١ ـ انها لا تستعمل مع ام المتصلة المعادلة لهمزة الاستفهام ، ولكنها تستعمل مع ام المنقطعة ، نحو قوله تعالى : (قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الْأَعْمى وَالْبَصِيرُ أَمْ هَلْ تَسْتَوِي الظُّلُماتُ وَالنُّورُ أَمْ جَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكاءَ خَلَقُوا كَخَلْقِهِ فَتَشابَهَ الْخَلْقُ عَلَيْهِمْ) ـ ١٣ / ١٦ ، والتقدير فى ام الثانية : ام هل جعلوا الخ ، والاستفهام فى المواضع الثلاثة انكار ابطالى ، وتقدير هل لتناسب المذكورة قبلها كما هو ظاهر مجمع البيان ، ولكن القوم ابوا حذف هل وقالوا : ان حرف الاستفهام المقدر فى كل موضع هو الهمزة.
٢ ـ انها تختص بالايجاب ، والهمزة تستعمل فى النفى والايجاب ، ولكن لا باس بالايجاب المؤول الى النفى كقوله تعالى : (هَلْ جَزاءُ الْإِحْسانِ إِلَّا الْإِحْسانُ) ـ ٥٥ / ٦٠ ، اى ليس جزاء الاحسان الا الاحسان ، كما ان الهمزة فى النفى قد ترجع الى الايجاب كقوله تعالى : (أَلَيْسَ اللهُ بِكافٍ عَبْدَهُ) ـ ٣٩ / ٣٦ ، اى هو كاف عبده.
٣ ـ انها لا تدخل على اداة الشرط بخلاف الهمزة ، نحو قوله تعالى : (وَما جَعَلْنا لِبَشَرٍ مِنْ قَبْلِكَ الْخُلْدَ أَفَإِنْ مِتَّ فَهُمُ الْخالِدُونَ) ـ ٢١ / ٣٤.
٤ ـ انها لا تدخل على ان بخلاف الهمزة ، نحو قوله تعالى : (قالُوا أَإِنَّكَ لَأَنْتَ يُوسُفُ) ـ ١٢ / ٩٠.
٥ ـ انها تقع بعد العاطف لا قبله بخلاف الهمزة ، نحو قوله تعالى : (فَهَلْ يُهْلَكُ إِلَّا الْقَوْمُ الْفاسِقُونَ) ـ ٤٦ / ٣٥.
٦ ـ انها تختص بطلب التصديق بخلاف الهمزة ، فانها اعم كما مر بيانه.
٧ ـ يقع بعدها من الزائدة للتاكيد بخلاف الهمزة ، وياتى ذكر حروف الزيادة فى خاتمة الكتاب.
٤ ـ ما
وهو اسم يقع مبتدا ومفعولا ومجرورا وخبرا على قول ، ولا يقع فاعلا
لصدارتها كما قلنا فى مبحث ادوات الشرط.
مثالها للابتداء قوله تعالى : (قالُوا ادْعُ لَنا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنا ما هِيَ ، قالُوا ادْعُ لَنا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنا ما لَوْنُها) ـ ٢ / ٦٨ ـ ٧٠ ، (وَما تِلْكَ بِيَمِينِكَ يا مُوسى) ـ ٢٠ / ١٧ ، (فَأَصْحابُ الْمَيْمَنَةِ ما أَصْحابُ الْمَيْمَنَةِ وَأَصْحابُ الْمَشْئَمَةِ ما أَصْحابُ الْمَشْئَمَةِ) ـ ٥٦ / ٨ ـ ٩ ، (قُلْتُمْ ما نَدْرِي مَا السَّاعَةُ) ـ ٤٥ / ٣٢ ، (قالُوا فَما جَزاؤُهُ إِنْ كُنْتُمْ كاذِبِينَ) ـ ١٢ / ٧٤ ، وكمسائلة الملكين اول الورود فى البرزخ : ما دينك وما كتابك وما قبلتك.
ونحو قوله تعالى : (وَقالَ الْإِنْسانُ ما لَها) ـ ٩٩ / ٣ ، (فَما لِ الَّذِينَ كَفَرُوا قِبَلَكَ مُهْطِعِينَ) ـ ٧٠ / ٣٦ ، (وَما لَكُمْ لا تُؤْمِنُونَ بِاللهِ) ـ ٥٧ / ٨ ، (قالَ يا إِبْلِيسُ ما مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِما خَلَقْتُ بِيَدَيَ) ـ ٣٨ / ٧٥ ، ونحو قولك : ما عندك ، وما صارف لك عن امرك.
ثم ان ما ان وقع بعدها اسم معرفة كالامثلة الاولى فقوم على انها مبتداة والاسم المعرفة خبرها ، وقوم على انها خبر مقدم وما بعدها مبتدا مؤخر ، وانما قدم لصدارتها ، والاقرب هو القول الثانى ، وان وقع بعدها غير ذلك كالامثلة الثانية فما مبتداة وما بعدها خبر بلا كلام ، وكذا الكلام فى غير ما من هذه الاسماء التى ليس لها معنى الظرفية وياتى امثلتها.
مثالها للمفعولية قوله تعالى : (أَمْ كُنْتُمْ شُهَداءَ إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قالَ لِبَنِيهِ ما تَعْبُدُونَ مِنْ بَعْدِي) ـ ٢ / ١٣٣ ، (وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ إِبْراهِيمَ إِذْ قالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ ما تَعْبُدُونَ) ـ ٢٦ / ٦٩ ـ ٧٠ ،
مثالها للمجرورية قوله تعالى : (عَمَّ يَتَساءَلُونَ عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ) ـ ٧٨ / ١ ـ ٢ ، (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ ما لا تَفْعَلُونَ) ـ ٦١ / ٢ ، (وَإِنِّي مُرْسِلَةٌ إِلَيْهِمْ بِهَدِيَّةٍ فَناظِرَةٌ بِمَ يَرْجِعُ الْمُرْسَلُونَ) ـ ٢٧ / ٣٥ ، (وَقالُوا لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدْتُمْ عَلَيْنا)ـ ٢١ / ٤١ ، وسقوط الالف يختص بكونها استفهامية فرقا بين الاستفهام والخبر ، ومنه ما فى هذين البيتين.
فتلك ولاة السوء قد طال مكثهم |
|
١٣٨٤ فحتّام حتّام العناء المطوّل |
يا ابا الاسود لم خلّفتنى |
|
١٣٨٥ لهموم طارقات وذكر |
وقرئ عما يتسائلون باثبات الالف والقراءة شاذة ، ووقع فى هذين البيتين وهو ضرورة.
انّا قتلنا بقتلانا سراتكم |
|
١٣٨٦ اهل اللّواء ففيما يكثر القيل |
على ما قام يشتمتى لئيم |
|
١٣٨٧ كخنزير تمرّغ فى دمان |
وان لحق بها ذا فلا يسقط الفها ، نحو لما ذا جئتنى ، لانها معها كالكلمة الواحدة ، والالف فى وسط الكلمة لا يحذف ، ومر ذكر هذه الكلمة فى باب الموصولات فى المبحث الخامس من المقصد الثانى.
تنبيهان
الاول ان ما حرفية واسمية ، والاسمية موصولة وشرطية واستفهامية ولا حقة بنعم وبئس وتعجبية وموصوفة ، نحو قولهم : مررت بما معجب لى ، وكما فى قول الشاعر.
لما نافع يسعى اللّبيب فلا تكن |
|
١٣٨٨ لشئ بعيد نفعه الدهر ساعيا |
وقيل : منها قوله تعالى : (وَقالَ قَرِينُهُ هذا ما لَدَيَّ عَتِيدٌ) ـ ٥٠ / ٢٣ ، اى هذا شىء عتيد لدى ، وقيل : انها موصولة ، اى هذا الذى لدى عتيد ، والثانى اظهر ، ومن هذا الباب نحو قولهم : ان زيدا مما ان يكتب ، اى من شىء هو الكتابة ، وهذا الاسلوب يستعمل للمبالغة ، كان القائل يقول : ان زيدا بلغ فى فن الكتابة حدا كانه خلق منها ، نظير قوله تعالى : (خُلِقَ الْإِنْسانُ مِنْ عَجَلٍ) ـ ٢١ / ٣٧ ، وكقول الشاعر.
الا اصبحت اسماء جاذمة الحبل |
|
١٣٨٩ وضنّت علينا والضنين من البخل |
ومر فى المسالة الثالثة فى حرف من فى المبحث الثانى من المقصد الثانى نظير هذا الاسلوب ، ليس فيه حرف ان كما فى هذا البيت.
وانّا لممّا نضرب الكبش ضربة |
|
١٣٩٠ على راسه تلقى اللّسان من الفم |
الثانى الاصل استعمال ما الاسمية فى غير ذوى العقول ، وقد تستعمل فيهم ، نحو قوله تعالى : (وَأَصْحابُ الشِّمالِ ما أَصْحابُ الشِّمالِ) و (أَصْحابُ الْيَمِينِ ما أَصْحابُ الْيَمِينِ) ـ ٥٦ / ٢٧ و ٤١ ، (وَالسَّماءِ وَما بَناها وَالْأَرْضِ وَما طَحاها وَنَفْسٍ وَما سَوَّاها) ـ ٩١ / ٥ ـ ٧ ، (فَانْكِحُوا ما طابَ لَكُمْ مِنَ النِّساءِ مَثْنى وَثُلاثَ وَرُباعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَواحِدَةً أَوْ ما مَلَكَتْ أَيْمانُكُمْ) ـ ٤ / ٣ ، وهذا سماع لا يتعدى عنه.
ويستعمل قياسا فى العاقل ان اريد به الحقيقة والماهية ، نحو قول ارباب المنطق : الانسان ما هو ، وفى الحديث : ان نفرا من الصحابة اجتمعوا حول رجل يقص عليهم فمر النبى صلىاللهعليهوآله بهم فسال : من هذا؟ قالوا : علّامة ، قال صلىاللهعليهوآله : وما العلامة ، قالوا : العالم بانساب العرب ووقائعها واشعارها ، فقال : هذا علم لا يضر ولا ينفع ، انما العلم ثلاثة : آية محكمة او فريضة عادلة او سنة قائمة ، وما عداهن فهو فضل ، سال صلوات الله عليه وآله اولا بمن عن الشخص ، وثانيا بما عن ماهية العلامة ومعناه الحقيقى ، ومن ذلك قول فرعون لعنه الله لموسى عليهالسلام : (وَما رَبُّ الْعالَمِينَ) ـ ٢٦ / ٢٣ ، فانه سال عن ماهية الرب تعالى ، وسال مرة اخرى عن شخصه بقوله : (فَمَنْ رَبُّكُما يا مُوسى) ـ ٢٠ / ٤٩ ، وفى الحديث : سئل الصادق عليهالسلام عن الله تعالى : ما هو ، فاجاب عليهالسلام : انه شىء بحقيقة الشيئية.
٥ ـ مهما
واستشهد لكونها للاستفهام بهذا البيت.
مهما لى اللّيلة مهما ليه |
|
١٣٩١ اودى بنعلىّ وسرباليه |
٦ ـ من
وهى كما فى كل شىء ، الا ان الاصل استعمالها للعاقل الا قليلا فتستعمل فى غير
العاقل.
مثالها للابتداء قوله تعالى : (قالُوا يا وَيْلَنا مَنْ بَعَثَنا مِنْ مَرْقَدِنا) ـ ٣٦ / ٥٢ ، (قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ ماؤُكُمْ غَوْراً فَمَنْ يَأْتِيكُمْ بِماءٍ مَعِينٍ) ـ ٦٧ / ٣٠ ، (وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ نَزَّلَ مِنَ السَّماءِ ماءً فَأَحْيا بِهِ الْأَرْضَ مِنْ بَعْدِ مَوْتِها لَيَقُولُنَّ اللهُ) ـ ٢٩ / ٦٣ ،.
مثالها للمفعولية نحو قولك : من صحبت ، من لقيت ، من عاونت ، من اعطيت.
مثالها للمجرورية قوله تعالى : (هَلْ أُنَبِّئُكُمْ عَلى مَنْ تَنَزَّلُ الشَّياطِينُ تَنَزَّلُ عَلى كُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ) ـ ٢٦ / ٢٢١ ـ ٢٢٢ ، ويلحق بهاذا ، نحو قوله تعالى : (مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ) ـ ٢ / ٢٥٥ ، ومر ذكرها فى باب الموصولات فى المبحث الخامس من المقصد الثانى.
تنبيه
تاتى من موصولة وشرطية واستفهامية ونكرة موصوفة كما فى هذه الابيات.
انّى وايّاك اذ حلّت بارحلنا |
|
١٣٩٢ كمن بواديه بعد المحل ممطور |
ربّ من انضجت غيظا قلبه |
|
١٣٩٣ قد تمنّى لى موتا لم يطع |
|
||
فكفى بنا فضلا على من غيرنا |
|
١٣٩٤ حبّ النبىّ محمّد ايّانا |
ونعم مزكأ من ضاقت مذاهبه |
|
١٣٩٥ ونعم من هو فى سرّ واعلان |
تنبيه آخر
الاصل استعمال من للعاقل ، وجاء لغيره ،
نحو قوله تعالى. (وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ يَدْعُوا مِنْ دُونِ اللهِ مَنْ لا يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ) ـ ٤٦ / ٥ ، ان كان المراد بالمدعو الاصنام ، ولا يبعدان يراد ائمة الضلال ، وكقول الشاعر.
الاعم صباحا ايّها الطلل البالى |
|
١٣٩٦ وهل يعمنمن كان فى العصر الخالى |
٧ ـ اىّ
وهو اسم معرب الا اذا كان موصولا مضافا فمبنى ، وقد مر فى مبحث المبنيات فى
المقصد الثانى ، ويقع مبتدا وغيره.
مثاله للابتداء قوله تعالى : (وَإِذا ما أُنْزِلَتْ سُورَةٌ فَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ أَيُّكُمْ زادَتْهُ هذِهِ إِيماناً) ـ ٩ / ١٢٤ ، (قُلْ أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهادَةً قُلِ اللهُ شَهِيدٌ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ) ـ ٦ / ١٩ ، (سَلْهُمْ أَيُّهُمْ بِذلِكَ زَعِيمٌ) ـ ٦٨ / ٤٠ ، (فَأَيُّ الْفَرِيقَيْنِ أَحَقُّ بِالْأَمْنِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ) ـ ٦ / ٨١ ، وكما فى هذا البيت.
ارايت اىّ سوالف وخدود |
|
١٣٩٧ برزت لنا بين اللّوى فزرود |
مثاله للمفعولية قوله تعالى : (وَيُرِيكُمْ آياتِهِ فَأَيَّ آياتِ اللهِ تُنْكِرُونَ) ـ ٤٠ / ٨١ ،(ثُمَّ بَعَثْناهُمْ لِنَعْلَمَ أَيُّ الْحِزْبَيْنِ أَحْصى لِما لَبِثُوا أَمَداً) ـ ١٨ / ١٢ ، لنعلم علق عن العمل بالاستفهام ومجموع الجملة ما بعده مفعوله ، (وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ) ـ ٢٦ / ٢٢٧ ، اى مفعول فيه منصوب بينقلبون ، ومجموع الجملة مفعول سيعلم ، ومنقلب اسم مكان ، وكقول الشاعر.
اىّ يوم سررتنى بوصال |
|
١٣٩٨ لم ترعنى ثلاثة بصدود |
مثاله للمجرورية قوله تعالى : (فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ اللهِ وَآياتِهِ يُؤْمِنُونَ) ـ ٤٥ / ٦ ، (قُتِلَ الْإِنْسانُ ما أَكْفَرَهُ مِنْ أَيِّ شَيْءٍ خَلَقَهُ) ـ ٨٠ / ١٨ ، (وَإِذَا الرُّسُلُ أُقِّتَتْ لِأَيِّ يَوْمٍ أُجِّلَتْ) ـ ٧٧ / ١٢ ، ثم ان اى تاتى موصولة وشرطية ووصلة الى نداء ما فيه ال ونعتا للنكرة ، نحو ابوك عالم اى عالم ، وحالا للمعرفة ، نحو انت المدرس اى مدرس ، وهذا الاسلوب يدل على معنى الكمال ، ولا يخلو من معنى التعجب.
٨ ـ كيف
يسال بها عن الكيفيات ، وتقع خبرا وحالا ، نحو قولك : كيف انت ، وقوله تعالى : (فَسَتَعْلَمُونَ كَيْفَ نَذِيرِ) ـ ٦٧ / ١٧ ، اى انذارى (وَلَقَدْ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَكَيْفَ كانَ نَكِيرِ) ـ ٦٧ / ١٨ ، كيف خبر كان ، اى انكارى عليهم ، وانكاره تعالى عذابه فى الآخرة واهلاكه فى الدنيا
ومثاله حالا قوله تعالى : (كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللهِ وَكُنْتُمْ أَمْواتاً فَأَحْياكُمْ) ـ ٢ / ٢٨ ، حال لفاعل تكفرون ، والاستفهام توبيخ وتعجيب ، وقوله تعالى : (وَانْظُرْ إِلَى الْعِظامِ كَيْفَ نُنْشِزُها ثُمَّ نَكْسُوها لَحْماً) ـ ٢ / ٢٥٩ ، حال للمفعول ، والجملة بدل من العظام ، اى وانظر الى كيفية انشازها وكسوتها لحما.
وقال ابن هشام : ان كيف فى قوله تعالى : (أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحابِ الْفِيلِ) ـ ١٠٥ / ١ ، مفعول مطلق ، اى الم تر اى فعل فعل ربك باصحاب الفيل ، اقول : هو مفعول مطلق نوعى ، والاولى فى التقدير ان يقال : الم تر ان ربك فعل بهم فعلا مكيفا بكيفية عجيبة لان تقديره يفوت معنى كيف ، وكيف فى هذه الآية ليست للاستفهام ، وامكن ان يكون الجملة باسرها مفعولة ، اى الم تر كيفية فعل ربك بهم العجيبة.
هنا امور
الاول قد يكون كيف حالا محذوف العامل او خبرا محذوف المبتدا ، نحو قوله تعالى : (فَكَيْفَ إِذا جَمَعْناهُمْ لِيَوْمٍ لا رَيْبَ فِيهِ وَوُفِّيَتْ كُلُّ نَفْسٍ ما كَسَبَتْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ) ـ ٣ / ٢٥ ، اى فكيف حالهم او فكيف يفعلون ، والجملة جزاء لاذا فى المعنى ، نظير قوله تعالى : (فَكَيْفَ تَتَّقُونَ إِنْ كَفَرْتُمْ يَوْماً يَجْعَلُ الْوِلْدانَ شِيباً) ـ ٧٣ / ١٧ ، (كَيْفَ وَإِنْ يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ لا يَرْقُبُوا فِيكُمْ إِلًّا وَلا ذِمَّةً) ـ ٩ / ٨ ، جملة الشرط والجزاء حال للمحذوف ، والتقدير : كيف يكون للمشركين عهد الخ والحال انهم ان يظهروا عليكم لا يرقبوا الخ.
الثانى كيف مبنية على الفتح ، ومحلها رفع ان وقعت خبرا للمبتدا ، ونصب ان وقعت حالا او خبرا لاحد من الافعال الناقصة ، نحو قوله تعالى : (كَذَّبَتْ عادٌ فَكَيْفَ كانَ عَذابِي وَنُذُرِ) ـ ٥٤ / ١٨ ، ونحو قولك : كيف اصبحت ، كيف امسيت ، وهى تدل على الحال العامة المبهمة ، فصح فى الاستفهام تقديرها ظرفا اى جارا ومجرورا واسما ، فتقدير السؤال فى نحو كيف انت : فى اى حال او على اى حال انت ، و
هذا تقدير الظرف ، واصحيح ام سقيم انت ، وهذا تقدير الاسم ، وكذا كيف كان ابوك وكيف اصبحت وغير ذلك ، فالجواب المطابق على تقدير الظرف : فى خير او على خير وغير الخير من الاحوال التى عليها المسئول ، والجواب المطابق على تقدير الاسم سليم ان كان محلها مرفوعا وسليما ان كان منصوبا وغير سليم مما هو عليه ، وعلى كل تقدير يصح الجواب على الوجهين.
الثالث قد تقع كيف مع ما فى حيزها بدل اشتمال ، وفاعلا ومفعولا ، وقد مر كل ذلك فى مبحث الجمل من المقصد الثانى ، وجاء فى هذا البيت محذوف الفاء للضرورة.
كى تجنحون الى سلم وما ثئرت |
|
١٣٩٩ قتلاكم ولظى الهيجاء تضطرم |
٩ ـ كم
وهى اسم من الكنايات ، وتحتاج الى التمييز ، وقد مرت احكامها فى المبحث السادس من المقصد الثانى.
١٠ ـ اين
يسأل بها عن المكان ، تقع خبرا وتتعلق بالفعل المذكور بعدها وهى مبنية على الفتح ، وترفع محلا على الخبرية وتنصب على كونها مفعولا فيها.
مثالها خبرا قوله تعالى : (وَيَوْمَ يُنادِيهِمْ فَيَقُولُ أَيْنَ شُرَكائِيَ الَّذِينَ كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ) ـ ٢٨ / ٦٢ ، (يَقُولُ الْإِنْسانُ يَوْمَئِذٍ أَيْنَ الْمَفَرُّ) ـ ٧٥ / ١٠ ، (وَقِيلَ لَهُمْ أَيْنَ ما كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ) ـ ٢٦ / ٩٢ ، وكقول الشاعر :
اين المفرّ والالاه الطالب |
|
١٤٠٠ والاشرم المغلوب ليس الغالب |
مثالها مفعولا فيها قوله تعالى : (فَأَيْنَ تَذْهَبُونَ إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِلْعالَمِينَ) ـ ٨١ / ٢٦ ـ ٢٧ ، وقد مر فى مبحث ادوات الشرط انها تاتى للشرط مع لحوق ما وبدونه ، وليس لها استعمال غيرهما ، ولكنها تقع مجرورة كاكثر الظروف ، نحو : قول على
عليهالسلام : رحم الله عبدا علم من اين وفى اين والى اين اى علم من اين جاء وفى اين كان والى اين يذهب.
١١ ـ انّى
يسال بها عن المكان ايضا كاين ، تقع خبرا وظرفا ، نحو قوله تعالى : (يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الْإِنْسانُ وَأَنَّى لَهُ الذِّكْرى) ـ ٨٩ / ٢٣ ، (أَوَلَمَّا أَصابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْها قُلْتُمْ أَنَّى هذا قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ) ـ ٣ / ١٦٥ ، (قالَ يا مَرْيَمُ أَنَّى لَكِ هذا قالَتْ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللهِ) ـ ٣ / ٣٧ ، وامكن ان يكون له ولك فى الآية الاولى والثالثة خبرين وانى ظرفا ، ونظيرهما كثير.
وقال بعضهم : ان انى بمعنى من اين ، وهذا هو الفرق بينها وبين اين ، اقول : هذا المعنى ظاهر فى كثير من الموارد ، فلذا اجابت مريم عليهاالسلام بقولها : هو من عند الله.
وتاتى انى بمعنى كيف ، نحو قوله تعالى : (قالَ أَنَّى يُحْيِي هذِهِ اللهُ بَعْدَ مَوْتِها) ـ ٢ / ٢٥٩ ، (سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ فَأَنَّى تُسْحَرُونَ) ـ ٢٣ / ٨٩ ، (فَاسْتَبَقُوا الصِّراطَ فَأَنَّى يُبْصِرُونَ) ـ ٣٦ / ٦٦ ، وقيل : انى فى قوله تعالى : فانى يؤفكون ، فانى يصرفون فى كثير من الآيات بمعنى كيف ، اقول : الظاهر انها بمعنى الى اين.
ثم قد يحذف المبتدا عن الجملة التى بعدها ، نحو قوله تعالى : (فَهَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا السَّاعَةَ أَنْ تَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً فَقَدْ جاءَ أَشْراطُها فَأَنَّى لَهُمْ إِذا جاءَتْهُمْ ذِكْراهُمْ) ـ ٤٧ / ١٨ ، اى فانى لهم النجاة.
١٢ ـ متى
يسال بها عن الزمان وتقع خبرا وظرفا ، نحو قوله تعالى : (وَيَقُولُونَ مَتى هذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ) ـ ١٠ / ٤٨ ، (فَسَيُنْغِضُونَ إِلَيْكَ رُؤُسَهُمْ وَيَقُولُونَ مَتى هُوَ) ـ
١٧ / ٥١ ، (وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتى نَصْرُ اللهِ) ـ ٢ / ٢١٤ ، وفى الحديث جاء يهودى الى على عليهالسلام فقال : يا امير المؤمنين متى كان ربنا فقال له على عليهالسلام : انما يقال : متى كان لشئ لم يكن فكان وربنا تبارك وتعالى كان لم يزل ليس له قبل ، وقد يحذف عاملها كما فى هذا الحديث : ومن قال : متى فقد وقته ، اى من قال : متى كان الله.
١٣ ـ ايّان
وهى كمتى ، نحو قوله تعالى : (يَسْئَلُونَ أَيَّانَ يَوْمُ الدِّينِ) ـ ٥١ / ١٢ ، يَسْئَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْساها ـ ٧ / ١٨٧ ،(أَمْواتٌ غَيْرُ أَحْياءٍ وَما يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ) ـ ١٦ / ٢١.
تتميم فيه امور
الامر الاول
ان الاستفهام اما حقيقى ، وهو الاستعلام عن الشئ واما مجازى ، وهو استنطاق احد لغرض آخر ، وقد يكون المستنطق جاهلا فيجتمع غرضه مع الاستعلام ، والاستفهام المجازى لا يختص بالهمزة كما هو ظاهر ابن هشام فى حرف الهمزة ، بل ياتى فى غيرها ، وهو على وجوه ، وكلها يعلم بالقرينة كما هو شان المجاز فى كل اسلوب.
الوجه الاول الانكار الابطالى ، ومعناه ان المتكلم باستفهامه ينفى الشئ وينكره ويرى ان مدعيه كاذب ، فالكلام ايجابه سلب وسلبه ايجاب حسب اظهار المتكلم نحو قوله تعالى : (أَفَسِحْرٌ هذا أَمْ أَنْتُمْ لا تُبْصِرُونَ) ـ ٥٢ / ١٥ ، (هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ) ـ ٣٩ / ٩ ، (فَمَنْ يَنْصُرُنا مِنْ بَأْسِ اللهِ إِنْ جاءَنا) ـ ٤٠ / ٢٩ ، (فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ) ـ ٧ / ١٨٥ ، (كَيْفَ يَهْدِي اللهُ قَوْماً كَفَرُوا بَعْدَ
إِيمانِهِمْ) ـ ٣ / ٨٦ ، (أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ وَوَضَعْنا عَنْكَ وِزْرَكَ) ـ ٩٤ / ١ ـ ٢ ، أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْراً أَبابِيلَ ـ ١٠٥ / ٢ ـ ٣.
ثم ان ما ينكره المتكلم باستفهامه يمكن ان لا يكون منتفيا فى الواقع ، بل يكون حقا ، نحو قوله تعالى : (قالُوا أَنَّى يَكُونُ لَهُ الْمُلْكُ عَلَيْنا وَنَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ) ـ ٢ / ٢٤٧ ، (أَأُنْزِلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ مِنْ بَيْنِنا بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ مِنْ ذِكْرِي) ـ ٣٨ / ٨ ، (وَقالُوا أَإِذا كُنَّا عِظاماً وَرُفاتاً أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ خَلْقاً جَدِيداً) ـ ١٧ / ٤٩.
الوجه الثانى الانكار التوبيخى ، ومعناه ان المتكلم يرى الشئ واقعا ويوبخ فاعله ، وهذا ايضا اما حاصل فى الواقع او فى نظر المتكلم.
مثال الاول قوله تعالى : (قالَ أَتَعْبُدُونَ ما تَنْحِتُونَ) ـ ٣٧ / ٩٥ ، (أَتَأْتُونَ الذُّكْرانَ مِنَ الْعالَمِينَ) ـ ٢٦ / ١٦٥ ، (فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ) ـ ٥٥ / ١٣ ـ ٧٧ ، (ثُمَّ قِيلَ لَهُمْ أَيْنَ ما كُنْتُمْ تُشْرِكُونَ) ـ ٤٠ / ٧٣ ، (انْظُرْ كَيْفَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللهِ الْكَذِبَ وَكَفى بِهِ إِثْماً مُبِيناً) ـ ٤ / ٥٠ ، (فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ كَذَبَ عَلَى اللهِ وَكَذَّبَ بِالصِّدْقِ إِذْ جاءَهُ) ـ ٣٩ / ٣٢ ، (فَما لَكُمْ فِي الْمُنافِقِينَ فِئَتَيْنِ وَاللهُ أَرْكَسَهُمْ بِما كَسَبُوا) ـ ٤ / ٨٨.
مثال الثانى قوله تعالى حكاية عن الظالمين : (هَلْ هذا إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ أَفَتَأْتُونَ السِّحْرَ وَأَنْتُمْ تُبْصِرُونَ) ـ ٢١ / ٣ ، وحكاية عن الكفار : (أَفْتَرى عَلَى اللهِ كَذِباً أَمْ بِهِ جِنَّةٌ) ـ ٣٤ / ٨.
وهنا قسم آخر وهو التوبيخ على فرض الوقوع ليعتبر السامعون لا على الفعل الواقع ، نحو قوله تعالى : (أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ) ـ ١٠ / ٩٩ ، (يا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّي إِلهَيْنِ مِنْ دُونِ اللهِ) ـ ٥ / ١١٦.
ثم قد يكون التوبيخ باطلا والذى وقع حقا ، نحو قوله تعالى : (وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَيَقُولُونَ ما ذا أَرادَ اللهُ بِهذا مَثَلاً) ـ ٢ / ٢٦ ، (قالَ يا مُوسى أَتُرِيدُ أَنْ تَقْتُلَنِي كَما قَتَلْتَ نَفْساً بِالْأَمْسِ) ـ ٢٨ / ١٩ ، (وَقالُوا ما لِهذَا الرَّسُولِ يَأْكُلُ الطَّعامَ وَيَمْشِي فِي الْأَسْواقِ) ـ ٢٥ / ٧ ، فهذه اقسام الاستفهام الانكارى ، وهى على الوجهين ستة ،
قسمان منها للوجه الاول ، واربعة اقسام للوجه الثانى.
وقال ابن هشام فى حرف هل من المغنى : ان الانكار على ثلاثة اوجه : انكار على من ادعى وقوع الشئ وانكار على من اوقع الشئ ويختصان بالهمزة وانكار لوقوع الشئ ، وهذا يختص بهل ، انته ، وانت ترى انه لا اختصاص بالهمزة وهل وان فى تقسيمه تقصيرا ، والحق ما فصلناه ، نعم لا يجاب الاستفهام بحرف الجواب الا ما كان بالهمزة او هل ، وياتى بيانه فى المبحث السادس ، وما كان بغيرهما يجاب بالكلام.
الوجه الثالث الاستفهام التقريرى ، ومعناه سؤال المتكلم المخاطب ليعترف بالمسؤول عنه ، والمخاطب اما يعترف او ينكر او يسكت او يجيب بعير ما يتوقع السائل ، والتقرير اما للفاعل او المفعول او الفعل بالمعنى لا الفاعل والمفعول والفعل حسب الاصطلاح ، فلاى منها كان يجب ايلاؤه الاستفهام.
مثال الفاعل قوله تعالى : (قالُوا أَأَنْتَ فَعَلْتَ هذا بِآلِهَتِنا يا إِبْراهِيمُ قالَ بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ) ـ ٢١ / ٦٢ ، (فَاعْلَمُوا أَنَّما أُنْزِلَ بِعِلْمِ اللهِ وَأَنْ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ فَهَلْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ) ـ ١١ / ١٤ ، (إِنَّ مَوْعِدَهُمُ الصُّبْحُ أَلَيْسَ الصُّبْحُ بِقَرِيبٍ) ـ ١١ / ٨١ ، (يا صاحِبَيِ السِّجْنِ أَأَرْبابٌ مُتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللهُ الْواحِدُ الْقَهَّارُ) ـ ١٢ / ٣٩ ، أَأَنْتُمْ أَضْلَلْتُمْ عِبادِي هؤُلاءِ أَمْ هُمْ ضَلُّوا السَّبِيلَ ـ ٢٥ / ١٧ ، (قالَ يا إِبْلِيسُ ما مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِما خَلَقْتُ بِيَدَيَّ أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنْتَ مِنَ الْعالِينَ قالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ) الخ ـ ٣٨ / ٧٥ ـ ٧٦.
مثال المفعول قوله تعالى : (إِذْ قالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ ما هذِهِ التَّماثِيلُ الَّتِي أَنْتُمْ لَها عاكِفُونَ) ـ ٢١ / ٥٢.
مثال الفعل قوله تعالى : (قالَ أَراغِبٌ أَنْتَ عَنْ آلِهَتِي يا إِبْراهِيمُ) ـ ١٩ / ٤٦ ، (قالَ هَلْ عَلِمْتُمْ ما فَعَلْتُمْ بِيُوسُفَ وَأَخِيهِ إِذْ أَنْتُمْ جاهِلُونَ) ـ ١٢ / ٨٩ ، (قالَ يا قَوْمِ أَلَمْ يَعِدْكُمْ رَبُّكُمْ وَعْداً حَسَناً) ـ ٢٠ / ٨٦ ، (قالَ كَمْ لَبِثْتُمْ فِي الْأَرْضِ عَدَدَ سِنِينَ قالُوا لَبِثْنا يَوْماً أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ فَسْئَلِ الْعادِّينَ) ـ ٢٣ / ١١٢ ـ ١١٣ ، (أَفَلَمْ يَدَّبَّرُوا الْقَوْلَ أَمْ جاءَهُمْ
ما لَمْ يَأْتِ آباءَهُمُ الْأَوَّلِينَ) ـ ٢٣ / ٦٨.
تنبيه
قد يكون التقرير لمدخول النفى ويكون الكلام فى اكثر الموارد خطابا للعالم به ، نحو قوله تعالى : (أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللهَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) ـ ٢ / ١٠٦ ، وقوله تعالى حكاية عن الخضر مخاطبا لموسى : (أَلَمْ أَقُلْ لَكَ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْراً) ـ ١٨ / ٧٥ ، وحكاية عن يعقوب مخاطبا لبنيه : (أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ مِنَ اللهِ ما لا تَعْلَمُونَ) ـ ١٢ / ٩٦ ، (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللهَ خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِ) ـ ١٤ / ١٩ ، ( أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَتْلُونَ عَلَيْكُمْ آياتِ رَبِّكُمْ) ـ ٣٩ / ٧١ ، (أَلَمْ تَعْلَمُوا أَنَّ أَباكُمْ قَدْ أَخَذَ عَلَيْكُمْ مَوْثِقاً مِنَ اللهِ) ـ ١٢ / ٨٠ ، (قالُوا أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللهِ واسِعَةً فَتُهاجِرُوا فِيها) ـ ٤ / ٩٧ ، وقد يكون فى اسلوب الغياب لا الخطاب كقوله تعالى : (وَلَقَدْ أَتَوْا عَلَى الْقَرْيَةِ الَّتِي أُمْطِرَتْ مَطَرَ السَّوْءِ أَفَلَمْ يَكُونُوا يَرَوْنَها) ـ ٢٥ / ٤٠.
ولا يخفى ان هذا الاسلوب باعتبار النفى انكار ابطالى ، ويمكن ان يكون توبيخيا فى نحو قوله تعالى : (أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللهَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) ان كان المخاطب جاهلا مقصرا ، وباعتبار مدخول النفى تقرير ، فاشتبه الامر على بعض الناظرين فى هذه الآيات فلا تغفل.
الوجه الرابع الاستفهام الطلبى ، وهو ما يراد به الطلب ، نحو قوله تعالى : (وَقُلْ لِلَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ وَالْأُمِّيِّينَ أَأَسْلَمْتُمْ فَإِنْ أَسْلَمُوا فَقَدِ اهْتَدَوْا) ـ ٣ / ٢٠ ، اى قل لهم اسلموا ، (وَجَعَلْنا بَعْضَكُمْ لِبَعْضٍ فِتْنَةً أَتَصْبِرُونَ) ـ ٢٥ / ٢٠ ، اى اصبروا فى الفتنة ، ونظير ذلك فى الآيات كثير ، نحو افلا تتقون ، افلا تعقلون ، افلا يتدبرون القرآن ، افلا يؤمنون ، افلا تتفكرون ، اى تفكروا ، وكذا غيره ، ومن هذا القسم العرض وياتى فى المبحث السابع.
الوجه الخامس انكار الطلب ، نحو قوله تعالى : (وَإِذْ قُلْنا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ
فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ قالَ أَأَسْجُدُ لِمَنْ خَلَقْتَ طِيناً) ـ ١٧ / ٦١ ، فان اللعين انكر قوله تعالى : (اسْجُدُوا لِآدَمَ ، فَقالُوا أَنُؤْمِنُ لِبَشَرَيْنِ مِثْلِنا وَقَوْمُهُما لَنا عابِدُونَ) ـ ٢٣ / ٤٧ ، انكر اللعين فرعون قول موسى وهارون لهم : (آمِنُوا بِاللهِ) ، (قالُوا يا صالِحُ قَدْ كُنْتَ فِينا مَرْجُوًّا قَبْلَ هذا أَتَنْهانا أَنْ نَعْبُدَ ما يَعْبُدُ آباؤُنا) ـ ١١ / ٦٢ ، انكروا عليه قوله : لا تعبدوا الاصنام.
الوجه السادس التهكم وهو الاستهزاء المتضمن معنى اللوم ، نحو قوله تعالى : (قالُوا يا شُعَيْبُ أَصَلاتُكَ تَأْمُرُكَ أَنْ نَتْرُكَ ما يَعْبُدُ آباؤُنا أَوْ أَنْ نَفْعَلَ فِي أَمْوالِنا ما نَشؤُا إِنَّكَ لَأَنْتَ الْحَلِيمُ الرَّشِيدُ) ـ ١١ / ٨٧ ، (وَإِذا رَآكَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ يَتَّخِذُونَكَ إِلَّا هُزُواً أَهذَا الَّذِي يَذْكُرُ آلِهَتَكُمْ) ـ ٢١ / ٣٦.
الوجه السابع التعجب بان يتعجب المتكلم او يحمل المخاطب على التعجب ، واكثر ما يستعمل فى هذا الوجه لفظة كيف ، ومر تفصيله فى المبحث الثامن عشر من المقصد الاول.
الوجه الثامن الاستبطاء ، وهو عد الفاعل بطيئا فيما عليه ان يفعله ، نحو قوله تعالى : (أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللهِ وَما نَزَلَ مِنَ الْحَقِ) ـ ٥٧ / ١٦.
ثم ذكر بعضهم غير هذه الوجوه من التهديد والاستبعاد والعرض واللوم وغيرها ، وهذه المعانى تندرج فى كثير من موارد تلك الوجوه ، ولا يبعد ان تستفاد من غيرها ، والامر سهل ، وذيل المجاز واسع طويل.
الامر الثانى
الاستفهام اذا اجتمع مع الشرط توجه الى الجزاء ، وهذا يؤيد تعلق اسماء الشرط الظرفية بالجزاء ، نحو قوله تعالى : (أَثُمَّ إِذا ما وَقَعَ آمَنْتُمْ بِهِ) ـ ١٠ / ٥١ ، (أَفَإِنْ مِتَّ فَهُمُ الْخالِدُونَ) ـ ٢١ / ٣٤ ، (أَفَإِنْ ماتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلى أَعْقابِكُمْ) ـ ٣ / ١٤٤ ،
وهذا ظاهر.
الامر الثالث
قد يكون الاستخبار بصورة الاستفهام فى مادة الرؤية ، وبعده استفهام مذكور او مقدر ، نحو قوله تعالى : (قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَخَذَ اللهُ سَمْعَكُمْ وَأَبْصارَكُمْ وَخَتَمَ عَلى قُلُوبِكُمْ مَنْ إِلهٌ غَيْرُ اللهِ يَأْتِيكُمْ بِهِ) ـ ٦ / ٤٦ ، ارايتم يراد به اخبرونى لانه لازم معناه ، اذ الرائى شيئا يخبر عنه ، (أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلهَهُ هَواهُ أَفَأَنْتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلاً) ـ ٢٥ / ٤٣ ، اى اخبرنى.
وقد يلحق به حرف الخطاب وليس بالضمير ، بل هو كالذى يلحق باسماء الاشارة ، نحو قوله تعالى : (قالَ أَرَأَيْتَكَ هذَا الَّذِي كَرَّمْتَ عَلَيَّ لَئِنْ أَخَّرْتَنِ إِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ لَأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ إِلَّا قَلِيلاً) ـ ١٧ / ٦٢ ، والاستفهام بعده مقدر ، اى اخبرنى هذا الذى كرمت على لم كرمته على ، (قُلْ أَرَأَيْتَكُمْ إِنْ أَتاكُمْ عَذابُ اللهِ أَوْ أَتَتْكُمُ السَّاعَةُ أَغَيْرَ اللهِ تَدْعُونَ) ـ ٦ / ٤٠ ، وافرد الضمير المرفوع فى ارايتكم مع ان الخطاب الى الجماعة لان كم الحرفى يدل على الجمع ، ونظير ذلك كثير فى الآيات وغيرها ، وهذا يختص بهذه المادة وهذا الاسلوب ، لا يوجد فى غير ذلك.
فى الكافى عن جعفر عن ابيه قال : قال امير المؤمنين عليهالسلام : انّ قلوب الجهّال تستفزّها الاطماع وترتهنها المنى وتستعلقها الخدائع.
المبحث السادس
فى حروف الجواب ، وحرف الجواب هو ما يقال فى قبال المتكلم مخبرا او منشئا ، والجواب اما بالكلام كقول يعقوب لبنيه حين قالوا يا ابانا استغفر لنا ذنوبنا انا كنا خاطئين : (سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّي إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ) ـ ١٢ / ٩٨ ، وكقول يوسف لاخوته حين قالوا اانك لانت يوسف : (أَنَا يُوسُفُ وَهذا أَخِي) ـ ١٢ / ٩٠ ، وكقول اخوته له حين قال : ائتونى باخ لكم من ابيكم : (سَنُراوِدُ عَنْهُ أَباهُ وَإِنَّا لَفاعِلُونَ) ـ ١٢ / ٦١ ، واما بالحرف ، وحروف الجواب ثمانيه : نعم ، لا ، بلى ، اى ، اجل ، جير ، انّ ، قد.
١ ـ نعم
حرف اعلام ووعدو تصديق.
فالاول بعد الاستعلام ، اى الاستفهام ، نحو قوله تعالى : (وَنادى أَصْحابُ الْجَنَّةِ أَصْحابَ النَّارِ أَنْ قَدْ وَجَدْنا ما وَعَدَنا رَبُّنا حَقًّا فَهَلْ وَجَدْتُمْ ما وَعَدَ رَبُّكُمْ حَقًّا قالُوا نَعَمْ) ـ ٧ / ٤٤ ، اى وجدنا ، (أَإِذا مِتْنا وَكُنَّا تُراباً وَعِظاماً أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ أَوَآباؤُنَا الْأَوَّلُونَ قُلْ نَعَمْ وَأَنْتُمْ داخِرُونَ) ـ ٣٧ / ١٦ ـ ١٨ ، اى انتم وآباؤكم مبعوثون ، وانتم داخرون جملة حالية ولم يات فى كتاب الله بغير هذا المعنى ، وفى نهج البلاغة :
قال البنى صلىاللهعليهوآله لقوم من قريش : ان فعل الله لكم ما تريدون من المعجزة اتؤمنون وتشهدون بالحق قالوا نعم ، ونعم فى كلام المجيب يقرر المستفهم عنه فى كلام السائل ويثبته ، وان اراد عدم التقرير والتثبيت يقول : لا.
واعلم ان نعم تقع بعد الاستفهام المثبت والمنفى ، واختلفوا فى نحو الم يقم زيد ان اجيب بنعم هل هى تقرر النفى او المنفى ، فقوم على الاول مستشهدين بما روى عن ابن عباس انه قال فى قوله تعالى : (أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قالُوا بَلى) ـ ٧ / ١٧٢ : لو قالوا فى الجواب نعم لكان كفرا ، وذلك لان نعم تقرر النفى ، اى لست بربنا وقوم على الثانى مستشهدين بقول الشاعر ، فان نعم فيه قررت المنفى.
اليس اللّيل يجمع امّ عمرو |
|
١٤٠١ وايّانا فذاك بنا تدان |
نعم وترى الهلال كما اراه |
|
١٤٠٢ ويعلوها النهار كما علانى |
اقول : كلا الوجهين صحيح فى الاستعمال مع القرينة ، لان هذا الاسلوب ذو وجهين على ما بينا فى المبحث السابق ذيل قولنا : تنبيه.
والثانى بعد الطلب بالامر او النهى او العرض او التحضيض ، كما قيل لك : اعطنى اولا تفارقنى او الا تحدثنا او هلا تجيئنا فتقول : نعم ، فهى وعد بالاعطاء وعدم المفارقة والتحديث والمجئ ، ويمكن ان يكون طلب الشئ بالاستفهام كما يقول لك فقير : هل تعطينى ، فتقول : نعم ، اى اعطيك ، قال الشاعر :
واذا قلت نعم فاصبر لها |
|
١٤٠٣ بنجاح الوعد انّ الخلف ذمّ |
والثالث بعد الخبر مثبتا كان او منفيا ، كما قيل لك : زيد رجل عالم ، فتقول : نعم ، اى اصدقك فيما اخبرت ، وكقول على عليهالسلام فى جواب الخوارج حين قالوا : لا حكم الا لله : كلمة حق يراد بها الباطل ، نعم انه لاحكم الا لله ، ولكن هؤلاء يقولون : لا امرة الا لله وانه لا بد للناس من امير براو فاجر ، فصدقهم فى قولهم : لاحكم الا لله ، اى لا حكومة الاله ، وكذبهم فيما ارادوا بهذه الكلمة ، وكقول مؤمن الطاق حين قال له ابو حنيفة تقريعا وشماتة : مات امامك : نعم ، ولكن
امامك من المنظرين الى يوم الوقت المعلوم.
٢ ـ لا
وهى تقع بعد الكلام الموجب فتنفى مضمونه خبرا كان او غيره ، ولا تقع بعد الكلام المنفى.
٣ ـ بلى
وهى تقع بعد الكلام المنفى خبرا كان او غيره ، ولا تقع بعد الموجب ، وتفيد ابطال النفى وتقرير المنفى ، نحو قوله تعالى : (أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قالُوا بَلى) ـ ٧ / ١٧٢ ، اى بلى انت ربنا ، (كُلَّما أُلْقِيَ فِيها فَوْجٌ سَأَلَهُمْ خَزَنَتُها أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَذِيرٌ قالُوا بَلى قَدْ جاءَنا نَذِيرٌ فَكَذَّبْنا) ـ ٦٧ / ٨ ـ ٩ ، (زَعَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنْ لَنْ يُبْعَثُوا قُلْ بَلى وَرَبِّي لَتُبْعَثُنَ) ـ ٦٤ / ٧ ، (أَمْ يَحْسَبُونَ أَنَّا لا نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَنَجْواهُمْ بَلى وَرُسُلُنا لَدَيْهِمْ يَكْتُبُونَ) ـ ٤٣ / ٨٠ ، (أَيَحْسَبُ الْإِنْسانُ أَلَّنْ نَجْمَعَ عِظامَهُ بَلى قادِرِينَ عَلى أَنْ نُسَوِّيَ بَنانَهُ) ـ ٧٥ / ٣ ـ ٤.
ووقوعها بعد الايجاب فى قوله تعالى : (لَوْ أَنَّ اللهَ هَدانِي لَكُنْتُ مِنَ الْمُتَّقِينَ) ـ (بَلى قَدْ جاءَتْكَ آياتِي فَكَذَّبْتَ بِها) ـ ٣٩ / ٥٧ ـ ٥٩ ، لان الكلام فى تاويل المنفى ، اذ الكافر القائل يوم القيامة : لو ان الله هدانى الخ يقول بقوله هذا : ان الله لم يهدنى فى الدنيا ، فاجابه الله تعالى بقوله : بلى قد هديتك بآياتى التى جاء بها اليك رسولى فكذبت بها ولم تقبل هدايتى.
ثم مع ذلك جاء بلى نادرا فى جواب الموجب كما فى الحديث : ان النبى صلىاللهعليهوآله قال لاصحابه : اترضون ان تكونوا ربع اهل الجنة قالوا بلى.
٤ ـ اى
وهى كنعم تقع حيث تقع ، ولكنها لا تستعمل الا وبعدها قسم بالرب او
الله او العمر بدون فعل القسم ، نحو قوله تعالى : (وَيَسْتَنْبِئُونَكَ أَحَقٌّ هُوَ قُلْ إِي وَرَبِّي إِنَّهُ لَحَقٌّ وَما أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ) ـ ١٠ / ٥٣.
٥ و ٦ ـ جير واجل
وهما كنعم ، ومثالهما ما فى هذه الابيات.
وقائلة اسيت فقلت جير |
|
١٤٠٤ اسىّ انّنى من ذاك انّه |
اذا تقول لا ابنة العجير |
|
١٤٠٥ تصدق لا اذا تقول جير |
وقلن على الفردوس اوّل مشرب |
|
١٤٠٦ اجل جيران كانت ابيحت دعاثره |
٧ ـ انّ
وهى كنعم ايضا كما فى هذه الابيات.
قالوا كبرت فقلت انّ وربّما |
|
١٤٠٧ ذكر الكبير شبابه فتطرّبا |
ويقلن شيب قد علا |
|
١٤٠٨ ك وقد كبرت فقلت انّه |
قالوا اخفت فقلت انّ وخيفتى |
|
١٤٠٩ ما ان تزال منوطة برجائى |
ومن ذلك قول عبد الله بن الزبير لمن قال له : لعن الله ناقة حملتنى اليك : ان وراكبها ، اى نعم ولعن راكبها ، وعن المبرد انه حمل على ذلك قراءة من قرا : (وَأَسَرُّوا النَّجْوى قالُوا إِنْ هذانِ لَساحِرانِ) ـ ٢٠ / ٦٣ ، اى واسروا النجوى فى امر موسى وهارون فقال بعضهم : انهما لساحران قالوا نعم هذان لساحران ، اقول : قال هذا النحوى ما يبعد فى نظر المفسر ، وعلى قوله قالوا الخ عطف بيان للنجوى.
٨ ـ قد
يجاب بها من ينتظر وقوع امر ، نحو قولك : قد ركب الامير لمن ينتظر ركوبه
ويسال عنه ، وقول المؤذن : قد قامت الصلاة لجماعة ينتظرون اقامتها ، فان حالهم تدل على سؤالهم وان لم يكن بلسانهم ، ومن ذلك قوله تعالى : (قَدْ سَمِعَ اللهُ قَوْلَ الَّتِي تُجادِلُكَ فِي زَوْجِها وَتَشْتَكِي إِلَى اللهِ) ـ ٥٨ / ١ ، فان تلك المراة كانت تنتظر جواب الله لاشتكائها.
ولا يلزم ان يكون الفعل فى الجواب واقعا ، بل قريبا من الوقوع ، كقولك : قد جاء ابوك من السفر لمن ينتظره ، وهو يقدم غدا ، ومنه قوله تعالى : (يا إِبْراهِيمُ أَعْرِضْ عَنْ هذا إِنَّهُ قَدْ جاءَ أَمْرُ رَبِّكَ) ـ ١١ / ٧٦ ، ويجوز حينئذ استعمال المضارع ايضا ، نحو قولك : قد اشفع لك عند الامير لمن طلب منك الشفاعة عنده ولما تفعل.
وقد يقع الماضى فى مورد الجواب بدون قد ، نحو قوله تعالى : (أَتى أَمْرُ اللهِ فَلا تَسْتَعْجِلُوهُ) ـ ١٦ / ١ ، وهذا جواب لقولهم : متى هذا الوعد كما فى آيات عديدة.
تتمة
كثيرا يؤتى باللهم قبل حرف الجواب وبالقسم بعده او باحدهما ، كما تقول : اللهم اى والله ، وذلك لتمكين الجواب فى نفس من تجيبه او اظهار اليقين بالجواب ، ونحو قوله تعالى : (قالَ أَلَيْسَ هذا بِالْحَقِّ قالُوا بَلى وَرَبِّنا) ـ ٦ / ٣٠ ، وكقول على عليهالسلام : كذلك يموت العلم بموت حامليه ، اللهم بلى لا تخلو الارض من قائم لله بحجة اما ظاهرا مشهورا او خائفا مغمورا ، بلى جواب لسؤال مقدر ، كان قائلا يقول : ان مات العلم فما يفعل عباد الله ، فاجاب بان الارض لا تخلو من القائم بامر الله ، فهو مرجعهم وملجاهم فى امورهم.
فى الكافى عن ابى عبد الله عليهالسلام ، قال : العقل دليل المؤمن.