معيار الاختيار في ذكر المعاهد والدّيار

أبي عبد الله محمّد بن عبد الله بن سعيد بن أحمد السلماني [ لسان الدين بن الخطيب ]

معيار الاختيار في ذكر المعاهد والدّيار

المؤلف:

أبي عبد الله محمّد بن عبد الله بن سعيد بن أحمد السلماني [ لسان الدين بن الخطيب ]


المحقق: الدكتور محمّد كمال شبانة
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: مكتبة الثقافة الدينية
الطبعة: ٠
ISBN: 977-341-066-8
الصفحات: ١٩٨

وفى هذه الأثناء قام السلطان ابن الأحمر بمحاولة أخرى للايقاع بابن الخطيب ، وذلك بأن أوعز الى الوزير «ابن غازى» أن يبعث اليه بابن الخطيب ، فامتنع ابن غازى ، وتوترت العلاقات مرة أخرى ، بين غرناطة وفاس ، الأمر الذي جعل ابن الأحمر يوغر صدور هؤلاء الأمراء المرينيين ضد النظام القائم فى فاس ، وبذل فى سبيل القضاء على هذا النظام مساعدات ضخمة ، كما أقنع من اتصل بهم من حكام الأقاليم  ـ  وخاصة حاكم سبتة أبا محمد بن عثمان  ـ  بأن من الأفضل للمغرب أن يكون الملك رجلا راشدا ، لا طفلا صغيرا ، لا يدرك شيئا ، واتفق معه على تنصيب الأمير المرينى أبى العباس أحمد بن أبى سالم ملكا على المغرب ، وأنه  ـ  أى محمد بن عثمان  ـ  سيكون الوزير مستقبلا ، وأعطاه المزيد من المساعدات الهائلة لتنفيذ هذا الاتفاق ، على أن يحقق هذا الوزير لابن الأحمر ثلاثة مطالب ، بعد نجاح الخطة ، وهى :

١) تسليم ابن الخطيب.

٢) تسليم الأمراء المناهضين لابن الأحمر.

٣) تسليم جبل طارق.

ووقعت بعض الحوادث بالمغرب ، وتمخضت عنها ثورة قاضية ، أدت الى حدوث الانقلاب المنشود لابن الأحمر ، ونودى حينئذ بالأمير أحمد بن السلطان أبى سالم واليا على المغرب (٧٧٦ ه‍  ـ  ١٣٧٤ م).

وهنا أسرع السلطان الجديد بالقبض على ابن الخطيب ، وسجنه ، وبذلك تهيأت الفرصة لوضع نهاية الوزير المنكود ؛ فقد كان الوزير الجديد ببلاط فاس سليمان بن داود من ألد خصوم ابن الخطيب ، ومن جهة أخرى فقد أرسل سلطان غرناطة سفيره ووزيره عبد الله بن زمرك الى فاس ليشهد آخر فصل فى هذه الرواية ، وليدق آخر مسمار فى نعش ابن الخطيب ، وبوصول ابن زمرك عقد السلطان أحمد مجلسا من مستشاريه وكبار رجال الدولة ، ونوقش ابن الخطيب أمام هذا المجلس ، حول كافة الادعاءات المقامة ضده ، وبالأخص دعوى الالحاد ، تلك الدعوى التى صاغها القاضى النباهى من قبل ، وكان مجلسا

٢١

صوريا بطبيعة الحال ؛ فان نتيجة المحاكمة كانت مقررة ، ومتفقا عليها من قبل ، فى كل من غرناطة وفاس.

لقد أوذى ابن الخطيب أمام شهود هذه المؤامرة ، وأفتى الفقهاء المتعصبون باعدامه شرعا ، فأعيد الى سجنه حيث دبر الوزير سليمان بن داود أمر قتله فى السجن ، وفعلا بعث اليه ببعض الأشرار الذين قتلوه خنقا أواخر عام ٧٧٦ ه‍  ـ  ١٣٧٥ م ، وفى الصباح سحبت جثته الى الفضاء ، حيث تم حرقها ، ودفن بضاحية فاس (١٢).

ويروى المقرى أنه تمكن مؤخرا من معرفة قبر ابن الخطيب ، وذلك خلال اقامته بفاس ، أوائل القرن الحادى عشر الهجرى (القرن السابع عشر الميلادى) ، فزاره مرارا حيث يرقد ، وفى هذا يقول : «وقد زرته مرارا  ـ  رحمه الله تعالى  ـ  بفاس المحروسة ، فوق باب المدينة الذي يقال له : باب الشريعة ، وهو يسمى الآن «باب المحروق» ، وشاهدت موضع دفنه غير مستو مع الأرض ، بل ينزل اليه بانحدار كثير (١٣)».

رحم الله ابن الخطيب كفاء ما زود التاريخ من ذخائر ، وأهدى العلوم والمعارف من نفائس.

__________________

(١٢) ابن خلدون «العبر» ، ج ٧ ص ٣٤١  ـ  ٣٤٢.

(١٣) المقرى «نفح الطيب» ، ج ٧ ص ٨٣.

٢٢

ابن الخطيب

في نظر بعض المؤرخين والمستشرقين

قضى الوزير الفذ ، والمفكر العظيم ، والمؤرخ الكبير ، والموسوعة العلمية ، على هذا النحو ، ضحية الأحقاد والأضغان ، وبالرغم مما أثير حول الرجل إبان محنته من موجة عارمة بالسخط ، فان هذه الموجة لم يطل أمدها ، إذ كانت مغرضة عارية من ثوب الحقيقة ، يدل على هذا ما رأيناه من المؤرخين القدامى ، الذين انبرت أقلامهم لانصافه ، واحلاله المكانة اللائقة به بين رجال التاريخ ، ونخص من المؤرخين أولئك الذين قربوا من عهده ؛ فابن خلدون صديقه القديم يسجل أولا أنه «هو الهالك لهذا العهد ، شهيدا بسعاية أعدائه (١٤) ،» ثم يورد  ـ  فى مقام آخر  ـ  أنه «شاعر الأندلس والمغرب فى عصره» ، كما يشهد له فى ميدان الشعر والنثر بقوله : «وامتلأ حوض السلطان من نظمه ونثره ، مع انتقاء الجيد منه ، وبلغ فى الشعر والترسل ، حيث لا يجارى فيهما ، وامتدح السلطان أبا الحجاج من ملوك بنى الأحمر ، وملأ الدولة بمدايحه ، وانتشرت فى الآفاق قدماه» ، ويتحدث ابن خلدون كذلك عن رسائل ابن الخطيب السلطانية بقوله : «وصدرت عنه غرائب من الترسل فى مكاتبة جيرانهم (ملوك بنى الأحمر) من ملوك العدوة».

وحقا لقد خلف ابن الخطيب من هذه الرسائل روائع ، تعد نموذجا رفيعا ، لما بلغه قلم الرجل من شأو فى فن النثر الوزارى السياسى خاصة ،

__________________

(١٤) المقرى «أزهار الرياض» ج ١ ص ١٩١.

٢٣

سواء  ـ  من هذه الرسائل  ـ  ما بعث به على لسان سلطانه الى ملوك المغرب أو ملوك النصارى ، أو سلاطين مصر ؛ فبين أيدينا الكثير الجمّ ، ويعتبر كتابه «ريحانة الكتاب ونجعة المنتاب» مجلدا ضخما لألوان نثر ابن الخطيب المختلفة ، ما بين أغراض سلطانية ، الى رسائل اخوانية ، الى أوصاف حربية لمعارك دارت رحاها على أيامه.

أما المقرى فقد جمع فى مؤلفه «نفح الطيب» معظم آثار ابن الخطيب. وما كان له من أخبار فى الفترة التى عاشها بالأندلس والمغرب ، ويكاد يكون معظم هذا السفر الضخم وقفا على ابن الخطيب ، حتى أنه قرن اسم الكتاب به.

وقد أشاد المقرى فى أكثر من موضع  ـ  من كتابه هذا  ـ  بوزيرنا ، فيقول عنه مثلا : «اذ هو فارس النظم والنثر فى ذلك العصر ، والمنفرد بالسبق فى تلك الميادين بأداة الحصر (١٥)».

وفى مجال العلوم والآداب بألوانها هو «امام هذه الفنون ، المحقق لذوى الآمال والظنون ، المستخرج من بحار البلاغة درها المكنون ، وله اليد الطولى فى العلوم على اختلاف أجناسها ، والألفاظ الرائعة التى تزيح وحشة الأنفس بايناسها (١٦)».

وبالجملة ، فالمقرى يرى أن ابن الخطيب «قد قصرت ألسن البلغاء عن علاه ، وزانت صدور الدواوين حلاه ، وجمع خلالا حسانا ، وكان للدين لسانا (١٧)».

أما الأمير «أبو الوليد اسماعيل ابن الأحمر» ، معاصر ابن الخطيب ، فيسجل فى كتابه «نثير فرائد الجمان ، فيمن ضمنى واياهم الزمان» مواهب

__________________

(١٥) المصدر السابق ج ١ ص ٧٧.

(١٦) المقرى «نفح الطيب» ج ١ ص ١١٠.

(١٧) المقرى «نفح الطيب» ج ١ ص ١١١.

٢٤

هذا الوزير وعبقرياته ، فيقول : «هو شاعر الدنيا ، وعلم الفرد والثنيا ، وكاتب العرض الى يوم العرض ، لا يدافع مدحه فى الكتب ، ولا يجنح فيه الى العتب ، آخر من تقدم فى الماضى ، وسيف مقولة ليس بالكهام ؛ اذ هو الماضى ، والا فانظر كلام الكتاب الأول من العصبة ، كيف كان فيهم بالافادة صاحب القصبة ، للبراعة ، باليراعة ، وبه أسكت صائلهم ، وما حمدت بكرهم وأصائلهم ، المشربة بالحلاوة ، الممكنة من مفاصل الطلاوة ، وهو نفيس العدوتين ، ورئيس الدولتين ، بالاطلاع على العلوم العقلية ، والامتاع بالفهوم العقلية (١٨)».

كذلك يبدى النقاد الأجانب اعجابهم وتقديرهم لابن الخطيب ، وينوّهون فى كثير من المناسبات بمنزلة الرجل العلمية والأدبية ، وما زالت آثاره محل دراستهم المستفيضة ، معينا لا يغيض ، ومنهلا بالمعارف يفيض.

وفى طليعة هؤلاء النقاد الأجانب المستشرق الأسبانى (سيمونيت Simonet) حيث يقول : «ان ابن الخطيب قد خلّف لنا آثارا كثيرة ، فى النثر والشعر ، والتاريخ ، والجغرافيا ، والرحلات ، والبلاغة ، والشريعة ، والعلوم ، والأخلاق ، والدين ، والنبات ، والطب والبيطرة ، والموسيقى ، والفن الحربى ، والسياسة ، وكلها غنية فى الابتكار والتعمق والرشاقة (١٩)».

وبهذه المناسبة نذكر أن المستشرق «سيمونيت» تناول بالتحقيق والترجمة المدن الأندلسية التى وصفها ابن الخطيب فى كتابه «معيار الاختيار ، فى ذكر المعاهد والديار» موضوع هذا الكتاب  ـ  كما أسلفنا فى المقدمة  ـ  على نحو ما سنفصل القول عنه فى الباب الثالث ، عند حديثنا عن قيمة مؤلفه هذا من الناحيتين التاريخية والأدبية.

__________________

(١٨) المقرى «أزهار الرياض ، فى أخبار القاضى عياض» ج ١ ص ١٩١.

(١٩)F. J. Simonet. Discripcion Del Rieno de Granada, Sacada Del Los Autores Arabigos.

٢٥

هذا ، ويكفينا فى هذا العرض الموجز للتعريف بابن الخطيب أن نقتصر على آراء هؤلاء المؤرخين وبعض المستشرقين كشهادة صادقة للرجل الذي دخل دخل التاريخ من أوسع أبوابه ، وإن هذه الشهادة من أمثال هؤلاء لفى غنى منا عن التعليق ، فقد استقاها أصحابها من واقع مؤلفاته العديدة ، أبلغ حجة ، وأوضح بيان ، وأقوى برهان ، على مدى ما بلغه ابن الخطيب من شهرة سمت الى الأوج ، لما تمتع به من عقلية فذة ذات آراء نافذة.

٢٦

الفصل الثاني

تراثه الفكري

٢٧
٢٨

آثار ابن الخطيب

مؤلفات الوزير العبقرى الغرناطى ابن الخطيب متعددة الفنون ، ما بين شعر ونثر ، وتاريخ ، وطب ، وموسيقى ، وسياسة ، وغيرها ، وهى  ـ  على وجه التقريب  ـ  تربو على الخمسين مؤلفا ، ففى الترجمة التى عقدها ابن الخطيب لنفسه فى آخر كتابه «الاحاطة فى أخبار غرناطة» أورد أسماء مؤلفاته ، بيد أن قدرا هاما من هذه المؤلفات قد أعدم قبله ، على يد الوزير ابن زمرك والقاضى النباهي بغرناطة ، عام ٧٧٣ ه‍ (١٣٧١ م) ، ومعظم هذه الكتب تتعلق بعلوم الأخلاق والعقائد ، أما مؤلفاته التى بين أيدينا الآن فهي القسم الأدبى والتاريخى فى الغالب ، وقد حاول كثير من المؤرخين والمستشرقين حصر هذه المؤلفات فى فهارسهم ، ولكن حياة ابن الخطيب السياسية ، والتقلبات التى تعرض لها جعلت هؤلاء المستشرقين أو المؤرخين لا يفرقون بين ما ألّفه الرجل فى المغرب ، وبين ما ألفه فى الأندلس. ويرى «ليفي بروفنسال» أن مؤلفات لسان الدين قد بلغت حوالي ستين كتابا ، ولكن لم يبق منها الا الثلث تقريبا.

هذا ، وإن كتب ابن الخطيب  ـ  سواء منها ما هو مخطوط لم يحقق بعد ، أم ما حقق ونشر  ـ  لتحتل مركزا ممتازا بين المصادر التاريخية المعتمدة ، لا سيما منها ما يتناول هذا الجزء من الغرب الاسلامى فى المغرب والأندلس ، فقد أنارت السبيل أمام المؤرخين والعلماء ، ويسرت لهم بحوثهم عن هذه البقاع ، لقلة المصادر الأخرى المعاصرة ، ولأن ابن الخطيب قد عاش هذه الحقبة من القرن الثامن الهجرى (الرابع عشر الميلادى).

٢٩

ونزيد فنقول : إن هذه المؤلفات العديدة  ـ  بصفة عامة  ـ  ما تزال تحظى بالتقدير والبحث منذ عصر وزيرنا حتى الآن ، لا عند العرب فقط ، بل وعند غيرهم أيضا ، فذخائر ابن الخطيب تراث مشاع ، يدرسه المستشرقون على اختلاف أجناسهم ، ويجلون كنوزه ، ويبرزونها الى الفكر الانسانى فى العالم ، ليشهد طلاب الأدب والمعرفة ما تمخضت عنه عقلية الرجل الواسعة ، مما تحتويه المكتبات العربية والأجنبية منها.

ويجدر بنا أن نعرض هنا موجزا لأهم آثار ابن الخطيب مما ينسب إليه تأليفه ، سواء أكان موجودا أم مفقودا ، وسواء أكان مخطوطا أم تم تحقيقه ونشره ، والذي لا أعتقد أنه بيان شامل لكل مؤلفاته ، فقد يتسنى لباحث آخر أن يعثر على مؤلفات أخرى له زيادة عما أعرض منها مما فاتنى تحصيله (١) :

١  ـ  «الاحاطة فى أخبار غرناطة».

(تاريخ وتراجم)

من أشهر مؤلفات ابن الخطيب ، توجد له نسخ فى كل من القاهرة (٢٠) (الأزهر ودار الكتب) وتونس ، والرباط ، ومدريد ، والاسكوريال ، وعنوان الكتاب ينبئ عن موضوعه ، فقد تناول فيه أخبار هذه المدينة الشهيرة ، تاريخيا وجغرافيا وسياسيا واجتماعيا وأدبيا ، منذ الفتح العربى لاسبانيا حتى عصر المؤلف (دولة بنى الأحمر) ، منتهيا منه إلى عهد السلطان الغني بالله محمد

__________________

(٢٠) هذا القدر من مؤلفات ابن الخطيب اعتمدنا فى ايراده على المصادر التالية :

أ ـ  نفح الطيب ، للمقرى ، ج ٤ ص ٦٥٣  ـ  ٦٥٧.

ب  ـ  أزهار الرياض ، للمقرى ، ج ١ ص ١٨٩  ـ  ١٩٠.

ج  ـ  فهرس بروكلمان

C. BROCKELMAN : Geschichte der Arabischen Li teratur : (٨٤٩١) ٣١. ١١. p. ٩٣٣.

د  ـ  فهرس العزيزى

CASIRI : Bibllotheca Arabi eo  ـ  Hispana ESCUrialensis

ه  ـ  فهرس ديرنبور

H. DIRENBOURG : Les Manuscrite Arabes de I, Escurlal F. PONS BIOGYES : Ensayobio  ـ  Bibliogr afico sobre los Historiodores y, V. I. V. III. Geografas Arabigo  ـ  Espanales (Madrid ١٨٩٨) P. ٤٣٣  ـ  ٧٤٣.

و ـ  ابن الخطيب من خلال كتبه  ـ  للأستاذ التطوانى (جزءان) المغرب ١٩٤٨.

٣٠

الخامس ثامن ملوك بنى نصر ، حيث وزر له مرتين ، ويتألف هذا الكتاب من خمسة عشر سفرا ، وهي فى مجموعها قسمان ، كما جاء بنهاية المقدمة :

١) «القسم الأول فى حلي المعاهد والأماكن والمنازل والمساكن» ، وهو الخاص بالعاصمة «غرناطة» ، ويشغل هذا القسم عشرين لوحة (أربعين صفحة).

٢) «القسم الثانى فى حلي الزائر والقاطن ، والمتحرك والساكن» ، وهو لب الكتاب ، ففيه تراجم الملوك والوزراء والقواد والعلماء والأدباء ، ومن إلى هؤلاء ، ملتزما فى هذا الترتيب الأبجدى لا التاريخى. ويرجع تأليف ابن الخطيب للاحاطة إلى ما قبيل عام ٧٦٠ ه‍ ، ولكنه لم يفرغ منه إلا فى أواسط عام ٧٦٥ ه‍ ، ففى نهاية ترجمته لنفسه يحدثنا عن فراغه من «الاحاطة» بقوله : «والحال إلى هذا العهد ، وهو منتصف عام خمسة وستين وسبعمائة ، على ما ذكرته». هذا ، وتوجد من الاحاطة نسخة مطبوعة فى جزأين (القاهرة ١٣١٩ ه‍) ، ثم حقق الأستاذ عبد الله عنان الجزء الأول منها ، بتحقيق جديد ، ضمن مجموعة (ذخائر العرب ١٧) نشر دار المعارف بالقاهرة عام ١٩٥٥ م.

٢  ـ  «الاماطة عن وجه الاحاطة ، فيما أمكن من تاريخ غرناطة».

(تاريخ) ورد ذكر هذا المؤلف فى كتاب ابن الخطيب (اللمحة البدرية) ، فربما كان مختصرا لكتابة (الاحاطة) ، على أنه لم يرد اسمه ضمن كتبه التى ذكرها فى هذه الاحاطة.

٣  ـ  «مركز الاحاطة ، فى أدباء غرناطة».

مؤلف أورده المستشرقون فى فهارسهم ، ويعتقد أنه تكملة لتراجم الاحاطة.

٤  ـ  «ريحانة الكتّاب ، ونجعة المنتاب».

(ألوان أدبية وسياسية)

عبارة عن مقتبسات من مؤلفاته الأخرى ، مثل بستان الدول ، ورقم

٣١

الحلل ، وغيرهما ، وتوجد لهذا المؤلف الضخم أكثر من مخطوطة ، فى كل من الرباط والقاهرة ومدريد والفاتيكان ، بيد أن نسخا كاملة منه موجودة فى الخزانة العامة بالرباط ، بالاضافة الى أخرى بمكتبة مدريد الوطنية.

٥  ـ  «أعمال الأعلام ، فى من بويع قبل الاحتلام ، من ملوك الاسلام ، وما يجر ذلك من الكلام».

(تاريخ)

وهو مؤلف فى التاريخ الاسلامى ، يقع فى جزأين ، أولهما خاص بالشرق الاسلامى ، وثانيهما خاص بتاريخ الأندلس ، ولاسيما ملوك الطوائف ، وبنى نصر ، وملوك النصارى ، وذلك على سبيل الايجاز ... ، وقد أشار المؤلف فى مقدمته الى أن هذا الكتاب هو آخر مؤلّف له ، فقد وضعه فى الفترة الأخيرة من حياته وقبيل مقتله بالمغرب ، استجابة للظروف التى كان يجتازها حينئذ ، ثم انقلب الوضع بعدها ، وكانت نهايته على نحو ما سبق تبيانه.

توجد للكتاب نسخة فى مدريد ، نقلا عن نسخة الجزائر ، وقد حقق الجزء الأول منه والخاص بتاريخ الأندلس  ـ  الأستاذ ليفى؟؟؟ برو؟؟؟ فنسال سنة ١٩٣٤ م وحقق الجزء الثانى منه الدكتور العبادى والأستاذ محمد ابراهيم الكتانى  ـ  وهو الخاص بتاريخ المغرب ، العصر الوسيط  ـ  (دار الكتاب بالمغرب عام ١٩٦٧ م).

٦  ـ  «الكتيبة الكامنة ، فى من لقيناه بالأندلس من شعراء المئة الثامنة»

(تراجم)

هذا الكتاب عبارة عن تراجم لطائفة من الأدباء والعلماء والكتاب المعاصرين للمؤلف ، متضمنا نماذج من آثارهم شعرا ونثرا ، ويقع المؤلف فى ست وثمانين لوحة بمكتبة مدريد الوطنية ، وهى نسخة من مخطوطة الجزائر ، وقد حقق هذا الكتاب الدكتور إحسان عباس سنة ١٩٦٣ م ، (دار الثقافة ببيروت  ـ  المكتبة الأندلسية ٨) ، وأثبت لنا أن ابن الخطيب كان يحرر الكتيبة فى جمادى الآخرة ٧٧٤ ه‍ ، معتمدا فى ذلك على قول المؤلف نفسه فى (الورقة ٨٥ ب) : «.. وكل من ذكر الى هذا الحد من المشايخ والأتراب ، فقد تسابقوا تسابق الغراب الى التراب .. ، ومن يجرى ذكره بعد هذا فهم بقيد الحياة لتمام جمادى الآخرة عام أربعة وسبعين وسبعمئة» ، كذلك استنتج المحقق

٣٢

من دراسته الدقيقة لمقدمة هذا الكتاب أن ابن الخطيب ألفه فى سن عالية بعد أن نفض عن كاهله غبار السياسة ، مستدلا بقول ابن الخطيب فى المقدمة «... واستوعبت من صحبة المغرب حصتى ، وختمت بالدعاء قصتى ، ونزلت عن منصتى ، وابتلعت غصتى (٢١)».

٧  ـ  «اللمحة البدرية ، فى الدولة النصرية»

. (تاريخ) مؤلف تاريخى موجز ، يدور حول أخبار ملوك بنى الأحمر ، منذ قيام دولتهم حتى عام ٧٦٥ ه‍ .. ، والكتاب مطبوع فى القاهرة عام ١٩٤٧ م.

٨  ـ  «رقم الحلل ، فى نظم الدول»

. (شعر) نظم شعرى فى ألف بيت ، يتناول فيه المؤلف تاريخ الدولة الاسلامية بالمشرق والأندلس ، مذيلا كل قصيدة بشرح لها ، ويقع المؤلف فى مجلد واحد ، طبع بتونس عام ١٣١٦ ه‍.

وتجدر الاشارة الى أن هذا الكتاب هو نفسه «الحلل المرقومة» ، تبعا لما جاء فى نسخة مكتبة مدريد الوطنية ، والتى نسخت عن مخطوطة الاسكوريال (رقم ١٧٧٦).

٩  ـ  «مفاخرة بين مالقة وسلا»

(اجتماعيات)

١٠  ـ  «خطرة الطيف ، فى رحلة الشتاء والصيف»

(تاريخ لرحلة ملكية)

__________________

(٢١) راجع : (الكتيبة الكامنة) لابن الخطيب ، تحقيق الدكتور احسان عباس ص ١٣  ـ  ١٥ وهذا يخالف ما ارتاه الأستاذ محمد عبد الله عنان فى مقدمة «الاحاطة» من أن «الكتيبة» قد ألفها ابن الخطيب فى باكورة حياته ، ونحن نميل الى الأول.

٣٣

١١  ـ  «نفاضة الجراب ، فى علالة الاغتراب»

(تاريخ مغربى)

يقع هذا الكتاب فى ثلاثة أجزاء ، أولها ما زال مفقودا ، وقد نشر الدكتور العبادى الجزء الثانى منه بمعرفة دار الكاتب العربى بالقاهرة ١٩٦٨ م. أما الجزء الثالث فقد عثر عليه الأستاذ عبد الوهاب ابن منصور مؤخرا.

١٢  ـ  «معيار الاختيار ، فى ذكر المعاهد والديار»

(الذي هو بين أيدينا الآن).

١٣  ـ  «مقنعة السائل ، عن المرض الهائل»

(طب)

عبارة عن رسالة وصف فيها ابن الخطيب الوباء الكبير ، الذي اجتاح الأندلس وحوض البحر الأبيض المتوسط ، عام ٧٤٩ ه‍ (١٣٤٨ م) ، وسقط فيه جمهرة من أعيان الأندلس والمغرب وعلمائهما ، وقد نشرت هذه الرسالة مع ترجمتها للألمانية بمعرفة مجلة أكاديمية العلوم الباقارية (١٨٦٣ م).

١٤  ـ  «الاشارة الى أدب الوزارة»

(سياسة)

مؤلف تحدث فيه لسان الدين عن واجبات الوزير ، وما ينبغي توافره من الشروط فيمن يتقلد هذا المنصب ، وبالكتاب مقامة «السياسة» ، والكل ما زال مخطوطا بالإسكوريال ، وذلك ضمن المخطوطة (٥٥٤) ، وقد فرغت من تحقيقه ، مردفا به «مقامة السياسة» لنفس المؤلف. وسيظهر ذلك قريبا.

١٥  ـ  «عمل من طب لمن حب»

(طب)

مؤلف طبي كبير ، تكلم فيه المؤلف عن الأمراض المختلفة ، وشخّص الاصابات ، كما شرح وسائل الوقاية ، وسبل العلاج ، والكتاب مهدى من ابن

٣٤

الخطيب الى السلطان أبى سالم المرينى ، فقد ألّفه من أجله عام ٧٦١ ه‍ ، وهو مخطوط توجد منه نسخة بمدريد ، ويقع فى ١٥١ لوحة من الحجم الكبير.

١٦  ـ  «المسائل الطبية»

١٧  ـ  «اليوسفى فى الطب»

١٨  ـ  «رجز الأغذية»

١٩  ـ  «رسالة تكوين الجنين»

٢٠  ـ  «الرجز فى عمل الترياق»

٢١  ـ  «الوصول لحفظ الصحة فى الفصول»

٢٢  ـ  «رجز فى الطب»

٢٣  ـ  «البيطرة والبيزرة»

. وكلها رسائل طبية (١٦  ـ  ٢٣) ، ألفها ابن الخطيب فى مناسبات شتى ، وأورد ذكرها فى كتابه الاحاطة ، كما أشار الى معظمها المقرى فى مؤلفيه نفح الطيب ، وأزهار الرياض.

٢٤  ـ  «عائد الصلة»

(تراجم)

يحتوى على تراجم لطائفة من الأعلام ، ممن لم يرد لهم ذكر فى كتاب «الصلة» لابن الزبير.

٢٥  ـ  «خلع الرسن ، فى وصف القاضي أبي الحسن»

(رسالة شخصية)

فى وصف القاضى أبى الحسن ، هذه رسالة كتبها ابن الخطيب ، جوابا عن الرسالة التى وجهها إليه هذا القاضى النباهى ، إثر مغادرة الأول للأندلس نهائيا ، والتجائه الى المغرب دون علم سلطان غرناطة يومئذ (الغني بالله محمد الخامس).

٣٥

٢٦  ـ  «التاج المحلى فى مساجلة القدح المعلى»

(تراجم وتاريخ)

وهو عبارة عن تراجم لأعيان الأندلس فى القرن الهجرى ، وتنويه بمملكة بنى الأحمر منذ نشأتها حتى عصر المؤلف ، وقد اعتمد المقرى على هذا الكتاب فى كثير من التراجم التى أوردها فى كتابه «نفح الطيب» ، ويوجد للتاج المحلى نسخة مخطوطة ضمن مخطوط كبير بالاسكوريال (٥٥٤ الغزيرى).

٢٧  ـ  «بستان الدول»

(تاريخ سياسى)

كتاب سياسى شامل ، تحدث فيه المؤلف عن القضاء ، والحرب ، والصناعة وأهلها ، وطبقات الشعب ، وأفرد لكل شجرة ، بحيث ألف من المجموع هذا «البستان» ، ويبدو أن الظروف لم توات ابن الخطيب حتى يكمله.

٢٨  ـ  «السحر والشعر»

(أدب)

مجموعة مختارة من شعر المشارقة والمغاربة ، فيما يتعلق منها بالوصايا والمواعظ ، اختارها ابن الخطيب لولده عبد الله حيث أهداه اليه يافعا ، والكتاب ما زال مخطوطا فى كل من مدريد والرباط (المكتبة الكتانية) ، وهو لدىّ الآن تحت التحقيق والدراسة.

٢٩  ـ  «كناسة الدكان ، بعد انتقال السكان»

(وثائق تاريخية)

مؤلف تاريخى ، يضم مجموعة من الرسائل السياسية ، بعث بها ابن الخطيب على لسان السلطان أبى الحجاج يوسف الأول ، الى معاصره السلطان أبى عنان فارس المرينى ، فيما عدا وثيقة عقد زواج نصرى ، صدّر بها كتابه هذا تلو المقدمة ، وقد قمت بتحقيق هذا المؤلف ، من نسخة يتيمة بالاسكوريال برقم (١٧١٢ الغزيرى) وتقع فى ستين لوحة ، ونشرته دار الكتاب العربى بالقاهرة سنة ١٩٦٨ م.

٣٦

٣٠  ـ  «اوصاف الناس فى التواريخ والصلات»

(تراجم)

كتاب يشتمل على تراجم أدبية تاريخية ، توجد له مخطوطة جيدة للغاية بمكتبة الاسكوريال بمدريد ، قمت بتصويرها ، وقد فرغت الآن من تحقيقه ، وسيظهر قريبا.

٣١  ـ  «تافه من جمّ ، ونقطة من يمّ»

(شعر)

مصنف من أشعار أستاذ ابن الخطيب الرئيس أبى الحسن علي ابن الجيّاب.

٣٢  ـ  «الدرر الفاخرة ، واللجج الزاخرة»

(شعر)

مختارات من شعر صديقه وأستاذه أبى جعفر بن صفوان.

٣٣  ـ  «جيش التوشيح»

(موشحات)

مجموعة من الموشحات الأندلسية ، جمعها ابن الخطيب فى كتاب أسماه بهذا الاسم ، ونسبها لأصحابها من أئمة التوشيح فى الأندلس ، وقد نشر فى تونس ١٩٦٧ م.

٣٤  ـ  «روضة التعريف بالحب الشريف»

(تصوف)

مؤلف فى التصوف ، يعزو المؤرخون الى هذا الكتاب أنه كان وثيقة الاتهام بالالحاد والزندقة ضد ابن الخطيب ، حسبما أملت الأهواء على من صاغوا صك الاتهام للرجل ، حتى سيق الى الموت من أجله ، وتوجد من الكتاب نسخة مخطوطة بالرباط ، بيد أنها ناقصة ومشوهة (٢٢).

__________________

(٢٢) لقد عثر الأستاذ عبد القادر أحمد عطا على نسخة مخطوطة لهذا الكتاب بالمدينة.

المنورة ، بمكتبة الشيخ عارف حكمت ، ولما كانت النسخة فى درجة جيدة فقد اتخذها أساسا لتحقيق الكتاب ، مسترشدا معها بنسخة أخرى عثر عليها بمكتبة الظاهرية بدمشق ، الى جانب نسخة أسعد أفندى تركيا المصورة بمعهد المخطوطات العربية بجامعة الدول العربية ، وقد نشر المحقق «روضة التعريف» بمعرفة دار الفكر العربى بالقاهرة عام ١٩٦٨ م.

٣٧

٣٥  ـ  «استنزال اللطف الموجود ، فى سير الوجود»

(تصوف).

٣٦  ـ  «فتات الخوان وسقط الصوان»

(رسالة شعرية).

٣٧  ـ  «المختصر فى الطريقة الفقهية»

(دين).

٣٨  ـ  «مثلى الطريقة ، فى ذم الوثيقة»

(رسالة شخصية)

٣٩  ـ  «الألفية فى أصول الفقه»

(رسالة دينية شعرية فى ألف بيت).

٤٠  ـ  «النفاية بعد الكفاية»

(رسالة أدبية).

٤١  ـ  «كتاب المحبة»

(اجتماع).

٤٢  ـ  «المنح الغريب ، فى الفتح القريب»

(أدب).

٤٣  ـ  «تلخيص الذهب ، فى اختيار عيون الكتب»

(أدب).

٤٤  ـ  «مساجلة البيان»

(تراجم أدبية).

٤٥  ـ  «المباخر الطيبية ، فى المفاخر الخطيبية»

(أدب).

هذه المؤلفات (٣٥  ـ  ٤٥) وردت فى فهارس المستشرقين ، كما أشار إليها بعض المؤرخين القدامى.

٤٦  ـ  «رسائل فى الموسيقى»

٣٨

٤٧  ـ  «رسائل فى الفلسفة»

٤٨  ـ  «رسائل فى الفقه»

وهذه رسائل أخرى متفرقة ، ذكرتها الفهارس أيضا ، ولم يصل إلينا منها شىء.

٤٩  ـ  «الصّيّب والجهام ، والماضى والكهام»

(شعر)

وهو عبارة عن «الديوان» الذي نسبه إليه حاجى خليفة ، فى كتابه «كشف الظنون» ، وتوجد للكتاب  ـ  بهذا العنوان  ـ  نسخة مخطوطة فى مكتبة القرويين بفاس. وقد حقق أخيرا بالجزائر ، وتم طبعه.

٥٠  ـ  «طلّ الغمام ، المقتضب من الصيّب والجهام»

(شعر)

وهو مختصر لديوانه السابق ، لم يعثر عليه بعد ، ولكن ورد ذكره ضمن مؤلفاته فى الاحاطة.

٥١  ـ  «طرفة العصر ، فى أخبار دولة بنى نصر»

(تاريخ)

٣٩
٤٠