محمد بن الحسن الحرّ العاملي [ العلامة الشيخ حرّ العاملي ]
المحقق: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم
الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم
المطبعة: ستاره
الطبعة: ٣
ISBN: 964-5503-12-4
ISBN الدورة:
الصفحات: ٥٧٨
السلام ) (١) قال : قال لي : أتخلون وتحدّثون وتقولون ما شئتم ؟ فقلت : إي والله ، فقال : أما والله لوددت أنّي معكم في بعض تلك المواطن . . . الحديث .
[ ١٥٥٣٤ ] ٣ ـ وعن أبي جعفر ( عليه السلام ) (١) قال : رحم الله عبداً أحيى ذكرنا ، قلت : ما إحياء ذكركم ؟ قال : التلاقي والتذاكر عند أهل الثبات .
[ ١٥٥٣٥ ] ٤ ـ وعن عليّ ، عن أبيه ، عن النوفلي ، عن السكونى ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) إنّ عليّاً ( عليه السلام ) كان يقول : لقيا الإِخوان مغنم جسيم .
[ ١٥٥٣٦ ] ٥ ـ وعن فضيل بن يسار قال : قال أبو جعفر ( عليه السلام ) : أتتجالسون ؟ قلت : نعم ، قال : واهاً لتلك المجالس .
[ ١٥٥٣٧ ] ٦ ـ وعن خيثمة ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : أبلغ موالينا السلام وأوصهم بتقوى الله العظيم وأن يعود (١) غنيّهم على فقيرهم ، وقويهم على ضعيفهم ، وان يشهد حيّهم جنازة ميتهم ، وأن يتلاقوا في بيوتهم ، فإن في لقاء بعضهم بعضاً حياة لأَمرنا ، ثم قال : رحم الله عبداً أحيى أمرنا .
__________________
(١) في المصدر : أبي جعفر الثاني ( عليه السلام ) .
٣ ـ مصادقة الإِخوان : ٣٤ / ٣ .
(١) في المصدر : أبي جعفر الثاني ( عليه السلام ) .
٤ ـ مصادقة الإِخوان : ٣٤ / ٤ .
٥ ـ مصادقة الإِخوان : ٣٤ / ٥ .
٦ ـ مصادقة الإِخوان : ٣٤ / ٦ ، وأورده عن السرائر في الحديث ٧ من الباب ١ من هذه الأبواب .
(١) في المصدر : وأوصهم أن يعود .
[ ١٥٥٣٨ ] ٧ ـ وعن السكوني ، عن جعفر ، عن آبائه ، عن النبي ( صلّى الله عليه وآله وسلم ) قال : ثلاثة راحة المؤمن : التهجّد آخر الليل ، ولقاء الإِخوان ، والإِفطار من الصيّام .
[ ١٥٥٣٩ ] ٨ ـ وعن شعيب العقرقوفي قال : سمعت أبا عبد الله ( عليه السلام ) يقول لأصحابه : اتّقوا الله وكونوا إخوة بررة متحابين في الله ، متواصلين متراحمين ، تزاوروا وتلاقوا وتذاكروا أمرنا وأحيوه .
[ ١٥٥٤٠ ] ٩ ـ وعن أبي جعفر ( عليه السلام ) قال : اجتمعوا وتذاكروا تحف بكم الملائكة ، رحم الله من أحيى أمرنا .
أقول : ويأتي ما يدلّ على ذلك ، في فعل المعروف (١) .
١١ ـ باب استحباب صحبة خيار الناس والقديم من الأصدقاء ، واجتناب صحبة شرارهم ، والحذر حتىٰ من أوثقهم
[ ١٥٥٤١ ] ١ ـ محمّد بن يعقوب ، عن عدّة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمّد ، عن محمّد بن عليّ ، عن موسى بن اليسار القطان ، عن المسعوديّ ، عن أبي داود ، عن ثابت بن أبي صخر ، عن أبي الزّعْلى قال : قال أمير
__________________
٧ ـ مصادقة الإِخوان : ٣٤ / ٧ ، وأورد نحوه عن الفقيه والأمالي في الحديث ٢١ من الباب ٣٩ من أبواب الصلاة المندوبة .
٨ ـ مصادقة الإِخوان : ٣٤ / ٨ .
٩ ـ مصادقة الإِخوان : ٣٨ / ٧ .
(١) يأتي في الباب ٢٣ من أبواب فعل المعروف ، وفي البابين ٩٧ و ٩٨ من أبواب المزار ، وفي البابين ٥١ و ١٢٤ من هذه الأبواب .
الباب ١١ فيه ٥ أحاديث
١ ـ الكافي ٢ : ٤٦٦ / ٣ .
المؤمنين ( عليه السلام ) : قال رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) : انظروا من تحادثون ، فإنّه ليس من أحد ينزل به الموت إلّا مثل له أصحابه إلى الله ، فإن كانوا خياراً فخياراً ، وإن كانوا شراراً فشراراً ، وليس أحد يموت إلّا تمثلت له عند موته .
[ ١٥٥٤٢ ] ٢ ـ وعنهم ، عن سهل بن زياد ، عن عليّ بن أسباط ، عن بعض أصحابه ، عن أبي الحسن ( عليه السلام ) قال : قال عيسى ( عليه السلام ) : إنّ صاحب الشر يعدي ، وقرين السوء يردي فانظر من تقارن .
[ ١٥٥٤٣ ] ٣ ـ وعن عليّ بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن بعض الحلبيين ، عن عبد الله بن مسكان ، عن رجل قال : قال أبو عبد الله ( عليه السلام ) : عليك بالتلاد ، وإيّاك وكُلّ محدث لا عهد له ولا أمانة ولا ذمة ولا ميثاق ، وكن على حذر من أوثق النّاس عندك .
[ ١٥٥٤٤ ] ٤ ـ الحسن بن محمّد الطوسي في ( المجالس ) عن أبيه ، عن محمّد بن محمّد ، عن أبي الحسين المظفر بن محمّد (١) ، عن الحسن بن رجاء ، عن عبد الله بن سليمان (٢) ، عن محمّد بن عليّ العطار ، عن هارون بن أبي بردة ، عن عبيد الله بن موسى ، عن المبارك بن حسّان ، عن عطية ، عن ابن عبّاس قال : قيل يا رسول الله ، أيّ الجلساء خير ؟ قال : من تذكركم الله رؤيته ، ويزيد في علمكم منطقه ، ويرغّبكم في الآخرة عمله (٣) .
__________________
٢ ـ الكافي ٢ : ٤٦٨ / ٤ .
٣ ـ الكافي ٢ : ٤٦٦ / ٤ .
٤ ـ أمالي الطوسي ١ : ١٥٧ .
(١) في المصدر : أبي الحسن محمد بن المظفر البزاز .
(٢) في المصدر : عبيد الله بن سليمان .
(٣) في المصدر : من ذكّركم الله رؤيته ، وزادكم في علمكم منطقه ، وذكّركم بالآخرة عمله .
[ ١٥٥٤٥ ] ٥ ـ عبد الله بن جعفر الحميري في ( قرب الإِسناد ) عن محمّد بن الوليد ، عن داود الرقيّ ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : انظر إلى كلّ ما لا يعنيك (١) منفعة في دينك فلا تعتدن به ، ولا ترغبنّ في صحبته ، فإنّ كل ما سوى الله مضمحل وخيم عاقبته .
أقول : وتقدّم ما يدلّ على ذلك (٢) ، ويأتي ما يدلّ عليه (٣) .
١٢ ـ باب استحباب قبول النصح وصحبة الإِنسان من يعرّفه عيبه نصحاً ، لا من يستره عنه غشاً
[ ١٥٥٤٦ ] ١ ـ محمّد بن يعقوب ، عن عدّة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمّد ، عن عبدالرحمٰن بن أبي نجران ، ( عن محمّد بن الصلت ، عن أبان ، عن أبي العديس ) (١) قال : قال أبو جعفر ( عليه السلام ) : يا صالح ، اتّبع من يبكيك وهو لك ناصح ، ولا تتّبع من يضحكك وهو لك غاش ، وستردون على الله جميعاً فتعلمون .
ورواه البرقيّ في ( المحاسن ) عن عبدالرحمٰن بن أبي نجران ، عن
__________________
٥ ـ قرب الإِسناد : ٢٥ .
(١) في المصدر : ما لا يفيدك .
(٢) تقدم في الحديث ٢ من الباب ٥٠ من أبواب الذكر ، وفي الحديث ١٢ من الباب ٤٩ من أبواب آداب السفر .
(٣) يأتي في الباب ١٦ وفي الحديثين ١ و ٣ من الباب ١٧ ، وفي الحديث ٣٣ من الباب ١٠٤ من هذه الأبواب .
الباب ١٢ فيه ٣ أحاديث
١ ـ الكافي ٢ : ٤٦٦ / ٢ .
(١) في التهذيب : محمّد بن الصلت ـ أبو العديس ـ عن صالح ، وفي المحاسن : محمد بن الصلت ، عن أبو العديس ، عن صالح .
محمّد بن أبي الصلت مثله (٢) .
ورواه الشيخ بإسناده عن الصفّار ، عن عبد الله بن عامر ، عن عبدالرحمٰن بن أبي نجران (٣) .
[ ١٥٥٤٧ ] ٢ ـ وعنهم ، عن أحمد بن محمّد رفعه إلى أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : أحبّ إخواني إليّ من أهدى إليّ عيوبي .
[ ١٥٥٤٨ ] ٣ ـ أحمد بن أبي عبد الله البرقيّ في ( المحاسن ) عن بعض أصحابه رفعه قال : قال أبو عبد الله ( عليه السلام ) : لا يستغني المؤمن عن خصلة وبه الحاجة إلى ثلاث خصال : توفيق من الله عزّ وجلّ ، وواعظ من نفسه ، وقبول من ينصحه .
أقول : ويأتي ما يدلّ على ذلك (١) .
١٣ ـ باب استحباب مصادقة من يحفظ صديقه ولا يسلمه
[ ١٥٥٤٩ ] ١ ـ محمّد بن يعقوب ، عن عدّة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمّد ، عن محمّد بن الحسن ، عن عبيد الله الدهقان ، عن أحمد بن عائذ ، عن عبيد الله الحلبي ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : لا تكون الصداقة إلّا بحدودها ، فمن كانت فيه هذه الحدود أو شيء منها فانسبه إلى الصداقة ،
__________________
(٢) المحاسن : ٦٠٣ : ٣٢ .
(٣) التهذيب ٦ : ٣٧٧ / ١١٠٤ .
٢ ـ الكافي ٢ : ٤٦٦ / ٥ .
٣ ـ المحاسن : ٦٠٤ / ٣٣ .
(١) يأتي في الحديث ٥ من الباب ١٧ من هذه الأبواب .
وتقدم ما يدلّ عليه في الحديث ٩ من الباب ٧ من هذه الأبواب .
الباب ١٣ فيه حديثان
١ ـ الكافي ٢ : ٤٦٧ / ٦ ، وأورد مثله عن المجالس والخصال بطريق آخر في الحديث ٣ من الباب ١٠٢ من هذه الأبواب .
ومن لم يكن فيه شيء منها فلا تنسبه إلى شيء من الصداقة ، فأوّلها أن تكون سريرته وعلانيته لك واحدة ، والثانية أن يرى زينك زينه ، وشينك شينه ، والثالثة أن لا يغيره عليك ولاية ولا مال ، والرابعة أن لا يمنعك شيئاً تناله مقدرته ، والخامسة وهي تجمع هذه الخصال أن لا يسلمك عند النكبات .
ورواه الشّيخ في كتاب ( الإِخوان ) بإسناده عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) نحوه (١) .
[ ١٥٥٥٠ ] ٢ ـ محمّد بن الحسين الرضي في ( نهج البلاغة ) عن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) أنّه قال : لا يكون الصديق صديقاً حتّى يحفظ أخاه في ثلاث : في نكبته ، وغيبته ، ووفاته .
١٤ ـ باب استحباب مواساة الإِخوان بعضهم لبعض
[ ١٥٥٥١ ] ١ ـ محمّد بن عليّ بن الحسين في كتاب ( الإِخوان ) بسنده عن عليّ بن عقبة ، عن الوصّافي ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) قال : قال لي : أرأيت من قبلكم إذا كان الرجل ليس عليه رداء ، وعند بعض إخوانه رداء يطرحه عليه ؟ قال : قلت : لا ، قال : فإذا كان ليس عنده إزار يوصل إليه بعض إخوانه بفضل إزاره حتّى يجد له إزاراً ؟ قال : قلت : لا ، قال : فضرب بيده على فخذه ثمّ قال : ما هؤلاء بإخوة .
[ ١٥٥٥٢ ] ٢ ـ وعن إسحاق بن عمّار قال : كنت عند أبي عبد الله ( عليه
__________________
(١) مصادقة الإِخوان : ٣٠ / ١ .
٢ ـ نهج البلاغة ٣ : ١٨٤ / ١٣٤ .
الباب ١٤ فيه ٥ أحاديث
١ ـ مصادقة الإِخوان : ٣٦ / ١ .
٢ ـ مصادقة الإِخوان : ٣٦ / ٣ .
السلام ) فذكر مواساة الرجل لإِخوانه وما يجب له عليهم فدخلني من ذلك أمر عظيم ، فقال : إنّما ذلك إذا قام قائمنا وجب عليهم أن يجهّزوا إخوانهم وأن يقوّوهم .
[ ١٥٥٥٣ ] ٣ ـ وعن أبيه ، عن عليّ ، عن أبيه ، عن محمّد بن أبي عمير ، عن خلاد السندي رفعه قال : أبطأ على رسول الله ( صلّى الله عليه وآله وسلم ) رجل فقال : ما أبطأ بك ؟ فقال : العري يا رسول الله ، فقال : أما كان لك جار له ثوبان يعيرك أحدهما ؟ فقال : بلى يا رسول الله ، فقال : ما هذا لك بأخ .
[ ١٥٥٥٤ ] ٤ ـ وعنه ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن مفضّل بن يزيد قال : قال أبو عبد الله ( عليه السلام ) : انظر ما أصبت فعد به على إخوانك ، فإنّ الله يقول : ( إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ) (١) قال أبو عبد الله ( عليه السلام ) : قال رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) : ثلاثة لا تطيقها هذه الأُمّة : المواساة للأَخ في ماله ، وإنصاف الناس من نفسه ، وذكر الله على كلّ حال وليس هو سبحان الله والحمد لله ولا إله إلّا الله والله أكبر فقط ، ولكن إذا ورد على ما يحرّم خاف الله .
[ ١٥٥٥٥ ] ٥ ـ وعن ابن أعين أنّه سأل أبا عبد الله ( عليه السلام ) عن حقّ المسلم على أخيه فلم يجبه ، قال : فلمّا جئت أُودّعه قلت : سألتك فلم تجبني ، قال : إنّي أخاف أن تكفروا ، وإنّ من أشدّ ما افترض الله على خلقه ثلاثاً : إنصاف المؤمن من نفسه حتّى لا يرضى لأَخيه المؤمن من نفسه إلّا بما
__________________
٣ ـ مصادقة الإِخوان : ٣٦ / ٤ .
٤ ـ مصادقة الإِخوان : ٣٦ / ٥ .
(١) هود ١١ : ١١٤ .
٥ ـ مصادقة الإِخوان : ٤٠ / ٣ .
يرضى لنفسه ، ومواساة الأَخ المؤمن في المال وذكر الله على كلّ حال ، ليس سبحان الله والحمدلله ، ولكن عند ما حرّم الله عليه فيدعه .
أقول : وتقدم ما يدلّ على ذلك في الصّدقة (١) ، ويأتي ما يدلّ عليه في فعل المعروف (٢) وفي جهاد النفس (٣) .
١٥ ـ باب كراهة مؤاخاة الفاجر والأحمق والكذاب
[ ١٥٥٥٦ ] ١ ـ محمّد بن يعقوب ، عن عدّة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمّد بن خالد ، عن عمرو بن عثمان ، عن محمّد بن سالم الكنديّ ، عمّن حدّثه ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : كان أمير المؤمنين ( عليه السلام ) إذا صعد المنبر قال : ينبغي للمسلم أن يتجنب مؤاخاة ثلاثة : الماجن الفاجر ، والأَحمق ، والكذّاب ، فأمّا الماجن الفاجر فيزيّن لك فعله ويحبّ أن تكون مثله ، ولا يعينك على أمر دينك ومعادك ، مقارنته جفاء وقسوة ، ومدخله ومخرجه عار عليك ، وأمّا الأَحمق فإنّه لا يشير عليك بخير ، ولا يرجى لصرف السوء عنك ولو أجهد نفسه ، وربّما أراد منفعتك فضرّك ،
__________________
(١) تقدم في الباب ٢٧ من أبواب الصدقة .
(٢) يأتي في الحديث ٤ من الباب ٣٧ من أبواب فعل المعروف .
(٣) يأتي في الباب ٣٤ من أبواب جهاد النفس ، وفي الحديث ٣ من الباب ٣٤ من أبواب جهاد العدو .
وتقدم ما يدلّ ذلك في الحديثين ١٥ و ١٦ من الباب ١ من أبواب المواقيت ، وفي الحديث ٣ من الباب ٤٩ من أبواب الملابس ، وفي الحديث ١٢ من الباب ٥ من أبواب الذِّكر .
ويأتي ما يدلّ عليه في الباب ١٢٢ وفي الحديث ٢ من الباب ١٢٤ من هذه الأبواب ، وفي الباب ٣٢ من أبواب آداب التجارة .
الباب ١٥ فيه ٥ أحاديث
١ ـ الكافي ٢ : ٢٧٩ / ٦ .
فموته خير من حياته ، وسكوته خير من نطقه ، وبعده خير من قربه ، وأمّا الكذّاب فإنّه لا يهنئك معه عيش ينقل حديثك ، وينقل إليك الحديث ، كلّما أفنى أُحدوثة مطّها (١) بأُخرى مثلها حتّى أنّه يحدث بالصّدق فما يصدق ويفرق (٢) بين النّاس بالعداوة فينبت السّخائم في الصّدور ، فاتقوا الله وانظروا لأَنفسكم
ورواه الصدوق في كتاب ( الإِخوان ) بإسناده عن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) نحوه (٣) .
[ ١٥٥٥٧ ] ٢ ـ قال الكلينيّ : وفي رواية عبدالأَعلى ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : قال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : لا ينبغي للمرء المسلم أن يؤاخي الفاجر ، فإنّه يزيّن له فعله ويحبّ أن يكون مثله ، ولا يعينه على أمر دنياه ولا أمر معاده ، ومدخله إليه ومخرجه من عنده شين عليه .
[ ١٥٥٥٨ ] ٣ ـ وعنهم ، عن أحمد بن محمّد ، عن عثمان بن عيسى ، عن محمّد بن يوسف عن ميسّر ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : لا ينبغي للمسلم (١) أن يؤاخي الفاجر ، ولا الأَحمق ، ولا الكذّاب .
[ ١٥٥٥٩ ] ٤ ـ وعن أبي عليّ الأَشعريّ ، عن محمّد بن عبد الجبّار ، عن الحجّال ، عن عليّ بن يعقوب الهاشميّ ، عن هارون بن مسلم ، عن
__________________
(١) في نسخة : مطرها ( هامش المخطوط ) .
(٢) في نسخة : يغري ( هامش المخطوط ) .
(٣) مصادقة الإِخوان : ٧٨ / ٢ .
٢ ـ الكافي ٢ : ٤٦٧ / ٢ .
٣ ـ الكافي ٢ : ٤٦٧ / ٣ .
(١) في المصدر : للمرء المسلم .
٤ ـ الكافي ٢ : ٤٦٩ / ١١ .
عبيد بن زرارة قال : قال أبو عبد الله ( عليه السلام ) : إياك (١) ومصادقة الأَحمق فإنّك أسرّ ما تكون من ناحيته أقرب ما يكون إلى مساءتك .
[ ١٥٥٦٠ ] ٥ ـ أحمد بن أبي عبد الله البرقيّ في ( المحاسن ) عن عمرو بن عثمان ، عن محمّد بن سالم الكندي ، عمّن حدّثه ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : كان عليّ ( عليه السلام ) عندكم إذا صعد المنبر يقول : ينبغي للمسلم أن يجتنب مؤاخاة الكذّاب ، فإنّه لا يهنئك معه عيش ، ينقل حديثك ، وينقل الأَحاديث إليك ، كلّما فنيت أُحدوثةً مطّها بأُخرى ، حتى أنّه ليحدّث بالصّدق فما يصدق ، فينقل الأَحاديث من بعض النّاس إلى بعض يكسب بينهم العداوة ، وينبت الشحناء في الصّدور .
أقول : وتقدّم ما يدلّ على ذلك (١) ، ويأتي ما يدل عليه (٢) .
١٦ ـ باب كراهة مشاركة العبيد والسفلة والفجار في الأمر
[ ١٥٥٦١ ] ١ ـ محمّد بن يعقوب ، عن محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد ، ومحمّد بن الحسين ، عن محمّد بن سنان ، عن عمّار بن موسى قال : قال أبو عبد الله ( عليه السلام ) : يا عمّار ، إن كنت تحب أن تستتب (١) لك النعمة وتكمل لك المروءة وتصلح لك المعيشة فلا تشارك العبيد والسّفلة
__________________
(١) في نسخة : إياكم .
٥ ـ المحاسن : ١١٧ / ١٢٥ .
(١) تقدم في البابين ٨ و ١١ من هذه الأبواب .
(٢) يأتي في البابين ١٦ و ١٧ وفي الحديث ٤ من الباب ١٩ ، وفي الحديث ٣٣ من الباب ١٠٤ من هذه الأبواب ، وفي البابين ٣٧ و ٣٨ من أبواب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر .
الباب ١٦ فيه ٤ أحاديث
١ ـ الكافي ٢ : ٤٦٨ / ٥ ، ٦ .
(١) في نسخة : تستتم ( هامش المخطوط ) .
في أمرك ، فإنّهم إن ائتمنتهم خانوك ، وإن حدثوك كذبوك ، وإن نكبت خذلوك ، وإن وعدوك أخلفوك .
قال : وسمعت أبا عبد الله ( عليه السلام ) يقول : حب الأبرار للأَبرار ثواب للأَبرار ، وحب الفجّار للأَبرار فضيلة للأَبرار ، وبغض الفجّار للأَبرار زين للأَبرار ، وبغض الأَبرار للفجار خزي على الفجّار .
[ ١٥٥٦٢ ] ٢ ـ وعن عليّ بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن بعض أصحابه ، عن إبراهيم بن أبي البلاد ، عمّن ذكره رفعه قال : قال لقمان لابنه : يا بني ، لا تقترب فيكون أبعد لك ، ولا تبعد فتهان ، كلّ دابّة تحبّ مثلها ، وإنّ ابن آدم يحبّ مثله ، ولا تنشر برّك إلّا عند باغيه ، كما ليس بين الذئب والكبش خلّة كذلك ليس بين البارّ والفاجر خلّة ، من يقرب من الزفت (١) يعلق به بعضه ، كذلك من يشارك الفاجر يتعلّم من طرقه ، من يحبّ المراء يشتم ، ومن يدخل مداخل السوء يتّهم ، ومن يقارن قرين السوء لا يسلم ، ومن لا يملك لسانه يندم .
[ ١٥٥٦٣ ] ٣ ـ محمّد بن عليّ بن الحسين في ( العلل ) عن أبيه ، عن محمّد بن يحيى ، عن محمّد بن أحمد ، عن موسى بن عمر ، عن محمّد بن سنان ، عن عمّار الساباطي قال : قال أبو عبد الله ( عليه السلام ) : يا عمّار ، إن كنت تحبّ أن تستتب لك النعمة وتكمل لك المودّة وتصلح لك المعيشة فلا تستشر العبيد والسفلة في أمرك ، فإنّك إن ائتمنتهم خانوك ، وإن حدّثوك كذبوك ، وإن نكبت خذلوك ، وإن وعدوك موعداً لم يصدقوك .
[ ١٥٥٦٤ ] ٤ ـ وعنه ، عن محمّد بن يحيى ، عن محمّد بن أحمد ، عن
__________________
٢ ـ الكافي ٢ : ٤٦٩ / ٩ .
(١) الزفت : القير . ( الصحاح ـ زفت ـ ١ : ٢٤٩ ) .
٣ ـ علل الشرائع : ٥٥٨ / ١ ، وأورده في الحديث ٢ من الباب ٢٦ من هذه الأبواب .
٤ ـ علل الشرائع : ٥٥٩ / ٢ ، وأورده في الحديث ٣ من الباب ٢٦ من هذه الأبواب .
محمّد بن الحسين ، عن ابن محبوب ، عن معاوية بن وهب ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال سمعته يقول كان أبي ( عليه السلام ) يقول : قم بالحقّ ولا تعرض لما فاتك ، واعتزل ما لا يعنيك ، وتجنّب عدوّك ، واحذر صديقك من الأَقوام إلّا الأَمين والأَمين من خشى الله ، ولا تصحب الفاجر ولا تطلعه على سرّك ولا تأمنه على أمانتك ، واستشر في أُمورك الذين يخشون ربّهم .
أقول : ويأتي ما يدلّ على ذلك (١) .
١٧ ـ باب تحريم مصاحبة الكذاب والفاسق والبخيل والأحمق وقاطع الرحم ومحادثتهم ومرافقتهم لغير ضرورة أو تقية
[ ١٥٥٦٥ ] ١ ـ محمّد بن يعقوب ، عن عدّة من أصحابنا ، عن سهل بن زياد ، وعليّ بن إبراهيم ، عن أبيه جميعاً عن عمرو بن عثمان ، عن محمّد بن عذافر ، عن بعض أصحابنا ، عن محمّد بن مسلم وأبي حمزة ، عن أبي عبد الله ، عن أبيه قال : قال لي أبي عليّ بن الحسين ( عليهم السلام ) : يا بني ، انظر خمسة فلا تصاحبهم ولا تحادثهم ولا ترافقهم في طريق ، فقلت : يا أبه ، من هم عرّفنيهم ؟ قال : إيّاك ومصاحبة الكذّاب فإنّه بمنزلة السراب يقرب لك البعيد ، ويبعد لك القريب ، وإيّاك ومصاحبة الفاسق فإنّه بائعك بأكلة ، وأقلّ من ذلك ، وإيّاك ومصاحبة البخيل فإنّه يخذلك في ماله أحوج ما تكون إليه ، وإيّاك ومصاحبة الأَحمق فإنّه يريد أن ينفعك فيضرّك ، وإيّاك
__________________
(١) يأتي ما يدلّ على بعض المقصود في الباب ٢٤ من أبواب آداب التجارة .
وتقدم ما يدلّ عليه في الحديث ٧ من الباب ٢٠ من أبواب مقدمة العبادات .
الباب ١٧ فيه ٥ أحاديث
١ ـ الكافي ٢ : ٢٧٩ / ٧ ، ٤٦٨ / ٧ .
ومصاحبة القاطع لرحمه فإنّي وجدته ملعوناً في كتاب الله في ثلاثة مواضع قال الله عزّ وجلّ ( فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِن تَوَلَّيْتُمْ أَن تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ * أُولَـٰئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّـهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَىٰ أَبْصَارَهُمْ ) (١) وقال : ( وَالَّذِينَ يَنقُضُونَ عَهْدَ اللَّـهِ مِن بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّـهُ بِهِ أَن يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ أُولَـٰئِكَ لَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ ) (٢) وقال : في سورة البقرة : ( الَّذِينَ يَنقُضُونَ عَهْدَ اللَّـهِ مِن بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّـهُ بِهِ أَن يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ أُولَـٰئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ ) (٣) .
[ ١٥٥٦٦ ] ٢ ـ الحسن بن محمّد الطوسيّ في ( المجالس ) عن أبيه ، عن المفيد ، عن محمّد بن عليّ الجعابي (١) ، عن أحمد بن محمّد بن سعيد الهمداني (٢) ، عن أحمد بن يحيى بن زكريّا (٣) ، عن أسد بن زيد القرشي (٤) ، عن محمّد بن موسى (٥) ، عن محمّد بن مروان ، عن الصادق جعفر بن محمّد ( عليهما السلام ) قال : إيّاك وصحبة الأَحمق فإنّه أقرب ما تكون منه أقرب ما يكون إلى مساءتك .
[ ١٥٥٦٧ ] ٣ ـ محمّد بن الحسين الرّضي في ( نهج البلاغة ) عن أمير
__________________
(١) محمّد ( صلّى الله عليه وآله ) ٤٧ : ٢٢ ـ ٢٣ .
(٢) الرعد ١٣ : ٢٥ .
(٣) البقرة ٢ : ٢٧ .
٢ ـ أمالي الطوسي ١ : ٣٧ .
(١) في المصدر : محمد بن عمر الجعابي .
(٢) في المصدر : أحمد بن محمد بن سعيد المهراني .
(٣) في المصدر : أحمد بن محمد يحيىٰ بن زكريّا .
(٤) في المصدر : أسيد بن زيد القرشي .
(٥) ليس في المصدر .
٣ ـ نهج البلاغة ٣ : ١٦١ / ٣٨ .
المؤمنين ( عليه السلام ) قال : يا بني ، إيّاك ومصادقة الأَحمق فإنّه يريد أن ينفعك فيضرّك ، وإيّاك ومصادقة البخيل فإنّه يقعد (١) عنك أحوج ما تكون إليه ، وإيّاك ومصادقة الفاجر فإنّه يبيعك بالتافه وإيّاك ومصادقة الكذاب فإنّه كالسّراب يقرب عليك البعيد ، ويبعد عليك القريب .
[ ١٥٥٦٨ ] ٤ ـ محمّد بن عليّ بن الحسين في ( الخصال ) عن محمّد بن الحسن ، عن سعد ، عن محمّد بن عيسى ، عن القاسم بن يوسف ، عن حنان بن سدير ، عن أبيه ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) قال : لا تقارن ولا تؤاخِ أربعة : الأَحمق ، والبخيل ، والجبان ، والكذّاب ، أما الأَحمق فيريد أن ينفعك فيضرّك ، وأمّا البخيل فإنّه يأخذ منك ولا يعطيك ، وأما الجبان فإنّه يهرب عنك وعن والديه ، وأمّا الكذّاب فإنه يصدق ولا يُصدَّق .
[ ١٥٥٦٩ ] ٥ ـ محمّد بن الحسن في ( المجالس والأَخبار ) عن جماعة ، عن أبي المفضّل ، عن رجاء بن يحيى العبرتائي ، عن هارون بن مسلم ، عن مسعدة بن صدقة ، عن جعفر بن محمّد ، عن أبيه ( عليهما السلام ) قال : أردت سفراً فأوصى إليّ أبي عليّ بن الحسين ( عليهم السلام ) فقال : في وصيته : إيّاك يا بني أن تصاحب الأَحمق أو تخالطه واهجره ولا تحادثه فإنّ الأَحمق هجنة عيّاب (١) غائباً كان أو حاضراً ، إن تكلّم فضحه حمقه ، وإن سكت قصر به عيّه (٢) ، وإن عمل أفسد ، وإن استرعى أضاع ، لا علمه من نفسه يغنيه ، ولا علم غيره ينفعه ولا يطيع ناصحه ، ولا يستريح مقارنه ،
__________________
(١) في المصدر : يَبْعُدُ .
٤ ـ الخصال : ٢٤٤ / ١٠٠ .
٥ ـ أمالي الطوسي ٢ : ٢٢٦ .
(١) في المصدر : هجنة عين .
(٢) في المصدر : غيّه .
تودُّ أُمّة أنّها ثكلته ، وامرأته أنّها فقدته ، وجاره بعد داره ، وجليسه الوحدة من مجالسته ، إن كان أصغر من في المجلس أعنى من فوقه ، وإن كان أكبرهم افسد من دونه .
أقول : وتقدم ما يدلّ على ذلك (٣) ، ويأتي ما يدلّ عليه في الأَمر بالمعروف والنهي عن المنكر (٤) .
١٨ ـ باب كراهة مجالسة الأنذال والأغنياء ومحادثة النساء
[ ١٥٥٧٠ ] ١ ـ محمّد بن يعقوب ، عن عدّة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمّد ، عن موسى بن القاسم ، عن المحاربي ، عن أبي عبد الله ، عن آبائه ( عليهم السلام ) قال : قال رسول الله ( صلّى الله عليه وسلم ) : ثلاثة مجالستهم تميت القلب : الجلوس مع الأَنذال ، والحديث مع النّساء ، والجلوس مع الأَغنياء .
محمّد بن عليّ بن الحسين بإسناده عن حمّاد بن عمرو وأنس بن محمد ، عن أبيه ، عن جعفر بن محمّد ، عن آبائه ( عليهم السلام ) ـ في وصيّة النبيّ ( صلّى الله عليه وآله ) لعليّ ( عليه السلام ) ـ نحوه (١) .
[ ١٥٥٧١ ] ٢ ـ وفي ( المجالس ) عن محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد ، عن الحسين بن الحسن بن أبان ، عن الحسين بن سعيد ، عن فضالة بن أيّوب ، عن يحيى الحلبيّ ، عن أبيه ، عن عبد الله بن سليمان ، عن أبي
__________________
(٣) تقدم في البابين ١١ و ١٥ من هذه الأبواب .
(٤) يأتي في البابين ٣٧ و ٣٨ من أبواب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر .
الباب ١٨ فيه حديثان
١ ـ الكافي ٢ : ٤٦٩ / ٨ ، وأورده عن الخصال في الحديث ٢ من الباب ١٤١ من هذه الأبواب .
(١) الفقيه ٤ : ٢٥٨ / ٨٢٤ .
٢ ـ أمالي الصدوق : ٢٠٩ / ٣ .
جعفر الباقر ( عليه السلام ) أنه قال لرجل : يا فلان ، لا تجالس الأَغنياء فإنّ العبد يجالسهم وهو يرى أنّ لله عليه نعمة فما يقوم حتّى يرى أن ليس لله عليه نعمة .
١٩ ـ باب كراهة دخول موضع التهمة
[ ١٥٥٧٢ ] ١ ـ محمّد بن يعقوب ، عن عليّ بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن النوفليّ ، عن السكوني ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : قال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : من عرض نفسه للتهمة فلا يلومنّ من أساء به الظنّ ، ومن كتم سرّه كانت الخيرة في يده .
[ ١٥٥٧٣ ] ٢ ـ محمّد بن عليّ بن الحسين في ( المجالس ) عن أحمد بن محمّد بن يحيى ، عن أبيه ، عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ، عن محمّد بن سنان ، عن الحسين بن يزيد (١) ، عن الصادق جعفر بن محمّد ( عليهما السلام ) قال : من دخل موضعاً من مواضع التهمة فاتّهم فلا يلومنّ إلّا نفسه .
[ ١٥٥٧٤ ] ٣ ـ وبالإِسناد عن محمّد بن سنان ، عن أبي الجارود ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) ، عن أبيه ، عن جدّه قال : قال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : من وقف بنفسه موقف التهمة فلا يلومنّ من أساء به الظن . . . الحديث .
__________________
٣ ـ تقدم في البابين ١١ و ١٥ من هذه الأبواب .
الباب ١٩ فيه ٧ أحاديث
١ ـ الكافي ٨ : ١٥٢ / ١٣٧ .
٢ ـ أمالي الصدوق : ٤٠٢ / ٥ .
(١) في المصدر : الحسين بن زيد .
٣ ـ أمالي الصدوق : ٢٥٠ / ٨ .
[ ١٥٥٧٥ ] ٤ ـ الحسن بن محمّد الطوسيّ في ( المجالس ) عن أبيه ، عن المفيد ، عن محمّد بن عليّ الصيرفي (١) ، عن محمّد بن همام الإِسكافي ، عن جعفر بن محمّد بن مالك ، عن أحمد بن سلامة (٢) ، عن محمّد بن الحسن العامريّ ، عن أبي معمّر ، عن أبي بكر بن عيّاش ، عن الفجيع العقيليّ ـ في وصيّة أمير المؤمنين ( عليه السلام ) لولده الحسن ( عليه السلام ) ـ أنّه قال فيها : وإيّاك ومواطن التهمة ، والمجلس المظنون به السوء ، فإنّ قرين السوء يغرّ جليسه (٣) .
[ ١٥٥٧٦ ] ٥ ـ محمّد بن إدريس في آخر ( السرائر ) نقلاً من جامع البزنطي قال : قال أبو الحسن ( عليه السلام ) : قال أبو عبد الله ( عليه السلام ) : اتّقوا مواقف الرّيب ، ولا يقفنّ أحدكم مع أُمه في الطريق فإنّه ليس كلّ أحد يعرفها .
[ ١٥٥٧٧ ] ٦ ـ محمّد بن الحسين الرضي في ( نهج البلاغة ) عن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) أنّه قال : من وضع نفسه مواضع التهمة فلا يلومنّ من أساء به الظن .
[ ١٥٥٧٨ ] ٧ ـ قال : وقال ( عليه السلام ) : من سلّ سيف البغي قتل به ،
__________________
٤ ـ أمالي الطوسي ١ : ٦ .
(١) في المصدر : عمر بن محمد بن علي الصيرفي المعروف بابن الزيّات . . .
(٢) في المصدر : أحمر بن سلامة الغنوي . . .
(٣) في المصدر : يغير جليسه .
٥ ـ مستطرفات السرائر : ٦٢ / ٣٨ .
٦ ـ نهج البلاغة ٣ : ١٩٢ / ١٥٩ .
٧ ـ نهج البلاغة ٣ : ٢٣٥ / ٣٤٩ ، وأورد ذيله في الحديث ٢٠ من الباب ١١٧ من هذه الأبواب .
ومن كابد الأمور عطب ، ومن اقتحم اللجج غرق ، ومن دخل مداخل السوء اتّهم .
أقول : ويأتي ما يدلّ على ذلك (١) .
٢٠ ـ باب استحباب توقي فراسة المؤمن
[ ١٥٥٧٩ ] ١ ـ محمّد بن الحسن الصفار في ( بصائر الدّرجات ) عن العبّاس بن معروف ، عن حمّاد بن عيسى ، عن ربعي ، عن محمّد بن مسلم ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) في قول الله تبارك وتعالى : ( إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّلْمُتَوَسِّمِينَ ) (١) قال : هم الأَئمّة ( عليهم السلام ) قال رسول الله ( صلّى الله عليه وآله وسلم ) : اتّقوا فراسة المؤمن فإنّه ينظر بنور الله في قوله : ( إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّلْمُتَوَسِّمِينَ ) (٢) .
[ ١٥٥٨٠ ] ٢ ـ وعن محمّد بن عيسى ، عن سليمان الجعفري قال : كنّا عند أبي الحسن ( عليه السلام ) فقال : اتق فراسة المؤمن فإنّه ينظر بنور الله . . . الحديث .
[ ١٥٥٨١ ] ٣ ـ محمّد بن الحسن الرضي في ( نهج البلاغة ) عن أمير
__________________
(١) يأتي في الأحاديث ٩ و ١٦ و ١٨ من الباب ٣٨ من أبواب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر .
وتقدم في الحديث ٢ من الباب ١٦ من هذه الأبواب .
الباب ٢٠ فيه ٣ أحاديث
١ ـ بصائر الدرجات : ٣٧٥ / ٤ .
(١) الحجر ١٥ : ٧٥ .
(٢) الحجر ١٥ : ٧٥ .
٢ ـ بصائر الدرجات : ٩٩ / ١ .
٣ ـ نهج البلاغة ٣ : ٢٢٧ / ٣٠٩ .
المؤمنين ( عليه السلام ) قال : اتّقوا ظنون المؤمنين فإنّ الله جعل الحق على ألسنتهم .
أقول : وتقدّم ما يدلّ على ذلك (١) ، ويأتي ما يدلّ عليه (٢) .
٢١ ـ باب استحباب مشاورة أصحاب الرأي
[ ١٥٥٨٢ ] ١ ـ أحمد بن محمّد البرقيّ في ( المحاسن ) عن جعفر بن محمّد الأَشعريّ ، عن ابن القدّاح ، عن جعفر بن محمّد ، عن آبائه ( عليهم السلام ) (١) قال : قيل : يا رسول الله ما الحزم ، قال : مشاورة ذوي الرأي واتباعهم .
[ ١٥٥٨٣ ] ٢ ـ وعن عدّة من أصحابنا ، عن عليّ بن أسباط ، عن عبد الملك بن سلمة ، عن السري بن خالد ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : فيما أوصى به رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) عليّاً ( عليه السلام ) قال : لا مظاهرة أوثق من المشاورة ، ولا عقل كالتدبير .
[ ١٥٥٨٤ ] ٣ ـ وعن أبيه ، عن محمّد بن سنان ، عن أبي الجارود ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) قال : في التوراة أربعة أسطر : من لا يستشر يندم ، والفقر الموت الأَكبر ، كما تدين تدان ، ومن ملك استأثر .
__________________
(١) تقدم في الحديث ٢١ من الباب ٢٠ من أبواب مقدمة العبادات .
(٢) يأتي في الحديث ١٢ من الباب ٨٥ من هذه الأبواب .
الباب ٢١ فيه ٨ أحاديث
١ ـ المحاسن : ٦٠٠ / ١٤ .
(١) في المصدر : عن أبيه ( عليه السلام ) .
٢ ـ المحاسن : ٦٠١ / ١٥ .
٣ ـ المحاسن : ٦٠١ / ١٦ .
[ ١٥٥٨٥ ] ٤ ـ وعن عثمان بن عيسى ، عن سماعة بن مهران ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : قال : لن يهلك امرؤ عن مشورة .
[ ١٥٥٨٦ ] ٥ ـ محمّد بن الحسين الرضي في ( نهج البلاغة ) عن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) إنّه قال : لا غنى كالعقل ، ولا فقر كالجهل ، ولا ميراث كالأدب ، ولا ظهير كالمشاورة .
[ ١٥٥٨٧ ] ٦ ـ قال : وقال ( عليه السلام ) : من استبدّ برأيه هلك ، ومن شاور الرجال شاركها في عقولها .
[ ١٥٥٨٨ ] ٧ ـ قال : وقال ( عليه السلام ) : الاستشارة عين الهداية .
[ ١٥٥٨٩ ] ٨ ـ قال : وقال ( عليه السلام ) : ( خاطر بنفسه ) (١) من استغنى برأيه .
أقول : ويأتي ما يدلّ على ذلك (٢) .
__________________
٤ ـ المحاسن : ٦٠١ / ١٨ .
٥ ـ نهج البلاغة ٣ : ١٦٤ / ٥٤ .
٦ ـ نهج البلاغة ٣ : ١٩٢ / ١٦١ .
٧ ـ نهج البلاغة ٣ : ٢٠١ / ٢١١ .
٨ ـ نهج البلاغة ٣ : ٢٠١ / ٢١١ .
(١) في المصدر : وقد خاطر .
(٢) يأتي في الباب ٢٢ وفي الحديث ١ من الباب ٥١ من هذه الأبواب .
وتقدم ما يدلّ على استحباب المشاورة في الحديث ٢ من الباب ٢ وفي الحديثين ٢ و ١١ من الباب ٥ من أبواب صلاة الاستخارة ، وفي الباب ٥٢ من أبواب آداب السفر .