قطب الدين سعيد بن هبة الله الراوندي [ قطب الدين الراوندي ]
المحقق: عبدالحليم عوض الحلّي
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: مكتبة العلامة المجلسي رحمه الله
المطبعة: عمران
الطبعة: ١
ISBN: 978-600-91180-3-8
الصفحات: ٤٣٢
فأصبحوا قردة خاسئين (١).
__________________
(١) عنه في بحار الأنوار ١٤ : ٥٥ / ذيل الحديث ٧.
وورد صدره في تفسير العيّاشيّ ٢ : ٣٤ / ٩٤ : عن عليّ بن عقبة ، عن رجل ، عن أبي عبد الله عليهالسلام .. ، وعلل الشرائع ١ : ٦٩ / ١ : عن أبيه ، عن سعد بن عبد الله ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن عبد الله ابن محمّد الحجّال ، عن عليّ بن عقبة ، عن رجل ، عن أبي عبد الله عليهالسلام .. وعنهما في بحار الأنوار ١٤ : ٥٠ / ١ ، وفي تفسير نور الثقلين ١ : ٨٦ / ١٣٤ عن العلل وفي ج ٢ : ٨٩ / ٣١٨ عن تفسير العيّاشيّ.
الباب الثّاني عشر :
في نبوّة سليمان عليهالسلام وملكه
[ملك سليمان عليهالسلام]
[٢٩٧ / ١] ـ وبإسناده عن الحسن بن محبوب ، عن هشام بن سالم ، عن أبي حمزة الثماليّ ، عن أبي جعفر عليهالسلام قال : كان ملك سليمان ما بين الشامات إلى بلاد اصطخر (١)(٢).
[٢٩٨ / ٢] ـ وبإسناده عن زيد الشحّام ، عن أبي عبد الله عليهالسلام في قوله تعالى : (اعْمَلُوا آلَ داوُدَ شُكْراً)(٣) قال : كانوا ثمانين رجلا أو سبعين ما أغبّ (٤) المحراب رجل واحد منهم يصلّي فيه ، وكانوا آل داود. فلمّا قبض داود وولّى سليمان عليهماالسلام قال : (يا أَيُّهَا النَّاسُ عُلِّمْنا مَنْطِقَ الطَّيْرِ)(٥) ، سخّر الله له الجنّ والإنس ، وكان
__________________
(١) اصطخر : بلدة بفارس ، وهي من أعيان حصون فارس ومدنها وكورها ، قيل : كان أوّل من أنشأها اصطخر بن طهمورث ملك الفرس. (انظر معجم البلدان ١ : ٢١١).
(٢) عنه في بحار الأنوار ١٤ : ٧٠ / ٧.
وورد مضمونه في تفسير العيّاشيّ ٢ : ٣٤٠ / ذيل الحديث ٧٥ ، والخصال : ٢٤٨ / ١١٠ وعنهما في بحار الأنوار ١٢ : ١٨١ / ضمن الحديث ٩ وفي ص ٢٦٥ / ضمن الحديث ٢٩ وج ١٤ : ٢ / ٥ عن الخصال.
(٣) سبأ : ١٣.
(٤) في «ر» «س» غير واضحة ، وفي «ص» «م» : (فأغبّ) ، والمثبت عن البحار وشرحها العلّامة المجلسيّ رحمهالله بقوله : ما أغبّ المحراب أي : لم يكونوا يأتون المحراب غبّا ، بل كان كلّ منهم يواظبه.
(٥) النمل : ١٦.
لا يسمع بملك في ناحية من نواحي (١) الأرض إلّا أتاه حتّى يذلّه ويدخله في دينه ، وسخّر الريح له ، فكان إذا خرج إلى مجلسه عكف عليه الطير وقام الجنّ والإنس ، وكان إذا أراد أن يغزو أمر بمعسكره فضرب له من الخشب ، ثمّ جعل عليه الناس والدوابّ وآلة الحرب كلّها حتّى إذا حمل معه ما يريد أمر العاصف من الريح ، فدخلت تحت الخشب فحملته حتّى ينتهي به إلى حيث يريد ، وكان غدوّها شهرا ورواحها شهرا (٢).
[٢٩٩ / ٣] ـ وعن (*) أبي حمزة ، عن الأصبغ قال : خرج سليمان بن داود عليهماالسلام من بيت المقدس مع ثلاثمائة ألف كرسيّ عن يمينه عليها الإنس ، وثلاثمائة ألف كرسيّ عن يساره عليها الجنّ ، وأمر الطير فأظلّتهم ، وأمر الريح فحملتهم ، حتّى وردت بهم المدائن (٣) ، ثمّ رجع وبات في اصطخر ، ثمّ غدا فانتهى إلى جزيرة بركادان (٤) ، ثمّ أمر الريح فخفضتهم حتّى كادت أقدامهم يصيبها الماء (٥) ، فقال بعضهم لبعض : هل رأيتم ملكا أعظم من هذا؟ فنادى ملك (٦) : لثواب تسبيحة واحدة أعظم ممّا رأيتم (٧).
__________________
(١) قوله : (من نواحي) لم يرد في «ص» «م» والبحار.
(٢) عنه في بحار الأنوار ١٤ : ٧١ / ١٠ وقصص الأنبياء للجزائريّ : ٤٠٧.
وأورد الطبرسيّ في تفسير جوامع الجامع ٢ : ٧٠٣ (قطعة منه) ، وانظر جامع البيان للطبريّ ١٧ : ٧٣ ، تاريخ مدينة دمشق ٢٢ : ٢٦٤.
(*) عطف على الطريق المذكور في أوّل الباب.
(٣) في حاشية نسخة «س» : (المداين : هي مدينة جاهليّة وبها إيوان كسرى ، وإقليمها يعرف بأرض بابل ، اصطخر : مدينة جليلة هي أقدم من مدن فارس. ذكر ذلك بعضهم في تاريخه. وهو أعلم).
(٤) في البحار : (بركاوان) ، وفي معجم البلدان ١ : ٣٣٩ : بركاوان ناحية بفارس بالفتح والسكون.
(٥) في تفسير القمّيّ زيادة : (وسليمان على عمود منها).
(٦) في تفسير القمّيّ والبحار زيادة : (من السماء).
(٧) عنه في بحار الأنوار ١٤ : ٧٢ / ١١ وفيه : بالإسناد إلى الصدوق ، عن أبي حمزة عن الأصبغ ، ـ
فصل
[موت سليمان عليهالسلام]
[٣٠٠ / ٤] ـ وبالإسناد المتقدّم ، عن الحسن بن محبوب ، عن جميل بن صالح ، عن الوليد بن صبيح ، عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : إنّ الله تعالى أوحى إلى سليمان : أنّ آية موتك أنّ شجرة تخرج في بيت المقدس ، يقال لها : الخرنوبة ، قال : فنظر سليمان يوما إلى شجرة قد طلعت في بيت المقدس ، فقال لها سليمان : ما اسمك؟
فقالت : الخرنوبة ، فولّى هاربا (١) إلى محرابه حتّى قام فيه متّكئا على عصاه فقبضه الله من ساعته ، فجعلت الإنس والجنّ يخدمونه كما كانوا من قبل ، وهم يظنّون أنّه حيّ ، حتّى دبّت الأرضة في عصاه فأكلت منسأته (٢) ووقع سليمان إلى الأرض (٣).
[٣٠١ / ٥] ـ وعن ابن محبوب ، عن أبي ولّاد ، عن أبي بصير ، عن أبي جعفر عليهالسلام
__________________
ـ وقصص الأنبياء للجزائريّ : ٤٠٧.
ورواه القمّيّ في تفسيره ٢ : ٢٣٨ بتفاوت في بعض ألفاظه : عن أبيه ، عن أبي بصير ، عن أبان ، عن أبي حمزة .. والباقي مثله وعنه في بحار الأنوار ١٤ : ٧٢ / ١١ وتفسير نور الثقلين ٤ : ٤٥٩ / ٥٣.
(١) في «ر» «س» «ص» والبحار : (مدبرا).
(٢) في البحار زيادة : (فانكسرت).
(٣) عنه في بحار الأنوار ١٤ : ١٤٠ / ٧ وقصص الأنبياء للجزائريّ : ٤٣٤.
ورواه الكلينيّ في الكافي ٨ : ١٤٤ / ١١٤ بتفاوت يسير وفي آخره زاد : أفلا تسمع لقوله عزوجل : (فَلَمَّا خَرَّ تَبَيَّنَتِ الْجِنُّ أَنْ لَوْ كانُوا يَعْلَمُونَ الْغَيْبَ ما لَبِثُوا فِي الْعَذابِ الْمُهِينِ) بالإسناد إلى ابن محبوب .. إلى آخر السند في المتن وعنه في بحار الأنوار ٦٠ : ٧٠ / ١٢ وتفسير نور الثقلين ٤ : ٣٢٦ / ٤٠.
قال : كان لسليمان العطر (١) وفرض النكاح في حصن بناه (٢) الشياطين له ، فيه ألف بيت ، في كلّ بيت طروقة (٣) ، منهنّ سبعمائة أمة قبطيّة وثلاثمائة حرّة مهيرة (٤) ، فأعطاه الله تعالى قوّة أربعين رجلا في مباضعة النساء ، وكان يطوف (٥) بهنّ جميعا ويسعفهنّ (٦) قال : وكان سليمان يأمر الشياطين فتحمل له الحجارة من موضع إلى موضع ، فقال لهم إبليس : كيف أنتم؟
قالوا : ما لنا طاقة بما نحن فيه ، فقال إبليس : أليس تذهبون بالحجارة وترجعون فراغا؟ قالوا : نعم ، قال : فأنتم في راحة.
فأبلغت الريح سليمان ما قال إبليس للشياطين فأمرهم أن يحملوا الحجارة ذاهبين ويحملوا الطين راجعين إلى موضعها ، فتراءى لهم إبليس ، فقال : كيف أنتم؟ فشكوا إليه ، فقال : ألستم تنامون بالليل؟ قالوا : بلى ، قال : فأنتم في راحة ، فأبلغت الريح سليمان ما قالت الشياطين وإبليس ، فأمرهم أن يعملوا بالليل والنهار ، فما لبثوا إلّا يسيرا حتّى مات سليمان عليهالسلام.
وقال : خرج سليمان يستسقي ومعه الجنّ والإنس ، فمرّ بنملة عرجاء ، ناشرة جناحها رافعة يدها ، وتقول : اللهمّ إنّا خلق من خلقك لا غنى بنا عن رزقك ، فلا تؤاخذنا بذنوب بني آدم واسقنا ، فقال سليمان لمن كان معه : ارجعوا فقد شفع
__________________
(١) في «ص» «م» : (القطر).
(٢) في البحار والمستدرك : (كان لسليمان عليهالسلام حصن بناه).
(٣) قال في الإفصاح ١ : ١٦ الطروقة التي أدركت ، وامرأة طروقة هي التي بلغت أن يطرقها الزوج أي ينكحها.
(٤) جاء في ترتيب كتاب العين ٣ : ١٧٣٣ امرأة مهيرة غالية المهر والمهارير : الحراير ، وهنّ ضدّ السراري.
(٥) في «ر» «س» : (يطرق).
(٦) في «ر» «س» : (ويسعفن).
فيكم غيركم. وفي خبر : قد كفيتم بغيركم (١).
فصل
[ملكنا أكثر من ملك سليمان]
[٣٠٢ / ٦] ـ وعن ابن بابويه ، حدّثنا أحمد بن يحيى ، حدّثنا أحمد بن محمّد الورّاق أبو الطّيب ، حدّثنا عليّ بن هارون (٢) الحميريّ ، حدّثنا عليّ بن محمّد ابن سليمان النوفليّ (٣) ، عن أبيه ، عن عليّ بن يقطين ، قال : قلت لأبي الحسن موسى عليهالسلام : أيجوز أن يكون نبيّ الله بخيلا؟ فقال : لا.
قلت : فقول سليمان : (هَبْ لِي مُلْكاً لا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي)(٤) ما وجهه؟
قال : إنّ الملك ملكان : ملك مأخوذ بالغلبة والقهر والجور ، وملك مأخوذ من قبل الله تعالى ، فقال سليمان عليهالسلام : هب لي ملكا لا ينبغي لأحد من بعدي أن يقول : إنّه مأخوذ بالقهر والغلبة (٥).
فقلت : قول رسول الله صلىاللهعليهوآله : رحم الله أخي سليمان ما كان أبخله! فقال : لقوله صلىاللهعليهوآله وجهان : أحدهما : ما كان أبخله بعرضه وسوء القول فيه. والقول الآخر (٦) : ما كان أبخله إن أراد ما يذهب إليه الجهّال.
__________________
(١) عنه في بحار الأنوار ١٤ : ٧٢ / ١٢ بتمامه وفي ج ٦٠ : ١٩٥ / ٢ ومستدرك الوسائل ١٤ : ٢٩٥ / ٧ (قطعة منه).
وورد ذيله في تاريخ مدينة دمشق ٢٢ : ٢٨٦ و ٢٨٧ ، والدرّ المنثور ٥ : ١٠٣ بتفاوت في اللفظ.
(٢) في «ر» «س» : (إبراهيم).
(٣) في النسخ : (البزنطي) ، والمثبت عن العلل.
(٤) سورة ص : ٣٥.
(٥) في «ر» «س» «ص» : (بالغلبة) بدلا من : (بالقهر والغلبة).
(٦) في «م» : (والآخر) ، وفي البحار : (والوجه الآخر يقول) بدلا من : (والقول الآخر).
ثمّ قال عليهالسلام : قد أوتينا ما أوتي سليمان وما لم يؤت أحد من العالمين ، قال الله تعالى جلّ ذكره في قصّة سليمان : (هذا عَطاؤُنا فَامْنُنْ أَوْ أَمْسِكْ بِغَيْرِ حِسابٍ)(١) وقال عزوجل في قصّة محمّد صلىاللهعليهوآله : (وَما آتاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَما نَهاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا)(٢)(٣).
وقصّة بلقيس معه معروفة ، وهي في القرآن (٤).
__________________
(١) سورة ص : ٣٩.
(٢) الحشر : ٧.
(٣) رواه الصدوق في علل الشرائع ١ : ٧١ / ١ ومعاني الأخبار : ٣٥٣ / ١ بنفس السند وتفاوت يسير في المتن مع تفصيل أكثر ، وعنهما في بحار الأنوار ١٤ : ٨٥ / ١ ، وقصص الأنبياء للجزائريّ : ٤١٤.
(٤) ذكرها في البحار ١٤ : ١٠٩ وهي أربع وعشرون آية وذكر بعدها ١٤ رواية.
الباب الثّالث عشر :
في احوال ذي الكفل وعمران عليهماالسلام
[صبر ذي الكفل على الأذى]
[٣٠٣ / ١] ـ وعن ابن بابويه ، حدّثنا أبو العبّاس محمّد بن إبراهيم بن إسحاق الطالقانيّ ، حدّثنا أبو بكر أحمد بن قيس بن عبد الله المفسّر ، حدّثنا أحمد بن محمّد بن أبي البهلول المروزيّ ، عن الفضل بن نفيس بن باز الطبريّ ، حدّثنا أبو عليّ الحسن بن شجاع البلخيّ ، حدّثنا سليمان بن الربيع ، عن تارخ (١) بن أحمد ، حدّثنا مقاتل بن سليمان ، عن عبد الله بن سعد ، عن عبد الله بن عمر ، قال : سئل رسول الله صلىاللهعليهوآله فقيل له : ما كان ذو الكفل؟
فقال : كان رجلا من حضرموت واسمه عويديا بن أدريم (٢) [وكان في زمن نبيّ من الأنبياء](٣) ، قال (٤) : من يلي أمر الناس (٥) بعدي على أن لا يغضب؟ قال : فقام فتى فقال : أنا ، فلم يلتفت إليه ، ثمّ قال كذلك ، فقام الفتى ، فمات ذلك النبيّ وبقي ذلك الفتى وجعله الله نبيّا ، وكان الفتى يقضي أوّل النهار ، فقال إبليس لأتباعه : من
__________________
(١) في «ص» والبحار : (بارح).
(٢) في البحار ٦٠ : ١٩٦ (عويد بن أديم) ، والمثبت من «ص» «م» والبحار ١٣ : ٤٠٤ / ١.
(٣) ما بين المعقوفين من البحار ٦٠ : ١٩٦ أثبتناه لاستقامة السياق.
(٤) أي : قال النبيّ المذكور.
(٥) في «ر» «س» زيادة : (من).
له؟ فقال واحد منهم يقال له الأبيض : أنا.
فقال إبليس : فاذهب إليه لعلّك تغضبه ، فلمّا انتصف النهار جاء الأبيض إلى ذي الكفل وقد أخذ مضجعه ، فصاح وقال : إنّي مظلوم ، فقال : قل له (١) : تعال ، فقال : لا ، أنصرف ، قال : فأعطاه خاتمه ، فقال : اذهب وأتني بصاحبك ، فذهب حتّى إذا كان من الغد جاء تلك الساعة التي أخذ هو مضجعه ، فصاح : إنّي مظلوم وأنّ خصمي لم يلتفت إلى خاتمك.
فقال له الحاجب : ويحك دعه ينم ، فإنّه لم ينم البارحة ولا أمس ، قال : لا أدعه ينام وأنا مظلوم ، فدخل الحاجب وأعلمه ، فكتب له كتابا وختمه ودفعه إليه ، فذهب حتّى إذا كان من الغد حين أخذ مضجعه جاء ، فصاح ، فقال (٢) : ما التفت (٣) إلى شيء من أمرك ولم يزل يصيح حتّى قام وأخذ بيده في يوم شديد الحرّ ، لو وضعت فيه بضعة لحم على الشمس لنضجت.
فلمّا رأى الأبيض ذلك انتزع يده من يده ويئس منه أن يغضب ، فأنزل الله تعالى جلّ شأنه قصّته على نبيّه ليصبر على الأذى ، كما صبر الأنبياء عليهمالسلام على البلاء (٤).
[٣٠٤ / ٢] ـ وعن ابن بابويه ، حدّثنا عليّ بن أحمد بن محمّد بن عمران الدقّاق ، حدّثنا محمّد بن أبي عبد الله الكوفيّ ، حدّثنا سهل بن زياد الآدميّ ، عن عبد العظيم ابن عبد الله الحسنيّ ، قال : كتبت إلى أبي جعفر صلوات الله عليه ـ أعني محمّد بن عليّ بن موسى عليهمالسلام ـ أسأله عن ذي الكفل ما اسمه؟ وهل كان من المرسلين؟ فكتب صلوات الله عليه :
__________________
(١) أي : لصاحبك الذي زعمت أنّه ظلمك.
(٢) أي : الأبيض.
(٣) أي : صاحبي.
(٤) عنه في بحار الأنوار ١٣ : ٤٠٤ / ١ وج ٦٠ : ١٩٥ / ٥ ، وفي قصص الأنبياء للجزائريّ : ٣٦٤ باختصار.
بعث الله تعالى جلّ ذكره مائة ألف نبيّ وأربعة وعشرين ألف نبيّ ، المرسلون منهم ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلا ، وأنّ ذا الكفل منهم صلوات الله عليهم ، وكان بعد سليمان بن داود ، وكان يقضي بين الناس كما كان يقضي داود (١) ، وكان اسمه :عويديا ، وهو الذي ذكره الله تعالى جلّت عظمته في كتابه حيث قال : (وَاذْكُرْ إِسْماعِيلَ وَالْيَسَعَ وَذَا الْكِفْلِ وَكُلٌّ مِنَ الْأَخْيارِ)(٢)(٣).
فصل
[أنساب مباركة]
[٣٠٥ / ٣] ـ وبإسناده عن ابن بابويه ، حدّثنا محمّد بن موسى بن المتوكّل ، حدّثنا عبد الله بن جعفر الحميريّ ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، حدّثنا الحسن ابن محبوب ، عن عليّ بن رئاب ، عن أبي بصير قال : سألت أبا جعفر عليهالسلام عن عمران أكان نبيّا؟ فقال : نعم كان نبيّا مرسلا إلى قومه وكانت حنّة امرأة عمران وحنانة امرأة زكريّا أختين فولد لعمران من حنّة مريم ، وولد لزكريّا من حنانة يحيى عليهالسلام ، وولدت مريم عيسى عليهالسلام ، وكان عيسى ابن بنت خالته ، وكان يحيى عليهالسلام ابن خالة مريم وخالة الأمّ بمنزلة الخالة (٤).
__________________
(١) في «ص» والبحار زيادة : (ولم يغضب إلّا لله عزوجل).
(٢) سورة ص : ٤٨.
(٣) عنه في بحار الأنوار ١٣ : ٤٠٥ / ٢.
وأورده الطبرسيّ في تفسير مجمع البيان ٧ : ١٠٧ نقلا عن كتاب النبوّة بإسناده إلى عبد العظيم الحسنيّ ، وفيه : (عدويا بن أدارين) بدلا من : (عويديا). أقول : قد اختلف في تحديد شخص ذي الكفل ، هل هو متّحد مع يوشع بن نون أو زكريّا أو إلياس أو بشر بن أيّوب أو اليسع على أقوال ، وقد أظهر المفسّرون أدلّة لكلّ قول ، والمسألة تحتاج إلى إعادة نظر.
(٤) عنه في بحار الأنوار ١٤ : ٢٠٢ / ١٤.
[٣٠٦ / ٤] ـ وبهذا الإسناد عن أبي بصير ، عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : إنّ الله تعالى جلّ جلاله أوحى إلى عمران : أنّي واهب لك ذكرا مباركا يبرئ الأكمه والأبرص ويحيي الموتى بإذن الله (١) ، وأنّي جاعله رسولا إلى بني إسرائيل ، قال : فحدّث عمران امرأته حنة بذلك وهي أمّ مريم ، فلمّا حملت كان (٢) حملها عند نفسها غلاما (٣) ، فقالت : (رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ ما فِي بَطْنِي مُحَرَّراً)(٤) ، فوضعت أنثى فقالت : وليس الذّكر كالأنثى ، إنّ البنت لا تكون رسولا ، فلمّا أن وهب الله لمريم عيسى بعد ذلك كان هو الذي بشّر الله به عمران عليهالسلام (٥).
[٣٠٧ / ٥] ـ وبإسناده عن ابن أورمة ، عن محمّد بن أبي صالح ، عن الحسن ابن محمّد بن أبي طلحة ، قال : قلت للرضا عليهالسلام : أيأتي الرسل عن الله بشيء ثمّ تأتي بخلافه؟ قال : نعم ، إن شئت حدّثتك وإن شئت أتيتك به من كتاب الله ، قال تعالى جلّت عظمته : (ادْخُلُوا الْأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللهُ لَكُمْ)(٦) الآية
__________________
(١) في «ر» «س» : (بإذني).
(٢) كلمة : (كان) لم ترد في النسخ وأضفناها من البحار ١٤ : ٢٠٣.
(٣) في «ر» «س» : (أنّه غلام).
(٤) آل عمران : ٣٥.
(٥) عنه في بحار الأنوار ١٤ : ٢٠٣ / ١٥.
ورواه الكلينيّ في الكافي ١ : ٥٣٥ / ١ بتفاوت في آخره : عن محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد وعليّ بن إبراهيم ، عن أبيه جميعا ، عن ابن محبوب ، عن ابن رئاب ، عن أبي بصير ، عن أبي عبد الله عليهالسلام .. وعنه في بحار الأنوار ١٤ : ٢٠٣ / ١٥ وج ٥٢ : ١١٩ / ٤٩ وتفسير مجمع البيان ٨ : ٢٧٥.
وورد نحوه في تفسير العيّاشيّ ١ : ١٧١ / ٣٩ : عن جابر ، عن أبي عبد الله عليهالسلام .. وعنه في بحار الأنوار ١٤ : ٢٠٥ / ٢١ ، وتفسير القمّيّ ١ : ١٠٠ ـ ١٠١ : عن محمّد بن يحيى البغداديّ رفع الحديث إلى أمير المؤمنين عليهالسلام .. وعنه في بحار الأنوار ١٤ : ١٩٩ / ١ وج ٢٦ : ٢٢٥ / ٤ وقصص الأنبياء للجزائريّ : ٤٥٤. وأورده الطبرسيّ في تفسير مجمع البيان ١ : ٢٨٠ إلى قوله : (ما فِي بَطْنِي مُحَرَّراً فَتَقَبَّلْ مِنِّي) : عن الصادق عليهالسلام.
(٦) المائدة : ٢١.
فما دخلوها ودخل أبناء أبنائهم.
وقال عمران : إنّ الله وعدني أن يهب لي غلاما نبيّا في سنتي هذه وشهري هذا ، ثمّ غاب وولدت امرأته مريم وكفّلها زكريّا ، فقالت طائفة : صدق نبيّ الله ، وقالت الآخرون : كذب ، فلمّا ولدت مريم عيسى عليهالسلام فقالت الطائفة التي أقامت على صدق عمران : هذا الذي وعدنا الله (١).
__________________
(١) عنه في بحار الأنوار ١٤ : ٢٠٣ / ١٦ ، وج ٢٦ : ٢٢٥ / ٥ وقصص الأنبياء للجزائريّ : ٤٥٤.
الباب الرّابع عشر :
في حديث زكريّا ويحيى عليهماالسلام