محمد بن الحسن الحرّ العاملي [ العلامة الشيخ حرّ العاملي ]
المحقق: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم
الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم
المطبعة: ستاره
الطبعة: ٣
ISBN: 964-5503-17-5
ISBN الدورة:
الصفحات: ٤٧٩
السلام ) قال : كان أمير المؤمنين ( عليه السلام ) يقول : من وجد ماءاً وتراباً ثمّ افتقر فأبعده الله.
أقول : وتقدّم ما يدل على ذلك عموماً (١) ، ويأتي ما يدل عليه (٢).
١٠ ـ باب استحباب الغرس والزرع وسقي الطلح والسدر
[ ٢١٩٣١ ] ١ ـ محمّد بن يعقوب ، عن محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد ، عن ابن فضّال ، عن ابن بكير ، عن زرارة ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) قال : لقي رجل أمير المؤمنين ( عليه السلام ) وتحته وسق (١) من نوى فقال له : ما هذا يا أبا الحسن تحتك ؟ فقال : مائة ألف عذق إن شاء الله قال : فغرسه فلم يغادر منه نواة واحدة.
[ ٢١٩٣٢ ] ٢ ـ وعن عدّة من أصحابنا ، عن سهل بن زياد ، عن ابن محبوب ، عن عبد الله بن سنان ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : إن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) كان يخرج ومعه أحمال النوى فيقال له : يا أبا الحسن ، ما هذا معك ؟ فيقول : نخل إن شاء الله فيغرسه فما يغادر منه واحدة.
[ ٢١٩٣٣ ] ٣ ـ محمّد بن الحسن بإسناده عن محمّد بن أحمد بن يحيى ،
__________________
(١) تقدم في الباب ٤ من هذه الأبواب.
(٢) يأتي في الباب ١٠ ، وفي الحديث ٢ من الباب ٢٠ ، وفي الأحاديث ١ ـ ٥ من الباب ٢٣ من هذه الأبواب.
الباب ١٠
فيه ٥ أحاديث
١ ـ الكافي ٥ : ٧٤ / ٦.
(١) الوسق : مكيال يسع ستين صاعاً ، أو حمل بعير. ( الصحاح ـ وسق ـ ٤ : ١٥٦٦ ).
٢ ـ الكافي ٥ : ٧٥ / ٩.
٣ ـ التهذيب ٦ : ٣٨٤ / ١١٣٨ ، وأورد نحوه عن الكافي في الحديث ٧ من الباب ٣ من أبواب المزارعة والمساقاة.
عن إبراهيم بن إسحاق ، عن حسين بن أبي السري ، عن الحسين بن إبراهيم (١) ، عن يزيد بن هارون الواسطي قال : سألت جعفر بن محمّد ( عليه السلام ) عن الفلاّحين ؟ فقال : هم الزارعون كنوز الله في أرضه ، وما في الأعمال شيء أحبّ إلى الله من الزراعة ، وما بعث الله نبياً إلاّ زرّاعاً ، إلاّ إدريس ( عليه السلام ) فإنّه كان خياطاً.
[ ٢١٩٣٤ ] ٤ ـ العياشي في تفسيره عن عطية العوفي ، عن أبي سعيد الخدري ، عن النبي ( صلى الله عليه وآله ) ـ في حديث ـ قال : من سقى طلحة أو سدرة فكأنّما سقى مؤمناً من ظمأ.
[ ٢١٩٣٥ ] ٥ ـ وعن الحسن بن ظريف ، عن محمّد ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) في قول الله : ( وَعَلَى اللهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ ) (١) قال : الزارعون.
أقول : وتقدّم ما يدل على ذلك (٢) ، ويأتي ما يدل عليه (٣).
__________________
(١) في المصدر : الحسن بن إبراهيم.
٤ ـ تفسير العياشي ٢ : ٨٦ / ٤٤ ، وفيه عن يزيد بن عبد الملك ، عن ابي عبد الله ( عليه السلام ).
٥ ـ تفسير العياشي ٢ : ٢٢٢ / ٦.
(١) إبراهيم ١٤ : ١٢.
(٢) تقدم ما يدل على بعض المقصود في الباب ٩ من هذه الأبواب ، وفي الحديث ٣ من الباب ٣٠ من أبواب الاحتضار ، وفي الحديثين ١ ، ٤ من الباب ٦ من أبواب آداب السفر ، وفي الأحاديث ١ ، ٣ ، ٥ من الباب ٤٨ من أبواب أحكام الدواب.
(٣) يأتي في الباب ٢٤ من هذه الأبواب ، وفي الأبواب ٣ ، ٤ ، ٥ من أبواب المزارعة والمساقاة.
١١ ـ باب استحباب المضاربة
[ ٢١٩٣٦ ] ١ ـ محمد بن يعقوب ، عن عدّة من أصحابنا ، عن سهل بن زياد ، عن علي بن أسباط ، عن محمّد بن عذافر ، عن أبيه ، قال : أعطى أبو عبد الله ( عليه السلام ) أبي ألفاً وسبعمائة دينار ، فقال له : اتّجر بها لي ، ثمّ قال : أما إنه ليس لي رغبة في ربحها ، وإن كان الربح مرغوباً فيه ، ولكنّي أحببت أن يراني الله عزّ وجلّ متعرضاً لفوائده ، قال : فربحت له فيه (١) مائة دينار ، ثمّ لقيته فقلت له : قد ربحت لك فيه مائة دينار قال : ففرح أبو عبد الله ( عليه السلام ) بذلك فرحاً شديداً ، ثمّ قال : أثبتها (٢) في رأس مالي.
قال : فمات أبي والمال عنده ، فأرسل إليّ أبو عبد الله ( عليه السلام ) وكتب : عافانا الله وإيّاك إنّ لي عند أبي محمّد ألفاً وثمانمائة دينار أعطيته يتّجر بها ، فادفعها إلى عمر بن يزيد ، قال : فنظرت في كتاب أبي فإذا فيه : لأبي موسى عندي ألف وسبعمائة دينار ، واتّجر له فيها مائة دينار ، وعبد الله ابن سنان وعمر بن يزيد (٣) يعرفانه.
ورواه الشيخ بإسناده عن محمّد بن يعقوب مثله (٤).
[ ٢١٩٣٧ ] ٢ ـ وعن علي بن محمّد ، عن أحمد بن أبي عبد الله ، عن
__________________
الباب ١١
فيه حديثان
١ ـ الكافي ٥ : ٧٦ / ١٢.
(١) في نسخة من التهذيب : منها ( هامش المخطوط ) وكذلك الكافي ، وفي التهذيب : فيها.
(٢) في التهذيب زيادة : لي ( هامش المخطوط ).
(٣) فيه أنّ عمر بن يزيد وكيل الصادق ( عليه السلام ) ( منه. قده ).
(٤) التهذيب ٦ : ٣٢٦ / ٨٩٨.
٢ ـ الكافي ٥ : ٧٧ / ١٦.
محمّد بن إسماعيل ، عن محمّد بن عذافر ، عن أبيه قال : دفع إليّ أبو عبد الله سبعمائة دينار ، وقال : يا عذافر اصرفها في شيء أما على ذلك ما بي شره (١) ، ولكنّي أحببت أن يراني الله متعرّضاً لفوائده.
قال عذافر : فربحت فيها مائة دينار فقلت له في الطواف : جعلت فداك قد رزق الله فيها مائة دينار ، فقال : أثبتها في رأس مالي.
ورواه الصدوق بإسناده عن محمّد بن عذافر (٢).
أقول : وقد تقدم ما يدلّ على ذلك (٣) ، ويأتي ما يدلّ عليه (٤).
١٢ ـ باب استحباب الإِجمال في طلب الرزق ، ووجوب الاقتصار على الحلال دون الحرام
[ ٢١٩٣٨ ] ١ ـ محمّد بن يعقوب ، عن محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد ، وعن عدّة من أصحابنا ، عن سهل بن زياد جميعاً ، عن ابن محبوب ، عن أبي حمزة الثمالي ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) في حجة الوداع : ألا إنّ الروح الأمين نفث في روعي (١) أنه لا تموت نفس حتى تستكمل رزقها ، فاتّقوا الله وأجملوا في الطلب ، ولا يحملنكم استبطاء شيء من الرزق أن تطلبوه بمعصية الله فإن الله تبارك وتعالى قسم الأرزاق بين خلقه حلالاً ، ولم يقسمها حراماً ، فمن اتّقى الله
__________________
(١) في الفقيه : ما أفعل هذا على شره مني ( هامش المخطوط ).
(٢) الفقيه ٣ : ٩٦ / ٣٦٨.
(٣) تقدم في الأبواب ١ ، ٤ ، ٦ ، ٧ من هذه الأبواب.
(٤) يأتي ما يدل عليه عموماً في الأبواب ١٢ ، ١٨ ، ٢٣ من الأبواب.
الباب ١٢
فيه ١٠ أحاديث
١ ـ الكافي ٥ : ٨٠ / ١.
(١) الروع بالضم : القلب والعقل ( الصحاح ـ روع ـ ٣ : ١٢٢٣ ).
وصبر أتاه الله برزقه من حله ، ومن هتك حجاب الستر وعجّل فأخذه من غير حلّه قصّ به من رزقه الحلال ، وحوسب عليه يوم القيامة.
ورواه المفيد في ( المقنعة ) مرسلاً إلى قوله : في الطلب (٢).
ورواه الشيخ بإسناده عن الحسن بن محبوب إلى قوله : يوم القيامة (٣).
[ ٢١٩٣٩ ] ٢ ـ وعن عدّة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمّد ، عن ابن فضّال ، عن عاصم بن حميد ، عن أبي حمزة الثمالي ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) قال : خطب رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) في حجة الوداع فقال : يا أيّها الناس ما من شيء يقربكم من الجنة ويباعدكم من النار إلا وقد أمرتكم به وما من شيء يقربكم من النار ، ويباعدكم من الجنة إلا وقد نهيتكم عنه ، ألا وإنّ الروح الأمين نفث في روعي ، وذكر مثله ـ إلى أن قال : ـ إن تطلبوه من غير حلّة فإنه لا يدرك ما عند الله إلاّ بطاعته.
[ ٢١٩٤٠ ] ٣ ـ وعنهم ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن الحسين بن سعيد ، عن إبراهيم ابن أبي البلاد ، عن أبيه ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) قال : ليس من نفس إلاّ وقد فرض الله لها رزقها حلالاً يأتيها في عافية ، وعرض لها بالحرام من وجه آخر ، فإن هي تناولت شيئاً من الحرام قاصّها من الحلال الذي فرض لها ، وعند الله سواهما فضل كثير ، وهو قوله عزّ وجلّ : ( وَاسْأَلُوا اللهَ مِن فَضْلِهِ ) (١).
[ ٢١٩٤١ ] ٤ ـ وبالإِسناد عن إبراهيم بن أبي البلاد ، عن أبيه ، عن أحدهما
__________________
(٢) المقنعة : ٩٠.
(٣) التهذيب ٦ : ٣٢١ / ٨٨٠.
٢ ـ الكافي ٢ : ٦٠ / ٢ ، وأورد ذيله في الحديث ٢ من الباب ١٨ من أبواب جهاد النفس.
٣ ـ الكافي ٥ : ٨٠ / ٢.
(١) النساء ٤ : ٣٢.
٤ ـ الكافي ٥ : ٨٠ / ٣.
( عليهما السلام ) قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : يا أيها الناس إنه قد نفث في روعي روح القدس ، أنّه لن تموت نفس حتّى تستوفي رزقها وإن أبطأ عليها ، فاتّقوا الله وأجملوا في الطلب ، ولا يحملنّكم استبطاء شيء مما عند الله أن تصيبوه بمعصية الله ، فإنّ الله لا ينال ما عنده إلاّ بالطاعة.
وعنهم عن أحمد بن محمد ، عن علي بن النعمان ، عن عمرو بن شمر ، عن جابر ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) نحوه (١).
[ ٢١٩٤٢ ] ٥ ـ وعن محمّد بن يحيى ، عن محمّد بن الحسين ، عن عبد الرحمن بن أبي هاشم ، عن أبي خديجة قال : قال أبو عبد الله ( عليه السلام ) : لو كان العبد في جحر لأتاه رزقه ، فأجملوا في الطلب.
[ ٢١٩٤٣ ] ٦ ـ وعن علي بن إبراهيم ، عن صالح بن السندي ، عن جعفر بن بشير ، عن عمر بن أبي زياد ، عن إسحاق بن عمار ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : إن الله عزّ وجل خلق الخلق ، وخلق معهم أرزاقهم حلالاً ، فمن تناول شيئاً منها حراماً قص به من ذلك الحلال.
[ ٢١٩٤٤ ] ٧ ـ محمّد بن على بن الحسين بإسناده عن شعيب بن واقد ، عن الحسين بن زيد ، عن الصادق ، عن آبائه ( عليهم السلام ) عن النبي ( صلى الله عليه وآله ) ـ في حديث المناهي ـ قال : من لم يرض بما قسمه الله له الرزق ، وبث شكواه ولم يصبر ولم يحتسب ، لم ترفع له حسنة ، ويلقى الله وهو عليه غضبان إلاّ أن يتوب.
_____________________
(١) الكافي ٥ : ٨٣ / ١١.
٥ ـ الكافي ٥ : ٨١ / ٤.
٦ ـ الكافي ٥ : ٨١ / ٥.
٧ ـ الفقيه ٤ : ٧ / ١.
[ ٢١٩٤٥ ] ٨ ـ وفي ( المجالس ) عن أبيه ، عن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن مرازم بن حكيم ، عن أبي عب دالله ، عن آبائه ( عليهم السلام ) عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) أنّه قال : إنّ الروح الأمين جبرئيل أخبرني عن ربّي أنّه لن تموت نفس حتى تستكمل رزقها ، فاتقوا الله وأجملوا في الطلب ، وأعلموا أنّ الرزق رزقان : فرزق تطلبونه ، ورزق يطلبكم ، فاطلبوا أرزاقكم من حلال ، فإنّكم إن طلبتموها من وجوهها أكلتموها حلالاً ، وإن طلبتموها من غير وجوهها أكلتموها حراماً ، وهي أرزاقكم لا بدّ لكم من أكلها.
[ ٢١٩٤٦ ] ٩ ـ محمّد بن محمد المفيد في ( المقنعة ) قال : قال الصادق ( عليه السلام ) : الرزق مقسوم على ضربين : أحدهما واصل إلى صاحبه وإن لم يطلبه والآخر معلّق بطلبه ، فالذي قسم للعبد على كلّ حال آتيه وإن لم يسع له ، والذي قسم له بالسعي فينبغي أن يلتمسه من وجوهه ، وهو ما أحلّه الله له دون غيره ، فإن طلبه من جهة الحرام فوجده ، حسب عليه برزقه وحوسب به.
[ ٢١٩٤٧ ] ١٠ ـ محمّد بن علي بن عثمان الكراجكي في ( كنز الفوائد ) قال : قال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : الدنيا دول فاطلب حظّك منها بأجمل الطلب.
أقول : وتقدم ما يدلّ على ذلك (١) ، ويأتي ما يدلّ عليه (٢).
__________________
٨ ـ أمالي الصدوق : ٢٤١ / ١.
٩ ـ المقنعة : ٩٠.
١٠ ـ كنز الفوائد : ١٦.
(١) تقدم في الباب ٨ من هذه الأبواب ، وفي الباب ٦٣ من أبواب جهاد النفس.
(٢) يأتي في الباب ١٣ من هذه الأبواب ، وفي الحديثين ٦ ، ٧ من الباب ٦٧ من أبواب ما يكتسب به.
١٣ ـ باب استحباب الاقتصاد في طلب الرزق
[ ٢١٩٤٨ ] ١ ـ محمّد بن يعقوب ، عن عدّة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن علي بن الحكم ، عن ربيع بن محمّد المسلي ، عن عبد الله بن سليمان قال : سمعت أبا عبد الله ( عليه السلام ) يقول : إنّ الله عزّ وجلّ وسع في أرزاق الحمقى ، ليعتبر العقلاء ، ويعلموا أنّ الدنيا ليس ينال ما فيها بعمل ولا حيلة.
ورواه الشيخ بإسناده عن أحمد بن محمّد بن عيسى مثله (١).
[ ٢١٩٤٩ ] ٢ ـ وعن علي بن محمّد ، عن سهل بن زياد رفعه قال : قال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : كم من متعب نفسه مقتر عليه ، ومقتصد في الطلب قد ساعدته المقادير ؟
[ ٢١٩٥٠ ] ٣ ـ وعنه ، عن ابن فضال ، عمّن ذكره ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : ليكن طلبك للمعيشة فوق كسب المضيّع ، ودون طلب الحريص الراضي بدنياه ، المطمئن إليها ، ولكن أنزل نفسك من ذلك بمنزلة المنصف (١) المتعفّف ، ترفع نفسك عن منزلة الواهن الضعيف ، وتكسب ما لابد (٢) منه ، إن الذين أعطوا المال ثم لم يشكروا لا مال لهم.
__________________
الباب ١٣
فيه ٦ أحاديث
١ ـ الكافي ٥ : ٨٢ / ١٠.
(١) التهذيب ٦ : ٣٢٢ / ٨٨٤.
٢ ـ الكافي ٥ : ٨١ / ٦.
٣ ـ الكافي ٥ : ٨١ / ٨.
(١) في نسخة : النصف ( هامش المخطوط ).
(٢) في نسخة زيادة : للمؤمن ( هامش المخطوط ).
ورواه الشيخ بإسناده عن أحمد بن أبي عبد الله مثله (٣).
[ ٢١٩٥١ ] ٤ ـ وعنه ، عن ابن جمهور ، عن أبيه رفعه ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : كان أمير المؤمنين ( عليه السلام ) كثيراً ما يقول : اعلموا علماً يقيناً أنّ الله جلّ وعزّ لم يجعل للعبد وإن اشتد جهده ، وعظمت حيلته ، وكثرت مكائده (١) ، ان يسبق ما سمّى له في الذكر الحكيم ، ولم يخل (٢) من العبد في ضعفه وقلّة حيلته أن يبلغ ما سمّى له في الذكر الحكيم.
أيها الناس إنّه لن يزداد أمرؤ نقيراً بحذقه ، ولن (٣) ينقص أمرؤ نقيراً لحمقه ، فالعالم بهذا العامل به أعظم الناس راحة في منفعته ، والعالم لهذا التارك له أعظم الناس شغلاً في مضرّته ، وربّ منعم عليه مستدرج بالإِحسان إليه ، وربّ مغرور في الناس مصنوع له ، فابق (٤) أيّها الساعي عن سعيك ، وقصر من عجلتك ، وانتبه من سنة غفلتك ، وتفكر فيما جاء عن الله عزّ وجلّ على لسان نبيّه ( صلى الله عليه وآله ) ، واحتفظوا بهذه الحروف السبعة فإنّها من قول أهل الحجى ، ومن عزائم الله في الذكر الحكيم أنّه ليس لأحد أن يلقى الله بخلة من هذه الخلال : الشرك بالله فيما افترض عليه ، أو إشفاء غيظه بهلاك نفسه ، أو إقرار بأمر يفعل غيره ، أو يستنجح إلى مخلوق بإظهار بدعة في دينه ، أو يسرّه أن يحمده الناس بما لم يفعل ، والمتجبر المختال وصاحب الاُبهة والزهو.
أيها الناس إن السباع همتها التعدي ، وإن البهائم همتها بطونها ، وإن
__________________
(٣) التهذيب ٦ : ٣٢٢ / ٨٨٢.
٤ ـ الكافي ٥ : ٨١ / ٩.
(١) في المصدر : مكابدته.
(٢) في المصدر : يحل.
(٣) في نسخة : ولم ( هامش المخطوط ) وكذلك الكافي.
(٤) في نسخة : فاتق الله ( هامش المخطوط ) ، وفي الكافي : فأفق.
النساء همّتهن الرجال ، وإن المؤمنين مشفقون خائفون وجلون ، جعلنا الله وإيّاكم منهم.
ورواه الشيخ بإسناده عن محمّد بن يعقوب نحوه (٥).
[ ٢١٩٥٢ ] ٥ ـ محمّد بن علي بن الحسين بإسناده عن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ـ في وصيّته لمحمّد بن الحنفية ـ قال : يا بني الرزق رزقان رزق تطلبه ، ورزق يطلبك ، فإن لم تأته أتاك فلا تحمل همّ سنتك على همّ يومك ، وكفاك كل يوم ما هو فيه ، فإن تكن السنة من عمرك ، فإنّ الله عزّ وجلّ سيأتيك في كل غد بجديد ما قسم لك ، وإن لم تكن السنة من عمرك ، فما تصنع بهم وغم ما ليس لك.
واعلم أنّه لن يسبقك إلى رزقك طالب ، ولن يغلبك عليه غالب ، ولن يحتجب عنك ما قدّر لك ، فكم رأيت من طالب متعب نفسه ، مقترّ عليه رزقه ، ومقتصد في الطلب قد ساعدته المقادير ، وكلّ مقرون به الفناء.
[ ٢١٩٥٣ ] ٦ ـ الحسن بن محمّد الطوسي في ( مجالسه ) عن أبيه ، عن محمّد بن محمّد بن النعمان ، عن أحمد بن محمّد بن الحسن بن الوليد ، عن أبيه ، عن أحمد بن محمّد بن خالد البرقي ، عن صالح بن حمزة ، عن الحسين بن عبد الله ، عن سعد بن طريف (١) ، عن الأصبغ بن نباتة أنّ أمير المؤمنين ( عليه السلام ) قال لأصحابه : إعلموا يقيناً أن الله تعالى لم يجعل للعبد وإن عظمت حيلته ، واشتدَّ طلبه ، وقويت مكائده ، أكثر ممّا سمىٰ له في الذكر الحكيم ، فالعارف بهذا العاقل له أعظم النّاس راحة في منفعته ، والتارك له أعظم الناس شغلاً في مضرّته ، والحمد لله رب العالمين ، وربّ منعم عليه
__________________
(٥) التهذيب ٦ : ٣٢٢ / ٨٨٣.
٥ ـ الفقيه ٤ : ٢٧٦ / ٨٣٠.
٦ ـ أمالي الطوسي ١ : ١٦٤.
(١) في المصدر : سعد بن ظريف.
مستدرج ، وربّ مبتلي عند الناس مصنوع له ، فأبق أيّها المستمع من سعيك ، وقصّر من عجلتك ، واذكر قبرك ومعادك ، فإنّ إلى الله مصيرك ، وكما تدين تدان.
أقول : وتقدّم ما يدلّ على ذلك (٢) ، ويأتي ما يدلّ عليه (٣).
١٤ ـ باب استحباب الدعاء في طلب الرزق ، والرجاء للرزق من حيث لا يحتسب
[ ٢١٩٥٤ ] ١ ـ محمّد بن يعقوب ، عن عدّة من أصحابنا ، عن أحمد بن أبي عبد الله ، عن أبيه ، عن صفوان ، عن محمّد بن الهزهاز (١) ، عن علي بن السري قال : سمعت أبا عبد الله ( عليه السلام ) يقول : إن الله جل وعز جعل أرزاق المؤمنين من حيث لم يحتسبوا ، وذلك أنّ العبد إذا لم يعرف وجه رزقه كثر دعاؤه.
ورواه الصدوق مرسلاً (٢).
ورواه الشيخ بإسناده عن الحسين بن سعيد ، عن صفوان بن يحيى مثله (٣).
__________________
(٢) تقدم في الباب ١٢ من هذه الأبواب.
(٣) يأتي في الباب ١٦ من هذه الأبواب.
الباب ١٤
فيه ٩ أحاديث
١ ـ الكافي ٥ : ٨٤ / ٤ وأورده عن أمالي الصدوق والتوحيد في الحديث ٢ من الباب ٤٨ من أبواب الدعاء.
(١) في التهذيب : محمد بن أبي الهزهاز ( هامش المخطوط ) وكذلك الكافي.
(٢) الفقيه ٣ : ١٠١ / ٣٩٥.
(٣) التهذيب ٦ : ٣٢٨ / ٩٠٥.
[ ٢١٩٥٥ ] ٢ ـ وعنهم ، عن سهل بن زياد ، عن العباس بن عامر ، عن أبي عبد الرحمن المسعودي ، عن حفص بن عمر قال : شكوت إلى أبي عبد الله ( عليه السلام ) حالي ، وانتشار أمري عليّ ، فقال لي : إذا قدمت الكوفة فبع وسادة من بيتك بعشرة دراهم ، وادع إخوانك ، وأعدّ لهم طعاماً ، وسلهم يدعون الله لك.
قال : ففعلت ، وما امكنني ذلك حتى بعت وسادة ، وأعدت طعاماً كما أمرني ، وسألتهم يدعون الله لي قال : فوالله ما مكثت إلاّ قليلاً حتّى أتاني غريم لي ، فدق الباب علي ، وصالحني عن مال كثير كنت أحسبه نحواً من عشرة آلاف (١) ثم أقبلت الأشياء عليّ.
[ ٢١٩٥٦ ] ٣ ـ وعنهم ، عن أحمد ، عن علي بن محمّد القاساني ، عمّن ذكره ، عن عبد الله بن القاسم ، عن أبي عبد الله ، عن أبيه ، عن جده ( عليهم السلام ) قال : قال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : كن لما لا ترجو أرجى منك لما ترجو ، فإن موسى بن عمران ( عليه السلام ) خرج يقتبس ناراً لأهله ، فكلّمه الله ورجع نبيّاً. وخرجت ملكة سبأ فأسلمت مع سليمان. وخرجت سحرة فرعون يطلبون العز لفرعون فرجعوا مؤمنين.
ورواه الصدوق مرسلاً (١).
ورواه أيضاً بإسناده عن محمّد بن أبي عمير ، عن عبد الله بن القاسم مثله (٢).
__________________
٢ ـ الكافي ٥ : ٣١٤ / ٤٢.
(١) في المصدر زيادة : درهم.
٣ ـ الكافي ٥ : ٨٣ / ٣.
(١) الفقيه ٣ : ١٠١ / ٣٩٦.
(٢) الفقيه ٤ : ٢٨٤ / ٨٥٠.
[ ٢١٩٥٧ ] ٤ ـ وعن محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد ، عن عليّ بن الحكم ، عن أبي جميلة قال : سمعت أبا عبد الله ( عليه السلام ) يقول : كن لما لا ترجو أرجى منك لما ترجو ، فإنّ موسى ( عليه السلام ) ذهب يقتبس لأهله ناراً فانصرف إليهم وهو نبي مرسل.
[ ٢١٩٥٨ ] ٥ ـ وعن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن أبي أيوب الخرّاز ، عن محمّد بن مسلم ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : أبى الله عزّ وجلّ إلاّ أن يجعل أرزاق المؤمنين من حيث لا يحتسبون.
[ ٢١٩٥٩ ] ٦ ـ وعن عليّ بن محمّد ، عن إبراهيم بن إسحاق الأحمر ، عن عبد الله بن حماد ، عن عمر بن يزيد قال : أتى رجل أبا عبد الله ( عليه السلام ) يقتضيه وأنا عنده فقال له : ليس عندنا اليوم شيء ، ولكنه يأتينا خطر (١) ووسمة فيباع ونعطيك إنشاء الله ، فقال له الرجل : عدني ، فقال : كيف أعدك وأنا لما لا أرجو أرجى منّي لما أرجو.
[ ٢١٩٦٠ ] ٧ ـ محمّد بن علي بن الحسين بإسناده عن جميل بن دراج ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : ما سدّ الله عزّ وجلّ على مؤمن باب رزق إلا فتح الله له ما هو خير منه.
[ ٢١٩٦١ ] ٨ ـ قال : وقال رجل لأبي الحسن موسى ( عليه السلام ) : عدني ، فقال : كيف أعدك وأنا لما لا أرجو أرجى منّي لما أرجو.
[ ٢١٩٦٢ ] ٩ ـ عبد الله بن جعفر في ( قرب الإِسناد ) عن الحسن بن
__________________
٤ ـ الكافي ٥ : ٨٣ / ٢.
٥ ـ الكافي ٥ : ٨٣ / ١.
٦ ـ الكافي ٥ : ٩٦ / ٥.
(١) الخطر : نبات يخضّب به ( الصحاح ـ خطر ـ ٢ : ٦٤٨ ).
٧ ـ الفقيه ٣ : ١٠١ / ٣٩٨.
٨ ـ الفقيه ٣ : ١٠١ / ٣٩٧.
٩ ـ قرب الإِسناد : ٥٥ وأورده في الحديث ٣ من الباب ٤٨ من أبواب الدعاء.
ظريف ، عن الحسين بن علوان ، عن جعفر بن محمّد ، عن أبيه قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : إن الرزق ينزل من السماء إلى الأرض على عدد قطر المطر إلى كلّ نفس بما قدر لها ، ولكن لله فضول ، فاسألوا الله من فضله (١).
أقول : وتقدّم ما يدل على ذلك في الدعاء (٢).
١٥ ـ باب استحباب التعرض للرزق ، بفتح الباب ، والجلوس في الدكان ، وبسط البساط
[ ٢١٩٦٣ ] ١ ـ محمّد بن يعقوب ، عن عدّة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمّد بن خالد ، عن عبد الرحمن بن حمّاد ، عن زياد القندي ، عن حسين الصحاف ، عن سدير قال : قلت لأبي عبد الله ( عليه السلام ) : أيّ شيء
__________________
(١) لمؤلفه :
وحازم ليس له مطمع |
|
إلّا من الله كما قد يجب |
لأجل هذه قد غدا رزقه |
|
جميعه من حيث لا يحتسب |
وله :
كم حريص رماه الحرص في شعب |
|
منها إلى أشعب الأطماع تنشعب |
في كل شيء من الدنيا له أمل |
|
فرزقه كلّه من حيث يحتسب |
وينسب إلى أمير المؤمنين ( عليه السلام ) :
أيها العبد كن لما ليس ترجو |
|
راجياً مثل ما له أنت راجِ |
إن موسى مضى ليقتبس ناراً |
|
من شهاب رآه والليل داجِ |
فأتى أهله وقد كلم الله |
|
وناجاه وهو خير مناجِ |
فكذا العبد كلما جاءه الكرب |
|
حباه الإِله بالانفراج |
( منه قده ) |
(٢) تقدم في الحديث ٢ من الباب ٧ من هذه الأبواب ، وفي البابين ٤٨ ، ٤٩ من أبواب الدعاء.
الباب ١٥
فيه ٤ أحاديث
١ ـ الكافي ٥ : ٧٩ / ١.
على الرجل في طلب الرزق ؟ فقال : إذا فتحت بابك ، وبسطت بساطك ، فقد قضيت ما عليك.
ورواه الشيخ بإسناده عن أحمد بن محمّد بن خالد (١).
ورواه الصدوق بإسناده عن سدير الصيرفي مثله (٢).
[ ٢١٩٦٤ ] ٢ ـ وعن محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد ، عن ابن فضّال ، عمّن ذكره ، عن الطيار قال : قال لي أبو جعفر ( عليه السلام ) : أيّ شيء تعالج ؟ أيّ شيء تصنع ؟ قلت : ما أنا في شيء ، قال : فخذ بيتاً واكنس فناه ورشه وابسط فيه بساطاً ، فاذا فعلت ذلك فقد قضيت ما (١) عليك ، قال : فقدمت ففعلت فرزقت.
[ ٢١٩٦٥ ] ٣ ـ وعنه ، عن أحمد ، عن ابن فضال ، عن أبي عمارة الطيار قال : قلت لأبي عبد الله ( عليه السلام ) : إنّه قد ذهب مالي وتفرق ما في يدي ، وعيالي كثير ، فقال أبو عبد الله ( عليه السلام ) : إذا قدمت (١) فافتح باب حانوتك ، وابسط بساطك ، وضع ميزانك ، وتعرض لرزق ربّك ... الحديث.
وفيه : أنّه فعل ذلك فأثرى وصار معروفاً.
ورواه الشيخ بإسناده عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن الحجّال ، عن الحسن بن علي ، عن أبي عمّارة بن الطيار مثله (٢).
__________________
(١) التهذيب ٦ : ٣٢٣ / ٨٨٦.
(٢) الفقيه ٣ : ١٠٠ / ٣٩٤.
٢ ـ الكافي ٥ : ٧٩ / ٢.
(١) في المصدر زيادة : وجب.
٣ ـ الكافي ٥ : ٣٠٤ / ٣.
(١) في المصدر زيادة : الكوفة.
(٢) التهذيب ٧ : ٤ / ١٣.
[ ٢١٩٦٦ ] ٤ ـ وعن عليّ بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن الحسن بن الحسين اللؤلؤي ، عن صفوان بن يحيى ، عن عبد الرحمن بن الحجاج قال : كان رجل من أصحابنا بالمدينة فضاق ضيقاً شديداً واشتدّت حاله ، فقال له أبو عبد الله ( عليه السلام ) : إذهب فخذ حانوتاً في السوق ، وابسط بساطاً فليكن عندك جرّة ماء (١) والزم باب حانوتك.
ثمّ ذكر أنّه فعل ذلك وصبر فرزقه الله وكثر ماله وأثرى.
أقول : وتقدّم ما يدل على ذلك في أحاديث ترك التجارة (٢) ، وغير ذلك (٣).
١٦ ـ باب كراهة زيادة الاهتمام بالرزق
[ ٢١٩٦٧ ] ١ ـ الحسن بن محمّد الطوسي في ( مجالسه ) عن أبيه ، عن أبي محمّد الفحام ، عن محمّد بن عيسى بن هارون ، عن إبراهيم بن عبد الصمد ، عن أبيه ، عن جدّه قال : قال سيدنا الصادق ( عليه السلام ) : من اهتم لرزقه كتب عليه خطيئة ، إنّ دانيال كان في زمن جبار عات أخذه فطرحه في جبّ ، وطرح فيه السباع ، فلم تدن منه ولم تجرحه ، فأوحى الله إلى نبي من أنبيائه : أن ائت دانيال بالطعام قال : يا ربّ وأين دانيال ؟ قال : تخرج من القرية فيستقبلك ضبع فاتّبعه فإنّه يدلك عليه ، فأتى به الضبع إلى ذلك الجبّ ، فإذا دانيال ، فأدلى إليه الطعام ، فقال دانيال : الحمد لله الذي
__________________
٤ ـ الكافي ٥ : ٣٠٩ / ٢٥.
(١) في المصدر : من ماء.
(٢) تقدم في الحديث ١١ من الباب ٢ من هذه الأبواب.
(٣) تقدم في الباب ١١ من هذه الأبواب.
الباب ١٦
فيه حديثان
١ ـ أمالي الطوسي ١ : ٣٠٦.
لا ينسى من ذكره (١) ، الحمد لله الذي يجزي بالإِحسان إحساناً ، وبالصبر نجاة ، ثمّ قال الصادق ( عليه السلام ) : إن الله أبى إلاّ أن يجعل أرزاق المتّقين من حيث لا يحتسبون ، ولا يقبل لأوليائه شهادة في دولة الظالمين.
[ ٢١٩٦٨ ] ٢ ـ محمّد بن يعقوب ، عن علي بن محمّد بن عبد الله القمي ، عن أحمد بن أبي عبد الله ، عن أبيه ، عن إسماعيل القصير ، عمّن ذكره ، عن أبي حمزة الثمالي قال : ذكر عند علي بن الحسين ( عليه السلام ) غلاء السعر فقال : وما عليّ من غلائه ، إن غلا فهو عليه ، وإن رخص فهو عليه.
ورواه الصدوق بإسناده عن أبي حمزة الثمالي (١).
ورواه الشيخ بإسناده عن أحمد بن أبي عبد الله (٢).
أقول : وتقدّم ما يدلّ على ذلك (٣) ويأتي ما يدلّ عليه (٤).
١٧ ـ باب كراهة كثرة النوم والفراغ
[ ٢١٩٦٩ ] ١ ـ محمّد بن يعقوب ، عن عدّة من أصحابنا ، عن أحمد بن
__________________
(١) في المصدر زيادة : والحمد لله الذي لا يخيب من دعاه ، الحمد لله الذي من توكل عليه كفاه ، الحمد لله الذي من وثق به لم يكله إلى غيره.
٢ ـ الكافي ٥ : ٨١ / ٧ ، وأورده في الحديث ٢ من الباب ٣ من هذه الأبواب ، وعن الفقيه والتوحيد في الحديث ٤ من الباب ٣٠ من أبواب آداب التجارة.
(١) الفقيه ٣ : ١٧٠ / ٧٥٦.
(٢) التهذيب ٦ : ٣٢١ / ٨٨١.
(٣) تقدم في البابين ١٢ ، ١٣ من هذه الأبواب ، وفي الحديثين ١ ، ٥ من الباب ٧ ، وفي الباب ٦٤ من أبواب جهاد النفس.
(٤) يأتي في الأحاديث ٣ ، ٦ ، ٧ من الباب ٦٧ من أبواب ما يكتسب به.
الباب ١٧
فيه ٤ أحاديث
١ ـ الكافي ٥ : ٨٤ / ٣.
محمّد بن خالد ، عن أبيه ، عن ابن سنان ، عن عبد الله بن مسكان وصالح النيلي جميعاً ، عن أبي بصير ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : إنّ الله عزّ وجلّ يبغض كثرة النوم ، وكثرة الفراغ.
[ ٢١٩٧٠ ] ٢ ـ وعنهم ، عن سهل بن زياد ، عن ابن محبوب ، عن يونس ابن يعقوب ، عمّن ذكره ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : كثرة النوم مذهبة للدين والدنيا.
[ ٢١٩٧١ ] ٣ ـ وعن محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد ، عن ابن فضال ، عمّن ذكره ، عن بشير الدهان قال : سمعت أبا الحسن موسى ( عليه السلام ) يقول : إنّ الله عزّ وجلّ يبغض العبد النوّام الفارغ.
[ ٢١٩٧٢ ] ٤ ـ محمّد بن علي بن الحسين قال : قال أبو الحسن موسى بن جعفر ( عليه السلام ) : إنّ الله تعالى ليبغض العبد النوّام ، إنّ الله ليبغض العبد الفارغ.
أقول : وتقدّم ما يدلّ على كراهة كثرة النوم في التعقيب (١).
١٨ ـ باب كراهة الكسل (*) في اُمور الدنيا والآخرة
[ ٢١٩٧٣ ] ١ ـ محمّد بن يعقوب ، عن محمّد بن يحيى ، عن محمّد بن الحسين ، عن صفوان ، عن العلاء ، عن محمّد بن مسلم ، عن أبي جعفر
__________________
٢ ـ الكافي ٥ : ٨٤ / ١.
٣ ـ الكافي ٥ : ٨٤ / ٢.
٤ ـ الفقيه ٣ : ١٠٣ / ٤٢٢.
(١) تقدم في الحديث ٩ من الباب ٤٠ من أبواب التعقيب.
الباب ١٨
فيه ٨ أحاديث
* ـ الكسل : التثاقل في الأمر ( الصحاح ـ كسل ـ ٥ : ١٨١٠ ).
١ ـ الكافي ٥ : ٨٥ / ٤.
( عليه السلام ) قال : إنّي لأبغض الرجل أو أبغض للرجل أن يكون كسلاناً عن أمر دنياه ، ومن كسل عن أمر دنياه فهو عن أمر آخرته أكسل.
[ ٢١٩٧٤ ] ٢ ـ وعن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن إبن أبي عمير ، عن عمر بن اُذينة ، عن زرارة ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : من كسل عن طهوره وصلاته فليس فيه خير لأمر آخرته ، ومن كسل عمّا يصلح به أمر معيشته فليس فيه خير لأمر دنياه.
[ ٢١٩٧٥ ] ٣ ـ وعنه ، عن هارون بن مسلم ، عن مسعدة بن صدقة قال : كتب أبو عبد الله ( عليه السلام ) إلى رجل من أصحابه : أمّا بعد فلا تجادل العلماء ، ولا تمار السفهاء ، فيبغضك العلماء ويشتمك السفهاء ، ولا تكسل عن معيشتك فتكون كلّاً على غيرك.
أو قال : على أهلك.
[ ٢١٩٧٦ ] ٤ ـ وعن عدّة من أصحابنا ، عن سهل بن زياد ، عن جعفر بن محمّد الأشعري ، عن ابن القداح ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : عدو العمل الكسل.
[ ٢١٩٧٧ ] ٥ ـ وعنهم ، عن سهل ، عن ابن محبوب ، عن سعد بن أبي خلف ، عن أبي الحسن موسى ( عليه السلام ) قال : قال أبي لبعض ولده : إيّاك والكسل والضجر فإنّهما يمنعانك من حظّك من الدنيا والآخرة.
ورواه الصدوق بإسناده عن الحسن بن محبوب (١).
__________________
٢ ـ الكافي ٥ : ٨٥ / ٣.
٣ ـ الكافي ٥ : ٨٦ / ٩.
٤ ـ الكافي ٥ : ٨٥ / ١.
٥ ـ الكافي ٥ : ٨٥ / ٢ ، وأورده في الحديث ١ ، وتمامه عن السرائر في الحديث ٤ من الباب ٦٦ ، وصدره في الحديث ٧ من الباب ١٩ من أبواب جهاد النفس ، وقطعة منه في الحديث ٨ من الباب ٨٣ من أبواب أحكام العشرة.
(١) الفقيه ٤ : ٢٩٢ / ٨٨٢.
ورواه إبن إدريس في آخر السرائر نقلاً من كتاب المشيخة للحسن بن محبوب مثله (٢).
[ ٢١٩٧٨ ] ٦ ـ وعنهم ، عن أحمد بن محمّد ، عن بعض أصحابنا ، عن صالح بن عمر ، عن الحسن بن عبد الله ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : لا تستعن بكسلان ، ولا تستشيرن عاجزاً.
[ ٢١٩٧٩ ] ٧ ـ وعن علي بن محمّد رفعه قال : قال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : إنّ الأشياء لمّا ازدوجت ازدوج الكسل والعجز فنتجا بينهما الفقر (١).
[ ٢١٩٨٠ ] ٨ ـ محمّد بن علي بن الحسين ، بإسناده عن حماد اللحام ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : لا تكسلوا في طلب معائشكم ، فإنّ آباءنا كانوا يركضون فيها ويطلبونها.
أقول : وتقدّم ما يدلّ على ذلك في جهاد النفس (١) ، وفي مقدّمة العبادات (٢) ، ويأتي ما يدلّ عليه (٣).
__________________
(٢) مستطرفات السرائر : ٨٠ / ٩.
٦ ـ الكافي ٥ : ٨٥ / ٦.
٧ ـ الكافي ٥ : ٨٦ / ٨.
(١) قد نظم المعري هذا المعنى فقال :
ألم تر أنّ العجز قد زوّج ابنه |
|
ببنت التواني ثمّ أنقدها مهرا |
فراشاً وطيّاً ثمّ قال لها ارقُدي |
|
فإنّكما لا بدّ أن تولدا فقرا |
( منه. قده ) |
٨ ـ الفقيه ٣ : ٩٥ / ٣٦٣.
(١) تقدم في الباب ٦٦ من أبواب جهاد النفس.
(٢) تقدم في الحديث ٤ من الباب ٢٨ من أبواب مقدمة العبادات ، وفي الحديث ٦ من الباب ١ من أبواب نواقض الوضوء ، وفي الحديث ٤ من الباب ٣ من أبواب أفعال الصلاة.
(٣) يأتي في الباب ١٩ من هذه الأبواب.