شمس الدين محمّد بن أحمد بن عثمان الذّهبي
المحقق: الدكتور عمر عبدالسلام تدمري
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الكتاب العربي ـ بيروت
الطبعة: ١
الصفحات: ٤٦٤
ـ حرف الزاي ـ
١١٠ ـ زيد بن نصر بن تميم (١).
الحمويّ ، الفقيه الشّافعيّ.
كذا سمّاه أبو المواهب بن صصريّ ، وهذا هو أبو زيد أحمد بن نصر المذكور آنفا.
وقال : توفّي في شعبان بدمشق وقد جاوز السّبعين ، وكان ذا فنون وذا خبرة بمقالة الأشعريّ.
روى عن : عبد الكريم بن حمزة ، وجمال الإسلام وتفقّه عليه مدّة.
قال البهاء ابن عساكر : كان شديد التّعصّب في مذهب الحقّ ، وهو زيد أبو القاسم الحمويّ ، ثمّ تسمّى بأحمد ، وتكنّى بأبي زيد.
قلت : روى عنه : أبو القاسم بن صصريّ.
ـ حرف السين ـ
١١١ ـ سعد بن محمد بن سعد بن صيفيّ (٢).
__________________
(١) تقدّم باسم : «أحمد بن نصر بن تميم» برقم (١٠٥).
(٢) انظر عن (سعد ـ الحيص بيص) في : خريدة القصر (قسم شعراء العراق) ١ / ٢٠٢ ـ ٣١٦ ، والمنتظم ١٠ / ٢٨٨ رقم ٣٧٣ (١٨ / ٢٥٣ رقم ٤٣٢٨) ، والكامل في التاريخ ١١ / ٤٥٤ ، ومعجم الأدباء ١١ / ١٩٩ ، والتذكرة الفخرية للإربلي ١٦ و ٩٥ و ١٩٤ و ٣٦٤ و ٤٣٤ ، وتاريخ إربل ١ / ٧٧ ، ١٧٨ ، ١٧٩ ، وعيون الأنباء ١ / ٢٨٣ ، ووفيات الأعيان ٢ / ٣٦٢ ـ ٣٦٥ رقم ٣٥٨ ، والروض المعطار ١٣٤ ، والمختصر في أخبار البشر ٣ / ٦١ ، والعبر ٤ / ٢١٩ ، وسير أعلام النبلاء ٢١ / ٦١ ، ٦٢ رقم ١٦ ، والإعلام بوفيات الأعلام ٢٣٦ ، وتاريخ ابن الوردي ٢ / ٨٨ ، ٨٩ ، ومرآة الجنان ٣ / ٣٩٩ ، ٤٠٠ ، والبداية والنهاية ١٢ / ٣٠١ ، ٣٠٢ ، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي ٤ / ٢٢١ ، وتاريخ إربل ١ / ٧٧ و ١٧٨ ، ومرآة الزمان ٨ / ٣٥٢ ، والوافي بالوفيات ١٥ / ١٦٥ ـ ١٦٩ رقم ٢٣٦ ، وطبقات الشافعية للإسنويّ ١ / ٤٤٣ ، ٤٤٤ رقم ٣٩٩ ، والمختصر المحتاج إليه ٢ / ٨٢ ، ٨٣ رقم ٦٨٤ ، والسلك الناظم ١١٢ ـ ١٣٢ ، وتكملة إكمال الإكمال ٢٧١ ـ ٢٧٣ (بالهامش) ،
شهاب الدّين ، أبو الفوارس التّميميّ ، الشّاعر المشهور ، الملقّب بالحيص بيص ، ومعناهما : الشّدّة والاختلاط.
قيل إنّه رأى النّاس في شدّة وحركة ، فقال : ما للنّاس في حيص بيص؟ فلزمه ذلك. وكان من فضلاء العالم.
تفقّه في مذهب الشّافعيّ بالرّيّ على القاضي محمد بن عبد الكريم الوزّان ، وتكلّم في مسائل الخلاف.
وذكره ابن السّمعانيّ في «ذيله» (١) فقال : كان فصيحا ، حسن الشّعر.
وذكره ابن أبي طيِّئ في «تاريخ الشّيعة» (٢) فقال : شاعر فاضل ، بليغ ، وافر الأدب ، عظيم المنزلة في الدّولتين العبّاسيّة والسّلجوقيّة. وكان ذا معرفة تامّة بالأدب ، و [باع] (٣) في اللّغة ، وحفظ كثير للشّعر. وكان إماما في الرأي ، حسن العقيدة.
حدّثني عبد الباقي بن زريق الحلبيّ الزّاهد قال : رأيته واجتمعت به فكان صدرا في كلّ علم ، عظيم النّفس ، حسن الشارة ، يركب الخيل العربيّة الأصيلة ويتقلّد بسيفين ، ويحمل حلقة الرمح ، ويأخذ نفسه بمآخذ الأمراء ، ويتبادى في لفظه ، ويعقد القاف. وكان أفصح من رأيت.
وكان يناظر على رأي الجمهور.
وقال الزّينبيّ : سمع من : أبي طالب الحسين بن محمد الزّينبيّ.
وبواسط من : أبي المجد محمد بن جهور.
__________________
= ولسان الميزان ٣ / ١٩ ، والنجوم الزاهرة ٦ / ٨٤ ، وتاريخ ابن سباط ١ / ١٥٢ ، وكشف الظنون ٧٨٦ ، وشذرات الذهب ٤ / ٢٤٦ ، وهدية العارفين ١ / ٣٨٥ ، وروضات الجنات ٣٠٨ ، وديوان الإسلام ٢ / ١٣٩ ، ١٤٠ رقم ٧٥٢ ، وأعيان الشيعة ٣٤ / ١٩٩ ، والأعلام ٣ / ٨٧ ، ومعجم المؤلفين ٤ / ٢١٢ ـ.
(١) في حكم المفقود.
(٢) في حكم المفقود.
(٣) في الأصل بياض ، والمستدرك من : سير أعلام النبلاء ٢١ / ٦٢ ـ.
وله ديوان شعر مشهور وترسّل. وكان برعا في الشّعر ، محسنا ، بديع المعاني ، مليح الرسائل ذا خبرة تامّة باللّغة.
ومن شعره :
فما أنصفت بغداد نائبها (١) الّذي |
|
كثر الثّناء به على بغداد |
سل ذا (٢) إذا مدّ الجدال رواقه |
|
بصوارم غير السّيوف حداد |
وجرت بأنواع العلوم مقالتي |
|
كالسّيل مدّ إلى قرار الوادي |
وذعرت ألباب الخصوم بخاطر |
|
يقظان في الإصدار والإيراد |
فتصدّعوا متفرّقين كأنّهم |
|
مال تفرّقه يد ابن طراد (٣) |
وله يستعفي من حضور سماط ابن هبيرة ، ويسمّون السّماط : الطّبق ، لما كان يناله من تألّمه بقعود بعض الأعيان فوقه ، فقال :
يا باذل المال في عدم (٤) وفي سعة |
|
ومطعم الزّاد في صبح وفي غسق |
في كلّ بيت خوان من فواضله (٥) |
|
يميرهم وهو يدعوهم إلى الطّبق |
فاض النّوال ، فلو لا خوف مفعمة |
|
من بأس عدلك نادى النّاس بالغرق |
وكلّ أرض بها صوب وساكبة |
|
حين (٦) الوغى من نجيع الخيل والعرق |
صن منكبي عند زحام إن غضبت له |
|
تمكّن الطّعن من عقلي ومن خلقي |
وإنّ رضيت به فالذّلّ منقصة |
|
وكم تكلّفته خجلا (٧) فلم أطق |
وان توهّم قوم أنّه حمق |
|
فربّما (٨) [اشتبه] (٩) التّوقير بالحمق |
__________________
(١) في الخريدة ١ / ٢٢٥ «ناشئها» ، وفي المنتظم : «ناشئيها».
(٢) في المنتظم «شاني» ، وفي الخريدة «سل بي».
(٣) المنتظم ١٠ / ٢٨٨ (١٨ / ٢٥٣) ، الخريدة ١ / ٢٢٥ ـ.
(٤) في الخريدة : «عدل».
(٥) في الخريدة : «مكارمه».
(٦) في الخريدة : «حتى».
(٧) في الخريدة : «حملا».
(٨) في الخريدة : «فطالما».
(٩) في الأصل بياض ، والمستدرك من الخريدة ١ / ٢٨٥ ـ.
وقد مدح الخلفاء والوزراء ، واكتسب بالشّعر. وكان لا يخاطب أحدا إلّا بالكلام العربيّ (١) ، ويلبس زيّ العرب ، ويتقلّد سيفا. فعمل فيه أبو القاسم بن الفضل :
كم تبادى وكم تطوّل طرطورك |
|
؟ ما فيك شعرة من تميم |
فكل الضّبّ واقرط (٢) الحنظل |
|
اليابس (٣) واشرب ما شئت من بول الظّليم |
ليس ذا وجه من يضيف ولا يقري |
|
ولا يدفع الأذى عن حريم (٤) |
فعمل أبو الفوارس لمّا بلغته الأبيات :
لا تضع من عظيم قدر وإن كنت |
|
مشارا إليه بالتّعظيم |
فالشّريف العظيم (٥) يصغر (٦) قدرا |
|
بالتّعدّي (٧) على الشّريف العظيم (٨) |
ولع الخمر بالعقول رمى الخمر |
|
بتنجيسها وبالتّحريم (٩) |
رواها عنه القاضي بهاء الدّين بن شدّاد سماعا.
وقد روى عنه : محمد بن أبي البدر بن المنّي ، وغيره.
وتوفّي رحمهالله في سادس شعبان (١٠).
١١٢ ـ سعد الله بن نجا بن محمد بن فهد (١١).
__________________
(١) في معجم الأدباء ١١ / ٢٠١ «إلا بكلام مغرب».
(٢) في الوافي : «واقرض».
(٣) في الوافي : «الأخضر».
(٤) وفيات الأعيان ٢ / ٣٦٤ ـ.
(٥) في الخريدة ، ووفيات الأعيان : «الكريم» ، وكذا في الوافي بالوفيات.
(٦) في الخريدة : «ينقض» ، وفي وفيات الأعيان : «ينقص» ، وكذا في الوافي.
(٧) في الوافي : «بالتجدّي».
(٨) في الخريدة : ووفيات الأعيان «العظيم» ، وكذا في الوافي.
(٩) خريدة القصر ١ / ٣٢٠ ، وفيات الأعيان ٢ / ٣٦٤ ، الوافي بالوفيات ١٥ / ١٦٧ ـ.
(١٠) وقال ابن خلّكان : وكان إذا سئل عن عمره يقول : أنا أعيش في الدنيا مجازفة ، لأنه كان لا يحفظ مولده ، وكان يزعم أنه من ولد أكثم بن صيفي التميمي حكيم العرب. ولم يترك أبو الفوارس عقبا. (وفيات الأعيان ٢ / ٣٦٥).
(١١) انظر عن (سعد الله بن نجا) في : المختصر المحتاج إليه ٢ / ٧٩ رقم ٦٨١ ، وسير أعلام النبلاء ٢٠ / ٥٤٣ (دون ترجمة) ، والوافي بالوفيات ١٥ / ١٨٥ رقم ٢٥٩ ـ.
أبو صالح بن الوادي الدّلّال في الدّور.
سمع الكثير من : زاهر (١) ، وهبة الله بن عبد الله الشّروطيّ ، وأبي غالب بن البنّاء ، وهبة الله بن الطّبر ، وطبقتهم.
وبورك له في مسموعاته.
وروى الكثير ، وسمع منه خلق.
قال ابن الدّبيثيّ (٢) : كان ثقة ، مضى على الصّحة ، وأجاز لي مرويّاته.
قلت : روى عنه ابن قدامة ، والبهاء عبد الرّحمن ، وجماعة من البغداديّين.
وتوفّي في ذي الحجّة (٣).
ـ حرف الشين ـ
١١٣ ـ شهدة بنت أبي نصر (٤) أحمد بن الفرج بن عمر الدّينوريّ ، ثمّ البغداديّ ، الإبريّ (٥).
__________________
(١) هو زاهر الشحّامي.
(٢) في المختصر المحتاج إليه.
(٣) عن ٨٤ سنة.
وقال الصفدي : سمع الكثير ، وقرأ وكتب بخطّه وجدّ في السماع والتحصيل ، ورزقه الله الرواية مع تأخّر إسناده ، وحدّث بأكثر مسموعاته. وكان صدوقا ديّنا ، حافظا لكتاب الله تعالى ، حسن التلاوة إلّا أنه كان خاليا من العلم.
(٤) انظر عن (شهدة بنت أبي نصر) في : الأنساب ١ / ١١٨ ، والمنتظم ١٠ / ٢٨٨ رقم ٣٧٤ (١٨ / ٢٥٤ رقم ٤٣٢٩). والكامل في التاريخ ١١ / ٤٥٤ ، والتقييد لابن نقطة ٥٠١ رقم ٦٨٩ ، وتاريخ إربل ١ / ٩٨ ، ١٣٢ ، ١٥٥ ، ١٧٤ ، ١٨٤ ، ١٨٧ ، ٢١٣ ، ٢٢٥ ، والمختصر المحتاج إليه ٢ / ٢٦٣ ـ ٢٦٥ رقم ١٤٠٩ ، والمختصر في أخبار البشر ٣ / ٦١ ، ووفيات الأعيان ٢ / ٤٧٧ ، ٤٧٨ ، ومرآة الزمان ٨ / ٣٥٢ ، والعبر ٤ / ٢٢٠ ، ودول الإسلام ٢ / ٨٧ ، والمعين في طبقات المحدّثين ١٧٥ رقم ١٨٦٩ ، والإعلام بوفيات الأعلام ٢٣٦ ، وسير أعلام النبلاء ٢٠ / ٥٤٢ ، ٥٤٣ رقم ٣٤٤ ، وتاريخ ابن الوردي ٢ / ٨٩ ، ومرآة الجنان ٣ / ٤٠٠ ، والوافي بالوفيات ١٦ / ١٩٠ ، ٩٢٠ ، رقم ٢٢٤ ، وذيل التقييد لقاضي مكة ٢ / ٣٧٨ ، ٣٧٩ رقم ١٨٤٧ ، وتاريخ ابن الدبيثي ١٥ / ٤٠٢ ، والنجوم الزاهرة ٦ / ٨٤ ، ونزهة الجلساء في أشعار النساء للسيوطي ٦١ ، وشذرات الذهب ٤ / ٢٤٨ ، والدرّ المنثور ٢٥٦ ، ٢٥٧ ، وأعلام النساء ٢ / ٣٠٩ ـ ٣١٢ ـ.
(٥) الإبري : بكسر الهمزة وفتح الباء الموحدة وفي آخرها الراء المهملة ، نسبة إلى بيع الإبر وعملها.
الكاتبة ، فخر النّساء ، مسندة العراق.
قال ابن الدّبيثيّ (١) : امرأة جليلة صالحة ، ذات دين ، وورع ، وعبادة.
سمعت الكثير وعمّرت ، وصارت أسند أهل زمانها ، وعني بها أبوها.
وسمعت من : طراد بن محمد الزّينبيّ ، وابن طلحة النّعاليّ ، وأبي الحسن بن أيّوب ، وأبي الخطّاب بن البطر ، وأحمد بن عبد القادر بن يوسف ، والحسن بن أحمد بن سلمان الدّقّاق ، وثابت بن بندار ، وأخيه أبي ياسر أحمد ، وعبد الواحد بن علوان الشّيبانيّ ، وجعفر السّرّاج ، وأبي منصور محمد بن هريسة ، ومنصور بن حيد النّيسابوريّ ، وأبي البركات حمد بن عبد الله الوكيل ، وأبي غالب الباقلّانيّ ، وجماعة.
روى عنها : الحفّاظ الكبار أبو القاسم بن عساكر ، وأبو سعد السّمعانيّ ، وأبو محمد عبد الغنيّ ، وعبد القادر الرّهاويّ ، وعبد العزيز بن الأخضر ، وأبو الفرج بن الجوزيّ ، وأبو محمد بن قدامة ، والعماد إبراهيم بن عبد الواحد ، والبهاء عبد الرّحمن ، والشّهاب بن راجح ، والقاضي أبو صالح الجيليّ ، والنّاصح ابن الحنبليّ ، والفخر الإربليّ ، وعبد الرّزّاق بن سكينة ، وشيخ الشّيوخ أبو محمد بن حمّويه ، والأعزّ ابن العليق (٢) ، وإبراهيم بن الخيّر ، وأبو الحسن بن الجمّيزيّ ، وأبو القاسم بن قميرة ، ومحمد بن مقبل بن المنّي ، وخلق كثير.
وكانت تكتب خطّا مليحا.
قال أبو الفرج بن الجوزيّ (٣) : قرأت عليها كثيرا من حديثها. وكان لها خطّ حسن. وتزوّجت ببعض وكلاء الخليفة ، وعاشت مخالطة للدّار ولأهل العلم. وكان لها برّ وخير. وقرئ عليها الحديث سنين ، وعمّرت حتّى قاربت المائة.
__________________
(١) في تاريخه ١٥ / ٤٠٢ ـ.
(٢) ضبطه ابن حجر في (تبصير المنتبه ٣ / ٩٦٥) بضم العين وتشديد اللام الممالة.
(٣) في المنتظم.
وتوفّيت ليلة الإثنين رابع عشر المحرّم ، وصلّي عليها بجامع القصر ، وأزيل شبّاك المقصورة لأجلها ، وحضرها خلق كثير وعامّة العلماء.
وقال الشّيخ الموفّق ، وقد سئل عنها : انتهى إليها (١) إسناد بغداد ، وعمّرت حتّى ألحقت الصّغار بالكبار. وكان لها دار واسعة ، وقلّ ما كانت تردّ أحدا يريد السّماع. وكانت تكتب خطّا جيّدا ، لكنّه تغيّر لكبرها.
وقال أبو سعد السّمعانيّ في «الذّيل» وذكرها ، فقال : امرأة من أولاد المحدّثين ، متميّزة فصيحة ، حسنة الحظّ ، تكتب على طريقة الكاتبة بنت الأقرع. وما كان ببغداد في زمانها من يكتب مثل خطّها. وكانت مختصّة بأمير (٢) المؤمنين المقتفي.
سمّعها أبوها الكثير ، وعمّرت حتّى حدّثت. قرأت عليها جزء الحفّار (٣).
__________________
(١) في الأصل : «إلينا» ، والتصحيح من سير أعلام النبلاء ٢٠ / ٥٤٣ ـ.
(٢) في الأصل : «بأمور».
(٣) وقال الصفدي : رأيت بخط بعض الأفاضل يقول : نقلت من مجموع بخط الصاحب كمال الدين ابن العديم لشهدة بنت الإبري الكاتبة :
مل بي إلى مجرى النسيم الواني |
|
واجعل مقيلك دوحتي نعمان |
وإذا العيون شنّ غارة سحرها |
|
ورمين عن خضر المتون حوان |
فاحفظ فؤادك أن يصاب بنظرة |
|
عرضا فآفة قلبك العينان |
من كلّ جائلة الوشاح يهزّها |
|
مرح الشباب اللّدن هزّ البان |
بيض غنين بحسنهنّ عن الحلي |
|
ولذاك أسماء النساء غواني |
سكنوا العقيق وحرّكوا بغرامهم |
|
قلبا يكاد يطير بالخفقان |
حمّلته ثقل السلوّ فلم يطق |
|
فأطعته في طرحه وعصاني |
سلبته يوم الدوحتين طليقة |
|
نزلت بهذا الحيّ من غطفان |
حتّام تفرط في الصبابة أضلعي |
|
وتلجّ في عبراتها أجفاني |
وإذا تبسّم ثغر برق منجد |
|
أغرى دموع العين بالهملان |
يا حاوي البكرات هل لك روحة |
|
بالغمر عند مروّح الرعيان |
فتذكر الناسّين عهدي بالحمى |
|
فجديده أبلاه من أبلاني |
وذكرت ميدان الوداع فأرسلت |
|
عيني إلى أمد البكاء عناني |
ـ حرف الصاد ـ
١١٤ ـ صالح بن عبد الملك بن سعيد (١).
أبو الحسن الأوسيّ ، المالقيّ.
أخذ القراءات عن : أبيه ، وأبي المطرّف بن زيد الورّاق ، ومنصور بن الخير.
وروى عن : أبي يحمر الأسديّ ، وأبي القاسم بن رشد ، وغالب بن عطيّة ، وشريح ، وخلق سواهم.
وكان من أهل العلم والزّهد. وكان يشارك في الأصول.
قال الأبّار (٢) : لم يكن بالضّابط. أخذ عنه أبو بكر بن أبي زمنين ، وأبو الصّبر السّبتيّ ، وابن عيشون وأجاز له في صفر من هذه السّنة (٣).
ولا نعلم وفاته (٤).
__________________
= لم أخش من ظمأ الحوادث إذ عرت |
|
ومعي نظير الجدول الريّان |
إن مسّني سغب قراني غربة |
|
أو قلّني ظمأ فرى فسقاني |
وإذا السيوف تحدّثت بجفونها |
|
فحديثها منه بأحمر قاني |
قال الصفدي : أنا أستبعد أن يكون هذا الشعر لشهدة ، على أني رأيته أيضا في مجموع قديم بخط فاضل ، وقد نسبه إليها. (الوافي بالوفيات ١٦ / ١٩١ ، ١٩٢).
(١) انظر عن (صالح بن عبد الملك) في : تكملة الصلة لابن الأبّار ، رقم ٧٦٢ ، وبغية الملتمس ٣١٩ ، رقم ٨٥١ ، والذيل والتكملة لكتابي الموصول والصلة للمراكشي ٤ / ١٣٣ ، ١٣٤ رقم ٢٥٢ ـ.
(٢) في تكملة الصلة.
(٣) وقال ابن عبد الملك المراكشي : له مقالة في الإيمان والإسلام. وقد استقضي في حدود الثلاثين وخمسمائة.
(٤) وقال المراكشي : توفي في أوائل رمضان سنة ست وثمانين وخمسمائة ، ومولده سنة خمسمائة.
وقال الضبيّ : محدّث مالقيّ يروي عن الحافظ أبي بكر بن العربيّ ، كتب كثيرا ، ثم فقد يده اليمنى ، فصار يكتب باليسرى ، وكتب بها كثيرا. نقلت من خطّ يده اليسرى كتاب أبي عيسى الترمذي في أربعة أسفار. (بغية الملتمس).
١١٥ ـ (...) (١) بن محمد بن مسعود بن السّدنك.
أبو الفتح الحريميّ.
سمع : أبا الحسن العلّاف ، وأبا عليّ بن نبهان ، وغيرهما.
سمع منه : أبو سعد السّمعانيّ ، وذكره في «الذّيل».
وروى عنه : أحمد بن منصور الكازرونيّ ، وغيره ، وابن الأخضر ، وأبو المعالي بن شافع.
وتوفّي في رمضان.
ـ حرف العين ـ
١١٦ ـ عبد الله بن الخضر بن الحسين (٢).
الفقيه أبو البركات بن الشّيرجيّ ، الموصليّ ، الشّافعيّ ، أحد الأئمّة.
انتفع به جماعة. وحصّل المذهب وناظر.
وسمع : أبا بكر الأنصاريّ ، وأبا منصور الشّيبانيّ ، وجماعة.
روى عنه : غير واحد بالموصل ، منهم : محمد بن علوان الفقيه ، والقاضي بهاء الدّين بن شدّاد.
وكان زاهدا إماما ، متقشّفا.
١١٧ ـ عبد الله بن عمر بن عبد الله بن عمر (٣).
أبو رشيد الأصبهانيّ.
سمع : الرئيس : أبا عبد الله الثّقفيّ ، وأحمد بن عبد الغفّار بن أشتة ،
__________________
(١) بياض في الأصل.
(٢) انظر عن (عبد الله بن الخضر) في : المختصر المحتاج إليه ٢ / ١٤٣ رقم ٧٧٢ ، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي ٤ / ٢٣٤ ، ووفيات الأعيان ٧ / ٨٥ ، وطبقات الشافعية للإسنويّ ٢ / ١١٠ ، ١١١ رقم ٧٠٨ ، والوافي بالوفيات ١٧ / ١٥٩ رقم ١٤ ـ.
(٣) انظر عن (عبد الله بن عمر) في : العبر ٤ / ٢٢٠ ، والإعلام بوفيات الأعلام ٢٣٦ ، وسير أعلام النبلاء ٢٠ / ٥٧٦ رقم ٣٥٨ ، والمعين في طبقات المحدّثين ١٧٥ رقم ١٨٧٠ ، وشذرات الذهب ٤ / ٢٤٨ ـ.
وهو آخر من روى عنهما بأصبهان.
وتوفّي في ربيع الآخر عن نيّف وتسعين سنة.
روى عنه : طائفة بأصبهان (١). وبالإجازة : ابن اللّتّي ، وكريمة.
١١٨ ـ عبد الله بن محمد بن عليّ بن خلف (٢).
أبو محمد الشّاطبيّ.
أخذ القراءات عن أبيه.
وسمع من : أبي الوليد بن الدّبّاغ ، وأبي إسحاق بن جماعة ، وأبي بكر بن أسد وتفقّه به.
وأخذ الأدب عن جماعة. وعاش ستّين سنة.
ذكره الأبّار.
١١٩ ـ عبد الله بن محمد بن عيسى.
أبو محمد بن المالقيّ ، الأنصاريّ.
نزيل مرّاكش.
أخذ عن : أبي الحكم بن برجان ، واختلف إليه. وبرع في علمه.
وكان فقيها ، نظّارا ، خطيبا ، مفوّها متيقّظا. وكان ذا دنيا وسعة وجاه.
١٢٠ ـ عبد الرحيم بن عبد الخالق بن أحمد بن عبد القادر بن محمد بن يوسف (٣).
أبو نصر بن الحافظ أبي الفرج ، أخو أبي الحسين عبد الحقّ البغداديّ.
__________________
(١) قال المؤلّف ـ رحمهالله ـ في سير أعلام النبلاء : «وسمع منه أحاديث : ابن نظيف محمد بن محمود الواعظ الهمذاني ، ومحمد بن أبي سعيد الأديب الأصبهاني ، ومحمد بن محمد بن محمد بن المقرئ ، وأخوه أحمد ، ومحمد بن أبي الحسن القصار ، والحسين بن الحسن الكوسج ، الأصبهانيون».
(٢) انظر عن (عبد الله بن محمد بن علي) في : تكملة الصلة لابن الأبّار.
(٣) انظر عن (عبد الرحيم بن عبد الخالق) في : المختصر المحتاج إليه ٣ / ٢٤ ، ٢٤ رقم ٧٨٥ ، والعبر ٤ / ٢٢٠ ، وشذرات الذهب ٤ / ٢٤٨ ـ.
من بيت حديث وصلاح.
حدّث عن : أبي القاسم بن بيان ، وابن نبهان ، وأبي الحسن محمد بن مرزوق ، وأبي طالب بن يوسف.
قال أبو المحاسن عمر بن عليّ القرشيّ : كتبت عنه ، وكان خيّاطا ، خيّرا ، ذا مروءة تامّة.
ولد سنة خمس وخمسمائة ، وتوفّي بمكّة.
قلت : حدّث ببغداد ودمشق.
روى عنه : ابن الأخضر ، والشّيخ موفّق الدّين ، والبهاء عبد الرّحمن ، وعبد الحقّ الضّياليّ ، والشّمس أحمد بن عبد الواحد ، وكتائب بن مهديّ ، وآخرون ، آخرهم عبد الحقّ بن خلف.
١٢١ ـ عبيد الله بن عبد الله بن خلف بن عيّاش.
أبو مروان الأنصاريّ ، القرطبيّ ، نزيل مالقة.
سمع : «الموطّأ» من : أبي محمد بن عتّاب سنة اثنتي عشرة وخمسمائة.
وكان رجلا صالحا.
حدّث عنه أبو العبّاس بن الجنان المالقيّ.
١٢٢ ـ عليّ بن عيسى بن هبة الله (١).
الشّيخ مهذّب الدّين بن النّقّاش البغداديّ ، الطّبيب ، الأديب ، صاحب أمين الدّولة ابن التّلميذ.
سمع من : ابن الحصين (٢) ، وحدّث.
وكان بزّازا. وكان أبوه أديبا.
__________________
(١) انظر عن (علي بن عيسى) في : عيون الأنباء في طبقات الأطباء لابن أبي أصيبعة ٢ / ١٦٢ ، ومنامات الوهراني ١٤٢ ، والوافي بالوفيات ٢١ / ٣٧٧ ، ٣٧٨ رقم ٢٤٨ ، والأعلام ٤ / ٣١٨ ـ.
(٢) سمعه حضورا سنة ٥٢١ ه.
توفّي سنة أربع وأربعين.
وهو من شيوخ ابن السّمعانيّ.
قدم المهذّب دمشق وطبّ بها ، ورأس واشتغل وأشغل ، واشتهر ذكره. وخدم نور الدّين بالطّبّ والإنشاء ، وخدم في زمانه في مارستانه. ثمّ طبّ صلاح الدّين.
وتوفّي في المحرّم بدمشق (١).
١٢٣ ـ عليّ بن محمد بن عيسى (٢).
الأصبهانيّ ، الوزير ، جلال الدّين ابن الوزير جمال الدّين الجواد ، وزير صاحب الموصل.
وزر هذا للملك سيف الدّين غازي بن مودود في سنة إحدى وسبعين
__________________
(١) قيل عنه : قرأ الطبيعيات واشتغل بها ، واشتهر عنه التهاون بأمور الشرع ومداومة شرب الخمر ، ونقل عنه إلى الصاحب الوزير ابن هبيرة أنه تكلّم في القرآن بما لا يجوز فأهدر دمه ، فخرج من بغداد وسكن دمشق إلى أن توفي بها.
واتصل بنور الدين الشهيد وقدم رسولا إلى بغداد سنة سبع وستين وخمسمائة ، وحدّث بها عن أبيه وابن الحصين ، كذا قال محب الدين ابن النجار.
وقال الصفدي : وأظنّه مهذّب الدين ابن النقاش الطبيب الأديب صاحب أمين الدولة ابن التلميذ. طبّ بدمشق ورأس بها واشتهر ذكره. وخدم نور الدين بالطب والإنشاء ، وباشر في مارستانه. ثم خدم صلاح الدين ، وأوقعه الله في لسان الوهراني ، وفيه وضع المنام المشهور عنه.
ومن شعره :
رزقت يسارا فوافيت من |
|
قدرت به حين لم يرزق |
وأتلفت من بعده فاعتذرت |
|
إليه اعتذار أخ مملق |
وإن كان يشكر فيما مضى |
|
بذا فسيعذر فيما بقي |
ومن شعره :
كيف السّلوّ وقد تملّك |
|
مهجتي من غير أمري |
قمر تراه إذا استمرّ |
|
كمثل أربعة وعشر |
يرنو بنجلاوين يسقم |
|
من سقامها ويبري |
وإذا تبسّم في دجى |
|
ليل شهدت له بفجر |
(٢) انظر عن (علي بن محمد) في : مرآة الزمان ٨ / ٣٥٢ ، ٣٥٣ ـ.
وخمسمائة ، فظهرت منه فضيلة وخبرة الدّيوان ، وله خمس وعشرون سنة.
ثمّ قبض عليه بعد سنين فشفع فيه حموه كمال الدّين وزير صاحب آمد ، فأطلق له ، فسار إلى آمد مريضا ، وتعلّل ثمّ مات بدنيسر سنة أربع وسبعين ، ثمّ حمل إلى المدينة النّبويّة ، فدفن عند والده رحمهماالله تعالى.
١٢٤ ـ عليّ بن مهديّ بن عليّ بن قلينا.
أبو القاسم اللّخميّ ، الفقيه الإسكندريّ. وبنو قلينا من أقدم بيت في الإسلام. يقال إنّ أسلافهم حضروا فتح الإسكندريّة.
وذكر هذا الحافظ ابن المفضّل ، وقال : كان ثقة ، وله أدب وشعر. حدّثنا عن أبي عبد الله الرّازيّ ، وأبي بكر الطّرطوشيّ ، وأبي الحسن التّونسيّ.
قلت : وإليه ينسب جزء ابن قلينا الّذي للسّلفيّ.
١٢٥ ـ عليّ بن خلف بن العريف.
أبو القاسم الإسكندرانيّ.
قال ابن المفضّل : توفّي في صفر ، ونبا عن : أبي عبد الله الرّازيّ.
١٢٦ ـ عمر بن محمد بن عبد الله بن الخضر بن مسافر (١).
أبو الخطّاب العليميّ ، ثمّ الدّمشقيّ ، التّاجر ، ويعرف بابن حوائج كاش.
سافر للتّجارة إلى مصر ، والعراقين ، وخراسان ، وما وراء النّهر. وكان يطلب الحديث ويسمع ويكتب حتّى أكثر من ذلك.
سمع : نصر الله بن محمد المصّيصيّ ، ونصر بن أحمد بن مقاتل ، وناصر بن عبد الرحمن النّجّار ، وأبا القاسم بن البنّ بدمشق.
والشّريف ناصر بن إسماعيل الحسنبيّ الخطيب ، وعبد الله بن رفاعة
__________________
(١) انظر عن (عمر بن محمد) في : المختصر المحتاج إليه ٣ / ١٠٤ ، ١٠٥ رقم ٩٥٠ ، والعبر ٤ / ٢٢٠ ، والإعلام بوفيات الأعلام ٢٣٦ ، وسير أعلام النبلاء ٢١ / ٤٩ ـ.
بمصر ، والسّلفيّ بالثّغر ، والحسين بن خميس بالموصل ، ونصر بن المظفّر الشّخص بهمذان ، وأبا سعد هبة الرّحمن بن القشيريّ ، وأبا البركات عبد الله بن الفراويّ ، وعمر بن أحمد الصّفّار ، وعبد الخالق بن زاهر بنيسابور ، وهبة الله الدقّاق ، ومحمد بن عبد الله الحرّانيّ ، وابن البطّيّ ببغداد.
وبالغ حتّى سمع من أقرانه ومن دونهم.
وكان يفهم ويدري.
قال ابن النّجّار : كان صدوقا محمود السّيرة.
روى اليسير ببغداد ، ودمشق. ثنا عنه ابن الأخضر وأثنى عليه. وسمع منه : شيخه أبو سعد السّمعانيّ.
وروى عنه زين الأمناء وقال : سمعته يقول : مولدي سنة عشرين وخمسمائة.
قال : وتوفّي بدمشق في شوّال. وكان فاضلا ، حسن الأخلاق ، طيّب المعاشرة.
ـ حرف الفاء ـ
١٢٧ ـ فتح بن محمد بن فتح.
أبو نصر الإشبيليّ ، الأنصاريّ.
أخذ القراءات عن : منصور بن الخيّر ، وأبي العبّاس بن القصبيّ ، وابن الأصبغ عيسى بن حزم ، وغيرهم.
وتصدّر بقرطبة مدّة ، ثمّ أقرأ بشلب ، ثمّ تحوّل إلى فاس ، فأخذ عنه أبو القاسم بن الملجوم ، ومفرّج الضّرير ، وعبد الجليل بن موسى ، وعقيل بن عطيّة.
توفّي في شهر رجب.
ـ حرف الكاف ـ
١٢٨ ـ كرم بن أحمد بن عبد الرحمن بن قتيبة (١).
الدّارقزّيّ.
__________________
(١) انظر عن (كرم بن أحمد) في : المختصر المحتاج إليه ٣ / ١٦٢ رقم ١١١١ ـ.
سمع الكثير بنفسه من : أبي غالب ابن البنّاء ، وأبي المواهب بن ملوك ، والقاضي أبي بكر ، وطائفة.
وروى عنه : صفيّة بنت عبد الجبّار.
وأضرّ بأخرة.
ـ حرف الميم ـ
١٢٩ ـ محمد بن أحمد بن عبيد الله بن عبد الرّحمن (١).
الأنصاريّ ، الإشبيليّ أبو عبد الله ابن المجاهد الزّاهد. وقيل لأبيه المجاهد لأنّه كان كثير الغزو.
ولد أبو عبد الله في سنة ثلاث وثمانين وأربعمائة ، وقد سمع من : أبي مروان الباجيّ ، ولازم أبا بكر بن العربيّ.
وأخذ النّحو عن : أبي الحسين بن الأخضر.
قال الأبّار (٢) : كان المشار إليه في وقته بالصّلاح والورع والعبادة وإجابة الدّعاء. كان أحد أولياء الله الذين تذكّر بهم رؤيتهم. آثاره مشهودة وكراماته معروفة رضياللهعنه ، مع الحظّ الوافر من الفقه والقراءات.
وعمّر وأسنّ.
وأخذ عنه : أبو بكر بن خير ، وأبو عمران المرتّل وهو الّذي سلك طريقته من بعده ، وأبو عبد الله بن قسّوم الفهميّ ، وأبو الخطّاب بن الجميّل.
وتوفّي في شوّال.
وكان قد انقطع من مجلس أبي بكر بن العربيّ ، فقيل له في ذلك ، فقال : كان يدرّس وبغلته عند الباب ينتظر الركوب إلى السّلطان.
__________________
(١) انظر عن (محمد بن أحمد بن عبيد الله) في : تكملة الصلة لابن الأبار ، والعبر ٤ / ٢٢٠ ، ٢٢١ وفيه «محمد بن أحمد بن عبد الله» ، وسير أعلام النبلاء ٢٠ / ٥٤٣ ، والعبر ٤ / ٢٢٠ ، ٢٢١ ، ومرآة الجنان ٣ / ٤٠٠ ، وشذرات الذهب ٤ / ٢٤٩ ـ.
(٢) في تكملة الصلة.
١٣٠ ـ محمد بن عبد الرحمن بن أحمد.
أبو عبد الرحمن القيسيّ ، المرسيّ ، الفقيه.
أخذ بقرطبة عن : أبي مروان بن سمرة ، وطبقته.
ثمّ أقبل على مطالعة كتب الأوائل ، فصار إماما فيها ، والله أعلم بما يعتقده منها.
توفّي بمرّاكش.
١٣١ ـ محمد بن عليّ بن أحمد بن واصل (١).
أبو المظفّر ابن الموازينيّ ، المصريّ ، ثمّ البغداديّ سبط ابن الإخوة.
روى عن : ابن بيان الرّزّاز.
وعنه : ابن الأخضر ، وابن الحصريّ.
١٣٢ ـ محمد بن نسيم بن عبد الله (٢).
العيشونيّ (٣) ، أبو عبد الله.
كان نسيم مولى أبي الفضل بن عيشون.
سمع محمد من : أبي الحسن بن العلّاف ، وأبي القاسم بن بيان.
روى عنه : ابن الأخضر ، والبهاء عبد الرحمن ، والمأمون بن أحمد الرشيديّ ، وعبد القادر الرّهاوي ، والحسين بن باز الموصليّ ، وأبو الحسن عليّ بن الجمّيزيّ ، وآخرون.
__________________
(١) انظر عن (محمد بن علي بن أحمد) في : ذيل تاريخ مدينة السلام بغداد ٢ / ١٢٢ رقم ٣٤٧ ، والمختصر المحتاج إليه ١ / ٩١ ، والعبر ٤ / ٢٢١ ، وسير أعلام النبلاء ٢٠ / ٥٤٣ دون ترجمة ، والبداية والنهاية ١٢ / ٣٠٢ ، وشذرات الذهب ٤ / ٢٤٢ ، ٢٤٣ ـ.
(٢) انظر عن (محمد بن نسيم) في : العبر ٤ / ٢٥١ ، والمختصر المحتاج إليه ١ / ١٥٣ ، والوافي بالوفيات ١١٠٥ رقم ٢١٢٥ ، والبداية والنهاية ١٢ / ٣٠٢ ، والنجوم الزاهرة ٦ / ٨٤ ، وشذرات الذهب ٤ / ٢٤٩ ـ.
(٣) العيشوني : بالشين المعجمة. وقد وقع في (البداية والنهاية) : «العبسوني». انظر : اللباب ٢ / ٣٦٨ ـ.
ومات شهيدا ، فإنّه وقع من سلّم بيته فمات لوقته في جمادى الآخرة.
١٣٣ ـ محمد بن هبة الله بن عبد الله (١).
السّديد ، السّلماسيّ ، الفقيه الشّافعيّ.
قال ابن خلّكان (٢) : هو الّذي شهر طريقة الشّريف بالعراق. وقصده النّاس واشتغلوا عليه. وخرج من تلامذته علماء ومدرّسون منهم العماد محمد والكمال موسى ابنا يونس ، والشّرف محمد بن علوان بن مهاجر.
وكان مسدّدا في الفتوى. أعاد ببغداد بالنّظاميّة ، وأتقن عدّة فنون.
وتوفّي في شعبان.
١٣٤ ـ المبارك بن محمد (٣) بن مكارم (٤) بن سكّينة (٥).
أبو المظفّر.
بغداديّ محتشم.
روى عن : أبي القاسم بن بيان.
وعنه : ابن الأخضر.
توفّي في رجب (٦) بأرض السّواد.
__________________
(١) انظر عن (محمد بن هبة الله) في : وفيات الأعيان ٣ / ٣٧٢ ، والمختصر المحتاج إليه ١ / ١٥٥ ، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي ٤ / ١٩٥ ، وطبقات الشافعية الوسطى ، له (مخطوط) ١٢٨ أ ، ومرآة الجنان ٣ / ٤٠٠ ، ٤٠١ ، والوافي بالوفيات ٥ / ١٥٦ رقم ٢١٨٥ ، وطبقات الشافعية لابن قاضي شهبة ١ / ٣٥٠ ، ٣٥١ رقم ٣١٧ ـ.
(٢) في وفيات الأعيان.
١ / ١٥٥ ، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي ٤ / ١٩٥ ، وطبقات الشافعية الوسطى ، له (مخطوط) ١٢٨ أ ، ومرآة الجنان ٣ / ٤٠٠ ، ٤٠١ ، والوافي بالوفيات ٥ / ١٥٦ رقم ٢١٨٥ ، وطبقات الشافعية لابن قاضي شهبة ١ / ٣٥٠ ، ٣٥١ رقم ٣١٧ ـ.
(٣) انظر عن (المبارك بن محمد) في : المختصر المحتاج إليه ٣ / ١٧٥ رقم ١١٤٦ ، والمشتبه في الرجال ١ / ٢٦٨ ، ٢٦٩ ـ.
(٤) في الأصل : «كامل» وهو سهو. والمثبت من المصدرين.
(٥) سكّينة : بتشديد الكاف ، بمعنى المدية.
(٦) وله ثلاث وسبعون سنة.
ذمّه ابن النّجّار ، كان يأكل الرّبا.
١٣٥ ـ المشرّف بن عليّ بن مشرّف بن المسلم.
أبو الفضل الأنماطيّ.
توفّي بالإسكندريّة. ومولده سنة ستّ وخمسمائة.
قاله ابن المفضّل الحافظ.
* ـ المهذّب بن النّقّاش (١).
الطّبيب.
هو عليّ بن عيسى البغداديّ ، مرّ.
ـ حرف النون ـ
١٣٦ ـ نفيس بن دينار.
الرّزّاز.
روى عن : ابن الحصين.
وعنه : تميم البندنيجيّ.
ـ حرف الياء ـ
١٣٧ ـ ياقوت النّقّاش.
عن ابن الحصين.
وعنه : ابن الأخضر ، وجماعة.
* * *
وفيها ولد : الصّدر البكريّ ،
وإبراهيم بن نجيب بن بشارة بالقاهرة ،
والحسن بن عليّ بن منتصر الكببيّ ،
وأحمد بن حامد بن أحمد الأرياحيّ.
__________________
(١) تقدّم برقم (١٢٢).
سنة خمس وسبعين وخمسمائة
ـ حرف الألف ـ
١٣٨ ـ أحمد بن عبد الرحمن بن الحسن (١).
أبو بكر الفارسيّ.
شيخ رباط الزّوزنيّ ببغداد.
قال ابن الدّبيثيّ : كان كثير العبادة دائم الصّوم والصّلاة والتّلاوة ، وهو أصغر من أخيه الحسن.
وقد سمع : هبة الله بن الطبر ، وأبا بكر الأنصاريّ ، وابن رزيق الشيبانيّ ، وغيرهم.
سمع منه : محمد بن سعد الله الدجاجيّ ، ومحمد بن علي بن الرأس.
توفّي كهلا في ذي القعدة.
١٣٩ ـ أحمد بن عبد الرّحمن بن سلمان بن حمزة بن الخضر.
السّلميّ ، الدّمشقيّ ، أبو الحسين.
سمع : عمّ أبيه عبد الكريم بن حمزة.
روى عنه : أبو المواهب ، وأبو القاسم ابنا صصريّ.
وتوفّي في ذي القعدة وقد جاوز السّبعين رحمهالله تعالى.
١٤٠ ـ أحمد بن محمد بن عبد الرحمن ابن الدّينوريّ.
__________________
(١) انظر عن (أحمد بن عبد الرحمن بن الحسن) في : الكامل في التاريخ ١١ / ٤٦١ ، وذيل تاريخ مدينة السلام بغداد (مصورة مكتبة الدراسات العليا بجامعة بغداد رقم ٤٤٦) ورقة ٢٣ ب ، والعسجد المسبوك ٢ / ١٧٦ ، والمختصر المحتاج إليه ١ / ١٨٩ رقم ٣٦٦ ، والوافي بالوفيات ٧ / ٤٥ رقم ٢٩٧٥ ـ.
أبو العبّاس البغداديّ. شيخ مقلّ.
سمع : أبا عليّ بن المهديّ ، وابن الحصين.
وعنه : أبو المحاسن القرشيّ ، وابنه عبد الله بن عمر.
توفّي في رمضان.
١٤١ ـ أحمد بن محمد بن عبد الرّحمن (١).
أبو العبّاس اليافعيّ ، السّبتيّ (٢).
روى عن : شريح ، والقاضي عياض.
وعنه : أبو الخطّاب بن دحية ، وغيره (٣).
١٤٢ ـ أحمد بن مسعود بن عبد الواحد بن مطر.
أبو العبّاس الهاشميّ ، البغداديّ.
سمع : أبا الغنائم النّرسيّ ، وأبا الحسن محمد بن مرزوق.
سمع منه : ابناه ، وعمر بن عليّ ، وغير واحد.
وروى عنه : الشيخ موفّق الدّين ، والبهاء عبد الرّحمن ، وآخرون.
توفّي في شعبان وله ثمان وسبعون سنة.
١٤٣ ـ أحمد بن أبي الوفاء بن عبد الرّحمن بن عبد الصّمد (٤).
أبو الفتح البغداديّ ، الحنبليّ ، ابن الصّائغ. ويعرف بغلام أبي الخطّاب لخدمته له.
روى عن : أبي القاسم بن بيان.
__________________
(١) انظر عن (أحمد بن محمد بن عبد الرحمن) في : تكملة الصلة لابن الأبار ١٦٦ رقم ٣٢٠ ـ.
(٢) ويعرف بابن المعذور.
(٣) وقال ابن الأبّار : وتجوّل في بلاد الأندلس ، وبلغ بلنسية ، فسمع بها من أبي الحسن بن هذيل ، وهناك لقيه ابن عياد ، وأجاز له روايته. ومنها : كتاب «الإلماع» لعياض ، حدّث به عنه ... ومولده حول الخمسمائة.
(٤) انظر عن (أحمد بن أبي الوفاء) في : تاريخ إربل ١ / ٩٨ ، ٢٩٢ ، والعبر ٤ / ٢٢٢ ، والمختصر المحتاج إليه ١ / ٢٢٨ ، وذيل طبقات الحنابلة ١ / ٣٤٧ ، ٣٤٨ رقم ١٦٥ ، والوافي بالوفيات ٨ / ٢٣٠ رقم ٣٦٦٨ ، وشذرات الذهب ٤ / ٢٤٩ وسيعاد مختصرا برقم (١٩٥).