السيّد علي الحسيني الميلاني
الموضوع : العقائد والكلام
الناشر: المؤلّف
الطبعة: ١
الصفحات: ٤١٣
الكرام ، الأئمّة القادة الأعلام ، من المشهورين بالحرمين المحترمين ، المجمع على فضلهم من بين الخافقين : الشيخ محمّد بن العلاء البابلي ، والشيخ عيسى المغربي الجعفري ، والشيخ محمّد بن محمّد بن سليمان الرداني المغربي ، والشيخ إبراهيم بن الحسن الكردي المدني ، والشيخ حسن بن علي العجيمي المكي ، والشيخ أحمد بن محمّد النخلي المكي ، والشيخ عبد الله بن سالم البصري ثمّ المكي.
ولكلّ واحد منهم رسالة جمع هو فيها ـ أو جمع له فيها ـ أسانيده المتنوّعة في علوم شتّى :
أمّا البابلي ، فأجازني بجميع ما في ( منتخب الأسانيد ) الذي جمعه الشيخ عيسى له ، شيخنا الثقة الأمين أبو طاهر محمّد بن إبراهيم الكردي عن أبيه ، وعن مشايخه الثلاثة الذين سردنا أسمائهم بعد أبيه ، كلّهم عن البابلي.
وأمّا الشيخ عيسى ، فناولني ( مقاليد الأسانيد ) تأليفه شيخنا أبو طاهر ، وأجازني بجميع ما فيه أبو طاهر عن الأربعة المذكورين عنه.
أمّا ابن سليمان ، فأجازني بجميع ما في ( صلة الخلف ) تأليفه ، شيخنا أبو طاهر مشافهة عن المصنف مكاتبة. ح وأجازني بجميع ما فيه ولده محمّد ، وفد الله عنه. ح وأجازني بجميعه السيّد عمر ابن بنت الشيخ عبد الله بن سالم ، عن جدّه ، عنه.
وأمّا الكردي ، فأخبرني بجميع ( الأمم ) تأليفه ـ سماعا عليه ـ : أبو طاهر ، بقراءته على أبيه المذكور.
وأمّا العجيمي فألّف الشيخ تاج الدين الدهّان ( رسالة ) ببسط فيها أسانيده ، أجازني بجميع ما رواه العجيمي : أبو طاهر ، عنه ، وكان أبو طاهر قاري دروسه وأخص تلامذته ، وقرأ عليه الستة بكمالها. ح سمعت من الشيخ تاج الدين القلعي الحنفي مفتي مكّة أوائل الستّة ، وشيئا من مسند الدارمي ، وموطّأ محمّد وآثاره ، وأجازني بسائرها وبجميع ما تصح له روايته عن العجيمي
أمّا النخلي فله ( رسالة ) فيها أسانيده ، أجازني بها أبو طاهر عنه. ح ناولنيها الشيخ عبد الرحمن النخلي ابن الشيخ أحمد المذكور ، وأجازني بها عن أبيه.
وأمّا البصري فألّف ولده الشيخ سالم ( رسالة ) أجازني بها وبجميع ما تصحّ له روايته : السيد عمر عن جدّه الشيخ عبد الله المذكور. وسمعت عنه أوائل الكتب. ح أجازني أبو طاهر عنه ، وقد سمع منه أبو طاهر مسند الإمام أحمد بكماله عند قبر النبي صلّى الله عليه وسلّم ، وقرأ عليه شمائل الترمذي بكماله ، إلاّ حديث سمر النساء ، فإنّه سمعه منه ».
أقول :
فإذا راجعنا هذه الكتب التي جمع فيها أسانيد هؤلاء المشايخ السّبعة وجدنا :
* أن ( أبا حنيفة ) من مشايخ الإجازة للشيخ إبراهيم الكردي ـ الذي هو أحد السّبعة ـ فإنّه يقول في ( الأمم لإيقاظ الهمم ) : « مسند الإمام أبي حنيفة ـ رضياللهعنه ـ للحسين بن محمّد بن خسرو البلخي ، بالسند إلى الفخر ابن البخاري ، عن أبي طاهر بركات بن إبراهيم الخشوعي الدمشقي عن مؤلّفه ».
* وأن ( أحمد بن حنبل ) من مشايخ إجازة الشيخ عيسى المغربي ـ الذي هو أحد السّبعة ـ كما لا يخفى على من راجع ( مقاليد الأسانيد ) حيث يذكر مسند أحمد بن حنبل ، وطرقه في روايته.
وأيضا : هو من مشايخ إبراهيم الكردي ، فإنّه يقول في ( الأمم ) : « مسند الإمام أحمد بن محمّد بن حنبل الشيباني ـ رضياللهعنه وشكر سعيه ـ : سمعت طرفا منه على شيخنا الإمام صفي الدين أحمد ـ روّح الله روحه ـ بسنده السابق إلى الفخر ابن البخاري : أنا أبو علي حنبل بن عبد الله بن الفرج المكبّر ، أنا أبو القاسم هبة الله بن محمّد بن عبد الواحد بن الحصين ، أنا أبو علي الحسن ابن علي التميمي المذهب الواعظ ، أنا أبو بكر أحمد بن جعفر القطيعي ، ثنا
عبد الله ابن الإمام أحمد ، ثني أبي ».
وأيضا : هو من مشايخ الشيخ حسن العجيمي ... كما جاء في ( رسالة الدهّان ) التي أسماها بـ ( كفاية المتطّلع لما ظهر وخفي من غالب مرويّات شيخنا العلاّمة الحسن بن علي العجيمي الحنفي ).
وأيضا : هو من مشايخ الشيخ عبد الله بن سالم البصري ـ وهو أحد المشايخ السبعة ـ كما لا يخفى على من راجع ( رسالة ) أسانيده المسمّاة بـ ( الإمداد بمعرفة علوّ الأسناد ).
* وأنّ ( الترمذي ) من مشايخ الشيخ عيسى المغربي ، كما لا يخفى على من راجع ( مقاليد الأسانيد ) فإنّه يقول : « كتاب الجامع الكبير لأبي عيسى الترمذي ، أخبرنا به إجازة مع ما بآخره من العلل ، عن شيوخه الثلاثة بسندهم ، إلى ابن غازي ، عن أبي عبد الله محمّد بن محمّد بن يحيى السرّاج عن أبيه ، عن جدّه ، عن أبي العبّاس أحمد بن قاسم بن عبد الرحمن القبّا ـ بفتح القاف وتشديد الموحّدة ـ عن يحيى بن محمّد بن عمر بن رشيد ، عن أبيه ، عن شرف الدين محمّد بن عبد الخالق بن طرخان القرشي الاموي ، عن أبي الحسن علي ابن نصر بن المبارك الأنصاري المكي المشهور بابن البنّا ـ لأنّ أباه كان بنّاء بالحرم الشريف.
ح وبسند الشهاب المرزوق إلى ابن مرزوق الحفيد ، عن أبي طيّب محمّد بن علوان التونسي عن أبي العبّاس أحمد العبريني ، عن أبي عبد الله محمّد بن صالح ، عن القاضي أبي قطران ، عن أبي الحسن بن كوثر ، قال هو ـ وابن البنا ـ : أخبرنا أبو الفتح عبد الملك بن أبي سهل الكروخي ، سماعا ـ بسماعه ـ من القاضي عامر بن محمود بن القاسم الأزدي قال : أخبرنا به أبو محمّد عبد الجبار بن محمّد الجراحي المروزي قال : حدّثنا أبو العباس محمّد ابن أحمد بن محبوب المحبوبي المروزي قال : أخبرنا به الحافظ أبو عيسى محمّد بن عيسى بن سورة الترمذي ، فذكره ».
وأيضا : هو من مشايخ الكردي في ( الأمم ).
وأيضا : هو من مشايخ العجيمي في ( كفاية المتطلّع ).
وأيضا : هو من مشايخ البصري في ( الامداد ).
وأيضا : هو من مشايخ النخلي ـ وهو أحد السبعة ـ في ( الرسالة ).
* وأنّ ( عبد الله بن أحمد ) من مشايخ : عيسى المغربي ، والبصري ، والعجيمي ، وذلك ظاهر لمن راجع أسانيدهم في روايتهم لمسند أحمد بن حنبل.
* وأن ( البزّار ) من مشايخ الشيخ عيسى المغربي في ( مقاليد الأسانيد ) والعجيمي كما في ( كفاية المتطلّع ) حيث تذكر الأسانيد إلى ( مسند البزّار ).
* وأن ( النّسائي ) من مشايخ الشيخ المغربي في ( مقاليد الأسانيد ) والكردي في ( الأمم ) ، والعجيمي كما في ( كفاية المتطلّع ) ، والبصري في ( الامداد ) ؛ والنخلي كما في ( الرسالة ) ... وهذه عبارة ( الأمم ) :
« سنن الحافظ أبي عبد الرحمن أحمد بن شعيب النسائي ـ رحمهالله تعالى ـ سمعت طرفا منه على شيخنا الإمام صفي الدين أحمد ـ قدسسره ـ بسنده السابق إلى التنوخي ، بسماعه على أيّوب بن نعمة الله النابلسي ، أنبأنا إسماعيل بن أحمد العراقي ، عن عبد الرزاق بن إسماعيل القويني أنا أبو محمّد عبد الرحمن بن حمد الدوني ، أنا أبو النصر أحمد بن الحسين القاضي الدينوري المعروف بالكسّار ، أنا الحافظ أبو بكر أحمد بن محمّد بن إسحاق القاضي الدينوري المعروف بابن السني ، أنا النسائي ».
* وأن ( أبا يعلى ) من مشايخ المغربي ، والعجيمي.
* وأن ( الطبري ) من مشايخ العجيمي ، ففي ( كفاية المتطلّع ) : « كتاب التاريخ الكبير للإمام أبي جعفر محمد بن جرير الطبري ، أخبر به عن العلاّمة علي الأجهوري ، عن السرّاج عمر بن الجائي عن قاضي القضاة زكريا الأنصاري ، عن الشرف أبي الفتح محمّد ابن القاضي أبي بكر المراغي ، عن
أبي الحسن علي بن محمّد بن أبي المجد الدمشقي ، عن أبي محمّد القاسم ابن عساكر ، عن أبي الحسن بن المقري ، عن أبي الفتح ابن البطّي ، عن أبي عبد الله محمّد بن فتوح الحميدي ، عن الإمام أبي عمر يوسف بن عبد البرّ والحافظ أبي محمّد علي بن أحمد بن سعيد بن حزم قالا : أخبرنا به أبو عمر أحمد بن محمّد بن الجوربي ، عن أبي بكر أحمد بن الفضل بن العباس الدينوري قال : أخبرنا به مؤلّف الإمام أبو جعفر محمّد بن جرير الطبري ، فذكره ».
* وأن ( المحاملي ) من مشايخ المغربي حيث يذكر في ( مقاليد الأسانيد ) إسناده إلى ( أمالي المحاملي ).
* وأن ( الطبراني ) من مشايخ المغربي ، حيث يذكر في ( مقاليد الأسانيد ) إسناده إلى ( المعاجم الثلاثة ) للطبراني.
وأيضا : هو من مشايخ العجيمي ، كما في ( كفاية المتطلّع ).
وأيضا : هو من مشايخ البصري ، كما في ( الامداد ).
وأيضا : هو من مشايخ الكردي كما في ( الأمم ).
* وأن ( الدار قطني ) من مشايخ الشيخ عيسى المغربي ، كما في ( مقاليد الأسانيد ) في رواية ( سنن الدار قطني ).
وأيضا : هو من مشايخ العجيمي ، كما في ( كفاية المتطلّع ) في سند رواية الكتاب المذكور.
وأيضا : هو من مشايخ البصري كما في ( الإمداد ) والكردي كما في ( الأمم ).
* وأن ( ابن بطة ) من مشايخ الشيخ المغربي ، لأنّ ابن بطة من مشايخ الجلال السيوطي كما في ( زاد المسير ) له ، والمغربي يروي بالاسناد ( زاد المسير ) بكماله ، فكلّ من كان شيخا للسيوطي فيه فهو شيخ للمغربي ، وعليه يكون ( ابن بطة ) من مشايخ ( المغربي ) الذي هو أحد المشايخ السبعة.
* وأن ( الحاكم ) من مشايخ المغربي في ( مقاليد الأسانيد ) حيث يذكر طريقه إلى ( صحيح الحاكم ، وهو المستدرك ).
وأيضا : هو من مشايخ الكردي في ( الأمم ) حيث يقول : « المستدرك للحاكم ، هو الحافظ أبو عبد الله محمّد بن عبد الله النيسابوري ، بالسند إلى ابن المقيّر ، عن أبي الفضل أحمد بن طاهر الميهني ، عن أبي بكر أحمد بن علي ابن خلف الشيرازي ، عن الحاكم ، به وسائر كتبه ».
وأيضا : هو من مشايخ العجيمي كما في ( كفاية المتطلّع ).
وأيضا : هو من مشايخ البصري في ( الامداد ) يرويه بالسند المتقدّم عن ( الأمم ).
* وأن ( أبا نعيم ) شيخ الشيخ المغربي ، كما في ( مقاليد الأسانيد ) والكردي كما في ( الأمم ) والعجيمي كما في ( كفاية المتطلّع ) والبصري كما في ( الامداد ). قال الأخير :
« وأما الحلية لأبي نعيم ، فبالسند إلى الفخر ابن البخاري ، عن ابن اللبّان ، عن الحدّاد ، عنه ».
* وأن ( البيهقي ) من مشايخ الشيخ المغربي ، والكردي ، والعجيمي ، والبصري ، والنخلي.
* وأن ( ابن عبد البرّ ) من مشايخ المغربي ، والعجيمي ، حيث يذكر الإسناد إلى كتاب ( الاستيعاب ) له.
* وأن ( الخطيب البغدادي ) من مشايخ المغربي ، والعجيمي.
* وأن ( البغوي ) من مشايخ المغربي ، لكونه من مشايخ أبي زيد عبد الرحمن بن محمّد بن مخلوف الثعالبي كما في كتاب ( غنيمة الوافد وبغية الطالب الماجد ) لأبي زيد المذكور ، وهذا الكتاب يرويه الشيخ المغربي بالإجازة في ( مقاليد الأسانيد ) ، فكلّ من ذكر في كتاب ( غنيمة الوافد ) شيخا لأبي زيد فهو من مشايخ الشيخ المغربي ، ومنهم البغوي.
وأيضا : هو من مشايخ الكردي ، فقد جاء في ( الأمم ) : « معالم التنزيل للحافظ أبي محمد الحسين بن مسعود البغوي ، الملّقب بمحيي الدين والسنّة ، وسائر تصانيفه كشرح السنّة والمصابيح ، بالإسناد إلى الفخر ابن البخاري ، عن فضل الله بن أبي سعد النوقاني ، عن البغوي ».
وأيضا : هو من مشايخ العجيمي ، كما في ( كفاية المتطلّع ).
وأيضا : هو من مشايخ البصري ، كما في ( الإمداد ).
* وأن ( ابن عساكر ) من مشايخ العجيمي. قال في ( كفاية المتطلّع ) : « تاريخ دمشق للإمام الحافظ أبي القاسم علي بن الحسن بن هبة الله بن عساكر الدمشقي ـ رحمهالله تعالى ـ أخبر به عن العلاّمة الشهاب أحمد الخفاجي ، عن الشيخ حسن الكرخي ، عن شيخ الإسلام زكريا بن محمّد الأنصاري ، عن الحافظ تقي الدين محمّد بن فهد المكّي ، عن ام عبد الله عائشة بنت محمّد بن عبد الهادي المقدسية ، عن محمّد بن محمّد بن الشيرازي ، عن جدّه محمّد الشيرازي ، عن مؤلّفه ».
* وأن ( مجد الدين ابن الأثير ) من مشايخ العجيمي ، فقد ذكر في ( كفاية المتطلّع ) إسناده إلى كتاب ( جامع الأصول ) له.
* وأن ( عز الدين ابن الأثير ) من مشايخ العجيمي كذلك ، فقد ذكر في ( كفاية المتطلّع ) إسناده إلى كتاب ( اسد الغابة ) له.
* وأن ( ابن النجّار ) من مشايخ العجيمي كذلك ، فقد ذكر في ( كفاية المتطلّع ) إسناده إلى ( تاريخ المدينة ) له.
* وأن ( سبط ابن الجوزي ) من مشايخ العجيمي كذلك ، فقد ذكر في ( كفاية المتطلّع ) إسناده إلى كتاب ( مرآة الزمان ) له.
* وأن ( المحبّ الطبري ) من مشايخ العجيمي كذلك ، فقد ذكر في ( كفاية المتطلّع ) إسناده إلى ( الرياض النضرة ) له.
* وأن ( الحمويني ) من مشايخ العجيمي كذلك ، لكون الحمويني في
طريق إسناد العجيمي إلى كتاب ( الحاوي ) وكتاب ( اللباب ) وكلاهما لعبد الغفار بن عبد الكريم القزويني ، فقد جاء في ( كفاية المتطلّع ) ما نصه :
« كتاب الحاوي ، واللباب وشرحه العجاب ، وغير ذلك ، للعلاّمة نجم الدين عبد الغفار بن عبد الكريم القزويني ، أخبر بها عن الشيخ أحمد العجل ، عن الإمام يحيى الطبري ، عن الحافظ عبد العزيز ابن فهد ، والحفاظ عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي ، عن المشايخ الثلاثة خاتمة الحفاظ شهاب الدين أحمد بن علي بن حجر العسقلاني ، والقاضي كمال الدين أبي الفضل محمّد ، وأخته أم الكمال كمالية ، ابني العلاّمة نجم الدين محمّد بن أبي بكر المرجاني : زاد العز ابن فهد فقال : والمسندة الأصلية أم الفضل هاجر ابنة المحدّث شرف الدين محمّد بن محمّد بن أبي بكر المقدسي ، زاد الحافظ السيوطي فقال : وخليل بن عبد القادر بن جلال الدين النابلسي ، وفاطمة بنت أبي القاسم ابن علي البسري ، قالوا جميعا : أخبرنا مسند الشام زين الدين أبو هريرة عبد الرحمن ، عن الحافظ شمس الدين محمّد بن أحمد بن عثمان الذهبي ، عن أبي المجامع إبراهيم بن محمّد بن حمويه الجويني ، عن مؤلّفه العلاّمة ».
وقد ظهر من هذا الإسناد أن الحمويني من مشايخ ابن حجر العسقلاني والسيوطي بل والذهبي.
* وأن ( الخطيب التبريزي ) من مشايخ العجيمي ، حيث يذكر في ( كفاية المتطلّع ) إسناده إلى ( مشكاة المصابيح ).
* وأن ( المزّي ) من مشايخ العجيمي ، حيث يذكر في ( كفاية المتطلّع ) إسناده إلى ( تهذيب الكمال ).
وأيضا : هو من مشايخ المغربي في ( مقاليد الأسانيد ).
* وأن ( الذهبي ) من مشايخ العجيمي ، فقد جاء في ( كفاية المتطلّع ) :
« تواريخ الحافظ الكبير شمس الدين محمّد بن أحمد بن عثمان الذهبي
الدمشقي ، أخبر بها عن الشيخ محمّد بن علاء الدين البابلي ، عن المعمر محمّد حجازي الشعراني ، عن المعمر محمّد بن أركماس ، عن الحافظ أحمد ابن حجر العسقلاني قال : أخبرنا به جماعة منهم ابن مؤلّفها المسند أبو هريرة عبد الرحمن ، عن والده الحافظ ... ».
* وأن ( ابن حجر العسقلاني ) من مشايخ الشيخ عيسى المغربي ، فقد جاء في ( مقاليد الأسانيد ) : « وأمّا فتح الباري ومقدّمته للحافظ أبي الفضل ابن حجر ، فأخبرنا بهما سماعا وقراءة لكثير منهما وإجازة لسائرهما ، عن أعلامه الثلاثة ، بسندهم إلى ابن غازي ، عن الحافظ شمس الدين محمّد بن عبد الرحمن السخاوي ، والحافظ أبي عمرو عثمان الديمي. ح وبسندهم إلى شيخ الإسلام زكريا الأنصاري قالوا ثلاثتهم : أخبرنا الحافظ أبو الفضل شهاب الدين أحمد بن علي بن حجر العسقلاني ـ رحمهالله ـ بهما وبجميع تصانيفه ، فذكرهما ».
وأيضا : هو من مشايخ الكردي كما في ( الأمم ) في طريق رواية صحيح البخاري.
وأيضا : هو من مشايخ العجيمي ، حيث يذكر في ( كفاية المتطلّع ) إسناده إلى ( فتح الباري ).
وأيضا : هو من مشايخ البصري كما في ( الإمداد ).
وأيضا : هو من مشايخ النخلي ، كما في ( رسالته ).
* ثمّ إنّ ( السيوطي ) من مشايخ المشايخ السبعة كلّهم ، فقد جاء في ( الإرشاد إلى مهمّات الإسناد ) : « فصل ـ سند هؤلاء المشايخ السبعة ينتهي إلى الإمامين الحافظين القدوتين الشهيرين بشيخ الإسلام : زين الدين زكريا ، والشيخ جلال الدين السيوطي ... ».
* وأمّا ( ابن حجر المكّي ) فمن مشايخ الكردي ، كما في ( الأمم ) في ذكر طريق رواية صحيح البخاري.
وأيضا : هو من مشايخ العجيمي ، فقد ذكر طريق روايته ( شرح الهمزية ) و ( شرح الشمائل ) لابن حجر المكّي.
وأيضا : هو من مشايخ البصري كما في ( الإمداد ) والنخلي كما في ( رسالته ).
* وأمّا ( علي المتقي الهندي ) فمن مشايخ العجيمي ، ففي ( كفاية المتطلّع ) : « كتابا التبويبين للجامع الكبير والصغير المذكورين مع زيادة في الكبير ، للإمام العلاّمة قبلة أهل السلوك نور الدين علي بن حسام الدين المتّقي ـ رحمهالله تعالى ـ أخبر بهما وسائر مؤلفاته عن العلاّمة علي ابن الامام عبد القادر الطبري المكّي ، عن صهره الشيخ محمّد عارف عن والده شيخ أهل العرفان عبد الوهاب بن ولي الله الهندي ، عن مؤلّفها أستاذه العارف بالله تعالى الشيخ علي بن حسام الدين المتقي ، فذكرها ».
* وأمّا ( جمال الدين المحدّث الشيرازي ) فهو من مشايخ الشيخ عبد الله البصري في ( الإمداد ) فقد وقع في طريق روايته ( مشكاة المصابيح ) الخطيب التبريزي ، كما لا يخفى على من راجعه.
أقول :
فالعجب كلّ العجب من ( الدهلوي ) ، حيث أنه كذّب هذا الحديث الشريف ، ولم يدر أنّه رواه طائفة من كبار شيوخ مشايخ والده ، وحدّث به جماعة من أساتذة أساتذته! فليت شعري كيف أعرض عن هذا الحديث وحاد ، فأبطل فخار والده النقّاد ، باتّصال سنده إلى شيوخه السبعة الأمجاد ، وأظهر أنّ شيوخهم رواة لموضوعات الروايات والأخبار ، ومفتراة الأحاديث والآثار؟!
الفائدة الثالثة
في ذكر من جمع طرقه وأفراده بالتأليف
لقد أفرد جماعة من أعلام المحدّثين الكبار حديث الطير بالتأليف ، وجمعوا طرقه وأسانيده في كتب مفردة ومؤلّفات خاصّة ، ومنهم :
١ ـ أبو جعفر محمد بن جرير الطبري ، ذكره ابن كثير الشامي في تاريخه (١).
٢ ـ أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد المعروف بابن عقدة ، ذكره ابن شهرآشوب (٢).
٣ ـ أبو عبد الله الحاكم ، ذكره الكنجي (٣) ، وابن تيميّة (٤) ، والعسقلاني (٥).
٤ ـ أبو بكر أحمد بن موسى بن مردويه الأصبهاني ، ذكره ابن تيميّة (٦) ، والعسقلاني (٧) وابن حجر المكي (٨).
٥ ـ أبو نعيم أحمد بن عبد الله الأصبهاني ، ذكره ابن تيميّة (٩) نقلا عن أبي موسى المديني.
__________________
(١) البداية والنهاية ٧ / ٣٥٤.
(٢) مناقب آل أبي طالب ٢ / ٢٨٢.
(٣) كفاية الطالب في مناقب علي بن أبي طالب : ١٥٢.
(٤) منهاج السنة ٤ / ٩٩.
(٥) لسان الميزان ١ / ٤٢.
(٦) منهاج السنة ٤ / ٩٩.
(٧) لسان الميزان ١ / ٤٢.
(٨) المنح المكية في شرح الهمزية.
(٩) منهاج السنة ٤ / ٩٩.
٦ ـ أبو طاهر محمّد بن أحمد المعروف بابن حمدان ، ذكره الذهبي (١) وابن كثير في تاريخه (٢) والسيوطي (٣).
٧ ـ شمس الدين محمد بن أحمد الذهبي ، نصّ على ذلك هو بنفسه (٤).
وجوه دلالة ذلك على اعتبار الحديث
وإفراد هؤلاء الأئمة هذا الحديث بالتأليف وجمعهم أسانيده في كتاب مفرد يدل على اعتباره وبطلان تقوّلات ( الدّهلوي ) ونظرائه من وجوه :
١ ـ الظنّ القوي بصدوره
إنّ كثرة طرقه ورواته ـ بحيث أفرد بالتأليف ـ يوجب الظنّ المتاخم لليقين بصدقه وصدوره عن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، إذ يستحيل ـ عادة ـ اجتماع هذه الكثرة من الرواة في الطبقات المختلفة وتواطؤهم على الكذب.
ولقد كان من الجدير بـ ( الدهلوي ) الوقوف على هذه التآليف القيّمة قبل التفوّه بالقدح في هذا الحديث الشريف ، إلاّ أنّ تصديه لشؤون الزعامة والرئاسة!! حال دون إتعاب نفسه في البحث عنها والتحقيق في هذا المضمار ...
٢ ـ صحّته
قال السّبكي بترجمة الحاكم النيسابوري صاحب المستدرك في مقام
__________________
(١) تذكرة الحفّاظ ٣ / ١١١٢.
(٢) البداية والنهاية ٧ / ٣٥٤.
(٣) طبقات الحفّاظ : ٤٢٦.
(٤) تذكرة الحفّاظ ٣ / ١٠٤٣.
الدفاع عنه :
« ثم ذكر ابن طاهر أنه رأى بخط الحاكم حديث الطير في جزء ضخم جمعه ، قال : وقد كتبته للتعجب. قلت : وغاية جمع هذا الحديث أن يدل على أنّ الحاكم يحكم بصحته ، ولولا ذلك لما استودعه المستدرك ، ولا يدل ذلك منه على تقديم علي رضياللهعنه على شيخ المهاجرين والأنصار أبي بكر الصديق رضياللهعنه ، إذ له معارض أقوى لا يقدر على دفعه ، وكيف يظن بالحاكم ـ مع سعة حفظه ـ تقديم علي؟ ومن قدّمه على أبي بكر فقد طعن على المهاجرين والأنصار ، فمعاذ الله أن يظنّ ذلك بالحاكم » (١).
فظهر ـ إذن ـ أنّ جمع هذا الحديث يدلّ على الحكم بصحته ، فالجامعون طرقه يحكمون بصحته ، ولو لا ذلك لما استودعه الحاكم كتابه المستدرك على الصحيحين ...
٣ ـ حسنه
ولو سلّمنا ـ على سبيل التنزّل ـ عدم دلالة جمع الطّرق على الحكم بالصحّة ، لكنّه يدلّ على كثرة طرقه وأسانيده على كلّ حال ، ومن المعلوم أنّ تعدّد طرق الحديث يبلغ به درجة الحسن ، وإن لم يكن كلّ واحد واحد منها حسنا ، فلا أقل من أن يكون حديث الطير حسنا.
أمّا حسن الحديث باعتبار كثرة طرقه فذلك أمر مسلّم به لدى المحققين ، والشواهد عليه في كلماتهم كثيرة جدا :
قال المنّاوي بشرح ( أحبّ الأديان إلى الله الحنيفيّة السمحة ) : « قال الهيثمي : فيه عبد الله بن إبراهيم الغفاري ، منكر الحديث ، قال قيل يا رسول الله : أيّ الأديان أحب إلى الله؟ فذكره. وقال شيخنا العراقي : فيه محمد بن
__________________
(١) طبقات الشافعية الكبرى ٤ / ١٦٥.
إسحاق ، رواه بالعنعنة ، أي وهو يدلّس عن الضعفاء ، فلا يحتج إلاّ بما صرّح فيه بالتحديث. انتهى ، قال العلائي : لكن له طرق لا ينزل عن درجة الحسن بانضمامها » (١).
وقال المناوي بشرح ( أحب الطّعام إلى الله ) : « قال البيهقي ـ بعد ما عزاه للطبراني وأبي يعلى ـ : فيه عبد المجيد بن أبي رواد ، وفيه ضعف. وقال الزين العراقي : إسناده حسن. انتهى ، ولعلّه باعتبار طرقه ، وإلاّ فقد قال البيهقي عقب تخريجه ما نصّه : تفرّد به عبد المجيد بن عبد العزيز بن أبي روّاد عن ابن جريج. انتهى ، وعبد المجيد أورده الذهبي في الضعفاء والمتروكين ، وقال المنذري : رواه أبو يعلى ، والطبراني ، وأبو الشيخ في الثواب ، كلّهم من رواية عبد المجيد بن أبي روّاد وقد وثّق ، قال : لكن في الحديث نكارة. انتهى » (٢).
وقال بشرح ( اطلبوا العلم ولو بالصين ... ) : « وحكم ابن الجوزي بوضعه ، ونوزع بقول المزي : له طرق ربما يصل بمجموعها إلى الحسن » (٣).
٤ ـ قوّته
ولو سلّمنا عدم وصول حديث الطّير بتعدّد طرقه إلى درجة الحسن ، وأنّه لا يحتج بشيء من طرقه بمفرده ، لكن المقرر لدى أهل السنة أنّ الطرق يقوّي بعضها بعضا ، فيتقوّى المتن بذلك ويصلح للاحتجاج والاستدلال ، والشواهد على هذه القاعدة المقررة كثيرة :
قال ابن حجر العسقلاني بشرح حديث الولاية من حديث بريدة : « وأخرج أحمد أيضا هذا الحديث من طريق أجلح الكندي عن عبد الله بن بريدة بطوله ، وزاد في آخره : لا تقع في علي فإنه منّي وأنا منه وهو وليّكم بعدي. وأخرجه
__________________
(١) فيض القدير ـ شرح الجامع الصغير ١ / ١٦٩
(٢) فيض القدير ـ شرح الجامع الصغير ١ / ١٧٢
(٣) فيض القدير ـ شرح الجامع الصغير ١ / ٥٤٢
أحمد أيضا والنسائي ، من طريق سعد بن عبيدة ، عن عبد الله بن بريدة مختصرا ، وفي آخره : فإذا النبي صلّى الله عليه وسلم قد احمرّ وجهه يقول : من كنت وليّه فعلي وليه. أخرجه الحاكم من هذا الوجه مطولا ، وفيه قصة الجارية نحو رواية عبد الجليل. وهذه طرق يقوى بعضها ببعض » (١).
وقال ابن الوزير في كلامه حول حديث ( يحمل هذا العلم من كلّ خلف عدوله ) قال : « وقد يكثر الطرق الضعيفة فيقوى المتن على حسب ذلك الضعف في القلة والكثرة ، كما يعرف ذلك من عرف كلام أهل هذا العلم في مراتب التجريح والتعديل » (٢).
وقال المناوي بشرح ( آفة العلم النسيان ... ) : « وظاهر اقتصار المصنف على عزوه لابن أبي شيبة من طريقيه : أنه لا يعرف لغيره والاّ لذكره تقوية لهما ، لكونه معلولا ، والأمر بخلافه ، فقد رواه بتمامه من هذا الوجه : الدارمي في مسنده ، والعسكري في الأمثال ، عن الأعمش. ورواه عنه ابن عدي من عدة طرق بلفظ : آفة العلم النسيان وإضاعته أن تحدّث به من ليس له بأهل ، ورواه من طريق عن قيس بن الربيع بلفظ : وإضاعته أن تضعه عند غير أهله. وروى صدره عن ابن مسعود أيضا البيهقي في المدخل ، قال الحافظ العراقي : ورواه مطين في مسنده من حديث علي بلفظ : آفة الحديث الكذب وآفة العلم النسيان.
فكان ينبغي للمصنف الإكثار من مخرجيه إشارة إلى تقويته » (٣).
٥ ـ صيانته عن الطعن
إن تعدّد طرق الحديث وكثرة مخرجيه يصونه عن ورود الطعن فيه ، فقد
__________________
(١) فتح الباري ـ شرح صحيح البخاري ٨ / ٥٤ كتاب المغازي.
(٢) الروض الباسم في الذب عن سنة أبي القاسم : ٣٢.
(٣) فيض القدير ـ شرح الجامع الصغير ١ / ٥٢.
قال المناوي بشرح ( اتق الله حيثما كنت ... ) : « أكثر المصنف ـ رحمهالله ـ من مخرجيه إشارة إلى ردّ الطعن فيه » (١).
وعلى هذا الأساس نقول : إن كثرة طرق حديث الطير ورواته ومخرجيه ـ حتى أفرد جماعة لجمعها مصنفات خاصّة ـ كافية لردّ طعن ( الدهلوي ) فيه. ولله الحمد على ذلك.
٦ ـ لو كان فيه شيء لبيّنوا
قال الذهبي بترجمة أبي زرعة ما نصّه : « قلت : له التصانيف الكثيرة ، يروي فيها المناكير كغيره من الحفاظ ولا يبيّن حالها ، وذلك مما يزري بالحافظ » (٢).
وعلى ضوء هذا الكلام نقول : إذا كان رواية المناكير مع عدم تبيين حالها يزري بالحافظ ، فإن تصنيف الكتاب حول حديث موضوع مع عدم تبيين حاله يزري به بالأولوية ، بل يؤدّي به إلى السقوط الفظيع والوهن الشنيع ، وكيف يظن بمثل ابن جرير الطبري ، وابن عقدة ، والحاكم أن يصنّفوا في هذا الحديث ويجمعوا طرقه ولا يبيّنوا حاله إن كان فيه شيء؟! فمعاذ الله أن يظنّ ذلك بهم ...
٧ ـ لو كان باطلا لما كتبوه
قال السبكي بترجمة الحاكم بعد عبارته التي تقدّم نقلها :
« ثمّ ينبغي أن يتعجب من ابن طاهر في كتابته هذا الجزء ، مع اعتقاده بطلان الحديث ، مع أن كتابته سبب شياع هذا الخبر الباطل واغترار الجهّال به ،
__________________
(١) فيض القدير ـ شرح الجامع الصغير ١ / ١٢٠.
(٢) تذكرة الحفّاظ ٣ / ١٠٠٠.
أكثر مما يتعجّب من الحاكم ممن يخرجه وهو يعتقد صحته » (١).
وعلى ضوء هذا الكلام نقول : إن جلالة هؤلاء ـ المصنّفين في حديث الطير ـ وسعة حفظهم وعظمة شأنهم ... كلّ ذلك يمنع من أن يكتبوا هذا الحديث ويجمعوا طرقه مع اعتقادهم بطلانه ، فهم ـ إذن ـ يعتقدون بصحّته ويعترفون بمفاده ، وهذا كاف لإثبات هذا الحديث ، وبطلان شبهة ( الدهلوي ) ، والله الموفّق.
__________________
(١) طبقات الشافعية الكبرى ٤ / ١٦٦.
الفائدة الرّابعة
في ذكر من أورده بصيغة الجزم وأرسله إرسال المسلّم
لقد أورد جماعة من الأعلام حديث الطير ونسبوه إلى سيدنا رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم بصيغة الجزم ، وسيأتي أن ذلك يدلّ على صحّته أو حسنه ... ومن هؤلاء.
١ ـ أبو الحسن المسعودي ، حيث قال في عداد فضائل أمير المؤمنين عليهالسلام : « ثمّ دعاؤه ـ يعني النبي عليهالسلام ـ وقد قدّم إليه أنس الطائر : اللهم أدخل إليّ أحبّ خلقك إليك يأكل معي من هذا الطائر ، فدخل علي ، إلى آخر الحديث. فهذا وغيره من فضائله وما اجتمع فيه من الخصال مما تفرّق في غيره » (١).
٢ ـ ابن عبد البرّ ، حيث قال : « اهدي للنبي صلّى الله عليه وسلم طوائر ... إلخ » (٢).
٣ ـ محمد بن طلحة ، حيث قال : « قال صلّى الله عليه وسلّم يوما ـ وقد احضر اليه الطير ليأكله ـ ... » (٣).
٤ ـ الصفوري ، حيث قال : « قال أنس رضياللهعنه : قدّمت للنبي صلّى الله عليه وسلّم طعاما ، فسمّى وأكل لقمة وقال : اللهم ائتني بأحبّ الخلق إليك وإليّ ... » (٤).
__________________
(١) مروج الذهب ١ / ٧١١.
(٢) بهجة المجالس.
(٣) مطالب السؤول : ٤٢.
(٤) نزهة المجالس.
٥ ـ ابن روزبهان ، حيث قال : « حديث الطير مشهور ، وهو فضيلة عظيمة ومنقبة جسيمة ، ولكن لا تدل على النص » (١).
٦ ـ الخفري ، حيث قال : « اهدي إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم طير ... إلخ » (٢).
٧ ـ شاه ولي الله ، حيث قال : « قدّم لرسول الله صلّى الله عليه وسلّم فرخ مشوي ... إلخ » (٣).
ذكر الحديث بصيغة الجزم حكم بالصحّة أو الحسن
: هذا ، وقد تقرر لدى المحدّثين ورواة الأخبار : أن ذكر الحديث بصيغة الجزم حكم بصحّته أو حسنه ، وإذا لم يكن حسنا أو صحيحا لا يذكر كذلك ، وقد نصّ على ذلك جماعة :
قال النووي : « قال العلماء : ينبغي لمن أراد رواية الحديث أو ذكره أن ينظر ، فإن كان صحيحا أو حسنا قال : قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم كذا أو فعله ، أو نحو ذلك من صيغ الجزم ، وإن كان ضعيفا فلا يقل : قال ، أو فعل ، أو أمر ، أو نهى أو شبه ذلك من صيغ الجزم ، بل يقول : روي عنه كذا ، وجاء عنه كذا ، أو يروى ، أو يذكر ، أو يحكى ، أو يقال ، أو بلغنا ، أو ما أشبهه ، والله أعلم » (٤).
وقال السيوطي في الكلام على تعليقات الصحيحين ما نصّه : « فما كان منه بصيغة الجزم كقال ، أو فعل ، أو أمر ، وروى وذكر فلان ، فهو حكم بصحته عن المضاف إليه ، لأنّه لا يستجيز أن يجزم بذلك عنه إلاّ وقد صحّ عنده
__________________
(١) إبطال الباطل مخطوط.
(٢) كنز البراهين الكسبيّة.
(٣) قرة العينين في تفضيل الشيخين.
(٤) المنهاج ـ شرح صحيح مسلم ١ / ٧١.
عنه » (١).
وقال ـ بعد أن ذكر وضع ما يروى عن أبي بن كعب في فضل القرآن سورة سورة ـ : « وقد أخطأ من ذكره من المفسّرين في تفسيره : كالثعلبي ، والواحدي ، والزمخشري ، والبيضاوي. قال العراقي : لكن من أبرز إسناده منهم ـ كالأوّلين ـ فهو أبسط لعذره ، إذ أحال ناظره على الكشف عن سنده ، وإن كان لا يجوز له السكوت عليه. وأمّا من لم يبرز سنده وأورده بصيغة الجزم فخطؤه أفحش » (٢).
وكيف يظنّ بهؤلاء الأعلام أن يذكروا حديث الطير بصيغة الجزم مع اعتقادهم عدم صحّته أو حسنه ، فيكونوا قد ارتكبوا هذا الخطأ الفاحش الذي لا يغتفر؟
__________________
(١) تدريب الراوي ـ شرح تقريب النواوي ١ / ٩٠.
(٢) تدريب الراوي ـ شرح تقريب النواوي ١ / ٢٤٤.