المحكم والمحيط الأعظم - ج ٧

أبي الحسن علي بن إسماعيل بن سيده المرسي [ ابن سيده ]

المحكم والمحيط الأعظم - ج ٧

المؤلف:

أبي الحسن علي بن إسماعيل بن سيده المرسي [ ابن سيده ]


المحقق: الدكتور عبد الحميد الهنداوي
الموضوع : اللغة والبلاغة
الناشر: دار الكتب العلميّة
الطبعة: ١
ISBN: 2-7451-3034-X
ISBN الدورة:
2-7451-3034-X

الصفحات: ٦٣٥

١
٢

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

الكاف والراء والفاء

ك ر ف

* كَرَف الشىءَ : شَمَّه.

* وكَرَف الحِمَارُ يَكْرُف : (وَيكْرِف) كَرْفا وكِرَافا ، وكَرَّف : شمَّ الرَّوْث أو البول أو غيرهما ، ثم رفع رأسَه. (وكذلك الفَحْلُ إذا شَمَّ طَرُوقَته ثم رفع رأسه) نحو السماء وكَشَر.

* وحمار مِكراف : يكِرُف الأبوال.

* والكِرْفة : الدَّلْو من جِلد واحد كما هو ، أنشد يعقوب :

أكُلَّ يومٍ لك ضَيْزَنانِ

على إزاء الحوضِ مِلْهَزانِ

بكِرْفَتين يتواهقان (١)

* يتواهقان : يتباريان.

* والكِرْفِئ : قِطَع من السحاب متراكِبة صِغَار واحدتها : كِرْفِئة ، قال :

ككِرفئة الغَيْثِ ذات الصَّبي

ر ترمى السحاب ويُرْمى لَهَا (٢)

* وتَكَرْفَأ السحابُ : تراكب ، وجعله بعض النحويين رباعيّا.

* والكِرْفئ : قِشْرة البَيْضة العليا اليابسة.

مقلوبه : ك ف ر

* الكُفْر : نَقِيض الإيمان.

* كَفَر بالله يَكفُر كُفْراكَفْرا) وكُفُورا وكُفْرانا.

* وكَفَر نِعْمة الله يكفُرها كُفُورا ، وكُفرانا ، وكَفَر بها : جَحَدها وسَتَرها.

* وكافَره حَقَّه : جَحَده.

__________________

(١) الرجز بلا نسبة فى لسان العرب (كرف) ، (وهق) ، (ضزن) ؛ وفى تاج العروس (لهز) ، (كرف) ، (ضزن) ، (وهق) ؛ وجمهرة اللغة (٨١٣ ، ١١٧٠). وقد وقعت فى الأصل (ضيزتان).

(٢) البيت للخنساء فى ديوانها ص ١٠٣ ؛ ولسان العرب (كرفأ) ، (صبر) ؛ وتاج العروس (كرفأ) ، (صبر) ؛ وبلا نسبة فى لسان العرب (كرف) ؛ والمخصص (٩ / ٩٧) ؛ وينسب لعامر بن جؤين الطائى.

٣

* ورجل مُكَفَّر : مَجْحودُ النِعمة مَعَ إحْسانِه.

* ورجُل كافِر : جاحِدٌ لأنْعُم الله ، مُشْتَقٌّ من السَّتْر. وقيل : لأنه مُغَطّى على قَلْبه.

قال ابن دُرَيْد : كَأنّه فاعِل فى مَعْنى مَفْعول.

والجَمْع : كُفّار ، وكَفَرة ، وكِفَار ، قال القُطَّامىُّ :

وشُقَّ البَحْرُ عن أصحاب مُوسَى

وغُرِّقَتِ الفَرَاعِنَةُ الكِفَارُ (١)

* ورجل كَفَّار ، وكَفُور : كافِر.

والأنْثى : كَفُور أيْضا. وجَمْعهما جميعا : كُفُر ، ولا يُجْمَع جَمْع السّلَامة ؛ لأن الهاء لا تَدْخُل فى مُؤَنَّثه ، إلَّا أنهم قد قالوا : عَدُوَّة الله : وقد تقدّم ذلك.

* وكَفَّر الرجُلَ : نَسَبه إلى الكُفْر.

* وكُلُّ مَن سَتَر شيئا فقد كَفَره كفَّره). والكافِرُ : الزارِعُ لسَتْره البذْر.

* والكافِر : الليلُ لأنه يَسْترُ كُلَّ شَىء.

* وكَفَر الليلُ الشىءَ ، وكَفَر عليه : غَطّاه.

* وكَفَر الليلُ على إثْر صاحبى : غطّاه بسوَاده وظُلمته.

* وكَفَر الجَهْلُ على عِلْمى : غَطّاه.

* والكافر : البحر لسَتْره ما فيه.

* والكافِر : الوادِى العظيم. والنَّهر لذلك أيضا.

* وكافِر : نَهْر بالجزيرة ، قال المتلمّس يذكُر طَرْح صَحِيفته :

ألْقَيْتُها بالثِّنْى من جَنْبِ كافِرٍ

كذلك أقْنُو كُلَّ قِطّ مُضَلَّلِ (٢)

* والكافِر : السَّحَابُ المُظْلم.

* والكافر ، والكَفْر : الظُلْمة لأنها تَسْتُر ما تَحْتَها ، وقَوْلُ لَبِيد :

فاجْرَنْمَزَتْ ثُمَّ سَارتْ وَهْىَ لاهِيَة

فى كافِر ما بِهِ أمْتٌ ولا شَرَفُ (٣)

__________________

(١) البيت للقطامى فى ديوانه ص ١٤٣ ؛ ولسان العرب (كفر) ، (فرعن).

(٢) البيت للمتلمس فى ديوانه ص ٦٥ ؛ ولسان العرب (كفر) ، (قنا) ؛ وتاج العروس (كفر) ، (قنا) ؛ وتهذيب اللغة (٩ / ٣١٤ ، ٣١٧) ؛ والمخصص (١١ / ٧٤) ؛ وكتاب الجيم (٣ / ١٢٢) ؛ وبلا نسبة فى جمهرة اللغة ص ٧٨٧ ؛ وكتاب العين (٥ / ٣٥٧) ؛ وفيه (فى الثنى) بدلاً من (بالثنى).

(٣) البيت للبيد فى ديوانه ص ٣٥١ ؛ ولسان العرب (كفر) ؛ وتاج العروس (كفر) ؛ ولكعب بن زهير فى المذكر والمؤنث للأنبارى ص ١٠٣.

٤

يجوزُ أن يكون ظُلْمةَ الليل وأن يكون الوادِىَ.

* والكَفْر : التُّراب ، عن اللحيانىّ ؛ لأنه يَستُر ما تحته.

* ورَمَاد مكفور : (مُلْبَسٌ تُرَابا) قال :

*قد دَرَسَتْ غَيْرَ رَمَادٍ مَكْفُورْ* (١)

* والكُفْر : القِير الذى تُطْلى به السُفُنُ ، لسَوَاده وتغطيته ، عن كُراع.

* وكَفَر دِرْعَهُ بِثَوْب ، وكَفَّرها به : لَبِس فَوْقَها ثَوْبا فَغَشَّاها به.

* ورجُل كافِر ، ومُكفِّر فى السلاح : داخل فيها.

* والمُكفَّر : المُؤَثَّقُ فى الحَديد ، كأنّه غُطِّىَ به وسُتِر.

* وتَكَفَّر البَعِيرُ بحِبالِه : إذا وقعت فى قوائمِهِ ، وهو من ذلك.

* والكَفّارة : ما كُفِّر به من صَدَقَة أو صَوْم أو نحو ذلك ، قال بعضُهم : كَأنَه غَطّى عليه بالكفّارة.

* والكَفْر : العَصَا القصيرة.

* والكافُور : كِمُّ العِنَب قَبْل أن يُنَوِّر.

* والكَفَر ، والكُفُرَّى ، والكُفَرَّى ، والكِفِرَّى ، والكَفَرَّى : وِعاءُ طَلْع النَّخْل ، وهو أيضا الكافور.

وقيل : وِعاءُ كُلِّ شَئ من النباتِ : كافوره.

قال أبو حَنيفة قال ابن الأعرابىّ : سَمِعت أمَّ رِيَاح تقول : هذه كُفُرّى واحدة ، وكذلك الجميع ، وهاتان كُفُرَّيان.

وقال غيره : هذه كُفَرَّاة ، وهذا كُفُرّى ، وكُفَرّى ، وكَفَرَّاة ، وكِفِرّاة. وقد قالوا فيه : كافر. وجمع الكافور : كوافير.

وجَمْع الكافِر : كوافِر ، قال لَبِيد :

جَعْلٌ قِصَارٌ وعَيْدانٌ يَنُوءُ بِهِ

مِن الكوافِر مَكْمُوم ومُهْتَصَرُ (٢)

* والكافور : أخْلاط تُجْمَع من الطيب تُرَكَّبُ من كافور الطلع.

__________________

(١) الشطر الثانى من البيت لمنظور بن مرثد الأسدى فى تاج العروس (كفر) ؛ وصدر البيت : *هل تعرف الدار بأعلى ذي القور*.

(٢) البيت للبيد فى ديوانه ص ٥٩ ؛ ولسان العرب (كفر) ، (هصر) ، (جعل) ؛ وتاج العروس (كفر) ، (صهر) ؛ وتهذيب اللغة (١ / ٣٧٤ ، ٦ / ١٠٧) ؛ وفيه (مهضوم) بدلاً من (مكموم).

٥

قال ابن دُرَيد : لا أحسِب الكافور عَرَبيّا لأنهم ربما قالوا : القَفُّور ، والقافور ، وقوله عزّ وجَلّ : (كانَ مِزاجُها كافُوراً) [الإنسان : ٥] قيل : هى عَيْن فى الجَنَّةِ ، فكان يَنْبَغِى ألَّا يَنْصرف لأنه اسم مُؤَنَّث معرِفة على أكْثَرَ من ثَلاثة أحرف لكن إنما صَرَفه لتعدِيل رءُوس الآى. وقال ثعلب إنّما أجراه لأنه جعله تَشْبِيها ، ولو كان اسما للعَيْن لم يصرفه. قوله : جعله تشبيها ، أراد : كان مزاجُها مثل كافور.

* والكافور : نبْت طيِّب الرِّيح يُشَبّه بالكافور من النَخْل.

* والكافور ، أيضا : الإغرِيض.

* والكُفُرَّى : الكافور الذى هو الإغرِيض. وقال أبو حَنِيفة : مِمَا يَجْرى مَجرى الصّمُوغ : الكافور. والكافر من الأَرضِين : ما بَعُد واتَّسَع.

* والكَفْر : القَرْيَة ، سُرْيانيَّة ، وفى الحديث : «يخرجكم الرومُ منها كَفْرا كَفْرا» (١). ومنه قيل : كَفْرتُوثَا وكَفْر عاقِب ، وجَمْعه : كُفُور.

وقول العَرَب : كَفْرٌ على كَفْر : أى بَعْض على بَعْض.

* وأكفر الرجُلُ مُطيعَه : أحْوَجه (أن يَعصيَه).

* والتكفير : إيماءُ الذِّمِّىّ برأسِه ، لا يقال سجد فُلان لفلان ، ولكن : كَفَّر.

والتكفير لأهل الكِتاب : أن يُطأطئ أحَدُهم رأسَه لصاحِبه ، كالتّسليم عندنا وقد كفّر له.

* والتكفير : أن يَضَع يَدَه على صَدْره ، قال جَرير :

وإذا سَمِعْتَ بحَرْب قَيْسٍ بعدَها

فضَعُوا السِّلاحَ وكفِّروا تكفيرا (٢)

* والتَّكفير : تتويج المَلِك ، قال ـ يَصِف ثَوْرا ـ :

*مَلِك يُلَاثُ برأسِه تكفيرُ* (٣)

وعندى : أن التكفير هنا اسم للتاج ، سمّاه بالمصدر أو يكون اسما غير مَصْدر ؛ كالتَمْتِين والتَّنْبِيت.

__________________

(١) ذكره أبو عبيد فى غريب الحديث (٢ / ٢٧٧) من طريق ابن علية عن على بن الحكم ، قال : حدثنى أبو حسن عن أبى أسماء الرحبى عن أبى هريرة موقوفاً عليه.

(٢) البيت لجرير فى ديوانه ص ٢٣١ ؛ ولسان العرب (كفر) ؛ وتاج العروس (كفر) ؛ تهذيب اللغة (١٠ / ٢٠٠) ؛ وبلا نسبة فى المخصص (١٢ / ٦٧).

(٣) الشطر بلا نسبة فى لسان العرب (كفر) ؛ وتهذيب اللغة (١٠ / ٢٠١) ؛ والمخصص (٣ / ١٣٧) ؛ وتاج العروس (كفر) ؛ وكتاب العين (٥ / ٣٥٧).

٦

* والكَفِرُ : العظيمُ من الجِبال.

والجمع : كَفِرات ، قال :

*تَطَلَّعُ رَيّاه من الكفِراتِ* (١)

وقد تقدَّم.

* والكَفَر : العِقاب من الجِبال.

* ورجُلٌ كِفِرِّين : داه.

* وكَفَرْنى : خامل أحمقُ.

مقلوبه : ف ك ر

* الفَكْر ، والفِكْر : إعمالُ الخاطر [فى الشىء] قال سيبويه : ولا يُجْمَع الفِكْر ولا العِلْم ولا النَّظَر.

وقد حَكَى ابن دُرَيد فى جَمْعه : أفكاراً.

* والفِكرة : كالفِكْر.

* وقد فكَّر فى الشىء ، وأفكر ، وتفكَّر.

* ورجل فِكِّير ، وفَيْكَر : كثيرُ الفِكْر [الأخيرة] عن كُرَاع.

مقلوبه : ف ر ك

* الفَرْك : دَلْك الشىء.

* فَرَكه يَفْرُكه فَرْكا ، فانفرك.

* واستفرك الحَبُّ فى السُّنْبُلة : سَمِن واشتدَّ.

* وأفرك الحَبُّ : حان له أن يُفْرَك.

* والفَرِيك : طعام يُفْرَك ثم يُلَتُّ بسَمْن أو غيره.

* وثَوْب مفروك بالزّعْفَران وغيره : صُبِغ به صَبغا شديدا.

* والفَرَك : استرخاءُ أصل الأذُنِ.

* يقال : أذُن فَرْكاء.

__________________

(١) البيت لعبد الله بن نمير الثقفى فى لسان العرب (كفر) ؛ وتاج العروس (كفر) ؛ وبلا نسبة فى مقاييس اللغة (٥ / ١٩٢) ؛ وتهذيب اللغة (١٠ / ٢٠٠) ؛ وبلا نسبة فى لسان العرب (روى). وفيه (تطلع رياها) بدلاً من (تطلع ريّاه).

٧

وقيل : الفركاء : التى فيها رَخاوة ، وهى أشدّ أصلا من الخَذْواء.

* وقد فرِكت ، فيهما.

* وانفرك المَنْكِبُ : زالت وابِلَتُه من العَضُد عن صَدَفة الكتِف ، فإن كان ذلك فى وابلة الفَخِذ والورِك قيل : حُرِق.

* وتفرَّك المُخَنَّثُ فى كلامه ومِشْيته : تكسر. والفِرْك : البِغْضَة عامَّةً.

وقيل : الفِرْك : بِغْضة الرجُل لامرأته أو بِغَضة امرأته له ، وهو أشهر.

* وقد فَرِكَتْه فِرْكا ، وفَرْكا ، وفُرُوكا.

وحَكَى اللحيانىّ : فَرَكَتْه تفرُكه فُروكا ، وليس بمعروف.

* وامرأة فارِك ، وفَرُوك ، قال القطامىّ :

لها روَضةٌ فى القلب لم يَرع مثلهَا

فَرُوك ولا المستعِبرات الصلائف (١)

* ورجل مُفَرَّك : لا يَحْظَى عند النّساء.

* وامرأة مُفَرَّكة : لا تحظى عند الرجال. أنشد ابن الأعرابىّ :

مفرَّكة أَزْرَى بها عند زوجها

ولو لَوَّطَتْه هَيَّبانٌ مخالِفُ (٢)

أى مخالف عن الجُودَة. يقول : لو لطخته بالطّيب ما كانت إلّا مفرَّكة لسوء مَخْبَرَتها.

كأنه يقول : أزرى بها عند زوجها مَنْظرٌ هَيَّبانٌ يَهاب ويُفْزَع مَن دنا منه : أى إن مَنْظَر هذه المرأة شىء يُتَحامَى فهو يُفْزِع ويروى : «عند أهلها» وقيل : إنما الهيَّبان المخالِف هنا ابنه منها : أى إذا نَظَر إلى ولده منها أبغضها ولو لَطَخته بالطيب.

* وفرك الرجلُ صاحبَه : تارَكه.

* والفِرِكَّان : البِغضة ، عن السيرافى.

* وفُرُكَّان : أرض ، زعموا.

الكاف والراء والباء

ك ر ب

* الكَرْب : الحُزْن الذى يأخذ بالنفس.

__________________

(١) البيت للقطامى فى ديوانه ص ٥٤ ؛ ولسان العرب (عبر) ، (صلف) ، (فرك) ؛ وتاج العروس (عبر) ، (صلف) ، (فرك) ؛ وتهذيب اللغة (١٢ / ١٩١) ؛ وبلا نسبة فى المخصص (٤ / ٢٠) ؛ وفيه (ترع) بدلاً من (يرع).

(٢) البيت بلا نسبة فى لسان العرب (لوط) ، (فرك) ؛ وتاج العروس (لوط) ، (فرك).

٨

وجمعه : كُرُوب.

* وكَرَبه الأمرُ يَكْرُبه كَرْبا ، فهو مكروب ، وكَرِيب.

والاسم : الكُرْبة.

* واكترب لذلك : اغتمّ.

* وكَرَب الأمرُ يكرُبُ كُروبا : دنا ، قال [خُفَاف بن عبد القَيْس] البُرْجُمِىّ :

أبُنَىّ إن أباك كاربُ يومِه

فإذا دُعِيتَ إلى المكارم فاعجَلِ (١)

* وقد كَرَب أن يكون وكَرَب يكون ، وهى عند سيبويه : أحد الأفعال التى لا يستعمل اسم الفاعل منها موضع الفعل الذى هو خبرها لا تقول : كَرَب كائنا.

* وكَرَبت الشمسُ للمغيب : دَنَتْ.

* وكِرَاب المَكُّوك وغيره من الآنية : دون الجمام.

* وإناء كَرْبان ، وجُمْجُمة كَرْبى.

والجمع : كَرْبَى ، وكِرَاب.

وزعم يعقوبُ أن كاف كَرْبان بَدَل من قاف قَرْبان ، وليس بشىء.

* وأكرب الإناءَ : قارب مَلأه.

* وهذه إبِلٌ مائةٌ أو كَرْبُها : أى نحوها وقُرَابتها.

* وكَرَب وَظِيفَىِ الحِمار أو الجَمَل : دَانَى بينها بَحبْل أو قَيد.

* وكارب الشىءَ : قاربه.

* وأكرب الرجلُ : أَسرع.

* وخُذْ رِجْليك بإكراب : إذا أُمِر بالسرعة.

* وأكرب الفَرَسُ وغيره مما يعدو : أسرع ، هذه وحدها عن اللحيانىّ.

* والكَرَب : أصول السَّعَف الغِلَاظُ العِرَاض التى تَيْبَسُ فتصير مِثْلَ الكَتِف ، واحدتها : كَرَبة.

* والكَرَابة : والكُرَابة : التَّمْرة التى تُلْتَقَط من أصول الكَرَب بعد الجِدَاد ، والضّم أعلى.

* وقد تكرَّبها.

__________________

(١) البيت لعبد قيس بن خفاف فى الأصمعيات ص ٢٢٩ ؛ ولسان العرب (كرب) ؛ وجمهرة اللغة ص ٣٢٨.

٩

* والكَرَب : حبل يُشَدَّ على عَراقِى الدّلْو ثُمَّ يُثَنَّى ثم يُثلَّث والجمع : أكراب.

* وقد كَرَبها يكرُبها كَرْبا ، وأكربها ، وكَرَّبها ، قال امرؤ القيس :

كالدلو بُتَّتْ عُراها وهىْ مُثْقَلة

وخانها وَذَمٌ منها وتَكْريبُ (١)

على أن التكريب قد يجوز أن يكون هنا اسما كالتّنْبِيتِ والتَّمتين ، وذلك لعطفها على الوَذَم الذى هو اسم ، لكن الباب الأوّل أَشْيَع وأوسع ، أعنى : أن يكون مصدرا وإن كان معطوفا على الاسم الذى هو الوَذَم.

* وكلُّ شديد العَقْد من حَبْل أو بِناء أو مَفْصِل : مُكْرَب.

* ووَظِيف مُكْرَب : امتلأ عَصباً. وحافر مُكْرَب : صُلْب ، قال :

يَترْك خَوَّارَ الصَّفَا رَكُوبَا

بمُكْرَبات قُعِّبَتْ تَقْعِيبَا (٢)

* وفَرَس مُكْرَب : شدِيد.

* وكرَبَ الأرْضَ يَكْرُبها كَرْبا ، وكِرَابا : أثارها للزّرْع ، وفى المَثل : «الكِرابُ على البَقَر» لأنها تكرب الأَرْضَ ، وبعضهم يقول : «الكِلابَ على البَقَر».

* والمُكْرَبات : الإبل التى يؤتى بها إلى أبواب البيوت فى شِدَّة البَرْد ليصيبها الدُّخَانُ فتدفأ. والكِرَاب : مجارى الماء فى الوادى ، قال أبو ذؤيب يصف النَّحْل :

جَوارِسُها تَأوى الشُّعُوفَ دوائباً

وتنْضَبّ ألهابا مَصِيفا كرابُها (٣)

واحدتها : كَرَبة ، وقوله :

كأنما مَضْمَضت من ماء أكْرِبة

على سَيَابةِ نخلٍ دونه مَلَقُ (٤)

قال أبو حنيفة : الأكرِبة هاهنا : شعاف يسيل منها ماء الجِبال ، واحدتها : كَرَبة ، وهذا

__________________

(١) البيت لامرئ القيس فى ديوانه ص ٢٢٧ ؛ ولسان العرب (كرب) ؛ وتاج العروس (كرب).

(٢) الرجز للخطيم الضّبابىّ فى لسان العرب (جون) ؛ وبلا نسبة فى لسان العرب (قعب) ، (كرب) ، (خور) ، (ثفا) ؛ وكتاب العين (١ / ١٨٣) ؛ وتاج العروس (خير).

(٣) البيت لأبى ذؤيب الهذلى فى شرح أشعار الهذليين ص ٤٩ (كرب) ، (لهب) ؛ وتهذيب اللغة (١٠ / ٢٠٦) ؛ وبلا نسبة فى لسان العرب (كرب) ، (لهب) ؛ والمخصص (١٠ / ١١١) ؛ وجمهرة اللغة ص ٤٥٦.

(٤) البيت لأبى ذؤيب فى ملحق شرح أشعار الهذليين ص ١٣١٢ ؛ وتاج العروس (كرب) ؛ وبلا نسبة فى لسان العرب (كرب).

١٠

ليس بقوىّ ؛ لأن فَعَلاً لا يُجمع على أفعِلة. وقال مرّة : الأكرِبة : جمع كُرابة ، وهو ما يقع من ثَمَر النَّخْل فى أصول الكَرَب ، قال : وهو غَلَط ، وكذلك قوله عندى غلط أيضا ؛ لأن فُعَالة لا يُجمع على أفعِلة ؛ اللهمّ إلّا أن يكون على طرح الزائد ، فيكون كأنه جمع فُعالا.

* وما بالدار كرَّاب : أى أحد.

* والكَرِيب : الكَعْب من القَصب أو القَنَا.

* والكَرِيب أيضا : الشُّوبَق ، عن كُرَاع.

* وأبو كرِب : مَلِك من ملوك حِمْيَر.

* وكُرَيب ، معديكرب : اسمان.

مقلوبه : ك ب ر

* الكِبَر : نقِيض الصِّغَر.

* كَبُرَ كِبَراً ، وكُبْرا ، فهو كَبِير ، وكُبَاركُبَّار) والأنثى : بالهاء.

* والجمع : كِبَار ، وكُبَّارُون.

واستعمل أبو حَنيفة الكِبَر فى البُسْر ونحوه من الثمر.

* واستكبر الشىءَ : رآه كبيرا وعَظُم عنده ، عن ابن جِنّى.

* والمكبُوراء : الكِبار.

* ويقال : سادوك كابرا عن كابر : أى كبيرا عن كبير.

* وورثوا المجد كابرا عن كابر ، وأكبرَ أكبرَ.

* وكَبَّر الأمرَ : جعله كبيرا.

* واستكبره : رآه كبيرا.

* أما قولهم : الله أكبرُ : فإن بعضهم يجعله بمعنى : كبِير.

وحمله سيبويه على الحذف ، أى : أكبر من كل شىء كما تقول : أنت أفضل ، تريد : من غيرك.

* وكبَّر : قال : الله أكبر.

* وكَبِر الرجلُ والدابَّة كِبَرا ، فهو كبير : طعن فى السِنَّ.

وقد علته كَبْرَة ، ومَكْبِرَة ، ومَكْبُرَة ، ومَكْبِر.

* ويقال للنصل العَتيق الذى قد علاه صَدَأ فأفسده : علته كَبْرَة.

١١

وحَكَى ابن الأعرابىّ : ما كَبَرنى إلّا بسَنَة : أى ما زاد علىَّ إلا ذلك.

* وكُبْر ولد الرجل : أكبرهم من الذكور ، ومنه قولهم : الوَلاء للكُبْر.

* وكِبْرتهم ، وإكبِرَّتهم : ككُبْرهم.

* وكُبْرُ القوم ، وإكبِرَّتهم : أقعدُهم بالنَّسَب والمرأة فى ذلك : كالرجُل. وقال كُرَاع : لا يوجد فى الكلام على إفْعِلّ غيره.

* وكبُرَ الأمرُ كِبَراً ، وكَبَارة : عَظُم.

* وكلّ ما جَسُم : فقد كَبُر ، وفى التنزيل : (قُلْ كُونُوا حِجارَةً أَوْ حَدِيداً أَوْ خَلْقاً مِمَّا يَكْبُرُ فِي صُدُورِكُمْ) [الإسراء : ٥٠] قال ثَعْلب : قوله : (أَوْ خَلْقاً مِمَّا يَكْبُرُ فِي صُدُورِكُمْ) معناه : كونوا أشدَّ ما يكون فى أنفسكم فإنى أُميتكم وأُبليكم. وقوله تعالى : (وَإِنْ كانَتْ لَكَبِيرَةً إِلَّا عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللهُ) [البقرة : ١٤٣] يعنى : وإن كان اتّباع هذه القِبلة ـ يعنى قبلة بيت المقدس إلا فَعلة كبيرة. المعنى : أنها كبيرة على غير المصحِّحين فأمّا مَن أخلص فليست بكبيرة عليه.

* والكِبْر : مُعظم الشىء ، وقوله تعالى : (وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ) [النور : ١١] قال ثعلب : يعنى مُعظَم الإفْك.

* والكِبْر : الإثْم الكبير وما وعد الله عليه النارَ.

* والكبيرة : كالكِبْر ، التأنيث على المبالغة. وفى التنزيل : (الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَواحِشَ) [الشورى : ٣٧].

* والكُبْر : الرفعة فى الشَّرَف.

* والكِبْر ، والكِبْرياء : العَظَمة والتجبّر.

قال كراع : ولا نظير له إلّا السِّيمياء : العَلَامة والجِرْبِياء : للريح التى بين الصّبَا والجَنُوب.

قال : فأما الكِيمياء فكلمة أحسبها أعجميَّة.

* وقد تكبَّر ، واستكبر ، وتكابر.

وقيل : تكبَّر : من الكِبْر ، وتكابر : من السِّنّ.

* وقوله تعالى : (لَخَلْقُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ أَكْبَرُ مِنْ خَلْقِ النَّاسِ) [غافر : ٥٧] أى أعجبُ.

* والإكْبِرُ ، والأكبر : شىء كأنّه خَبِيص يابس ، فيه بعض اللين ليس بشَمَع ولا عَسَل ، وليس بشديد الحلاوة ولا عَذْب ، تجىء النحلُ به كما تجىء بالشَّمَع.

١٢

* والكَبَر : نبات له شوك.

* والكبر : طَبْل له وجه واحد.

* وذو كِبَار : رجل.

* وإكْبِرَة. وأكْبَرة : من بلاد بنى أَسَد ، قال المَرَّار الفَقْعَسِىُّ :

فما شَهِدتْ كَوادسُ إذْ رَحَلْنا

ولا عَتَبتْ بأكبرة الوعولُ (١)

مقلوبه : ر ك ب

* رَكِب الدابَّة رُكُوبا : علاها.

والاسم : الرِّكْبَة.

* وكلُّ ما عُلِى فقد رُكِب ، وارتُكب.

* ورَكِب [الهَوْلَ والليلَ] ونحوهما مثلاً بذلك. وركِب منه أمرا قبيحا ، وارتكبه ، وكذلك ركِب الذَّنْبَ ، وارتكبه ، كلُّه على المَثَل. وقال بعضهم : الراكب للبعير خاصَّة ، والجمع : رُكَّاب ، ورُكبان ، ورُكوب.

* ورجل رَكُوب ، ورَكَّاب ـ الأولى عن ثعلب ـ : كثير الركوب.

والأنثى : رَكَّابة.

* والرَّكْبُ : رُكْبان الإبِل ، اسم للجمع وليس بتكسير : راكب ، وقال الأخفش : هو جمع ، وهم العَشَرة فما فوقهم. وأرى أن الركب قد يكون للخيل والإبل ، قال السُّلَيك بن السُّلَكة وكان فَرَسُه قد عَطِب أو عُقِر :

وما يُدْريكَ ما فَقْرى إليه

إذا ما الرَّكْبُ فى نَهْب أغاروا (٢)

وفى التنزيل : (وَالرَّكْبُ أَسْفَلَ مِنْكُمْ) [الأنفال : ٤٢] فقد يجوز أن يكونوا رَكْب خَيْل وأن يكونوا رَكْب إبِل وقد يجوز أن يكون الجيش منهما جميعا وقول علىّ رضى الله عنه : «ما كان مَعَنا يومئذ فرس إلّا فرس عليه المقداد بن الأسود» يصحّح أن الركب هاهنا رُكَّاب الإبِل.

والجمع : أرْكُب ، ورُكوب.

* والأُركوب : أكثر من الركب ، قال ـ أنشده ابن جنّى ـ :

__________________

(١) البيت للمرار الفقعسى فى ديوانه ص ٤٧٠ ؛ ولسان العرب (كبر) ؛ وتاج العروس (كبر).

(٢) البيت للسليك بن السلكة فى ديوانه ص ٥٣ ؛ ولسان العرب (ركب) ؛ تاج العروس (ركب) ؛ والكامل (ص ٩٧٠).

١٣

أعلقتُ بالذئب حبلا ثم قلت له

الحِق بأهلك واسلَمْ أيها الذِّيبُ

أما تقول به شاة فيأكلها

أو أن تَبِيعَهُ فى بعض الأراكيب (١)

وأراد تبيعها ، فحذف الألف تشبيها لها بالياء والواو لما بينهما وبينها من النِّسبة. وهذا شاذّ.

* والرَّكَبة : أقلّ من الرَّكْب.

* والرِّكاب : الإبل. واحدتها : راحلة وجمعها : رُكُب وفى حديث النبى صَلَى الله عليه وسلم : «إذا سافرتم فى الخِصْب فأعطوا الرِّكاب أسِنَّتهَا» (٢) أى أمكنوها من المَرْعَى.

* وزيت رِكابىّ : يحمل على ظهور الإبل.

* والرّكاب للسَّرْج : كالغَرْز للرّحل ، والجمع : رُكُب.

* والمركَّب : الذى يستعير فَرَسا يغزو عليه ، فيكون نصف الغنيمة له ونصفُها للمُعير. وقال ابن الأعرابىّ : هو الذى يُدْفع إليه فرس لبعض ما يصيب من الغُنْم.

* ورَكَّبه الفرسَ : دفعه إليه على ذلك ، وأنشد :

لا يركب الخيلَ إلّا أنْ يُرَكَّبها

ولو تناتجن من حُمْر ومن سُودِ

* وأركب المُهْرُ : حان أن يُركب.

* ورُكَّاب السفينة : الذين يركبونها.

وكذاك : رُكَّاب الماء.

* والرَّكُوب ، والرَّكوبة من الإبل : التى تُركب.

وقيل : الرِّكوب : المركوب ، والرَّكوبة : المعيَّنة للركوب.

وقيل : هى التى تُلْزَمُ العملَ من جميع الدوابّ.

* وناقة رَكوبة ، ورَكْبانة ، ورَكْباة : أى تُركَب.

* وحكى أبو زيد : ناقة رَكَبُوت.

* وطريق رَكوب : مركوب مُذَلَّل.

والجمع : رُكُب.

__________________

(١) البيتان بلا نسبة فى خزانة الأدب (٥ / ٢٧٢) ؛ ولسان العرب (ركب) ؛ والبيت الأول فى تاج العروس (ركب).

(٢) أخرجه مسلم فى الإمارة (ح ١٩٢٦) ، وفيه : «فأعطوا الإبل حقها ...».

١٤

* وعَوْد رَكوب : كذلك.

* والرّاكب ، والرّاكبة : فَسِيلة تَكون فى أعلى النخلة متدلِّية لا تبلغ الأرض.

* وهى : الرّاكوبة ، والرّاكوب ، ولا يقال لها : الرَّكَّابة ، إنما الرَّكَّابة : المرأة الكثيرة الركوب ، على ما تقدَّم ، هذا قول بعض اللغويّين.

* وقال أبو حنيفة : الرَّكَّابة : الفَسِيلة تخرج فى أعلى النخّلة عند قمَّتها ، وربما حَمَلت مع أمّها ، وإذا بلغت كان أفضلَ للأمّ. فأثبت ما نَفَى غيرُه من الرَّكّابة.

* ورَكّب الشىءَ : وضَع بعضه على بعض ، وقد تَركّب ، وتراكب.

* والمُتراكِب من القافية : كُلُّ قافية توالَتْ فيها ثلاثة أحرف متحرِّكة بين ساكنين ، وهى مفاعلتن ومفتعلن وفَعِلن ؛ لأن فى فَعِلن نونا ساكنة ، وآخر الحرف الذى قبل فعِلن نون ساكنة ، وفَعِلْ إذا كان يعتمد على حرف متحرّك ، نحو فعولُ فِعل اللام الأخيرة ساكنة والواو فى فعول ساكنة.

* والرَّكِيب : المركَّب فى الشىء ، كالفَصّ يركّب فى كِفّة الخاتمِ.

* والمركَّبُ : الأصل.

* ورُكْبان السُّنْبُل : سوابقُه التى تخرج من القُنْبُع.

* ورواكب الشَّحم : طرائق بعضُها فوق بعض فى مقدَّم السّنَام. فأمَّا التى فى المؤخر ، فهى الروادف واحدتهما : راكبة ورادِفة.

* والرُّكْبتان : مَوْصِل ما بين أسافِل أطراف الفخذين وأعالى الساقين. وقيل : الركبة : موصل الوَظيفِ والذراع.

وكلُّ ذى أربع ، رُكبتاه فى يديه ، وعُرْقوباه فى رِجْليه. والعُرْقوب : موصل الوظيف.

وقيل : الرُّكبة : مَرْفِق الذراع من كلّ شىء.

وحكى اللحيانىّ : بعير مُسْتوقِحُ الرُّكَب ، كأنه جعل كلَّ جزء منها ركبة ثم جمع على هذا.

* والأَرْكَب : العظيم الركبة.

* وقد رَكب رَكبًا.

* والرَّكب : بياض فى الركبة.

* ورُكِب الرجلُ : شكا ركبته.

١٥

* ورَكَب الرجلَ يركُبه رَكْبا : ضرب رُكْبته.

وقيل : هو إذا ضربه بركبته.

وقيل : هو إذا أخذ بشعَره ثم ضرب جَبْهته بركبته.

* والرَّكِيب : المَشَارة.

وقيل : الجَدْول بين الدَّبْرتين.

وقيل : هى ما بين الحائطين من الكَرْم والنَّخْل.

وقيل : هى ما بين النهرين من الكَرْم ، وهو الظَّهْر الذى بين النهرين.

وقيل : هى المَزْرعة ، قال تأبطّ شَرّا :

فيوما على أهل المواشِى وتارةً

لأهل رَكِيب ذى ثَمِيل وسُنْبُل (١)

والجمع : رُكُب.

* والرَّكَب : العانةُ.

وقيل : مَنْبتُها.

وقيل : هو ما انحدر عن البَطْن فكان تحتُ الثُّنَّة وفوق الفَرْج ، كُلّ ذلك مذكَّر ، صرَّح به اللحيانىّ.

وقيل : الرَّكَبان : أصلا الفخذين اللذان عليهما لحمُ الفَرْج من الرجل والمرأة.

وقيل : الرّكَب : ظاهر الفَرْج.

وقيل : هو الفرج نَفْسُه ، قال :

غمزَكَ بالكَبْساء ذاتِ الحُوقِ

بين سِمَاطَىْ رَكَب محلوقِ (٢)

والجمع : أركاب وأراكيب ، أنشد اللحيانىّ :

يا ليت شِعرى عنكِ يا غَلابِ

تحملُ مَعْها أحسنَ الأركابِ

أصفر قد خُلِّق بالمَلَابِ

__________________

(١) البيت لتأبط شرّا فى ديوانه ص ١٧٧ ؛ ولسان العرب (ركب) ، (ثمل) ؛ وتاج العروس (ركب) ، (ثمل) ؛ وتهذيب اللغة (١٠ / ٢٢١).

(٢) الرجز بلا نسبة فى لسان العرب (ركب) ، (قنف) ، (حوق) ، (فوق) ؛ وتاج العروس (ركب) ، (قنف) ، (فوق) ؛ وتهذيب اللغة (٩ / ٣٤٠) ؛ وجمهرة اللغة ص ٥٦٢ ، ٩٧٨.

١٦

كجبهة التركىّ فى الجِلبابِ (١)

* ورَكُوبٌ ، ورَكُوبةُ ، جميعا : ثَنِيَّة معروفة صعبة سلكها النبىّ صَلَى الله عليه وسلم ، قال :

*ولكنَّ كَرّا فى رَكوبةَ أعْسَر* (٢)

وقال علقمة :

*فإنَّ المُنَدَّى رِحلة فرَكوبُ* (٣)

رِحْلة : هَضْبة أيضا. وقد قدمنا أن رواية سيبويه : «رِحْلةٌ فرُكوب» أى : أن تُرْحل ثم تُركَب. ومَرْكوب : موضع. قالت جَنُوبُ أخت عمرو ذى الكَلْب :

أبلغ بنى كاهل عنِّى مغلغلةً

والقومُ من دونهم سَعْيا فمركوبُ (٤)

مقلوبه : ب ك ر

* البُكْرة : الغُدْوة.قال سيبويه : من العرب من يقول : أتيتك بكرةً ، نكرةٌ منوَّن. وهو يريد : يومه أو فى غده وفى التنزيل : (وَلَهُمْ رِزْقُهُمْ فِيها بُكْرَةً وَعَشِيًّا) [مريم : ٦٣].

* والبَكَر : البُكْرة وقال سيبويه : لا يستعمل إلا ظرفا.

* والإبكار : اسم البُكْرة ، كالإصباح : هذا قول أهل اللغة. وعندى : أنه مصدر أبْكَرَ. وبَكَر على الشىء وإليه. وفيه يَبكُر بُكورا وبَكّر ، وابتكر ، وأبكر ، وباكره : أتاه بُكرة. ورجل بَكِرٌ ، وبَكُرٌ : صاحب بكور قوى ، على ذلك ، كلاهما على النسَب ، إذ لا فعل له ثلاثيّا بَسيطا. وبَكَر الرجلُ : بَكَّر.

* وحكَى اللحيانىّ عن الكسائىّ : جيرانُك باكر ، وأنشد :

يا عمرو جيرانكُم باكرُ

فالقلبُ لا لاهٍ ولا صابر (٥)

__________________

(١) الرجز بلا نسبة فى لسان العرب (ركب) ، (خلق) ؛ وتاج العروس (ركب) ، (خلق).

(٢) عجز بيت لبشر بن أبى حازم فى ديوانه ص ٨١ ؛ وبلا نسبة فى لسان العرب (ركب) ؛ وتاج العروس (ركب) ، وصدره : *هى الهم لو أن النوى أصبقت بها*.

(٣) عجز البيت لعلقمة الفحل فى ديوانه ص ٤٢ ؛ ولسان العرب (ركب) ، (دمن) ، (ندى) ؛ وبلا نسبة فى لسان العرب (رحل). وصدر البيت : *تراد على دمن الحياض فإن تعف*.

(٤) البيت لجنوب أخت عمرو ذى الكلب الهذلىّ فى شرح أشعار الهذليين ص ٥٧٩ ؛ ولسان العرب (ركب) ، (سعا) ؛ وتاج العروس (ركب) ؛ ولعمرة أخت عمرو ذى الكلب الهذلى فى حماسة البحترى ص ٢٧٣.

(٥) البيت بلا نسبة فى لسان العرب (بكر) ، (عظم) ؛ وتاج العروس (بكر) ؛ وجمهرة اللغة ص ٣٢٦ ، ١٢٦٥ ؛ وتهذيب اللغة (٢ / ٣٠٣).

١٧

وأراهم يذهبون فى ذلك إلى معنى القَوم والجمع ؛ لأن لفظ الجمع واحد إلا أن هذا إنما يستعمل إذا كان الموصوف معرِفة ، لا يقولون : جيران باكر هذا قول أهل اللغة ، وعندى : أنه لا يمتنع جِيران باكر ، كما لا يمتنع جيرانكم باكر.

* وأبكرَ الوِرْدَ والغَدَاء : عاجلهما.

* وبكَّره على أصحابه ، وأبكره عليهم : جعله يَبْكُر عليهم.

* وبَكِر : عجِل. وبَكَّر : وتبكرّ ، وأبكر : تقدَّم.

* والمُبْكِر ، والباكور ، جميعا من المطر : ما جاء فى أوّل الوَسْمِىِّ.

* والباكور من كل شىء : المعجَّلُ المجىء والإدراك والأنثى : باكورة.

وباكورة الثمرة : منه. وأنا آتيك العشِيَّة فأُبَكِّرُ : أى أُعَجِّل ذلك قال :

بكرت تلومُك بعد وَهْن فى النَّدى

بَسْلٌ عليك ملامتى وعتابى (١)

فجعل البكور بعد وَهْن. وقيل : إنما عَنَى أول الليل ، فشبهه بالبكُور فى أوّل النهار.

وقال ابن جنىّ : أصل (بكر) إنما هو للتقدّم أىَّ وقت كان من ليل أو نهار ، فأمّا قول هذا الشاعر :

*بكرت تلومك بعد وهن ...*

فوجهه أنه اضطُرَّ فاستعمل ذلك على أصل وضعه الأوّل فى اللغة ، وترك ما ورد به الاستعمال الآن من الاقتصار به على أول النهار دون آخره ، وإنما يفعل الشاعر ذلك تعمّدا له أو اتّفاقا وبديهة تهجُم على طبعه.

* والبَكيرة ، والباكورة ، والبَكُور من النخل : التى تدرك فى أول النخل.

وجَمْع البَكُور : بُكُر ، قال المتنخّل الهذلىّ :

ذلك ما دينُك إذ جُنِّبَت

أحمالها كالبُكُرِ المُبْتِل (٢)

وَصَف الجمع بالواحد ، كأنه أراد : المُبْتِلة فحذف لأن البناء قد انتهى ، ويجوز أن يكون

__________________

(١) البيت لضمرة النهشلىّ فى لسان العرب (سبل) ؛ وبلا نسبة فى لسان العرب (بكر).

(٢) البيت للمتنخل الهذلى فى شرح أشعار الهذليين ص ١٢٥٢ ؛ ولسان العرب (بكر) ، (بتل) ، (حمل) ؛ وتاج العروس (بكر) ، (بتل) ؛ وتهذيب اللغة (١٠ / ٢٢٦) ؛ وللهذلى فى مقاييس اللغة (١ / ١٩٦) ؛ وبلا نسبة فى جمهرة اللغة ص ٢٥٦.

١٨

المبتِل جمع : مُبْتِلة ، وإن قلَّ نظيره. ولا يجوز أن يعنى بالبُكُرِ هاهنا : الواحدة ؛ لأنه إنما نعت حدوجا كثيرة ، فشبَّهها بنخيل كثيرة ، وهى المِبْكار.

* وأرض مِبْكار : سريعة الإنبات.

* وسحابة مِبْكار ، وبَكُور : مِدْلاج من آخر الليل ، وقوله :

إذا ولَدت قرائبُ أمِّ شِبْل

فذاك اللؤم واللّقَحُ البَكُورُ (١)

أى إنما عجَّلت بحَمْل اللؤم كما تُعجِّلُ النخلةُ والسحابةُ.

* وبِكْر كلّ شىء : أوَّله.

وكلّ فَعْلة لم يتقدَّمها مِثلُها : بِكْر.

* وهذا بِكر أبَوَيه : أى أوَّل وَلَد وُلِد لهما.

وكذلك : الجاريةُ بغير هاء.

وجمعهما جميعا : أبكار.

وقد يكون البِكْر من الأولاد فى غير الناس ، كقولهم : بِكْر الحَيَّة.

* وقالوا : أشدّ الناس بِكر بِكْرَين ، قال :

يا بِكر بِكرين ويا خِلْب الكِبدْ

أصبحتَ منى كذراع من عَضُدْ (٢)

* والبِكر من النساء : التى لم يَقْرَبها رجل.

ومن الرجال الذى لم يَقْرَب امرأة. والجمع : أبكار.

* ومَرَة بِكر : حملت بطنا واحدا.

* والبِكر : الناقة التى وَلَدت بطنا واحدا.

والجمع : أبكار ، قال أبو ذُؤَيب :

وإن حديثا منكِ لو تبذُلينَه

جَنَى النحل فى ألبان عُوذٍ مطافِلِ

مطافيلَ أبكارٍ حديثٍ نِتاجُها

تُشاب بماءٍ مثلِ ماء المفاصل (٣)

__________________

(١) البيت بلا نسبة فى لسان العرب (بكر) ؛ وتاج العروس (بكر). وفيه : (أم نبل) بدلاً من (أم شبل).

(٢) الرجز للكميت فى ديوانه (١ / ١٦٦) ؛ وبلا نسبة فى لسان العرب (بكر) ؛ تاج العروس (بكر) ؛ وجمهرة اللغة ص ٢٩٣ ؛ ومجمل اللغة (١ / ٢٨٦).

(٣) البيتان لأبى ذؤيب الهذلى فى شرح أشعار الهذليين (١ / ١٤١) ؛ ولسان العرب (بكر) ، (طفل) ؛ وتاج العروس (طفل) ؛ والبيت الأول فى الدرر (٥ / ٧) ؛ والبيت الثانى فى لسان العرب (فصل). وفى تهذيب اللغة =

١٩

* وبِكْرها ، أيضا : ولدها. والجمع : أبكار ، وبِكَار.

* وبَقَرة بِكْر : لم تحمِل.

وقيل : هى الفتيَّة ، وفى التنزيل : (لا فارِضٌ وَلا بِكْرٌ) [البقرة : ٦٨]. وقول الفرزدَق :

إذا هن ساقطن الحَديث كأنه

جَنَى النحلِ أو أبكارَ كَرْم تُقَطَّفُ (١)

عنى : الكَرْم البِكر الذى لم يحمل قبل ذلك.

* وكذلك عَسَلُ أبكارٍ : وهو الذى عمِلته أبكار النحل.

* وسحابة بِكْر : غزيرة ، بمنزلة البِكْر من النساء قال ثعلب : لأن دمها أكثر من دم الثيِّب. وربما قيل : سحاب بِكْر ، أنشد ثعلب :

ولقد نظرتُ إلى أغَرَّ مُشهَّرٍ

بِكر توسَّنَ فى الخَمِيلة عُونا (٢)

وقول أبى ذؤيب :

وبِكرٌ كلما مُسَّت أصاتَتْ

تَرَنُّمَ نَغْم ذى الشِّرَع العتيقِ (٣)

إنما عَنَى : قوسا أولَ ما يُرْمَى عنها ، شبّه ترنُّمَها بنَغْم ذى الشّرَع وهو العُود الذى عليه أوتار.

* والبَكْر : الفَتِىُّ من الإبل.

وقيل : هو الثَّنِىّ منها إلى أن يُجذعِ. وقيل : هو ابن المَخَاض إلى أن يُثْنِى.

وقيل : هو ابن اللبون والحِقُّ والجَذَعُ. وقيل : هو ما لم يَبْزُل.

وقيل : البَكْرُ : وَلد الناقة فلم يُحَدَّ ولا وُقِّت.

وقيل : البَكْر بمنزلة الفَتَى ، والبَكْرة بمنزلة الفتاة.

__________________

=١٢ / ١٩٣ ، ١٣ ، ٣٤٨ وفى مقاييس اللغة (٤ / ٥٦) وفى تاج العروس (بكر) ، (فصل) ؛ كتاب العين (٧ / ١٢٦).

(١) البيت للفرزدق فى ديوانه ص ٢ / ٢٣ ؛ ولسان العرب (بكر) ، (سقط) ؛ وتاج العروس (بكر) ، (سقط) ؛ ولجران العود فى تاج العروس (قطف) ؛ وفى كتاب العين (٥ / ٣٦٥) ؛ وبلا نسبة فى تهذيب اللغة (١٠ / ٢٢٥).

(٢) البيت لحميد بن ثور فى ديوانه ص ١٣٥ ؛ بلا نسبة فى لسان العرب (بكر) ، (وسن) ؛ وتاج العروس (بكر).

(٣) البيت لأبى ذؤيب فى شرح أشعار الهذليين ص ١٨٢ ؛ ولسان العرب (بكر) ؛ وتاج العروس (بكر) ؛ وبلا نسبة فى كتاب العين (١ / ٢٥٤).

٢٠