السيّد علي الحسيني الميلاني
الموضوع : العقائد والكلام
الناشر: المؤلّف
الطبعة: ١
الصفحات: ٤٢٧
وقال ابن المديني : مدار حديث رسول الله صلّى الله عليه وسلّم على ستة فذكرهم ، قال : وصار علم الستة عند اثني عشر أحدهم ابن إسحاق. وسئل ابن شهاب عن المغازي فقال : هذا أعلم الناس بها ـ يعني ابن إسحاق ـ وقال الشافعي : من أراد أن يتبحّر في المغازي فهو عيال على ابن إسحاق. وقال أحمد ابن زهير سألت يحيى بن معين عنه فقال : قال عاصم بن عمر بن قتادة : لا يزال في الناس علم ما عاش محمد بن إسحاق.
وقال ابن أبي خيثمة : نا هارون بن معروف قال : سمعت أبا معاوية يقول : كان ابن إسحاق من أحفظ الناس ، فكان إذا كان عند الرجل خمسة أحاديث أو أكثر جاء فاستودعها محمد بن إسحاق فقال احفظها ، فإن نسيتها كنت قد حفظتها عليّ. وروى الخطيب بإسناد له إلى ابن نفيل ، نا عبدالله بن فائد ، قال : كنا إذا جلسنا الى محمد بن إسحاق فأخذ في فن من العلم قضى مجلسه في ذلك الفن. وقال أبو زرعة عبد الرحمن بن عمرو النصري : ومحمد بن إسحاق قد أجمع الكبراء من أهل العلم على الأخذ عنه ، منهم سفيان ، وشعبة ، وابن عيينة ، والحمّادان ، وابن المبارك ، وإبراهيم بن سعد ، وروى عنه من الأكابر يزيد بن أبي حبيب ، وقد اختبره أهل الحديث فرأوا صدقا وخيرا ، مع مدحة ابن شهاب له ، وقد ذاكرت دحيما قول مالك ـ يعني فيه ـ فرأى أن ذلك ليس للحديث ، إنما هو لأنّه اتّهمه بالقدر.
وقال إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني : الناس يشتهون حديثه ، وكان يرمى بغير نوع من البدع. وقال ابن نمير : كان يرمى بالقدر ، وكان أبعد الناس منه. وقال البخاري : ينبغي أن يكون له ألف حديث ينفرد به الا يشاركه فيها أحد. وقال عن ابن المديني عن سفيان : ما رأيت أحدا يتّهم محمد بن إسحاق. وقال أبو سعيد الجعفي : كان ابن إدريس معجبا بابن إسحاق ، كثير الذّكر له ، ينسبه إلى العلم والمعرفة والحفظ.
وقال : إبراهيم الحربي : حدثني مصعب قال : كانوا يطعنون عليه بشيء من
غير جنس الحديث. وقال يزيد بن هارون : لو سوّد أحد في الحديث لسوّد محمد ابن إسحاق. وقال شعبة فيه : أمير المؤمنين في الحديث. وروى يحيى بن آدم نا أبو شهاب قال قال لي شعبة بن الحجاج : عليك بالحجاج بن أرطاة وبمحمد بن إسحاق. وقال ابن علّية قال شعبة : أما محمد بن إسحاق وجابر الجعفي فصدوقان. وقال :
يعقوب بن شيبة : سألت ابن المديني كيف حديث محمد بن إسحاق صحيح؟ قال : نعم حديثه عندي صحيح ، قلت له : فكلام مالك فيه؟ قال : لم يجالسه ولم يعرفه. ثم قال علي : ابن إسحاق أي شيء حدّث بالمدينة ، قلت له : فهشام بن عروة قد تكلّم فيه ، فقال علي : الذي قال هشام ليس بحجة ، لعلّه دخل على امرأته وهو غلام فسمع منها ، وسمعت عليّا يقول : إن حديث محمد بن إسحاق ليتبيّن فيه الصدق ، يروي مرة : حدثني أبو الزناد ، ومرة ذكر أبو الزناد ، وروى عن رجل عمن سمع منه يقول : حدثني سفيان بن سعيد عن سالم أبي النظر عن عمر صوم يوم عرفة ، وهو من أروى الناس عن أبي النضر ، ويقول : حدثني الحسن بن دينار عن أيوب عن عمرو بن شعيب في سلف وبيع ، وهو من أروى الناس عن عمرو بن شعيب ، وقال علي : لم أجد لابن إسحاق إلاّ حديثين منكرين ... وقال مرة : وقع إليّ من حديثه شيء ، فما أنكرت منه إلاّ أربعة أحاديث. ظننت أن بعضه منه وبعضه ليس منه.
وقال البخاري : رأيت علي بن المديني يحتج بحديثه ، فقال لي : نظرت في كتابه فما وجدت عليه إلاّ حديثين ، ويمكن أن يكونا صحيحين.
وقال العجلي : ثقة. وروى المفضل بن غسان عن يحيى بن معين : ثبت في الحديث ، وقال يعقوب بن شيبة : سألت ابن معين عنه : في نفسك شيء من صدقه؟ قال : لا ، هو صدوق. وروى ابن أبي خيثمة عن يحيى : ليس به بأس. وقال ابن المديني قلت لسفيان : كان ابن إسحاق جالس فاطمة بنت المنذر؟ فقال : أخبرني أنها حدّثته وأنه دخل عليها ، فاطمة هذه هي زوج هشام بن عروة ، وكان
هشام ينكر على ابن إسحاق روايته عنها ويقول : لقد دخلت بها وهي بنت تسع سنين ، وما رآها مخلوق حتى لحقت بالله. وقال الأثرم : سألت أحمد ابن حنبل عنه فقال : هو حسن الحديث ... » (١).
(٢)
رواية معمر بن راشد
قال الحافظ ابن كثير الدمشقي : « وقال عبد الرزاق أنا معمر عن علي بن زيد بن جدعان عن عدي بن ثابت عن البراء بن عازب قال : خرجنا مع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم حتى نزلنا غدير خم ، فبعث مناديا ينادي ، فلما اجتمعنا قال : ألست أولى بكم من أنفسكم؟ قلنا : بلى يا رسول الله ، قال : ألست أولى بكم من آبائكم؟ قلنا : بلى يا رسول الله قال : ألست ألست ألست؟ قلنا : بلى يا رسول الله. قال : من كنت مولاه فعلي مولاه. أللهم وال من والاه وعاد من عاداه. فقال عمر بن الخطاب : هنيئا لك يا ابن أبي طالب أصبحت اليوم ولي كل مؤمن » (٢).
ترجمته
١ ـ ابن حبان : « معمر بن راشد مولى عبد السّلام بن عبد القدوس أخو صالح بن عبد القدوس ، وقد قيل : إنه مولى للمهلّب بن أبي صفرة. وهو معمر ابن أبي عمرو ، من أهل البصرة سكن اليمن. يروي عن قتادة والزهري
__________________
(١) عيون الأثر ـ مقدمة الكتاب.
(٢) تاريخ ابن كثير ٧ / ٣٥٠ ..
وعبد الرزاق ، يروي عن عمير بن هاني العبسي : إنه كان يسجد كلّ يوم ألف سجدة ويسبّح مائة ألف تسبيحة. روى عنه علي بن حجر السعدي » (١).
٢ ـ السمعاني : « ومن القدماء أبو عمرة معمر بن راشد البصري ... وكان من ثقات العلماء ... قال ابن جريح : عليكم بهذا الرجل ـ يعني معمرا ـ فإنه لم يبق من أهل زمانه أعلم منه. وسئل ابن جريج عن شيء من التفسير فأجابني فقلت له : معمر قال كذا وكذا ، قال : إن معمرا شرب من العلم فانقع ... قال علي بن المديني : نظرت فإذا الإسناد يدور على ستة ، فلأهل البصرة شعبة وسعيد ابن أبي عروبة وحماد بن سلمة ومعمر بن راشد ، ويكنى أبا عروة مولى حمدان ومات باليمن سنة أربع وخمسين ومائة ، قال أبو حاتم الرازي : انتهى الاسناد إلى ستة نفر أدركهم معمر وكتب عنهم ، لا أعلم اجتمع لأحد غير معمر ... قال أحمد بن حنبل : لا يضم أحد إلى معمر إلاّ وجدت معمرا أطلب للعلم منه » (٢).
٣ ـ الذهبي : « وفي رمضان : معمر بن راشد الأزدي مولاهم البصري. الحافظ أبو عروة ، صاحب الزهري كهلا ، روى عن أبي إسحاق وطبقته ، وشهد جنازة الحسن ، وأقدم شيوخه موتا قتادة ، قال أحمد : ليس يضم معمر إلى أحد إلاّ وجدته فوقه ، وقال غيره : كان معمر صالحا خيرا ، وهو أوّل من ارتحل إلى اليمن في طلب الحديث ، فلقى بها همام بن منبه صاحب أبي هريرة » (٣).
٤ ـ الذهبي : « وشيخ اليمن معمر بن راشد الأزدي البصري. وكان من أوعية العلم ، وصنّف التصانيف » (٤).
٥ ـ الذهبي : « ع ـ معمر بن راشد أبو عروة مولاهم. عالم اليمن عن الزهري وهمام. وعنه : غندر وابن المبارك وعبد الرزاق. قال معمر : طلبت العلم
__________________
(١) الثقات ٧ / ٤٨٤.
(٢) الأنساب ـ المهلبي.
(٣) العبر ـ حوادث سنة ١٥٣.
(٤) دول الإسلام ـ حوادث سنة ١٥٣.
سنة مات الحسن ولي أربع عشرة سنة ، وقال أحمد : لا تضم معمرا إلى أحد إلاّ وجدته يتقدّمه ، كان أطلب أهل زمانه للعلم. وقال عبد الرزاق : سمعت منه عشرة آلاف. وتوفي في رمضان سنة ١٥٣ » (١).
٦ ـ اليافعي : « وفي رمضان منها : معمر بن راشد الأزدي مولاهم البصري الحافظ ، قال أحمد : ليس يضم ... » (٢).
٧ ـ السيوطي : « ... قال ابن حبان : كان فقيها متقنا حافظا ورعا » (٣).
(٣)
رواية إسرائيل بن يونس السبيعي
قال الحافظ ابن كثير : « وقال عبد الرزاق عن إسرائيل عن أبي إسحاق عن سعيد بن وهب وعبد خير قالا : سمعنا عليا يقول برحبة الكوفة يقول : أنشد الله رجلا سمع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول : من كنت مولاه فعليّ مولاه. فقام عدة من أصحاب رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ، فشهدوا أنهم سمعوا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول ذلك » (٤).
ترجمته
١ ـ ابن حبان : « إسرائيل بن يونس بن إسحاق السبيعي الهمداني ، من أهل الكوفة ، أخو عيسى بن يونس ، يروى عن أبي إسحاق وسماك. روى عنه أهل العراق ، ولد سنة مائة ، ومات سنة ستين ومائة ، وقد قيل سنة اثنتين وستين ، وكنيته أبو يوسف.
__________________
(١) الكاشف ٣ / ١٦٤.
(٢) مرآة الجنان ـ حوادث سنة ١٥٣.
(٣) طبقات الحفاظ ٨٢.
(٤) تاريخ ابن كثير ٧ / ٣٤٨.
سمعت ابن خزيمة يقول : سمعت الدورقي يقول : سمعت ابن مهدي يقول قال : عيسى بن يونس قال إسرائيل : كنت أحفظ حديث يونس ابن إسحاق كما أحفظ السورة من القرآن » (١).
٢ ـ السيوطي : « ... وعنه : عبد الرزاق وأبو داود الطيالسي وأحمد بن أبي أياس وابن مهدي وأبو نعيم والفريابي ووكيع. قال يحيى القطان : إسرائيل فوق أبي بكر ابن عياش. وكان أحمد يتعجب [ يعجب ] من حفظه. وقال أحمد : إسرائيل أصحّ حديثا من شريك ، إلاّ في أبي إسحاق ، فإنّ شريكا أضبط. مات سنة ١٦٠ » (٢).
(٤)
رواية شريك بن عبدالله النخعي
قال ابن كثير الحافظ : « وقال أبوبكر بن أبي شيبة : ثنا شريك عن حنش عن رباح بن الحارث قال : بينا نحن جلوس في الرحبة مع علي إذ جاء رجل عليه أثر السفر فقال : السلام عليك يا مولاي. قالوا : من هذا؟ فقال [ هذا ] أبو أيوب ، فقال : سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول : من كنت مولاه فعلي مولاه » (٣).
ترجمته
١ ـ ابن الوردي : « فيها توفي بالكوفة أبو عبدالله شريك بن عبدالله بن
__________________
(١) الثقات ٦ / ٧٩.
(٢) طبقات الحفاظ ٩٠ وتاريخ الوفاة : ١٦٢. وتوجد ترجمته في تذكرة الحفاظ ١ / ٢١٤ وتهذيب التهذيب ١ / ٢٦١ واللباب في الأنساب ١ / ٥٣١ وطبقات ابن سعد ٦ / ٢٦٠ وغيرها.
(٣) تاريخ ابن كثير ٧ / ٣٤٩.
أبي شريك. تولى القضاء أيام المهدي ثم عزله الهادي. وكان عالما عادلا ، كثير الصّواب ، حاضر الجواب ، ذكر عنده معاوية بالحلم فقال : ليس بحليم من سفّه الحق وقاتل عليا. ولد ببخارى سنة خمس وتسعين » (١).
٢ ـ الذهبي : « وقاضي الكوفة ومفتيها : شريك بن عبدالله النخعي ، عن نيف وثمانين سنة » (٢).
٣ ـ اليافعي : « ... أحد الأعلام ... » (٣).
٤ ـ السيوطي : « ... أحد الأعلام ... قال ابن معين : صدوق ثقة ، إلاّ أنّه إذا خالف فغيره أحبّ إلينا منه. ولد سنة خمس وتسعين. ومات سنة سبع وسبعين ومائة » (٤).
(٥)
رواية محمد بن جعفر ( غندر )
في مسند أحمد بن حنبل : « حدثنا عبدالله ، حدثني أبي ، ثنا محمد بن جعفر ، ثنا شعبة عن أبي إسحاق ، قال : سمعت سعيد بن وهب قال : نشد علي الناس ، فقال خمسة أو ستة من أصحاب رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فشهدوا أن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال : من كنت مولاه فعلي مولاه » (٥).
ترجمته
١ ـ الذهبي : « .. محمد بن جعفر غندر ، الحافظ أبو عبدالله البصري
__________________
(١) تتمة المختصر ـ حوادث سنة ١٧٧.
(٢) دول الإسلام ـ حوادث سنة ١٧٧.
(٣) مرآة الجنان ـ حوادث سنة ١٧٧.
(٤) طبقات الحفاظ ٩٨.
(٥) مسند أحمد ٥ / ٣٦٦.
صاحب شعبة ، وقد روى عن حسين المعلم وطائفة ، وقال : لزمت شعبة عشرين سنة. قال ابن معين : كان من أصحّ الناس كتابا ، وقال آخر : مكث غندر خمسين سنة يصوم يوما ويفطر يوما » (١).
٢ ـ الذهبي أيضا : « ع ـ محمد بن جعفر الهذلي ، مولاهم البصري الحافظ غندر ... قال ابن معين : أراد بعضهم أن يخطئه فلم يقدر ، وكان من أصح الناس كتابا ... » (٢).
٣ ـ اليافعي : « ... الحافظ محمد بن جعفر المعروف بغندر ، قال ابن معين ... » (٣).
٤ ـ البدخشاني : « ... أحد الأئمّة ... وروى عنه صاحب الصحيح الامام محمد بن إسماعيل البخاري.
قلت : غندر الذي في رجال صحيح البخاري هو صاحب الترجمة ، ولكن ليس من شيوخ البخاري بل هو شيخ شيوخه ، وهو من كبار الحفاظ ، وقال ابن معين : أراد بعضهم أن يخطئه فلم يقدر ، وكان من أصحّ الناس كتابا.
مات في ذي القعدة سنة ثلاث وتسعين ومائة ... » (٤).
(٦)
رواية وكيع بن الجراح
قال أحمد بن حنبل : « حدثنا وكيع قال حدثنا الأعمش عن سعد بن عبيدة
__________________
(١) العبر ـ حوادث ١٩٣.
(٢) الكاشف ـ ٣ / ٢٩.
(٣) مرآة الجنان ـ حوادث ١٩٣.
(٤) تراجم الحفاظ ـ مخطوط.
عن ابن بريدة عن أبيه قال : قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم : من كنت مولاه فعلي مولاه » (١).
ترجمته
١ ـ ابن حبان : « وكيع بن الجراح ... روى عنه أحمد بن حنبل وأهل العراق ، وكان حافظا متقنا ، سمعت محمد بن أحمد بن أبي عوف يقول : سمعت فياض بن زهير يقول : ما رأينا بيد وكيع كتابا قطّ ، كان يقرأ كتبه من حفظه ، قال أبو حاتم : كان مولد وكيع سنة تسع وعشرين ومائة ، ومات سنة ست أو سبع وتسعين ومائة بفيد من طريق مكة » (٢).
٢ ـ النووي : « ... الإمام في الحديث وغيره ، وهو من تابعي التابعين ... وأجمعوا على جلالته ووفور علمه ، وحفظه وإتقانه ، وورعه وصلاحه ، وعبادته وتوثيقه واعتماده ، قال أحمد بن حنبل : ما رأيت أوعى للعلم ولا أحفظ من وكيع ، ما رأيته شكّ في حديث إلاّ يوما واحدا ، ولا رأيت معه كتابا ولا رقعة قط. وقال أحمد أيضا : حدثني من لم تر عيناك مثله وكيع بن الجراح. وقال أحمد : هو أحب إليّ من يحيى بن سعيد ، فقيل له : كيف فضّلت وكيعا؟ فقال : كان وكيع صديقا لحفص بن غياث ، فلما ولّي القضاء هجره وكيع ، وكان يحيى بن سعيد صديقا لمعاذ بن معاذ ، فولي القضاء معاذ ولم يهجر يحيى. وقال أحمد : ما رأيت رجلا قط مثل وكيع في العلم والحفظ والاسناد والأبواب ، ويحفظ الحديث جيّدا ، ويذاكر بالفقه ، مع ورع واجتهاد ، ولا يتكلّم في أحد.
وقال ابن معين : ما رأيت أحدا يحدّث لله غير وكيع بن الجراح ، وهو أحب إلى سفيان من ابن مهدي ، وأحب إليّ من أبي نعيم ، وما رأيت رجلا قط أحفظ من وكيع ، ووكيع في زمانه كالأوزاعي في زمانه.
وقال أحمد بن عبدالله : وكيع كوفي ثقة عابد صالح ، من حفّاظ الحديث ،
__________________
(١) مناقب علي بن أبي طالب ـ مخطوط.
(٢) الثقات ٧ / ٥٦٢.
وكان يفتي.
وقال ابن عمار : ما كان بالكوفة في زمن وكيع أفقه ولا أعلم بالحديث من وكيع ، كان جهبذا ... » (١).
٣ ـ الذهبي : « ... أحد الأعلام ... قال أحمد : ما رأيت أوعى للعلم منه ولا أحفظ ... » (٢).
(٧)
رواية عبدالله بن نمير
في مسند أحمد : « حدثنا عبدالله قال : حدثني أبي قال : ثنا ابن نمير ثنا عبد الملك عن أبي عبد الرحيم الكندي عن زاذان أبي عمر قال : سمعت عليّا في الرحبة وهو ينشد الناس : من شهد رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يوم غدير خم هو يقول ما قال؟ فقام ثلاثة عشر رجلا فشهدوا أنهم سمعوا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول : من كنت مولاه فعلي مولاه » (٣).
وفيه : « حدثنا عبدالله ، حدثني أبي ، حدثنا ابن نمير ، حدثنا عبد الملك ـ يعني ابن أبي سليمان ـ عن عطية العوفي ، قال : أتيت زيد بن أرقم فقلت له : إن ختنا لي حدثني عنك بحديث في شأن علي يوم غدير خم ، فأنا أحب أن أسمعه منك ، فقال : إنكم معشر أهل العراق فيكم ما فيكم ، فقلت له : ليس عليك مني بأس ، فقال : نعم كنا بالجحفة فخرج رسول الله صلّى الله عليه وسلّم إلينا ظهرا وهو آخذ بعضد علي ، فقال : أيها الناس ألستم تعلمون أني أولى بالمؤمنين
__________________
(١) تهذيب الأسماء واللغات ٢ / ١٤٤.
(٢) الكاشف ـ ٣ / ٢٣٧.
(٣) مسند أحمد ١ / ٨٤.
من أنفسهم؟ قالوا : بلى ، قال : فمن كنت مولاه فعلي مولاه. قال فقلت : هل قال صلّى الله عليه وسلّم : اللهمّ وال من والاه وعاد من عاداه؟ قال : إنما أخبرك ما سمعت » (١).
ترجمته
١ ـ عبد الغني المقدسي : « عبدالله بن نمير أبو هشام الخارفي الكوفي ... قال أبو نعيم : سئل يحيى بن معين عن أبي خالد الأحمر ، فقال : نعم الرجل عبدالله بن نمير.
وقال عثمان بن سعد : قلت ليحيى بن معين : إدريس أحب إليك في الأعمش أو ابن نمير؟ فقال : كلاهما ثقتان.
وقال أبو حاتم : كان عبدالله بن نمير مستقيم الأمر.
وقال أبوبكر الخطيب : عبدالله بن نمير حدّث عنه محمد بن بشر العبدي ، والحسن بن علي بن عفّان العامري ، وبين وفاتيهما سبع وستون سنة إلخ » (٢).
٢ ـ الذهبي : « ع ـ عبدالله بن نمير أبو هشام ، عن هشام بن عروة والأعمش وعنه : ابنه محمد وأحمد وابن معين ، حجة. توفي ١٩٩ » (٣).
٣ ـ ابن حجر : « عبدالله بن نمير ... وذكره ابن حبان في الثقات. وقال العجلي : ثقة صالح الحديث صاحب سنّة ، وقال ابن سعد : كان ثقة كثير الحديث صدوقا » (٤).
٤ ـ ابن حجر أيضا : « ... ثقة صاحب حديث ، من أهل السنة ، من كبار التاسعة ، مات سنة تسع وتسعين » (٥).
__________________
(١) مسند أحمد ٤ / ٣٦٨.
(٢) الكمال في معرفة الرجال ـ مخطوط.
(٣) الكاشف ٢ / ١٣٧.
(٤) تهذيب التهذيب ٦ / ٥٧.
(٥) تقريب التهذيب ١ / ٤٥٧.
(٨)
رواية محمد بن عبدالله الزبيري
أبو أحمد الحبال
في مسند أحمد : « حدثنا عبدالله قال : حدثني أبي قال : ثنا محمد بن عبدالله قال : ثنا الربيع يعني ابن أبي صالح الأسلمي قال : حدثني زياد بن أبي زياد الأسلمي قال : سمعت عليا ينشد الناس فقال : أنشد الله رجلا مسلما سمع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول يوم غدير خم ما قال ، فقام اثنا عشر بدريّا فشهدوا » (١).
ترجمته
١ ـ الذهبي : « ع ـ محمد بن عبدالله أبو أحمد الزبيري الكوفي الحبال ، عن :
فطر ومسعر وخلق. وعنه : أحمد ومحمود بن غيلان وأحمد بن الفرات. قال بندار :
ما رأيت أحفظ منه. وقال آخر : كان يصوم الدهر مات ٢٠٣ » (٢).
٢ ـ اليافعي : « وفيها أبو أحمد الزبيري ... قال أبو حاتم كان ثقة حافظا عابدا مجتهدا » (٣).
__________________
(١) مسند أحمد بن حنبل ١ / ٨٨.
(٢) الكاشف ١ / ٦٠.
(٣) مرآة الجنان ـ حوادث ٢٠٣ وله ترجمة في : تذكرة الحفاظ ١ / ٣٥٧ والعبر ١ / ٣٤١ وخلاصة تذهيب الكمال : ٢٩٤ وطبقات ابن سعد ٦ / ٢٨١ وغيرها.
(٩)
رواية يحيى بن آدم
في مسند أحمد : « حدثنا عبدالله ، ثني أبي ، ثنا يحيى بن آدم ، ثنا حنش بن الحارث بن لقيط النخعي الأشجعي ، عن رباح بن الحارث قال : جاء رهط إلى علي بالرحبة فقالوا : السلام عليك يا مولانا. فقال : كيف أكون مولاكم وأنتم قوم عرب؟ قالوا : سمعنا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ، يوم غدير خم يقول : من كنت مولاه فإن هذا مولاه. قال رباح فلما مضوا اتّبعتهم ، فسألت من هؤلاء؟ قالوا : نفر من الأنصار فيهم أبو أيوب الأنصاري » (١).
ترجمته
١ ـ الذهبي : « ع ـ يحيى بن آدم بن سليمان القرشي الأموي ، مولى خالد ابن عقبة بن أبي معيط ، أبو زكريا الكوفي ، أحد الأعلام ... وثّقه ابن معين والنسائي ، وسئل أبو داود عنه فقال : يحيى واحد الناس ، وقال يعقوب بن شيبة : ثقة كثير الحديث ، فقيه البلد ، لم يكن له سنّ متقدّم ، سمعت ابن المديني يقول : رحمهالله أيّ علم كان عنده ، وقال أبو أسامة : ما رأيت يحيى بن آدم إلاّ ذكر الشعبي. وقال محمود بن غيلان : سمعت أبا أسامة يقول : كان عمر بن الخطاب في زمانه رأس الناس ، وهو جامع ، وبعده ابن عباس في زمانه ، وبعده الشعبي ، وبعده الثوري ، وكان بعد الثوري يحيى بن آدم.
__________________
(١) مسند أحمد ٥ / ٤١٩.
... قلت : وكان اماما في القرآن والسنّة والفقه ... » (١).
٢ ـ الذهبي أيضا : « وفيها الإمام الحبر أبو زكريا يحيى بن آدم الكوفي المقرئ الحافظ الفقيه ... » (٢).
٣ ـ اليافعي : « وفيها الإمام الحبر ، أبو زكريا يحيى بن آدم الكوفي ، المقري الحافظ الفقيه ، صاحب التصانيف » (٣).
٤ ـ السيوطي : « يحيى بن آدم بن سليمان الكوفي الأموي مولاهم أبو زكريا ، روى عن إسرائيل وحماد بن سلمة والسفيانين وخلق. وعنه : أحمد ويحيى وإسحاق وابنا أبي شيبة وعدة [ مات سنة ٢٠٣ ] » (٤).
(١٠)
رواية الشافعي
قال الشيخ عز الدين أبو الحسن ابن الأثير : « وقد تكرّر ذكر المولى في الحديث ، وهو اسم يقع على جماعة كثيرة ، وهو : الربّ والمالك والسيّد والمنعم والمعتق والمنعم عليه ، وأكثرها قد جاءت في الحديث فيضاف كلّ واحد إلى ما يقتضيه الحديث الوارد فيه ، وكلّ من ولي أمرا أو قام به فهو مولاه ووليّه ، وقد يختلف مصادر هذه الأسماء ، فالولاية بالفتح في النسب والنصرة والمعتق ، والولاية
__________________
(١) تذهيب التهذيب ـ مخطوط.
(٢) العبر ـ حوادث ٢٠٣.
(٣) مرآة الجنان ـ حوادث ٢٠٣.
(٤) طبقات الحفاظ ١٥٢.
بالكسر في الإمارة ، والولاء في المعتق ، والموالاة من والى القوم ومنهالحديث : من كنت مولاه فعلي مولاه ، ويحمل على أكثر الأسماء المذكورة. وقال الشافعي : يعني بذلك ولاء الإسلام كقوله تعالى : ( ذلِكَ بِأَنَّ اللهَ مَوْلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَأَنَّ الْكافِرِينَ لا مَوْلى لَهُمْ ) إلخ » (١).
وقد نقل محمد طاهر الصديقي الفتني الكجراتي كلام الشّافعي هذا في كتابه (٢).
وقال شمس الدين محمد بن مظفر الخلخالي : « قوله : من كنت مولاه. قيل : معناه من يتولاّني فعلي يتولاّه ، وقيل : كان سبب ذلك أن أسامة بن زيد قال لعليّ : لست مولاي إنما مولاي رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ، فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم : من كنت مولاه فعلي مولاه.
ونقل عن الشافعي رضياللهعنه أنه قال : أراد بذلك ولاء الإسلام ، قال الله تعالى : ( ذلِكَ بِأَنَّ اللهَ مَوْلَى الَّذِينَ آمَنُوا ) أي وليّهم وناصرهم .. » (٣) وقد ذكره أيضا أبو عبدالله فضل الله بن تاج الدين أبي سعيد الحسن بن الحسن التوربشتي ... (٤).
ترجمته
١ ـ النووي : « إمامنا رضياللهعنه ، هو : أبو عبدالله محمد بن إدريس ... وقد أكثر العلماء رحمهمالله من المصنّفات في مناقب الشافعي وأحواله ، من المتقدمين والمتأخرين ، كداود الظاهري والساجي وخلائق من المتقدمين ، وأما المتأخرون : كالدار قطني والآجري والرازي والصاحب بن عباد والبيهقي
__________________
(١) النهاية في غريب الحديث ـ « ولي ».
(٢) مجمع البحار « ولي ».
(٣) المفاتيح في شرح المصابيح ـ مخطوط.
(٤) المعتمد في المعتقد للتوربشتي.
والمقدسي ، وخلائق لا يحصون ...
فصل ـ في شهادات علماء الإسلام المتقدّمين فمن بعدهم للشافعي بالتقدّم في العلم ، واعترافهم له به ، وحسن ثنائهم عليه ، وجميل دعائهم له ، ووصفهم له بالصفات الجميلة والخلال الحميدة ، وهذا الباب ربّما اتّسع جدّا ، لكن نرمز إلى أحرف منه ، تنبيها بها على ما سواه ، وأسانيدها كلّها موجودة مشهورة لكن نحذفها اختصارا.
قال له شيخه مالك بن أنس رضياللهعنه : إن الله عز وجل قد ألقى على قلبك نورا ، فلا تطفئه بالمعصية ... وقال شيخه سفيان بن عيينة وقد قرئ عليه حديث في الرقائق فغشي على الشافعي فقيل : قد مات الشافعي ، فقال سفيان : إن كان قد مات فقد مات أفضل أهل زمانه. وقال أحمد بن محمد بن بدر الشافعي سمعت أبي وعمي يقولان : كان ابن عيينة إذا جاءه شيء من التفسير والفتيا التفت إلى الشافعي وقال : سلوا هذا. وقال علي بن المديني : كان الشافعي عند ابن عيينة يعظّمه ويجلّه ، وفسّر الشافعي بحضرة سفيان بن عيينة حديثا أشكل على سفيان ، فقال له سفيان : جزاك الله خيرا ، ما يجيئنا منك إلاّ ما نحب.
وقال الحميدي صاحب سفيان : كان سفيان بن عيينة ومسلم بن خالد وسعيد بن سالم وعبد الحميد بن عبد العزيز وشيوخ مكة يصفون الشافعي ويعرفونه من صغره ، مقدّما عندهم بالذكاء والعقل والصيانة ، ويقولون : لم نعرف له صبوة. وقال الحميدي : سمعت مسلم بن خالد يقول للشافعي رحمهالله : قد والله آن لك أن تفتي ، والشافعي ابن خمس عشرة سنة.
وقال يحيى بن سعيد القطان إمام المحدثين في زمنه : أنا أدعو الله تعالى للشّافعي في كل صلاة منذ أربع سنين. وقال القطّان حين عرض عليه كتاب الرسالة للشافعي ، ما رأيت أعقل أو أفقه منه. وقال أبو سعيد عبد الرحمن بن مهدي المقدّم في عصره في علمي الحديث والفقه ، حين جاءته رسالة الشافعي وكان طلب من الشافعي أن يصنّف كتاب الرسالة ، فأثنى عليه ثناء جميلا ،
وأعجب بالرسالة إعجابا كثيرا ، وقال : ما أصلّي صلاة إلاّ أدعو للشافعي فيها.
وبعث أبو يوسف القاضي إلى الشافعي حين خرج من عند هارون الرّشيد يقرأه السلام ويقول : صنّف الكتب فإنك أولى من يصنّف في هذا الزمان. وقال أبو حسان الرازي : ما رأيت محمد بن الحسن يعظّم أحدا من أهل العلم تعظيمه للشافعي.
وقال أيّوب بن سويد الرملي ـ وهو أحد شيوخ الشافعي ومات قبل الشافعي بإحدى عشر سنة ـ : ما ظننت أنّي أعيش حتى أرى مثل الشافعي. وقال البويطي : قال يحيى بن حبان : ما رأيت مثل الشافعي ، وكان شديد المحبة للشافعي ، قدم مصر وقال : انما جئت للسلام على الشافعي. وقال محمد بن علي المديني : قال لي أبي : لا تترك للشافعي حرفا إلاّ أكتبه.
وقال يحيى بن معين ـ وقد سئل عمن يكتب كتب الشافعي ـ فقال : عن الربيع. وقال قتيبة بن سعيد : مات الثوري ومات الورع ، ومات الشافعي وماتت السنن ، وبموت أحمد بن حنبل يظهر البدع.
وقال قتيبة : لو وصلتني كتب الشافعي لكتبتها ، ما رأت عيناي أكيس منه ... » (١).
٢ ـ السبكي : « وقد كان عنّ لنا أن نعقد لمناقب الإمام الأعظم المطّلبي ، والعالم الأقوم ابن عم النبي صلّى الله عليه وسلّم ، بابا يقدّم التراجم ، فإنه عالم قريش الذي ملأ الله به طباق الأرض علما ، ورفع من طباقها إلى طباق السماء بذاته الطاهرة من هو أعلى من نجومها وأسمى ، وأثبت باسمه في طباق أجرامها اسم من يسمع آذانا صما ، ومن لوقالت بنو آدم علمّه الله الأسماء لقيل كما أبرز منه لكم أبا ومن تصانيفه أمّا ، والحبر الذي أسس بعد الصحابة قواعد بيته بيت النبوة وأقامها ، وشيّد مباني الإسلام بعد ما جهل الناس حلالها وحرامها ، وأيّد دعائم
__________________
(١) تهذيب الأسماء واللغات ١ / ٤٤.
الدين منه بمن سهر في محو ليالي الشبهات ، إذا سهر غيره الليالي في الشهوات أو نامها.
ولكنا رأينا الخطب في ذلك عظيما ، والأمر يستدعي مجلدات ، ولا ينهض بمعشار ما يحاوله من أوتي بسطة في العلم والجسم إذا كان عليما جسيما .. » ثم ذكر المؤلّفين في مناقب الشافعي وفضائله من المتقدمين والمتأخرين ... (١).
٣ ـ أبو نعيم : « ومنهم : الامام الكامل ، العالم العامل ، ذو الشرف المنيف والخلق الظريف ، له السخاء والكرم ، وهو الضياء في الظلم ، أوضح المشكلات وأفصح عن المعضلات ، المنتشر علمه شرقا وغربا ، المستفيض مذهبه برا وبحرا ، المتّبع للسنن والآثار ، والمقتدي بما أجمع عليه المهاجرون والأنصار ، اقتبس عن الأئمّة الأخيار ، فحدّث عنه الأحبار ، الحجازي المطّلبي أبو عبدالله محمد بن إدريس الشافعي ، حاز المرتبة العالية ، وفاز بالمنقبة السّامية ، إذ المناقب والمراتب يستحقّها من له الدين والحسب ، وقد ظفر الشافعي رحمهالله عليهما بهما جميعا ، لشرف العلم والعمل به .. » (٢).
(١١)
روايه اسود بن عامر
في المسند : « حدثنا عبدالله ، حدثني أبي ، حدثنا أسود بن عامر ، أنبأ أبو إسرائيل ، عن الحكم ، عن أبي سليمان ، عن زيد بن أرقم قال : استشهد عليّ الناس فقال : أنشد الله رجلا سمع النبي صلّى الله عليه وسلّم يقول : اللهم من كنت مولاه فعليّ مولاه ، أللهم وال من والاه ، وعاد من عاداه. فقام ستة عشر رجلا
__________________
(١) طبقات السبكي ١ / ٣٤٣.
(٢) حلية الأولياء ٩ / ٦٣.
فشهدوا » (١).
ترجمته
١ ـ ابن حجر : « الأسود بن عامر شاذان أبو عبد الرحمن الشامي نزيل بغداد. روى عن : شعبة والحمادين والثوري والحسن بن صالح وجرير بن حازم وجماعة.
وعنه : أحمد بن حنبل وابنا أبي شيبة وعلي بن المديني وأبو ثور وعمرو الناقد وأبو كريب والصغاني والدارمي والحارث بن أبي أسامة خاتمة أصحابه وغيرهم. وروى عنه بقية ، وهو أكبر منه.
قال ابن معين : لا بأس به. وقال ابن المديني : ثقة ، وقال أبو حاتم : صدوق صالح ، وقال ابن سعد : صالح الحديث.
مات سنة ٢٠٨.
قلت : وذكره ابن حبان في الثقات ، وقال : مات أول سنة ثمان » (٢).
٢ ـ ابن حبان : « الأسود بن عامر أبو عبد الرحمن ، ولقبه شاذان أصله من الشام ، سكن بغداد ... » (٣).
(١٢)
رواية عبد الرزاق بن همام
علم روايته من كلام الحافظ ابن كثير ، في ذكر رواية معمر وإسرائيل
__________________
(١) مسند أحمد بن حنبل ٥ / ٣٧٠.
(٢) تهذيب التهذيب ١ / ٣٤٠.
(٣) الثقات ٨ / ١٣٠.
وفي مناقب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب لأحمد : « حدثنا عبدالله بن أحمد ابن حنبل ، قال : حدثني أبي قال : حدثنا عبد الرزاق ، حدثني معمر ، عن طاوس ، عن أبيه قال : بعث رسول الله صلّى الله عليه وسلّم عليا إلى اليمن علينا ، وخرج بريدة الاسلمي ، فبعث علي في بعض السبّي ، فشكاه بريدة إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ، فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم : من كنت مولاه فعليّ مولاه » (١).
ترجمته
١ ـ عبد الغني المقدسي : « ... محمد بن إسماعيل الفزاري : بلغنا ـ ونحن بصنعاء عند عبد الرزاق ـ أن يحيى بن معين ، وأحمد بن حنبل وغيرهم تركوا حديث عبد الرزاق وكرهوا ، فدخلنا من ذلك غمّ شديد ، فقلنا : قد أنفقنا وتعبنا ، وآخر ذلك سقط حديثه! فلم أزل في غم من ذلك إلى وقت الحج ، فخرجت من صنعاء إلى مكة ، فوافيت بها يحيى بن معين ، فقلت يا أبا زكريّا ما الذي بلغنا عنكم في عبد الرزاق؟ فقال : ما هو؟ فقلنا بلغنا أنكم تركتم حديثه ورغبتم عنه؟ فقال : يا صالح لو ارتّد عن الإسلام عبد الرزاق ما تركنا حديثه » (٢).
٢ ـ المقدسي أيضا : « وروينا عن عبد الرزاق أنه قال : قدمت مكة فمكثت ثلاثة أيام لا يجيئني أصحاب الحديث ، فمضيت وطفت وتعلّقت بأستار الكعبة فقلت : يا ربّ ما لي أكذّاب أمدلّس أنا؟! فرجعت إلى البيت فجاءوني.
قال ابن خيثمة : سئل يحيى بن معين عن أصحاب الثوري ، فقال : أمّا عبد الرزاق والفريابي وعبيدالله بن موسى وابو أحمد الزبيري وأبو عاصم وطبقتهم كلّهم في سفيان قريب بعضهم من بعض ، وهم دون يحيى بن سعيد وعبد الرحمن
__________________
(١) مناقب علي بن أبي طالب ـ مخطوط.
(٢) الكمال في معرفة الرجال ـ مخطوط