المغرب والعشاء (١).
قال ابن أبي الحديد : وروى الواقدي ، قال : لما قتل عثمان تكلّموا في دفنه ، فقال طلحة : يدفن بدير سلع ، يعني مقابر اليهود ، وذكر الطبري في تاريخه هذا ، إلا أنه روى عن طلحة فقال : قال رجل : يدفن بدير سلع ، فقال حكيم بن حزام : والله لا يكون هذا أبداً وأحدٌ من ولد قصيّ حي ، حتى كاد الشرّ يلتحم ، فقال ابن عديس البلوى : أيها الشيخ ، وما يضرك أين دفن؟ قال : لا يدفن الا ببقيع الغرقد ، حيث دفن سلفه ورهطه ، فخرج به حكيم بن حزام في اثني عشر رجلاً ، منهم الزبير بن العوام ، فمنعهم الناس عن البقيع ، فدفنوه بحش كوكب (٢).
وروى ابن كثير : قالوا : لا يدفن في البقيع ، ولكن ادفنوه وراء الحائط ، فدفنوه شرقي البقيع تحت نخلات هناك (٣).
وعن الاصابة : انهم لما أرادوا دفن عثمان فانتهوا إلى البقيع ، فمنعهم من دفنه جبلة بن عمرو ، فانطلقوا إلى حش كوكب ، فدفنوه فيه (٤).
قال ابن حجر : استخلف في أول يوم من المحرم سنة أربع وعشرين ، وقتل يوم الجمعة لثمان عشرة خلت من ذي الحجة الحرام سنة خمس وثلاثين ، ودفن ليلة السبت بالبقيع ، وعمره اثنتان وثمانون سنة ، وقيل غير ذلك (٥).
وعن الحموي : وقد اعتنى معاوية في أيام إمارته بقبر عثمان ، ورفع الجدار بينه وبين البقيع ، وأمر الناس أن يدفنوا موتاهم حوله (٦).
__________________
(١) الطبقات الكبرى ٣ / ٧٧.
(٢) شرح نهج البلاغة ١٠ / ٧.
(٣) البداية والنهاية ٧ / ٢١٣.
(٤) الاصابة ١ / ٢٢٣ كذا في البحار ٣١ / ٢٩٣.
(٥) سبل السلام ١ / ٤٨.
(٦) الغدير ٩ / ٢١٢.
أقول : ذكر تفاصيل ذلك خارج عن عهدة الكتاب ، فعلى القارىء الكريم الرجوع إلى المصادر (١).
٨٨ ـ عثمان بن مظعون (٢)
عثمان بن مظعون بن حبيب بن وهب ، يكنى أبا السائب ، بدري مهاجري هجرتين ، وأمه زينب بنت العنبس ، مات في ذي الحجة ، ودفن بالبقيع (٣).
ثال محمد بن علي بن حمزة : أسلم قديماً ، قال ابن اسحاق : أسلم عثمان بن مظعون بعد ثلاثة عشر رجلاً ، وهاجر إلى الحبشة هو وابنه السائب الهجرة الأولى مع جماعة من المسلمين ، فبلغهم وهم بالحبشة أن قريشاً أسلمت فعادوا ، ثمّ هاجر عثمان إلى المدينة ، وشهد بدراً ، وكان من أشدّ الناس اجتهاداً في العبادة (٤) ، يصوم النهار ويقوم الليل ويجتنب الشهوات ويعتزل النساء ، واستأذن رسول الله صلىاللهعليهوآله في التبتل والاختصاء فنهاه عن ذلك .. (٥).
روى ابن أبي شيبة عن محمد بن عمرو بن علي عن علي بن أبي طالب عليهالسلام :
__________________
(١) انظر : الإمامة والسياسة ١ / ٦ ؛ تاريخ المدينة ٤ / ١٢٤٠ ؛ الطبقات الكبرى ٣ / ٧٧ ؛ الفتنة ووقعة الجمل / ٨٤ ؛ المعجم الكبير ١ / ٧٨ ؛ مصنف ابن أبي شيبة ٣ / ٢٢٧ ؛ تاريخ الأمم والملوك (الطبري) ٣ / ٤٣٨ ـ ٤٤٠ ؛ أسد الغابة ٣ / ٧٥ و ٣ / ٣٨٣ ؛ شرح نهج البلاغة ٢ / ١٥٨ و ١٠ / ٦ ؛ مجمع الزوائد ٩ / ٩٥ ؛ الإصابة ١ / ٥٦٦ ؛ تهذيب الكمال ١٩ / ٤٥٧ ؛ سبل الهدى والرشاد ١١ / ٢٨٣ ؛ مناقب أهل البيت / ٣٧١ ؛ بحار الأنوار ٣١ / ١٦٧ و ٤٤ / ١٥٢ ؛ الغدير ٩ / ١٣١ ، و ٢٠٨ ـ ٢١٢ ؛ الصحيح من سيرة النبي الأعظم صلىاللهعليهوآله ٥ / ٢١٦ ؛ أحاديث أم المؤمنين عائشة ١ / ١٧٢ و...
(٢) انظر : مصنف ابن أبي شيبة ٨ / ٣٤٦ ؛ التاريخ الكبير ١ / ١٧٧ ؛ فتح الباري ٩ / ٩٦ ؛ كنزالعمال ١٤ / ١٤٠.
(٣) الآحاد والمثاني ١ / ٢٤٥.
(٤) انظر : تعجيل المنفعة / ٢٨٣.
(٥) الإكمال في ذكر من له رواية في مسند الإمام أحمد من الرجال / ٢٩٠.
«أول من دفن بالبقيع عثمان بن مظعون ، ثمّ اتبعه إبراهيم ابن رسول الله صلىاللهعليهوآله» (١).
وقال ابن قتيبة : أول من مات من المسلمين بالمدينة عثمان بن مظعون ، بعد بدر ، وقبل أُحُد ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوآله : «هذا سلفكم ، فادفنوا إليه موتاكم» ، فدفن في البقيع (٢).
قال الطريحي في شأنه : قرشيّ قديم الإسلام ، أسلم بعد ثلاثة عشر رجلاً ، هاجر الهجرتين ، وشهد بدراً ، وكان رضياللهعنه ممّن حرّم الخمر في الجاهلية (٣) ، وقال : أشرب ما يُضحك بي مَن دوني ، قيل : هو أول من دفن بالبقيع ، وأول من مات من المهاجرين بالمدينة (٤).
وقال ابن حجر : وكان عثمان من السابقين إلى الإسلام .. وكانت (وفاته) في ذي الحجة سنة اثنتين من الهجرة ، وهو أول من دفن بالبقيع (٥) ، وقال : وقبله النبي صلىاللهعليهوآله وهو ميت (٦).
وقال المباركفوري : هو أخ رضاعي لرسول الله صلىاللهعليهوآله ، قال صاحب المشكاة : هاجر الهجرتين .. وهو أول من مات من المهاجرين بالمدينة في شعبان ، على رأس ثلاثين شهراً من الهجرة ، ولما دفن قال : «نعم السلف هو لنا» ، ودفن بالبقيع ، وكان عابداً مجتهداً من فضلاء الصحابة (٧).
__________________
(١) مصنف ابن أبي شيبة ٨ / ٣٥٧ ؛ كنز العمال ١٤ / ١٤٠ ؛ وانظر : الطبقات الكبرى ١ / ١٤١.
(٢) المعارف / ٤٢٢.
(٣) انظر : تحفة الأحوذي ٤ / ٥٤ عن المشكاة ؛ الإكمال في ذكر من له رواية في مسند الإمام أحمد من الرجال / ٢٩٠.
(٤) مجمع البحرين ٣ / ٨٨ ؛ انظر : تحفة الأحوذي ٤ / ٥٤ عن المشكاة.
(٥) فتح الباري ٩ / ٩٦ ؛ انظر : تعجيل المنفعة / ٢٨٣ ؛ الإصابة ٤ / ٣٨٢.
(٦) تعجيل المنفعة / ٢٨٣.
(٧) تحفة الأحوذي ٤ / ٥٤.
وقالوا انه مات في ذي الحجة سنة اثنتين من الهجرة (١) ، وهو أول من دفن بالبقيع (٢).
وروى ابن أبي شيبة عن عبد الله بن مسعود ، قال : ادفنوني في قبر عثمان بن مظعون (٣).
ولقد بسطنا الكلام في ذلك في بحث «أول من دفن بالبقيع» (٤) ، فراجع.
٨٩ ـ عقيل بن أبي طالب
هو أخ أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه اسلام ، يكنّى أبا يزيد ، وكان عالماً بأنساب العرب ، فصيحاً ، لطيف الطبع ، حسن المجاورة ، وأخواه الآخران جعفر الطيار وطالب .. روي عن ابن عباس أنه قال علي عليهالسلام لرسول الله صلىاللهعليهوآله : يا رسول الله ، إنك لتحبّ عقيلاً؟ قال : «إي والله ، إني لأحبّه حبّين ؛ حباً له ، وحباً لحبّ أبي طالب له ، وإنّ ولده لمقتول في محبة ولدك ، فتدمع عليه عيون المؤمنين ، وتصلي عليه الملائكة المقربون» ، ثمّ بكى رسول الله صلىاللهعليهوآله حتى جرت دموعه على صدره ، ثمّ قال : «إلى الله أشكو ما تلقى عترتي من بعدي» (٥).
ومن أبنائه : مسلم بن عقيل سفير الامام الحسين إلى الكوفة والشهيد بها ، وعبد الله ، ومحمد ، وعبد الرحمن ، وجعفر كلهم من شهداء الطف ، وقال بعض : إن عدد الشهداء بالطف من آل عقيل هم ستة عشر ، يشمل ذلك الأولاد والأحفاد (٦).
__________________
(١) تاريخ الأمم والملوك (الطبري) ٢ / ١٧٧.
(٢) انظر : سير أعلام النبلاء ١ / ١٥٤ ؛ فتح الباري ٩ / ٩٦.
(٣) المصنف ٣ / ٢٢٩.
(٤) انظر : صفحة ٣٧ من هذا الكتاب.
(٥) مستدركات علم الرجال ٥ / ٢٥٢ ، رقم ٩٤٥٣.
(٦) انظر : مستدركات علم الرجال ٥ / ٢٥٤ ـ ٢٥٥.
جاء في الطبقات الكبرى : قالوا : ومات عقيل بن أبي طالب بعد ما عَمي ، في خلافة معاوية بن أبي سفيان ، وله عقب اليوم ، وله دار بالبقيع .. (١).
وقال ابن كثير في شأن ابن النجيح : دفن بالبقيع شرقي قبر عقيل ، فغبطه الناس في هذه الموتة وهذا القبر (٢) ، وقال نحوه في شأن ابن مسلم قاضي القضاة (٣).
٩٠ ـ علي بن أحمد أبو الحسن الحُريشي
قال اسماعيل باشا : على بن أحمد أبو الحسن الحريشي (بضم الحاء المهملة وفتح الراء وسكون الياء المثناة) الفاسي داراً ، الفقيه المالكي ، توفي حاجاً بمكة ، ودفن بالبقيع سنة ١١٤٥ خمس وأربعين ومائة وألف ، له من التأليف : «شرح الشفاء للقاضي عياض» ، «شرح منظومة ابن زكري» (٤) في مصطلح الحديث (٥).
٩١ ـ علي بن جعفر العريضي
قال النمازي : علي بن جعفربن محمد الصادق عليهالسلام ، من أصحاب أبيه وأخيه الكاظم والرضا والجواد والهادي صلوات الله عليهم ، جليل القدر ، عظيم الشأن ، ثقة بالإتفاق ، له كتاب : «المناسك ولمسائل» .. سكن العريض ، فنسب ولده إليها .. وعمره أزيد من مائة وعشرين سنة (٦).
قال ابن حجر : علي بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي أبو الحسن
__________________
(١) الطبقات الكبرى ٤ / ٤٤ ؛ انظر : المنتخب من ذيل المذيل / ٣١.
(٢) البداية والنهاية ١٤ / ١٢٧.
(٣) البداية والنهاية ١٤ / ١٤٥.
(٤) التلمساني.
(٥) هدية العارفين ، اسماعيل باشا البغدادي ١ / ٧٦٦ ؛ انظر : الاعلام ٤ / ٢٥٩ ؛ معجم المؤلفين ٧ / ١٣.
(٦) مستدركات علم الرجال ٥ / ٣١٩ ، رقم ٩٧٧٠.
العلوي ، أخو موسى ، مقبول ، من كبار العاشرة ، مات سنة عشر ومأتين (١).
وقال : قال ابن ابن أخيه اسماعيل : مات سنة عشر ومأتين (٢).
وجاء في هامش تهذيب التهذيب : هو الذي يقال له العريضي ، سكن العريض قرية على ثلاثة أميال من المدينة ، ومات بها ، وعليه بها قبة عظيمة ، عليه وعلى آبائه الصلاة والسلام (٣).
قال المحدث النوري : الحق أن قبره بالعريض ، كما هو معروف عند أهل المدينة ، وقد نزلنا عنده في بعض أسفارنا ، وعليه قبة عالية (٤).
أقول : لقد وفقنا الله لزيارة قبره الشريف بالعريض قرب أُحُد مع عدة من العلماء ، ولكن أيادي الوهابية قامت بهدم القبر أخيراً ، بعد ما قامت بهدم قبته سابقاً ، ولقد سمعنا من الأفواه : أنّ الجسد كان صحيحاً سالماً ، ثمّ نقلوه إلى البقيع ، ودفن عند قرب مقبرة أهل البيت عليهمالسلام.
٩٢ ـ عمر بن علي بن أبي طالب
أمه الصهباء بنت زمعة بن ربيعة ، وعمَّر عمر حتى بلغ خمساً وثمانين سنة ، ومات ببقيع (٥).
٩٣ ـ عَمرة بنت عبد الرحمن
روى ابن سعد عنها : أنها قالت لبني أخ لها : أعطوني موضع قبري في حائط ،
__________________
(١) تقريب التهذيب ١ / ٦٨٩.
(٢) تهذيب التهذيب ٧ / ٢٥٩.
(٣) هامش تهذيب التهذيب ٧ / ٢٥٨.
(٤) انظر : مستدرك الوسائل ٣ / ٦٢٦.
(٥) جواهر المطالب ٢ / ١٢.
ولهم حائط يلي البقيع ، فإني سمعت عائشة تقول : كسر عظم الميت ميتاً ككسره حياً (١).
٩٤ ـ فاطمة بنت أسد الهاشمية
روي عن الجعفي : أن اسمها فاطمة ، وكنيتها أم فروة (٢) ، وقبرها بالبقيع (٣) ، وفي بعض الروايات أنّ فاطمة بنت أسد جدتهم معهم (٤) في تربتهم (٥).
وهي سلام الله عليها أم الأئمة الإثنى عشر ، وهي التي أولدت علياً في جوف الكعبة (٦) ، وكفاها فضلاً وفخراً.
قال الحاكم النيسابوري : قد تواترت الأخبار أنّ فاطمة بنت أسد ولدت أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرّم الله وجهه في جوف الكعبة (٧).
وقال الزرندي الحنفي : قال الإمام أحمد بن حنبل : ما جاء لأحد من أصحاب رسول الله صلىاللهعليهوآله من الفضائل ما جاء لعلي بن أبي طالب ، وأمه فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف ، وهي أول هاشمية ولدت الهاشمي ، روي أنه لما ضربها المخاض أدخلها أبو طالب الكعبة بعد العشاء ، فولدت فيها علي بن أبي طالب (٨).
__________________
(١) الطبقات الكبرى ٨ / ٤٨١.
(٢) جواهر الكلام ٢٠ / ٨٨.
(٣) انظر : الدروس الشرعية ٢ / ٢٠.
(٤) أي مع أبنائها أئمة أهل البيت عليهمالسلام المدفونين بالبقيع.
(٥) الدروس الشرعية ٢ / ١٣ ؛ الحدائق الناضرة ١٧ / ٤٣٦ ؛ جواهر الكلام ٢٠ / ٨٨.
(٦) أنظر كتاب : مروج الذهب ٢ / ٣٤٩ ؛ شرح الشفا ، للقاضي عياض ١ / ١٥١ ؛ علي وليد الكعبة ، للعلامة الشيخ محمد علي الأردوبادي.
(٧) المستدرك على الصحيحين ٣ / ٤٨٣.
(٨) نظم درر السمطين / ٨٠.
قال الزركلي : فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف الهاشمية : أول هاشمية ولدت خليفة ، وهي أم أمير المؤمنين علي بن أبي طالب وإخوته ، نشأت في الجاهلية بمكة ، وتزوجت بأبي طالب .. فكان النبي صلىاللهعليهوآله يزورها ويقيل في بيتها ، ثمّ هاجرت مع أبنائها إلى المدينة ، وماتت بها ، فكفنها النبي صلىاللهعليهوآله بقميصه ، واضطجع في قبرها ، وقال : لم يكن أحد بعد أبي طالب أبرّ بي منها ، وقبرها بالبقيع .. (١).
٩٥ ـ فتح الله بن النحاس الحلبي
قال الشيخ الطهراني : فتح الله بن النحاس الحلبي المدني ، ترجمه في خلاصة الأثر وأعلام النبلاء ، مات بالمدينة ، ودفن بالبقيع ، له : «ديوان ابن النحاس» ، طبع ديوانه بمصر ١٢٩٠ وبيروت ١٣١٣ مع اختلاف فيهما (٢).
وقال يوسف اليان سركيس : ابن نحاس الحلبي (م ١٠٥٢) .. المدني الشاعر المشهور ، قال المحبي في خلاصة الأثر : فرد وقته في رقة النظم والنثر وانسجام الألفاظ .. دخل دمشق مرات ، وأقام بها مدة ، ثمّ سافر إلى القاهرة ، وهاجر إلى الحرمين ، واستقر أخيراً بالمدينة ، ودفن ببقيع الفرقد (٣).
٩٦ ـ كلثوم ابن الهدم
قيل : إنه أول من دفن في البقيع من المهاجرين (٤) ، ولكنه قول شاذ.
روي : أنه أول من توفي بعد مقدم النبي صلىاللهعليهوآله المدينة من المسلمين ـ فيما ذكر ـ
__________________
(١) الأعلام ٥ / ١٣٠.
(٢) الذريعة إلى تصانيف الشيعة (ق ١) ٩ / ٣١.
(٣) معجم المطبوعات العربية ١ / ٢٦٥.
(٤) سبل الهدى والرشاد ١٢ / ٥٣.
صاحب منزله كلثوم بن الهدم ، لم يلبث بعد مقدمه إلا يسيراً حتى مات ، ثمّ توفي بعده أسعد بن زرارة (١).
٩٧ ـ مارية القبطية ، أم إبراهيم
إنّ مارية كانت أم ولد النبي صلىاللهعليهوآله ، أم إبراهيم (٢) ، وهي التي أهداها صاحب اسكندرية ـ وهو جريح بن مينا ـ في جملة تحف وهدايا لرسول الله صلىاللهعليهوآله ، فقبل ذلك منه (٣) ، توفيت بالمدينة في المحرم سنة خمس عشرة (٤) ، أو ست عشرة (٥) أو سبع عشرة من الهجرة ، وصلى عليها عمر بن الخطاب ، ودفنت بالبقيع (٦).
وعن ابن مندة : ماتت مارية بعد النبي صلىاللهعليهوآله بخمس سنين (٧).
٩٨ ـ مالك بن الحارث الأشتر النخعي
كان مجاهداً في سبيل الله ، وسيفاً مسلولاً على أعداء الله ، وناصراً لله ولرسوله ووصيه ، شهماً شجاعاً بصيراً رئيساً حليماً شاعراً فصيحاً ، حضر دفن أبي ذر الغفاري بربذة ، واشتد غضبه على من تخلف عن علي عليهالسلام في حرب جمل ، قتل كعب
__________________
(١) سبل الهدى والرشاد ١٢ / ٥٣.
(٢) تاريخ الأمم والملوك (الطبري) ٣ / ١٤٤.
(٣) البداية والنهاية ٧ / ٨٥.
(٤) الاصابة ٨ / ٣١١ ؛ السيرة النبوية ٤ / ٦٠٣ ؛ البداية والنهاية ٥ / ٣٢٦ عن الواقدي.
(٥) المستدرك على الصحيحين ٤ / ٣٩ ؛ المنتخب من ذيل المذيل / ١٠٩ ؛ البداية والنهاية ٧ / ٨٥ ؛ السيرة النبوية ٤ / ٦٠٣.
(٦) انظر : المستدرك على الصحيحين ٤ / ٤٠ ؛ تاريخ الأمم والملوك (الطبري) ٣ / ١٤٤ ؛ المنتخب من ذيل المذيل / ١١ و ١٠٩ ؛ البداية والنهاية ٥ / ٣٢٦ و ٧ / ٨٥ ؛ السيرة النبوية ٤ / ٦٠٣.
(٧) الإصابة ٨ / ٣١١.
ابن سور الأزدي يوم الجمل ، وبعثه أمير المؤمنين عليهالسلام والياً على الموصل ونصيبين ودارا وسنجار وآمد وهيت وعانات وغيرها (١).
هو مالك بن الحارث الأشتر النخعي (٢) ، الذي عده الفضل بن شاذان من التابعين الكبار ورؤسائهم وزهادهم (٣).
قال العلامة الحلي : مالك الأشتر قدس الله روحه ورضياللهعنه جليل القدر ، عظيم المنزلة ، كان اختصاصه بعلي عليهالسلام أظهر من أن يخفى ، وتأسف أمير المؤمنين عليهالسلام بموته ، وقال : «لقد كان لي كما كنت لرسول الله صلىاللهعليهوآله» (٤).
وقال عليهالسلام في حقه : «ليت فيكم مثله إثنان ، بل ليت فيكم مثله واحد يرى في عدوي مثل رأيه» (٥).
وقال الذهبي في حقه : أنه أحد الأشراف والأبطال .. وكان شهماً مطاعاً .. ذا فصاحة وبلاغة .. ولما رجع علي من موقعة صفين جهز الأشتر والياً على ديار مصر ، فمات في الطريق مسموماً (٦).
وقال أمير المؤمنين لما جاءه نعي الأشتر : «مالك! وما مالك! لو كان جبلاً لكان فنداً ، لا يرتقيه الحافر ، ولا يرقى عليه الطائر» (٧).
وعن الطبري : لما بلغ معاوية ارسال علي عليهالسلام الأشتر إلى مصر عظم ذلك عليه ،
__________________
(١) انظر : مستدرك سفينة البحار ٥ / ٣٥١ ـ ٣٥٣.
(٢) رجال الطوسي / ٨١ ، رقم ٨٠١.
(٣) مستدركات علم الرجال ٦ / ٣٣١ ، رقم ١٢٠٨٨ ؛ قاموس الرجال ٨ / ٦٤٣.
(٤) خلاصة الأقوال / ٢٧٦ ؛ وانظر : رجال ابن داود الحلي / ١٥٧ ؛ نقد الرجال ، التفرشي ٤ / ٨١ ؛ جامع الرواة ٢ / ٣٧.
(٥) مستدرك سفينة البحار ٥ / ٣٥٣.
(٦) سير أعلام النبلاء ٥ / ٨٠.
(٧) مستدرك سفينة بحار ٥ / ٣٥٥ ، عن نهج البلاغة.
فبعث إلى رجل من أهل الخراج فسقاه السمّ فهلك ، ولما بلغ معاوية موته خطب الناس فقال : كان لعلي يمينان : قطعت إحداهما يوم صفين وهو عمار ، وقد قطعت الأخرى اليوم وهو مالك (١).
ثم حمل جنازته إلى المدينة ، ودفن بها (٢).
قال الحموي : يقال : إنّ معاوية دسّ إليه عسلاً مسموماً ، فأكله فمات بالقلزم ، فقال معاوية : إنّ لله جنوداً من عسل ، فيقال : إنه نقل إلى المدينة فدفن بها ، وقبره بالمدينة معروف (٣).
٩٩ ـ مالك بن أنس
هو : الإمام مالك بن أنس ، رئيس مذهب المالكية ، أحد المذاهب الأربعة لدى اخواننا أهل السنة ، صاحب كتاب : «الموطّأ».
قال ابن قتيبة : مات سنة تسع وسبعين ومائة ، وله يوم مات خمس وثمانون سنة ، ودفن بالبقيع (٤).
وقال الحطاب الرعيني : ولد بذي المروة موضع من مساجد تبوك على ثمانية برد من المدينة ، هكذا ذكر بعضهم ، وقال القاضي عياض في أول المشارق : انه مدني الدار والمولد والنشأة ، ولا منافاة بينه وبين ما قبله ، لأنّ ذا المروة من أعمال المدينة ، ولد سنة ثلاث وتسعين ، وقيل : سنة أربع وتسعين ، وقيل : سنة ست وتسعين ، وقيل : سنة سبع وتسعين ، وقيل : سنة تسعين ، ودفن بالبقيع ، وقبره به
__________________
(١) انظر : تاريخ الطبري ٥ / ٩٦ ؛ قاموس الرجال ٨ / ٦٤٥.
(٢) مستدرك سفينة البحار ٥ / ٣٥٦.
(٣) معجم البلدان ١ / ٥٣٩ ، (كلمة بعلبك).
(٤) المعارف / ٤٩٩.
معروف ، وعليه قبة ، وإلى جانبه قبر لنافع (١).
وقال ابن النديم : مالك بن أنس بن أبي عامر .. كان يأتي المسجد ويشهد الصلاة ويعود المرضى ويقضي الحقوق ، ثمّ ترك الجلوس في المسجد ، وكان يصلي في منزله ، وترك اتباع الجنائز ، فكان يعاتب على ذلك ، فكان يقول : ليس يقدر كلّ واحد يقول عذره ، وسعى به إلى جعفر بن سليمان ، وكان والي المدينة ، فقيل له : إنه لا يرى ايمان بيعتكم ، فدعى به ، وجرده وضربه أسواطاً ومددوه ، فانخلع كتفه ، وارتكب منه أمراً عظيماً ، فلم يزل بعد ذلك في علوّ ورفعة ، وكأنما كانت تلك السياط حليّاً عليه ، وكان من عبيد (٢) الله الصالحين ، فقيه الحجاز وسيدها في وقته ، العلم ، وتوفي سنة تسع وسبعين ومائة وهو ابن خمس وثمانين سنة ، ودفن بالبقيع ، وله من الكتب : كتاب الموطأ ، كتاب رسالته إلى الرشيد (٣).
وفي طرائف المقال : روي عنه أخبار كثيرة يظهر منها انقطاعه إلى الصادق ، بخلاف أبي حنيفة ، وقبره في البقيع عليه قبة (٤).
قالوا : وأوصى أن يكفن في بعض أثيابه ، ويصلى عليه بموضع الجنائز ، فصلى عليه عبدالله بن محمد من ذرية عبد الله بن عباس ، وهو يومئذ والي المدينة المشرفة ، ودفن بالبقيع ، وكان يوم مات ابن خمس وثمانين سنة (٥) ، وقيل : سبعين سنة (٦) ،
__________________
(١) مواهب الجليل ١ / ٣٩ ؛ انظر : كتاب الثقات ٧ / ٤٥٩ ؛ تهذيب الكمال ٢٧ / ١١٩ ؛ تاج العروس ٧ / ١٨٢ ؛ معجم المؤلفين ٨ / ١٦٨.
(٢) وفي نسخة : عباد.
(٣) فهرست ابن النديم / ٢٥١ ؛ انظر : المعارف لابن قتيبة / ٤٩٨ ؛ معجم رجال الحديث ١٥ / ١٦٦.
(٤) طرائف المقال ١ / ٥٦٧.
(٥) المنتخب من ذيل المذيل / ١٤٤ ؛ البداية والنهاية ١٠ / ١٨٧ ؛ تهذيب الكمال ٢٧ / ١١٩.
(٦) البداية والنهاية ١٠ / ١٨٧ ذكره عن الواقدي.
وقبره مشهور (١) ، وعليه قبة ، ونزل في قبره جماعة من الأكابر (٢).
وفي حاشية إعانة الطالبين : وتوفى سنة تسع وسبعين ومائة ، ودفن بالبقيع ، وقبره مشهور (٣).
١٠٠ ـ مالك بن سنان
هو مالك بن سنان ، والد أبي سعيد الخدري ، ذكره الصالحي الشامي (٤).
١٠١ ـ محمد بن أحمد المعروف بألفا هاشم
قال الزركلي : فقيه مالكي ، ولد عام ١٢٨٣ من الهجرة ببلدة حوار من بلاد فلاتة في الصحراء الكبرى بإفريقية ، وتعلم بها ، ولما غزا الفرنسيون بلاده سنة ١٣٢٠ ه توجه إلى الحجاز ، فحج سنة ١٣٢٢ ه ، واستقر في المدينة ، يلقي في مسجدها دروساً في الفقه والحديث والتفسير ، إلى أن توفي (عام ١٣٤٩ ه) ودفن في البقيع ، له مؤلفات حملت إلى مصر بعد وفاته لطبعها ، وجهل مصيرها (٥).
١٠٢ ـ محمد بن بدر الدين المنشي
قال الزركلي : محمد بن بدر الدين الرومي الآقحصاري الحنفي ، الملقب بمحيى الدين ، الشهير بالمنشي ، مفسر ، له معرفة بالأدب ، من أهل آق حصار ، من أعمال
__________________
(١) قال الذهبي في سير أعلام النبلاء ٨ / ١٣٢ : وقبره مشهور يزار ، رحمهالله.
(٢) المدونة الكبرى ٦ / ٤٦٩.
(٣) حاشية إعانة الطالبين ١ / ٢٤.
(٤) سبل الهدى والرشاد ١٢ / ٤٠١.
(٥) الاعلام ٦ / ٢٢.
صاروخان ، بمغنيسا ، تولى مشيخة الحرم النبوي سنة ٩٨٢ ، وسكن المدينة ، وتوفي بها ، ودفن في البقيع ، له : «تنزيل التنزيل في تفسير القرآن الكريم» (١).
١٠٣ ـ محمد بن عبد الله بن الحسن المثنى
كان قتل محمد بن عبد الله المحض يوم الاثنين لأربع عشرة خلت من شهر رمضان (٢) سنة ١٤٥ ، ودفن بالبقيع ، وانه خرج غضباً لله ، وبعث عيسى برأسه إلى المنصور ، واللعين بعث الرأس إلى أبيه عبد الله المحض وسائر أقاربه في الحبس ، ولما رأى عبد الله رأس ولده قال : يرحمك الله ، لقد قتلوك صواماً قواماً .. (٣).
وقال ابن كثير : وبعث عيسى بن موسى بالبشارة إلى المنصور مع القاسم بن الحسن ، وبالرأس مع ابن أبي الكرام ، وأمر بدفن الجثة فدفن بالبقيع ، وأمر بأصحابه الذين قتلوا معه فصلبوا صفين ظاهر المدينة ثلاثة أيام ، ثمّ طرحوا على مقبرة اليهود! (٤).
وقال ابن خلدون : وصلب محمد وأصحابه ما بين ثنية الوداع والمدينة ، واستأذنت زينب أخته في دفنه بالبقيع (٥).
ويقال : إن الإمامين مالكاً وأبا حنيفة كانا يريان امامة النفس الزكية أصح من امامة المنصور ، وعرف المنصور ذلك عنهما فآذاهما ، ضرب مالكاً على الفتيا في طلاق المكره ، وحبس أبا حنيفة على القضاء (٦).
__________________
(١) الأعلام ٦ / ٥١.
(٢) قال ابن خلدون : وكان قتل محمد وأصحابه منتصف رمضان. كذا في تاريخ ابن خلدون ٣ / ١٩٣.
(٣) شجرة الطوبى ١ / ١٦٣ ؛ وانظر : الاعلام ٦ / ٢٢٠.
(٤) البداية والنهاية ١٠ / ٩٦.
(٥) تاريخ ابن خلدون ٣ / ١٩٣.
(٦) الاعلام ٦ / ٢٢٠.
وعن ابن الأثير في تاريخه ، في حوادث سنة ١٤٥ أنه لما قتل عيسى بن موسى ابن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس محمد بن عبد الله بن الحسن المثنى ، أخذ أصحاب محمد فصلبهم ، فبقوا ثلاثاً ، ثمّ أمر بهم عيسى فألقوا على مقابر اليهود ، ثمّ ألقوا بعد ذلك في خندق في أصل ذباب ، فأرسلت زينب بنت عبد الله أخت محمد وابنة فاطمة إلى عيسى : انكم قد قتلتموه ، وقضيتم حاجتكم منه ، فلو أذنتم لنا في دفنه ، فأذن لها ، فدفن بالبقيع (١).
وروى الطبري : لما أصبح محمد في مصرعه أرسلت أخته زينب بنت عبد الله وابنته فاطمة إلى عيسى انكم قد قتلتم هذا الرجل ، وقضيتم منه حاجتكم ، فلو أذنتم لنا فواريناه ، فأرسل إليهما : أما ما ذكرتما يا بنتي عمل مما نيل منه (٢) فوالله ما أمرت ولا علمت! فوارياه راشدتين ، فبعثت إليه فاحتمل ، فقيل : إنه حشى في مقطع عنقه عديله قطناً ، ودفن بالبقيع ، وكان قبره وجاه زقاق دار علي بن أبي طالب شارعاً على الطريق أو قريباً من ذلك (٣).
هذا ، ولكن الصالحي الشامي يصرح بدفنه بخارج البقيع عند جبل سلع ، حيث قال : ويختم الزائر إذا رجع بمشهد اسماعيل بن جعفر الصادق ، لأنه صار داخل سور المدينة ، ومشاهد البقيع كلها خارج السور ، ويذهب إلى زيارة مالك ابن سنان والد أبي سعيد الخدري ، ومشهد النفس الزكية ، فانهما ليسا بالبقيع ، وهو السيدالشريف محمدبن عبدالله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب ـ رضي الله تعالى عنهم ـ قتل أيام أبي جعفر المنصور ، وهذا المشهد في جبل سلع (٤).
__________________
(١) أعيان الشيعة ٧ / ١٣٣.
(٢) جاء في مقاتل الطالبيين / ١٨٥ : أما ما ذكرتما يا ابنتي عمي أني نلت منه ...
(٣) تاريخ الأمم والملوك (الطبري) ٦ / ٢٢٢.
(٤) سبل الهدى والرشاد ١٢ / ٤٠١.
وذكر الشيخ محمد هاشم الخراساني أن مرقده في مسجد كبير على طرف شرق جبل سلع بالمدينة (١).
وقال لنا صديقنا المحقق حسين محمد علي شكري المدني : إنا كنا نزور مشهد النفس الزكية عند الجبل ونحن صغار ، حتى قاموا بهدمه ونقله منه إلى البقيع.
وقال الشيخ عبد العزيز المدني : وأنا شاهدت هذا القبر (٢) ومسجده الذي كان فيه قبل هدمه وطمس معالمه (٣).
ولعل طلب أخته زينب من عيسى دفن الجسد بالبقيع أوجب الوهم بدفنه بالبقيع من بادىء الأمر ، والله العالم.
١٠٤ ـ محمد بن علي بن أبي طالب
المعروف بابن الحنفية ، والحنفية أمه (٤) ، كنيته أبوالقاسم ، ويقال : أبو عبدالله (٥) ، ولد سنة ٢٦ لثلاث سنين بقيت من خلافة عمر (٦) ، وشهد يوم الجمل (٧) ، وهو من الطبقة الأولى من التابعين (٨) ، ولم يوفق للحضور مع أخيه الحسين عليهالسلام بكربلاء ، خلع المختار بن أبي عبيدة عبد الله بن الزبير ، ودعا إلى محمد ابن الحنفية (٩) ، توفي
__________________
(١) منتخب التواريخ / ١٠٥.
(٢) أي مشهد قبر ذي النفس الزكية في الجزء الشرقي لسفح جبل سلع.
(٣) التاريخ الأمين / ٤٠٩.
(٤) كتاب الثقات ٥ / ٣٤٧.
(٥) كتاب الثقات ٥ / ٣٤٧.
(٦) مشاهير علماء الأمصار / ١٠٣.
(٧) كتاب الثقات ٥ / ٣٤٧.
(٨) أعيان الشيعة ٩ / ٤٣٥.
(٩) سر السلسلة العلوية / ٨٠.
برضوى (١) في المحرم (٢) سنة ٨١ (٣) (وهي سنة الجحاف ، سيل أصاب أهل مكة جحف الحاج (٤)) وهو ابن خمس وستين (٥) لا يستكملها (٦) ، وصلى عليه أبان بن عثمان بإذن ابنه أبي هاشم (٧) ، ودفن بالبقيع (٨) ، وقال بإمامته الكيسانية (٩).
١٠٥ ـ محمد بن علي بن أبي منصور
هو جمال الدين محمد بن علي بن أبي منصور ، توفي ٥٥٩ ، ودفن بالموصل ، ثمّ حمل إلى مكة ، وطيف به حول الكعبة ، وكان بعد أن صعدوا به ليلة الوقفة إلى جبل عرفات ، وكانوا يطوفون به كلّ يوم مراراً مدة مقامهم بمكة ، ثمّ حمل إلى المدينة المنورة ، ودفن بها في رباط بناه في شرقي مسجد النبي صلىاللهعليهوآله (١٠) ، وقيل : دفن بالبقيع (١١).
١٠٦ ـ محمد بن سعد الله الحراني الدمشقي
قال عمر رضا كحالة : فقيه مشارك في علوم ، توفي في ذي الحجة في سنّ
__________________
(١) مشاهير علماء الأمصار / ١٠٣ ؛ تهذيب الكمال ٢٦ / ١٥٢ ؛ اسعاف المبطأ برجال الموطأ / ٩٥.
(٢) الطبقات الكبرى ٥ / ١١٦.
(٣) تاريخ مدينة دمشق ٥٤ / ٣٥٨.
(٤) الطبقات الكبرى ٥ / ١١٦ ؛ تاريخ مدينة دمشق ٥٤ / ٣٥٨.
(٥) تاريخ مدينة دمشق ٥٤ / ٣٥٨.
(٦) الطبقات الكبرى ٥ / ١١٦.
(٧) أعيان الشيعة ٩ / ٤٣٥.
(٨) تاريخ مدينة دمشق ٥٤ / ٣٥٨ ؛ تهذيب الكمال ٢٦ / ١٥٢ ؛ سير أعلام النبلاء ٤ / ١٢٨ ؛ اسعاف المبطا برجال الموطأ / ٩٥.
(٩) انظر : الطبقات الكبرى ٥ / ١١٥ ـ ١١٦ ؛ كتاب الثقات ٥ / ٣٤٧ ؛ مشاهير علماء الأمصار / ١٠٣ ؛ سر السلسلة العلوية / ٨٠ ؛ تاج العروس ٦ / ٧٨.
(١٠) الغدير ٥ / ٨١.
(١١) تاريخ ابن خلكان. كذا في هامش الغدير ٥ / ٨١.
الكهولة بوادي بني سالم ، في رجوعه من الحج ، وحمل إلى المدينة ، ودفن بالبقيع ، من آثاره مصنف في الفقه سماه : «الكفاية» (١).
١٠٧ ـ محمد بن سفيان القيرواني المالكي
قال عمر رضا كحالة في شأنه : مقريء فقيه ، تفقه على أبي الحسن القابسي ، ورحل فأخذ عن ابن غلبون وغيره ، وتوفي بالمدينة في أول صفر (سنة ٤١٥ ه (٢)) ، ودفن بالبقيع ، ومن آثاره : «الهادي في القراءات السبع» (٣).
١٠٨ ـ محمد بن سليمان الكردي
قال يوسف اليان سركيس : الشيخ محمد بن سليمان الكردي المدني الشافعي ، ولد بدمشق ، وحمل إلى المدينة الشريفة وهو ابن سنة ، ونشأ بها ، وأخذ عن أفاضلها ، وتولى بالمدينة افتاء السادة الشافعية .. مات بالمدينة ، ودفن بجوار قبة العباس في البقيع : بالقرب من قبة آل البيت النبوي (٤).
١٠٩ ـ محمد بن محمد بن علي ، ابن الشماع
قال عمر رضا كحالة : محمد بن محمد بن علي بن أحمد .. المجاهدي الأيوبي الحموي ثمّ الحلبي الشافعي ، ويعرف بابن الشماع ، شمس الدين ، فقيه أصولي متكلم صوفي ناثر ناظم ، ولد في مستهلّ سنة ٧٩١ ه بحماة ، وانتقل إلى مصر ،
__________________
(١) معجم المؤلفين ١٠ / ٢٣.
(٢) الأعلام ٦ / ١٤٦.
(٣) معجم المؤلفين ١٠ / ٤١ ؛ الأعلام ٦ / ١٤٦.
(٤) معجم المطبوعات العربية ٢ / ١٥٥٥.
وحضر دروس البلقيني ، وأخذ عن البيجوري والولي العراقي والعز ابن جماعة ، ولازم البساطي ، وصحب ابن البقال ، وقد حج غير مرة ، وجاور بمكة ، ودخل الهند ، ورابط ببعض الثغور ، وتوفي بالمدينة في ٢٠ ذي القعدة سنة ٨٦٣ ه ، ودفن بالبقيع (١).
١١٠ ـ محمد بن مسلمة بن سلمة
قال ابن حبان : محمد بن مسلمة بن سلمة بن حريش الأنصاري ، قاتل كعب ابن الأشرف ، شهد بدراً ، ثمّ ضرب فسطاطه بالربذة ، واعتزل في شهر صفر في ولاية معاوية بالمدينة ، وهو ابن سبع وسبعين سنة ، وصلى عليه مروان بن الحكم ، ودفن بالبقيع ، وكان أصلع طوالاً ، وكانت كنيته أبو عبد الله (٢).
١١١ ـ محمد تقي الطالقاني
كان السيد محمد تقي الطالقاني (٣) (آل أحمد) من أفاضل علماء الإمامية ، ولد في سنة ١٣٢٥ ه ، وكان من تلامذة آية الله العظمى السيد أبوالحسن الاصفهاني ، وأصبح مندوباً لآية الله العظمى السيد حسين الطباطبائي البروجردي بالمدينة المنورة ، توفي بها في ١٤ شعبان المعظم سنة ١٣٧٦ ه ، ودفن بالبقيع (٤).
١١٢ ـ محمد رضا البهبهاني الحائري
قال الشيخ محمد الرازي : السيد محمد رضا البهبهاني الحائري من علماء
__________________
(١) معجم المؤلفين ١١ / ٢٤٣.
(٢) كتاب الثقات ٣ / ٣٦٢.
(٣) هو أخ جلال آل أحمد ، الكاتب الايراني الشهير.
(٤) گنجينه دانشمندان ٧ / ٦٦.
طهران ، توفي سنة ١٣٩١ ه في سفره إلى بيت الله الحرام ، ودفن بالبقيع (١).
١١٣ ـ محمد عابد السندي
قال عمر رضا كحالة : محمد عابد بن أحمد بن محمد مراد بن يعقوب الأنصاري ، الخزرجي ، السندي ، ثمّ المدني ، الحنفي ، النقشبندي ، حافظ فقيه ، عالم بالعربية ، ولد في السند ، ونشأ بها ، وقرأ على علمائها ، ثمّ هاجر إلى بلاد العرب مع أهله .. ، ودخل صنعاء .. ، ثمّ ذهب إلى مصر .. ، ورجع إلى الحجاز ، وولاه محمد علي رئاسة العلماء بالمدينة ، وتوفي بها في ١٨ من ربيع الأول ١٢٧٥ ه ، ودفن بالبقيع (٢).
١١٤ ـ معاذ بن عمرو بن الجموح
روى الحاكم النيسابوري عن خليفة بن خياط قال : ومعاذ بن عمرو بن الجموح أصابته نكبة يوم بدر ، فبقي عليلاً إلى عهد عثمان ، ثمّ توفي بالمدينة سنة أربع عشرة ، وصلى عليه عثمان بن عفان ، ودفن بالبقيع (٣).
١١٥ ـ مغيرة بن عبد الرحمن المخزومي
ذكر ابن سعد عن محمد بن عمر : خرج المغيرة بن عبد الرحمن إلى الشام غير مرة غازياً ، وكان في جيش مسلمة الذين احتبسوا بأرض الروم ، حتى أقفلهم عمر ابن عبد العزيز ، وذهبت عينه ، ثمّ رجع إلى المدينة ، فمات بالمدينة ، وأوصى أن
__________________
(١) گنجينه دانشمندان ٧ / ٦٦.
(٢) معجم المؤلفين ١٠ / ١١٣.
(٣) المستدرك على الصحيحين ٣ / ٤٢٥.