شمس الدين محمّد بن أحمد بن عثمان الذّهبي
المحقق: الدكتور عمر عبدالسلام تدمري
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الكتاب العربي ـ بيروت
الطبعة: ١
الصفحات: ٤٦٤
وقال لي يوما : أنا لا أخاصم إلّا من فوق الفلك.
وقال لي القاضي أبو يعلى : مذ كتب صدقة «الشّفاء» لابن سينا تغيّر.
وحدّثني عليّ بن الحسن (١) المقرئ فقال : دخلت عليه فقال : والله ما أدري من أين جاءوا بنا ، ولا إلى أيّ مطبق (٢) يريدون أن يحملونا.
وحدّثني الظّهير [ابن] (٣) الحنفيّ قال : دخلت عليه فقال : إنّي لأفرح بتعثيري. قلت : ولم؟ قال : لأنّ الصّانع يقصدني.
وكان طول عمره ينسخ بالأجرة ، وفي آخر عمره تفقّده بكيس ، فقيل له ، قال : أنا كنت أنسخ طول عمري فلا أقدر على دجاجة. فانظر كيف بعث لي الحلواء والدّجاج في وقت لا أقدر أن آكله.
وهو كقول ابن الرّاونديّ : وكنت أتأمّل عليه إذا قام للصّلاة ، وأكون إلى جانبه ، فلا أرى شفتيه تتحرّك أصلا.
ومن شعره :
لا توطّنها فليست بمقام |
|
واجتنبها فهي دار الانتقام |
أتراها صنعة من صانع |
|
أم تراها رمية من غير رام (٤) |
فلمّا كثر عثوري على هذا منه هجرته ، ولم أصلّ عليه حين مات.
وكان يعرف منه فواحش. وكان يطلب من غير حاجة. وخلّف ثلاثمائة دينار (٥).
وحكي عنه أنّه رئي له منامات نحسة ، نسأل الله العفو.
__________________
(١) المنتظم : «علي بن عساكر».
(٢) في المنتظم : «أي مضيق».
(٣) إضافة من المنتظم.
(٤) المنتظم ، الوافي ١٦ / ٢٩٤ ـ.
(٥) وقال ابن القطيعي : كان بينه وبين ابن الجوزي مباينة شديدة ، وكل واحد يقول في صاحبه مقالة الله أعلم بها ، (ذيل طبقات الحنابلة ١ / ٣٤٠).
توفّي في ربيع الآخر في عشر الثّمانين (١).
ـ حرف العين ـ
٧٤ ـ عبد الباقي بن أبي العزّ بن عبد الباقي ابن الكوّار (٢).
البغداديّ الصّوفيّ ، ويعرف بابن القوّالة.
روى عن : أبي الحسين بن الطّيوريّ.
روى عنه : عمر بن بكرون ، وابن الأخضر.
__________________
(١) وقال ابن النجار : كان الوزير ابن رئيس الرؤساء سأل عن مسألة في الحكمة فقيل له : إنّ صدقة الناسخ له في ذاك يد ، فأنفذها إليه ، فكتب فيها جوابا شافيا استحسنه الوزير ، وسأل عن حاله فأخبر بفقره ، فأجرى له ما يقوته. وعلمت الجهة بنفشا بحاله ، فصارت تتفقّده في بعض الأوقات بما يكون بين يديها من الأطعمة الفاخرة والحلوى ، فيعجز عن أكله ، فيعطيه لمن يبيعه له ، وكان ربّما شكا حاله لمن يأنس به ، فيشفّع عليه من له فيه غرض ويقول : هو يعترض على الأقدار ، وينسبه إلى أشياء الله عالم بحقيقتها.
ومن شعره :
لو قنع الإنسان من حظّه |
|
بمثل ما يقنع من عقله |
لزال جلّ الغمّ عن نفسه |
|
وكلّ ما يهتمّ من أجله |
لكنّه يرضى بغير الرضى |
|
من علمه والخلق من جهله |
ويستقلّ الحظّ مع وفره |
|
ويحمد المذموم من فعله |
وفي انعكاس الأمر لو رامه |
|
راحته والفوز في مثله |
ومن شعره :
وا حسرتا من وجود ما تقدّمنا |
|
فيه اختيار ولا علم فيقتبس |
ونحن في ظلمات ما بها قمر |
|
يضيء فيها ولا شمس ولا قبس |
مدلّهين حيارى قد تكنّفنا |
|
جهل تجهّمنا في وجهه عبس |
فالفعل فيه بلا ريب ولا عمل |
|
والقول فيه كلام كلّه هوس |
ومنه :
نظرت بعين القلب ما صنع الدهر |
|
فألفيته غرّا وليس له خبر |
فنحن سدى فيه بغير سياسة |
|
نروح ونغدو قد تكنّفنا الشرّ |
فلا من يحلّ الزيج وهو منجّم |
|
ولا من عليه ينزل الوحي والذكر |
يحلّ لنا ما نحن فيه فنهتدي |
|
وهل يهتدي قوم أضلّهم السّكر |
عمى في عمى في ظلمة فوق ظلمة |
|
تراكمها من دونه يعجز الصبر |
(٢) انظر عن (عبد الباقي بن أبي العزّ) في : المختصر المحتاج إليه ٢ / ٨٥ رقم ٩١١ ، وتلخيص مجمع الآداب ج ٤ ق ١ / ٩٧٩ ـ ٩٨٥ ـ.
وتوفّي في ربيع الآخر.
٧٥ ـ عبد الرّحمن بن أبي القاسم أحمد بن محمد بن أحمد بن مخلد بن عبد الرّحمن (١).
[روى عن] (٢) : أبي القاسم بن النّحّاس ، وأبي محمد بن عتّاب ، وغيرهم.
قال الأبّار : وكان فقيها مشاورا. ولي القضاء ، وكان عريقا في العلم والنّباهة.
سمع منه : ابنه أبو الوليد يزيد ، وحفيده شيخنا أبو القاسم أحمد بن يزيد. وتوفّي عن ثمان وسبعين سنة.
٧٦ ـ عبد العزيز بن أحمد بن غالب (٣).
أبو الأصبغ بن مؤمّل البلنسيّ ، الزّاهد ، المقرئ.
قال الأبّار : أخذ القراءات عن ابن هذيل ، وكان مقدّما فيها ، عارفا بالتّعليل ، مجوّدا ، فردا في الاجتهاد ، صوّاما قوّاما ، صاحب ليل. ولم يتزوّج قطّ.
توفّي في حدود سنة ثلاث.
٧٧ ـ عبد الكريم بن عسكر.
أبو محمد المخزوميّ ، الخالديّ ، الهمذانيّ الأصل.
ولد بمصر ، وسكن الإسكندريّة. وكان يعرف بالنّجّار.
سمع من : أبي صادق مرشد ، وأبي عبد الله الرّازيّ.
قال الحافظ ابن المفضّل : سألته عن مولده فقال : في رجب سنة سبع وتسعين.
__________________
(١) انظر عن (عبد الرحمن بن أبي القاسم) في : تكملة الصلة لابن الأبّار.
(٢) ما بين الحاصرتين إضافة على الأصل يقتضيها السياق.
(٣) انظر عن (عبد العزيز بن أحمد) في : في تكملة الصلة لابن الأبّار.
سمعنا منه كتاب «الأثمان» لابن أبي شيبة ، والحادي والعشرين من حديث الذّهليّ. وكان شيخا صالحا. قال لي : نسبي عندي بخطّ أبي إلى خالد بن الوليد رضياللهعنه.
وتوفّي في تاسع عشر ذي الحجّة.
قلت : روى عنه. جعفر الهمذانيّ ، وعبد الوهّاب بن روّاج ، وجماعة.
٧٨ ـ (...) (١) بن عبد الله بن عبد الرّحمن بن مسعود بن عيشون.
أبو مروان المعافريّ ، البلنسيّ.
روى عن : أبي الوليد بن الدّبّاغ.
وحجّ فلقي : أبا عليّ بن العوجا ، وأبا عبد الله المازريّ ، وأبا طاهر بن سلفة.
روى عنه : أبو عبد الله بن نوح الغافقيّ.
قال الأبّار : وكان نهاية في الصّلاح والبرّ والخير ، متواضعا. لم يتزوّج ، وكان ذا ثروة ، واقتنى كثيرا من الكتب.
وتوفّي سنة ثلاث أو ٧٤ ـ.
٧٩ ـ عتيق بن عبد العزيز (٢) بن عليّ بن صيلا (٣).
أبو بكر الحربيّ ، الخبّاز ، والد عبد الرّحمن ، وعبد العزيز.
سمع : عبد الواحد بن علوان الشّيبانيّ ، وأحمد بن عبد القادر بن يوسف ، وغيرهما.
روى عنه : أبو محمد بن الأخضر ، وعبد الرّزّاق الجيليّ ، وأحمد بن أحمد البندنيجيّ ، والبهاء عبد الرحمن ، والأنجب بن محمد بن صيلا الحمّاميّ ، وأبو القاسم بن أبي الحسين المالحانيّ ، وآخرون.
__________________
(١) في الأصل بياض.
(٢) انظر عن (عتيق بن عبد العزيز) في : المختصر المحتاج إليه ٣ / ١٥٣ رقم ١٠٨٦ ، والتاريخ المجدّد لمدينة السلام لابن النجار ، (مصوّرة المجمع العلمي العراقي عن نسخة الظاهرية) ورقة ١٢٠ ، وذيل تاريخ بغداد ، له ٢ / ١٨٧ ، ١٨٨ رقم ٤٠٨ ـ.
(٣) هكذا في الأصل. وفي المختصر المحتاج إليه «أصيلا».
ولد سنة ثمان وثمانين وأربعمائة. ومات في ربيع الآخر وله خمس وثمانون سنة (١).
٨٠ ـ عليّ بن الحسين بن عليّ (٢).
أبو الحسن اللّواتيّ الفاسيّ.
روى عن : أبي جعفر بن باقي ، وأبي الحسين بن الأخضر الإشبيليّ أخذ عنه النّحو واللّغة.
وسمع : أبا عبد الله بن شبرين.
وأجاز له أبو عبد الله الخولانيّ ، وأبو عليّ الصّدفيّ.
وحدّث «بالموطأ» عن الخولانيّ ، لقيه سنة إحدى وخمسمائة ، وأجاز له وروى عن جماعة آخرين.
قال الأبّار : كان فقيها ، مشاورا ، فاضلا ، متقنا. أخذ عنه يعيش بن النّديم ، وأبو عبد الله بن الحقّ التّلمسانيّ ، وأبو الخطّاب بن الجميّل ، يعني ابن دحية.
وولد سنة تسع وتسعين وأربعمائة.
٨١ ـ عليّ بن عبد الله بن حمّود (٣).
أبو الحسن المكناسيّ ، الفاسي ، وأصله من مكناسة الزّيتون ، حجّ سنة اثنتي عشرة.
وأخذ عن أبي بكر الطّرطوشيّ «سنن أبي داود» ، و «صحيح مسلم» ، أخذ عن طرخان ، و «جامع» أبي عيسى ، عن ابن المبارك.
__________________
(١) وقال ابن الدبيثي : ذكره أبو سعد ابن السمعاني في موضعين من كتابه فيمن اسمه «محمد» ، وفيمن اسمه «المبارك» فوهم فيهما ، بل اسمه عتيق ، هكذا ذكره الذين سمعوا عنه.
(٢) انظر عن (علي بن الحسين) في : تكملة الصلة لابن الأبّار.
(٣) انظر عن (علي بن عبد الله) في : تكملة الصلة لابن الأبّار.
ودخل الأندلس مرابطا. ثمّ حجّ ثانيا وجاور ، وأقام بالحرم.
قال ابن الأبّار : وكان زاهدا ، ورعا ، محسنا إلى الغرباء.
توفّي بمكّة عن سبع وسبعين سنة.
ـ حرف الفاء ـ
٨٢ ـ فاطمة بنت نصر بن العطّار البغداديّة (١).
أخت صاحب المخزن. امرأة محتشمة ، زاهدة ، عابدة ، كبيرة القدر.
سمعها أرباب الدّولة لأجل أخيها ، وخلق كثير.
وقال أخوها إنّها ما خرجت من البيت في عمرها إلّا ثلاث مرّات رضياللهعنها.
٨٣ ـ (....) (٢) بن حيدرة.
أبو المجد البجليّ ، الكاتب.
توفّي بدمشق في جمادى الأولى.
يروي عن : الحسن بن صصريّ.
روى عنه : الحافظ أبو المواهب وقال : ولد سنة خمس وثمانين وأربعمائة. ويعرف بابن الرّميليّ.
وروى عنه أيضا أبو القاسم بن صصريّ.
ـ حرف الكاف ـ
٨٤ ـ كمشتكين (٣).
__________________
(١) انظر عن (فاطمة بنت نصر) في : المنتظم ١٠ / ٢٧٩ رقم ٣٦٦ (١٨ / ٢٤٥ رقم ٤٣٢١) ، والبداية والنهاية ١٢ / ٢٩٩ ـ.
(٢) في الأصل بياض.
(٣) انظر عن (كمشتكين) في : سنا البرق الشامي ١ / ٢٦٤ ـ ٢٦٦ ، والنوادر السلطانية ٤٣ ، والكامل في التاريخ ١١ / ٤١٥ ـ ٤١٩ ، والروضتين ج ١ ق ٢ / ٦٦١ ـ ٦٦٣ و ٧٠٥ ، ومفرّج الكروب ٢ / ٦٣ ، والتاريخ الباهر ١٧٨ ، ومرآة الزمان ٨ / ٣٤٣ ، والتاريخ المظفّري لابن
نائب حلب للملك الصّالح إسماعيل بن نور الدّين ، ولقبه : سعد الدّين.
وهو مدبّر دولة الصّالح.
وكان الرئيس أبو صالح ابن العجميّ كالوزير في دولة إسماعيل فقتل ، فاتّهموا به سعد الدّين ، وحسّنوا للصّالح القبض عليه ، فقبض عليه وقتل تحت العذاب في هذه السّنة. لأنّ رفقاءه الخدّام حسدوا مرتبته ، ومالوا إلى أبي صالح ، فصارت الأمور كلّها إلى أبي صالح ، فجهّز كمشتكين عليه جماعة من الباطنيّة ، فقتلوه يوم جمعة.
ـ حرف الميم ـ
٨٥ ـ محمد بن أحمد بن عبد الجبّار (١).
الفقيه ، أبو المظفّر الحنفيّ ، المعروف بالمشطّب السّمنانيّ (٢).
تفقّه بمرو على أبي الفضل الكرمانيّ ، وأفتى ، وناظر ، ودرّس.
وكان مولده في سنة اثنتين وتسعين وأربعمائة ، وجال في بلاد المشرق ، ثمّ استوطن بغداد ، ودرّس المذهب بمدرسة زيرك.
وحدّث عن : أبي المعالي جعفر بن حيدر ، والحسين بن محمد بن فرّخان.
وعنه : عمر القرشيّ.
وتوفّي في حادي عشر جمادى الأولى ، وشيّعه قاضي القضاة ، والنّاس.
٨٦ ـ محمد بن أحمد بن هبة الله بن محمد.
__________________
= أبي الدم (مخطوط) ورقة ٨٨ ب ، وتاريخ ابن الوردي ٢ / ٨٩ ، والوافي بالوفيات (مخطوط) ٢٤ / ١٧٢ ب ، وعقد الجمان (مخطوط) ١٢ / ورقة ٢١١ أ ، ب.
(١) انظر عن (محمد بن أحمد بن عبد الجبّار) في : المنتظم ١٠ / ٢٧٩ رقم ٣٦٧ (١٨ / ٢٤٦ رقم ٤٣٢٢) ، والكامل في التاريخ ١١ / ٤٤٩ ، والجواهر المضيّة ٢ / ١٤ ، والوافي بالوفيات ٢ / ١٠٦ ، ١٠٧ رقم ٤٣٠ ـ.
(٢) السّمناني : بكسر السين المهملة ، وفتح الميم والنون. نسبة إلى بلدة من بلاد قومس بين الدامغان وخوار الري يقال لها : سمنان. (الأنساب ٧ / ١٤٨).
أبو عبد الله بن أبي منصور الدّيناريّ.
ذكر أنّه من ولد ذي الرّئاستين.
روى عن : أبي القاسم بن بيان ، وأبيّ النّرسيّ.
سمع منه : عمر بن عليّ القرشيّ ، وعمر بن محمد العليميّ ، وعبد العزيز بن الأخضر. وتوفّي في آخر العام ، وقيل : توفّي في شوّال سنة ٧٥ ـ.
٨٧ ـ محمد بن أسعد حفدة العطّاريّ (١).
درّس ، وأفتى ، وناظر ، وأخذ عن : الغزاليّ.
وقد ذكر في سنة إحدى وسبعين.
وذكره في سنة ثلاث أبو الفرج بن الجوزيّ ، وابن الدّبيثيّ وقال : روى عن أبي الفتيان عمر الدّهستانيّ. ثنا عنه : عبد الوهّاب بن سكينة ، وابن الأخضر.
وطوّل فيه ابن النّجّار.
٨٨ ـ محمد بن بدر بن عبد الله.
أبو الرّضا الشّيحيّ.
كان أبوه يروي عن أبي بكر الخطيب.
سمع : أباه ، وأبا الحسن بن العلاف ، وأبا القاسم بن بيان.
روى عنه : أحمد بن أحمد البندنيجيّ ، وابن الأخضر.
وآخر من روى عنه يحيى بن القميرة.
توفّي في ربيع الأوّل.
٨٩ ـ محمد بن بنيمان بن يوسف (٢).
الهمذانيّ.
توفّي في آخر السّنة عن تسعين سنة.
__________________
(١) تقدّم في وفيات ٥٧١ ه. برقم (١٧).
(٢) انظر عن (محمد بن بنيمان) في : التحبير ٢ / ١٠١ ، ١٠٢ رقم ٧١٢ ، ومعجم شيوخ ابن السمعاني (مخطوط) ورقة ٢٠٧ أ ، وسير أعلام النبلاء ٢٠ / ٥٩٨ ، ٥٩٩ رقم ٣٧٥ ـ.
وكان مسند همذان في وقته.
يحوّل إلى هنا. نعم.
هو أبو الفضل المؤدّب الأديب.
سمع : محمد بن جامع القطّان الجوهريّ ، شيخ همذانيّ.
وقد روى عن ابنه جامع بن محمد ، والرّيحانيّ.
وتوفّي سنة إحدى وسبعين.
وسمع من : مكّيّ بن منصور السّلّار الكرجيّ ، ومن : سعد بن عليّ العجليّ مفتي همذان ، ومن : عبد الرحمن بن حمد الدّونيّ ، وغيرهم.
روى : «سنن» النّسائيّ ، و «عمل يوم وليلة» لابن السّنّيّ ، عن الدّونيّ.
قال السّمعانيّ (١) : هو أبو الفضل المؤدّب المؤذّن الأشنانيّ (٢). وهو سبط أحمد بن نصر الحافظ الأعمش. شيخ أديب فاضل ، جميل الطّريقة ، له سمت ، ووقار ، وصلاح ، وتودّد ، مكثر من الحديث.
سمع من : جدّه ، وعبدوس بن عبد الله بن عبدوس ، والحسن بن ياسين ، وجماعة كبيرة بإفادة جدّه.
وقرأ الأدب على أبي المظفّر الأبيورديّ.
سمعت من لفظه كتاب «سنن التّحديث» لصالح بن أحمد الهمذانيّ ، وجزء الذّهليّ.
قلت : حدّث عنه : يوسف بن أحمد الشّيرازيّ في «الأربعين البلدانيّة» له ، وأبو المواهب بن صصريّ ، ومحمد بن محمد الكرابيسيّ الهمذانيّ ، وصالح بن المعزّم ، وأحمد بن آدم الكرابيسيّ ، وآخرون.
وكان أسند من بقي ببلده. وكان شيخا صالحا ، أديبا ، فاضلا ، انفرد بالرواية عن جماعة.
__________________
(١) في التحبير ٢ / ١٠١ ـ.
(٢) الأشناني : نسبة إلى الأشنان الّذي تغسّل به الثياب ، وإلى بيعة وشرائه. (الأنساب ١ / ٢٧٢).
قال أبو المواهب : سألته عن مولده فقال : سنة اثنتين وثمانين وأربعمائة.
وتوفّي في آخر سنة ثلاث وسبعين بهمذان.
٩٠ ـ محمود (١) بن تكش (٢).
الأمير شهاب الدّين الحارميّ ، خال صلاح الدّين.
أعطاه السّلطان حماه عند ما تملّكها ، فبقي بها هذه المدّة ، ومرض فحاصرته الفرنج حصارا شديدا ، ولو لا لطف الله لأخذت الفرنج حماه.
ولمّا ترحّلوا توفّي شهاب الدّين.
توفّي قبله بثلاثة أيّام ولده ، وكان شابّا مليحا ، من أحسن أهل زمانه.
٩١ ـ محمد بن عبد الله بن هبة الله بن المظفّر ابن رئيس الرؤساء أبي القاسم عليّ ابن المسلمة (٣).
أبو الفرج ، وزير العراق (٤).
__________________
(١) في الأصل : «محمد» والتصويب من : البرق الشامي ٣ / ٥٣ ، وسنا البرق الشامي ١ / ٢٦٨ ، ٢٦٩ ، والروضتين ج ١ ق ٢ / ٧٠٧ ، ومفرّج الكروب ٢ / ٧٠ ، ومرآة الزمان ٨ / ٣٤٣ ، والبداية والنهاية ١٢ / ٢٩٨ و ٢٩٩ ، والسلوك ج ١ ق ١ / ٦٦ ، وعقد الجمان (مخطوط) ١٢ / ٢١١ أ.
وسيعاد برقم (١٨٣) في وفيات ٥٧٥ ه.
(٢) تصحفت في البداية والنهاية ١٢ / ٢٩٩ إلى : «تتش».
(٣) انظر عن (محمد بن عبد الله بن هبة الله) في : المنتظم ١٠ / ٢٨٠ رقم ٣٦٩ (١٨ / ٢٤٦ ، ٢٤٧ رقم ٤٣٢٤) ، والكامل في التاريخ ١١ / ٤٤٦ ، ٤٤٧ ، وذيل تاريخ مدينة السلام بغداد ٢ / ١٢ ـ ١٨ رقم ٢٢٠ ، وتاريخ إربل ١ / ٢١٢ ، والروضتين ج ١ ق ٢ / ٧١٤ ، ٧١٥ ، وتلخيص مجمع الآداب ج ٤ / رقم ٦٤٤ ، ومرآة الزمان ٨ / ٣٤٦ ـ ٣٤٩ ، والبرق الشامي ٣ / ٨٩ ، ٩٠ ، وسنا البرق الشامي ١ / ٢٨٤ ـ ٢٨٦ ، والفخري ٣١٩ ـ ٣٢١ ، والمختصر في أخبار البشر ٣ / ٦١ ، والعبر ٤ / ٢١٧ ، والإعلام بوفيات الأعلام ٢٣٦ ، ومرآة الجنان ٣ / ٣٩٨ ، والبداية والنهاية ١٢ / ٢٩٨ ، والوافي بالوفيات ٣ / ٢٣٥ ، وعقد الجمان (مخطوط) ١٢ / ورقة ٢٣ أ ، ب ، والنجوم الزاهرة ٦ / ٨١ ، وشذرات الذهب ٤ / ٢٤٥ ـ.
(٤) قال ابن الطقطقي بعد أن ذكر لقبه «عضد الدين» : كان عضد الدين من أفاضل الناس وأعيانهم وكان أستاذ الدار في أيام المستنجد ، فلما جرى للمستنجد ما جرى استولى عضد الدين ونهض في إخراج المستضيء من الحبس ومبايعته وإحلافه ، فاستوزره المستضيء ،
__________________
= ونهض عضد الدين بأعباء الوزارة نهوضا مرضيا ، وفرّق في يوم جلوسه في دست الوزارة ذهبا كثيرا وحنطة على المقيمين بالمشاهد والجوامع والمدارس والرّبط ، وتلطّف بالأمور تلطّفا لم يكن في حساب الناس. وبيته مشهور بالرياسة يعرفون قديما ببيت الرفيل ، وكان ابن التعاويذي الشاعر البغدادي شاعرهم ومنقطعا إليهم وأنفق جلّ عمره معهم ، ولهم يخاطب بقوله :
قضيت شطر العمر في مدحكم |
|
ظنا بكم أنكم أهله |
وعدت أفنيه هجاء لكم |
|
فضاع فيكم عمري كلّه |
وله فيهم مدائح كثيرة ، فمن جملتها :
وما زلت في آل الرّفيل بمعزل |
|
عن الجور مبذولا لي الأمن والخصب |
فإن أقترف ذنبا بمدح سواهم |
|
فإنّ خماص الطير يقنصها الحبّ |
وإن عاد لي عطف الوزير محمد |
|
فقد أكثب النائي ولان لي الصّعب |
وزير إذا اعتلّ الزمان فرأيه |
|
هناء به تطلى خلائقه الجرب |
وما زال أمر عضد الدين يجري على السداد حتى عزله المستضيء وقبض عليه.
وصورة عزله : كان يوما جالسا في الدست فهجم عليه خادم من خدم الخليفة فقال له : قد استغني عنك! ثم أطبق دواته ودخل الأتراك والجند إلى دوره فنهبوا ما بها ، ودخل العوامّ أيضا وكسرت الصناديق الآبنوس والعاج بالدبابيس وأخذ جميع ما كان بها. فخرج عضد الدين وهو يتشاهد ويقول للأتراك : أما تستحيون مني! أما دخلتم داري! أما أكلتم زادي! فلم ينفعه ذلك. فلم يمض إلّا ساعة واحدة حتى صارت داره بلاقع ، ثم حمل إلى الحريم ووكل به هناك مدة ، ثم أعاده المستضيء إلى الوزارة وحكّمه وبسطه ، فصفت له الدنيا وعظم شأنه وكثرت خيراته وهباته وأحبّه الناس. وكان سخيّا وهوبا شريف النفس. قيل :
إنه ما اشترى لداره قطّ سكّرا بأقلّ من ألف دينار.
حدّث عنه بعض مماليكه قال : احتاج مرة إلى ألف دينار فأنفت نفسه أن يقترضها من أولاده أو من غيرهم ، وكان يأنس بي ، فقال لي : يا ولدي قد احتجت إلى ألف دينار أعيدها عليك بعد أيام. فقلت : السمع والطاعة يا مولاي. ثم مضيت وأحضرت له خمسة آلاف دينار. وقلت : يا مولاي ، هذه والله ، اكتسبتها منك ، فخذ منها ما شئت. فأطرق ساعة ، ثم قال : والله لا أخذت منها حبّة واحدة ، خذها وانصرف ، ثم أنشد :
والصاحب المتبوع يقبح أن يرى |
|
متتبّعا ما في يدي أتباعه |
ولم يزل أمره في الوزارة الثانية جاريا على السداد حتى كان آخر مدّته ، فطلب من الخليفة الإذن له في الحج ، فأذن له ، فتجهّز تجهّزا لم ير مثله. ثم عبر إلى الجانب الغربي من مدينة السلام ليتوجّه إلى الحلّة والكوفة ومنها إلى مكة ، وبين يديه جميع أرباب الدولة ، فلقيه رجل عند محلّة هناك تعرف بقطفتا ، فقال : يا مولانا مظلوم مظلوم وناوله قصّة ، فتناولها الوزير منه ، فوثب عليه وثبة عالية وضربه بسكّين في ترقوته ، ووثب عليه آخر من
سمع من : ابن الحصين ، وعبيد الله بن محمد بن البيهقيّ ، وزاهر الشّحّاميّ.
روى عنه : حافده داود بن عليّ.
وكان أوّلا أستاذ دار المقتفي ، والمستنجد ، ووزر للمستضيء. وكان فيه مروءة وإكرام للعلماء.
ولد سنة أربع عشرة وخمسمائة ، وكان يلقّب عضد الدّين.
وكان سريّا ، مهيبا ، جوادا.
قال الموفّق عبد اللّطيف : كان إذا وزن الذّهب يرمي تحت الحصر قراضة كثيرة قدر خمسة دنانير ، فأخذت منها يوما ، فنهرني أبي وقال : هذه يرميها الوزير برسم الفرّاشين.
وكان يسير في داره ، فلا يرى واحدا منّا معشر الصّبيان إلّا وضع في يده دينارا ، وكذا كان يفعل ولداه كمال الدّين ، وعماد الدّين ، إلّا أنّ دينارهما أخفّ. وكان والدي ملازمه على قراءة القرآن والحديث.
استوزره الإمام المستضيء أوّل ما ولي ، واستفحل أمره. وكان المستضيء كريما رءوفا ، واسع المعروف ، هيّنا ، ليّنا. وكانت زوجته بنفسه كثيرة الصّدقات والمروءة.
وكان الوزير ذا انصباب إلى أهل العلم والصوفيّة ، يسبغ عليهم النّعمة ، ويشتغل هو وأولاده بالحديث والفقه والأدب. وكان النّاس معهم في بلهنيّة ،
__________________
= الجانب الآخر فضربه في خاصرته ، ووثب آخر وبيده سكّين مسلولة فلم يصل إليه ، وتكاثر الناس على الثلاثة فقتلوهم ، ثمّ مات الوزير وصلّي عليه ودفن في تربتهم.
وقيل : إنّ الثلاثة الذين قتلوه كانوا من الباطنية من جبل السّمّاق.
وحكى بعض أهل قطفتا قال : دخلت قبل قتل الوزير بساعتين إلى مسجد هناك فرأيت به ثلاثة رجال ، وقد قدّموا واحدا منهم إلى المحراب وأقاموه ، ثم صلّى الرجلان الآخران عليه صلاة الميت ، ثم قام ونام آخر وصلّى الآخران عليه ، حتى صلّى كل واحد منهم على الآخر ، وأنا أراهم وهم لا يروني. فعجبت مما فعلوا. ثم لما قتل الوزير وقتل الثلاثة تأمّلت وجوههم فإذا هم هم. (الفخري).
ثمّ وقعت كدورات ، منها الإحنة الّتي وقعت بينه وبين قطب الدّين قايماز.
قلت : ذكرتها في مكانها.
وعزل ثمّ أعيد إلى الوزارة.
وخرج من بيته حاجّا في رابع ذي القعدة ، فضربه واحد من الباطنيّة أربع ضربات على باب قطفتا ، فحمل إلى دار هناك ، فلم يتكلّم ، إلّا أنّه كان يقول : الله ، الله. وقال : ادفنوني عند أبي. ثمّ مات بعد الظّهر ، رحمهالله تعالى.
٩٢ ـ محمد بن عبد الله بن الحسين بن السّكن (١).
أبو سعد بن المعوجّ.
ولّي حجابة الباب النّوبيّ في سنة إحدى وسبعين ، وجرح مع الوزير أبي الفرج المذكور جراحات منكرة ، ومات ليلتئذ.
٩٣ ـ محمد بن محمد بن هبة الله بن أحمد بن منصور (٢).
أبو الثّناء الزّيتونيّ ، الواعظ ، المجهر ، سبط ابن الواثق.
ولد سنة اثنتين وخمسمائة.
وسمع : هبة الله بن الحصين ، وأبا بكر الأنصاريّ.
وبنيسابور من : محمد بن الفضل الفراويّ ، وعبد الجبّار الخواريّ ، وأبي (٣) سعيد بن أحمد بن محمد بن صاعد ، وزاهر بن طاهر ، وعبد الغافر بن إسماعيل.
وبهراة : تميم بن أبي سعيد الجرجانيّ.
ولزم مسجدا في آخر عمره يعظ فيه ، ويروي الحديث.
__________________
(١) انظر عن (محمد بن عبد الله بن الحسين) في : المنتظم ١٠ / ٢٨٢ رقم ٣٧١ (١٨ / ٢٤٧ رقم ٤٣٢٦) ، ذيل تاريخ مدينة السلام بغداد ٢ / ١٨ ، ١٩ رقم ٢٢١ ، ومرآة الزمان ٨ / ٣٤٧ ـ.
(٢) انظر عن (محمد بن محمد بن هبة الله) في : المنتظم ١٠ / ٢٨١ رقم ٣٧٠ (١٨ / ٢٤٧ رقم ٤٣٢٥).
(٣) في الأصل : «وأبا».
وسمع منه خلق ، وحدّث بكتاب «أسباب النّزول» للواحديّ.
روى عنه : أبو طالب بن عبد السّميع ، وأبو محمد بن قدامة ، والبهاء عبد الرحمن ، وطائفة.
قال ابن قدامة : كان شيخ جماعة ، له أصحاب. حدّثني الشّهاب الهمذانيّ أنّه رجل صالح له كرامات.
وقال ابن النّجّار : لزم مسجده معتكفا على الإقراء والتّحديث والوعظ ونفع النّاس. وكان مشهورا بالصّلاح والزّهد والعبادة والتّقى ، كان النّاس يتبرّكون به ويستشفون بدعائه. وكان له صيت عظيم عند الخاصّ والعامّ.
كان السّلطان مسعود يأتي إلى زيارته ، ويقال إنّه وجد في تركته عدّة رقاع قد كتبها إليه السّلطان يخاطبه فيها بخادمه.
وكان مليح الخلقة ، ظريف الشّكل ، بزيّ الصّوفيّة ، وله تلاميذ ومريدون.
وقال ابن الدّبيثيّ : توفّي في نصف رمضان رحمهالله.
٩٤ ـ محمد بن ميدمان (١).
أبو عبد الله الكلبيّ ، القرطبيّ.
سمع : «جامع التّرمذيّ» سنة عشرين وخمسمائة من عبّاد بن سرحان.
وكان أديبا متصرّفا فاضلا.
ذكره الأبّار.
٩٥ ـ [منوية] (٢).
أمة الواحد بنت عبد الله بن أحمد بن عبد القادر بن يوسف ، ابنة عمّ أبي الحسين بن عبد الحقّ وزوجته.
__________________
(١) انظر عن (محمد بن ميدمان) في : تكملة الصلة لابن الأبّار.
(٢) في الأصل بياض. والمثبت من : المختصر المحتاج إليه ٣ / ٢٧٢ رقم ١٤٣٦ ـ.
سمعت من : أبي الحسن بن العلّاف.
وصفها أبو سعد بن السّمعانيّ ، وروى عنها هو ، وموفّق الدّين بن قدامة ، وآخرون.
وتوفّيت في المحرّم في عشر الثّمانين ، رحمها الله.
ـ حرف الهاء ـ
٩٦ ـ هارون بن العبّاس بن محمد بن أحمد بن محمد بن المأمون (١).
أبو محمد الهاشميّ ، العبّاسيّ ، المأمونيّ ، البغداديّ ، الأديب.
سمع : أبا بكر الأنصاري ، وأبا منصور بن زريق الشّيبانيّ ، وغيرهما.
وصنّف شرحا «لمقامات الحريريّ» مختصرا. وجمع تاريخا على السّنين فيه أخبار الأوائل والحوادث والدّول في مجلّدين.
توفّي في ذي الحجّة.
٩٧ ـ هبة الله بن محفوظ بن الحسن بن محمد بن الحسين بن أحمد بن الحسين بن صصريّ (٢).
القاضي الجليل أبو الغنائم الرّبعيّ ، التّغلبيّ. الدّمشقيّ.
روى عن : يحيى بن بطريق ، وابن المسلم ، وهبة الله بن طاوس ، وجماعة.
وتفقّه وقرأ القرآن ، وحصّل وشهد على القضاة ، وحدّث بدمشق والحرمين.
روى عنه : ولداه أبو المواهب ، وأبو القاسم.
وكان كثير البرّ والتّعبّد والتّلاوة. يختم في شهر رمضان ثلاثين ختمة.
__________________
(١) انظر عن (هارون بن العباس) في : العبر ٤ / ٢١٧ ، ٢١٨ ، ومرآة الجنان ٣ / ٣٩٨ ، وكشف الظنون ٣٠٢ ، ٤١٧ ، وإيضاح المكنون ١ / ٢٩٥ و ٢ / ٥٣٥ ، ومعجم المؤلفين ١٣ / ١٢٨ ـ.
(٢) انظر عن (هبة الله بن محفوظ) في : حديث خيثمة الأطرابلسي ١٧٣ ، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي ق ٢ / ج ٥ / ٢٨ رقم ١٣٢٤ ـ.
توفّي في جمادى الآخرة سنة ثلاث ، وله اثنتان وستّون سنة.
ـ حرف لام ألف ـ
٩٨ ـ [لاحق] (١) بن عليّ بن منصور بن كارة (٢).
أبو محمد أخو دهبل.
روى عن : أبي القاسم بن بيان ، وابن نبهان.
كتب عنه أبو سعد السّمعانيّ ، وذكره في «تاريخه».
وحدّث عنه : ابن الأخضر ، والشّيخ الموفّق ، والبهاء ، وآخرون.
توفّي ليلة نصف شعبان ، وله ثمان وسبعون سنة.
وعنه : ابن المقيّر ، وعبد العزيز بن خلف.
ـ حرف الياء ـ
٩٩ ـ يحيى بن موهوب بن المبارك بن السّدنك (٣).
أبو نصر المستعمل ، أخو أحمد.
سمع : أبا القاسم بن بيان ، وأبا العزّ محمد بن المختار ، وغيرهما.
روى عنه : ابن الأخضر ، وعبد العزيز بن الزّبيديّ ، والبهاء عبد الرّحمن ، ومحمد بن عبد الواحد بن سفيان ، وجماعة.
وتوفّي في شوّال ، وله أربع وسبعون سنة (٤).
١٠٠ ـ يحيى بن يوسف بن أحمد (٥).
__________________
(١) في الأصل بياض ، والمثبت من : العبر ٤ / ٢١٨ ، والمختصر المحتاج إليه ٢ / ٣٦ ، وتكملة إكمال الإكمال لابن الصابوني ٣٠٩ ، وشذرات الذهب ٤ / ٤٢٦ ـ.
(٢) كارة : بالكاف وفتح الراء.
(٣) انظر عن (يحيى بن موهوب) في : المختصر المحتاج إليه ٣ / ٢٥١ رقم ١٣٦٧ ـ.
(٤) وكان مولده سنة ٤٩٩ ه.
(٥) انظر عن (يحيى بن يوسف) في : المختصر المحتاج إليه ٣ / ٢٥٢ رقم ١٣٧٠ ، والعبر ٤ / ٢١٨ وفيه «يحيى بن يوسف بن بالان الخبّاز» ، والمعين في طبقات المحدّثين ١٧٥ رقم ١٨٦٨ ، والنجوم الزاهرة ٦ / ٨٢ ـ.
أبو شاكر السّقلاطونيّ (١) ، عرف بصاحب ابن بالان.
شيخ مسند ، معمّر.
روى عن : ثابت بن بندار ، والحسين بن عليّ بن البسريّ ، وابن الطّيوريّ ، وأبي سعد بن حشيش ، وأحمد بن سوسن ، وغيرهم.
روى عنه : ابن الأخضر ، وابن قدامة ، والبهاء ، والمبارك بن عليّ المطرّز ، وأبو الحسن عليّ بن هبة الله بن الجمّيزيّ ، وآخرون.
وكان خبّازا.
توفّي في شعبان.
١٠١ ـ يوسف بن محمد.
أبو الحجّاج الإسكندريّ ، المؤدّب.
سمع : أبا بكر الطّرطوشيّ.
قال ابن المفضّل : ثنا ، وكان فرضيّا ، له شعر.
* * *
وفيها ولد الشّريف أبو عبد الله محمد بن عبد الرّحمن بن عليّ الحسينيّ ، الحلبيّ ، ثمّ المصريّ في رمضان.
ومحمد بن سليمان بن أبي الفضل الأنصاريّ ليلة الفطر.
__________________
(١) السّقلاطوني : نسبة إلى السقلاطون وهي ضرب من الثياب الروميّة الملوّنة بالألوان القرمزية ، وغيرها.
سنة أربع وسبعين وخمسمائة
ـ حرف الألف ـ
١٠٢ ـ أحمد بن أحمد بن عليّ.
أبو منصور النّهروانيّ ، المؤدّب ، المعروف بابن بهدل.
سمع : أبا سعد أحمد بن الطّيوريّ ، وغيره.
سمع منه : عمر القرشيّ ، وأبو القاسم بن البندنيجيّ.
وتوفّي في رمضان عن ثمانين سنة.
روى عنه : ابن الطّيوريّ.
١٠٣ ـ أحمد بن عليّ بن أحمد بن هبة الله بن محمد بن عليّ بن المهتدي بالله.
أبو تمّام بن أبي الحسن بن أبي تمّام الهاشميّ ابن الغريق. خطيب الحربيّة.
روى عن : ابن الحصين ، وغيره.
كتب عنه : محمد بن المبارك بن مشّق.
١٠٤ ـ أحمد بن عليّ بن الحسين بن النّاعم (١).
أبو بكر الوكيل بباب القاضي.
سمع : هبة الله بن أحمد الموصلي ، وأبا القاسم بن بيان ، وابن بدران الحلوانيّ ، والقاسم بن عليّ الحريريّ.
__________________
(١) انظر عن (أحمد بن عليّ بن الحسين) في : سير أعلام النبلاء ٢١ / ٥٤٣ دون ترجمة.
روى عنه : ابن الأخضر ، وأبو محمد بن قدامة ، والبهاء عبد الرحمن ، وجماعة.
توفّي في ربيع الأوّل.
١٠٥ ـ أحمد بن نصر بن تميم (١).
الفقيه أبو زيد الحمويّ ، الأشعريّ ، المتكلّم.
كان متعصّبا في علم الكلام.
ولّي حسبة دمشق وحسبة مصر.
١٠٦ ـ إبراهيم بن أحمد.
والد البهاء عبد الرحمن المقدسيّ.
توفّي في رجب.
قرأت ترجمته بخطّ الضّياء ، وقال : ولد في حدود سنة خمس وعشرين وخمسمائة. وسألت عنه خالي الموفّق ، فقال : كان رجلا كاملا حسن الخلق. كان يمازحني وأنا صغير ، وكنت أحبّه لحسن خلقه.
سمعت أنّ عمّي إبراهيم سافر إلى مصر في تجارة ، ومضى إلى إسكندريّة فسمع من السّلفيّ.
وكان مقدّم الفرنج قد حبسه وأراد صلبه لأنّهم وجدوه ومعه متاع من آلة الكنيسة قد اشتراه من سارق ، فهرب هو وغيره من الحبس باللّيل.
١٠٧ ـ أسعد بن بلدرك بن أبي اللّقاء (٢).
أبو أحمد الجبريليّ ، البوّاب بدار الخلافة.
شيخ بغداديّ ، معمّر.
قال : عمر بن عليّ القرشيّ : سألته عن مولده فقال : في ربيع الأوّل سنة سبعين وأربعمائة.
__________________
(١) سيعاد باسم : «زيد بن نصر بن تميم» برقم (١١٠).
(٢) انظر عن (أسعد بن بلدرك) في : العبر ٤ / ٢١٩ ، وسير أعلام النبلاء ٢٠ / ٥٧٨ رقم ٣٦٠ ، والإعلام بوفيات الأعلام ٢٣٦ ، والبداية والنهاية ١٢ / ٣٠١ ، وشذرات الذهب ٤ / ٢٤٦ ـ.
قلت : كان يمكن أن يجيز له أبو الحسين بن النّقّور ، وأن يسمع من أبي نصر الزّينبيّ فيبقى مسند الدّنيا.
قال ابن الدّبيثيّ (١) : كان أبوه صاحبا للرئيس أبي الخطّاب بن الجرّاح ، فأسمعه منه ، ومن : أبي الحسن بن العلّاف.
روى عنه : ابن الأخضر ، والشّيخ الموفّق ، والبهاء عبد الرحمن ، ومحمد بن أبي البدر مقبل بن فتيان بن المنّى ، وطائفة سواهم.
توفّي في سلخ ربيع الأوّل.
١٠٨ ـ (...) (٢) بن أبي الفوارس بن أبي بكر.
أبو بكر الأصبهانيّ ، السّنباك.
سمع : أبا مطيع محمد بن عبد الواحد.
وحدّث في رجب من السّنة.
ولا أعلم وفاته.
روى عنه : الحافظ عبد الغنيّ.
ـ حرف الحاء ـ
١٠٩ ـ الحسن بن عليّ بن محمد بن فرج (٣).
الكلبيّ ، المعروف بابن الجميّل الدّانيّ. والد عمر وعثمان المحدّثين النازلين بديار مصر.
نزل أبو عليّ سبتة ، وبها توفّي عن ثمانين سنة.
قال الأبّار : لا أعلم له رواية.
__________________
(١) في المختصر المحتاج إليه ج ١ ـ.
(٢) في الأصل بياض.
(٣) انظر عن (الحسن بن علي) في : تكملة الصلة لابن الأبّار.