علي بن تاج الدين بن تقي الدين السنجاري
المحقق: الدكتور جميل عبدالله محمد المصري
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: جامعة أم القرى
الطبعة: ١
ISBN: 9960-03-367-8
ISBN الدورة:
الصفحات: ٥٥٦
ثور بن أصفر ، وكانت لهم اجازة من المزدلفة (١) يليها عدوان (٢) ، ولهم اجازة في الأبطح يليها بنو بكر بن وائل. فلما كان هذا العام وحج الناس ، تقدم قصي ومن معه من قضاعة وقريش وكنانة إلى جمرة العقبة ، ورمى قبلهم وقال : «نحن أحقّ بهذا منكم». فالتحمت الحرب (٣).
واقتتلوا ساعة / ثم فرّت صوفة ، فعطفوا على خزاعة بالسيف ، وحجاج / ٦٢ العرب جميعا من مضر (٤) والشام واليمن وغيرهم ينظرون إليهم. ثم تداعوا إلى الصلح ، ودخلت بينهم قبائل العرب ونهوهم عن القتال بأرض الحرم. وكان قتالهم في فضاء مأزمي (٥) منى ، فسمي موضع القتال المفجر ـ لما فجر فيه من الدماء وحرمة الحرم.
ثم انهم تواقفوا (٦) ، وأجمعوا أن يحكّموا رجلا من العرب. فحكّموا يعمر بن عوف بن كعب بن عامر بن بكر بن عبد مناة بن كنانة ، وكان شريفا فيهم ، فحكم لقصي لأنه أحق بأمر مكة لكونه من ولد إسماعيل ، وأن كل دم أصابه قصي من خزاعة (٧) وبني بكر مشدوخ تحت قدميه ، وأن ما أصاب (٨) خزاعة وبنو بكر من قريش ففيه الدية مؤداة ، وأن يخلّى بين قصي وأمر مكة وأمر الكعبة ، فسمي من ذلك اليوم ـ
__________________
(١) غير مقروءة في (ج).
(٢) انظر : ابن هشام ـ السيرة ١ / ١٢١ ، ١٢٢.
(٣) في (ج) «العرب» وصححها الناسخ في الهامش.
(٤) في (ب) ، (ج) «مصر». وهو خطأ.
(٥) غير مقروءة في (ج).
(٦) في (ج) «ترافقوا».
(٧) في (أ) ، (ج) «قضاعة» وهو خطأ. والصواب من (ب) ، (د).
(٨) في (ب) ، (ج) «أصابه».
الشدّاخ ـ. ـ كذا في تاريخ الفاسي (١) ـ.
وقال الزبير بن بكار في أخبار قريش بسنده إلى معاوية الديلي قال : «كنّا قدمنا وخزاعة مع قصي لنصره ، ونحن نظن إنما يريد منع صوفة من الإجازة فقط (٢) ، فلما ظهر عليهم ندمت خزاعة وبنو بكر ، وعلموا أنه سيصنع بهم ما صنع بصوفة ، وأنه سيحول بينهم وبين أمر مكة وحجابة البيت ، فانحازوا عنه ، فأجمع على حربهم ، وثبت معه أخوه رزاح بمن معه من اخوته وقومه من قضاعة ، وخرجت لهم خزاعة وبنو بكر ، قاقتتلوا قتالا شديدا بالأبطح ، حتى كثرت القتلى في الفريقين ، فقتل خمسون وجرح مائة وخمسون ، وأكثر ذلك في خزاعة. ثم أنهم تداعوا إلى الصلح ، فحكموا يعمر (٣) بن عوف بن كعب بن ليث بن بكر بن كنانة ، فقضى بأن قصيا أولى بالبيت» ـ انتهى ـ.
[ولاية قصي لمكة]
فولي مكة قصي بن كلاب ، وتم له ما يريد ، إلا أنه أقام العرب على ما كانت عليه ، لأنه كان يراه دينا ، فأقر آل صوفة (٤) على الإجازة ، وعدوان على الإفاضة من مزدلفة ، وغير ذلك من أفعال العرب. فكان قصي أول بني كعب بن لؤي أصاب ملكا. وكان شجاعا مقداما حكيما ، ومن كلامه المأثور قوله (٥) : «من أكرم لئيما شركه في لؤمه ،
__________________
(١) شفاء الغرام ٢ / ١١٢. وانظر : ابن هشام ـ السيرة ١ / ١٢٤ ، ابن جرير الطبري ـ تاريخ ٢ / ٣٤٥ ، الأزرقي ـ أخبار مكة ١ / ٦٣ ، اليعقوبي ـ تاريخ ١ / ٢٥٨.
(٢) في (أ) «قط». والاثبات من (ب) ، (ج) ، (د).
(٣) في (د) «عمر» وهو خطأ.
(٤) في (أ) ، (ب) ، (د) «صفوان». وصححها ناسخ (ب) في الهامش «صوفة». والاثبات من (ج).
(٥) سقطت من (ب) ، (ج) ، (د).
ومن استحسن قبيحا ترك إلى قبحه ، (ومن لم يصلحه الكرامة أصلحه الهوان) (١) ، ومن طلب فوق قدره استحق الحرمان».
قال ابن إسحاق (٢) /: «ولما انتصر قصي وبلغ مراده ، رجع أخوه / ٦٣ رزاح بن ربيعة إلى بلده بمن معه من قضاعة ، وفي ذلك يقول رزاح :
(ولمّا أتى من قصي لنا |
|
رسول (٣) وقال أجيبوا الخليلا) (٤) |
نهضنا إليه نقود الجياد |
|
ونطرح عنا الملول الثقيلا |
نسير بها الليل حتى الصباح |
|
ونكمي النهار لئلا يزولا |
فهن سراع كسرب (٥) القطا |
|
يجبن بنا من قصي رسولا |
جمعنا من السّرّ من أشمدين (٦) |
|
ومن كلّ حيّ جمعنا قبيلا |
فيا لك حلبة ما ليلة |
|
تزيد على الألف (شيئا قليلا) (٧) |
فلما مررنا على عسجد |
|
وأسهلن (٨) من مستناخ سبيلا |
__________________
(١) في (ب) ، (ج) ما بين قوسين كالتالي : «ومن لم تصلحه الكرام يصلحه الهوان». وفي (د) «ومن لم تصلحه الكرامة يصلحه الهوان».
(٢) انظر : ابن هشام ـ السيرة النبوية ١ / ١٢٦ ـ ١٢٨.
(٣) في (أ) ، (ج) ، (د) «رسولا». والاثبات من (ب).
(٤) وورد البيت عند ابن هشام ١ / ١٢٧ :
لما أتى من قصي رسول |
|
فقال الرسول أجيبوا الخليلا |
(٥) ذكر ناسخ (ج) أن في نسخة أخرى «كورد» وهو ما ورد عند ابن هشام ١ / ١٢٧.
(٦) في (أ) ، (د) «أشمذين». وفي (ج) «أسمدين». وذكر الناسخ في نسخة أخرى «أشمزين». وفي (ب) «أشمدين». وعند ابن هشام «أشمذين». وفي الهامش رقم (٥) ١ / ١٢٦ هما قبيلتان. ويقال جبلان بين المدينة وخيبر تنزلهما جهينة وأشجع. وانظر : ياقوت ـ معجم البلدان ١ / ٢٠٠.
(٧) ما بين قوسين عند ابن هشام : «سيبا رسيلا». السيرة ١ / ١٢٦.
(٨) في (ب) ، (ج) «وسهلن».
مررن على الحلو (١) ما ذقنه |
|
وعالجن من مر (*) ليلا طويلا |
(تربى من العوذ أطفالها) (٢) |
|
إرادة أن يسترقن الصّهيلا |
فلما انتهينا إلى مكة |
|
أبحنا (٣) الرجال قبيلا قبيلا |
تعاورهم (٤) ثمّ حد السيوف |
|
وفي كل أوب خلسنا (٥) العقولا |
نخبّزهم (٦) بصلاب النّسور |
|
خبز (٧) العزيز القويّ الذّليلا |
فقتلنا خزاعة في دارها |
|
وبكرا قتلنا وجيلا وجيلا (٨) |
نفيناهم من بلاد المليك |
|
كما لا يحلّون أرضا سهولا |
فأصبح سبيهم (٩) في الحديد |
|
ومن كل شيء شفينا الغليلا |
وفي ذلك يقول عبد الله بن ذبيان القضاعي [من قصيدته](١٠) :
(جلبنا الخيل مضمرة تعادي |
|
من الأشراف أعراب الجناب) (١١) |
__________________
(١) عند ابن هشام «الحل» نوع من الشجر. وفي الروض الأنف «الحلى». وما عند السنجاري هو الأصح الموافق للمعنى. (*) في (ب) «مرير».
(٢) ذكر ناسخ (ج) في نسخة أخرى : «فدعن من العوذ أفلائها». وعند ابن هشام : «تدني من العوذ أفلاءها». السيرة ١ / ١٢٧.
(٣) ذكر ناسخ (ج) في نسخة أخرى «أنخنا».
(٤) في (ب) ، (ج) «تغادرهم». وفي (د) «تعاوذهم». وعند ابن هشام «نعاورهم».
(٥) في (د) «سلبنا».
(٦) في النسخ الأربع «تخبرهم». والاثبات من ابن هشام ، أي نسوقهم سوقا.
السيرة ١ / ١٢٧.
(٧) في النسخ الثلاث «خبر». وفي (د) «خبير». والاثبات من ابن هشام.
(٨) عند ابن هشام «فجيلا».
(٩) في (ب) ، (ج) «سيدهم». وعند ابن هشام «سبيهم» ١ / ١٢٨.
(١٠) ما بين حاصرتين زيادة من (ج). وانظر : ابن هشام ـ السيرة ١ / ١٢٨.
(١١) ورد البيت ما بين قوسين عند ابن هشام كالتالي :
«جلبنا الخيل مضمرة تغالى |
|
من الأعراف أعراق الجناب». |
[وقال قصي في ذلك يشكر لأخيه رزاح بن ربيعة](٣) :
[قريش البطاح وقريش الظواهر] ولما آل أمر مكة لقصي ، وتمكن من مكة ، جمع قومه وملكوه من أنفسهم وهم قريش البطاح ـ ومنها : بنو هاشم بن عبد مناف ، ومنها بنو أمية بن عبد شمس بن عبد مناف ، ومنها بنو عبد الدار بن قصي بن كلاب ، ومنها بنو المطلب بن قصي ، ومنها بنو زهرة بن قصي ، ومنها __________________ (١) في (د) «سبيلهم». (٢) عند ابن هشام «الطّراب». وفي هامش رقم (٦) ١ / ١٢٨ «الظراب». وما ذكره السنجاري أصح. (٣) ما بين حاصرتين في (أ) «وفي ذلك يقول عبد الله بن ذبيان القضاعي». وهو خطأ. وفي (د) «وله أيضا». وهو خطأ. انظر : ابن هشام ـ السيرة ١ / ١٢٨ ، الفاسي ـ شفاء الغرام ٢ / ١١٠. (٤) عند ابن هشام «منزلي». وفي شفاء الغرام «مولدي». (٥) في (ب) ، (ج) وعند ابن هشام ، وفي شفاء الغرام «إلى». (٦) في (ج) «بغالب». (٧) في السيرة لابن هشام «أولاد». واضطرب البيت مع الأبيات التي تليه في (ب). وسقط البيت كله من شفاء الغرام. |
تقاصرت للضحاك حتى رددته |
|
إلى حسب في قومه متقاصر |
فلو شهدتني من قريش عصابة |
|
قريش البطاح لا قريش الظواهر |
لغطوك (٤) حتى لا تحرك بينهم |
|
كما غط (٥) في الدواب (٦) المتزاور |
ولكنهم غابوا فأصبحت شاهدا |
|
فقبّحت من حامي ذمار (٧) وناصر |
ـ انتهى».
ومن قريش قبائل ليست بأبطحية (٨) ولا بظواهرية منهم : بنو سامة (٩) ابن لؤي بن غالب لحقوا بالنعمان بن المنذر ، ومنهم بنو خزيمة بن لؤي بن غالب لحقوا ببني شيبان ، ومنهم بنو سعد بن لؤي بن غالب لحقوا بغطفان ، فهؤلاء ليسوا بحمس.
[الحمس]
والحمس : قريش وخزاعة ومن قارب بلدة مكة من قبائل العرب.
__________________
(١) الضحاك بن قيس قتل في موقعة مرج راهط سنة ٦٤ ه. انظر عنه : ابن حجر ـ الاصابة ٢ / ٢٠٧ ـ ٢٠٨.
(٢) زيادة من (ب) ، (د).
(٣) سقطت من (ب).
(٤) عند الصفدي «لعطوك».
(٥) عند الصفدي «عطّ».
(٦) عند الصفدي «الدوارة».
(٧) في (د) «ذمامي».
(٨) في (ب) «بالبطيحة».
(٩) في (ب) «أشامة». وفي (ج) «شامة». وفي (د) «أسامة».
أبوكم (٥) قصيّ كان يدعى مجمّعا |
|
به جمع الله القبائل من فهر |
وأنتم بنو (٦) زيد وزيد أبوكم |
|
به زادت البطحاء فخرا على فخر |
__________________
(١) في (أ) ، (د) «يحترمون». والاثبات من (ب) ، (ج).
(٢) في (ج) «فيه». وذكر الناسخ في نسخة أخرى «بمكة».
(٣) حذافة بن غانم الجمحي. انظر : ابن قتيبة ـ المعارف ٣٢ ، ابن هشام ـ السيرة ١ / ١٢٦ ، الأزرقي ـ أخبار مكة ١ / ٦٤ ، ابن سيد الناس ـ عيون الأثر ١ / ٢١ ، الفاسي ـ شفاء الغرام ٢ / ١١٠.
(٤) حزام بن خويلد بن أسد بن عبد العزى ابن قصي أخو خديجة بنت خويلد رضياللهعنها ووالد حكيم بن حزام. انظر : ابن حجر ـ الاصابة ١ / ٣٤٩.
(٥) في شفاء الغرام «أبوهم» ٢ / ١١٠. وورد البيت عند ابن هشام ١ / ١٢٦ : قصي لعمري كان يدعى مجمعا به جمع الله القبائل من فهر والبيت كما ذكره السنجاري عند ابن حجر ـ فتح الباري ٧ / ٤٣٨.
(٦) سقطت من (ج) ، وزيد هو قصي وهو اسمه.
هم (١) نزلوها والمياه قليلة |
|
وليس بها إلا كهول بني عمرو (٢) |
وهم ملأوا البطحاء مجدا وسؤددا |
|
وهم طردوا عنها غواة بني بكر |
وهم حفروها والمياه قليلة |
|
ولم يستقي إلا بنكد من الحفر |
حليل الذي عادى كنانة كلّها |
|
ورابط بيت الله في العسر واليسر |
أحازم إمّا أهلكن فلا تزل |
|
لهم شاكرا حتى توسّد في القبر |
ثم بنت قومه بيوتهم حول البيت ، وجعلوا أبوابهم إلى المسجد ، وجعلوا بين البيوت أزقة تفضي إلى المسجد.
[بناء قصي للكعبة]
ثم أن قصيا جمع من (٣) فائض ماله ، وهدم الكعبة وبناها بالحجر والطين ، وزاد في طولها تسعة أذرع على ما كانت عليه (٤) زمن إبراهيم عليهالسلام ، فبناها خمسا وعشرين ذراعا.
قال الزبير (٥) وقال محمد بن حسن عن محمد بن طلحة عن عثمان ابن عبد الرحمن قال : «كانت في الكعبة بئر ، ذراع [وربع](٦) وشبر يقال لها بئر أدد على / رأسها صنم من جزعة (٧) حمراء ، يقال له هبل ، يطرح فيها ما يهدى للكعبة ، وسقفها بخشب الدوم وجريد النخل ، وهو أول من سقفها ولم يسقفها أحد قبله».
__________________
(١) في (ب) ، (ج) «وهم».
(٢) بنو عمرو : هم خزاعة.
(٣) سقطت من (ب) ، (ج).
(٤) سقطت من (ب) ، (ج).
(٥) أي الزبير بن بكار.
(٦) زيادة من (ب) ، (ج).
(٧) الجزعة : الخرزة اليمانية الصينية فيها سواد وبياض تشبه الأعين ـ القاموس المحيط ٣ / ١٣.
أبني ويبني (٢) الله يرفعها |
|
وليبن أهل وراثها (٣) بعدي |
بنيانها (٤) وتمامها وحجابها |
|
بيد الإله وليس للعبد (٥) |
فائدة :
قال (في القاموس) (٦) في مادة عرف : «ومعروف بن مشكان باني الكعبة» ـ انتهى. ولم يذكر في أي بناء ، والله سبحانه وتعالى أعلم.
[كسوة الكعبة]
فلما فرغ من بنائها استرفد (٧) قريشا لكسوتها ، فكانت كسى شتى من أنواع الثياب ، كلما جاءتها كسوة طرحت فوق الأولى.
وقد تقدم أن أول من كساها إسماعيل عليهالسلام. ولم تزل قريش تكسو الكعبة حتى كان زمن ربيعة بن المغيرة (٨) ، وكان مثريا فقال : «
__________________
(١) الفاسي ـ شفاء الغرام ١ / ١٥٣.
(٢) في شفاء الغرام «وبيتي».
(٣) في (د) «وارثها».
(٤) في شفاء الغرام «بيتا بها».
(٥) في شفاء الغرام «بالعبدي».
(٦) في (ب) ، (ج) «الفاسي». وهو خطأ. انظر : الفيروز آبادي ـ القاموس المحيط ٣ / ١٧٩.
(٧) استرفد : طلب الرفد أي العطاء والمعونة. فكان يخرج كل انسان مالا بقدر طاقته فيجمعون من ذلك مالا عظيما أيام الموسم فيشترون للحاج الجزر والطعام والزبيب والنبيذ ، فيطعمون الناس حتى تنقضي أيام موسم الحج. لسان العرب ٣ / ١٨١.
(٨) في الاعلام لقطب الدين الحنفي ص ٦٩ «أبو ربيعة بن المغيرة بن عبد الله بن مخزوم». وكذلك في أخبار مكة للأزرقي ، وعند ابن الجوزي ـ مثير العزم ١ / ٣٦٠ «أبو زمعة بن المغيرة». وعند الفاسي «أبو ربيعة المخزومي» ـ شفاء الغرام ١ / ١٩٥.
وكسونا البيت الذي حرم الله |
|
(ملاء مقصبا) (٣) وبرودا |
وأقمنا به من الشهر عشرا |
|
وجعلنا لبابه إقليدا (٤) |
ثم طفنا بالبيت سبعا وسبعا |
|
وسجدنا عند المقام سجودا (٥) |
ـ انتهى ـ.
فائدة :
قوله فكساها أولا الخصف ، قال الشيخ محيي الدين بن (٦) عربي ـ رحمهالله ـ في كتابه المسامرة ، بعد ذكر القصة : «والخصف نوع من
__________________
(١) الأنطاع : جمع نطع ، وهو : بساط من الأديم (الجلد). القاموس المحيط ٣ / ٩٢.
(٢) ما بين قوسين سقط من (ج).
(٣) ما بين قوسين في (ج) «سلا قصبا». وعند ابن خلدون" ملاء منضدا" تاريخ ٢ / ٥٤ ، وكذلك في الروض الأنف ١ / ٤٠.
(٤) الاقليد : المفتاح. القاموس المحيط ١ / ٣٤٢.
(٥) ذكر الأزدي بدل هذا البيت بيتا آخر ١ / ١٧٣ هو :
وخرجنا نؤم سهيلا |
|
قد رفعنا لواءنا معقودا |
(٦) في (أ) ، (ب) ، (د) «عربي». والاثبات من (ج). وهو محيي الدين أبو بكر محمد بن علي بن محمد بن أحمد الطائي الحاتمي المرسي ابن العربي ، نزيل دمشق الصوفي. قال عنه العز بن عبد السلام : «أنه شيخ سوء كذاب». توفي سنة ٦٣٨ ه. انظر : الذهبي ـ سير أعلام النبلاء ٢٣ / ٤٨ ـ ٤٩. وانظر : أسين بلانيوس ـ ابن عربي ، حياته ومذهبه ـ ترجمه عن الاسبانية عبد الرحمن بدوي. والكتاب المذكور هنا : «محاضرة الأبرار ومسامرة الأخيار ـ طبع في مجلدين (في الأدب). انظر : الزركلي ـ الاعلام ٦ / ٢٨١.
أضللته أبيض لوذعيّا |
|
لم يك مجلوبا ولا دعّيا |
أضللته أبيض غير خاف |
|
للفتية الغرّ بني عبد (٢) مناف |
ثم لعمرو منتهى الأضياف |
|
سنّ لفهر سنة الإيلاف |
في القر يوم القرّ والإصياف (٣)
قال (٤) : فأتاها به (٥) رجل من جذام ، فكست البيت ثيابا بياضا" ـ انتهى ـ.
[تبويب الكعبة]
وذكر الفاسي (٦) : أن أول من بوب الكعبة ، أنوش بن شيث بن آدم عليهالسلام. وذكر عن الفاكهي (٧) : أن أول من بوبه وجعل له غلقا جرهم ـ انتهى والله أعلم ـ.
[قصد تبّع مكة]
وتبّع المذكور فيما رواه المحبّي (٨) والقطبي (٩) ، وملخص قصته كما في الاعلام للقطبي (١٠) : «أنه من الخمسة الذين ملكوا الدنيا» ـ وتقدم
__________________
(١) أخبار قريش للزبير بن بكار. وانظر : ابن حجر ـ فتح الباري ٤ / ٢٥٦.
(٢) سقطت من (ب) ، (د).
(٣) في (د) «والإضياف».
(٤) أي الزبير بن بكار.
(٥) سقطت من (ج).
(٦) شفاء الغرام.
(٧) الفاكهي ـ أخبار مكة.
(٨) أي المحب الطبري في كتابه القرى. وفي (د) «المحيي».
(٩) القطبي في كتابه الاعلام. وانظر : الفاسي ـ شفاء الغرام ١ / ٣٠٣.
(١٠) في (أ) «للقرطبي» وهو خطأ.