شمس الدين محمّد بن أحمد بن عثمان الذّهبي
المحقق: الدكتور عمر عبدالسلام تدمري
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الكتاب العربي ـ بيروت
الطبعة: ١
الصفحات: ٦٧٧
تذاكرنا الكبر ، فأخذ يذمّه ويتبرّأ منه. ثمّ سجد وعفّر وجهه بالتّراب ، ونثر من التّراب على رأسه ولحيته وقال : إنّما أنا عبد.
فتطيّرت له من التّراب. ثمّ جلس للشّرب ، وعمل فيه النّبيذ ، وغنّي صوتا أعجبه فبكى ، فتطيّرت من بكائه. فإنّا في ذلك إذ بعثت إليه قبيحة بخلعة استعملتها له درّاعة حمراء خزّ ، ومطرف خزّ ، فلبسها ، ثم [جذب المطرف فخرقه من طرفه إلى طرفه و] (١) قلعه وقال : اذهبوا به ليكون كفني.
فقلت : إنّا لله ، انقضت [والله المدّة ، وسكر المتوكّل] (٢) سكرا شديدا ، ومضى من اللّيل ثلاث ساعات ، إذ أقبل [باغر ومعه عشرة نفر من الأتراك] (٣) تبرق أسيافهم فهجموا علينا ، وقصدوا المتوكّل. وصعد منهم واحد إلى السّرير ، فصاح الفتح : ويلكم مولاكم. وتهارب الغلمان والجلساء والنّدماء على وجوههم ، وبقي الفتح وحده ، فما رأيت أقوى نفسا منه ، بقي يمانعهم ، فسمعت صيحة المتوكّل وقد ضربه باغر بالسّيف المذكور على عاتقه ، فقدّه إلى خاصرته ، وضربه آخر بالسّيف ، فأخرجه من ظهره ، وهو صابر لا يزول ، ثمّ طرح نفسه على المتوكّل ، فماتا ، فلفّا في بساط ، [وطرحا ناحية ، فلم يزالا في ليلتهما (٤)] وعامّة النهار ، ثمّ دفنا معا.
وكان بغا الصّغير قد استوحش من المتوكّل لكلام لحقه منه. وكان المنتصر يتآلف الأتراك لا سيّما من يبعده أبوه (٥).
قال المسعوديّ (٦) : ونقل في قتلته غير ما ذكرنا.
قال (٧) : وأنفق المتوكّل على الهارونيّ والجوسق والجعفريّ (٨) أكثر من مائتي ألف ألف درهم.
__________________
(١) في الأصل بياض ، وما بين الحاصرتين استدركته معتمدا على : مروج الذهب ٤ / ١٢٠ بتصرّف.
(٢) في الأصل بياض ، وما بين الحاصرتين استدركته من : مروج الذهب.
(٣) في الأصل بياض ، والمستدرك من : مروج الذهب.
(٤) في الأصل بياض ، والمستدرك من : مروج الذهب ٤ / ١٢١.
(٥) الخبر في : مروج الذهب ٤ / ١١٨ ـ ١٢١.
(٦) في المروج ٤ / ١٢١.
(٧) في المروج ٤ / ١٢٢.
(٨) أسماء قصوره.
ويقال : إنّه كان له أربعة آلاف سريّة وطئ الجميع ، ومات وفي بيت المال أربعة آلاف ألف دينار ، وسبعة آلاف ألف درهم. ولا يعلم أحد متقدّم في جدّ أو هزل إلا وقد حظي بدولته ، ووصل إليه نصيب وافر من المال (١).
ذكر محمد بن أبي عون قال : حضرت مجلس المتوكّل وعنده محمد بن عبد الله بن طاهر ، فغمز المتوكّل مملوكا مليحا أن يسقي الحسين بن الضّحّاك الخليع كأسا ويحييه بتفّاحة عنبر. ففعل ، فأنشأ الخليع يقول :
وكالدّرّة البيضاء حيّا بعنبر |
|
من الورد يسعى في قرائط (٢) كالورد |
له عبثات عند كلّ تحيّة |
|
بعينيه تستدعي الخليّ إلى الوجد |
تمنّيت أن أسقى بكفّيه شربة |
|
تذكّرني ما قد نسيت من العهد |
سقى الله دهرا لم أبت فيه ساعة |
|
من الدّهر إلّا من حبيب على وعد |
فقال المتوكّل : أحسنت والله ، يعطى لكلّ بيت ألف دينار (٣).
ولمّا قتل رثته الشّعراء ، فمن ذلك قول يزيد المهلّبيّ :
جاءت منيّته والعين هاجعة |
|
هلّا أتته المنايا والقنا قصد |
خليفة لم ينل ما ناله أحد |
|
ولم يصغ مثله روح ولا جسد (٤). |
قال عليّ بن الجهم : أهدى ابن طاهر إلى المتوكّل وصائف عدّة فيها «محبوبة» ، وكانت عالمة بصنوف من العلم عوّادة ، فحلّت من المتوكّل محلّا يفوق الوصف. فلما قتل ضمّت إلى بغا الكبير ، فدخلت عليه يوما للمنادمة ، فأمر بهتك السّتر ، وأمر القيان ، فأقبلن يرفلن في الحلي والحلل. وأقبلت «محبوبة» في ثياب بيض ، فجلست منكسرة ، فقال : غنّ. فاعتلّت. فأقسم عليها. وأمر بالعود فوضع في حجرها ، فغنّت ارتجالا على العود :
أيّ [عيش] (٥) عيلذّ لي |
|
لا أرى فيه جعفرا |
__________________
(١) مروج الذهب ٤ / ١٢٢ ، ١٢٣.
(٢) في المروج : «قراطق».
(٣) مروج الذهب ٤ / ١٢٣.
(٤) مروج الذهب ٤ / ١٢٤.
(٥) في الأصل بياض استدركته من : مروج الذهب.
ملك قد [رأيته] (١) |
|
في نجيع معفّرا |
كل من كان ذا خبال |
|
وسقم فقد برا |
غير مح [بوبة الّتي |
|
لو ترى] (٢) الموت يشترا |
لاشترته بما حوته [يداها لتقبرا] (٣)
فغضب وأمر بها فسحبت ، فكان آخر العهد بها (٤).
وبويع المنتصر بالله ابن المتوكّل صبيحتئذ بالقصر الجعفريّ ، وسنّه ثلاث وعشرون سنة.
١١٩ ـ الجمّاز (٥).
اسمه محمد بن عمرو الشّاعر النّديم. من أهل البصرة.
عمّر دهرا ، وكان يقول : أنا أسنّ من أبي نواس (٦).
طلبه المتوكّل ، فلمّا حضر قال : إنّي أريد أن أستبرئك.
فقال : بحيضة يا أمير المؤمنين أم بحيضتين؟
ثمّ عبث به ابن خاقان ، فقال : إنّ أمير المؤمنين قد عزم على أن يولّيك جزيرة القرود.
قال : أفعليك سمع وطاعة؟ (٧).
__________________
(١) في الأصل بياض.
(٢) في الأصل بياض.
(٣) في الأصل بياض ، والإستدراك من : مروج الذهب ٤ / ١٢٦.
(٤) مروج الذهب ٤ / ١٢٧.
(٥) انظر عن (الجمّاز) في :
تاريخ الطبري ٩ / ١٨٩ وفيه «محمد بن سلام المكاري» ، ومشتبه النسبة لعبد الغني بن سعيد (مخطوطة المتحف البريطاني) ورقة ٩ ب ، رقم (١٨١) حسب ترقيمي لنسختي المصوّرة ، وفيه :
«محمد بن عبد الله الجمّاز» ، ونشوار المحاضرة للتنوخي ٥ / ٢٧٢ و ٦ / ١٠٢ ، وتاريخ بغداد ٣ / ١٢٥ ، ١٢٦ رقم ١١٤٣ ، وخاص الخاص للثعالبي ٣١ ، ٣٢ ، ٣٩ ، ٥٨ ، وثمار القلوب ١٠٧ ، ٢٠٢ ، ٤٠٤ ، ٥٨٢ ، والأنساب لابن السمعاني ٣ / ٢٩١ ، ٢٩٢ ، والأذكياء لابن الجوزي ١٣٤ ، ١٤١ ، ١٥٢ ، واللباب ١ / ٢٩٠ ، والكامل في التاريخ ٧ / ١٠ ، ووفيات الأعيان ٢ / ٣٥١ و ٤ / ١٢٤ و ٧ / ٧٠.
(٦) تاريخ بغداد ٣ / ١٢٥.
(٧) تاريخ بغداد ٣ / ١٢٦.
ومرّ مع رفيق له المغرب ، فرآهما إمام فشرع يقيم الصّلاة ، فقال : اصبر ، أما نهى النبيّ صلىاللهعليهوسلم عن تلقّي الجلب (١).
وحضر عند أمير سماطا ، فبقي يحوّل إليه زبادي فارغة وناقصة فقال : أيّها الأمير نحن اليوم عصبة ربّما فضل لنا شيء ، وربّما حوّله أهل السّهام (٢).
__________________
(١) تاريخ بغداد ٣ / ١٢٦.
(٢) تاريخ بغداد ٣ / ١٢٥ ، ١٢٦.
ـ حرف الحاء ـ
١٢٠ ـ الحارث بن أسد المحاسبيّ (١).
أبو عبد الله البغداديّ الصّوفيّ الزّاهد ، العارف ، صاحب المصنّفات في أحوال القوم.
روى عن : يزيد بن هارون ، وغيره.
وعنه : أبو العبّاس بن مسروق ، وأحمد بن القاسم أخو أبي اللّيث ، وأحمد بن الحسن بن عبد الجبّار الصّوفيّ ، والجنيد رحمهالله ، وإسماعيل بن إسحاق السّرّاج ، وأبو عليّ بن خيران الفقيه واسمه حسين.
__________________
(١) انظر عن (الحارث بن أسد المحاسبي) في :
أدب القاضي للماوردي ١ / ٤٨٣ ، ٤٨٤ ، وتاريخ بغداد ٨ / ٢١١ ـ ٢١٦ رقم ٤٣٣٠ ، والزهد الكبير للبيهقي ١٤٩ رقم ٣١٢ ، وذمّ الهوى لابن الجوزي ٥٤ ، والأنساب لابن السمعاني ١١ / ١٥١ ، واللباب لابن الأثير ٣ / ١٧١ ، والكامل في التاريخ ٧ / ٨٤ ، ووفيات الأعيان ١ / ٣٧٣ و ٢ / ٥٧ ، ٥٨ و ٧ / ٣١٣ ، وحلية الأولياء ١٠ / ٧٣ ـ ١١٠ ، والوفيات لابن قنفذ ١٧٨ رقم ٢٤٣ ، وتهذيب الكمال للمزّي ٥ / ٢٠٨ ـ ٢١٢ رقم ١٠٠٧ وذكره للتمييز ، والفهرست لابن النديم ٢٣٦ ، وطبقات الصوفية للسلمي ٥٦ ـ ٦٠ ، والرسالة القشيرية ١٢ ، وصفة الصفوة لابن الجوزي ٢ / ٣٦٧ ـ ٣٦٩ ، رقم ٢٧٠ ، وسير أعلام النبلاء ١٢ / ١١٠ ، ودول الإسلام ١ / ١٤٧ ، والعبر ١ / ٤٤٠ ، وميزان الاعتدال ١ / ٤٣٠ ، ٤٣١ ، رقم ١٦٠٦ ، والوافي بالوفيات رقم ٣٧٧ ، ١١ / ٢٥٧ ، ٢٥٨ ، ومرآة الجنان لليافعي ٢ / ١٤٢ ، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي ٢ / ٣٧ ـ ٤١ ، وطبقات الشافعية للإسنويّ ١ / ٢٦ ، وتهذيب التهذيب رقم ٢٢٦ ، ٢ / ١٣٤ ـ ١٣٦ ، وتقريب التهذيب ١ / ١٣٩ رقم ١٨ ، والنجوم الزاهرة ٢ / ٣١٦ ، وحسن المحاضرة ١ / ٢٩٢ ، وخلاصة تذهيب التهذيب ٦٧ ، والطبقات الكبرى للشعراني ١ / ٦٤ ، وشذرات الذهب ١ / ١٠٣ ، والكواكب الدرّية ١ / ٢١٨ ، ٢١٩ ، ومرآة الجنان ٢ / ١٤٢ ، ١٤٣ ، والبداية والنهاية ١٠ / ٣٤٥ ، وطبقات الأولياء لابن الملقّن ١٧٥ ـ ١٧٧ ، والمختصر في أخبار البشر ٢ / ٤٠ ، وتاريخ ابن الوردي ١ / ٢٢٧ ، ٢٢٨ ، والإشارات للهروي ٧٤ ، وآثار البلاد وأخبار العباد ٣٢٢ ، والأعلام ٢ / ١٥٣ ، ومعجم المؤلفين ٣ / ١٧٤.
قال الخطيب (١) : وله كتب كثيرة في الزّهد ، وأصول الدّيانة ، والرّدّ على المعتزلة والرّافضة.
قال الجنيد : مات والد الحارث يوم مات ، وإنّ الحارث لمحتاج إلى دانق ، وخلّف مالا كثيرا ، فما أخذ منه الحارث حبّة وقال : أهل ملّتين لا يتوارثان. وكان أبوه واقفيّا (٢) ، يعني يقف في القرآن لا يقول : مخلوق ، ولا غير مخلوق.
وقال أبو الحسن بن مقسم : سمعت أبا عليّ بن خيران الفقيه يقول : رأيت الحارث بن أسد بباب الطّاق متعلّقا بأبيه ، والنّاس قد اجتمعوا عليه يقول له : طلّق أمّي ، فإنّك على دين وهي على غيره (٣).
وقال أبو نعيم (٤) : أنبأنا الخلديّ : سمعت الجنيد يقول : كان الحارث يجيء إلى منزلنا فيقول : أخرج معنا نصحر (٥).
فأقول : تخرجني من عزلتي وأمني على نفسي إلى الطّرقات والآفات ورؤية الشّهوات؟
فيقول : أخرج معي ولا خوف عليك.
فأخرج معه. فكأنّ الطّريق فارغ من كلّ شيء ، لا نرى شيئا نكرهه. فإذا حصلت معه في المكان الّذي يجلس فيه يقول : سلني.
فأقول : ما عندي سؤال.
__________________
(١) في : تاريخ بغداد ٨ / ٢١١ ، طبقات الشافعية الكبرى للسبكي ٢ / ٣٧.
(٢) حلية الأولياء ٨ / ٧٥ ، الرسالة القشيرية ١٢ ، تاريخ بغداد ٨ / ٢١٤ ، ووفيات الأعيان ٢ / ٥٧ ، تهذيب الكمال ٥ / ٢٠٩ ، صفة الصفوة ٢ / ٣٦٨ ، ٣٦٩ ، طبقات الشافعية الكبرى للسبكي ٢ / ٣٨ وفيه : كان أبوه رافضيا.
(٣) حلية الأولياء ١٠ / ٧٥ ، تاريخ بغداد ٨ / ٢١٤ ، طبقات الشافعية الكبرى للسبكي ٢ / ٣٨ ، تهذيب الكمال ٥ / ٢٠٩.
(٤) في حلية الأولياء ١٠ / ٧٤.
(٥) نصحر : أي نخرج إلى الصحراء.
ثمّ تنثال عليّ السّؤالات ، فأسأله فيجيبني للوقت ، ثمّ يمضي فيعملها كتبا (١).
وكان يقول لي : كم تقول عزلتي أنسي ، لو أنّ نصف الخلق تقرّبوا منّي ما وجدت بهم أنسا ، ولو أنّ النّصف الآخر نأى عنّي ما استوحشت لبعدهم (٢).
واجتاز بي الحارث يوما ، وكان كثير الضّرّ ، فرأيت على وجهه زيادة الضّرّ من الجوع. فقلت : يا عمّ ، لو دخلت إلينا؟
قال : أو تفعل؟
قلت : نعم ، وتسرّني بذلك.
فدخلت بين يديه ، وعمدت إلى بيت عمّي ، وكان لا يخلو من أطعمة فاخرة ، فجئت بأنواع من الطّعام ، فأخذ لقمة ، فرأيته يلوكها ولا يزدردها. فوثب وخرج وما كلّمني. فلمّا كان من الغد لقيته فقلت : يا عمّ ، سررتني ، ثمّ نغّصت عليّ. قال : يا بنيّ أمّا الفاقة فكانت شديدة ، وقد اجتهدت أن أنال من الطّعام ، ولكن بيني وبين الله علامة ، إذا لم يكن الطّعام رضيّا ارتفع إلى أنفي منه زفرة (٣) ، فلم تقبله نفسي ، فقد رميت بتلك اللّقمة في دهليزكم (٤).
وقال ابن مسروق : قال حارث المحاسبيّ : لكلّ شيء جوهر ، وجوهر الإنسان العقل ، وجوهر العقل التّوفيق (٥).
قال : وسمعت الحارث يقول : ثلاثة أشياء عزيزة : حسن الوجه مع الصّيانة ، وحسن الخلق مع الدّيانة ، وحسن الإخاء مع الأمانة (٦).
__________________
(١) تهذيب الكمال ٥ / ٢١٠.
(٢) حلية الأولياء ١٠ / ٧٤ ، تاريخ بغداد ٨ / ٢١٣ ، طبقات الشافعية الكبرى للسبكي ٢ / ٣٧ ، ٣٨ ، تهذيب الكمال ٥ / ٢١٠ ، صفوة الصفوة ٢ / ٣٦٨.
(٣) في تهذيب الكمال ٥ / ٢١١ : «زفورة».
(٤) حلية الأولياء ١٠ / ٧٤ ، ٧٥ ، طبقات الشافعية الكبرى ٢ / ٣٨ ، صفة الصفوة ٢ / ٣٦٨.
(٥) تاريخ بغداد ٨ / ٢١٣ ، تهذيب الكمال ٥ / ٢١١ ، طبقات الشافعية الكبرى للسبكي ٢ / ٤١ وفيه :
«الوجوه العقل الصبر والعمل بحركات القلوب في مطالعات الغيوب أشرف من العمل بحركات الجوارح» ، وفي وفيات الأعيان ٢ / ٥٨ : «وحسن القول مع الأمانة ، وحسن الإخاء الوفاء» ، واللمع للطوسي ٢٤٦ ، وانظر : طبقات الصوفية للسلمي ٥٩ رقم ١٤.
(٦) حلية الأولياء ١٠ / ٧٥ ، تاريخ بغداد ٨ / ٢١٢ ، تهذيب الكمال ٥ / ٢١٢ ، صفة الصفوة ٢ / ٣٦٧ ، =
ومن كلامه : ترك الدّنيا مع ذكرها صفة الزّاهدين. وتركها مع نسيانها صفة العارفين (١).
وقد كان الحارث كبير الشّأن قليل المثل ، لكنّه دخل في شيء يسير من الكلام ، فنقموه عليه.
قال أحمد بن إسحاق الصبغيّ الفقيه : سمعت إسماعيل بن إسحاق السّرّاج يقول : قال لي أحمد بن حنبل : يبلغني أنّ الحارث هذا يكثر الكون عندك ، فلو أحضرته منزلك وأجلستني من حيث لا يراني ، فأسمع كلامه.
فقصدت الحارث ، وسألته أن يحضرنا تلك اللّيلة ، وأن يحضر أصحابه.
فقال : فيهم كثرة ، فلا تزدهم على الكسب والتّمر.
فأتيت أبا عبد الله فأعلمته ، فحضر إلى غرفة واجتهد في ورده ، وحضر الحارث وأصحابه فأكلوا ، ثمّ صلّوا العتمة ، ولم يصلّوا بعدها ، وقعدوا بين يدي الحارث لا ينطقون إلى قرب نصف اللّيل. ثمّ ابتدأ رجل منهم ، فسأل عن مسألة ، فأخذ الحارث في الكلام ، وأصحابه يستمعون وكأنّ على رءوسهم الطّير ، فمنهم من يبكي ، ومنهم من يحنّ ، ومنهم من يزعق ، وهو في كلامه.
فصعدت الغرفة لأتعرّف حال أبي عبد الله ، فوجدته قد بكى حتّى غشي عليه ، فانصرفت إليهم. ولم تزل تلك حالهم حتّى أصبحوا [فقاموا وتفرّقوا] (٢) ، فصعدت [إلى أبي عبد الله وهو متغيّر الحال ، فقلت : كيف رأيت هؤلاء يا أبا عبد الله؟ فقال : ما أعلم] (٣) أنّي رأيت مثل هؤلاء القوم ، ولا سمعت في علم الحقائق مثل كلام هذا الرجل ، ومع هذا فلا أرى لك صحبتهم. ثمّ قام وخرج.
رواها أبو عبد الله الحاكم ، عن الصبغيّ. (٤).
وقال سعيد بن عمرو البردعيّ : شهدت أبا زرعة ، وسئل عن الحارث
__________________
= طبقات الشافعية الكبرى للسبكي ٢ / ٤١.
(١) الزهد الكبير للبيهقي ١٤٩ رقم ٣١٢ ، تاريخ بغداد ٨ / ٢١٣ ، تهذيب الكمال ٥ / ٢١١.
(٢) في الأصل بياض ، والإستدراك من : تاريخ بغداد ٨ / ٢١٥.
(٣) في الأصل بياض ، والإستدراك من تاريخ بغداد.
(٤) تاريخ بغداد ٨ / ٢١٤ ، ٢١٥ ، طبقات الشافعية الكبرى للسبكي ٢ / ٣٩ ، ٤٠.
المحاسبيّ وكتبه ، فقال : إيّاك وهذه الكتب ، هذه كتب بدع وضلالات. عليك بالأثر ، فإنّك تجد فيه ما يغنيك عن هذه الكتب.
قيل له : هذه الكتب عبرة.
قال : من لم يكن له في كتاب الله عبرة ، فليس له في هذه الكتب عبرة.
بلغكم أنّ مالكا ، والثّوريّ ، والأوزاعيّ ، صنّفوا هذه الكتب في الخطرات والوساوس؟ ما أسرع النّاس للبدع (١).
وقال أبو سعيد بن الأعرابيّ في «طبقات النّسّاك» : كان الحارث قد كتب الحديث وتفقّه ، وعرف مذاهب النّسّاك وآثارهم وأخبارهم. وكان من العلم بموضع ، لو لا أنّه تكلّم في مسألة اللّفظ ومسألة الإيمان ، صحبه جماعة ، وكان الحسن المسوحيّ من أسنّهم (٢).
وقال أبو القاسم النّصراباذيّ : بلغني أنّ الحارث تكلّم في شيء من الكلام ، فهجره أحمد بن حنبل ، فاختفى في دار ببغداد ومات فيها. ولم يصلّ عليه إلّا أربعة نفر. ومات سنة ثلاث وأربعين (٣).
قال الحسين بن عبد الله الخرقيّ : سألت المرّوذيّ عن ما أنكر أبو عبد الله على المحاسبيّ فقال : قلت لأبي عبد الله : قد خرج المحاسبيّ إلى الكوفة فكتب الحديث وقال : أنا أتوب من جميع ما أنكر عليّ أبو عبد الله.
فقال : ليس لحارث توبة. يشهدون عليه بالشّيء ويجحد ، إنّما التّوبة لمن اعترف. فأمّا من شهد عليه وجحد فليس له توبة.
ثم قال : احذروا عن حارث بالآفة الأ (...) (٤).
فقلت : إنّ أبا بكر بن حمّاد قال لي إنّ الحارث مرّ به ومعه أبو حفص الخصّاف.
قال : فقلت له : يا أبا عبد الله ، تقول إنّ كلام الله بصوت.
__________________
(١) تاريخ بغداد ٨ / ٢١٥ وفيه زيادة.
(٢) تاريخ بغداد ٨ / ٢١٥ ، ٢١٦ ، وفيات الأعيان ٢ / ٥٨.
(٣) تاريخ بغداد ٨ / ٢١٥ ، ٢١٦ ، وانظر : وفيات الأعيان ٢ / ٥٨.
(٤) بياض في الأصل مقدار كلمة لم أتبيّنها.
فقال لأبي حفص : أجبه.
فقال أبو حفص : متى قلت بصوت احتجت أن تقول بكذا وكذا.
فقلت للحارث : أيش تقول أنت؟
قال : قد أجابك أبو حفص.
فقال : أبو عبد الله أحمد بن حنبل : أنا من اليوم أحذّر عن حارث.
حدّثني المحاربيّ ، عن الأعمش ، عن مسلم ، عن مسروق ، عن عبد الله قال : إذا تكلّم الله بالوحي سمع صوته أهل السّماء.
قلت : وبعد هذا فرحم الله الحارث ، وأين مثل الحارث؟
* ـ الحارث بن أسد الهمدانيّ المصريّ.
يأتي في الطّبقة الآتية.
١٢١ ـ الحارث بن أسد بن عبد الله (١).
قاضي سنجار.
روى عن : مروان بن محمد.
وعنه : إبراهيم بن رحمون ، وطلحة بن بكر السّنجاريّان.
ذكره شيخنا المزّي للتمييز (٢) ، ولا أعلم متى كان.
* * *
وقد مرّ :
* ـ الحارث بن أسد العتكيّ في عشر ومائتين.
* ـ والحارث بن أسد الإفريقيّ الفقيه صاحب مالك ، سنة ثمان ومائتين.
١٢٢ ـ الحارث بن مسكين بن محمد بن يوسف (٣) ـ د. ن. ـ
__________________
(١) انظر عن (الحارث بن أسد السنجاري) في :
تهذيب الكمال للمزّي ٥ / ٢١٢ ، ٢١٣ رقم ١٠٠٨ ، وتهذيب التهذيب ٢ / ١٣٦ ، رقم ٢٢٧ ، وتقريب التهذيب ١ / ١٣٩ رقم ١٨ ، وخلاصة تذهيب التهذيب ٦٧.
(٢) في : تهذيب الكمال ٥ / ٢١٢.
(٣) انظر عن (الحارث بن مسكين) في :
قاضي الدّيار المصريّة أبو عمرو الفقيه ، مولى زبّان بن عبد العزيز بن مروان الأمويّ.
سأل اللّيث بن سعد عن مسألة ، وتفقّه بابن وهب ، وابن القاسم ، وروى عنهما.
وعن : سفيان بن عيينة ، وأشهب ، ويوسف بن [عمرو] (١) الفارسيّ ، وبشر بن عمر الزّهرانيّ ، وجماعة.
وعنه : د. ن. ، وابنه أحمد بن الحارث ، وعبد الله بن أحمد بن حنبل ، وأبو يعلى الموصليّ ، وعليّ بن الحسن بن قديد ، ومحمد بن زبّان بن حبيب ، وأبو بكر بن أبي داود ، وعبد الله بن محمد بن يونس السّمنانيّ ، وآخرون.
سئل عنه أحمد بن حنبل فقال فيه قولا جميلا (٢).
وقال ابن معين : لا بأس به (٣).
__________________
= التاريخ الصغير للبخاريّ ٥٣٧ ، وعمل اليوم والليلة للنسائي ٣٠٧ رقم ٣٩٤ ، والمراسيل لأبي داود ، رقم ٤٤١ ، وأخبار القضاة لوكيع ٣ / ٢٣٢ ، ٢٣٣ ، ٢٣٨ ، ٢٤٠ ، ٢٤٤ ، ٣٢٦ ، والجرح والتعديل ٣ / ٩٠ رقم ٤١٩ ، والولاة والقضاة للكندي ٨ ، ٣٣٤ ، ٣٧٩ ، ٣٨٢ ، ٣٩١ ، ٤٥٠ ، ٤٦٣ ، ٤٦٧ ، ٤٧٥ ، ٥٠٢ ، ٥٠٤ ، ٥٠٦ ، ٥٠٧ ، ٥٣٣ ، والثقات لابن حبّان ٨ / ١٨٢ ، وتاريخ بغداد ٨ / ٢١٦ ـ ٢١٨ رقم ٤٣٣١ ، وطبقات الفقهاء للشيرازي ١٥٤ ، وترتيب المدارك للقاضي عياض ٣ / ٥٦٩ ، والمعجم المشتمل لابن عساكر ٩٣ رقم ٢٢٥ ، والكامل في التاريخ ٧ / ١٣٦ ، ووفيات الأعيان ٢ / ٥٦ ، ٥٧ و ٤ / ١٣١ ، وتهذيب الكمال للمزّي ٥ / ٢٨١ ـ ٢٨٥ رقم ١٠٤٤ ، وسير أعلام النبلاء ١٢ / ٥٤ ـ ٥٨ ، وتذكرة الحفاظ ٢ / ٥١٤ ، والعبر ١ / ٤٥٥ ، والكاشف ١ / ١٤٠ ، ١٤١ رقم ٨٨٤ ، والمعين في طبقات المحدّثين ٨٤ رقم ٩٠٩ ، ودول الإسلام ١ / ١٥٠ ، والبداية والنهاية ١١ / ٧ ، والوافي بالوفيات ١١ / ٢٥٧ رقم ٣٧٦ ، وقضاة قرطبة ٢ / ٣٣١ ، وتاريخ قضاة الأندلس ٢٤ ، والديباج المذهب ١٠٦ ، ورفع الإصر ١٦٧ ـ ١٨٤ ، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي ١ / ٢٤٩ ، وتهذيب التهذيب ٢ / ١٥٦ ـ ١٥٨ رقم ٢٧٣ ، وتقريب التهذيب ١ / ١٤٤ رقم ٦٦ ، والنجوم الزاهرة ٢ / ٢٨٩ ، وطبقات الحفاظ ٢٢٤ ، وحسن المحاضرة ١ / ٣٠٨ ، ٣٤٧ و ٢ / ١٤٤ ، وشذرات الذهب ٢ / ١٢١ ، وبدائع الزهور لابن إياس ج ١ ق ١ / ١٧١ ، والأعلام ٢ / ١٦٠ ، ومعجم المؤلّفين ٣ / ١٧٦.
(١) في الأصل بياض ، والإستدراك من : تهذيب الكمال ٥ / ٢٨٢.
(٢) تاريخ بغداد ٨ / ٢١٦ ، ٢١٧.
(٣) تاريخ بغداد ٨ / ٢١٧.
ونقل عليّ بن الحسين بن حبّان ، عن أبيه قال : قال أبو زكريّا : الحارث بن مسكين خير من أصبغ بن الفرج وأفضل (١).
وقال النّسائيّ : ثقة مأمون (٢).
وقال أبو بكر الخطيب (٣) : كان فقيها ثبتا ، حمله المأمون إلى بغداد وسجنه في المحنة ، فلم يجب. فلم يزل محبوسا ببغداد إلى أن ولي المتوكّل فأطلقه ، فحدّث ببغداد ورجع إلى مصر. وكتب إليه المتوكّل بقضاء مصر. فلم يزل يتولّاه من سنة سبع وثلاثين إلى أن استعفى من القضاء ، فصرف عنه سنة خمس وأربعين ومائتين.
قال بحر بن نصر : عرفت الحارث أيّام ابن وهب على طريقة زهادة وورع وصدق حتّى مات.
قلت : كان مع تبحّره في العلم ، قوّالا بالحقّ ، عديم النّظير.
قال يوسف بن يزيد القراطيسيّ : قدم المأمون مصر وبها من يتظلّم من إبراهيم بن تميم ، وأحمد بن أسباط عاملي مصر ، فجلس الفضل بن مروان في الجامع ، واجتمع الأعيان : فأحضر الحارث بن مسكين ليولّى القضاء ، فبينا الفضل يكلّمه إذ قال المتظلّم : سله أصلحك الله عن ابن تميم وابن أسباط.
فقال : ليس لذا حضر.
قال : أصلحك الله سله.
فقال له الفضل : ما تقول فيهما؟
قال : ظالمين غاشمين.
فاضطرب المسجد ، فقام الفضل فأعلم المأمون وقال : خفت على نفسي من ثورة النّاس مع الحارث.
فطلبه المأمون ، فابتدأه بالأمثال ، ثمّ قال : ما تقول في هذين الرجلين.
__________________
(١) تاريخ بغداد ٨ / ٢١٧ وفيه تتمة : «وأفضل من عبد الله بن صالح كاتب الليث ، وكان أصبغ من أعلم خلق الله كلّهم برأي مالك ، يعرفها مسألة مسألة ، متى قالها مالك ، ومن خالفه فيها».
(٢) تاريخ بغداد ٨ / ٢١٧.
(٣) في تاريخه ٨ / ٢١٦.
قال : ظالمين غاشمين.
قال : [هل ظلماك] (١) بشيء؟
قال : لا.
[قال : فعاملتهما؟
قال : لا.
قال : فكيف] (٢) شهدت عليهما؟
قال : كما شهدت [أنّك أمير المؤمنين] (٣) ، ولم أرك إلّا السّاعة.
قال : أخرج من هذه البلاد ، وبع قليلك وكثيرك.
وحبسه في خيمة ، ثمّ انحدر إلى البشرود (٤) فأحدره معه ، فلمّا فتح البشرود أحضر الحارث ، ثمّ سأله عن المسألة الّتي سأله عنها بمصر ، فردّ الجواب بعينه.
قال : فما تقول في خروجنا هذا؟
قال : أخبرني ابن القاسم ، عن مالك أنّ الرشيد كتب إليه يسأله عن قتالهم.
فقال : إن كانوا خرجوا عن ظلم من السّلطان فلا يحلّ قتالهم ، وإن كانوا إنّما شقّوا العصا فقتالهم حلال.
فقال له : أنت تيس ، ومالك أتيس منك. ارحل عن مصر.
فقال : يا أمير المؤمنين إلى الثّغور؟
قال : الحق بمدينة السّلام (٥).
وروى داود بن أبي صالح الحرّانيّ ، عن أبيه قال : لما أحضر الحارث
__________________
(١) في الأصل بياض ، استدركته من : سير أعلام النبلاء ١٢ / ٥٦.
(٢) في الأصل بياض ، والإستدراك من : سير أعلام النبلاء.
(٣) في الأصل بياض. والإستدراك من : سير أعلام النبلاء.
(٤) البشرود : بفتح الباء والشين المعجمة ، وضم الراء المهملة ، وسكون الواو والدال المهملة : كورة من كور بطن الريف بمصر.
(٥) سير أعلام النبلاء ١٢ / ٥٦.
مجلس المأمون جعل المأمون يقول : يا ساعي. يردّدها.
قال : يا أمير المؤمنين إن أذنت لي في الكلام تكلّمت.
قال : تكلّم.
قال : والله ما أنا بساعي ، ولكنّي أحضرت فسمعت ، وأطعت حين دعيت ، ثم سئلت عن أمر فاستعفيت ، فلم أعف ثلاثا ، فكان الحقّ آثر عندي من غيره.
فقال المأمون : هذا رجل أراد أن يرفع له علم ببلده ، خذه إليك (١).
وقال أحمد بن المؤدّب : خرج المأمون وأخرج بالحارث سنة سبع عشرة ومائتين. وخرجت امرأة الحارث فحجّت وذهبت إليه إلى العراق (٢).
وقال محمد بن عبد الله بن عبد الحكم : قال لي ابن أبي دؤاد : يا أبا عبد الله لقد مكر حارثكم لله عزوجل وحلّ مقام الأنبياء.
وكان ابن أبي دؤاد إذا ذكره أعظمه جدّا (٣).
قال القراطيسيّ : فأقام الحارث ببغداد ستّة عشرة سنة ، وأطلقه الواثق في آخر أيّامه ، فنزل إلى مصر (٤).
قال ابن قديد : أتاه في سنة سبع وثلاثين كتاب ولاية القضاء وهو بالإسكندريّة فامتنع ، فلم يزل به إخوانه حتّى قبل وقدم مصر. فجلس للحكم ، وأخرج أصحاب أبي حنيفة ، والشّافعيّ من المسجد وأمر بنزع حصرهم من العمد ، وقطع عامّة المؤذّنين من الأذان ، وأصلح سقف المسجد ، وبنى السّقاية ، ولا عن بين رجل وامرأته ، ومنع النّداء على الجنائز ، وضرب الحدّ في سبّ عائشة ، رضياللهعنها ، وقتل ساحرين (٥).
__________________
(١) سير أعلام النبلاء ١٢ / ٥٦ ، ٥٧.
(٢) سير أعلام النبلاء ١٢ / ٥٧.
(٣) السير ١٢ / ٥٧.
(٤) السير ١٢ / ٥٧.
(٥) وقال الكندي : أمر الحارث بإخراج أصحاب أبي حنيفة من المسجد وأصحاب الشافعيّ ، وأمر بنزع حصرهم ، ومنع عامّة المؤذّنين من الأذان ، ومنع قريشا والأنصار أن يدفع إليهم من طعمة رمضان شيء ، وأمر بعمارة المسجد الجامع ، وحفر خليج الإسكندرية ، ونهى عن تفتيل =
روي عن الحسن بن عبد العزيز الجرويّ أنّ رجلا كان مسرفا على نفسه ، فمات ، فرئي في النّوم ، فقال : إنّ الله تعالى غفر لي بحضور الحارث بن مسكين جنازتي ، وإنّه استشفع لي عند ربّي (١).
ولد الحارث سنة أربع وخمسين ومائة ، وتوفّي لثلاث بقين من ربيع الأول سنة خمسين (٢).
١٢٣ ـ حامد بن المساور (٣) الأصبهانيّ شاذة (٤).
مؤذّن الجامع.
سمع : أزهر لسّمّان ، وسليمان بن حرب.
وعنه : أحمد بن محمود بن صبيح ، وغيره.
توفّي سنة خمسين.
١٢٤ ـ حامد بن يحيى بن هاني (٥) ـ د. ـ
أبو عبد الله البلخيّ ، نزيل طرسوس.
__________________
= المصايد ، فأبيحت الناس ، ومنع من النداء على الجنائز ، وضرب فيه ، ومنع القرّاء الذين في مسجد محمود وغيره الذين يقرءون القرآن بالألحان ، وكشف أمر المصاحف التي بالمسجد الجامع وولّى عليها أمينا من قبله ، وهو أوّل القضاة فعل ذلك ، وترك تلقّي الولاة والسلام عليهم ، ولا عن بين رجل وامرأته في الجامع ، وضرب الحدّ في سبّ عائشة أم المؤمنين رضياللهعنها ، وتهدّد بالرجم ، وقتل نصرانيا سبّ النبيّ صلىاللهعليهوسلم بعد أن جلده الحدّ ، وأمر بضرب عنق رجلين نصرانيين شهد عنده أنهما ساحران. (الولاة والقضاة ٤٦٩ ، ٤٧٠).
(١) تهذيب الكمال ٥ / ٢٨٥.
(٢) الثقات ، المعجم المشتمل.
(٣) في الأصل «المسوّر» ، والتصويب من : ذكر أخبار أصبهان.
(٤) انظر عن (حامد بن المساور) في :
ذكر أخبار أصبهان لأبي نعيم ١ / ٢٩٣ ، ٢٩٣.
(٥) انظر عن (حامد بن يحيى) في :
التاريخ الصغير للبخاريّ ٢٣٤ ، وفيه «طرطوس» وهو تحريف ، والمعرفة والتاريخ ١ / ٢٩٦ و ٣ / ١٧١ ، ٢٩٥ ، ٢٩٦ ، ٣٤٨ ، وأخبار القضاة لوكيع ٣ / ٤ ، ٢٨ ، ٥٦ ، ٥٧ ، ٩١ ، ١١٨ ، والجرح والتعديل ٣ / ٣٠١ رقم ١٣٣٨ ، والثقات لابن حبّان ٨ / ٢١٨ ، والمعجم المشتمل ١٣ رقم ٢٢٧ ، وتهذيب الكمال ٥ / ٣٢٥ ـ ٣٢٧ رقم ١٠٦٣ ، والكاشف ١ / ١٤٣ رقم ٩٠١ ، وتهذيب التهذيب ٢ / ١٦٩ ، ١٧٠ رقم ٣٠٦ ، وتقريب التهذيب ١ / ١٤٦ رقم ٩٠ ، وخلاصة تذهيب التهذيب ٧٠.
عن : أيّوب بن النّجّار ، وسفيان بن عيينة ، ومروان الفزاريّ ، وأبي النّضر ، ومحمد بن معن الغفاريّ ، وغيرهم.
وعنه : د. ، وأحمد بن العبّاس بن الوليد بن مزيد البيروتيّ ، وأحمد بن يحيى بن الوزير المصريّ ، وجعفر الفريابيّ ، ومحمد بن يزيد الدّمشقيّ ، وجماعة.
قال أبو حاتم (١) : صدوق (٢).
وقال مطيّن : توفّي سنة اثنتين وأربعين (٣).
١٢٥ ـ حجّاج بن يوسف بن مروان الموصليّ المقرئ.
وليس بابن الشّاعر. ذاك يأتي في الطّبقة الأخرى.
سمع : جعفر بن عون ، ويعلى بن عبيد.
وعنه : حسين بن عبد الحميد الموصليّ.
ومات سنة خمس وأربعين.
١٢٦ ـ حرملة بن يحيى بن عبد الله بن حرملة بن عمران (٤) ـ م. ق. ن. ـ
__________________
(١) الجرح والتعديل ٣ / ٣٠١.
(٢) وذكره ابن حبّان في الثقات ٨ / ٢١٨ وقال : وكان ممن أفنى عمره بمجالسة ابن عيينة وكان من أعلم أهل زمانه بحديثه.
(٣) التاريخ الصغير ، الثقات ، المعجم المشتمل.
(٤) انظر عن (حرملة بن يحيى) في :
التاريخ لابن معين برواية الدوري ٢ / ١٠٥ ، والتاريخ الكبير للبخاريّ ٣ / ٦٩ رقم ٢٤٥ ، والمعرفة والتاريخ للفسوي ١ / ٢٣٦ ، ٦٤٥ ، ٦٥١ ، ٦٥٩ ، و ٢ / ٢١٧ ، ٢١٨ و ٣ / ١٣٨ ، ٣٢٠ ، وأخبار القضاة لوكيع ١ / ١٤٣ و ٢ / ٢٠٢ ، والجرح والتعديل ٣ / ٢٧٤ رقم ١٣٢٤ ، والولاة والقضاة للكندي ٣٠ ، ١٢٣ ، ٤٢٩ ، وولاة مصر ، له ٥٤ ، ١٤٥ ، والكامل في ضعفاء الرجال لابن عديّ ٢ / ٨٦٣ ـ ٨٦٦ ، والفهرست لابن النديم ٢٦٥ ، ورجال صحيح مسلم لابن منجويه ١ / ١٧٧ رقم ٣٦٢ ، وأدب القاضي للماوردي ١ / ٥٧٨ ، وطبقات الفقهاء للشيرازي ٨٦ ، ٨٩ ، والسابق واللاحق للخطيب ٢٦٥ رقم ١٢٠ ، والإنتقاء لابن عبد البرّ ١٠٩ ، وتاريخ جرجان للسهمي ٨٩ ، ١٤٣ ، ٥١٨ ، والجمع بين رجال الصحيحين لابن القيسراني ١ / ١١٢ رقم ٤٣٤ ، والمعجم المشتمل لابن عساكر ٩٥ رقم ٢٢٤ ، واللباب لابن الأثير ١ / ٢٠٧ ، وفيه : «حرملة بن عمرو». ومعجم البلدان ٣ / ٨٨٨ و ٤ / ٤٨ ، ٧٨٢ ، والإرشاد للخليلي (طبعة ستنسل) ٢ / ٩ ، ١٠ ، والأنساب لابن السمعاني ٣ / ٢٥ ، وتهذيب الأسماء واللغات للنووي ١ / ١٥٥ ، ١٥٦ رقم
أبو حفص التّجيبيّ ، مولى بني رميلة المصريّ الحافظ ، صاحب الشّافعيّ.
كان من أروى النّاس عن ابن وهب.
وروى عن : الشّافعيّ ، وأيّوب بن سويد الرمليّ ، وبشر بن بكر التّنّيسيّ ، وسعيد بن أبي مريم ، وجماعة.
وعنه : م. ق. ون. ، عن أحمد بن الهيثم ، عنه ، وحفيده أحمد بن طاهر ، وأبو عبد الرحمن أحمد بن عثمان النّسائيّ. وأبو يعقوب إسحاق بن موسى النّيسابوريّ ، وبقي بن مخلد ، والحسن بن سفيان ، ومحمد بن أحمد بن عثمان المدينيّ ، ومحمد بن الحسن بن قتيبة العسقلانيّ ، وخلق.
قال أبو حاتم : لا يحتجّ به (١).
وقال عبّاس ، عن يحيى بن معين (٢) : قال : شيخ بمصر يقال له حرملة ، كان أعلم النّاس بابن وهب.
وقال ابن عديّ (٣) : سألت عبد الله بن محمد بن إبراهيم الفرهاذاني فقال :
حرملة ضعيف.
وقال أبو عمر الكنديّ (٤) : كان فقيها ، لم يكن بمصر أحد أكتب عن
__________________
= ١١٦ ، ووفيات الأعيان ٢ / ٦٤ ، ٦٥ رقم ٧٩ ، و ٥ / ٤٠٩ و ٧ / ٣١٣ ، وملء العيبة للفهري ٢ / ٢٨١ ، وتهذيب الكمال للمزّي ٥ / ٥٤٨ ـ ٥٥٢ رقم ١١٦٦ ، والعبر ١ / ٤٤٠ ، وتذكرة الحفاظ ٢ / ٤٨٦ ، وميزان الاعتدال ١ / ٤٧٢ ، ٤٧٣ رقم ١٧٨٣ ، والمغني في الضعفاء ١ / ١٥٣ رقم ١٣٥١ ، وسير أعلام النبلاء ١١ / ٣٨٩ ، ٣٩١ رقم ٨٤ ، والكاشف ١ / ١٥٤ رقم ٩٨٦ ، ومرآة الجنان ٢ / ١٤٣ ، والمعين في طبقات المحدّثين ٨٤ رقم ٩١١ ، والوافي بالوفيات ١١ / ٣٣٤ ، والمستدرك على الصحيحين ١ / ١٥٩ ، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي ١ / ٥٧ ـ ٥٩ ، والبداية والنهاية ١٠ / ٣٤٥ ، وتاريخ الخميس ٢ / ٣٧٨ ، وتهذيب التهذيب ٢ / ٢٢٩ ـ ٢٣١ رقم ٤٢٦ ، وتقريب التهذيب ١ / ١٥٨ رقم ٢٠٣ ، وحسن المحاضرة ١ / ٣٠٧ ، وطبقات الحفاظ ٢١٠ ، ٢١١ ، والوفيات لابن قنفذ ١٧٨ رقم ٢٤٣ ، وطبقات الفقهاء الشافعية للعبّادي ١٧ ، وطبقات الشافعية لابن هداية الله ٢٢ ، وخلاصة تذهيب التهذيب ٧٤ ، وشذرات الذهب ٢ / ١٠٣ ، ولسان الميزان ٦ / ٢٢٦.
(١) الجرح والتعديل ٣ / ٢٧٤ وفيه : «يكتب حديثه ولا يحتجّ به».
(٢) في تاريخه برواية الدوري ٢ / ١٠٥ ، وذكر عنه يحيى أشياء سمجة ، وقال : وكان حرملة هذا بمصر حين دخلتها.
(٣) في الكامل ٢ / ٨٦٣.
(٤) لم أجد قوله في : الولاة والقضاة.
ابن وهب منه.
وذلك لأنّ ابن وهب أقام في منزلهم سنة وأشهر مستخفيا من عبّاد ، إذ طلبه ليولّيه القضاء بمصر.
أخبرني بذلك يحيى بن أبي معاوية.
وأخبرني أبو سلمة ، وأبو دجانة قالا : سمعنا حرملة يقول : عادني ابن وهب من الرّمد وقال : يا أبا حفص ، إنّه لا يعاد من الرّمد ، ولكنّك من أهلي.
وعن أحمد بن صالح المصريّ قال : صنّف ابن وهب مائة ألف وعشرين ألف حديث ، عند بعض [النّاس منها النصف ـ يعني نفسه وعند] (١) ، بعض النّاس الكلّ ، يعني حرملة.
وقال محمد بن [موسى : وحديث ابن وهب كلّه عند حرملة] (٢) ، إلّا حديثين.
قال ابن عديّ (٣) : [وقد تبحّرت] حديث حرملة وفتّشته الكثير ، فلم أجد في حديثه ما يجب أن يضعّف من أجله. ورجل توارى ابن وهب عندهم ويكون حديثه كلّه عنده ، فليس ببعيد أن يغرب على غيره (٤).
وقال هارون بن سعيد : سمعت أشهب ونظر إلى حرملة فقال : هذا خير أهل المسجد.
وقال ابن يونس : ولد سنة ستّ وستّين ومائة ، ومات لتسع بقين من شوّال
__________________
(١) في الأصل بياض ، وما بين الحاصرتين استدركته من : الكامل لابن عديّ ٢ / ٨٦٤.
(٢) في الأصل بياض ، وما بين الحاصرتين استدركته من : الكامل لابن عديّ ٢ / ٨٦٤.
(٣) في الكامل ٢ / ٨٦٦ والإستدراك منه.
(٤) وفي الكامل تتمة : «من أصحاب ابن وهب كتب ونسخ وإفرادات ابن وهب ، وأما حمل أحمد بن صالح عليه فإنّ أحمد سمع في كتبه من ابن وهب فأعطاه نصف سماعه ومنعه النصف ، فتولّدت بينهما العداوة من هذا ، فكان من يبدأ إذا دخل مصر بحرملة ، لا يحدّثه أحمد بن صالح ، وما رأينا أحدا جمع بينهما فكتب عنهما جميعا ، ورأينا أنّ من عنده حرملة ليس عنده أحمد ، ومن عنده أحمد ليس عنده حرملة. على أن حرملة مات سنة أربع وأربعين ، ومات أحمد بن صالح سنة ثمان وأربعين».
سنة ثلاث وأربعين (١).
قال : وكان أملى النّاس بما حدّث به ابن وهب.
قلت : لم يرحل حرملة ، ولا عنده عن أحد من الحجازيّين (٢).
١٢٧ ـ الحسن بن أحمد بن أبي شعيب عبد الله بن مسلم (٣) ـ م. ت. ـ
أبو مسلم الحرّانيّ مولى بني أميّة. كان جدّه مسلم مولى عمر بن عبد العزيز.
روى عن : جدّه ، ومحمد بن سلمة ، ومسكين بن بكير.
وعنه : م. ت. ، وأبو داود في «المراسيل» ، وابنه أبو شعيب عبد الله بن الحسن ، والدّارميّ ، وأبو بكر بن أبي داود ، ويحيى بن صاعد ، وأبو العبّاس السّرّاج ، ومحمد بن الحسين بن مكرم ، وآخرون.
وثّقه ابن حبّان (٤) ، وغيره (٥).
وقال موسى بن هارون : مات بسرّ من رأى سنة خمسين ومائتين (٦).
__________________
(١) وبها أرّخه ابن عساكر في : المعجم المشتمل ، وقال أيضا : ويقال سنة أربع وأربعين. ووقع في «الإنتقاء» لابن عبد البر ١٠٩ أنه مات سنة ٢٦٦ ه ، وكذلك في : طبقات الشافعية لابن هداية الله ٢٢.
(٢) وقال الخليلي : ومسلم أكثر في صحيحه عن حرملة ، عن ابن وهب ، والبخاري لم يخرج عن حرملة شيئا لما يحكى عنه من المذهب. (الإرشاد ٢ / ٩).
(٣) انظر عن (الحسن بن أحمد بن أبي شعيب) في :
الكنى والأسماء لمسلم ، ورقة ١٠٤ ، وتاريخ واسط لبحشل ٢٩٥ ، والمراسيل لأبي داود ٣٥٨ رقم ٥٢٣ ، والجرح والتعديل ٣ / ٢ رقم ٤ ، والثقات لابن حبّان ٨ / ١٧٤ ، ١٧٥ ، ورجال صحيح مسلم لابن منجويه ١ / ١٣٢ رقم ٢٥٠ ، وتاريخ بغداد ٧ / ٢٦٦ ، ٢٦٧ رقم ٣٧٤٩ ، والجمع بين رجال الصحيحين لابن القيسراني ١ / ٨٥ ، ٨٦ رقم ٣٢٩ ، والمعجم المشتمل لابن عساكر ٩٦ رقم ٢٣٨ ، وتهذيب الكمال للمزّي ٦ / ٤٨ ـ ٥١ رقم ١٢٠٠ ، والكاشف ١ / ١٥٨ رقم ١٠١٦ ، وتهذيب التهذيب ٢ / ٢٥٤ رقم ٤٦٨ ، وتقريب التهذيب ١ / ١٦٣ رقم ٢٤٣ ، وخلاصة تذهيب التهذيب ٧٦.
(٤) في «الثقات» ٨ / ١٧٤ ، ١٧٥ وقال : «كان راويا لمسكين بن بكير».
(٥) وقال أبو حاتم الرازيّ : صدوق. (الجرح والتعديل ٣ / ٢).
ووثّقه الخطيب البغدادي في تاريخه ٧ / ٢٦٦.
وقال علي بن الحسين بن علان الحرّاني الحافظ : ثقة مأمون. (تاريخ بغداد ٧ / ٢٦٦).
(٦) المعجم المشتمل ، وقيل : مات سنة ٢٥٢ أو نحوه. وقال البغوي : ومات محمود بن خداش في =
١٢٨ ـ الحسن بن إسحاق (١) ـ خ. ن. ـ
أبو عليّ اللّيثيّ مولاهم المروزيّ الشّاعر حسنويه.
عن : النّضر بن شميل ، وروح بن عبادة ، وأبي عاصم ، وجماعة.
وعنه : خ. ن. ، وأبو الدّرداء عبد العزيز بن منيب ، وعبدان الأهوازيّ.
قال النّسائيّ (٢) : شاعر ثقة.
وقال البخاريّ (٣) : مات يوم النّحر سنة إحدى وأربعين.
١٢٩ ـ الحسن بن إسماعيل بن سليمان بن مجالد (٤) ـ ن. ـ
أبو سعيد الكلبيّ المجالديّ المصّيصيّ.
عن : إبراهيم بن سعد ، وهشيم ، وفضيل بن عياض ، وعبد الله بن إدريس ، والمطّلب بن زياد ، وجماعة.
وعنه : ن. ، وأبو بكر بن أبي عاصم ، ومحمد بن هارون الحضرميّ ، وأبو يعلى الموصليّ.
__________________
= سنة ستين في شعبان ، وفيها مات أبو مسلم الحسن بن أحمد بن أبي شعيب بسامرّاء.
قال الخطيب : وهذا القول وهم ، ولا أشكّ أنه من بعض النّقلة ، لأنّ محمودا مات في سنة خمسين ومائتين ، لا يختلف في ذلك. وقد ذكره جماعة من أهل العلم ، (تاريخ بغداد ٧ / ٢٦٧).
(١) انظر عن (الحسن بن إسحاق الليثي) في :
التاريخ الكبير ٣ / ٢٨٥ ، والتاريخ الصغير للبخاريّ ٢٣٤ ، والثقات لابن حبّان ٨ / ١٧٥ ، وذكر أسماء التابعين للدار للدّارقطنيّ ، رقم ٢٠٥ ، ورجال صحيح البخاري للكلاباذي ١ / ١٥٥ رقم ١٩٤ ، والجمع بين رجال الصحيحين لابن القيسراني ١ / ٨٣ رقم ٣١٢ ، والمعجم المشتمل لابن عساكر ٩٧ رقم ٢٣٩ ، وتهذيب الكمال للمزّي ٦ / ٥٥ ، ٥٦ رقم ١٢٠٢ ، والكاشف ١ / ١٥٨ رقم ١٠١٨ ، وتهذيب التهذيب ٢ / ٢٥٥ رقم ٤٧٠ ، وتقريب التهذيب ١ / ١٦٣ رقم ٢٤٥ ، وخلاصة تذهيب التهذيب ٧٦ ، وشذرات الذهب ٢ / ٩٩.
(٢) المعجم المشتمل ٩٧.
(٣) في تاريخه الصغير ٢٣٤ ، وثقات ابن حبّان ، والمعجم المشتمل.
(٤) انظر عن (الحسن بن إسماعيل) في :
عمل اليوم والليلة للنسائي ٥٦٩ رقم ١٠٠٤٤ ، والثقات لابن حبّان ٨ / ١٧٦ ، والمعجم المشتمل ٩٧ رقم ٢٤٠ ، وتهذيب الكمال ٦ / ٥٦ ـ ٥٨ رقم ١٢٠٣ ، والكاشف ١ / ١٥٨ رقم ١٢٠٣ ، وتهذيب التهذيب ٢ / ٢٥٥ رقم ٤٧١ ، وتقريب التهذيب ١ / ١٦٣ رقم ٢٤٦ ، وخلاصة تذهيب التهذيب ٧٦.