ولما هاجر الناس آخى رسول الله صلىاللهعليهوآله بينه وبين زيد بن أبي حارثة (١) ، مات في شعبان (٢) في خلافة عمر بن الخطاب سنة عشرين ، وصلى عليه عمر بن الخطاب ، ودفن بالبقيع (٣) ، قالوا : وحمله عمر بين أعواد السرير حتى وضعه بالبقيع ، وصلى عليه (٤).
٢٤ ـ أم سلمة زوجة رسول الله صلىاللهعليهوآله
قال المباركفوري : أم سلمة بفتح السين وكسر اللام ، واسمها هند بنت أبي أمية ، واسم أبي أمية سهيل ، ويقال له : زاد الراكب ، كانت عند أبي سلمة بن عبد الأسد ، فهاجر بها إلى أرض الحبشة الهجرتين ، فولدت له هناك زينب ، وولدت له بعد ذلك سلمة وعمر ودرة ، ومات أبو سلمة في جمادي الأخرى سنة ٤ أربع من الهجرة ، فتزوج رسول الله صلىاللهعليهوآله أم سلمة في ليال بقين من شوال سنة أربع ، وتوفيت سنة ٥٩ تسع وخمسين .. قال أبو نعيم : وصلى عليها سعيد بن زيد (٥) ، وهو غلط (٦) ، والصحيح أبو هريرة ، وقبرت بالبقيع ، وهي ابنة أربع وثمانين سنة ، كذا في
__________________
(١) البداية والنهاية ٧ / ١١٦.
(٢) الطبقات الكبرى ٣ / ٦٠٦ ؛ كتاب الثقات ٢ / ٢٢٣.
(٣) مشاهير علماء الأمصار / ٣٣ ؛ انظر : الطبقات الكبرى ٣ / ٦٠٦ ؛ المعجم الكبير ١ / ٢٠٣ ؛ كتاب الثقات ٢ / ٢٢٣ و ٣ / ٦ ؛ تاريخ مدينة دمشق ٩ / ٨٢ ، ٩٥ ، ٩٦ ، ٩٧ ؛ أسد الغابة ١ / ٩٣ ؛ معرفة الثقات ١ / ١٦ ؛ الأنساب ١ / ١٧٢ ؛ المستدرك على الصحيحين ٣ / ٢٨٧ ؛ مجمع الزوائد ٩ / ٣١٠ ؛ البداية والنهاية ٧ / ١١٦ ؛ سير أعلام النبلاء ١ / ٣٤٣ ؛ نصب الراية ٢ / ٣٤٠ ؛ تحفة الأحوذي ١٠ / ٢٠١.
(٤) المعجم الكبير ١ / ٢٠٣ ؛ مجمع الزوائد ٩ / ٣١٠ ؛ نصب الراية ٢ / ٣٤٠ ؛ أعيان الشيعة ٣ / ٤٤٥ ؛ موسوعة طبقات الفقهاء ١ / ٤٩.
(٥) انظر : الجامع لأحكام القرآن ١٤ / ١٦٥ ، وهو المختار.
(٦) بل هو الصحيح.
تلقيح فهوم أهل الأثر في عيون التاريخ والسير للحافظ ابن الجوزي (١).
روت رضوان الله عليها ٣٢٨ حديثاً ، وعاشت ٨٤ سنة ، ودفنت بالبقيع (٢).
قال محمد بن حبيب البغدادي : ماتت رضياللهعنها في سنة إحدى وستين ، وصلى عليها أبو هريرة ، وكان الوالي الوليد بن عتبة بن أبي سفيان ، ودفنها بالبقيع (٣).
أقول : وهو المعول في تاريخ وفاتها ، وذلك لتضافر الأخبار الواردة في قضايا مقتل الإمام الحسين عليهالسلام ، حيث إنها وقفت مواقف مشهودة ومؤثرة بعد استشهاد الإمام الحسين عليهالسلام سنة ٦١ من الهجرة (٤) ، وقالوا : إنها توفيت سنة ٦٢ (٥) ، وما قيل من صلاة أبي هريرة عليها فغير صحيح ، لانه مات سنة ٥٩ (٦) ، أي قبل وفاتها بسنتين ، كما مرّ.
٢٥ ـ أم عثمان بن عفان
روى محمد بن سعد عن عبد الله بن حنظلة بن الراهب ، قال : شهدنا أم عثمان ابن عفان يوم ماتت ، فدفناها بالبقيع ، فرجع وقد صلى الناس في المسجد ، فصلى عثمان وحده في المسجد ، وصليت إلى جانبه ، قال : فسمعته وهو ساجد يقول : اللهمّ ارحم أمي ، أو اللهمّ اغفر لأمي ، وذلك في خلافته (٧).
__________________
(١) تحفة الأحوذي ١ / ٣٠٠ ؛ وانظر : الطبقات الكبرى ٨ / ٩٦ ؛ المحبّر / ٨٥ ؛ شرح مسند أبي حنيفة / ٢٠٣ ؛ الجامع لأحكام القرآن ١٤ / ١٦٥ ؛ مستدرك سفينة البحار ٥ / ١٣٩.
(٢) مستدرك سفينة البحار ٥ / ١٣٩ ؛ انظر : أسد الغابة ٥ / ٥٦٠ ، سير أعلام النبلاء ٢ / ٢٠٩.
(٣) المحبّر / ٨٥.
(٤) راجع كتابنا : الأيام الشامية من عمر النهضة الحسينية / ٤٠١ ـ ٤١٤.
(٥) الجامع لأحكام القرآن ١٤ / ١٦٥.
(٦) انظر : سبل السلام ١ / ١٤.
(٧) الطبقات الكبرى ٨ / ٢٢٩ ؛ الإصابة ٨ / ٩.
٢٦ ـ أم كلثوم بنت رسول الله صلىاللهعليهوآله
قال السيد محمد بن علوي المالكي :
ثمّ تزوج (١) بعدها (٢) أختها وهي أم كلثوم ، وماتت عنده أيضاً ، وقبرها في البقيع معلوم (٣).
أقول : وفيه :
١. وقع الخلاف في أن زواجه من رقية هل كان بعد وفاة أم كلثوم (٤) ، أم قبلها (٥) ، والمروي : أنّ عثمان بن عفان تزوج أم كلثوم ولم يدخل بها حتى هلكت ، وزوجه رسول الله صلىاللهعليهوآله مكانها رقية (٦) ، وتحقيقه في محله.
٢. الذي يراه بعض أهل السير والتحقيق أنها وأختها رقية وكذلك زينب كُنّ ربائب رسول الله صلىاللهعليهوآله ، وأمّهن هالة أخت خديجة ، أصبحن يتامى قبل زواج خديجة ، وكنّ في بيتها ، ثمّ نقلن إلى بيت رسول الله صلىاللهعليهوآله بعد زواجها من رسول الله صلىاللهعليهوآله (٧) ، وذكرنا تفصيل ذلك في بحث : «مشاهد مشاهير البقيع» (٨) ، فراجع.
__________________
(١) أي عثمان بن عفان.
(٢) أي رقية.
(٣) البشرى في مناقب خديجة الكبرى / ٣٤.
(٤) انظر : قرب الاسناد / ٩ ح ٢٩ ؛ الخصال / ٤٠٤.
(٥) انظر : المعجم الكبير ٢٢ / ٤٣٦ ؛ الطبقات الكبرى ٨ / ٢١٦ ؛ المحبّر / ٨٥ ؛ اسد الغابة ٥ / ٤٥٦ ؛ تاج المواليد / ٩ ؛ اعلام الورى ١ / ٢٧٦.
(٦) قرب الاسناد / ٩ ؛ الخصال / ٤٠٤ ح ١١٥.
(٧) انظر : الاستغاثة / ٦٨ ؛ التعجب / ٣٦ ؛ المناقب ١ / ١٣٨ ؛ بحار الانوار ٢٢ / ١٩١ ؛ كشف الغطاء ١ / ٥ ؛ الصحيح من سيرة النبي الأعظم صلىاللهعليهوآله ٢ / ١٢٥.
(٨) انظر : صفحة ١٣٤.
٢٧ ـ أم كلثوم بنت علي
قال ابن عساكر بموتها في المدينة ودفنها في البقيع (١).
أقول : ذكرها عند ذكر زيد بن عمر ، والتحقيق : أنّ أصل تزويج أم كلثوم بنت علي من عمر هو موضع خلاف ، قال الشيخ المفيد : إنّ الخبر الوارد بتزويج أمير المؤمنين عليهالسلام ابنته من عمر غير ثابت ، وطريقه من الزبير بن بكّار ، ولم يكن موثوقاً به في النقل ، وكان متّهماً في ما يذكره من بغضه لأمير المؤمنين عليهالسلام ، وغير مأمون في ما يدّعيه على بني هاشم (٢).
٢٨ ـ أيمن أمين الدين
قال ابن كثير : الشيخ الصالح العابد الناسك أيمن أمين الدين أيمن بن محمد ، وكان يذكر أنّ اسمه محمد بن محمد إلى سبعة عشر نفساً كلهم اسمه محمد ، وقد جاور بالمدينة مدة سنين ، إلى أن توفى ليلة الخميس ثامن ربيع الأول ، ودفن بالبقيع ، وصلّي عليه بدمشق صلاة الغائب (٣).
٢٩ ـ بعض شهداء أحد
روي عن الواقدي ـ في قضية غزوة أحد ـ : ثمّ إن الناس أو عامتهم حملوا قتلاهم إلى المدينة ، فدفن بالبقيع منهم عدة ، عند دار زيد بن ثابت ، ودفن بعضهم ببني سلمة .. (٤).
__________________
(١) تاريخ مدينة دمشق ٢ / ٣٠٩ ؛ انظر : أعيان الشيعة ١ / ٣٢٧.
(٢) تزويج علي بنته من عمر ، الشيخ المفيد / ١٣.
(٣) البداية والنهاية ١٤ / ١٩٥.
(٤) شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ١٥ / ٣٩.
وأراد بعض المسلمين أن يدفن رسول الله صلىاللهعليهوآله بالبقيع عند شهداء أحد (١).
وروى ابن عساكر عن اسحاق بن إبراهيم م ، ٢ ، قال : بلغني أنّ الحسين بن علي أتى مقابر الشهداء بالبقيع ، فطاف بها .. (٢).
أقول : لعل المراد من البقيع هو بقيع الخيل لا بقيع الغرقد ، لأنّ عامة شهداء أحد دفنوا هناك ، ذكر الحموي عن النصر : بقيع الخيل موضع بالمدينة عند دار زيد ابن ثابت ، دفن به عامة قتلى أحد ، قال نصر : وأظنه بقيع الغرقد (٣).
ومن المحتمل أن يقال : إن المقصود من مقابر الشهداء بالبقيع هو قبور بعض شهداء أحد المدفونين ببقيع الغرقد.
٣٠ ـ الحسن بن الحسن بن علي بن أبي الطالب (الحسن المثنى)
كان جليلاً رئيساً فاضلاً ورعاً ، يلي صدقات أمير المؤمنين عليهالسلام في وقته ، وحضر مع عمه الحسين صلوات الله عليه يوم الطف ونصره ، ووقع عليه جراحات ، فانتزعه أسماء بن خارجة وبه رمق .. ويقال : انه أسر وكان به جراح قد شفي منه ، .. قبض الحسن المثنى وله خمس وثلاثون سنة (٤) ، وتوفي سنة تسع وتسعين ، وقيل سبع وتسعين (٥) ، ودفن بالبقيع (٦).
وروى ابن عساكر قال : لما مات الحسن بن الحسن بن علي اعتكفت فاطمة
__________________
(١) شرح نهج البلاغة ١٠ / ١٨٤.
(٢) تاريخ مدينة دمشق ١٤ / ١٨٦ ؛ البداية والنهاية ٨ / ٢٢٨ ؛ جواهر المطالب ٢ / ٣١.
(٣) معجم البلدان ٢ / ٤١٣ ؛ انظر : القاموس المحيط ٣ / ٦ ، مجمع الزوائد ٤ / ١٥٨ و ٩ / ٢٦٨ ، مراصد الاطلاع ١ / ١٢٣ ؛ معجم معالم الحجاز ١ / ٢٤٣ ؛ الدرالثمين في معالم دار الرسول الأمين / ٢٢٩.
(٤) مستدركات علم الرجال ٢ / ٣٦٥ ، رقم ٣٤٣٩.
(٥) سير أعلام النبلاء ٥ / ٤٠١.
(٦) منتخب التواريخ / ١٠٣.
بنت حسين بن علي على قبره سنة ، وكانت امرأته ، ضربت على قبره فسطاطاً ، فكانت فيه ، فلما مضت السنة قلعوا الفسطاط ودخلت المدينة ، فسمعوا صوتاً من جانب البقيع : هل وجدوا ما فقدوا؟ فسمعوا صوتاً من الجانب الآخر : بل يئسوا فانقلبوا (١).
أقول : فيه تأمل ، رواه ابن عساكر بسنده عن ابن خالد بن سلمة القرشي ، وهو مجهول.
٣١ ـ حسن السبزواري
السيد ميرزا حسن بن اسماعيل بن عبد الغفور السبزواري ، ولد في سبزوار سنة ١٢٥٥ ، وقتل بيد عرب حرب بين مكة والمدينة ، وهو متوجه لزيارة المدينة المنورة ، ليلة ٤ من المحرم سنة ١٣٣٢ ، ونقل إلى البقيع ، فدفن هناك (٢) ، ذكره صاحب شهداء الفضيلة واصفاً له بأنه علم من أعلام الدين ، وعبقري من عباقرة الأمة ، حاز علماً جما ، وورعاً موصوفاً ، وزهادة مأثورة عن سلفه الأطهار ، (٣) .. ، له صدقات جارية ينتفع بها أهل سبزوار ، هاجر إلى النجف الأشرف لطلب العلم ، وأقام فيها عشرين عاماً ، وقرأ فيها مدة قليلة على الشيخ مرتضى الأنصاري ، وأكثر قراءته على السيد حسين الكوه كمري المعروف بالترك وغيره (٤).
__________________
(١) تاريخ مدينة دمشق ٧٠ / ١٩ ؛ ونحوه في كتاب الهواتف / ٩٢ ، وفيه : الحسين بن الحسين بن علي ، وهو تصحيف.
(٢) أعيان الشيعة ٥ / ٢٢.
(٣) شهداء الفضيلة ، الشيخ عبد الحسين الأميني / ٣٧٢.
(٤) انظر : أعيان الشيعة ٥ / ٢٢.
٣٢ ـ حسن الصالحي البرغاني
الشيخ حسن بن ملا محمد صالح البرغاني ، توفي سنة ١٢٨١ ، ودفن قرب قبور آل البيت عليهمالسلام بالبقيع (١).
٣٣ ـ الحسين بن علي بن الحسين
قال الشيخ الطوسي : الحسين بن علي بن الحسين ، عمّ أبي عبد الله عليهالسلام ، تابعي مدني ، مات سنة سبع وخمسين ومائة ، دفن بالبقيع ، يكنى أبا عبد الله ، وله أربع وسبعون سنة (٢).
قال الشيخ المفيد : انه كان فاضلاً ورعاً ، روى حديثاً كثيراً عن أبيه علي بن الحسين ، وعمته فاطمة بنت الحسين ، وأخيه أبي جعفر عليهالسلام (٣).
وقال أبو نصر البخاري : وأبو عبد الله الحسين بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهالسلام ، أمه أم ولد تدعى سعادة (٤) .. توفي الحسين الأصغر سنة سبع وخمسين ومائة ، وله سبع وخمسون سنة ، ودفن بالبقيع ، وإنّما قيل له : الحسين الأصغر ؛ لأنّ له أخاً أكبر منه ، يسمى الحسين بن علي ، لم يعقب (٥).
وعن عمدة الطالب : توفي سنة سبغ وخمسين ومائة ، وله سبع وخمسون سنة ، ودفن بالبقيع ، وعقبه عالم كثير بالحجاز والعراق والشام وبلاد العجم والمغرب (٦).
__________________
(١) دائرة معارف تشيع ٣ / ٣٨٥.
(٢) رجال الطوسي / ١٨٢ ؛ انظر : نقد الرجال ٢ / ١٠٦ ؛ جامع الرواة ، الأردبيلي ١ / ٢٤٨ ؛ طرائف المقال ، السيد علي أصغر الجابلقي البروجردي ٢ / ١٥ ؛ معجم رجال الحديث ٧ / ٤٦ ؛ تهذيب المقال ٢ / ٤٢٦.
(٣) جامع الرواة ١ / ٢٤٨ ؛ طرائف المقال ٢ / ١٥.
(٤) ساعدة / خ ل.
(٥) سر السلسلة العلوية / ٦٩.
(٦) تهذيب المقال ٢ / ٤٢٦.
وقال السيد الأمين : أبو عبد الله الحسين الأصغر بن الإمام زين العابدين علي ابن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهالسلام ، توفي سنة ١٥٧ ، وقيل ١٥٩ ، وقيل ١٥٨ ، وله ٥٧ سنة ، أو ٧٦ ، ودفن بالبقيع ، أمه أم ولد اسمها ساعدة أو سعادة ، ولقب بالأصغر تمييزاً له عن أخيه الحسين الأكبر الذي مات عقيماً (١).
وقال السيد الخوئي : ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب السجاد عليهالسلام ، وقال : ابنه روى عن أبيه ، وعده في أصحاب الباقر عليهالسلام قائلاً : تابعي أخوه ، وفي أصحاب الصادق عليهالسلام قائلاً : تابعي أخوه ، وفي أصحاب الصادق عليهالسلام قائلاً : عمّ أبي عبد الله عليهالسلام ، تابعي مدني ، مات سنة ١٥٧ ، ودفن بالبقيع .. (٢).
٣٤ ـ ٣٥ حسين بن علي الحسيني المدني ، ابن شدقم وزوجته
قال الحرّ العاملي : السيد حسين بن علي بن الحسن بن علي بن شدقم الحسيني المدني ، فاضل عالم جليل محدث شاعر أديب ، له كتاب الجواهر النظامية من حديث خير البرية ، ألّفه لأجل نظام شاه سلطان حيدر آباد ، يروي عن الشيخ حسين بن عبد الصمد العاملي ، وعن الشيخ العلامة نعمة الله بن أحمد ابن خاتون العاملي ، جميعاً عن الشهيد الثاني (٣).
ولد بالمدينة المنورة سنة ٩٤٢ ، وبها نشأ ، ورحل إلى الهند ، وتوفي بالدكن من بلادها في ١٤ صفر سنة ٩٩٩ عن ٥٧ سنة ، ودفن هناك ، ثمّ نقله ولده الأصغر حسين بوصية منه إلى المدينة المنورة ، فدفنه بالبقيع (٤).
__________________
(١) أعيان الشيعة ٦ / ١١١.
(٢) معجم رجال الحديث ٧ / ٤٦.
(٣) أمل الآمل ، الحر العاملي ٢ / ٧٠.
(٤) انظر : أعيان الشيعة ٥ / ١٧٥ ؛ معجم المؤلفين ٣ / ٢٥١.
ونقل أنه قبر مع زوجته في البقيع (١).
٣٦ ـ حسين البهبهاني
قال السيد الأمين : السيد حسين بن إبراهيم بن حسين المعروف بسياه پوش الحسيني الموسوي البهبهاني نزيل كربلاء ، ولد في بهبهان سنة ١٣٠٠ ، وقتل سنة ١٣٠٠ آئباً من الحج ، في موضع يسمى بئر الدرويش ، على مرحلة من المدينة المنورة ، .. ضربه بعض اللصوص من الأعراب على رأسه ، فقضى عليه ، ونقل إلى المدينة المنورة ، ودفن بجوار أئمة البقيع (٢).
وقال عمر رضا كحالة : حسين البهبهاني (١٢١٥ ـ ١٣٠٠ ه) ، حسين بن إبراهيم بن حسين بن زين العابدين .. الحسيني الموسوي البهبهاني ، نزيل كربلاء ، فقيه ، أصولي ، ولد ببهبهان ونشأ بها ، ونزل كربلاء ، فدرس وأخذ عنه جماعة من الفضلاء ، وقتل ببئر درويش على مرحلة من المدينة ، فنقل إليها ودفن بالبقيع ، له تصانيف في الفقه والأصول ، تلفت في واقعة حمزة بك ، في آخر العهد التركي (٣).
ونقل عن كتاب شهداء الفضيلة : أنه كان أحد أئمة كربلاء الموثوق بهم ، ومبرزي علمائها .. حضر درس الشيخ الأنصاري (٤).
٣٧ ـ حفصة بنت عمر زوجة رسول الله صلىاللهعليهوآله
قال العسكري : حفصة ابنة الخليفة عمر بن الخطاب ، وأمها زينب بنت
__________________
(١) أعيان الشيعة ٥ / ١٧٦.
(٢) أعيان الشيعة ٥ / ٤١٣.
(٣) معجم المؤلفين ٣ / ٣٠٦.
(٤) أعيان الشيعة ٥ / ٤١٣.
مظعون ، ولدت قبل مبعث النبي بخمس سنوات ، وتزوجها خنيس بن حذافة ، وهاجرت معه إلى المدينة ، فمات عنها بعد رجوع النبي من غزوة بدر ، ثمّ تزوجها النبي صلىاللهعليهوآله ، وتوفيت في شعبان سنة خمس وأربعين في خلافة معاوية ، وصلى عليها مروان ، ودفنت بالبقيع (١).
وروى ابن سعد عن مولاة لآل عمر قالت : رأيت نعشاً على سرير حفصة ، وصلى عليها مروان في موضع الجنائز ، وتبعها مروان إلى البقيع ، وجلس حتى فرغ من دفنها (٢).
٣٨ ـ جعفر بن الحسن البرزنجي
قال المحدث القمي : جعفر بن الحسن بن عبد الكريم الشافعي ، مفتي السادة الشافعية بالمدينة المنورة ، كان إماماً وخطيباً ومدرساً بالمسجد النبوي ، له مؤلفات ، أحدها مولد النبي صلىاللهعليهوآله المعروف بمولد البرزنجي ، وجالية الكدر بأسماء أصحاب سيد الملائك والبشر ، وهي منظومة جمع فيها أسماء أهل بدر وأحد ، توفي سنة ١١٧٧ ، ودفن بالبقيع (٣).
٣٩ ـ جواد الإصفهاني
كان من الأجواد المبالغين في الإنفاق ، أبقى آثاراً منها : أنه أجرى الماء إلى عرفات من مكان بعيد ، وبنى سور المدينة .. ، قبض عليه قطب الدين مودود بن أتابك سنة ٥٥٨ ه ، بعد أن ولي الأمر ، وسجنه في قلعة الموصل ، إلى أن توفي
__________________
(١) أحاديث أم المؤمنين عائشة ١ / ٦١.
(٢) الطبقات الكبرى ٨ / ٨٦.
(٣) الكنى والألقاب ٢ / ٧٧ ؛ وانظر : الذريعة ٥ / ٢١ و ٢٢.
سجيناً ، ونقل إلى المدينة ، فدفن في رباط كان قد بناه لنفسه في البقيع (١).
٤٠ ـ ٤١ جوبان وولده
قال ابن كثير : يوم الجمعة آخر شهر ربيع الآخر ، أنزل الأمير جوبان وولده من قلعة المدينة النبوية وهما ميتان مصبران في توابيتهما ، فصلى عليهما بالمسجد النبوي ، ثمّ دفنا بالبقيع عن مرسوم السلطان ، وكان مراد جوبان أن يدفن في مدرسته ، فلم يمكن من ذلك (٢).
وذكر السيد الأمين عن بعض التواريخ الفارسية المخطوطة أن جوبان كان متصفاً بمحامد الأخلاق ومحاسن الأوصاف ، وعمّر عمارات في طريق مصر والشام وبادية مكة المعظمة ، وعمل خيرات كثيرة ، وأجرى الماء في مكة المعظمة ، وعمل من الخيرات ما لم يعمله غيره ، وكان قتله في هراة سنة ٧٣٨ ، ودفن في البقيع (٣).
٤٢ ـ خنيس بن حذافة
روى ابن سعد عن عبد الله بن أبي بكر قال : لما هاجر خنيس بن حذافة من مكة إلى المدينة نزل على رفاعة بن عبد المنذر ، قالوا : وآخى رسول الله صلىاللهعليهوآله بين خنيس بن حذافة وأبي عبس بن جبر ، وشهد خنيس بدراً ، ومات على رأس خمسة وعشرين شهراً من مهاجر النبي صلىاللهعليهوآله إلى المدينة ، وصلى عليه رسول الله صلىاللهعليهوآله ، ودفنه بالبقيع إلى جانب قبر عثمان بن مظعون (٤).
__________________
(١) انظر : الأعلام ٦ / ٢٧٨.
(٢) البداية والنهاية ١٤ / ١٦٤ ؛ انظر : تاريخ ابن خلدون ٥ / ٤٣٥.
(٣) أعيان الشيعة ٢ / ٣٥٦.
(٤) الطبقات الكبرى ٣ / ٣٩٢.
٤٣ ـ داود بن عبد الله بن موسى الجون بن عبد الله بن الحسن
قال علي بن محمد العلوي : ولد عبد الله بن موسى الجون بن عبد الله بن الحسن ابن الحسن عليهالسلام ، قال ابن أخي طاهر الحسيني والسماكي النسابة العمري وغيرهما : كان عبد الله يكنى أبا محمد ، ويعرف بالبصري ، وأمه طليحة ، وله شعر ، وروى الحديث ، خرج على وجهه إلى البادية ومات بها ، له من البنات : فاطمة وعاتكة وأم سلمة ، ومن الرجال : داود بن عبد الله ، مات في الحبس ، ودفن بالبقيع (١).
٤٤ ـ رافع بن خديج
روى عبد الرزاق بسنده عن سالم : أنّ ابن عمر قال يوم وضعت جنازة رافع ابن خديج ببقيع الغرقد ، يريدون أن يصلوا عليها بعد الصبح ، قبل أن تطلع الشمس ، فصاح بالناس ابن عمر ألا تتقون الله! .. (٢).
٤٥ ـ رقية بنت رسول الله
وقع الكلام في كونها بنت رسول الله صلىاللهعليهوآله ، أم ربيبته ، والظاهر الثاني كما مرّ ، هي أحدى زوجات عثمان بن عفان.
روى ابن سعد (٣) وابن عساكر (٤) وابن أبي الحديد (٥) وابن كثير (٦) دفنها بالبقيع.
__________________
(١) المجدي في أنساب الطالبيين / ٤٩.
(٢) المصنف ٣ / ٥٢٣.
(٣) الطبقات الكبرى ٢ / ١٩.
(٤) تاريخ مدينة دمشق ٣٩ / ٢٥٨.
(٥) شرح نهج البلاغة ١٤ / ١٨٥.
(٦) السيرة النبوية ٢ / ٤٧١.
٤٦ ـ رقية بنت عمر
روى ابن عساكر عن الزبير : لما ماتت رقية بنت عمر بن الخطاب عند إبراهيم ابن نعيم بن عبد الله ، فدفنت بالبقيع .. (١).
٤٧ ـ ريحانة بنت زيد زوجة رسول الله صلىاللهعليهوآله
قال القرطبي : ريحانة بنت زيد بن عمرو بن خنافة من بني النضير ، سباها رسول الله صلىاللهعليهوآله وأعتقها ، وتزوجها في سنة ست ، وماتت مرجعه من حجة الوداع ، فدفنها بالبقيع (٢).
٤٨ ـ زمرد خاتون
قال الزركلي : زمرد خاتون ، صفوة الملوك ، بنت الأمير جاولي ، حازمة عالمة دمشقية ، هي أخت الملك دقاق صاحب دمشق ، لأمه ، وزوجة تاج الملوك بوري وأم ولديه إسماعيل (شمس الملوك) ومحمود ، روت الحديث ، واستنسخت الكتب ، وحفظت القرآن ، وبنت بدمشق المدرسة الخاتونية البرانية ، وهي الآن من الدوارس ، ورأت ولدها شمس الملوك إسماعيل قد تمادى في غيه وكثر فساده وتواطأ مع الفرنج على بلاد المسلمين ، فأمرت غلمانها أن يقتلوه ، فقتلوه سنة ٥٢٩ ه ، وأجلست أخاه شهاب الدين أبا القاسم محمود بن بوري مكانه ، ثمّ قتل هذا سنة ٥٣٣ ه وتقلبت بها الأحوال ، فتوجهت إلى بغداد ، ثمّ إلى مكة ،
__________________
(١) تاريخ مدينة دمشق ٧٠ / ٢٥١.
(٢) الجامع لأحكام القرآن ١٤ / ١٦٦ ؛ انظر : الطبقات الكبرى ٨ / ١٣٠ ؛ المنتخب من ذيل المذيل / ٨٩ ؛ تاريخ مدينة دمشق ٣ / ٢٤٠ ؛ الإصابة ٨ / ١٤٦ ؛ السيرة النبوية ٤ / ٦٠٥ و ٦٠٦ ؛ البداية والنهاية ٥ / ٣٢٧ و ٣٢٨ ؛ الصحيح من سيرة النبي الأعظم صلىاللهعليهوآله ١١ / ٢٢٠.
وجاورت بالمدينة ، وقل ما بيدها ، فكانت تغربل القمح والشعير ، وتطحن ، وتتقوت بأجرة ذلك ، إلى أن توفيت سنة ٥٥٧ ه ، ودفنت بالبقيع (١).
٤٩ ـ زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب
توفي زيد بالبطحاء ، على ستة أميال من المدينة ، سنة ١٢٠ ه ، وحمل إلى البقيع ، وكان قد ولي الصدقات في زمن الوليد بن عبد الملك (٢).
روى ابن سعد عن عبد الله بن أبي عبيدة ، قال : ردفت أبي يوم مات زيد بن حسن ، ومات ببطحاء ابن أزهر على أميال من المدينة ، فحمل إلى المدينة ، فلما أوفينا على رأس الثنية بين المنارتين طلع بزيد بن حسن في قبة على بعير ميتاً ، وعبد الله بن حسن بن حسن يمشي أمامه ، قد حزم وسطه بردائه ، ليس على ظهره شيء ، فقال لي أبي : يا بني! أنزل ، فأمسك بالركاب ، فوالله لئن ركبت وعبد الله يمشي لا تبلني عنده بالة أبداً ، فركبت الحمار ، ونزل أبي يمشي ، فما زال يمشي حتى أدخل بزيد داره ببني حديلة ، فغسل ، ثمّ أخرج به على السرير إلى البقيع (٣).
٥٠ ـ زيد بن عمر
ذكر ابن عساكر موته بالمدينة ودفنه بالبقيع (٤).
٥١ ـ زينب بنت أبي سلمة
روى ابن سعد والبيهقي وابن عساكر عن محمد بن أبي حرملة : ان زينب بنت
__________________
(١) الأعلام ٣ / ٤٩ ؛ انظر : البداية والنهاية ١٢ / ٣٠٦.
(٢) سر السلسلة العلوية / ٢١.
(٣) الطبقات الكبرى ٥ / ٣١٨ ؛ تاريخ مدينة دمشق ١٩ / ٣٨١.
(٤) تاريخ مدينة دمشق ٢ / ٣٠٩.
أم سلمة توفيت وطارق أمير المدينة ، فأتى بجنازتها بعد صلاة الصبح ، فوضعت بالبقيع .. (١).
٥٢ ـ زينب بنت جحش زوجة رسول الله صلىاللهعليهوآله
جاء في حديث مسلم عن عائشة : أنّ بعض أزواج النبي صلىاللهعليهوآله قلن له : أيّنا أسرع بك لحوقاً؟ قال : أسرعكنّ لحوقاً بي أطولكنّ يداً ، فكان أسرعهنّ لحوقاً به زينب بنت جحش .. توفيت سنة عشرين ، وفيها فتحت مصر ، وقيل : إحدى وعشرين ، وقد بلغت ثلاثاً وخمسين سنة ، ودفنت بالبقيع (٢).
روى ابن سعد عن ابن كعب : أنّ زينب أوصت أن لا تتبع بنار ، وحفر لها بالبقيع عند دار عقيل ، في ما بين دار عقيل ودار ابن الحنفية ، ونقل اللبن من السمينة ، فوضع عند القبر ، وكان يوماً صائفاً (٣).
وروى أن عمر أمر بفسطاط ، فضرب بالبقيع على قبرها ، لشدة الحرّ يومئذ ، فكان أول فسطاط ضرب على قبر بالبقيع (٤).
وروي أنها قالت : اللهم لا يدركني عطاء لعمر بن الخطاب بعد هذا ، فماتت ، وصلى عليها عمر بن الخطاب ، ودخل قبرها أسامة بن زيد ، ومحمد بن عبد الله بن جحش ، وعبد الله بن أبي أحمد بن جحش ، قيل : هي أول امرأة صنع لها النعش ،
__________________
(١) الطبقات الكبرى ٨ / ٤٦١ ؛ السنن الكبرى ٢ / ٤٦٠ و ٤ / ٣٢ ؛ تاريخ مدينة دمشق ٢٤ / ٤٣٣.
(٢) حاشية إعانة الطالبين ٣ / ٣١٣ ؛ انظر : الطبقات الكبرى ٨ / ١٠٩ و ١١٣ ؛ المستدرك على الصحيحين ٤ / ٢٤ ؛ أسد الغابة ٥ / ٤٦٥ ؛ عون المعبود ٨ / ٣٣٨ ؛ البداية والنهاية ٤ / ١٦٩ و ٧ / ١١٩ ؛ السيرة النبوية ٣ / ٢٨٤.
(٣) الطبقات الكبرى ٨ / ١٠٩.
(٤) الطبقات الكبرى ٨ / ١١٣ ؛ انظر : المستدرك على الصحيحين ٤ / ٢٤.
ودفنت بالبقيع (١).
٥٣ ـ زينب بنت خزيمة زوجة رسول الله صلىاللهعليهوآله
جاء في عيون الأثر : زينب بنت خزيمة بن الحارث بن عبد الله بن عمرو بن عبد مناف بن هلال .. كانت تدعى أم المساكين ، لرأفتها بهم ، كانت عند الطفيل بن الحارث ، فطلقها فتزوجها أخوه عبيدة ، فقتل يوم بدر شهيداً .. فخلف عليها رسول الله صلىاللهعليهوآله في شهر رمضان على رأس أحد وثلاثين شهراً من الهجرة ، ومكثت عنده ثمانية أشهر ، وتوفيت في آخر شهر ربيع الآخر على رأس تسعة وثلاثين شهراً من الهجرة ، وصلى عليها رسول الله صلىاللهعليهوآله ، ودفنها بالبقيع ، وقد بلغت ثلاثين سنة أو نحوها (٢).
وفي الطبقات عن محمد بن قدامة عن أبيه قالا : خطب رسول الله صلىاللهعليهوآله زينب بنت خزيمة الهلالية أم المساكين ، فجعلت أمرها إليه ، فتزوجها رسول الله صلىاللهعليهوآله وأشهد وأصدقها اثنتي عشرة أوقية ونشّاً (٣) .. (٤).
وعن البلاذري : أقامت عند النبي صلىاللهعليهوآله ثمانية أشهر ، تزوجها في شهر رمضان سنة ثلاث ، وماتت في آخر ربيع الأول سنة أربع ، ودفنها في البقيع (٥).
__________________
(١) أسد الغابة ٥ / ٤٦٥ ؛ البداية والنهاية ٧ / ١١٩ ؛ السيرة النبوية ٣ / ٢٨٤ ؛ عون المعبود ٨ / ٣٣٨.
(٢) عيون الأثر ٢ / ٣٨٥ ؛ انظر : الطبقات الكبرى ٨ / ١١٥ ؛ المنتخب من ذيل المذيل / ٨٩ ؛ تاريخ مدينة دمشق ٣ / ٢٠٦ ؛ الجامع لأحكام القرآن ١٤ / ١٦٦ ؛ سبل الهدى والرشاد ١١ / ٢٠٦ ؛ الصحيح من سيرة النبي الأعظم صلىاللهعليهوآله ٧ / ٦١.
(٣) نصف الأوقية ، قيل : يطلق على النصف من كلّ شيء ، كذا في النهاية لابن الأثير ، مادة (نشش).
(٤) الطبقات الكبرى ٨ / ١١٥ ؛ تاريخ مدينة دمشق ٣ / ٢٠٦.
(٥) الصحيح من سيرة النبي الأعظم صلىاللهعليهوآله ٧ / ٦١.
٥٤ ـ زينب بنت رسول الله صلىاللهعليهوآله
قال السيد محمد بن علوي المالكي الحسني : هي أكبر بنات رسول الله صلىاللهعليهوآله ، وقد ولدت قبل بعثته ، وتزوجها أبو العاص بن الربيع ، وكان اسلامها وهجرتها قبل اسلامه وهجرته ، وتوفيت في أول عام ثمانية من هجرة المصطفى ، ودفنت في جنة البقيع ، وقبرها هناك لا يخفى (١).
٥٥ ـ سالم بن عبد الله بن عمر
روى الطبري عن عبد الحكيم بن عبد الله بن أبي فروة قال : مات سالم بن عبدالله سنة ١٠٥ ، في عقب ذي الحجة ، فصلى عليه هشام بن عبد الملك بالبقيع (٢).
٥٦ ـ سعد بن أبي وقاص
هو سعد بن مالك بن وهيب ، قيل : إنه أسلم قديماً وهو ابن سبع عشرة سنة ، كان سابع سبعة سبقوا إلى الإسلام (٣) ، شهد المشاهد مع النبي صلىاللهعليهوآله ، وهو أول من رمى بسهم في الإسلام (٤) ، وهو الذي افتتح القادسية ونزل الكوفة وخطها خططاً لقبائل العرب ، وابتنى بها داراً ، ووليها لعمر بن الخطاب وعثمان بن عفان ، ثمّ عزل عنها ووليها بعده الوليد بن عقبة (٥) ، عينه عمر في الستة أصحاب الشورى ، مات في
__________________
(١) البشرى في مناقب خديجة الكبرى / ٣٣.
(٢) تاريخ الأمم والملوك (الطبري) ٥ / ٣٧٩ ؛ انظر : تاريخ مدينة دمشق ٢٠ / ٧٢ (وفيه أنه مات سنة ١٠٨ أو ١٠٦).
(٣) أحاديث أم المؤمنين عائشة ١ / ١٠٢.
(٤) أحاديث أم المؤمنين عائشة ١ / ١٠٢.
(٥) الطبقات الكبرى ٦ / ١٢.
قصره بالعقيق قريباً من المدينة ، فحمل على رقاب الرجال إلى المدينة ، وصلى عليه مروان بن الحكم وهو يومئذ والي المدينة (١) ، ودفن بالبقيع سنة خمس وخمسين أيام معاوية (٢) ، وله سبع وسبعون سنة (٣) ، قال ابن كثير : وقد جاوز الثمانين على الصحيح (٤).
أقول : هو والد اللعين عمر بن سعد ، قاتل سبط رسول الله ، سيد الشهداء الإمام الحسين بن علي عليهالسلام.
٥٧ ـ سعد بن زرارة
قالوا : إنه كان من المنافقين ، روى البيهقي ما يدل على عذاب قبره ، فانه ذكر عن عن عبد الله بن حنطب : أنه بلغه أنّ رسول الله صلىاللهعليهوآله مرّ يسير على بغلة له بيضاء في المقابر ببقيع الغرقد ، فحادت به بغلته حيدة ، فوثب إليها الرجال من المسلمين ليأخذوا بلجامها ، فقال لهم رسول الله صلىاللهعليهوآله : دعوها ، فإنها سمعت عذاب سعد بن زرارة يعذب في قبره ، وكان رجلاً منافقاً (٥).
٥٨ ـ سعد بن معاذ
روى ابن سعد : كان سعد بن معاذ رجلاً أبيض طوالاً جميلاً حسن الوجه
__________________
(١) الطبقات الكبرى ٦ / ١٢ ؛ تهذيب الكمال ١٠ / ٣١٣ ؛ البداية والنهاية ٨ / ٨٤ ؛ سبل الهدى والرشاد ١١ / ٣١٦.
(٢) تاريخ اليعقوبي ٢ / ٢٣٧.
(٣) تحفة الأحوذي ٦ / ٣٥ ؛ شرح مسند أبي حنيفة / ٨١ ؛ انظر : الطبقات الكبرى ٦ / ١٢ ؛ تاريخ اليعقوبي ٢ / ٢٣٧ ؛ تهذيب التهذيب ٣ / ٤٢٠ ؛ تهذيب الكمال ١٠ / ٣١٣ ؛ تذكرة الحفاظ ١ / ٢٣ ؛ البداية والنهاية ٨ / ٨٤ ؛ اسعاف المبطأ برجال الموطأ ، جلال الدين السيوطي / ٤٠ ؛ سبل الهدى والرشاد ١١ / ٣١٦ ؛ أحاديث أم المؤمنين عائشة ١ / ١٠٢.
(٤) البداية والنهاية ٨ / ٨٤.
(٥) اثبات عذاب القبر / ٥٧.
أعين حسن اللحية ، فرمي يوم الخندق سنة خمس من الهجرة ، فمات من رميته تلك ، وهو يومئذ ابن سبع وثلاثين سنة ، فصلى عليه رسول الله صلىاللهعليهوآله ودفن بالبقيع (١).
وروى عن عبد الرحمن بن جابر عن أبيه قال : لما انتهوا إلى قبر سعد نزل فيه أربعة نفر : الحارث بن أوس بن معاذ ، وأسيد بن الحضير ، وأبو نائلة سلكان بن سلامة ، وسلمة بن سلامة بن وقش ، ورسول الله صلىاللهعليهوآله واقف على قدميه ، فلما وضع في قبره تغيّر وجه رسول الله صلىاللهعليهوآله وسبّح ثلاثاً فسبّح المسلمون ثلاثاً ، حتّى ارتجّ البقيع ، ثمّ كبّر رسول الله صلىاللهعليهوآله ثلاثاً وكبّر أصحابه ثلاثاً حتّى حتى ارتج البقيع بتكبيره ، فسئل رسول الله صلىاللهعليهوآله عن ذلك ، فقيل : يا رسول الله ، رأينا بوجهك تغيراً ، وسبحت ثلاثاً؟ قال : تضايق على صاحبكم قبره ، وضمّ ضمة لو نجا منها أحد لنجا سعد منها ، ثمّ فرّج الله عنه (٢).
روي أنّ سبب ذلك كان سوء خلقه مع أهله في بيته (٣) ، رحمنا الله من ضغطة القبر.
وروى ابن سعد عن أبي سعيد قال : كنت أنا ممن حفر لسعد قبره بالبقيع ، فكان يفوح علينا من المسك كلما حفرنا قترة من تراب ، حتى انتهينا إلى اللحد (٤).
وروى عن محمد بن شرحبيل بن حسنة : انّ رجلاً أخذ قبضة من تراب قبر سعد يوم دفن ، ففتحها بعد فإذا هي مسك (٥).
__________________
(١) الطبقات الكبرى ٣ / ٤٣٣ ؛ سير أعلام النبلاء ١ / ٢٩٠.
(٢) الطبقات الكبرى ٣ / ٤٣٢ ؛ سير أعلام النبلاء ١ / ٢٩٠ ؛ انظر : شرح كتاب السير الكبير ١ / ٩ ؛ الصحيح من سيرة النبي الأعظم صلىاللهعليهوآله ١١ / ٢٦٦.
(٣) انظر : مستدرك سفينة البحار ٣ / ١٩٠ و ٦ / ٤٧١ ؛ ميزان الحكمة ١ / ٨٠٧.
(٤) الطبقات الكبرى ٣ / ٤٣١ ؛ سير أعلام النبلاء ١ / ٢٨٩ و ٢٩٥ ؛ سبل الهدى والرشاد ١٠ / ٣٧٩.
(٥) الطبقات الكبرى ٣ / ٤٣١.
وعن أبي سعيد الخدري قال : فطلع علينا رسول الله صلىاللهعليهوآله وقد فرغنا من حفرته ، ووضعنا اللبن والماء عند القبر ، وحفرنا له عند دار عقيل اليوم ، وطلع رسول الله صلىاللهعليهوآله علينا ، فوضعه عند قبره ، ثمّ صلى عليه .. (١).
وفي نص : دفن إلى أس دار عقيل بن أبي طالب (٢).
٥٩ ـ سعيد بن أبي سعيد المقبري
قال الذهبي : أبو سعد سعيد بن أبي سعيد كيسان الليثي مولاهم المدني .. حديثه في الكتب الستة ، ويقال له المقبري لأنه كان يسكن بجوار مقبرة البقيع ، توفي سنة ١٢ ه (٣).
٦٠ ـ سعيد بن زيد
قيل انه شهد المشاهد كلها مع النبي صلىاللهعليهوآله غير بدر ، فانه كان مع طلحة يطلبان خبر عير قريش ، وضرب له النبي صلىاللهعليهوآله بسهم ، وكانت فاطمة أخت عمر تحته ، وبسببها كان إسلام عمر ، مات بالعقيق ، فحمل إلى المدينة ، ودفن بالبقيع سنة إحدى وخمسين ، وله بضع وسبعون سنة (٤).
٦١ ـ سعيد بن العاص
جاء في تاريخ مدينة دمشق : مات سعيد بن العاص بن أمية في قصره بالعرصة
__________________
(١) الطبقات الكبرى ٣ / ٤٣١.
(٢) الصحيح من سيرة النبي الأعظم صلىاللهعليهوآله ١١ / ٢٦٥.
(٣) سير أعلام النبلاء ٥ / ٢١٦ ؛ انظر : سؤالات أبي بكر البرقاني / ٧٧.
(٤) شرح مسند أبي حنيفة / ٢٤٧.