بهجة النفوس والأسرار - ج ١

الشيخ أبي محمّد عفيف الدين عبد الله بن عبد الملك المرجاني

بهجة النفوس والأسرار - ج ١

المؤلف:

الشيخ أبي محمّد عفيف الدين عبد الله بن عبد الملك المرجاني


المحقق: محمّد عبد الوهاب فضل
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الغرب الإسلامي ـ بيروت
الطبعة: ١
الصفحات: ٦٥٨
الجزء ١ الجزء ٢

١

٢

المقدمة

الحمد لله رب العالمين الذي بنعمته تتم الصالحات ، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين محمد بن عبد الله ، وعلى آله وصحبه أجمعين ... وبعد

تعنى الأمم بدراسة تواريخها سياسيا وحضاريا ، كما تعنى بدراسة تاريخ عظمائها وذوي الرأي فيها ممن لهم تأثير في تطوير المجتمع ورقيه.

ولعل أمة من الأمم لم تبلغ عنايتها بالتاريخ ما بلغت الأمة الإسلامية ، ولقد تجلى ذلك في أمرين :

الأول : في الشروط التي لا بد منها في توثيق الرواية ، وقبول الأخبار ، والتي كان لعلماء الحديث القدح المعلى في ضبط أصولها وتحديد قواعدها.

الثاني : في الإتجاهات التاريخية المتخصصة ، والتي يقصر فيها كل مؤرخ جهده على إتجاه بعينه إستيعابا لمادته وجمعا للأشباه والنظائر ، حتى تتكامل الصور التي يفيد منها في دراسته دون تشتيت للجهد ، أو تضييع للوقت ، تمييزا له عن غيره من المؤرخين.

ومن هنا تعددت أشكال البحث التاريخي عند مؤرخي الإسلام ، كما تعددت مجالاته وعصوره ، وكان التاريخ ـ بمعناه الكلي ـ الذي ينتظم كل نشاط إنساني مؤثر في حركة التاريخ مناط بحث دائم ومستمر ، وبصور مختلفة في فكر مؤرخي الإسلام.

ولقد بدأ اشتغال مؤرخي الإسلام بكتابة سيرة الرسول ، صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، ومغازيه ، وحولها تفجرت أفكارهم ، فتناولها من كل جوانبها منذ منتصف القرن الثاني الهجري ، وكان أول كتاب جامع لسيرة الرسول ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ هو كتاب «المبتدأ

٣

والمبعث والمغازي» المسمى ب «سيرة محمد بن إسحاق» (١).

ثم جاء عبد الملك بن هشام ، فهذب «سيرة ابن إسحاق» في كتابه السيرة النبوية ، المعروفة ب «سيرة ابن هشام» (٢).

ثم عكف العلماء على «سيرة ابن هشام» بالشرح ، أو الإختصار ، أو النظم شعرا.

وما زال العلماء يكتبون في سيرة الرسول ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ وقد أضحى هذا الإتجاه شغل كثير من مفكري الإسلام.

ومن الإتجاهات في الكتابة التأريخية : «التأريخ للمدن وخططها» : فقد شهد النصف الثاني من القرن الثالث الهجري تطورات هامة في الحياة السياسية للدولة العباسية ، وكان أبرز هذه التطورات ، استقلال بعض العمال بالأقاليم التي تحت أيديهم ، فصارت إمارات ودويلات مستقلة (٣) ،

__________________

(١) محمد بن إسحاق بن يسار ، أبو عبد الله المطلبي ، كان حافظا اخباريا نسابة ، وأصحاب الحديث يضعفونه ويتهمونه ، (ت ١٥١ ه‍) ، وهو صاحب السيرة النبوية.

انظر : ابن قتيبة : المعارف ، ص ٤٩١ ـ ٤٩٢ ، الخطيب : تاريخ بغداد ١ / ٢١٤ ، ابن حجر : تهذيب التهذيب ٩ / ٣٨ ـ ٤٦.

وقام الدكتور : سهيل زكار بجمع قطعة من سيرة ابن إسحاق وحققها باسم «السير والمغازي» طبعة دار الفكر ، بيروت ١٣٩٨ ه‍ ـ ١٩٧٨ م.

(٢) عبد الملك بن هشام ، أبو محمد الحميري المعافري ، كان أديبا إخباريا ونسابة ، جمع سيرة ابن إسحاق وهذبها ، فصارت تنسب إليه ، (ت ٢١٨ ه‍).

انظر : ابن كثير : البداية والنهاية ١٠ / ٢٦٧ ، السيوطي : حسن المحاضرة ١ / ٥٢١.

وكتاب ابن هشام طبع أكثر من مرة تحت عنوان : «سيرة ابن هشام» ، وقد إعتمدت على طبعة الحلبي بالقاهرة ١٣٧٥ ه‍ ـ ١٩٥٥ م.

(٣) ومن هذه الدويلات والإمارات المستقلة : الدولة الطاهرية : على يد طاهر بن الحسين في خراسان سنة (٢٠٥ ـ ٢٥٩ ه‍) ، والدولة الصفارية : على يد يعقوب بن الليث بن الصفار في سجستان سنة (٢٥٤ ـ ٢٩٠ ه‍) ، والدولة السامانية : على يد أحمد بن أسد بن سامان في بلاد ما وراء النهر سنة (٢٦٦ ـ ٣٨٩ ه‍) ، والدولة الطولونية : على يد أحمد بن طولون في مصر سنة (٢٥٤ ـ ٢٩٢ ه‍) ، ثم الإخشيدية : على يد محمد بن طغج الإخشيد سنة (٣٢٣ ـ ٣٥٨ ه‍).

وعن ظهور الدويلات والإمارات المستقلة عن الخلافة العباسية ، والعوامل التي أدت إلى هذه الظاهرة. انظر : الطبري : تاريخ الرسل ، حوليات قيام هذه الدول ، جزء ٧ ، ٨ ، ابن الجوزي : المنتظم ، حوليات قيام هذه الدول ، جزء ١٢ ، ١٣ ، حسين محمد سليمان : الدولة الإسلامية في العصر العباسي ص ١٣٨ ، حسن محمود : مصر في عهد الطولونيين ص ٣ ـ ٤ ، محمود شاكر : التاريخ الاسلامي ـ الدولة العباسية ص ٢١ ـ ٢٢ ، فاروق عمر : الخلافة العباسية في عصر الفوضى العسكرية ص ٢١١ ـ ٢٣٣ ، عصام الدين عبد الرؤف : الدولة الإسلامية المستقلة في الشرق ص ١٣ ـ ٣٠ ، محمد الخطيب : تاريخ الدويلات الإسلامية ص ١٧٦ ـ ٣٧٥.

٤

فتأثرت إتجاهات الكتابة التأريخية بهذا التفرق السياسي ، فتعددت بذلك مراكز الثقافة الإسلامية ، وتنافست فيما بينها ، فكثر العلماء في الأمصار الإسلامية وترتب على ذلك ظهور «التواريخ المحلية للأمصار والمدن الإسلامية وخططها» ، ومما هو جدير بالذكر أن هذا النوع من الكتابة التأريخية ـ التأريخ للمدن وخططها ـ انفرد به المؤرخون في ديار الإسلام عن غيرهم من الأمم المعاصرة لهم.

والتأريخ المحلي هو وليد الشعور بالإنتماء وتعبير صادق عن ارتباط المؤرخ بوطنه ومدينته واعتزازه بهما.

وقد اشتغل بعض المؤرخين المسلمين بالتأريخ للمدن الإسلامية وخططها ، وأخذت كتابتهم صورا متعددة من صور المعالجة التأريخية ، وإذا كان التأريخ لبعض المدن جاء عرضا في كتب السيرة ، إلا أنه لم يحظ بوقفات طويلة يروي ظمأ ، أو يشفي غلة ، اللهم إلا ما كان يتصل بمدينة رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ أو بمكة المكرمة ، أو القدس الشريف ، وهو ما يعرف ب «التأريخ للمدن المقدسة».

٥

نشأ تاريخ المدن في نهاية القرن الثاني الهجري على يد محمد بن الحسن بن زبالة في كتابه «تاريخ المدينة» (١) بيد أن هذا الكتاب مفقود ، ولم نعرف عنه إلا ما رواه المؤرخون الذين جاءوا من بعده ونقلوه عنه ، وقد أفرد ما نقله المؤرخون عنه المستشرق «فستنفيلد» منذ قرن من الزمان تقريبا في كتاب سماه «تاريخ المدينة لابن زبالة» (٢).

ثم كان القرن الثالث الهجري حيث تبلور تأريخ المدن ، وظهر فيه أول كتاب عن تاريخ المدن وصلنا وبين أيدينا الآن ، وهو كتاب «أخبار مكة» لأبي الوليد الأزرقي (٣).

وقد حظى فن تأريخ المدن بكثير من عناية المؤرخين منذ هذا القرن ـ الثالث الهجري ـ وما تلاه ، فظهرت مصنفات كثيرة في تواريخ المدن وخططها من أبرزها : * «فتوح مصر» عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الحكم ، أبو القاسم المصري ، مؤرخ وفقيه من أهل مصر ، توفي في سنة سبع وخمسين ومائتين (٤) ، ومن مؤلفاته كتاب «فتوح مصر وأخبارها» طبع بمصر ١٩٦٧ م.

__________________

(١) محمد بن الحسن بن زبالة المخزومي ، إخباري من أصحاب مالك بن أنس ، متروك الحديث ، مات بعد سنة (١٩٩ ه‍) ، ومن آثاره «أخبار المدينة» لم يصل إلينا. انظر : ابن النديم : الفهرست ص ١٥٨ ، ابن حجر : تهذيب التهذيب ٩ / ١١٥ ، كحالة : معجم المؤلفين ٩ / ١٩١.

(٢) انظر : مقدمة كتاب «تاريخ المدينة المنورة» لابن شبة ١ / ل.

(٣) محمد بن عبد الله ، أبو الوليد الأزرقي ، مؤرخ من أهل مكة ، يماني الأصل ، من تصانيفه كتاب «أخبار مكة» ، (ت ٢٤٤ ه‍) وقيل في (٢٥٠ ه‍).

انظر : ابن النديم : الفهرست ص ١٦٢ ، تقي الدين الفاسي : العقد الثمين ٢ / ٤٩ ـ ٥٠ ، وقد طبع كتاب الأزرقي في بيروت ١٣٩٩ ه‍ / ١٩٧٩ م.

(٤) انظر : السيوطي : حسن المحاضرة ١ / ٤٤٦.

٦

* «تاريخ المدينة المنورة» عمر بن شبة ، أبو زيد النميري البصري ، كان محدثا ومؤرخا ثقة ، توفى سنة اثنتين وستين ومائتين (١). ومن مؤلفاته كتاب «تاريخ المدينة المنورة» طبع في مدينة جدة ١٤٠٢ ه‍.

* «كتاب بغداد» أحمد بن طاهر ، أبو الفضل طيفور ، كان أحد البلغاء والشعراء الرواة ، مات في سنة ثمانين ومائتين (٢). ومن مؤلفاته كتاب «بغداد» طبع في مكتبة المثنى بغداد ١٣٨٨ ه‍ / ١٩٦٨ م.

* «أخبار مكة» محمد بن إسحاق الفاكهي ، مؤرخ من أهل مكة ، مات في سنة اثنتين وسبعين ومائتين ، وقيل في سنة تسع وسبعين ومائتين تقريبا (٣).

ومن مؤلفاته كتاب «أخبار مكة» طبع بمكة المكرمة ١٤٠٧ ه‍ / ١٩٨٦ م.

* «فضائل المدينة» المفضل بن محمد ، أبو سعيد الجندي ، مؤرخ يماني الأصل ، مات بمكة في سنة ثمان وثلثمائة (٤). ومن مؤلفاته كتاب «فضائل المدينة» طبع بدمشق ١٤٠٥ ه‍ / ١٩٨٥ م.

* «تاريخ بغداد» أحمد بن علي ، أبو بكر الخطيب البغدادي ، كان مؤرخا ومحدثا ثقة ، مات في سنة ثلاث وستين وأربعمائة (٥). ومن مؤلفاته كتاب «تاريخ بغداد» طبع دار الكتاب العربي ـ بيروت ، عن طبعة الخانجي بالقاهرة.

__________________

(١) انظر : الخطيب : تاريخ بغداد ١١ / ٢٠٨ ـ ٢١٠ ، ابن الجوزي : المنتظم ١٢ / ١٨٤ ، ياقوت : معجم الأدباء ١٦ / ٦٠ ، ابن العماد : شذرات الذهب ٢ / ١٤٦.

(٢) انظر : الخطيب : تاريخ بغداد ٤ / ٢١١ ـ ٢١٢ ، ياقوت : معجم الأدباء ٣ / ٨٧ ـ ٩٧.

(٣) انظر : مقدمة كتاب أخبار مكة للفاكهي ١ / ٣٢ ، تقي الدين الفاسي : العقد الثمين ١ / ٤١٠ ـ ٤١١.

(٤) انظر : ابن حجر : لسان الميزان ٦ / ٨١ ، ابن العماد : شذرات الذهب ٢ / ٢٥٣.

(٥) انظر : ابن الجوزي : المنتظم ١٦ / ١٢٨ ـ ١٣٥ ، ياقوت : معجم الأدباء ١ / ٢٤٨ ، ٤ / ١٣ ـ ٤٥ ، ابن العماد : شذرات الذهب ٣ / ٣١١.

٧

* «تاريخ دمشق» علي بن الحسن الشافعي ، أبو القاسم المعروف بابن عساكر ، الدمشقي ، كان مؤرخا حافظا ، مات في سنة إحدى وسبعين وخمسمائة (١). ومن مؤلفاته كتاب «تاريخ دمشق» مطبعة روضة الشام ١٣٢٩ ـ ١٣٣٢ ه‍.

* «الدرة الثمينة في تاريخ المدينة» محمد بن محمود محب الدين ابن النجار ، محدث العراق ، توفي في سنة ثلاث وأربعين وستمائة (٢). ومن مؤلفاته كتاب «الدرة الثمينة في تاريخ المدينة» طبع ملحقا بكتاب شفاء الغرام ، طبعة الحلبي بالقاهرة ١٩٥٦ م.

* «التعريف بما أنست دار الهجرة» محمد بن أحمد المدني ، أبو عبد الله جمال الدين المطري ، كان عالما بالحديث والفقه والتاريخ ، مات بالمدينة سنة إحدى وأربعين وسبعمائة (٣). ومن مؤلفاته كتاب «التعريف بما أنست دار الهجرة» وقام بنشره أسعد درابزوني الحسيني ١٣٧٢ ه‍.

* «بهجة النفوس والأسرار في تأريخ دار هجرة النبي المختار» عفيف الدين عبد الله بن عبد الملك المرجاني ، المتوفى بعد سنة سبعين وسبعمائة. «وهو موضوع التحقيق».

ويستمر تيار التأريخ للمدن منطلقا عبر القرون ، ومن هذه الكتب في تاريخ المدينة المنورة بعد عصر المرجاني :

__________________

(١) انظر : ابن الجوزي : المنتظم ١٨ / ٢٢٤ ـ ٢٢٥ ، ابن العماد : شذرات الذهب ٤ / ٢٣٩.

(٢) انظر : ياقوت : معجم الأدباء ١٩ / ٤٩ ـ ٥١ ، الذهبي : سير أعلام ٢٣ / ١٣١ ـ ١٥٤ ، ابن العماد : شذرات الذهب ٥ / ٢٢٦.

(٣) انظر : ابن حجر : الدرر الكامنة ٣ / ٤٠٣ ـ ٤٠٤ ، السخاوي : التحفة اللطيفة في تاريخ المدينة ٢ / ٤١٣ ـ ٤١٥.

٨

* «تحقيق النصرة بتلخيص معالم دار الهجرة» أبو بكر بن الحسين المراغي ، مؤرخ وفقيه استوطن المدينة المنورة ، وتوفي بها في سنة ست عشر وثمانمائة (١). ومن مؤلفاته كتاب «تحقيق النصرة بتلخيص معالم دار الهجرة» طبع في مدينة القاهرة ١٣٧٤ ه‍ / ١٩٥٥ م.

* «المغانم المطابة في معالم طابة» محمد بن يعقوب ، أبو الطاهر ، مجد الدين الشيرازي الفيروز آبادي ، من أئمة اللغة والأدب ، وتوفي في زبيد سنة سبع عشرة وثمانمائة (٢). ومن مؤلفاته كتاب «المغانم المطابة في معالم طابة» طبع في مدينة الرياض ١٣٨٩ ه‍ / ١٩٦٩ م.

* «تاريخ مكة المشرفة والمسجد الحرام والمدينة الشريفة والقبر الشريف» محمد بن محمد بن أحمد المكي جمال الدين المعروف بابن الضياء ، مؤرخ وفقيه وقاضي مكة ، توفي بمكة سنة خمس وثمانين وثمانمائة (٣). ومن كتبه «تاريخ مكة المشرفة والمسجد الحرام والمدينة الشريفة» ، طبع بمكة المكرمة ١٤١٦ ه‍ / ١٩٩٦ م.

* «التحفة اللطيفة في أخبار المدينة الشريفة» محمد بن عبد الرحمن ، شمس الدين السخاوي ، مؤرخ وفقيه وأديب ، وتوفي في سنة اثنتين وتسعمائة (٤). ومن كتبه : «التحفة اللطيفة في أخبار المدينة الشريفة» طبع في بيروت ١٤١٤ ه‍ / ١٩٩٣ م.

* «وفاء الوفاء بأخبار دار المصطفى» علي بن عبد الله بن أحمد

__________________

(١) انظر : ابن العماد : شذرات الذهب ٧ / ١٢٠.

(٢) انظر : تقي الدين الفاسي : العقد الثمين ٢ / ٣٩٢ ـ ٤٠٠ ، ابن العماد : شذرات الذهب ٧ / ١٢٦.

(٣) انظر : السخاوي : الضوء اللامع ٧ / ٨٤.

(٤) ابن العماد : شذرات الذهب ٨ / ١٥.

٩

نور الدين ، أبو الحسن السمهودي ، مؤرخ وفقيه ، نزل المدينة المنورة ، ومات في سنة إحدى عشر وتسعمائة (١). ومن مؤلفاته كتاب «وفاء الوفا بأخبار دار المصطفى» طبع في بيروت ١٣٧٤ ه‍ / ١٩٥٥ م.

* «تاريخ المدينة المنورة» قطب الدين محمد بن أحمد النهرواني ، الهندي ، ثم المكي الحنفي ، مؤرخ وفقيه ، مات في سنة تسعين وتسعمائة (٢).

ومن تصانيفه كتاب «تاريخ المدينة المنورة» (٣).

وبعد : لقد ترك لنا المؤرخون من أولئك وهؤلاء آثارا حفيلة ، وتراثا حضاريا ضخما ، ومادة علمية خصيبة غنيت بالمثل العليا ، والصور الحية ، والدروس المستفادة.

وهذا التراث العلمي نحن في مسيس الحاجة إلى الكشف عن نفائسه ، والتنقيب عن ذخائره ، لنعرف منه مدى ما لنا من أصالة ومكانة ، ومدى ما يمكن أن نسهم به الآن في إبراز الفكر ، وإرساء القيم ، وتدعيم الحضارة الإسلامية.

ومن منطلق اهتمامي بتواريخ المدن المقدسة ، ولا سيما تاريخ الحرمين الشريفين ، وقع الإختيار على تحقيق مخطوط في تاريخ المدينة المنورة ، ومن أبرز الكتب المتخصصة في تاريخ المدينة المنورة وخططها في القرن الثامن الهجري ـ بعد كتاب «التعريف بما أنست دار

__________________

(١) انظر : السخاوي : الضوء اللامع ٥ / ٢٤٥ ، ابن العماد : شذرات الذهب ٨ / ٥٠ ـ ٥١.

(٢) انظر : ابن العماد : شذرات الذهب ٨ / ٢٤٠.

(٣) مخطوط بمركز إحياء التراث ـ جامعة أم القرى ـ رقم ١٦٦ تاريخ.

١٠

الهجرة للمطري (ت ٧٤١ ه‍) كتاب : «بهجة النفوس والأسرار في تأريخ دار هجرة النبي المختار» لأبي محمد عفيف الدين عبد الله بن عبد الملك البكري القرشي المرجاني ، المتوفى بعد سنة سبعين وسبعمائة.

وقد أبان المؤلف في مقدمة الكتاب عن رغبته في وضع كتاب في تاريخ المدينة المنورة ، حاويا كل الدرر ... وانتخب ذلك من مصنفات كتب تنيف على المائتين.

ومن خلال القراءة والتتبع ، والرصد الدقيق لهذا الكتاب الموسوعي ، يلاحظ أن المادة العلمية والتاريخية والأدبية واسعة ، تفوق المادة التي أودعها عمر بن شبه النميري ، صاحب أول كتاب طبع في تاريخ المدينة المنورة ، بل إن المرجاني في كتابه «بهجة النفوس والأسرار في تأريخ دار هجرة النبي المختار» انفرد بأبواب ضافية (١) ، وهذا يكشف لنا عن أهمية الكتاب.

وكان المرجاني حريصا على استيفاء المسائل التي تناولها في كتابه ، واجتهد في أن يجمع أكبر عدد من المصادر ، تنوعت بتنوع الموضوعات التي عالجها في تاريخه ، واستطاع أن يطوع المادة التي جمعها لخدمة الموضوع وتجليته.

ولهذا ترجع أهمية كتاب «بهجة النفوس والأسرار في تأريخ دار هجرة النبي المختار» إلى استقصائه واستيعابه وجمعه لشتى الأخبار التي تتعلق بأخبار وخطط المدينة المنورة حتى عصر المؤلف.

__________________

(١) مثل ما ورد في الباب الأول ، الثاني ، الثالث ، الخامس ، السادس ، التاسع.

١١

وقد قسمت العمل إلى ثلاثة أقسام :

القسم الأول :

دراسة عن الكتاب ، والمؤلف ، ومنهج التحقيق.

القسم الثاني :

تحقيق متن الكتاب.

القسم الثالث :

الفهارس العامة للكتاب.

١٢

القسم الأول

دراسة عن الكتاب ، والمؤلف ، ومنهج التحقيق

وبمشيئة الله تعالى سوف أتناول في هذا القسم الأمور الآتية :

أولا ـ مصادر الكتاب.

ثانيا ـ محتويات الكتاب.

ثالثا ـ دراسة موجزة عن مؤلف الكتاب.

رابعا ـ فكرة تاريخية عن عصر المؤلف.

خامسا ـ عنوان ونسبة الكتاب إلى المؤلف.

سادسا ـ منهج المؤلف في الكتاب.

سابعا ـ الأصول المخطوطة للكتاب.

ثامنا ـ منهج التحقيق.

أولا ـ مصادر الكتاب

تتضح لنا أهمية كتاب «بهجة النفوس والأسرار في تأريخ دار هجرة النبي المختار» من خلال المصادر المتنوعة التي أشار إليها المؤلف في ثنايا تضاعيف الأخبار التي أوردها في كتابه ، ولا سيما أن بعض المصادر والنصوص التي نقلها ، واعتمد عليها ، منقولة عن كتب خطية ما تزال مفقودة لدى الباحثين حتى اليوم ، أو مخطوطة في دور الأرشيف التاريخي تنتظر النور ، ولولاه بهذه النقول لاندثرت وضاعت مثل غيرها من الكتب التي فقدت في العالم الإسلامي إبان الغزو المغولي ، فحافظت هذه النقول للأخبار على هذا

١٣

التراث التاريخي ، وتلك فائدة كبرى يهتم بها الباحثون في الدراسات التاريخية ، وتطور الكتابة في فن التاريخ في ديار الإسلام على حد سواء.

وحرص المرجاني على ذكر مصادره يدل على أمانته فيما يكتب ، وهذه المصادر المتنوعة ، تبرز لنا سعة إطلاع المؤلف وثقافته الإسلامية الواسعة.

والمصادر التي اعتمد عليها المرجاني من خلال الرصد الدقيق لأبواب وفصول الكتاب ، ثلاثة أنواع :

أـ مصادر صرح فيها باسم الكتاب والمؤلف.

ب ـ مصادر صرح فيها باسم الكتاب فقط.

ج ـ مصادر صرح فيها باسم المؤلف فقط.

وكان المؤلف أمينا في الإعتماد على هذه المصادر ، وقد وضح هذا من خلال مطابقة أسماء الكتب والمؤلفين بما ورد في كتب الفهارس المتخصصة ، وأيضا في مقارنة المادة العلمية التي نقلها المؤلف عن هذه المصادر المتعددة ، لكي يتضح للقاريء الكريم مدى المعاناة الشديدة في ضبط وتحقيق الآثار ، والأخبار ، والإشارات التاريخية ، والنوادر ، والفوائد التي أوردها المؤلف في ثنايا السطور وتضاعيف الأخبار في كتابه.

إن ضخامة هذا الكتاب ، والمنهج الموسوعي الذي سار عليه المؤلف في كتابه ، جعلته يتوسع في المصادر التي اعتمدها في معارف شتى في زمانه ، ولذلك يكون للمرجاني فضل كبير في الإحتفاظ بنصوص كثيرة من كتب منشورة ، أو مخطوطة ، أو مفقودة.

وبمشيئة الله تعالى ، سأذكر أمثلة لهذه المصادر ، وبقية المصادر سترد في المتن المحقق مع الإشارة إليها في حواشي التحقيق ، وهذه المصادر منها ما

١٤

هو في تاريخ المدينة المنورة ومكة المكرمة مثل :

* «تاريخ المدينة» محمد بن الحسن بن زبالة ، المتوفى بعد سنة ١٩٩ ه‍.

* «أخبار مكة» محمد عبد الله ، أبو الوليد الأزرقي ، المتوفى سنة ٢٤٤ ه‍.

* «فضائل المدينة» المفضل بن محمد ، أبو سعيد الجندي ، المتوفى سنة ٣٠٨ ه‍.

* «مثير العزم الساكن إلى أشرف الأماكن» عبد الرحمن بن علي ، أبو الفرج ، المعروف بابن الجوزي ، الواعظ والمحدث المفسر والمؤرخ ، توفى في بغداد سنة ٥٩٧ ه‍ (١). وكتابه «مثير العزم الساكن إلى أشرف الأماكن» مخطوط بمركز إحياء التراث الإسلامي ، رقم ٤٢١ تاريخ.

* «الدرة الثمينة في تاريخ المدينة» محب الدين محمد بن محمود بن النجار ، المتوفى سنة ٦٤٧ ه‍.

* «التعريف بما أنست دار الهجرة من معالم دار الهجرة» جمال الدين محمد بن أحمد المطري ، المتوفى سنة ٧٤١ ه‍.

ومنها كتب تتعلق بالسيرة النبوية ، والمناقب ، والأنساب ، والتاريخ ، والطبقات مثل :

* «سيرة ابن إسحاق» محمد بن إسحاق المطلبي ، المتوفي سنة ١٥١ ه‍.

__________________

(١) انظر : الذهبي : سير أعلام النبلاء ٢١ / ٣٦٥ ـ ٣٨٤ ، ابن العماد : شذرات الذهب ٤ / ٣٢٩.

١٥

* «مغازي الواقدي» محمد بن عمر ، أبو عبد الله الواقدي ، كان عالما بالمغازي والسير والفتوح والأخبار ، مات في سنة ٢٠٨ (١). وكتاب «المغازي للواقدي» طبع في بيروت ١٩٦٦ م.

* «سيرة ابن هشام» عبد الملك بن هشام الحميري ، المتوفي سنة ٢١٨ ه‍.

* «الطبقات الكبرى» محمد بن سعد ، أبو عبد الله الزهري ، كاتب الواقدي وتلميذه ، كان ثقة بأخبار الصحابة والتابعين ، مات في سنة ٢٣١ ه‍ (٢). وكتاب «الطبقات الكبرى» طبع في دار صادر ، بيروت (بدون تاريخ).

* «المعارف» عبد الله بن مسلم بن قتيبة الدينوري ، أبو محمد الكاتب ، كان محدثا ثقة ، مات في سنة ٢٧٦ ه‍ (٣). وكتاب «المعارف» طبع بدار المعارف بالقاهرة ١٩٦٩ م.

* «تاريخ الرسل والملوك» محمد بن جرير ، أبو جعفر الطبري ، كان حافظا وفقيها ، خبيرا بأيام الناس ، مات سنة ٣١٠ ه‍ (٤). وكتاب «تاريخ الرسل والملوك» المشهور بتاريخ الطبري ، طبع بدار المعارف بالقاهرة ١٣٨٧ ه‍ / ١٩٦٧ م.

__________________

(١) انظر : الخطيب : تاريخ بغداد ٣ / ٣ ـ ١٢ ، ابن الجوزي : المنتظم ١٠ / ١٧٠ ـ ١٧٦ ، ياقوت : معجم الأدباء ١٨ / ٢٧٧ ـ ٢٧٨.

(٢) انظر : الخطيب : تاريخ بغداد ٥ / ٢٢١ ـ ٢٢٢ ، ابن الجوزي : المنتظم ١١ / ١٦١ ، ابن حجر : تهذيب التهذيب ٩ / ١٨٢.

(٣) انظر : الخطيب : تاريخ بغداد ١٠ / ١٧٠ ـ ١٧١ ، ابن الجوزي : المنتظم ١٢ / ٢٧٦ ـ ٢٧٧.

(٤) انظر : الخطيب : تاريخ بغداد ٢ / ١٦٢ ـ ١٦٩ ، ابن الجوزي : المنتظم ١٣ / ٢١٥ ، ابن العماد : شذرات الذهب ٢ / ٢٦٠.

١٦

* «مروج الذهب ومعادن الجوهر» علي بن الحسين ، أبو الحسن المسعودي ، كان اخباريا صاحب ملح ونوادر ، مات في سنة ٣٤٦ ه‍ (١) ، وكتاب «مروج الذهب» طبع في بيروت ١٤٠٢ ه‍ / ١٩٨٢ م.

* «حلية الأولياء وطبقات الأصفياء» أحمد بن عبد الله ، أبو نعيم الأصبهاني ، كان محدثا حافظا ، مات في سنة ٤٣٠ ه‍ (٢). وكتاب «حلية الأولياء» طبع في مطبعة الخانجي بالقاهرة ١٣٨٧ ه‍ / ١٩٦٧ م.

* «تاريخ بغداد» أحمد بن علي ، أبو بكر الخطيب البغدادي ، المتوفي سنة ٤٦٣ ه‍.

* «الإستيعاب في معرفة الأصحاب» يوسف بن عبد الله ، أبو عمر بن عبد البر القرطبي ، كان محدثا ثقة ، مات في سنة ٤٦٣ ه‍ (٣). وكتاب «الاستيعاب ...» طبع في مكتبة نهضة مصر بالقاهرة (بدون تاريخ).

* «الشفا بتعريف حقوق المصطفى» القاضي عياض بن موسى اليحصبي السبتي ، أبو الفضل ، عالم المغرب ، مات في سنة ٥٤٤ ه‍ (٤) ، وكتاب «الشفا ...» طبع في مطبعة الحلبي بالقاهرة ١٣٦٩ ه‍ / ١٩٥٠ م.

* «دلائل النبوة» أحمد بن الحسين ، أبو بكر البيهقي ، شيخ خراسان ، كان محدثا ثقة ، مات في سنة ٤٥٨ ه‍ (٥). وكتاب «دلائل النبوة» طبع في

__________________

(١) انظر : ياقوت : معجم الأدباء ١٣ / ٩٠ ـ ٩٤ ، الذهبي : سير أعلام ٥ / ٥٦٩ ، ابن تغري : النجوم الزاهرة ٣ / ٣١٥.

(٢) انظر : ابن الجوزي : المنتظم ١٥ / ٢٦٨ ، ابن العماد : شذرات الذهب ٣ / ٢٤٥.

(٣) انظر : الذهبي : سير أعلام ١٨ / ١٥٣ ـ ١٦٢ ، ابن العماد : شذرات الذهب ٣ / ٢١٤.

(٤) انظر : ابن العماد : شذرات الذهب ٥ / ٩٩.

(٥) انظر : ابن الجوزي : المنتظم ١٦ / ٩٧ ، ابن العماد : شذرات الذهب ٣ / ٣٠٤ ـ ٣٠٥.

١٧

بيروت ١٤٠٥ ه‍ / ١٩٨٥ م.

* «تاريخ دمشق» علي بن الحسن ، أبو القاسم ابن عساكر الدمشقي ، المتوفي سنة ٥٧١ ه‍.

* «الروض الأنف في تفسير السيرة النبوية» عبد الرحمن بن عبد الله السهيلي الأندلسي النحوي الحافظ ، مات في سنة ٥٨١ ه‍ (١). وكتاب «الروض الأنف ...» طبع بالقاهرة ١٣٨٧ ه‍ / ١٩٦٧ م.

* «المدهش».

* «المنتظم في تاريخ الملوك والأمم» عبد الرحمن بن علي ، أبو الفرج ابن الجوزي ، المتوفي سنة ٥٩٧ ه‍. وكتاب «المدهش» طبع في بيروت ١٩٧٣ م ، وكتاب «المنتظم» طبع في بيروت ١٤١٢ ه‍ / ١٩٩٢ م.

* «وفيات الأعيان وأنباء الزمان» شمس الدين أحمد بن محمد المعروف بابن خلكان الإربلي ، كان مؤرخا ثقة ، مات في سنة ٦٨١ ه‍ (٢) ، وكتاب «وفيات الأعيان» طبع في بيروت ١٣٩٨ ه‍ / ١٩٧٨ م.

* «لطائف المنن في مناقب المرسى أبي الحسن» كان من أشد خصوم شيخ الإسلام ابن تيمية ، مات في سنة ٧٠٩ ه‍ (٣). وكتاب «لطائف المنن ...» طبع بالقاهرة ١٩٧٤ م.

* «المختصر في أخبار البشر» إسماعيل بن علي ، أبو الفداء عماد الدين ، اشتغل بالعلوم وتفنن فيها ، مات في سنة ٧٣٢ ه‍ (٤). وكتاب «المختصر

__________________

(١) انظر : ابن العماد : شذرات الذهب ٤ / ٢٧١.

(٢) انظر : ابن العماد : شذرات الذهب ٥ / ٢٧١.

(٣) انظر : ابن حجر : الدرر الكامنة ١ / ٢٩١ ـ ٢٩٣.

(٤) انظر : ابن العماد : شذرات الذهب ٦ / ٩٨ ـ ٩٩.

١٨

في أخبار البشر» طبع بالقاهرة ١٣٢٥ ه‍.

* «خلاصة سير سيد البشر» أحمد بن عبد الله ، أبو جعفر محب الدين الطبري ، حافظ وفقيه ، من شيوخ الحرم المكي ، مات في سنة ٦٩٤ ه‍ (١) ، وكتاب «خلاصة سير» طبع بمكة المكرمة ١٤١٢ ه‍ / ١٩٩٢ م.

ومنها كتب تتعلق بالحديث النبوي ، والتفسير ، والآثار مثل :

* «الموطأ» مالك بن أنس الأصبحي ، أبو عبد الله المدني ، إمام دار الهجرة ، مات في سنة ١٧٩ ه‍ (٢) ، وكتاب «الموطأ» طبع بمطبعة الحلبي بالقاهرة ١٩٥١ م.

* «غريب الحديث» القاسم بن سلام ، أبو عبيد الهروي ، كان إماما حافظا ، مات سنة ٢٢٤ ه‍ (٣) ، وكتاب «غريب الحديث» طبع في مطبعة دائرة المعارف العثمانية بالهند ، حيدرآباد ـ الدكن ١٣٩٦ ه‍ / ١٩٧٦ م.

* «المسند» أحمد بن محمد بن حنبل ، أبو عبد الله الشيباني ، عالم بغداد وناصر السنة ، مات في سنة ٢٤١ ه‍ (٤) ، وكتاب «المسند» طبع دار صادر ، بيروت (بدون تاريخ).

__________________

(١) تقي الدين الفاسي : العقد الثمين ٣ / ٦١ ـ ٦٦ ، ابن تغري : النجوم الزاهرة ٨ / ٧٤ ، ابن العماد : شذرات الذهب ٥ / ٤٢٥.

(٢) انظر ترجمته : البخاري : التاريخ الكبير ٧ / ٢١٠ ، ابن قتيبة : المعارف ص ٤٩٨ ـ ٤٩٩ ، ابن الجوزي : المنتظم ٩ / ٤٢ ـ ٤٥ ، الذهبي : سير أعلام ٨ / ٤٨ ـ ١٣٠.

(٣) انظر : الخطيب : تاريخ بغداد ١٢ / ٤٠٣ ـ ٤١٦ ، ابن الجوزي : المنتظم ١١ / ٩٥ ـ ٩٧ ، ياقوت :معجم الأدباء ١٦ / ٢٥٤.

(٤) انظر ترجمته : الخطيب : تاريخ بغداد ٤ / ٤١٦ ـ ٤٢٣ ، ابن الجوزي : المنتظم ١١ / ٢٨٦ ، صفة الصفوة ٢ / ٣٣٦ ـ ٣٥٩.

١٩

* «سنن الدارمي» عبد الله بن عبد الرحمن ، أبو محمد الدارمي السمرقندي ، كان محدثا ثقة ، مات في سنة ٢٥٥ ه‍ (١) ، وكتاب «السنن» طبع ونشر دار إحياء السنة النبوية بالقاهرة (بدون تاريخ).

* «الجامع الصحيح» محمد بن إسماعيل ، أبو عبد الله البخاري ، صاحب الجامع الصحيح ، مات في سنة ٢٥٦ ه‍ (٢) ، وكتاب «الجامع الصحيح» مع الفتح ، طبعة السلفية بالقاهرة ـ ١٣٨ ه‍.

* «صحيح مسلم» مسلم بن الحجاج ، أبو الحسين القشيري ، مات في سنة ٢٧١ ه‍ (٣) ، وكتاب «صحيح مسلم» طبعة الحلبي بالقاهرة ١٣٧٤ ه‍ / ١٩٥٥ م.

* «سنن ابن ماجة» محمد بن يزيد القزويني ، المعروف بابن ماجة ، كان محدثا ثقة ، مات في سنة ٢٧٣ ه‍ (٤). وكتاب «السنن» طبعة الحلبي بالقاهرة ١٣٧٢ ه‍ / ١٩٥٢ م.

* «سنن أبي داود» سليمان بن الأشعث ، أبو داود السجستاني ، كان محدثا ثقة ، مات في سنة ٢٧٥ ه‍ (٥) ، وكتاب «السنن» طبع بدار إحياء السنة النبوية بالقاهرة (بدون تاريخ).

* «تأويل مختلف الحديث» عبد الله بن مسلم بن قتيبة الدينوري ،

__________________

(١) انظر : الخطيب : تاريخ بغداد ١٠ / ٢٩ ـ ٣٢ ، ابن الجوزي : المنتظم ١٢ / ٩٢.

(٢) انظر : الخطيب : تاريخ بغداد ٢ / ٦ ، ابن الجوزي : المنتظم ١٢ / ١١٣ ـ ١١٩.

(٣) انظر : الخطيب : تاريخ بغداد ١٣ / ١٠٠ ، ابن الجوزي : المنتظم ٢١ / ١٧١ ـ ١٧٢ ، ابن حجر : تهذيب التهذيب ١٠ / ١٢٦.

(٤) انظر : ابن الجوزي : المنتظم ١٢ / ٢٥٨ ، ابن حجر : تهذيب التهذيب ٩ / ٥٣٠ ـ ٥٣١.

(٥) انظر : الخطيب : تاريخ بغداد ٩ / ٥٥ ـ ٥٩ ، ابن الجوزي : المنتظم ١٢ / ٢٦٨ ، ابن حجر : تهذيب التهذيب ٤ / ١٦٩ ـ ١٧٣.

٢٠