاق إبراهيم شهريار الكازروني قدس الله روحه وعلى خلفائه ومريديه وليس لأحد جلوس على سجادة المسجد بالزاوية المذكورة غير خلفائه وكان الفراغ في شهر ربيع الأول سنة ٧٤٧.

المسجد المعلق

محله في أواسط سوق السويقة قرب خان الحاج موسى في جنوبيه وهو مسجد يصعد إليه بدرجات مشتمل على صحن صغير في شماليه حجرة وفي جنوبيه قبلية وهو قديم : مكتوب على حجر في جانب باب قبليته (بسم الله الرحمن الرحيم إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله إلخ الآية) عمر هذا المسجد العبد الفقير الشيخ محمد بن عثمان ... من شهور سنة ٧١٠) وهو مسجد نير عامر تقام فيه الخمس وله عدة عقارات دكاكين وقفتها عليه المرحومة السيدة الحاجة صالحة زوجة صاحب الخيرات (الحاج موسى آغا أمير) تاريخ كتاب وقفها سنة ١١٨٧ وقد جدده بعد أن أشرف على الدثور في حدود سنة ١٢٩٠ الحاج محمد أفندي ابن أبي بكر آغا أميري أحد رجال الأسرة الأميرية.

مسجد إبراهيم خان

محله تجاه زقاق بستان اليهود بميلة إلى الغرب وهو مسجد فسيح جميل تقام فيه الخمس وله من أوقاف الوزير إبراهيم خان ما يقوم بكفايته كما ستعرفه من كتاب وقفه الذي ذكرنا خلاصته في خاتمة الكتاب.

مسجد علي

محله في رأس سوق التوكل من شرقيه وهو مسجد يصعد إليه ببضع درجات مركب على حوانيت تحته جارية في وقفه وفيه قبر رجل يسمونه عليا ويقولون إن المحلة مضافة لاسمه وفي هذا المسجد تقام الصلوات الخمس وله من الدخل زهاء أربعة آلاف قرش تجبى من دكاكينه المذكورة وفي سنة ١٣٤١ شبت النار بفرن في شرقيه فاحترق الفرن وعجل بتخريب هذا المسجد لقطع الطريق على النار كيلا تتصل بالحوانيت التي في شرقيه وهو الآن باق على خرابه.

١٤٩

مسجد : ملاصق خان الكتان من شرقيه متهدم مائل للخراب يسكنه بعض الفقراء لا أعرف له ترجمة.

بقية آثارها

مكتب الصاحبية : في السوق تجاه الجادة النازلة من أمام باب خان الوزير أنشأه (أحمد ابن يعقوب) المتقدم ذكره وهو مكتب واسع جميل يصعد إليه بدرجات لكنه الآن معطل مائل للخراب يستعمله بعض الباعة لخزن البضائع بأجرة يدفعها لمن يكون متوليا عليه. سبيل النارنجية : على بابها وقد ذكرناه في الكلام عليها وسبيل الصاحبية تحت المكتب المذكور وسبيل خان الصابون على بابه من إنشاء (أزتيمور بن مزيد) وجدده المرحوم رجب باشا والي حلب سنة ١١٣٢ ، وسبيل ملاصق باب خان الحاج موسى من شماليه من إنشاء الواقف الحاج موسى أميري وقد وقف عليه دارا تجاه الخان الأعوج في كتاب وقفه الكبير تاريخ ١١٧٧ ، وسبيل تجاه جامع الحاج موسى له دكان بقربه ، وسبيل تجاه المسجد المعلق قرب خان الحاج موسى داخل في وقف المسجد المذكور ، وسبيل في أواسط سوق التوكل من إنشاء المرحوم عبد القادر أفندي الجابري ، وسبيل آخر في سوق الطيبية تجاه باب الجامع الكبير وفيها من الخانات : الخان الأعوج وخان الحاج موسى الأميري وتقدم الكلام عليهما في كتاب وقفه وخان الدوه لك (١) في سوق التوكل ، جدده في زماننا أحد أغنياء اليهود. وخان الوزير أنشأه أحد ولاة حلب سنة ١٠٩٣ وهو خان عظيم شهير يعد من أعظم خانات حلب وجهة بابه مشتمل على صنعة من البناء والعمارة تستدعي السواح إلى الإقبال عليها لأخذ رسمها والإعجاب بشأنها وخان قورد بك بن خسرو باشا المتقدم ذكره في خلاصة كتاب وقف الخسروية وهو أيضا من الخانات العظيمة بحلب وخان الكتان تجاه المدرسة الصلاحية وهو قديم كان يعرف بخان السيدة وهي السيدة بنت وثاب النميري أخت شبيب زوجة نصر بن محمود بن مرداس يقال إنها جهزت جيش غزاة من مالها وكان هذا الخان مشرفا على الخراب ينزله قوافل الكروان (٢).

__________________

(١) خان الدوه لك ويسمى أيضا خان إستانبول.

(٢) قوافل الكروان كلمة كروان ربما جاءت من الكلمة الأفرنجيةcaravan وهي تعني القوافل.

١٥٠

ثم في سنة ١٣٣٠ شرع بإعماره مدير أوقاف حلب ولما حدث النفير العام وقفت العمارة ثم في هذه الأيام شرع مدير الأوقاف الحالي يحيى أفندي بإتمام عمارته وجعله خانا يصلح للتجار نظير باقي الخانات التجارية. وخان الصابون في رأس سوق الطبيبة أنشأه (أزتيمور بن مزيد) وهو من الخانات العامرة العظيمة وخان الجورة قرب الصلاحية من غربيها وخان (خير بك) وهو من مشاهير الخانات أيضا وقاسارية خان الوزير تجاهه وقاسارية خان الكتان وكل هذه الخانات معدة لبيع سلع التجار وفيها فرنان ومصبغتان وثلاث قهاوي وحمام واحد يعرف بالواساني ويقال الواساني قديم جدا. قال صاحب كنوز الذهب في هذا الحمام جرن أسود يذكر أن الخليل عليه السلام اغتسل منه ولم يزل هذا الأمر مشهورا حتى الآن (في زمنه) وهو حمام مبارك يدخله الناس للتبرك بآثار الخليل عليه السلام ويحصل لهم الشفاء من أمراضهم خصوصا النساء. اه ..

قلت : ولم يزل يزعم من يستأجر الحمام المذكور أن الجرن موجود فيه حتى الآن وهذا الحمام جار في أوقاف الحاج موسى وقد ذكرناه في خلاصة كتاب وقفه. في هذه المحلة بسوق التوكل فندق يعرف بالأوتل يدخل إليه من خان الدوه لك ورأيت في السجل كتاب وقف وقفه عبد القادر بن عمر بن ناصر العثماني سنة ١١٧٢ شرط فيه لسبيل بمحلة سويقة علي وسط السوق تعميره وترميمه وبقية نفقاته وشرط أيضا ثلاثين قارئا وتالي دلائل الخيرات في حجازية (١) الجامع الكبير وأن يشتري في كل يوم خميس خبزة بثلاثة قروش تفرق على الفقراء وقد نبهت على هذا وإن لم أقدر على تعيين السبيل المذكور. ومن الأسر الشهيرة في هذه المحلة أسرة الحاج موسى الأميري وأسرة آل الكاتب وبعض فروع أسرة الجابري ومعظم الدور العظام في هذه المحلة دور الحاج موسى.

__________________

(١) الحجازيّة مكان خاص صغير في الجامع مخصص للصلاة.

١٥١

محلة الدباغة العتيقة (د)

عدد بيوتها ٨٣

الذكور

الإناث

المجموع

الأقوام

١٣١

١٢٠

٢٥١

المسلمون

٢٥٣

٢٥٦

٥٠٩

اليهود

٣٨٤

٣٧٦

٧٦٠

المجموع

 يحدها قبلة سويقة حاتم وغربا المصابن المعروفة أيضا بقسطل الحجارين وشمالا بحسيتا والبندره وشرقا سويقة علي.

آثارها

جامع الدباغة العتيقة محله في شرقيها وهو جامع قديم حافل له منارة مربعة الشكل عالية مبنية بالحجارة الهرقلية وله بابان أحدهما من شرقيه يدخل منه إلى قبليته والآخر من غربي شماليه يدخل منه إلى صحنه وفي شرقي شماليه قبور تاريخ أحدها سنة ٨٠٧ ولهذا الجامع من الأوقاف أربع دور يبلغ سنويا نحو أربعة آلاف قرش (١).

مسجد شمعون

ويقال له مسجد سويقة حاتم مسجد صغير قديم اشتهر أن فيه نبي الله شمعون ولم أر من ذكر ذلك من المؤرخين ومحل ضريحه من هذا المسجد على يمنة الداخل لقبليته قرب بابها وتقام فيه الجهرية وله من الأوقاف دار يبلغ ريعها نحو ثمانمائة قرش في السنة وسيأتي ذكر ما شرط له في كتاب وقف مستدام بك.

__________________

(١) قامت مديرية الآثار مؤخرا بالتعاون مع مديرية الأوقاف بترميم الجامع وتم فتحه للصلاة. ومن الطريف أن نذكر أن بعضهم حاول هدم الجامع ونقل مئذنته الجميلة إلى مكان آخر إلا أن مدير الآثار يومئذ رفض تلك الفكرة.

١٥٢

مسجد البكفالوني

في أواسط الزقاق النازل إلى مسجد شمعون وهو مسجد قديم كان يوجد فيه نخلة سحوق (١) وأظنه مدفنا فقد وجدت في غربيه عدة قبور مدفون ببعضها الشيخ عبد الوهاب البكفالوني المتوفي سنة ١١٥٥ ويوجد في هذه التربة من شرقيها شبه قبلية تعلم فيها الأطفال وتجاهها من الشمال مغارة تشتمل على ميضأة. ولم أطلع له على وقف ومن الأسر الشهيرة في هذه المحلة أسرة آل الجابري والدور العظام تنسب إليها.

__________________

(١) نخلة سحوق أي طويلة.

١٥٣

محلة البندرة (د)

عدد بيوتها ٢٢٥

الذكور

الإناث

المجموع

الأقوام

٢٧٢

٣٠٨

٥٨٠

مسلمون

٩٢٧

٩٤٨

١٨٧٥

يهود

١١٩٩

١٢٥٦

٢٤٥٥

المجموع

 هذه المحلة يعتبرها أهل البلد محلتين إحداهما يسمونها بندرة الإسلام وهي ما يلي محلة داخل باب النصر والأخرى يسمونها بندرة اليهود وهي ما بعدها ولكن الحكومة تعتبرها محلة واحدة وتطلق عليهما اسم البندرة ، حدهما قبلة سويقة علي والدباغة العتيقة وغربا بحسيتا وشمالا الخندق وشرقا داخل باب النصر.

آثارها

مسجد الحاج تقي الدين باشا ابن عبد الرحمن

في غربي زقاق الداية وجنوبي مخفرة باب النصر بميلة إلى الغرب وهو مسجد فسيح عامر وإنما نسب إلى الحاج تقي الدين باشا لأنه رممه وجدد قبلته سنة ١٢٧٨ وربما أطلق عليه مسجد الملثم نسبة لرجل جاور فيه مدة وقد شرط له الحاج تقي الدين باشا في وقفه ما يقوم بكفايته وقد اشتمل على حجرة في شماليه وقبلية في جنوبيه تصلى فيه الخمس ليس إلا.

مسجد القدوري

محله في زقاق حمام القاضي في غربي الحمام بينهما غلوة ينزل إليه بدرجات وفي جنوبيه

١٥٤

قبلية وفي شرقي شماليه قسطل ماء من قناة حلب أمامها مسطبة في صدرها محراب يصلى فوقها في الصيف وفيه مزار الشيخ القدوري المنسوب إليه وهو غير القدوري مؤلف الكتاب المشهور في الفقه وقد شرط له في بعض أوقاف بني الكواكبي قراء ولوازم وفي سنة ١٢٨٢ وقفت عليه عائشة بنت موسى ابن حسين آغا الكردي دارا في محلة الدباغة العتيقة وهو الآن عامر تقام فيه الجهرية فقط.

المسجد العمري

محله شرقي شمالي كنيسة اليهود الشهيرة المعروفة بالكنيسة الصفراء وهو مسجد عامر له قبلية جميلة وفيه حجرة وعلى بابه منارة بديعة الصنعة وفي جانبه الغربي فرن وقف عليه وهو معطل لا تقام فيه صلاة لكونه محاطا باليهود وقد شرط الحاج أحمد أفندي باقي في وقفه الكبير المؤرخ كتابه سنة ١٢٧٤ لأمام هذا المسجد عشرة قروش في كل شهر ومثلها لأمام جامع الشيخ عبد الله في زقاق السبع عوجات.

المحكمة الشرعية

محلها تجاه جامع المهمندار هي ثلاث دور نافذة لبعضها إحداها معدة لسكنى حاكم الشرع مع عائلته والأخرى معدة لجلوسه لسماع الخصومات والثالثة معدة لجلوس الكتبة وكان أصل هذه الدور الثلاث دارا واحدة عدها المحب أبو الفضل ابن الشحنة بتاريخه في الدور العظام بحلب وكانت من جملة ما وقفه (الحسن بن بلبان) المشهور بابن المهمندار على جامعه المعروف به ثم في أواسط القرن العاشر استبدلت بالحمزية ووقفها مالكها بطريق الاستبدال نصفين نصفا على الجامع المذكور ونصفا على فقراء الحرمين ثم أضيفت لأوقاف مزرفوني مصطفى باشا الجاري في وقفه أيضا خان الوزير وفي حدود سنة ١٢٨٥ استخرج من جهتها التي تلي السوق تجاه جامع المهمندار عدة دكاكين معدة للأجرة تجبى غلاتها عن يد متول أقيم عليها وتصرف في مرمات (١) المحكمة.

تنبيه : لا يوجد عندنا الآن في حلب غير هذه المحكمة التي تجري أحكامها على المذهب الحنفي وقد أدركنا من الشيوخ من أدرك في حلب أربع محاكم للشافعية كان محلها المدرسة

__________________

(١) مرمات أي اصلاحات وترميمات.

١٥٥

الصلاحية والنارنجية والجابية الآتي ذكرها في محلة داخل باب النيرب وخان سنوفي محلة الشميصاتية.

بقية آثارها

مسجد غنام : في زقاق الجرن الأسود عمره (الحاج عبد القادر بن أحمد بن محمد غنام) وقد ذكرناه بترجمته وهو مسجد صغير تقام فيه أحيانا السرية وسبيل العكام باشي (١) على صف سبيل غنام في شماليه ويؤخذ ماؤه بواسطة أنبوب : مكتوب عليه أنه أنشأه الناظر الحاج محمد بن عيسى العكام باشي وأجرة القنوي من أجرة الدار التي بها كل شهر نصف قرش سنة ١١٩٣ وسبيل تجاه قهوة السياس على صف المحكمة الشرعية من شماليها يؤخذ ماؤه بأنبوبة في أسفله وبطاسات في أعلاه له دكان يصرف ريعها عليه. مكتوب عليه فوق قنطرته (أنشأ هذا السبيل الشريف أعدل الحكام المتورعين مولانا محمد أفندي بن المولي المرحوم حسام الدين الشهير بقره جلبي زاده كثر الله خيره وزاده قاضي مدينة حلب الشهبا في شهر رجب الفرد من شهور سنة عشر وألف من الهجرة النبوية) وسبيل بحضرة الجوشنية : مكتوب عليه (لا إله إلا الله الملك الحق المبين محمد رسول الله الصادق الوعد الأمين سبيل وقفه العبد الفقير المستعين بربه الجواد المعين على زاده السيد محمد زين الدين القاضي بحلب الشهباء غرة بلاد المسلمين سنة ١٢٠٠) وسبيل على الجادة موجه شرقا له شبك من الحديد عمر سنة ١٠٠٢ ويوجد في هذه المحلة مخفرة للحكومة في حضرة باب النصر وفيها أيضا مصبنة وقف السيافية تعرف بمصبنة البندرة في شرقيها قسطل عمر في حدود القرن الثامن وجدده بعد دثوره (يوسف بن إبراهيم بن إسماعيل) في أوائل القرن العاشر وفي جانب هذا القسطل من شرقيه مسجد ومدفن خرب يبلغ ٥ ع في ١٠ ع عمره يوسف المذكور في حدود سنة ٩٠٠ وفي هذه المحلة أيضا ثلاثة أفران ومداران وفيها دار الجانبلاط الشهيرة وكان في محلها دور بني الأصبع فاشتراها الجانبلاط وعمرها دارا واحدة أنفق عليها في وقته عشرين ألف ذهب وفي هذه المحلة حمام النجاشي المعروف بحمام القاضي ومحله في وسط السوق على يمنة المقبل على جامع القاضي من جهة

__________________

(١) العكام باشي : العكّام جماعة أقوياء أشداء يقومون بخدمة الحجاج لقاء أجر معلوم.

١٥٦

باب النصر وهو الآن مملوك لبعض الناس بطريق الإجارتين (١) مكتوب على بابه (في أيام مولانا السلطان الملك الأشرف أبي النصر قانصوه الغوري أعز الله أنصاره أمر بتجديد هذا الحمّام الأشرف الجمالي ابن ربيع الأشرفي عظم الله تعالى شأنه سنة ٩١٤) ومن الأسر الشهيرة في هذه المحلة أسرة إبراهيم باشا قطار اغاسي وأسرة آل غنام وفيها دار الجانبلاط (٢) الشهيرة وإن كانت مشرفة على الخراب ودور آل غنام.

__________________

(١) طريق الإجارتين وتكون بإعطاء العقار الموقوف الآيل إلى الخراب لمن ينفق على إصلاحه وإعادة توظيفه في الوظائف الخيرية لتأمين موارد للإنفاق منها على الجوامع والمدارس.

(٢) دار الجانبلاط عامرة اليوم وهي موظفة كمدرسة ابتدائية والنية تتجه الآن إلى ترميمها وجعلها قصرا للاستقبال والضيافة ، أما الإصطبلات فربما تحولت إلى مدرسة مهنية فنية.

١٥٧

محلة المصابن (د)

عدد بيوتها ١٣٨

الذكور

الإناث

المجموع

الأقوام

٢١٧

٢٣٧

٥٥٤

المسلمون

٣

٢

٥

أرمن كاثوليك

٢١

١٤

٣٥

أرمن

٥

٢

٧

لاتين

٦

٣

٩

سريان

 ـ

٢

٢

موارنة

٣٧٧

٤٠٠

٧٧٧

يهود

١٥٠

٧٦

٢٢٦

أجانب

٧٧٩

٧٣٦

١٥١٥

المجموع

 يحدها قبلة حارة سويقة حاتم وجب أسد الله وغربا جب أسد الله وشمالا بحسيتا وشرقا سويقة علي والدباغة العتيقة وهذه المحلة تعرف أيضا باسم قسطل الحجارين قيل وسميت بالمصابن لكثرة ما كان فيها من المصابن حتى أنه كثيرا ما يظهر في زقاق المصابن آبار للزيت وهي الآن خالية منها لا يوجد فيها مصبنة واحدة.

آثارها

زاوية الصالحية

وتعرف أيضا بالقادرية وكانت تعرف قديما بالبهشنية وربما عرفت في وقتنا بالحلوية وهي من أقدم زوايا حلب وكانت في أواسط القرن الثاني عشر أشرفت على الخراب فتبرع

١٥٨

بعمارة بابها وترميمها (عبد القادر بن حسين الشهير بابن الأميري) وفي السنة التي جددها اختلى الشيخ صالح شيخ القادرية (١) فنسبت إليه فيها مزار رجل من أهل الله تعالى يقال له الشيخ علي العنزي وقيل إنه من التابعين. وهي الآن عامرة وأوقافها وافرة يتولى مشيختها وجباية أوقافها السادة القادرية من بني الحلوي وقد وقفت المرأة آمنة بنت الشيخ محمد المواهبي وفاطمة بنت أمين الموقع والمرأة خيزران بنت عبد الله معتقة أحمد أفندي المواهبي دارا تعرف بالأوطه (٢) بمحلة المصابن علي شيخ سجادة القادرية من طريق الشيخ قاسم الخاني ثم للحرمين ثم للفقراء تاريخها ١٢٢٩ ولفاطمة بنت الحاج بكري الكردي ابن الحاج مصطفى وقف على ذريتها وبانقراضهم فعلى شيخ الزاوية الحلوية ثم على الحرمين تاريخ وقفها ١٢٣٠.

بقية آثار هذه المحلة

مسجد الشربجي : شرقي قسطل الحجارين بميلة إلى الجنوب قديم فسيح الصحن ضيق القبلية له داران بقربه ، مسجد قسطل الحجارين من آثار (عبد القادر بن حسين الأميري) المتقدم ذكره ، جامع النحويين له مدار قرب الدوه لك ودكان في ذيل العقبة ، مسجد داخل بوابة المصابن ، مدرسة الشاذلية وقيل هي دار حديث قرب مسجد النحويين وكانت خفية فأظهرها بعض أهل الخير وجدد قبليتها وبابها واستخرج منها دكاكين وقفهما عليها ، المسجد الواطي في زقاق السبع عوجات ، مسجد الشيخ بدران في المصابن له دار في المحلة ، مسجد رحمة على يمنة السالك في الجادة الآخذة إلى بحسيتا ، مكتب للأيتام ، وسبيل من آثار عبد القادر الأميري المذكور سابقا مكتوب على بابه :

هذا السبيل ومكتب الصبيان

من خير عبد القادر المحسان

أنشأهما وقفا يدوم ثوابه

عند انقطاع الأهل والأخوان

يرجو دعا متعلم ومعلم

والشاربين الماء بالغفران

لبنائه من رام تاريخا يجد

نعم السبيل ومكتب القرآن

__________________

(١) القادرية طريقة تنسب إلى عبد القادر الجيلاني المتوفى ٥٦١ ه‍ انتشرت في العالم الإسلامي داعية للتصوف.

(٢) الأوطه كلمة تركية تعني الغرفة.

١٥٩

وفي هذه المحلة من السبلان والقساطل : قسطل الحجارين أنشأه (يحيى بن علي معلم سلطان) في حدود سنة ٩٠٠ وأوصل إليه الماء ثم جدده الأميري المذكور ، وسبيل على باب مسجد الشربجي يعرف بسبيل العداس ، وسبيل الأميري تجاه حمام الصالحية المعروف بالحمام الجديد وهو باتصال مكتبه المتقدم ذكره ، وسبيل لصيق مسجد رحمه وهو من إنشاء يلبغا نائب حلب سنة ٧٥٣ ، وقسطل أبي الدرجين في المصابن وفي هذه المحلة الحمام الجديد قرب الزاوية الصالحية جددها الأميري المذكور سنة ١١٧٦ ، وفيها خان الزيت من إنشاء الملك الأشرف كجك سنة ٧٤٢.

تنبيه : هذه المحلة يمر منها جادة إلى ميدان باب الفرج أولها تجاه عقيبة الياسمين وأخرى إلى ميدان باب الجنان أولها رأس الشارع الذي كان يعرف بزقاق السبع عوجات أوله شمالي زاوية الصالحية يمتد من تجاهها ثم يخترق خان دار كوره فيجعله شطرين ويخرج إلى ميدان باب الجنان. هاتان الجادتان كانتا ضيقتين حرجتين جدا خاليتين من الحوانيت ثم في سنة ١٣٣١ اقتطع أستاذ التكية الصالحية الشيخ محمود ابن الشيخ محمد خير الدين الحلوي قطعة من الدار الموقوفة على سكنى أساتذة هذه التكية في الجادة الأولى بنى عليها من ماله لنفسه ثلاثة عشر مخزنا كبيرا تهافت التجار على استئجارها بأجور وافرة لأن هذه الجادة هي أقرب سكة يسلكها تجار السوق الكبير المعروف بالمدينة إلى منازلهم في المحلات المتجددة خارج سور البلدة كالجميلية والعزيزية ومحلة التلل والحميدية والسليمانية. وفي سنة ١٣٣٤ أثناء الحرب العامة اغتنمت الحكومة فرصة ضعف الرعية والأجانب عن معارضتها وهدمت الدور والمنازل من جانبي الجادتين المذكورتين قصد جعلهما عريضتين فأستاء أصحاب المنازل من هذا العمل استياء عظيما وبعد انقضاء الحرب شرعوا بإعمار الدور والحوانيت على ما بقي لهم من عرصاتها فما مضى غير قليل من الزمن حتى انتهى إعمارها وأصبح الملك في هاتين الجادتين ذا قيمة عظيمة تبلغ عشرة أضعاف ما كانت عليه قبل توسيعهما فكان ما أستاء ذووه منه آئلا إلى خيرهم مصداق الآية (وعسى أن تكرهوا إلخ.) أما الأسر القديمة في هذه المحلة فهي أسرة آل باقي وأسرة آل الحلوي وأسرة آل العداس وأسرة آل الدهنة وسنتكلم على بعض هذه الأسر في مقدمة باب التراجم : والدور العظام في هذه المحلة جارية في أملاك هذه الأسر وأوقافهم انتهى الكلام على هذه المحلة.

١٦٠