شمس الدين محمّد بن أحمد بن عثمان الذّهبي
المحقق: الدكتور عمر عبدالسلام تدمري
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الكتاب العربي ـ بيروت
الطبعة: ١
الصفحات: ٥٣٦
١٨٠ ـ الحسن بن عليّ بن محمد بن عليّ.
أبو نصر ابن قاضي القضاة أبي الحسن الدّامغانيّ.
كان ينوب عن أخيه قاضي القضاة أبي الحسين أحمد في القضاء بالجانب الغربيّ.
وحدّث عن : أبي الغنائم النّرسيّ.
سمع منه : عمر القرشيّ.
توفّي في شوّال.
١٨١ ـ الحسن بن مكّيّ بن جعفر بن إبراهيم.
أبو عليّ المريديّ ، الصّوفيّ ، الفقيه.
قال الشّيخ موفّق الدّين : كان بدويرة السّميساطيّ ، وكان من أهل السّنّة. وكان يتوسوس في تكبيرة الإحرام.
قلت : روى عن الفتح الكروجيّ ، وغيره.
روى عنه : الشّيخ الموفّق ، وغيره.
توفّي في رمضان.
١٨٢ ـ الحسن بن هلال بن محمد بن هلال (١).
أبو محمد بن الصّابيء ، البغداديّ ، الكاتب ، المعروف بالأشرف. من بيت حشمة وكتابة.
سمع : أبا غالب الباقلّانيّ ، وأبا الغنائم النّرسيّ.
روى عنه ، ابن الأخضر ، وغيره.
ولد سنة ستّ وثمانين وأربعمائة (٢).
__________________
(١) انظر عن (الحسن بن هلال) في : المختصر المحتاج إليه ٢ / ٢٩ ، ٣٠ رقم ٦٠٢ ، والوافي بالوفيات ١٢ / ٢٩٥ ، رقم ٢٦٧ ، ومعجم الشعراء والأدباء لعزّ الدين بن جماعة (مخطوطة باريس) ورقة ٦٥.
(٢) من شعره :
وقالوا : كريم ، والأقاويل جمّة |
|
وأكثرها يا جاهلون سقيم |
١٨٣ ـ الحسين بن عليّ بن محمد ابن رئيس الرؤساء أبي القاسم عليّ ابن المسلمة (١).
أبو الفضائل البغداديّ.
روى عن : أبي القاسم بن الحصين.
وعنه : عمر بن عليّ.
١٨٤ ـ الحسين بن محمد السّيبيّ (٢).
عامل قوسان (٣) ، أبو المظفّر.
سجن مدّة ، ثمّ قطعت يده ورجله. وحمل إلى المرستان ، فتوفّي.
وله شعر رائق (٤).
__________________
= كما قيل في أرض الهلاك مفازة |
|
وقيل لملدوغ الصلال سليم |
(١) انظر عن (الحسين بن علي) في : المختصر المحتاج إليه ٢ / ٣٩ رقم ٦١٧.
(٢) انظر عن (الحسين بن محمد السيبي) في : المنتظم ١٠ / ٢٣١ رقم ٣٣١ (١٨ / ١٨٨ ، ١٨٩ رقم ٤٢٨٤) وفيه : «السبيبي عامل قوسان» وهو غلط ، والكامل في التاريخ ١١ / ٣٤٩ ، والوافي بالوفيات ١٣ / ٤٠ ، ٤١ رقم ٣٩ ، وتاريخ ابن الفرات م ٤ ج ١ / ١٠٥ ، ١٠٦ ، و «السّيبي» : من بلد السيب ، وهو على الفرات بقرب الحلّة ، وهو بكسر المهملة وسكون المثنّاة تحت ، تليها موحّدة.
(٣) في الأصل : «قومستان». وقومسان : بالضم ثم السكون ، وسين مهملة ، وآخره نون. كورة كبيرة ونهر عليه مدن وقرى بين النعمانية وواسط. (معجم البلدان ٤ / ٤١٣) وانظر الوافي بالوفيات ١٣ / ٤٠.
(٤) قال ابن الجوزي : وكان أديبا لطيفا ، له شعر حسن ، ومما قال من الشعر يتشوّق أهله :
سلام على أهلي وصحبي وجلّاسي |
|
ومن فؤادي ذكرهم راسب راسي |
أحبّة قلبي قلّ صبري عنكم |
|
وزاد بكم وجدي وحزني ووسواسي |
أعالج فيكم كل هم ولا أرى |
|
لداء همومي غير رؤيتكم آسي |
خذوا الواكف المدرار من فيض أدمعي |
|
وحرّ لهيب النّار من كرب أنفاسي |
لقد أبدت الأيام لي كل شدّة |
|
تشيب لها الأكباد فضلا عن الرأس |
أقول لقلبي والهموم تنوشه |
|
وقد حدّثته النفس بالصبر والياس |
وكيف اصطباري عنكم وتجلّدي |
|
على فقدكم ويلي على قلبي القاسي |
ومن لي بطيف منكم أن يزورني |
|
على الليلة الليلاء في جنح ديماس |
ـ حرف الخاء ـ
١٨٥ ـ الخضر بن عليّ بن أبي هشام (١).
الدّمشقيّ ، السّمسار.
عمّر تسعين سنة ، وسمع من : نصر المقدسيّ ، وهو آخر من سمع منه ، إلّا أنّه كان رافضيّا.
روى عنه : الحافظ أبو القاسم بن عساكر في «تاريخه» ، وأبو القاسم بن صصريّ في مشيخته.
وقد سمع سنة خمس وثمانين من عبد الله بن الحسن البعلبكّيّ ، ومن أبي البركات أحمد بن طاوس.
١٨٦ ـ خطلخ الدّبّاس (٢).
مولى أبي الفتح بن شاتيل.
سمع معه من : أبي القاسم الرّبعيّ.
سمع منه : عمر العليميّ ، وعمر القرشيّ.
وتوفّي بالموصل في السّنة ظنّا.
١٨٧ ـ خلف بن يحيى بن فضلان (٣).
أبو القاسم البغداديّ ، المؤدّب ، المشاهد.
سمع الكثير ، وحدّث عن : ابن الحصين ، وأبي غالب بن البنّاء ، وهبة الله بن الطّبر.
__________________
(١) انظر عن (الخضر بن علي) في : تاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) ١٢ / ٥٠٦ وفيه «بن أبي هاشم» ، ولسان الميزان ٢ / ٣٩٩ رقم ١٦٣٦ ، وتهذيب تاريخ دمشق ٥ / ١٦٧ ، ١٦٨ ، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي ق ٢ ج ٢ / ٨١ رقم ٣٨٨.
(٢) انظر عن (خطلخ الدبّاس) في : المختصر المحتاج إليه ٢ / ٥٨ ، ٥٩ رقم ٦٤٧.
و «خطلخ» : بالتركية الفصيحة «قتلق» و «قتلغ». ومعناه : القحط أبو المجاعة.
(٣) انظر عن (خلف بن يحيى) في : تلخيص معجم الألقاب ج ٥ رقم ٤٩ ، والمختصر المحتاج إليه ٢ / ٥٨ رقم ٦٤٦.
سمع منه : ابناه فضلان ، وعبد القادر ، وأبو طالب بن عبد السّميع.
مات في رجب.
قال ابن النّجّار : صالح متديّن ، طلب بنفسه ، ولا يعرف العلم. وخطّه في غاية الرداءة ، وأصوله مسخّمة سقيمة ، وفيه غفلة وسلامة. وربّما ألحق اسمه بخطّه في طباق السّماع الّتي بخطّه. ثنا عنه أحمد بن البندنيجيّ.
١٨٨ ـ خليل بن وجيه.
من شيوخ عبد الرحيم بن السّمعانيّ.
ـ حرف الطاء ـ
١٨٩ ـ طاوس أمّ (١) أمير المؤمنين المستنجد بالله (٢).
ماتت في شهر ذي الحجّة ، وشيّعها الوزير والأمراء قياما في السّفن إلى ترب الرّصافة.
ـ حرف العين ـ
١٩٠ ـ عبد الله بن محمد بن أحمد بن محمد بن النّقّور (٣).
أبو بكر بن أبي منصور بن أبي الحسين البزّاز.
شيخ ثقة ، مشهور ، من أولاد المحدّثين.
سمع : أباه ، والمبارك بن عبد الجبّار ، وأبا الحسن العلّاف ، وأبا القاسم بن بيان ، وجماعة.
__________________
(١) في الأصل : «بن» ، وهو وهم.
(٢) انظر عن (طاوس أم المستنجد بالله) في : المنتظم ١٠ / ٢٣١ ، ٢٣٢ رقم ٣٣٢ (١٨ / ١٨٩ رقم ٤٢٨٥ ، والكامل في التاريخ ١١ / ٣٦٠ ، ومختصر التاريخ لابن الكازروني ٢٣٣ ، والوافي بالوفيات ١٦ / ٤١٣ رقم ٤٥٢ ، وتاريخ الخلفاء ٤٧٤ ، وأعلام النساء ٢ / ٣٦٥ ، وحياة الحيوان ١ / ٨١ ، ومآثر الإنافة ٢ / ٤٥ ، وتاريخ ابن الفرات م ٤ ج ١ / ١٠٩.
(٣) انظر عن (عبد الله بن محمد النقور) في : المختصر المحتاج إليه ٢ / ١٥٦ رقم ٧٩٣ ، والعبر ٤ / ١٩٠ ، ١٩١ ، والمعين في طبقات المحدّثين ١٧١ رقم ١٨٣١ ، وسير أعلام النبلاء ٢٠ / ٤٩٨ ، ٤٩٩ رقم ٣١٦ ، والإعلام بوفيات الأعلام ٢٣٣ ، ومرآة الجنان ٣ / ٣٧٨ ، وذيل التقييد لقاضي مكة ٢ / ٥٠ رقم ١١٣٧ ، والنجوم الزاهرة ٥ / ٣٨٤ ، وشذرات الذهب ٤ / ٢١٥.
وروى الكثير.
سمع منه : أبو سعد السّمعانيّ ، وعمر العليميّ (١) ، وعمر القرشيّ.
وحدّث عنه : الحافظ عبد الغنيّ ، والشّيخ الموفّق ، وعبد العزيز بن باقا ، ومحمد بن إبراهيم الإربليّ ، ومحمد بن عماد ، وطائفة.
قال عمر بن عليّ : أبو بكر بن النّقّور طلب بنفسه وقرأ وكتب ، وكان من أهل الدّين والصّلاح والتّحرّي على درجة رفيعة. قلّ ما رأيت في شيوخنا أكثر تثبّتا (٢) منه. سألته عن مولده فقال : سنة ثلاث وثمانين وأربعمائة.
وقال ابن مشّق : توفّي في عاشر شعبان سنة ٥٦٥.
١٩١ ـ عبد الباقي بن وفاء (٣).
أبو الموفّق الهمذانيّ ، الصّوفيّ.
روى عن : أبي القاسم بن بيان.
وعنه : ابن الأخضر ، وغيره.
وكان معروفا بين الصّوفيّة.
١٩٢ ـ عبد المقسم بن محمد بن طاهر بن سعيد بن فضل الله بن أبي الخير الميهنيّ.
أبو الفضائل بن أبي البركات.
من بيت المشيخة والتّصوّف.
سمع : أباه ، وأبا حامد الغزّاليّ ، وأبا الفتح عبيد الله بن محمد بن أزدشير بن محمد.
وقدم بغداد وسكنها ، وخدم الفقراء برباط البسطاميّ.
سمع منه : ابناه محمد ، وأحمد ، وجماعة.
__________________
(١) في الأصل : «الحليمي» ، والتصحيح من : سير أعلام النبلاء ٢٠ / ٤٩٩.
(٢) في الأصل : «ثبتا».
(٣) انظر عن (عبد الباقي بن وفاء) في : المختصر المحتاج إليه ٣ / ٨٤ رقم ٩٠٨.
وتوفّي في المحرّم ، وله ثمان وسبعون سنة.
١٩٣ ـ عبد الواحد بن محمد بن المسلم بن الحسن بن هلال (١).
أبو المكارم الأزديّ. المعدّل ، الدّمشقيّ.
أحضره والده أبو طاهر عند عبد الكريم الكفرطابيّ في ذي الحجّة سنة اثنتين وتسعين وأربعمائة ، فروى له جزءا من حديث خيثمة (٢) ، وكان مولده في جمادى الأولى سنة تسع وثمانين وأربعمائة.
ثمّ سمع من : الشّريف النّسيب ، وأبي طاهر الحنّائيّ ، وأبي الحسن بن الموازينيّ.
وأجاز له الفقيه نصر المقدسيّ ، وأبو الفرج الأسفرائينيّ ، وعبد الله بن عبد الرّزّاق الكلاعيّ ، وجماعة.
روى عنه : الحافظ ابن عساكر وقال : حدّث بقصّة صالحة من مسموعاته ، وحجّ غير مرّة ، وهو كثير الصّلاة والصّوم والتّلاوة والصّدقة.
قلت : وكان من أعيان البلد.
روى عنه : البهاء بن عساكر ، والحافظ عبد الغنيّ ، والموفّق المقدسيّ ، وآخرون.
وتوفّي في عاشر جمادى الآخرة ، ودفن بمقبرة باب الفراديس.
__________________
(١) انظر عن (عبد الواحد بن محمد) في : من حديث خيثمة الأطرابلسي ٨٠ ، وتاريخ دمشق ، ومختصر تاريخ دمشق لابن منظور ١٥ / ٢٦٣ رقم ٢٥٤ ، والعبر ٤ / ١٩١ ، والمعين في طبقات المحدّثين ١٧١ رقم ١٨٣٢ ، والإعلام بوفيات الأعلام ٢٣٣ ، وسير أعلام النبلاء ٢٠ / ٤٩٩ ، ٥٠٠ رقم ٣١٧ ، ومرآة الجنان ٣ / ٣٧٨ ، والنجوم الزاهرة ٥ / ٣٨٤ ، وشذرات الذهب ٤ / ٢٥١ ، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي ق ٢ ج ٢ / ٢٨٦ ، ٢٨٧ رقم ٦٣٧.
(٢) هو : خيثمة بن سليمان بن حيدرة القرشي الأطرابلسي. ولد بطرابلس سنة ٢٥٠ وتوفي فيها سنة ٣٤٣ ه. انظر كتابنا : من حديث خيثمة الأطرابلسي ـ طبعة دار الكتاب العربيّ ، بيروت ١٩٨٠.
١٩٤ ـ عثمان بن محمد بن أحمد (١) بن نقاقا (٢).
أبو عمر النجّار.
بغداديّ. روى عن : الفقيه أبي الخطّاب الكلوذانيّ ، وأبي طالب بن يوسف.
روى عنه : أبو محمد بن الأخضر ، وأحمد بن أحمد البندنيجيّ ، وغيرهما.
وتوفّي في المحرّم (٣).
١٩٥ ـ عليّ بن أحمد بن محمد بن عثمان (٤).
أبو الحسن ابن القابلة الكلبيّ ، الأندلسيّ ، نزيل مرّاكش.
روى عن : شريح بن محمد ، وأبي بكر بن العربيّ.
قال الأبّار (٥) : وكان عالما ، متقنا ، متقدّما في علم الأصول ، شاعرا مكثرا ، رحمهالله تعالى (٦).
__________________
(١) انظر عن (عثمان بن محمد) في : ذيل تاريخ بغداد لابن النجار ٢ / ٢٢٥ ، ٢٢٦ رقم ٤٥٢.
(٢) مضبّبة في الأصل ، وكذا في الذيل لابن النجار.
(٣) وقال ابن النجار : وحدّث باليسير ، وأضرّ في آخر عمره.
(٤) انظر عن (علي بن أحمد) في : تكملة الصلة لابن الأبّار ، رقم ١٨٥٩ ، والذيل والتكملة لكتابي الموصول والصلة ٥ ق ١ / ١٧٥ ، ١٧٦ رقم ٣٤٦.
(٥) في تكملة الصلة.
(٦) وقال ابن عبد الملك المراكشي : رحل وحج وأخذ عن أبي طاهر السلفي ، وأبي عبد الله محمد بن حامد القرشي ، ثم قفل إلى الأندلس وجلب فوائد منها «المصابيح» لأبي محمد بن مسعود ، روايته عن ابن حامد المذكور ، عن المصنّف ، فنزل قرطبة سنة تسع وثلاثين ، وصادف الفتنة التي آثارها أخوه كبيرة أبو بكر محمد الثائر بمارتلة على اللمتونيين ، فخاف الحاج على نفسه واختفى أشهرا بقرطبة عند صديقه أبي بكر بن عتيق بن مؤمن لخلّة كانت قد تأكدت بينهما أسبابها ، فأخذ عنه حينئذ أبو الحسن بن أبي بكر بن مؤمن ، واشتد أسفه على أخيه وما نشب فيه ، ثم تأتّى له الفصول عن قرطبة ، فخرج متردّدا في بلاد الأندلس من مارتلة وشلطيش ، ثم قصد مراكش فاستوطنها. وكان من أحسن الناس خلقا وخلقا ، مشاركا في فنون من العلم كالحديث والفقه وأصوله وعلم الكلام والطب ، شاعرا مجيدا ، سريع الخاطر ، مكثرا ، نبيل المقاصد ، كاتبا بليغا. ووصل إلى مراكش بعد قتل أخيه متسبّبا لصرف أملاكه عليه ، فمرض بها وتوفي سنة خمس أو ست=
١٩٦ ـ عليّ بن ثروان بن زيد بن الحسن (١).
أبو الحسن الكنديّ البغداديّ ، ابن عمّ تاج الدّين الكنديّ.
أديب شاعر ، هو الّذي أفاد تاج الدّين وأحضره مجالس الأدب ، وحثّه من الصّغر على العلم.
وأصله من بلد الخابور ، قدم بغداد وأخذ عن أبي منصور بن الجواليقيّ.
ذكره القفطيّ في «تاريخ النّحاة» (٢).
وقال الدّبيثيّ (٣) : إنّه سمع من إسماعيل بن السّمرقنديّ ، وجماعة.
وسكن قبل موته مدينة دمشق ، وحظي عند ملكها نور الدّين (٤).
__________________
= وستين وخمسمائة.
(١) انظر عن (علي بن ثروان) في : المختصر المحتاج إليه ٣ / ١٢٠ رقم ٩٩١ ، وخريدة القصر (قسم شعراء الشام) ١ / ٣١٠ ، ومعجم الأدباء ٥ / ١٠٥ ، وإنباه الرواة ٢ / ٢٣٥ ، وتكملة إكمال الإكمال ٦٤ ، وذيل تاريخ بغداد لابن النجار (مخطوطة الظاهرية) ورقة ١٩٥ ، والمطبوع ٣ / ٢٣٠ ـ ٢٣٤ رقم ٧١٢ ، والذيل على طبقات الحنابلة لابن رجب ١ / ٣١٣ ، وبغية الوعاة ٢ / ١٥٢ رقم ١٦٨١ ، وشذرات الذهب ٤ / ٢١٦ ، وروضات الجنات ٤٨٥.
(٢) ج ٢ / ٢٣٥.
(٣) المختصر المحتاج إليه ٣ / ١٢٠.
(٤) وقال ابن النجار : وكتب بخطّه كثيرا ، وضبط ضبطا صحيحا ، وسمع شيئا من الحديث ...
وحدّث باليسير.
وقال أبو الفتح عثمان بن عيسى بن منصور البلطي النحويّ : أنشدني أبو الحسن علي بن ثروان الكندي لنفسه بدمشق ، وكان قد قصد جمال الدولة جحا ابن عم الأمين مبين الدولة حاتم فلم يصادفه ، فعمل بيتين وكتبهما على باب الدار حفرا بالسكين وأنشدنيهما :
حضر الكنديّ مغناكم فلم |
|
يركم من بعد كدّ وتعب |
لو رآكم لتجلّى همّه |
|
وانثنى عنكم بحسن المنقلب |
وأنشد أسامة بن مرشد الكناني لأبي الحسن علي بن ثروان الكندي :
درّت عليك غوادي المزن يا دار |
|
ولا عفت منك آيات وآثار |
دعاء من لعبت أيدي الغرام به |
|
وباعدتها صبابات وأذكار |
وأنشد ابن ثروان بدمشق أيضا :
خفّض الدمع ما استطعت فقد |
|
صار لمجراه في الخدود طريقا |
كان درّا قبل الفراق ، فلما |
|
رعته بالفراق صار عقيقا |
وتوفّي بعد سنة خمس وستّين.
١٩٧ ـ عليّ بن محمّد بن بركة (١).
أبو الحسن الواسطيّ ، ثمّ البغداديّ الزّجّاج.
روى عنه : أبيّ النرسيّ.
روى عنه : تميم بن أحمد ، وأبو محمد بن قدامة ، وجماعة.
١٩٨ ـ عليّ بن خلف بن غالب (٢).
الأنصاريّ الشّلبيّ ابن غالب ، الإمام القدوة ، العارف ، أبو الحسن ، شيخ الصّوفيّة ، ونزيل قصر قرطبة.
سمع «الموطّأ» من أبي القاسم بن مضاء.
وروى عن : أبي عبد الله بن معمّر.
وقرأ على وليد بن موفّق الجيّانّي «تجريد الصّحاح» لرزين العبدريّ ، عن مؤلّفه ، وكتب السّرّ مدّة لصاحب شقّورة. وله تصانيف.
وكان ذا سنّة واتّباع وتمسّك بالأثر.
أخذ عنه : أيّوب بن عبد الله الفهريّ ، وعبد الجليل القصريّ ، وغيرهما.
وكان مبرّزا في التّصوّف ، خيّرا ، رحيما ، متعبّدا.
__________________
= وقال العماد في الخريدة : كان أديبا ، فاضلا ، أريبا ، كاملا ، قد أتقن اللغة وقرأ الأدب على ابن الجواليقيّ وغيره من صدور العلم وبحوره ، ولم يزل الأدب بمكانه في دمشق مشرقا بنوره في آفاق ظهوره .. رأيته بدمشق مشهودا لفضله بالوفور ، مشهورا بالمعرفة بين الجمهور ، موثوقا بقوله ، معبوقا ، موصوفا من نور الدين بطوله ، وله شعر كثير ، وفضل نظم ونثر ، ولم يقع لي ما أشدّ يد الانقياد عليه ، أو أصرف عنان الانتقاد إليه.
سألت شيخنا أبا اليمن الكندي بدمشق عن مولد ابن عمّه عليّ بن ثروان ووفاته ، فقال : مولده ببغداد في سنة خمسمائة أو قبلها.
(١) انظر عن (علي بن محمد بن بركة) في : المختصر المحتاج إليه ٣ / ١٣٤ رقم ١٠٣٠.
(٢) انظر عن (علي بن خلف) في : صلة الصلة لابن الزبير ٩٩ ، والتكملة لابن الأبّار ، رقم ١٨٧٠ ، والتشوّف ٢١١ رقم ٨١ ، وسلوة الأنفاس ٢ / ٢٤ ، وجذوة الاقتباس ٢٩٧ ، والذيل والتكملة لكتابي الموصول والصلة ٥ ق ١ / ٢٠٨ ـ ٢١٢ رقم ٤١٥.
قال ابن الزّبير : بقي إلى سنة ٥٦٥ وبلغ الثّمانين (١).
١٩٩ ـ عليّ بن هبة الله بن محمّد بن النّجّاريّ (٢).
__________________
(١) وقال ابن عبد الملك المراكشي : وكان في فتائه إذ رحل إلى قرطبة قد استكتبه الحاج بن بلكاس اللمتوني فحظي عنده كثيرا واستولى عليه ، وبقي معه كذلك مدة ، ثم رفض ذلك وتخلّى عنه زاهدا فيه ، وتصدّق بما ملكته يمينه أجمع.
قال أبو العباس أحمد بن إبراهيم الأزدي : سمعت أبا الصبر أو عبد الجليل يقول : ورث أبو الحسن بن غالب عن أبيه نحو اثني عشر ألف دينار ، فخرج عنها كلها تورّعا ، فقال له أبو العباس بن العريف : يا أبا الحسن ، هلّا طهّره الثلث؟ ثم إن أبا الحسن أثر الخمول والسياحة ، وطاف البلاد في لقاء العلماء والزهّاد ، وانقطع معهم وألزم نفسه من أنواع المجاهدات كثيرا. ثم لما كانت فتنة الأندلس دارت عليه دوائر كادت تنال منه ، فخلّصه الله منها بجميل صنعه وما عوّد أولياءه من ألطافه ، وفارق الأندلس بعد تردّده في كثير من بلادها حتى استوطن قصر كتامة وصار إمام الصوفية وقدوتهم ، يقصدون إليه ويهتدون بآثاره ويقتبسون من أنواره.
وكان ممكّنا في علوم القرآن ، وله في طريقة التصوّف مصنّفات لا نظير لها منها : «كتاب اليقين» ، وكان له حظ وافر من الأدب وقرض الشعر ، خاطبه القاضي أبو حفص بن عمر في أمر واستدعى منه الجواب فكتب إليه :
وما عسى يصدر من باقل |
|
من كلم سحبان يعيا به |
لو جاز أن يسكت ألفا ولا |
|
ينطق خلفا كان أولى به |
فرض الجواب اضطرّه صاغرا |
|
أن يدّعي ما ليس من بابه |
أردتم من فضلكم أن تروا |
|
معيديا في فضل أثوابه |
فهاكم عنوانه معرب |
|
عن فهه بان بإعرابه |
لو سكت المسكين يا ويحه |
|
أغرى بمن كان من أحبابه |
وكان عالما ، أديبا ، شاعرا ، ديّنا ، فاضلا ، زاهدا ، متواضعا ، إذا رأيته وعظك بحاله وهو صامت مما غلب عليه من الحضور والمراقبة لله تعالى ، وقد جمع الله له محاسن جمّة من العلوم والمعارف والآداب ، وخصوصا علم الحقائق والرياضات وعلوم المعاملات والمقامات والأحوال السنية والآداب السنية. وكان من المحدّثين ، قيّد في الحديث روايات كثيرة ، ولقي من المشايخ الجلّة جملة ، غير أنه كان يغلب عليه المراقبة لله والتأهّب للقائه وحسن الرعاية والإقبال على الدار الآخرة ، وكان قد بلغ الثمانين سنة ، وهو في اجتهاده كما في بدايته ، وكان شيخ وقته علما وحالا وورعا ، أشفق خلق الله على الناس ، وأحسنهم ظنّا بهم.
(٢) انظر عن (علي بن هبة الله) في : مرآة الزمان ٨ / ٢٨١ ، والتكملة لوفيات النقلة ١ / ٢٨١ (في ترجمة ابنه ـ حوادث ٥٩٣ ه.) ، ومعجم الألقاب ج ٤ ق ٢ / ٧٩٢ ، والمختصر المحتاج إليه ٣ / ١٤٦ ، ١٤٧ رقم ١٠٦٧ ، والتاريخ المجدّد لابن النجار (مخطوطة باريس=
أبو الحسن بن أبي البركات البغداديّ ، والد قاضي القضاة أبي طالب.
شيخ فقيه بارع ، تفقّه على أسعد الميهنيّ.
وسمع : أبا القاسم بن بيان ، وابن نبهان.
ودخل الروم ، وولي قضاء قونية ، وبها توفّي في هذا العام.
ـ حرف الميم ـ
٢٠٠ ـ مجد الدّين (١).
أبو بكر ابن الدّاية ، من أكبر الأمراء النّوريّة ، وهو أخو نور الدّين من الرّضاع ، وصاحب أمره ، وبيت سرّه.
وكان بطلا شجاعا ، ديّنا ، عاقلا ، له خانقاه معروفة بحلب. واتّفق موته وموت العماديّ ، وهما نائب حلب وأعمالها وحاجبه ، فتوفّي ابن الدّاية والعماديّ بدمشق ، فحزن عليهما نور الدّين وبكى لفقدهما ، وقال : قصّ جناحاي ، وأعطى أولاد (٢) العماديّ بعلبكّ ، وقدّم على عساكره بعد مجد الدّين أخاه سابق الدّين عثمان ابن الدّاية.
وللعماديّ تربة مشهورة بقاسيون شماليّ تربة بسركس ، وهي أوّل تربة بنيت في الجبل ، واسمه مكتوب على بابها (٣).
٢٠١ ـ محمد بن بركة بن خلف بن كرما (٤).
__________________
(٢١٣١) ، ورقة ٦٦ ، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي ٧ / ٢٣٨ ، وطبقات الشافعية للإسنويّ ٢ / ١٧٤ ، والوافي بالوفيات ٢٢ / ٢٨٣ رقم ٢١١.
(١) انظر عن (مجد الدين) في : التاريخ الباهر ، ٩١ ، ٩٥ ، ١٢٦ ، ١٣٧ ، والكامل في التاريخ ١١ / ٣٥٩ ، ووفيات الأعيان ٧ / ١٥٢ ، والنوادر السلطانية ٤٣ ، والروضتين ج ١ ق ٢ / ٤٥٨ ، ومرآة الزمان ٨ / ٢٨١ ، ٢٨٢ ، وتاريخ ابن الفرات ج ٤ ج ١ / ١٠٦ ـ ١٠٩ وفيه : «محمد بن أبي بكر» ، وزبدة الحلب ٢ / ٢٥٥ ، ٣٠٢ ، ٣١١ ، ٣١٢ ، ٣٣٠.
(٢) في الأصل : «أولادي».
(٣) في الأصل : «تابها».
(٤) انظر عن (محمد بن بركة) في : سير أعلام النبلاء ٢٠ / ٥٠٢ ، والوافي بالوفيات ٢ / ٢٤٨
أبو بكر الصّلحيّ (١) ، الصّوفيّ.
شيخ خيّر صالح ، كريم ، سخيّ.
سمع : أبا عليّ بن المهديّ ، وأبا سعد بن الطّيوريّ ، وأبا طالب اليوسفيّ ، وابن الحصين.
وحدّث بالشّام.
روى عنه : الحافظ ابن عساكر ، وابن أخيه تاج الأمناء أحمد ، وأبو محمد ابن الأستاذ ، وأبو نصر بن الشّيرازيّ.
أخبرنا محمد بن مكّيّ : أنا محمد بن هبة الله ، أنا محمد بن بركة سنة إحدى وستّين ، أنا محمد بن محمد ، أنا محمد بن محمد بن غيلان ، أنا محمد بن عبد الله الشّافعيّ ، نا عبد الله بن روح ، ومحمد بن ربح قالا : أنا يزيد بن هارون ، نا يحيى بن سعيد ، عن محمد بن إبراهيم التّيميّ ، أنّه سمع علقمة بن وقّاص : سمعت عمر : سمعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول : «إنّما الأعمال بالنّيّة» (٢).
. الحديث.
مات الصّلحيّ بدمشق في المحرّم سنة ٥٦٦ (٣).
__________________
= رقم ٦٥٢ ، (دون ترجمة).
(١) لعلّه منسوب إلى الصّلح ، وهي كورة فوق واسط. بالكسر ثم السكون ، والحاء المهملة.
(٢) حديث صحيح ومشهور ، رواه البخاري (٦٦٨٩) ، ومسلم (١٩٠٧) ، وأبو داود (٢١٨٦) ، والترمذي (١٦٩٨) ، والنسائي ١ / ٥٨ ـ ٦٠ و ١٥٨ ، ١٥٩ ، وأحمد (١٦٨) و (٣٠٠) ، وابن خزيمة (١٤٢) ، والدار الدّارقطنيّ ١ / ٥٠ ، ٥١ ، ووكيع في الزهد ٣ / ١٣ / ١٢ ، ومالك في موطّأ محمد (٩٨٣) ، والبزّار ١ / ٩٨ ، ٩٩ ، وابن مندة في الإيمان ١ / ١٥٤ ، ١٥٥ رقم ١٧ ، والبيهقي في السنن الكبرى ٢ / ١٤ و ١٤ (١١٢ و ٥ / ٣٩ ، والبغوي في شرح السّنّة (١) ، والقضاعي في مسند الشهاب ٢ / ١٩٥ ، ١٩٦ (رقم ١١٧١ و ١١٧٢ و ١١٧٣) ، والسلفي في معجم السفر ١ / ١١٣ ، ١١٤ ، وابن المستوفي في تاريخ إربل ٢ / ٩٨ ، ٩٩ و ٢١٢ و ٢٧٠ ، ٢٧١ و ٣٩٢.
والحديث بتمامه : «إنما الأعمال بالنّيّة ، وإنما لامرئ ما نوى ، فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله. ومن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها ، أو امرأة يتزوّجها فهجرته إلى ما هاجر إليه».
(٣) لهذا كان ينبغي أن يحوّله المؤلّف ـ رحمهالله ـ من وفيات هذه السنة.
٢٠٢ ـ محمد بن حمزة ابن الشّيخ أبي الحسن عليّ بن الحسن بن الموازينيّ (١).
أبو المعالي السّلميّ ، الدّمشقيّ ، المعدّل.
تفقّه على جمال الإسلام. وسمع ببغداد من أبي القاسم بن بيان ، وبدمشق من الأمين هبة الله بن الأكفانيّ.
قال الحافظ ابن عساكر : وكان متجمّلا ، حسن الاعتقاد. باع أملاكه وأنفقها على نفسه.
قلت : روى عنه أبو القاسم بن صصريّ ، وأبو البركات زين الأمناء.
ومات رحمهالله في جمادى الآخرة.
٢٠٣ ـ محمد بن الخصيب بن المؤمّل بن محمد (٢).
أبو عبد الله بن أبي العلاء البغداديّ ، أحد حجّاب الخليفة.
سمع : أبا القاسم بن بيان ، وأبا نعيم محمد بن إبراهيم الحماريّ الواسطيّ ، وهبة الله ابن رئيس الرؤساء المتوفّى سنة ستّ وعشرين.
روى عنه : عبد العزيز بن الأخضر ، وجماعة.
وتوفّي في صفر ، وكان يلعب بالحمام.
٢٠٤ ـ محمد بن عبد الرحيم بن سليمان (٣).
أبو حامد وأبو عبد الله القيسيّ (٤) ، الغرناطيّ.
__________________
(١) انظر عن (محمد بن حمزة) في : المختصر المحتاج إليه ٢ / ٢٧٨ ، ٢٧٩ رقم ٧١ ، وسير أعلام النبلاء ٢٠ / ٥٠٢ (دون ترجمة).
(٢) انظر عن (محمد بن الخصيب) في : المختصر المحتاج إليه ج ١.
(٣) انظر عن (محمد بن عبد الرحيم) في : الوافي بالوفيات ٣ / ٢٤٥ ، ٢٥٥ رقم ١٢٦١ ، ونفح الطيب ١ / ٦١٧ ، ولسان الميزان ٥ / ٢٥٧ ، ٢٥٨ رقم ٨٨٩ ، والأعلام ٧ / ٧١ ، ٧٢ ، ومعجم المؤلفين ١٠ / ١٥٨ ، ١٥٩ ، وفهرس المخطوطات المصورة ٢ / ٨١ (لطفي عبد البديع) ، ودليل مؤرّخ المغرب لابن سودة ٣٧٦.
(٤) في لسان الميزان : «العنسيّ» ، وهو تصحيف.
شيخ مسنّ ، ولد سنة ثلاث وسبعين وأربعمائة بغرناطة ، وقدم الإسكندريّة سنة ثمان وخمسمائة.
سمع : أبا عبد الله محمد بن أحمد الرّازيّ ، ومرشد بن يحيى المدينيّ ، وهبة الله بن الحسين ، وطائفة.
ودخل خراسان ، ثمّ قدم بعد مدّة إلى بغداد وحدّث بها ، ثمّ قدم الشّام ، وسكن بحلب.
قال ابن عساكر في تاريخه : كان كثير الدّعاوى ، لم يوثّق بما يحكي من المستحيلات. سمعوا منه مجلس البطاقة ، ومات في صفر.
قلت : روى عنه : الشّيخ عليّ بن إدريس الزّاهد ، وأبو القاسم بن صصريّ ، والحسن والحسين ابنا الزّبيديّ ، وأبو محمد ابن الأستاذ (١).
٢٠٥ ـ محمد ابن المحدّث أبي محمد عبد الله بن أحمد بن عمر بن السّمرقنديّ (٢).
أبو منصور.
بغداديّ من بيت الحديث والرواية.
روى عن : أبي القاسم بن بيان.
وعنه : عبد العزيز بن الأخضر ، وأبو الفتوح بن الحصريّ.
٢٠٦ ـ محمد بن عبد الملك بن أحمد بن هبة الله بن أحمد بن يحيى بن زهير بن أبي جرادة (٣).
__________________
(١) وقال السلفي : سمع عليّ وبقراءتي كثيرا ، ثم سافر واتصل بي أنه يقيم بباب الأبواب ، وقال الحافظ ابن حجر : وكان شيخا فاضلا ، صنّف كتابا في العجائب التي شاهدها ببلاد العرب. ومن شعره :
يكتب العلم ويلقى في سفط |
|
ثم لا يحفظ لا يفلح قطّ |
إنما يفلح من يحفظه |
|
بعد فهم وتوقّ من غلط |
وقال القطب : رأيت كتابه سمّاه «تحفة الأحباب». (لسان الميزان).
(٢) انظر عن (محمد بن عبد الله السمرقندي) في : ذيل التاريخ المجدد لمدينة السلام بغداد لابن الدبيثي ٢ / ٧ ، ٨ رقم ٢١٥ ، والمختصر المحتاج إليه ١ / ٥٤.
(٣) هو في الجزء الضائع من : ذيل تاريخ بغداد لابن النجار كما يتّضح من سياق الترجمة.
أبو المكارم العقيليّ ، الحلبيّ المعروف بابن العديم.
من بيت العلم والقضاء والحشمة. كان كاتبا ، شاعرا ، فاضلا.
سمع من قرابته عليّ بن عبد الله بن أبي جرادة.
ورحل فسمع من : أبي الفضل الأرمويّ ، وجماعة.
وبدمشق من : أبي الفتح نصر الله المصّيصيّ.
قال ابن النّجّار في «تاريخه» : حدّثني أبو القاسم عمر بن هبة الله ، يعني ابن العديم ، سمعت الكنديّ قال : كان أبو المكارم ابن العديم يسمع معنا ، فورد دمشق ودعاه ابن القلانسيّ وكنت حاضرا فجعل لا يسأله عن شيء فيخبره عنه إلّا وقال : بسعادتك. إن قال : ما فعل فلان؟ قال : مات بسعادتك. أو قال : ما فعلت الدّار الفلانيّة؟ قال : خربت بسعادتك. فلقّبناه : القاضي بسعادتك.
توفّي أبو المكارم سنة خمس أو ستّ وستّين.
٢٠٧ ـ محمد بن محمد بن عليّ بن السّكن (١).
أبو عبد الله بن أبي سعد البغداديّ ، ويعرف بابن المعوجّ.
من بيت حجابة وتميّز.
روى عن : نصر بن البطر.
روى عنه : أبو سعد بن السّمعانيّ ، وذكره في كتابه.
ولد سنة ثمان وثمانين وأربعمائة.
وحدّث عنه : محمد بن المبارك بن أيّوب ، وأبو محمد بن قدامة ، وعبد الله بن المظفّر بن عليّ الزّينبيّ ، وأبو عليّ أحمد بن محمد بن المعزّ الحرّانيّ ، وجماعة.
وأجاز لجماعة.
__________________
(١) انظر عن (محمد بن محمد) في : الوافي بالوفيات ١ / ١٧١ ، ١٧٢ رقم ١٠٩ ، وسير أعلام النبلاء ٢٠ / ٥٠٢ (دون ترجمة).
وكان صالحا ، كاتبا ، منشئا.
توفّي في ربيع الأوّل ، وله اثنتان وثمانون سنة.
٢٠٨ ـ محمد بن محمد بن محمد بن أحمد بن عبد الله بن المهتدي بالله.
الخطيب أبو الحارث ابن الشّيخ أبي الغنائم الهاشميّ ، العبّاسيّ.
من بيت خطابة وعدالة.
وكان خطيب جامع القطيعة.
سمع : أباه ، وأبا العزّ محمد بن المختار.
سمع منه : عمر بن عليّ ، وعبد السّلام بن يوسف التّنوخيّ ، ومحمد بن سعد الله الدّجاجيّ.
توفّي رحمهالله في ربيع الآخر.
٢٠٩ ـ محمد بن أبي محمد بن ظفر (١).
الشّيخ حجّة الدّين الصّقليّ ، نزيل حماه. وبها توفّي.
له مصنّفات عديدة ، وآداب وفضائل.
اختصر كتاب «الإحياء» ، وألّف كتاب «خير البشر بخير البشر» (٢).
__________________
(١) انظر عن (محمد بن أبي محمد) في : خريدة القصر (قسم شعراء الشام) ٣ / ٤٩ ، ومعجم الأدباء ١٩ / ٤٨ ، ٤٩ ، ووفيات الأعيان ٤ / ٣٩٥ ـ ٣٩٧ ، والمختصر في أخبار البشر ٣ / ٤٩ ، وسير أعلام النبلاء ٢٠ / ٥٢٢ ، ٥٢٣ رقم ٣٣٦ ، والوافي بالوفيات ١ / ١٤١ ، ١٤٢ ، والعقد الثمين ٢ / ٣٤٤ ـ ٣٤٨ ، وبغية الوعاة ١ / ١٤٢ ، ١٤٣ ، وتاريخ ابن سباط (بتحقيقنا) ١ / ١٢٧ ، وكشف الظنون ٧٤١ ، وهدية العارفين ٢ / ٩٦ ، وتاريخ الأدب العربيّ ٥ / ١٤٧ و ١٥٢.
(٢) وله : «سلوان المطاع في عدوان الأتباع» صنّفه لبعض القوّاد بصقلّية سنة أربع وخمسين وخمسمائة ، وكتاب «الينبوع» في تفسير القرآن الكريم ، وهو كبير. (جاء في : المكتبة الصقلية ٦٦٦ «ينبوع الحياة» ثماني مجلّدات كبار) ، وكتاب «نجباء الأبناء» ، وكتاب «الحاشية على درّة الغوّاص» للحريري صاحب المقامات ، و «شرح المقامات للحريري» وهما شرحان : كبير ، وصغير ، وغير ذلك من التواليف الظريفة المليحة.
قال ابن خلكان : ورأيت في أول الشرح الّذي له يذكر أنه أخبره بها الحافظ أبو الطاهر السلفي عن منشئها الحريري ، والناس يقولون : إن الحافظ السّلفي رأى الحريري في جامع البصرة وحوله حلقة ، وهم يأخذون عنه المقامات ، فسأل عنه ، فقيل له : إنّ هذا قد وضع شيئا من الأكاذيب وهو يمليه على الناس ، فتنكّبه ولم يعرّج عليه ، والله أعلم بالصواب.
وكان مولده بصقلّية ، ومنشؤه بمكّة.
روى عنه : أبو محمد عبد العظيم بن عبد الغفّار المصريّ ، وغيره.
٢١٠ ـ المبارك بن عليّ بن عبد الباقي (١).
أبو عبد الله البغداديّ ، الخيّاط.
سمع : أبا ياسر محمد بن عبد العزيز الخيّاط ، وأبا الحسن بن العلّاف.
سمع منه : أبو سعد السّمعانيّ وقال : هو ابن أخت عبد الخالق بن أحمد بن يوسف وبإفادته سمعنا منه. وهو شيخ صالح ، أمين ، موثوق به ، لقيته ببلخ وسمعت منه ، وسألته عن مولده فقال : سنة تسع وثمانين وأربعمائة.
قلت : وقال ابن عساكر : سمع بإفادته خاله أبا سعد الأسديّ ، والعلّاف ، وأبا الغنائم النّرسيّ ، وأحمد بن إسماعيل الهمذانيّ. سمعنا منه بدمشق ثمّ سكن ديار بكر (٢).
__________________
= وحكي عن الشيخ تاج الدين الكندي أنه قال : أحلت على ديوان حماة برزق ، فسرت إليها لأجل ذلك ، فلما حللتها جمع الجماعة بيني وبين ابن ظفر المذكور ، وجرت بيننا مناظرة في النحو واللغة ، فأوردت عليه مسائل في النحو فلم يمش فيها ، وكان حاله في اللغة قريبا ، فلما كاد المجلس يتقوّض قال ابن ظفر : الشيخ تاج الدين أعلم مني بالنحو ، وأنا أعلم منه باللغة ، فقلت : الأول مسلم والثاني ممنوع ، وتفرّقنا.
وكان ابن ظفر قصير القامة ، ذميم الخلقة ، غير صبيح الوجه. ويروى لابن ظفر المذكور شعر ، فمن ذلك ما وجدته في بعض المجاميع منسوبا إليه وهو :
حملتك في قلبي فهل أنت عالم |
|
بأنك محمول وأنت مقيم |
ألا إنّ شخصا في فؤادي محلّه |
|
وأشتاقه ، شخص عليّ كريم |
وأورد له العماد في «الخريدة» عدّة مقاطيع.
(١) انظر عن (المبارك بن علي) في : تاريخ دمشق ، والمختصر المحتاج إليه ٣ / ١٧١ رقم ١١٣٧ ، ومختصر تاريخ دمشق لابن منظور ٢٤ / ٨٢ رقم ٤٣ ، وسير أعلام النبلاء ٥٠٢٢٠ (دون ترجمة).
(٢) وقال ابن عساكر : سمع ببغداد ، وقدم دمشق ، فسمعت منه بها ، ثم خرج عنها ، وسكن ديار بكر ، وكان شيخا لا بأس به ، ولم يكن عنده شيء من شيوخه ، وإنما وجد سماعه في أجزاء قدم بها ابن خاله محمد بن عبد الخالق.
قلت : روى عنه : ابن الأخضر ، والقاسم بن عساكر ، وأبو القاسم بن صصريّ ، وزين الأمناء ، وغيرهم.
وتوفّي في شوّال.
٢١١ ـ محمود بن عبد الكريم بن عليّ بن محمد بن إبراهيم (١).
أبو القاسم الأصبهانيّ ، التّاجر ، المعروف بفورجّة (٢).
سمع : أبا بكر محمد بن أحمد بن ماجة الأبهريّ ، وسليمان بن إبراهيم الحافظ ، والقاسم بن الفضل الثّقفيّ ، ومحمد بن محمد بن عبد الوهّاب ، وجدّه عليّ بن محمد ، وغيرهم.
وخرّجت له فوائد سمعت منه.
وحدّث بأصبهان ، وبغداد ، وحلوان.
روى عنه : ابن السّمعانيّ ، ويوسف بن أحمد الشّيرازيّ ، ويوسف العاقوليّ ، وعليّ بن بورنداز (٣) ، وعبد القادر الرّهاويّ ، ومحمد بن ثابت الصّائغ ، ومحمد بن سعيد التّاجر ، ومحمد بن محمد بن محمد بن غانم الحافظ ، ومحمد بن محمود الرّويدشتيّ ، ومحمود بن محمد اللّبّاد ، ومعاوية بن محمود الخبّاز الأصبهانيّون.
وتوفّي بأصبهان في صفر ، وبه ختم حديث لوين.
وروى عنه بالإجازة : ابن اللّتّيّ ، وكريمة ، وصفيّة بنت عبد الوهّاب ، وعلم الدّين عليّ بن الصّابونيّ ، وآخرون.
__________________
(١) انظر عن (محمود بن عبد الكريم) في : المختصر المحتاج إليه ٣ / ١٨٢ ، ١٨٣ رقم ١١٧٢ ، والعبر ٤ / ١٩١ ، ودول الإسلام ٢ / ٧٨ ، والإعلام بوفيات الأعلام ٢٣٣ ، والمعين في طبقات المحدّثين ١٧١ رقم ١٨٣٣ ، وسير أعلام النبلاء ٢٠ / ٥٠١ ، ٥٠٢ رقم ٣١٩ ، وتبصير المنتبه ١٠٨٧ ، وشذرات الذهب ٤ / ٢١٦.
(٢) ضبطه الصفدي هكذا بضم الفاء وبعد الواو والراء جيم مشدّدة. (الوافي ٣ / ٢٤).
(٣) في الأصل «بورندار» بالراء في آخره ، والتصحيح من : سير أعلام النبلاء ٢٢ / ٢٩٧ رقم ١٧٥ وهو «علي بن النفيس بن بورنداز بن حسام البغدادي» توفي سنة ٦٢٣ ه.
٢١٢ ـ مودود بن أتابك بن آق سنقر (١).
الملك قطب الدّين ، صاحب الموصل ، المعروف بالأعرج. أخو السّلطان نور الدّين. تملّك الموصل بعد أخيه الأكبر سيف الدّين غازي.
قال ابن خلّكان (٢) : وكان قطب الدّين حسن السّيرة ، عادلا في رعيّته وفي حلمه ، وفي أيّامه عظم الوزير محمد الأصبهانيّ المعروف بالجواد ، وهو الّذي قبض عليه. وكان مدبّر دولته للأمير زين الدّين عليّ والد الملك مظفّر الدّين صاحب إربل.
توفّي في شوّال بالموصل ، وله نيّف وأربعون سنة ، وخلّف عدّة أولاد ، منهم السّلطان عزّ الدّين مسعود ، والسّلطان سيف الدّين غازي صاحب الموصل بعد أبيه.
قال ابن الأثير (٣) : كان ملكه إحدى وعشرين سنة وخمسة أشهر ونصف.
وكان فخر الدّين عبد المسيح الخصيّ هو المدبّر للأمور والحاكم في الدّولة.
قال : وكان قطب الدّين من أحسن الملوك سيرة ، وأعفّهم عن أموال
__________________
(١) انظر عن (مودود بن أتابك) في : التاريخ الباهر ١٤٦ ـ ١٥٠ ، والكامل في التاريخ ١١ / ٣٥٥ ، ٣٥٦ ، والروضتين ج ١ ق ٢ / ٤٧٢ ـ ٤٧٥ ، وسنا البرق الشامي ١ / ٩٣ ، ٩٤ ، وتاريخ مختصر الدول ٢١٣ ، وتاريخ الزمان ١٨٣ ، ومرآة الزمان ٨ / ٢٨١ ، ووفيات الأعيان ٥ / ٣٠٢ ، ٣٠٣ ، والنوادر السلطانية ٤٣ ، وزبدة الحلب ٢ / ٢٩٧ ، ٢٩٨ و ٣١١ و ٣١٨ والأعلاق الخطيرة ج ٣ ق ١ / ٥٥ ، ٥٦ ، ٧١ ، ٧٨ ، ٧٩ ، ١٠٦ ، ١٣٤ ، ١٦٨ ـ ١٧٣ ، ٢٢٣ ، ٢٢٤ ، ٢٢٦ وق ٢ / ٤٣٧ ، والمختصر في أخبار البشر ٣ / ٤٩ ، والدرّ المطلوب ٤٤ ، ٤٥ ، والعبر ٤ / ١٩١ ، ودول الإسلام ٢ / ٧٨ ، والإعلام بوفيات الأعلام ٢٣٣ ، وسير أعلام النبلاء ٢٠ / ٥٢١ ، ٥٢٢ ، رقم ٣٣٥ ، وتاريخ ابن الوردي ٢ / ١٢٠ ، والبداية والنهاية ١٢ / ٢٦١ ، ومرآة الجنان ٣ / ٣٧٨ ، والنجوم الزاهرة ٥ / ٣٨٣ ، وشذرات الذهب ٤ / ٢١٦.
(٢) في وفيات الأعيان ٥ / ٣٠٢.
(٣) في الكامل ١١ / ٣٥٥ ، ٣٥٦.
رعيّته ، محسنا إليهم ، كثير الإنعام عليهم ، محبوبا إلى كبيرهم وصغيرهم ، كريم الأخلاق ، حسن الصّحبة لهم ، جمّ المناقب ، قليل المعايب.
ـ حرف الياء ـ
٢١٣ ـ يحيى بن الحسن بن سلامة بن مساعد (١).
أبو الرضا المنبجيّ ، الحنفيّ ، أخو أحمد ، وعليّ.
سمع : أبا القاسم بن بيان ، وشجاعا الذّهليّ ، وأبا العزّ محمد بن المختار.
ولي قضاء المحوّل.
روى عنه : ابن الأخضر ، وغيره.
وتوفّي في ذي الحجّة.
٢١٤ ـ يوسف بن مكّيّ بن عليّ (٢).
أبو الحجّاج الحارثيّ ، الشّافعيّ ، الدّمشقيّ.
إمام جامع دمشق.
قال الحافظ ابن عساكر : كان أبوه حائكا ، فنشأ يوسف وقرأ بروايات ، وتفقّه عند أبي الحسن بن المسلم.
ورحل فسمع من : أبي طالب نور الهدى ، وأبي عليّ بن المهديّ ، وأبي سعد بن الطّيوريّ.
وكان يسمع مع أخي ، ثمّ حجّ وعاد مع حجّاج الشّام ولزم الفقيه
__________________
(١) انظر عن (يحيى بن الحسن) في : المختصر المحتاج إليه ٣ / ٢٤٠ رقم ١٣٣٩ ، والجواهر المضيئة ٢ / ٢١١.
(٢) انظر عن (يوسف بن مكي) في : مختصر تاريخ دمشق لابن منظور ٢٨ / ٩٣ ، ٩٤ رقم ٧٧ ، وسير أعلام النبلاء ٢٠ / ٥٠٢ (دون ترجمة).