منائح الكرم في أخبار مكة والبيت وولاة الحرم - ج ٤

علي بن تاج الدين بن تقي الدين السنجاري

منائح الكرم في أخبار مكة والبيت وولاة الحرم - ج ٤

المؤلف:

علي بن تاج الدين بن تقي الدين السنجاري


المحقق: الدكتورة ماجدة فيصل زكريا
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: جامعة أم القرى
الطبعة: ١
ISBN الدورة:
9960-03-366-X

الصفحات: ٦٠٠

أظلما عن البيت الحرام تذاد (١)

على مثلها الخيل الجياد تقاد

وخسفا تسام (٢) الهاشميين (٣) إنها

لفادحة فيها الحتوف (٤) تعاد (٥)

فلا نامت الأجفان (٦) يا آل قاسم

وكيف وفيهن السيوف حداد

ولا حملتكم من (٧) نتائج (٨) داحس (٩)

شوازب (١٠) ما لم تشتشبّ (١١) زناد (١٢)

__________________

(١) في المحبي ـ نفحة الريحانة ٣ / ٥٦٦ «تذاد».

(٢) في (أ) «مسار». والاثبات من بقية النسخ وقد أشار ناسخ (ج) على الحاشية اليسرى للمخطوط ورقة ٢٧٥ أن في نسخة أخرى «مسار».

(٣) في (ب) ، (د) «الهاشمين» ، وفي المحبي ـ نفحة الريحانة ٣ / ٥٦٦" الهاشميون».

(٤) الحتوف : مفردها حتف ، وهو الموت. ويقال مات فلان حتف أنفه إذا مات من غير قتل ولا ضرب. انظر : الرازي ـ مختار الصحاح ١٢٢.

(٥) في المحبي ـ نفحة الريحانة ٣ / ٥٦٦ «تقاد».

(٦) في (ج) «العينان».

(٧) في (د) «بمن».

(٨) في (ب) «تبتاج» ، وهو خطأ ، وفي (د) «سابح».

(٩) في (ج) «ذاحس». وداحس : فرس لبني يربوع. انظر : المحبي ـ نفحة الريحانة ٣ / حاشية ص ٥٦٦.

(١٠) في (ج) «شواذب». والشوازب : الضامرة. المعجم الوسيط ٢ / ٤٨١.

(١١) في (ج) «تشتت» ، وفي (د) «سثث» ، وهو خطأ ، وفي المحبي ـ نفحة الريحانة ٣ / ٥٦٦ «تستشب». وتشتشب : أي يشتد عودها.

(١٢) هكذا في (أ) ، وفي بقية النسخ «زياد». والزناد : مفردها الزند ، والزند خشبتان يستقدح بهما. انظر : ابن منظور ـ لسان العرب ١ / ٥٥٦.

٣٢١

إذا لم يصن عرض الخلافة فيكم (١)

فمن أين مجد طارف (٢) وتلاد (٣)

تدافعت البيد الموامي (٤) بقومكم

تدافع ذل في ذماه ضماد

وردوا حيارى خائبين بصفقة

ينال بها ريح الردى (٥) ويعاد (٦)

وقد شارفوا أرجاء مكة فانثنوا

بفاقرة (٧) تفري الأديم وعادوا

بني القاسم (٨) المنصور لا تحسبونها

بهينة لا بل عنا وعناد

فعزما فأنتم أسرة (٩) السؤدد الذي

مبانيه من فوق النجوم شادوا (١٠)

ألستم بأهل البيت والركن والصفا

بل فهي (١١) أوطان لكم وبلاد

__________________

(١) ورد هذا الشطر في : المحبي ـ نفحة الريحانة ٣ / ٥٦٦ : «إذا لم يصن مجد الخلافة منكم».

(٢) في (ب) ، (ج) «طارق». وطارف : جاء في ابن منظور ـ لسان العرب ٢ / ٨٩ : الطراف بالكسر من الخيل الكريم العتيق ، وقيل هو الطويل القوائم والعنق المطرف الأذنين ، وقيل هو الذي ليس من نتاجك.

(٣) تلاد : ما ولد عندك من مالك أو نتج. انظر : ابن منظور ـ لسان العرب ١ / ١٣١.

(٤) الموامي : مفردها الموماة ، وهي المفازة الواسعة الملساء التي لا ماء بها ولا أنيس. انظر : ابن منظور ـ لسان العرب ٢ / ٥٨١.

(٥) في (د) «التردا».

(٦) في المحبي ـ نفحة الريحانة ٣ / ٥٦٦ «وتقاد».

(٧) في (ج) «بعاقرة». الفاقرة : الداهية الكاسرة للفقار. انظر : ابن منظور ـ لسان العرب ٢ / ٣٢٨.

(٨) هكذا في (أ) ، وفي بقية النسخ «قاسم».

(٩) في (ج) «أسوة».

(١٠) في (د) والمحبي ـ نفحة الريحانة ٣ / ٥٦٧ «تشاد».

(١١) في (ج) «هي» ، وفي المحبي ـ نفحة الريحانة ٣ / ٥٦٧ «وهي».

٣٢٢

فلا تتركوا الأتراك في جنباتها (١)

على الغي قد سادوا الأنام (٢) وشاد ـ وا ـ

وصولوا (٣) مصالا (٤) يترك البحر جذوة (٥)

وحزما فما فوق الجمار رماد

ويا آل قحطان (٦) ويا آل حاشد (٧)

وآل بكيل (٨) آن آن جهاد

يذاد (٩) عن البيت الحرام حجيجكم

كما ذيد (١٠) عن ذئب الفلاة نقاد (١١) /

فشدوا حزام الحزم (١٢) فالرأي (١٣) أن يدع

مشد حزام منه مال بداد

__________________

(١) في (د) «جناتها».

(٢) في المحبي ـ نفحة الريحانة ٣ / ٣٦٧ «القروم».

(٣) صولوا : اسطوا عليهم واقهروهم. انظر : المعجم الوسيط ١ / ٥٢٩.

(٤) في (ج) «معا ومصالا». أي سطوة ووثبة.

(٥) الجذوة : الجمرة ، والقطعة الغليظة من الخشب سواء كان في طرفها نار أو لم يكن. انظر : الرازي ـ مختار الصحاح ٩٨.

(٦) آل قحطان : هم بنو عامر بن شامخ ، وعامر هذا هو أصل عرب اليمن ، وإليه تنسب القحطانية. انظر : القلقشندي ـ نهاية الارب ٢٩٦.

(٧) آل حاشد : حي من جشم بن خيران بن نوف بن همدان من كهلان من القحطانية ، يذكر مع بكيل ومعظمهم في اليمن ، ومنهم تفرقت همدان. انظر : كحالة ـ معجم قبائل العرب ١ / ٢٣٥.

(٨) آل بكيل : هم بنو بكيل بن جشم بن حاشد بن خيران بن نوف بن همدان. بطن عظيم من همدان من كهلان من القحطانية ، ينسب إليهم مخلاف بكيل باليمن ويضاف إلى بكيل ابن جشم. انظر : كحالة ـ معجم قبائل العرب ١ / ١٠٠.

(٩) في (ج) «يزاد» ، وفي (د) «بداد».

(١٠) في (أ) «ذيذ» ، وفي (د) «زنه» ، وهو خطأ ، والاثبات من (ب) ، (ج) والمحبي ـ نفحة الريحانة ٣ / ٥٦٧.

(١١) النقاد : صغار الغنم الحجازية. انظر : ابن منظور ـ لسان العرب ٢ / ٦٤١.

(١٢) سقطت من (ب) ، (ج).

(١٣) في المحبي ـ نفحة الريحانة ٣ / ٥٦٧ «فالطرف».

٣٢٣

ألا أيقظوا نجل (١) العيون من الكرى

فليس بها إلا قذى وسهاد

إذا فاتها من أسود الركن نظرة

فلا دار في أحداقهن سواد

قليل بأن تشرى مني بمنية (٢)

ليالي لقا تزهو بهن سعاد

وتجريع كأس الموت ان تذر (٣) زمزم

واعوزت الوراد (٤) منه ثماد

ونحر الفتى المذكور في عرفاتها

على وقفة فيه الحرار (٥) براد

ألذ وأحلى للكمي مذاقه (٦)

ألا انتبهوا يا قوم طال رقاد

أتقذى (٧) عيون منكم بمذلة

وتغضي (٨) جفون حشوهن قتاد (٩)

ويصفو (١٠) على ذا الضيم للحر مشرب

وكيف وشرب الهون منه براد

دعوتكم هل تسمعون دعاء من

يحرض لكن لو يجيب جماد

__________________

(١) في (ب) ، (ج) «نجلاء» ، وفي المحبي ـ نفحة الريحانة ٣ / ٥٦٧ «بحل».

(٢) في (ب) «المنسية».

(٣) في المحبي ـ نفحة الريحانة ٣ / ٥٦٧ «ند».

(٤) في (ب) ، (د) «الوارد». والوراد : الذين يردون الماء ، وهو أيضا يوم الحمى الدائرة. الرازي ـ مختار الصحاح ٧١٦.

(٥) في المحبي ـ نفحة الريحانة ٣ / ٥٦٨ «الجرار». والحرار : مفردها حرة. ويعني هنا شدة الحر.

(٦) الشطر في (د) «الذي الكمى وأحلا للكمى مذاقه» ، وهو خطأ.

(٧) القذى : جمع القذاة : وهو ما يتكون في العين من رمص وغمص وغيرهما. انظر : المعجم الوسيط ٢ / ٧٢٢.

(٨) غضى الرجل : أطبق جفنيه على حدقتيه. انظر : المعجم الوسيط ٢ / ٦٥٥.

(٩) في (د) «صاد». وقتاد : نبات صلب له شوك كالابر ، من الفصيلة القرنية ، ويسمى في السودان الخشاب ، ومنه يستخرج أجود الصمغ. المعجم الوسيط ٢ / ٧١٤.

(١٠) في (ب) «ويصغرا» ، وفي (ج) «وصغرا» ، وكلاهما خطأ.

٣٢٤

فيا سيف سيف الآل من حسن أجب

لقد لقحت حرب وثار جلاد

أحمد (ماذا العود) (١) منكم بأحمد

(ولكن حديث الضيم منه بعاد (٢)

فثر ثورة واغضب لربك غضبة) (٣)

بعزم (٤) له فوق النجوم مهاد

وقل لأمير المؤمنين أمثلنا (٥)

يراد به والمقربات (٦) جياد

لأية (٧) معنى هذه الخيل تقتنا

وبيض المواضي والرماح صفاد

وفيم (٨) يجر الجيش وهو عرمرم

لهام به غصت (٩) ربى ووهاد

أغايته (١٠) يوم الغدير (١١) لزينة

وغاية جرد الخيل منه طراد

أبى الله والدين الحنيف وصارم

على عاتق الإسلام منه نجاد

ويأبى أمير المؤمنين وبأسه (١٢)

وفي الثغر والرأي السديد سداد

__________________

(١) ما بين قوسين في (ج) أثبت ناسخها في المتن : «هذا العود» ، وأشار على حاشية المخطوط اليمنى ص ٢٧٦ أن في نسخة أخرى" ماذا العود».

(٢) سقط البيت بكامله من (د). في المحبي ـ نفحة الريحانة ٣ / ٥٦٨ «يعاد».

(٣) ما بين قوسين سقط من (ب) ، وسقط أيضا من متن (ج) ، فاستدركه ناسخها على الحاشية السفلى للمخطوط ص ٢٧٦.

(٤) في (ب) «بعزل».

(٥) في المحبي ـ نفحة الريحانة ٣ / ٥٦٨ «أفق لنا».

(٦) المقربة : الفرس أو الناقة ونحوهما القريبة المعدة للركوب والفرس تكرم فيقرب مربطها ومعلفها. انظر : المعجم الوسيط ٢ / ٧٢٣.

(٧) في (ج) ، (د) «رأى».

(٨) في (ب) ، (ج) «وفيهم» ، وفي (د) «وفيما».

(٩) في (ج) «غصة» ، وفي المحبي ـ نفحة الريحانة ٣ / ٥٦٨ «عصت».

(١٠) في (ج) «أغاية» ، وفي (د) «أغانية».

(١١) في (ب) «الغل ير» ، وهو خطأ ، وفي (ج) أثبت الناسخ في المتن «الفواير» ، وأشار في الحاشية اليسرى للمخطوط ص ٢٧٧ أن في نسخة أخرى «الغدير».

(١٢) في (د) «وسعده».

٣٢٥

وأنصاره الآساد (١) من آل يعرف

غطاريف في دين الإله شداد

فيا أيها المولى الخليفة عرفه

فقد شاب فود (٢) واستطار فؤاد

فلا تبر أقلاما سوى من لهاذم

لها من دماء المارقين مداد

ولا كتب إلا الكتائب والظبا

ولا رسل إلا قنى (٣) وجياد

دعى أحمد الهادي بمكة مفردا

فمال ذووه عن دعاة وحادوا

وقام جنح الكفر (واج (٤) غذامه) (٥)

وما الكون إلا ظلمة (٦) وفساد

فلما تجلى صبح أسيافه انجلت

حنادس (٧) واستنار رشاد

فسير أمير المؤمنين جحافلا

لهن من السحب الثقال مزاد

وجهز صفي الدين يمضي بهمة

بأشراكها نسر السماء يصاد (٨)

وأيده بالأبطال أبناء عمه

وجانبك عز الآل يثن وشاد (٩)

__________________

(١) في (ج) «الأسياد».

(٢) الفود : معظم شعر الرأس مما يلي الأذن. ابن منظور ـ لسان العرب ٢ / ٣٤٠.

(٣) في (ج) «القنا».

(٤) سقطت من (ب). وواج : الماء لا خير عنده. المعجم الوسيط ٢ / ١٠١٢.

(٥) في (ب) «عدا» ، وهو خطأ. وما بين قوسين بياض في (د)» ، وفي المحبي ـ نفحة الريحانة ٣ / ٥٦٩ «داج عرانه».

(٦) في المحبي ـ نفحة الريحانة ٣ / ٥٦٩ «ضلة».

(٧) في (د) «خاوس». وحنادس : الظلام والليل الشديد الظلمة. انظر : المعجم الوسيط ١ / ٢٠٢.

(٨) في (ب) ، (ج) «تصاد».

(٩) ورد هذا الشطر في (ج) «وجانبك عز الآل يكن وساد» ، وبياض في (ب) ، (د) ، وفي المحبي ـ نفحة الريحانة ٣ / ٥٦٩ «وبابنك عز الآل يبن وساد».

٣٢٦

ولا تطو أحشاء (١) الفخار على جوى (٢)

تؤجج (٣) منه جذوة (٤) وزناد

أيفضي (٥) عن البيت الحرام ركابنا

ويهدم من آل النبي عماد

ألم تترك (٦) الأتراك غارب (٧) أثلة (٨)

وأفوذ إذ (٩) ذاقوا الوبال وبادوا

ويا رب يوم أدركوا منه مصرعا

وللوحش منهم منهل ومراد

فعودوا عليهم عودة مضرية (١٠)

يصاب سليم عندها ومراد

إذا أحرمت بيض السيوف (محله /

وفاض نجيعا) (١١) أبطح وجياد

هنالك يشفى غيظ نفس كريمة

وقد حان من أهل الظلال حصاد

ودونكم الحذاء (١٢) من قلب عارف

لها حكم ما إن لهن نفاد

__________________

(١) في (ب) «حشا» ، وفي (د) «حسا».

(٢) سقطت من (ج).

(٣) في (ج) ، (د) «تأجج».

(٤) في (د) «جزه» ، وهو خطأ.

(٥) هكذا في (أ) ، وفي بقية النسخ «أيقصى» ، وفي المحبي ـ نفحة الريحانة ٣ / ٥٦٩ «أتقصى».

(٦) في (ب) ، (ج) «تزكر» ، وفي (د) والمحبي ـ نفحة الريحانة ٣ / ٥٦٩ «تذكر».

(٧) في المحبي ـ نفحة الريحانة ٣ / ٥٦٩ «غارة». غارب : ما بين السنام إلى العنق ، ومنه قولهم : حبلك على غاربك ، أي اذهبي حيث شئت. الرازي ـ مختار الصحاح ٤٧١.

(٨) أثلة : واحدة الاثل ، وهو شجر من الفصيلة الطرفاوية ، طويل مستقيم معمر ، جيد الخشب ، كثير الأغصان متعقدها ، دقيق الورق. انظر : المعجم الوسيط ١ / ٦.

(٩) في (د) «بياض اذ» ، وفي المحبي ـ نفحة الريحانة ٣ / ٥٦٩ «وأنهم».

(١٠) في المحبي ـ نفحة الريحانة ٣ / ٥٦٩ «قسعرية».

(١١) ما بين قوسين في المحبي ـ نفحة الريحانة ٣ / ٥٧٠ «تجله وناط نجيف».

(١٢) بياض في (د) ، وفي المحبي ـ نفحة الريحانة ٣ / ٥٧٠ «الحراء».

٣٢٧

لقد أرسلت ترسالها (١) وترسلت

فواصل فيها للعداة صفاد

أصيخوا لها سمعا وعواما (٢) يقوله

خطيب بليغ الواعظات جواد

سلام عليكم إن عملتم بحكمها

وإلا فلا جاد (٣) الديار عهاد

ولما أن (٤) أنشده هذه القصيدة ، قيض الله له (٥) بعض أدباء اليمن [من](٦) الشافعية ممن بصره الله ، فمدح الإمام بقصيدة رد عليه فيها.

أنشدني من لفظه ، وقرأها علي من كتابه صاحبنا الأديب سراج الدين عمر بن (محمد علي) (٧) بن سليم سنة ١٠٩٣ ألف وثلاث وتسعين ، قال :

أنشدني من لفظه بصنعاء اليمن صاحبنا حسن الشاووش (٨) قوله رادا على إبراهيم المهتدي سنة ١٠٨٣ ألف وثلاث وثمانين :

طما (٩) عيّة أغرقه (١٠) وضل (١١) رشاد

لك الويل جهلا خطة ومعاد

__________________

(١) في المحبي ـ نفحة الريحانة ٣ / ٥٧٠ «تمثالها».

(٢) في (ج) «طوعا» ، وفي (د) «عوما» ، وفي المحبي ـ نفحة الريحانة ٣ / ٥٧٠ «عزما».

(٣) في (د) «جا» ، وفي المحبي ـ نفحة الريحانة ٣ / ٥٧٠ «جاء».

(٤) سقطت من (ج) ، (د).

(٥) سقطت من (د).

(٦) ما بين حاصرتين زيادة من (ج) ، (د).

(٧) ما بين قوسين في (ج) «محمد بن علي».

(٨) في (ب) «شاوش».

(٩) طما : زاد ، أي الذي لا يحسن الكلام. ابن منظور ـ لسان العرب ٢ / ١٠٥.

(١٠) هكذا في (أ) ، وفي بقية النسخ «أغرت».

(١١) في (ج) «بوصل» ، وهو خطأ.

٣٢٨

هو القطب والبيت الحرام مداره

رحى من ظبا الأتراك كيف يراد

أمقلتك المرهى (١) عمت عن بصيرة

رأت قرب عين الشمس وهي بعاد

غدرت بسم النصح للقوم غيلة

بشهد ذباب (٢) ظن (٣) منه ضماد

أما وحجون البيت ليست محجة

إليها ومن دون المراد مراد

تقود مطايا الشعر تحبو روازما (٤)

كعيس قصير والهلاك يراد

وشدت بيوتا للدواهي نوازلا

وليس جدار من وراه (٥) جلاد

أما شاهدوا دون الأبيطح (٦) شامخا

ودون جياد أرحب وجياد

وفي طي أغراس (٧) المعالي مآثم

لديها الموشى الكسروي حداد

إذا ثم سيل لم (٨) يعقه مذاذب

متى خاض في لج الخضم جراد

وهبك إلى مصر جلبت بضاعة

فما ربحها إلا كذي (٩) وكس (١٠) وكساد

__________________

(١) في (ج) أثبت ناسخها في المتن «المها» ، وأشار في الحاشية اليمنى للمخطوط ص ٢٧٨ أن في نسخة أخرى «المرهى». والمره : مرض في العين تقرح منه. انظر : المعجم الوسيط ٢ / ٨٦٥.

(٢) في (ب) «ذبان».

(٣) في (د) «ضل».

(٤) جاء في ابن منظور ـ لسان العرب ١ / ٤٨٣ : الارزام : الصوت لا يفتح به الفم ، وأرزم الرعد اشتد صوته ، والرازم الذي سقط من جوع أو مرض. وهنا تعني الهزيلة.

(٥) في (ج) «واه» ، وفي (د) «داره».

(٦) هو تصغير الأبطح.

(٧) أغراس : تثبيت. انظر : المعجم الوسيط ٢ / ٦٤٩.

(٨) سقطت من (ب) ، (ج).

(٩) في (ب) ، (ج) «كسرى».

(١٠) سقطت من بقية النسخ.

٣٢٩

بأية وجه يلحب (١) السيف مكة

ويلحوب غازيه الشحوب يكاد

كلى مكة إن فأخبها (٢) متوج

أظنك ظن يقتفى ويجاد

(أبى ربها) (٣) عن منجنيق ابن يوسف (٤)

إلى مسلم والمستبد جواد (٥)

أما الرفض ممحو البقا في فنائها

وللسنة البيضاء هناك عماد

إذا الصخرة الصماء (٦) ملك بن يافث (٧)

في القوارير الملوك صلاد

هو الشام لكن صفوة الله أرضه

وسطوته والمسلمون (٨) عماد

هو السيف والإسلام كف ومعصم

له الفتح والنصر المبين نجاد

وما غير ذل (٩) في الحجيج ثناهم

وقد يثن (١٠) ذل والوطيس مراد

ولا غرو ريح الليث تعرفه بها

ذوات المراعي والعرين مهاد

سل القوم تكليف المحال موجبا

فإن تؤبوه (١١) فالجواب عتاد (١٢)

__________________

(١) يلحب : يقطع. انظر : المعجم الوسيط ٢ / ٨١٧.

(٢) هكذا في (أ) ، وفي بقية النسخ «طالبيها».

(٣) ما بين قوسين في (د) «أباذبها» ، وهو خطأ.

(٤) أي الحجاج بن يوسف الثقفي.

(٥) في (ج) ، (د) «جراد».

(٦) في (ب) ، (ج) «الهما» ، وفي (ج) أشار ناسخها على الحاشية اليسرى للمخطوط ص ٢٧٩ أن في نسخة أخرى «الصماء».

(٧) في (ب) «يافثه» ، وهو خطأ. ويافث : من أبناء نوح على نبينا وعليه الصلاة والسلام. ابن منظور ـ لسان العرب ٢ / ٧٧١.

(٨) في (ج) «المسلمين».

(٩) في (د) «ذلك».

(١٠) في (ب) ، (ج) «يئن».

(١١) في (ب) ، (ج) «يؤبوة» ، وفي (د) «لولوه».

(١٢) في (ب) ، (ج) «عناد» ـ. ـ وعتاد : أي العدة. ابن منظور ـ لسان العرب ٢ / ١٣١.

٣٣٠

إذا ما تخوم الروم ثار كثيفها

فأضعاف مبيض النجوم سواد

وغصّ به الكون الرحيب كأنما

تمر عقيم الريح حيث أرادوا (١)

(علمت بالله) (٢) قوى عصابة

لها صاحب التاج المنيف وساد /

جنود كنوز الشمس بث عديدهم

بأملاك بدر أيدوا فأقادوا (٣)

يقل عباب النيل لو يردونه

وليس أوام (٤) والغواة (٥) ثماد

ولكن يتسقون (٦) ما في غمودهم

(وينتجعون الهام) (٧) فهي مراد

لهم مكة والبيت مجد مؤثل (٨)

أيهدم مجد والشداد شداد

أبت لك سخفا (٩) لا أبا لك نفثة

حرام من السحر الحلال تكاد

تسل كمعسول الآني ويتلها (١٠)

سيوف كريعان السراب تقاد

__________________

(١) ورد هذا الشطر في (د) «تمرا عقيم الرويح حيث أرادوا».

(٢) ما بين قوسين في (د) «علمت بأن الله».

(٣) ورد هذا الشطر في (ب) ، (ج) «بأملاك بدا ريدوا فاقادوا».

(٤) في (ج) «أدام» ، وفي (د) «أمام». والأوام بالضم : العطش ، وقيل حره ، وقيل شدة العطش. انظر : ابن منظور ـ لسان العرب ١ / ٥٣.

(٥) ما بين حاصرتين في (أ) ، (ب) ، (ج) «والغزاة» ، وفي (د) «القراة» ، والاثبات يقتضيه السياق. والغواة عكس الراشدين.

(٦) في (أ) «يسقسقون» ، وهو خطأ ، والاثبات من بقية النسخ.

(٧) ما بين قوسين ورد في (ب) ، (ج) «ويستخفون الهمام».

(٨) مؤثل : مكتسب. انظر : ابن منظور ـ لسان العرب ١ / ١٥.

(٩) هكذا في (أ) ، وفي (ب) ، (دج) «سحفا» ، وفي (ج) «سحقا».

(١٠) في (ب) «وسلها» ، وفي (ج) «ويسلها».

٣٣١

يعاق وشيك (١) العزم على نظم هذه

ويثقل (٢) في ظهر [الجياد](٣) بزاد (٤)

فقل لبني المنصور لا عبث (٥) بهم

أيادي العدى أبواعهن (٦) صعاد (٧)

ألا فاتركوا الأتراك ما تركتكم

فداهية الخطب العظيم تؤاد

فو الله ان طنت (٨) حصا ما حداكم (٩)

فما هي إلا صعقة وحصاد

هبوها أباطيل الأراجيف خفية (١٠)

كما يختفي عند الغراب سعاد

كفى آل عثمان العرانين آية

لسيف هداها في الظلال جهاد

وفي كل ثغر للنصارى (١١) ومقلة

سهداد (١٢) يماضي بأسهم وسهاد (١٣)

__________________

(١) في (ب) «وشك».

(٢) في (ب) «وشغل» ، وفي (ج) «ويشغل» ، وفي (د) «وينشغل».

(٣) ما بين حاصرتين في (أ) «الجديل» ، وفي (ب) ، (د) «الجديد» ، وفي (ج) «الحديد» ، والاثبات يقتضيه السياق.

(٤) هكذا في (أ) ، وفي بقية النسخ «قداد».

(٥) فير مقروءة في (ب) ، وفي (ج) «لاعبتة» ، وفي (د) «لاعبثة».

(٦) أبواعهن : مفردها : باع ، وهو المسافة ما بين الكتفين إذا انبسطت الذراعان يمينا وشمالا. انظر : المعجم الوسيط ١ / ٧٦.

(٧) في (ب) «ضعاد» ، وفي (ج) «ضغاد». وصعاد : جمع صعدة ، وهي القناة تنبت مستوية فلا تحتاج إلى تثقيف. انظر : المعجم الوسيط ١ / ٥١٤.

(٨) في (ج) «ظنت» ، وفي (د) «ظلت».

(٩) هكذا في (أ) ، وفي بقية النسخ «من».

(١٠) غير مقروءة في (ب) ، وفي (ج) «خيفة».

(١١) في (ب) «للمصارى».

(١٢) في (أ) «سهداد» ، وفي بقية النسخ «سداد».

(١٣) ورد هذا الشطر في (ب) «سداد بماضي اسمهم وسهاد». وفي (ج) «سداد بماضي أسهم وسهاد» ، وفي (د) «سراد بماضي أسهم وسهاد».

٣٣٢

ومن لامس (١) الأفعى أضحى سليمها

وليس سليم واللسيع فؤاد

نصيحة عمرو (٢) قد أتتكم غريبة

لها اللب أهل والزمان بلاد

سلمت بإنذاري إذا صاخ عاقل

وإلا فلا جاد الديار عهاد

وسمعت أن صاحبنا الشيخ أحمد بن القاسم الخلي لما بلغته هذه القصيدة (أعني قصيدة) (٣) المهتدي ، كتب إلى الإمام قصيدة يمدحه بها على هذا الروي ، يرد فيها أيضا على المذكور ، ولم أقف عليها ، لكن وقفت على قصيدة لصاحبنا السيد هاشم بن أحمد الأزواري (٤) المكي رد فيها عليه أيضا ، منها [قوله](٥) :

فلا تستعدوا (٦) آل قاسم جنّة

كلام حسام الدين فهو براد

__________________

(١) في (ب) «الأمسى» ، وهو خطأ.

(٢) في (د) «عمر». عمرو بن عدي بن نصر بن ربيعة اللخمي ، أول ملوك الحيرة من بني لخم في الجاهلية ، قتل الزباء انتقاما لخاله جذيمة. انظر : ابن الأثير ـ الكامل في التاريخ ١ / ٣٤٣ ـ ٣٥١ ، تاريخ ابن خلدون ٢ / ٢٦٠ ـ ٢٦٢ ، الزركلي ـ الأعلام ٥ / ٨٢.

(٣) ما بين قوسين سقط من (د).

(٤) في (ب) ، (ج) «الازاري» ، وفي (د) «الازراري». هو هاشم بن أحمد الازواري ، نسبة إلى أزوارة ، بليدة بنواحي أصبهان ، الأزبكي المكي ، شاعر دخل اليمن مرارا ، ومدح صغار أشرافها ، وكذلك مدح بعض أمراء مكة ، ثم تزهد في حياته وترك الشعر. توفي سنة ١١١٦ ه‍. انظر : المحبي ـ نفحة الريحانة ٤ / ٣١٥ ـ ٣١٩ ، ابن المحب الطبري ـ إتحاف فضلاء الزمن / أحداث سنة ١١١٦ ه‍ ، أبو الخير مرداد ـ المختصر من نشر النور والزهر ٥٠٥ ، ٥٠٦.

(٥) ما بين حاصرتين زيادة من (ج).

(٦) في (أ) «تسعدوا» ، والاثبات من بقية النسخ.

٣٣٣

فلو بلغ السلطان ما تذكرونه

لما حملتكم من سطاه بلاد

ولم تترك الأتراك منكم متوجا

على الفور إلا قطعوه وعادوا

منها :

فحجوا إذا شئتم (فما ثم) (١) مانع

عن الحج إلا أن يقوم فساد

فثم وأيم الله تلقوا مذلة

لها في جموع المارقين بداد

وقد أطلنا بذكر هذه القصائد ، إلا أنها لا تعدم طالبا للوقوف عليها.

[الشيخ محمد المغربي وحسين باشا يصلان مكة وخروج سعد]

ولنرجع لما نحن بصدده ، فإنه :

لما كان يوم السادس من ذي الحجة من السنة المذكورة ورد الشيخ محمد بن سليمان مكة وصحبته القاضي إمام الدين بن القاضي أحمد المرشدي ، والجمال محمد بن مصطفى ـ كاتب الجراية ـ وحسين الميري.

فاجتمعوا بمولانا الشريف حفظه الله ، فسألهم عما رأوه وفهموه من حسين باشا ، فأخبروه (٢) أنهم لاقوه ورأوا منه (٣) غاية الكمال ، وسألوه عن العساكر المصرية ، فقال :

«ما عندي علم بهم ، وإنما أمرت بالخروج مع الحاج / الشامي (٤) ،

__________________

(١) في (ب) «فاثم» ، وهو خطأ.

(٢) في (ب) «فأخبر».

(٣) بياض في (ب).

(٤) من هنا تبدأ فتحتان بغير خط السنجاري ، وهي بخط الحضراوي ، وهما فتحة

٣٣٤

وحفظه من العرب».

(ولما كان) (١) نهار السابع من ذي الحجة ، ورد مكة (٢) ونزل بالزاهر إلى الليل ، ودخل الطواف ليلة ثمان ، بعد أن أرسل له مولانا الشريف هدية سنية منها فرس محلاة تساوي ألف دينار ، إلى غير ذلك ، وكذلك بعث إليه مولانا الشريف أحمد أخوه (٣).

وخرج مولانا الشريف (٤) أعزه الله للقائه تلك الليلة بعد صلاة المغرب ، فالتقيا بالمعلاة ، وتصافحا على خيولهما ، وقبل الباشا المذكور يد مولانا الشريف (٥) ، وأظهر الفرح بلقائه ، وأبدى من الخضوع ما (٦) تقر به العين ، وهو مضمر ما أضمر شمر (٧) للحسين ، وأمر مولانا

__________________

٢٣٠ / ب وفتحة ٢٣١ / أ. وهناك نسخ أخرى أقدم من الحضراوي كنسخة عارف حكمت وهي (ب) ، وسأبقى أعتمد على (أ) مع ملاحظة ما يرد من النسخ الأسبق منها واستيعابه والحكم عليها من خلاله.

(١) ما بين قوسين بياض في (د).

(٢) أي حسين باشا.

(٣) سقطت من (ب) ، (د).

(٤) أي الشريف سعد.

(٥) في (د) «الشريف أحمد» ، وهو خطأ.

(٦) في (ب) «و».

(٧) هو شمر بن ذي الجوشن ، واسمه شرحبيل بن قرط الضبابي الكلابي أبو السابغة من كبار قتلة الحسين رضي‌الله‌عنه ، قتل سنة ٦٦ ه‍ بيد أحد رجال المختار الثقفي في الكلتانية. انظر : ابن الأثير ـ الكامل في التاريخ ٤ / ٢٣٦ ، ٢٣٧ ، الذهبي ـ ميزان الاعتدال ٢ / ٤٧٠ ، الزركلي ـ الأعلام ٣ / ١٧٥ ، ١٧٦.

٣٣٥

الشريف بالتقدم ، وتأخر عنه في السير.

ولم يزل ((إلى أن) (١) وصل) (٢) إلى باب السلام ، فقال لمولانا الشريف : تأذنوا (٣) لنا (٤) نشرب (٥) قهوة إذا فرغنا؟!. فأذن له مولانا الشريف ، ودخل الحرم.

وعزم مولانا الشريف إلى دار السعادة.

ثم إنه (٦) طاف ، وسعى ، ودخل (٧) بعد السعي من الحرم إلى دار الخواجة محمد الكركي (٨) ، وكان نزل بها أغاة الكتاب حين (٩) حج هذه السنة ، واستمر عنده إلى نحو ثلث الليل.

ثم خرج من عنده ، وطلع إلى مولانا الشريف ، واستمر عنده يظهر اللطف والمؤانسة ويستدعي الحديث بأنواع المجانسة إلى [أن مضى](١٠) نحو (١١) نصف الليل الأول. فخرج من عنده وقد (عول ما

__________________

(١) ما بين قوسين في (ب) «أن إلى» ، وهو خطأ.

(٢) ما بين قوسين سقط من (د).

(٣) هكذا في (أ) ، وفي بقية النسخ «تأذنون».

(٤) في (د) «أن».

(٥) في (ب) ، (د) «نشرب عندكم».

(٦) أي حسين باشا.

(٧) في (د) «ودخل المسجد» ، وهو خطأ.

(٨) في (ب) «الكركية» ، وهو خطأ.

(٩) سقطت من (ب) ، (د).

(١٠) ما بين حاصرتين زيادة من بقية النسخ.

(١١) سقطت من (د).

٣٣٦

عول) (١). فأركبه مولانا الشريف فرسا أخرى من خيله ، وأفاض عليه من سابغ نيله (٢).

ولما كان يوم الثامن من ذي الحجة خرج مولانا الشريف (سعد (٣) ، وأخوه الشريف أحمد) (٤) للقائه على جري العادة للبس الخلعة الواردة مع الأمير ، إلا أنه ترك عسكر اليمن في البيت تخوفا من قول ليت ، وطلع من الحجون حاذرا من الدهر الخؤون (٥).

وسمعت من لفظه ، وهو يقول ، ويحدث الوالد (٦) بعد رجوعه إلى منزله ، وقد جئنا نهنيه بعد الاضطراب / ، وخوف الإنقلاب ، وقد سئل (٧) عن الواقع ، فقال ما معناه :

«لما نزلنا من الحجون عليهم نظرت بعين الفراسة إليهم (٨) ، فإذا (٩) قد جمع عسكره إلى العسكر المصري ، وأضمر في طي ذلك غدري ،

__________________

(١) في (ب) ، (د) «عول على ما عول».

(٢) انظر خبر قدوم الباشا حسين والشيخ محمد بن سليمان هذا في : ابن المحب الطبري ـ إتحاف فضلاء الزمن / أحداث سنة ١٠٨١ ه‍ ، زيني دحلان ـ خلاصة الكلام ٨٩.

(٣) سقطت من (د).

(٤) ما بين قوسين في (ب) «أحمد» ، وهو خطأ ، وسقط من متن (ج) حيث استدركه ناسخها على الحاشية اليمنى للمخطوط ص ٢٨٢.

(٥) هكذا في (أ) ، وفي بقية النسخ «الخون».

(٦) أي والد المؤلف ، وهو تاج الدين السنجاري.

(٧) في (ب) ، (ج) «سأل» ، وفي (د) «سأله».

(٨) سقطت من (د).

(٩) في (د) «فإذا هو».

٣٣٧

وأوقفهم موقف البراز (١) ، وكل في يده حراز (٢) ، وخلفه الملبس (٣) للدروع ، والكل منهم خدوع ، فعلمت أنه أمر بيت بليل ، وقدمنا (٤) في الحصون في ظهر (٥) الخيل ، فلم نزل حتى خلصنا إلى سعة ، وأخذنا ناحية مرتفعة ، فأرسلنا له (السيد حسين بن عيسى) (٦) طلبنا منه الخلع بعد البناء على مفارقة الأحياء ، فأرسل يأمرنا بالوصول إليه لشرب القهوة ، وقد أعدّ لنا بساط على سهوة ، فأرسلت إليه (٧) : ما جرت بهذا عادة ، وشرب القهوة من غير هذه المادة ، فأرسل يقول : إن في هذا تعظيم شأن السلطان ، ولكم منا الأمان ، وإن لم يكن منكم وصول إلينا فلا خلعة (٨) لكم لدينا. (فعند ذلك قال مولانا) (٩) :

فعنيت (١٠) عنان فرسي راجعا ، وفي القتال طامعا. فنادى مناديه

__________________

(١) موقع النزال بالسيف ونحوه. انظر : المعجم الوسيط ١ / ٤٩.

(٢) في (ب) «جداز» ، وهو خطأ.

(٣) في (ب) ، (د) «اللبس».

(٤) في (ب) «قدمناه».

(٥) في (د) «ظهور».

(٦) ما بين قوسين في (ب) «السيد الحسين بن يحيى» ، وفي (ج) «السيد حسين ابن يحيى» ، وفي (د) «السير الحسيني بن حسن بن يحيى» ، وهو خطأ. وفي زيني دحلان ـ خلاصة الكلام ٨٩ «السيد الحسين بن حسن بن يحيى».

(٧) في (ب) ، (د) «أقول» ، وسقطت من (ج).

(٨) في (ب) ، (د) «خلع».

(٩) ما بين قوسين في (ب) ، (د) «قال مولانا حفظه الله تعالى فعند ذلك».

(١٠) في (ب) «ثنيت» ، وفي (د) «شنيته» ، وهو خطأ.

٣٣٨

الأمان الأمان ، فلم ألتفت (١) علما (٢) بحوادث (٣) الزمان) (٤). فلما علم الإنصراف عن وطاقه والثبات لشقاقه ، أرسل بالخلعة (٥) منشورة (٦). فلبست الخلعة (٧) أنا وأحمد ، ورجعت أشكر الله وأحمده». انتهى كلامه (٨).

ثم انه استمر بداره ينظر (٩) فصاح النوائب من (١٠) أضمر الدهر الخائب. وركب بعد صلاة المغرب من ذلك اليوم حاجا بالقوم (١١) ، وهو متحرز من ذلك الخائن النكوس (١٢) ، وهو (١٣) ينشد بيت الرمل

__________________

(١) في (ب) «ألتفت إليه».

(٢) في (أ) «على» ، وهو خطأ ، والاثبات من (ب) ، (ج).

(٣) في (أ) «حوادث» ، وهو خطأ ، والاثبات من (ب) ، (ج).

(٤) ما بين قوسين سقط من (د).

(٥) في (ب) ، (د) «الخلع».

(٦) في (ب) ، (ج) ، (د) «منشورة فعلمت أن الأمر شورة» ، وفي (ج) سقطت جملة" فعلمت أن الأمر شورة" من متنها ، فاستدركها ناسخها على الحاشية اليمنى للمخطوط ص ٢٨٢.

(٧) في (ب) ، (د) «الخلع».

(٨) انظر خبر لبس الشريف سعد والشريف أحمد للخلعة في : ابن المحب الطبري ـ إتحاف فضلاء الزمن / أحداث سنة ١٠٨١ ه‍ ، زيني دحلان ـ خلاصة الكلام ٨٩ ، ومختصرة في : العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٥٢١.

(٩) في (د) «ينتظر».

(١٠) هكذا في (أ) ، وفي بقية النسخ «بما».

(١١) في (أ) «بالتوبة» ، والاثبات من بقية النسخ.

(١٢) في (د) غير مقروءة.

(١٣) هكذا في (أ) ، وفي بقية النسخ «وكل».

٣٣٩

المشطور (١) المنكوس (٢) ، وبات (٣) بمنى متبعا للسنة مسامرا لزرق (٤) الأسنة. ثم صعد إلى عرفات بعد صلاة الصبح ، راجيا من الله الفتح (٥) والنصر والنجح (٦) ، إلى أن وصل إلى (٧) منزل آبائه وأجداده مع عبيده وأجناده.

واستمر إلى أن وقف الباشا حسين (بالمحملين ، ومعه) (٨) العسكرين (٩) ونفر إلى المزدلفة بعد الغروب مع المحملين.

فعند ذلك ركب مولانا الشريف إلى الموقف الأعظم ، (وابتهل من الله الأكرم) (١٠) ، ثم نفر إلى منى بقوة جأش ، وعدم ايحاش.

ولما كان ثاني يوم النحر ، وفيه ترد الخلع السلطانية ، والمرسوم المتضمن بقاء الشرافة ، والوصاية على الرعية (١١) ، تأخر [ورود](١٢)

__________________

(١) في (ب) «المشكور» ، وفي (د) «المشكول» ، وكلاهما خطأ.

(٢) سقطت من (ب) ، (د).

(٣) في (ب) «باب».

(٤) في (ج) «لرزت» ، وهو خطأ ، وفي (د) «لرزق».

(٥) سقطت من (ب) ، (د).

(٦) في (ب) «الحج».

(٧) سقطت من (ب) ، (د).

(٨) ما بين قوسين سقط من (ب) ، (د).

(٩) في (ب) ، (د) «بالعسكرين».

(١٠) ما بين قوسين في (ب) «واستمل من عفو الله الأكرم» ، وفي (ج) «واستمد من عفو الله الأكرم» ، وفي (د) «وستمر من عفو الله الكريم».

(١١) في (أ) ، (ج) «والوصية» ، والاثبات من (ب) ، (د).

(١٢) في (ب) «الصورة» ، وهو خطأ.

٣٤٠