السيد جعفر مرتضى العاملي
الموضوع : سيرة النبي (ص) وأهل البيت (ع)
الناشر: دار الحديث للطباعة والنشر
المطبعة: دار الحديث
الطبعة: ١
ISBN: 964-493-198-X
ISBN الدورة:
الصفحات: ٣٥٥
فإن كان «صلىاللهعليهوآله» قد اضطر إلى قطع الشجر ، من أجل تمكين جيشه من التحرك في ساحات القتال ، ومنع العدو من الإستفادة من ذلك الشجر ، ومنعه من وضع كمائن قتالية في بعض المواضع .. فلما ذا عاد فترك قطعها حين ناشدوه الله والرحم؟!
وإن كان قد قطعها من غير ضرورة ، بل تشفيا وإمعانا في أذى أعدائه ، فكيف يفعل ما كان هو ينهى عنه بعوثه وسراياه؟!
ويمكن أن يجاب : بأنه من الجائز أن يكون النبي «صلىاللهعليهوآله» قد احتاج لمنع تسلل أعدائه إليه ، أو لإعطاء قدر أكبر من حرية الحركة وسهولتها حلى جيشه ـ احتاج ـ إلى قطع طائفة من الأشجار ، لأنها كانت في مواضع يشكل بقاؤها خطرا على جيش المسلمين ، لإمكان استفادة العدو منها ، أو لأنها كانت تعيق حركة الجيش ، أو لغير ذلك .. فظن أهل الطائف ، وكذلك بعض المسلمين أو كلهم ، أنه «صلىاللهعليهوآله» يريد قطع جميع نخيلهم ، وأعنابهم وشجرهم ، فناشدوه أن يترك ذلك ، فترك استكمال قطعها ، مكتفيا بما قطع منها ، وآثر أن يتحمل قسطا من الجهد بالنسبة لما بقي ، تعظيما لله ، وصلة للرحم.
لأجل الله والرحم :
والغريب في الأمر هنا : أن تلجأ ثقيف في مطالبتها النبي «صلىاللهعليهوآله» بترك قطع الأشجار إلى أمر لم تزل هي تنقضه ، وتحارب النبي «صلىاللهعليهوآله» من أجله.
فثقيف هي التي أعلنت الحرب على الله ورسوله ، وتسعى في قتل النبي
والمسلمين ، وقد بدأت بجمع الجموع لحربهم قبل سنة ، من غير ذنب أتوه إليها.
إلا أنهم يقولون : ربنا الله ، وهي تريد منعهم من ذلك.
وثقيف هي التي قطعت رحمه «صلىاللهعليهوآله» ، ولا تزال تجهد في تأكيد هذه القطيعة ، وهذا الوضع الذي أوجدته هي لنفسها هو من أجلى ذلك.
فما معنى : أن تناشده الله والرحم ، من أجل نخلات اضطر إلى قطعها ليدفع الخطر عن نفسه ، ويحفظ أرواح أصحابه ، وليتمكن من إنهاء الحرب بأقل الخسائر في الأرواح؟! ولعل ذلك يوفر على ثقيف نفسها أيضا الكثير من الخسائر ، إذا أمكن حسم أمر الحرب ، وسقطت مقاومة ثقيف بسرعة ، فإنه «صلىاللهعليهوآله» لم يكن يريد استئصالها ، بل كان يريد لها الحياة ، والكرامة ، والسعادة ..
وقد أثبت «صلىاللهعليهوآله» ذلك بالأفعال لا بالأقوال .. كما أظهرته الوقائع ، حتى حين أراد تقسيم غنائم حنين ، وتعيين مصير الأسرى والسبايا فيها ، حيث عمل على إطلاق سراحهم جميعا ، واكتفى بتقسيم الغنائم ، لا على أصحابه المؤمنين ، وإنما على الذين نابذوه وحاربوه في الفتح وفي حنين .. ليتألّفهم بها ، وليطفئ نار حقدهم ، وليطمئنهم على أنه لا يريد بهم سوءا .. وليمنعهم من مواصلة مؤامراتهم ، والعبث بأرواح الناس ، والتلاعب بمصائرهم ، وبأمنهم.
ولم تكن مناشدة ثقيف إياه الله والرحم ، إلا لأنهم يعرفون صدقه في دعوته ، والتزامه بشعاراته ، ووقوفه عند تعهداته ، وانسجامه مع قناعاته ، لا
يحيد عنها قيد شعرة في أي من الظروف والأحوال.
ولعل هذه الإستجابة منه «صلىاللهعليهوآله» لثقيف كانت من جملة المحفزات لها أيضا على ترك الحرب ، وإرسال وفودها إليه ، لتعلن إسلامها ، وذلك بعد أيام يسيرة من هذه الوقائع.
ليس المطلوب أكثر من الحصار :
قال ابن إسحاق : وبلغني أن رسول الله «صلىاللهعليهوآله» قال لأبي بكر : «إني رأيت أنى أهديت لي قعبة مملوءة زبدا ، فنقرها ديك ، فهراق ما فيها».
فقال أبو بكر : ما أظن أن تدرك منهم يومك هذا ما تريد.
فقال رسول الله «صلىاللهعليهوآله» : «وأنا لا أرى ذلك» (١).
وعن جابر «رضياللهعنه» قال : «قال : يا رسول الله ، أحرقتنا نار ثقيف ، فادع الله تعالى عليهم ، فقال : اللهم اهد ثقيفا ، وأت بهم» (٢).
__________________
(١) سبل الهدى والرشاد ج ٥ ص ٣٨٧ وتاريخ الخميس ج ٢ ص ١١١ والسيرة النبوية لدحلان (ط دار المعرفة) ج ٢ ص ١١٤ وراجع : تاريخ الأمم والملوك ج ٢ ص ٣٥٥ والبداية والنهاية ج ٤ ص ٤٠١ وإمتاع الأسماع ج ٨ ص ١٣٣ والسيرة النبوية لابن هشام ج ٤ ص ٩٢٢ والسيرة النبوية لابن كثير ج ٣ ص ٦٦٢.
(٢) سبل الهدى والرشاد ج ٥ ص ٣٨٨ عن الترمذي ، وحسنه ، وقال في هامشه : أخرجه الترمذي (٣٩٤٢) وأحمد ج ٣ ص ٣٤٣ وابن سعد ج ٢ ص ١ ص ١١٥ وابن أبي شيبة ج ١٢ ص ٢٠١ وج ١٤ ص ٥٠٨ وانظر البداية ج ٤ ص ٣٥٠ و ٣٥٢.
وراجع : تاريخ الخميس ج ٢ ص ١١٢ والسيرة النبوية لدحلان (ط دار المعرفة) ج ٢ ـ
ونقول :
أبو بكر وتعبير الرؤيا :
بالنسبة للرؤيا التي يزعمون أن أبا بكر قد عبرها لرسول الله «صلىاللهعليهوآله» نقول :
أولا : إننا لا نستطيع أن نؤكد صحة روايتها ، فإن ابن إسحاق لم يذكر لنا من الذي أبلغه بها ، فلعله ممن لا يصح الإعتماد على روايته ، ممن كان ابن إسحاق يتحرج من ذكر اسمه ، خوفا من أن ينسب إليه : أنه يأخذ عن غير الموثوقين ، فيسقط محله بين أهل العلم.
ثانيا : إن التعبير الذي جاء به أبو بكر ، لا يتلاءم مع طبيعة الرؤيا ، فإن النبي «صلىاللهعليهوآله» هو الذي اختار ترك أهل الطائف ، ولم يكن هناك من يمكن أن يكون سببا في تضييع فتحها عليه «صلىاللهعليهوآله» ، لكي
__________________
ـ ص ١١٤ والسيرة الحلبية ج ٣ ص ١١٨ و (ط دار المعرفة) ص ٨٢ والطبقات الكبرى لابن سعد ج ٢ ص ١٥٩ وإمتاع الأسماع ج ٢ ص ٢٥ وج ١٤ ص ٢٤ والسيرة النبوية لابن هشام ج ٤ ص ٩٢٥ وعيون الأثر ج ٢ ص ٢٣٢ والسيرة النبوية لابن كثير ج ٣ ص ٦٦٣ و ٦٦٧ وتاريخ المدينة لابن شبة ج ٢ ص ٤٩٩ والكامل في التاريخ ج ٢ ص ٢٦٧ والبداية والنهاية ج ٤ ص ٤٠٢ و ٤٠٤ وسنن الترمذي ج ٥ ص ٣٨٦ وفتح الباري ج ٨ ص ٣٦ وعمدة القاري ج ١٢ ص ١٣٦ وتحفة الأحوذي ج ١٠ ص ٣٠٧ وعون المعبود ج ٨ ص ١٨٥ والمصنف لابن أبي شيبة ج ٧ ص ٥٦٠ والآحاد والمثاني ج ٣ ص ١٨٤ وضعيف سنن الترمذي ص ٥٢٧.
يقال : «إن الديك الذي نقر القعبة ، فهراق ما فيها ، هو فلان مثلا».
ثالثا : سيأتي : أنه «صلىاللهعليهوآله» قد أدرك من الطائف ما أراد ، بفضل الله تعالى ، وبجهاد علي أمير المؤمنين «عليهالسلام» ، حيث ألقى الله الرعب في قلوبهم ، وطلبوا من رسول الله «صلىاللهعليهوآله» أن يتنحى عنهم حتى يقدم عليه وفدهم ، ففعل ، رفقا منه «صلىاللهعليهوآله» بهم ، وسار حتى نزل مكة ، فجاءه وفدهم بإسلامهم ، كما سيأتي إن شاء الله تعالى (١).
وبذلك يظهر : أنه لا صحة لما يدّعونه ، من أن النبي «صلىاللهعليهوآله» قد تركهم ، لأنه لم يدرك منهم ما أراده.
ولا صحة أيضا : لما يذكرونه ، من أن قدوم وفدهم قد تأخر عدة أشهر ، فقدم في شهر رمضان المبارك .. ولا أقل من أن ذلك مشكوك فيه.
رابعا : لو سلمنا أنه «صلىاللهعليهوآله» قد انصرف عنهم ، من دون أن يطلبوا منه ذلك ، ولكن من الذي قال : إنه كان يريد من حصاره للطائف فتح الطائف عنوة ، ثم غيّر رأيه ، وانصرف عنها عجزا وضعفا .. فلعل هدفه «صلىاللهعليهوآله» كان من أول الأمر هو : أن يذيق أهل الطائف مرارة الحصار ، والخوف من ضربات المنجنيق ، ثم يتركهم ليتدبروا أمرهم بعد ذلك ، وفق ما توفر لديهم من معطيات ..
ولم يكن يريد أن يلجئهم إلى العناد واللجاج ، والمكابرة ، أكثر مما كان ،
__________________
(١) الأمالي للطوسي ص ٥١٦ و ٥١٧ والبحار ج ٢١ ص ١٥٣ وتاريخ الإسلام ج ٢ ص ٥٩٦ والبداية والنهاية ج ٤ ص ٤٠٢ وإمتاع الأسماع ج ١٤ ص ٢٤ والسيرة النبوية لابن كثير ج ٣ ص ٦٦٣.
بل يريد أن يجعل طريق الرشد والغي واضحين لهم.
وقد ظهر لهم بالفعل : أن عليا «عليهالسلام» قد أخضع محيطهم كله لإرادة الله ، ورسوله ، وأدركوا أن لا قدرة لهم على منابذة ومعاداة محيطهم ، الذي قبل بالإسلام دينا ، وأصبح يحارب من أجله. وهم إنما يعيشون على التجارات ، وعلى بيع ثمرات نخيلهم وأعنابهم ، وغيرها ، في مكة وسواها من البلاد المجاورة.
وقد أصبحوا يواجهون عزلة مريرة في المنطقة ، وقد يفاجؤهم النبي «صلىاللهعليهوآله» في كل وقت بحصارات ، أو بغارات ربما لا يتمكنون من الصمود أمامها ، وسوف يكلفهم عنادهم ، وإصرارهم على موقفهم هذا أثمانا غالية ، لا مبرر للتفريط بها ، ولا سيما مع رؤيتهم المزيد من الرفق ، ومراعاة الحال ، والحفاظ على الرحم فيهم ممن عادوه ونابذوه وحاربوه ، وهو رسول الله «صلىاللهعليهوآله». فلما ذا العناد إذن؟! ولماذا الإصرار؟!
وقد أظهرت الوقائع : أن المستقبل سيكون مع هذا الدين ، ومع المسلمين أرحب ، والفرص فيه أوفر ، والسعادة وراحة البال أيسر ، وأكبر.
بل قد أصبحت الحياة في خارج هذا المحيط صعبة وقاسية ، ومريرة ، وغير مؤهلة للإستمرار ، ولا للإستقرار ..
اللهم اهد ثقيفا ، وائت بهم :
وبالنسبة لحديث جابر ، وطلبه من النبي «صلىاللهعليهوآله» أن يدعو على ثقيف ، نقول :
١ ـ إن من الجائز أن يكون جابر قد طلب من النبي «صلى الله عليه
وآله» أن يدعو على ثقيف ، انطلاقا من حميمته الدينية ، إلا أن نبي الرحمة قد أبى إلا أن يكون الرحيم الرؤوف حتى بمن يحاده ويضاده.
ومن الجائز أن يقال في تفسير ذلك أيضا : أنه يظهر مفارقة مثيرة بين مرامي رسول الله «صلىاللهعليهوآله» ونظرته إلى الأمور ، وأهدافه من الحرب .. وبين نظرة ومرامي ، وأهداف غيره ..
فإن الحرب ، وآلامها وقسوتها قد أثرت حتى على مثل جابر ، فأظهر حرصه على التخلص منها ، ولو بقيمة هلاك ثقيف بدعوة من رسول الله «صلىاللهعليهوآله» ..
فأصبح يرى : أن المشكلة تتمثل في نار ثقيف التي أحرقتهم ، وأن التخلص من هذه النار إنما يكون بهلاك أصحابها ..
أما النبي «صلىاللهعليهوآله» فيرى : أن المشكلة هي كفر ثقيف واستكبارها ، وحميتها الجاهلية ، وجهلها ، ولا أخلاقيتها ، وانقيادها لأهوائها .. وأن التخلص من هذه المشكلة إنما يكون بإيمان ثقيف ، وفتح باب الهداية لها ، والكشف عن بصيرتها ، وعندئذ سوف تصبح نارها بردا وسلاما ، وحقدها محبة ووئاما ..
ولأجل ذلك قال رسول الله «صلىاللهعليهوآله» في جوابه لجابر : «اللهم اهد ثقيفا».
٢ ـ ثم إنه «صلىاللهعليهوآله» لم يكتف بطلب هدايتهم ، بل طلب من الله تعالى أن يأتي بهم ..
فلما ذا أضاف «صلىاللهعليهوآله» هذا الطلب إلى طلب الهداية؟! ..
والجواب :
أن مجرد معرفة الحق ، والوقوف على معالمه لا يكفي ، بل ليس هو المطلوب ، بل المطلوب هو العلم والعمل معا ، وذلك يحتاج إلى أخلاقية مبدؤها نبذ الإستكبار ، وأخلاقية تدعوه إلى الإنقياد ، وتصونه من الجحود ، وتبعث فيه روحا إلهية تغمره بالروحانية ، وتفيض عليه السكينة ، والرضا ، والسلام.
ولأجل ذلك : كان الإتيان بثقيف منقادة لأمر الله ، نابذة للإستكبار والجحود ، هو المطلوب النهائي في دعاء رسول الله «صلىاللهعليهوآله».
الفصل الرابع :
من أحداث أيام الحصار
خولة تطلب الحلي من الطائف :
وعن طلب خولة بنت حكيم ، زوجة عثمان بن مظعون ، من النبي «صلىاللهعليهوآله» أن يعطيها حلي بادية بنت غيلان ، أو حلي الفارعة بنت عقيل ، إن فتح الله عليه الطائف نقول :
إننا لا نراه طلبا معقولا ، لأن النبي «صلىاللهعليهوآله» لم يعود الناس على إقتراحات لعطاءات من هذا القبيل ، بل كان يقسم الغنائم بين المقاتلين وفق شرع الله تبارك وتعالى؟!.
كما أننا لم نعرف السبب الذي جعل خولة تستحق هذا العطاء الكبير ، وتطالب به!!
ولا ظهر لنا : المبرر لجرأتها وإقدامها على هذا الطلب!! وكيف لم تتوقع من النبي «صلىاللهعليهوآله» أن يقول لها : لماذا أعطيك وأحرم غيرك؟!.
وهل كانت هذه المرأة محبة لزينة الحياة الدنيا إلى هذا الحد؟! وهل التي يقولون : إنها تصوم النهار ، وتقوم الليل ، وهي امرأة صالحة ، فاضلة (١) ، فهل
__________________
(١) الإصابة ج ٤ ص ٢٩١ و (ط دار الكتب العلمية) ج ٨ ص ١١٧ وراجع : الإستيعاب (مطبوع مع الإصابة) ج ٤ ص ٢٩٠ و (ط دار الجيل) ج ٤ ص ١٨٣٢ ومجمع الزوائد ج ٤ ص ٣٠١.
من يكون هذا حالها تسعى للإستئثار بحلي أحلى نساء ثقيف ، دون سائر النساء اللواتي حضرن تلك الحرب؟!
عيينة بن حصن يمدح الأعداء :
وقد كان البلاء والعناء لرسول الله «صلىاللهعليهوآله» يأتيه من قبل أصحابه ، الذين كانوا ـ وخصوصا الزعماء والرؤساء منهم ـ على درجة كبيرة من المباينة معه ، فهم شيء والنبي «صلىاللهعليهوآله» شيء آخر .. سواء من ناحية التفكير ، أو من ناحية المرامي والأهداف ، أو المميزات والملكات والصفات ، أو في طريقة الحياة. أو في أي شأن من الشؤون ..
بل إن الكثيرين منهم هم إلى اعدائه أقرب منهم إليه .. ومن شواهد ذلك ـ وما أكثرها ـ ما روي : من أنه حين أراد النبي «صلىاللهعليهوآله» الرحيل عن الطائف نادى : ألا إن الحي مقيم.
فقال عيينية : أجل والله ، مجدة كراما.
فقال له رجل من المسلمين : قاتلك الله يا عيينة ، تمدح المشركين بالإمتناع عن رسول الله «صلىاللهعليهوآله» ، وقد جئت تنصره؟!
قال : والله ، إني جئت لأقاتل ثقيفا معكم ، ولكني أردت أن يفتح محمد الطائف ، فأصيب من ثقيف جارية أطؤها لعلها تلد لي رجلا ، فإن ثقيفا قوم مناكير (١).
__________________
(١) تاريخ الخميس ج ٢ ص ١١١ وتاريخ الأمم والملوك ج ٢ ص ٣٥٥ والكامل في التاريخ ج ٢ ص ٢٦٧ والسيرة النبوية لابن هشام ج ٤ ص ٩٢٢ والبداية والنهاية ج ٤ ص ٤٠٢ وإمتاع الأسماع ج ١٤ ص ٢٣ والسيرة النبوية لابن كثير ج ٣ ص ٦٦٢.
النبي يستشير في أمر الطائف :
وعن استشارة النبي «صلىاللهعليهوآله» نفيل بن معاوية في أمر أهل الطائف نقول :
أولا : لم يكن النبي «صلىاللهعليهوآله» محتاجا إلى مشورة أحد ، لأنه كان مستغنيا بالوحي ..
ثانيا : لماذا خص نوفل بن معاوية بالإستشارة ، فإن المقام ليس مقام تأليف ، وتقريب ، إذ لو كان الأمر كذلك لاستشار أبا سفيان ، وصفوان بن أمية ، وسهيل بن عمرو ، ونظراءهم ..
وإن كان يريد الإستشارة في أمر الحرب ، فاللازم هو : إستشارة من يتحملون أعباءها ، ويطلب منهم التضحية فيها بأرواحهم ، وبعلاقاتهم ، وبغير ذلك من أمور.
والمفروض : أن الذين كانوا معه «صلىاللهعليهوآله» ، يزيدون على عشرة آلاف مقاتل ، ولم يكن نوفل بن معاوية يمثلهم في شيء من ذلك.
دخول المخنثين على النساء :
عن أم سلمة ، قالت : كان عندي مخنث (١). وذلك في أيام محاصرة الطائف ، فقال ذلك المخنث لعبد الله أخي : إن فتح الله عليكم الطائف غدا ،
__________________
(١) تاريخ الخميس ج ٢ ص ١١١ والسنن الكبرى للبيهقي ج ٨ ص ٢٢٣ والإستذكار ج ٧ ص ٢٨٦ والتمهيد لابن عبد البر ج ٢٢ ص ٢٧٢ وتاريخ الإسلام للذهبي ج ٢ ص ٥٩٣ وسبل الهدى والرشاد ج ٥ ص ٣٨٦.
فإني أدلك على ابنة غيلان ، فإنها تقبل بأربع وتدبر بثمان (١).
فسمع رسول الله «صلىاللهعليهوآله» قوله ، فقال : «لا أرى هذا يعلم ما هاهنا ، لا تدخلن هؤلاء عليكن».
وكانوا يرونه من غير أولي الإربة من الرجال (٢).
قال ابن جريج : اسمه هيت (٣).
__________________
(١) أي أربع عكن في بطنها ، لكل عكنة طرفان ، فيكون ثمان من خلفها. راجع : المجموع للنووي ج ١٦ ص ١٤٠ وكتاب الموطأ ج ٢ ص ٧٦٧ ونيل الأوطار ج ٦ ص ٢٤٦ وذخائر العقبى ص ٢٥٣ وصحيح البخاري ج ٦ ص ١٥٩ والسنن الكبرى للبيهقي ج ٨ ص ٢٢٣ وعمدة القاري ج ٢٠ ص ٢١٥ وبغية الباحث عن زوائد مسند الحارث ص ٢٧٠ والسنن الكبرى للنسائي ج ٥ ص ٣٩٦ ومسند أبي يعلى ج ١٢ ص ٣٩٤ والإستذكار ج ٧ ص ٢٨٦ والتمهيد لابن عبد البر ج ٢٢ ص ٢٦٩ و ٢٧٠ و ٢٧٢ وأسد الغابة ج ٣ ص ١١٨ وتاريخ الإسلام ج ٢ ص ٥٩٣ وسبل الهدى والرشاد ج ٥ ص ٣٨٧ وجامع البيان للطبري ج ١٨ ص ١٦٤ وتفسير ابن أبي حاتم ج ٨ ص ٢٥٧٩ وأحكام القرآن للجصاص ج ٣ ص ٤١٢ وتفسير الثعلبي ج ٧ ص ٨٨.
(٢) سبل الهدى والرشاد ج ٥ ص ٣٨٧ وبدائع الصنائع ج ٥ ص ١٢٣ والشرح الكبير ج ٧ ص ٣٤٧ ومسند أحمد ج ٦ ص ١٥٣ وتفسير ابن أبي حاتم ج ٨ ص ٢٥٧٩ وأحكام القرآن للجصاص ج ٣ ص ٤١٢ وتفسير الثعلبي ج ٧ ص ٨٨ وموارد الظمآن ج ٦ ص ٢٥٢ وجامع البيان للطبري ج ١٨ ص ١٦٤.
(٣) سبل الهدى والرشاد ج ٥ ص ٣٨٧ ومسند الحميدي ج ١ ص ١٤٣ والتمهيد ج ٢٢ ص ٢٧٠ والبداية والنهاية ج ٤ ص ٤٠٠ والسيرة النبوية لابن كثير ج ٣ ص ٦٦١ ومقدمة فتح الباري ص ٣٠٥ وراجع : نيل الأوطار ج ٦ ص ٢٤٦ وشرح مسلم ج ١٤ ص ١٦٣ وعون المعبود ج ١٣ ص ١٨٩ وفتح الباري ج ٩ ص ٢٩١.
قال ابن إسحاق : كان مع رسول الله «صلىاللهعليهوآله» مولى لخالته فاختة بنت عمرو بن عايد (عائذ) ، مخنث يقال له : ماتع ، يدخل على نساء رسول الله «صلىاللهعليهوآله» ، ويكون في بيته. ولا يرى رسول الله «صلىاللهعليهوآله» أنه يفطن لشيء من أمور النساء مما يفطن الرجال إليه ، ولا يرى أن له في ذلك إربا ، فسمعه وهو يقول لخالد بن الوليد : يا خالد ، إن فتح رسول الله «صلىاللهعليهوآله» الطائف ، فلا تفلتن منك بادية بنت غيلان ، فإنها تقبل بأربع وتدبر بثمان.
فقال رسول الله «صلىاللهعليهوآله» حين سمع هذا منه : «لا أرى الخبيث يفطن لما أسمع».
ثم قال لنسائه : «لا تدخلنه عليكن».
فحجب عن بيت رسول الله «صلىاللهعليهوآله» (١).
ويقال : إنه نفاه من المدينة إلى الحمى (٢).
__________________
(١) راجع : سبل الهدى والرشاد ج ٥ ص ٣٨٦ و ٣٨٧ عن يونس بن بكير في زيادة المغازي ، وعن البخاري ، ومسلم ، وقال في هامشه : أخرجه البخاري (٤٣٢٤ ، ٤٣٢٥) ، والبيهقي في السنن الكبرى ج ٨ ص ٢٢٤ ، وفي الدلائل ج ٥ ص ١٦١.
وراجع : المجازات النبوية (ط سنة ١٣٨٧) ص ١٢٧ وصحيح مسلم ج ٧ ص ١١ وراجع : تاريخ الخميس ج ٢ ص ١١١ والسيرة الحلبية ج ٣ ص ١١٦ و ١١٧ والبحار ج ١٠١ ص ٤٧ وفتح الباري ج ٩ ص ٢٩٢ والإستذكار ج ٧ ص ٢٨٧ وأسد الغابة ج ٤ ص ٢٦٨ والسيرة النبوية لابن كثير ج ٣ ص ٦٦١.
(٢) السيرة الحلبية ج ٣ ص ١١٦ و (ط دار المعرفة) ص ٧٩ وكتاب الأم للشافعي ج ٦ ص ١٥٧ وراجع : مستدرك البحار ج ١٠ ص ٥٧٧ ومعرفة السنن والآثار ج ٦ ـ
ونقول :
١ ـ إن هناك اختلافا بل تناقضا في روايات هذه الحادثة ، فهل قال المخنث ذلك لخالد بن الوليد ، أو لعبد الله أخي أم سلمة؟!
وهل نفى النبي «صلىاللهعليهوآله» ماتعا وهيتا (١) ، أو نفى ماتعا فقط؟!
٢ ـ هل جزاء من غلغل النظر إلى النساء هو النفي والإخراج من البلد؟! مع أنهم لم يعدّوا هذا الذنب من الكبائر ، إلا إذا أصر عليه فاعله!!
إلا أن يقال : لعل سبب هذه العقوبة القاسية هو : أنه «صلىاللهعليهوآله» اتهم ذلك المخنث بالتظاهر بالتغفيل والحمق ، ربما لكي يدخل على نساء الناس ، ويرى منهن ما يحرم رؤيته على الرجال ..
ولكن ليس لدينا ما يؤيد هذا الإحتمال ، فيبقى غير قادر على دفع الإشكال.
٣ ـ هل صحيح : أنه يجوز إدخال المخنثين على نساء الناس ، ورؤية محاسنهن؟!
وهل صحيح : أنهم كانوا يدخلون على نساء رسول الله «صلىاللهعليهوآله» بالخصوص ، مع ما عرفه كل أحد من شدة غيرته «صلىاللهعليهوآله»؟!
٤ ـ على أننا نجد في الروايات عن علي «عليهالسلام» : «إن فاطمة «عليهاالسلام» استأذن عليها أعمى ، فحجبته ، فقال لها النبي «صلىاللهعليهوآله» : لما
__________________
ص ٣٣٨ وفتح الباري ج ٩ ص ٢٩٤ وعمدة القاري ج ١٧ ص ٣٠٣ والتمهيد لابن عبد البر ج ٢٢ ص ٢٧٦ والجامع لأحكام القرآن ج ١٢ ص ٢٣٦.
(١) السيرة الحلبية ج ٣ ص ١١٦ و (ط دار المعرفة) ص ٧٩.
حجبته وهو لا يراك؟
فقالت : إن لم يكن يراني ، فأنا أراه ، وهو يشم الريح.
فقال النبي «صلىاللهعليهوآله» : أشهد أنك بضعة مني» (١).
ونقول :
أولا : إن فاطمة «عليها الصلاة السلام» قد استدلت بأمرين :
الأول : أنه إن لم يكن ذلك الرجل يراها فهي تراه ، ومعنى ذلك : أن على المرأة أن لا تنظر إلى الرجل أيضا ، فكيف علمت الزهراء ذلك ، ولم يعلمه رسول الله «صلىاللهعليهوآله» ، حتى سمح بدخول المخنثين على نسائه؟!
الثاني : إن الرجل يشم الريح أيضا ، حتى لو كان أعمى ، وهذا يدعوها إلى حجبه ، ومنعه من التواجد في موضع قريب منها ، فهل المخنث ليس
__________________
(١) مسند فاطمة الزهراء «عليهاالسلام» ص ٣٣٧ ومناقب الإمام علي «عليهالسلام» لابن المغازلي ص ٣٨٠ و ٣٨١ والبحار ج ٤٣ ص ٩١ و ٩٢ وج ١٠٠ ص ٢٥٠ وج ١٠١ ص ٣٨ وفاطمة بهجة قلب المصطفى ص ٢٥٨ والعوالم ج ١١ ص ١٢٣ وإحقاق الحق ج ١٠ ص ٢٥٨ ومستدرك الوسائل ج ١٤ ص ٢٨٩ و ١٨٢ وفي هامشه عن : الجعفريات ص ٩٥ ودعائم الإسلام ج ٢ ص ٢١٤ ومكارم الأخلاق ص ٢٤٥. والنوادر للراوندي ص ١١٩ وجامع أحاديث الشيعة ج ٢٠ ص ٢٩٩ وموسوعة أحاديث أهل البيت «عليهمالسلام» ج ٩ ص ١٧١ والدر النظيم لابن حاتم العاملي ص ٤٥٧ والعدد القوية للحلي ص ٢٢٤ والخصائص الفاطمية للشيخ الكجوري ج ٢ ص ٤٧٠ وصحيفة الزهراء «عليهاالسلام» للشيخ جواد القيومي ص ٢٩٢ وشرح إحقاق الحق ج ١٠ ص ٢٥٨ والأسرار الفاطمية ص ٣٥٤.
رجلا ، ولا يشم الريح أيضا؟! وهل كونه مخنثا يمنعه من ذلك؟!
ثانيا : إن النبي «صلىاللهعليهوآله» قال لفاطمة حينئذ : أشهد أنك بضعة مني. ولا يقصد من هذه الكلمة في هذا المورد بالذات : أنها «عليهاالسلام» بضعة منه «صلىاللهعليهوآله» جسديا وحسب ، بل هي بضعة منه من الناحية الإيمانية ، والفكرية والروحية ، وفي مستوى وعيها للأمور ، ومعرفتها بالأحكام وبأهدافها ، وملاكاتها ، وحقائقها ودقائقها. وهو تصويب لفهمها ولموقفها كله ..
فكيف يصوبها هنا ، ثم هو يتصرف بخلاف هذا الصواب ، ويدخل المخنث إلى بيته ، ليرى محاسن نسائه؟!
٤ ـ روي : أن ابن أم مكتوم استأذن على النبي «صلىاللهعليهوآله» ، وعنده عايشة وحفصة ، فقال لهما : قوما فادخلا البيت.
فقالتا : إنه أعمى.
فقال : إن لم يركما فإنكما تريانه (١).
٥ ـ وعن أم سلمة ، قالت : كنت عند رسول الله ، وعنده ميمونة ، فأقبل ابن أم مكتوم ، وذلك بعد أن أمر بالحجاب ، فقال : احتجبا.
فقلنا : يا رسول الله ، أليس أعمى؟!
__________________
(١) الكافي ج ٥ ص ٥٣٤ والحدائق الناضرة ج ٢٣ ص ٦٦ ومستند الشيعة ج ١٦ ص ٣٣ ومستمسك العروة ج ١٤ ص ٢٥ و ٤٧ وكتاب النكاح للسيد الخوئي ج ١ ص ٥٢ و ٩٩ والوسائل الشيعة (ط مؤسسة آل البيت) ج ٢٠ ص ٢٣٢ و (ط دار الإسلامية) ج ١٤ ص ١٧١ والبحار ج ٢٢ ص ٢٤٤ وجامع أحاديث الشيعة ج ٢٠ ص ٢٩٨ وقاموس الرجال ج ١١ ص ٥٩١.
قال : أفعميا وان أنتما؟ ألستما تبصرانه؟! (١).
__________________
(١) تحرير الأحكام ج ٣ ص ٤٢٠ وجامع المقاصد وكشف اللثام (ط ج) ج ٧ ص ٢٩ والحدائق الناضرة ج ٢٣ ص ٦٦ ومستند الشيعة ج ١٦ ص ٣٣ ومستمسك العروة ج ١٤ ص ٤٧ وكتاب النكاح للسيد الخوئي ج ١ ص ٥٣ و ٩٩ والمجموع للنووي ج ١٦ ص ١٣٣ و ١٣٩ وروضة الطالبين للنووي ج ٥ ص ٣٧١ ومغني المحتاج للشربيني ج ٣ ص ١٣٢ والمغني لابن قدامه ج ٧ ص ٤٦٥ والشرح الكبير ج ٧ ص ٣٥٢ وكشاف القناع ج ٥ ص ١٣ ونيل الأوطار ج ٦ ص ٢٤٨ الوسائل (ط مؤسسة آل البيت) ج ٢٠ ص ٢٣٢ و (ط دار الإسلامية) ج ١٤ ص ١٧٢ ومكارم الأخلاق ص ٢٣٣ وعوالي اللآلي ج ١ ص ٥٧ وج ٢ ص ١٣٤ والبحار ج ١٠١ ص ٣٧ وجامع أحاديث الشيعة ج ٢٠ ص ٢٩٩ ومسند أحمد ج ٦ ص ٢٩٦ وسنن أبي داود ج ٢ ص ٢٧٢ وشرح مسلم للنووي ج ١٠ ص ٩٧ وفتح الباري ج ٩ ص ٢٩٤ وج ١٢ ص ٣٢ وعمدة القاري ج ٢٠ ص ٢١٦ وتحفة الأحوذي ج ٤ ص ٢٤١ وعون المعبود ج ٦ ص ٢٧١ ومسند ابن راهويه ج ٤ ص ٨٥ وتأويل مختلف الحديث لابن قتيبة ص ٢١٠ والسنن الكبرى للنسائي ج ٥ ص ٣٩٣ والجامع الصحيح للترمذي ج ٥ ص ١٠٢ وصحيح ابن حبان ج ١٢ ص ٣٨٧ و ٣٨٩ ومعرفة السنن والآثار ج ٥ ص ٢٢٧ والتمهيد لابن عبد البر ج ١٩ ص ١٥٤ و ١٥٦ ورياض الصالحين للنووي ص ٦٤٢ وموارد الظمآن ج ٦ ص ٢٥٨ وكنز العمال ج ٥ ص ٣٢٨ والكشاف للزمخشري ج ٣ ص ٦١ وتفسير جوامع الجامع للطبرسي ج ٢ ص ٦١٦ وتفسير نور الثقلين ج ٣ ص ٥٨٨ وتفسير الميزان ج ١٥ ص ١١٧ وتفسير البغوي ج ٣ ص ٣٣٨ وأحكام القرآن لابن العربي ج ٣ ص ٣٨٠ والمحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز ج ٤ ص ١٧٨ وتفسير الرازي ج ٢٣ ص ٢٠٤ والجامع لأحكام القرآن ج ١٢ ص ٢٢٨ و ٢٤٩ وتفسير الثعالبي ج ٤ ص ١٨٢ والدر المنثور ج ٥ ـ
فالنبي «صلىاللهعليهوآله» يستدل على عائشة ، وحفصة ، وميمونة ، وأم سلمة على لزوم احتجابهن من ابن أم مكتوم بأنهن يريانه ، وهذا الأمر حاصل في دخول المخنث على زوجاته «صلىاللهعليهوآله» ، بزيادة أن ذلك المخنث يراهن أيضا ..
فإن كانت هذه الأمور قد حصلت قبل قضية الطائف ، وقضية ذلك المخنث ، فالمفروض هو : أن لا يرضى «صلىاللهعليهوآله» بدخول ذلك المخنث على أهل بيته ..
وإن كانت قد حصلت بعد ذلك ، فالسؤال هو : ألم يكن النبي «صلىاللهعليهوآله» يعرف هذا الأمر قبل ذلك؟! فإن كان يعرفه ، فلما ذا مكن المخنثين من الدخول على نسائه «صلىاللهعليهوآله» ، وإن كان لا يعرف ذلك ، فهذا يوجب الطعن في مقام النبوة ، لما فيه من ارتكاب ما لا يرضاه الشارع بالإضافة إلى نسبة الجهل إلى أفضل الأنبياء بأمر بديهي ، كما ظهر من طريقة استدلاله «صلىاللهعليهوآله» على زوجاته ..
__________________
ص ٤٢ وتفسير الآلوسي ج ١٨ ص ١٤٠ والطبقات الكبرى لابن سعد ج ٨ ص ١٧٦ و ١٧٨ والعلل لابن حنبل ج ٣ ص ٢٦٤ وضعفاء العقيلي ج ٤ ص ١٠٨ وتاريخ بغداد ج ٣ ص ٢٢٦ و ٢٢٧ و ٢٢٨ وج ٨ ص ٣٣٤ و ٣٣٥ وتاريخ مدينة دمشق ج ٥٤ ص ٤٣٣ و ٤٣٤ و ٤٣٦ وتهذيب الكمال للمزي ج ٢٦ ص ١٨٢ و ١٨٤ وسير أعلام النبلاء ج ٩ ص ٤٥٥ وتهذيب التهذيب ج ٩ ص ٣٢٣ و ٣٢٤ وتاريخ الإسلام للذهبي ج ١٤ ص ٣٦٢ والوافي بالوفيات ج ٤ ص ١٦٨ وعيون الأثر ج ١ ص ٣٠ وسبل الهدى والرشاد ج ٩ ص ٣١٥ والكبائر ص ١٧٧.