الشديدَ فإِنّكَ قوي عليه ، وأصلُ هذا أنّ رجلا قال لراعية له وكانت تَرعَى في السُّهولة وتَترك الحُزونة ، قال : وأَطِرِّي :
خُذي طُرَرَ الوادي وهي نواحيه ، فإِنّكِ ناعلَة ، فإِن عليك نَعلَين.
وقال أبو سعيد : أطرِّي ، أي : خُذِي أطرَارَ الإبل أي : نواحيها ، يقول : حُوطيها من قواصيها ، واحفَظيها من جميع نواحيها يقال : طرِّي وأَطِرِّي ، ونحو ذلك روى ابن هانىء عن الأخفش.
وقال ابن السكّيت في قولهم : أطرِّي فإنك ناعِلة ، أي : أدلِّي فإنّ عليكَ نَعْلَين.
ثعلب عن ابن الأعرابيّ : طُرَّ الرجلُ : إذا طُرِدَ.
قال : والطُّرَّي : الأتان المطرودة.
والطُّرَّى : الحمارُ النشيط.
قال : ويقال : طَرّ شارِبُه ، بعضهم يقول : طُرَّ ، والأولى أفصح.
أبو عُبيد عن الكسائي : طَرَّ النبات يَطُرّ طُرورا : إذا نبت ، وكذلك الشارِب ، وكذلك شعر الوحْشي إذا أنسَلَه ثم نبت.
وقال الليث : فتًى طارٌّ : إذا طَرَّ شاربه.
وقال أبو عُبيدة : طررتُ الحديدةَ أطرَّها طُرُرا : إذا أَحدَدتها.
وقال الليث : سِنانٌ مَطْرور وطَرِير : محدَّد ، ورجلٌ طريرٌ : ذو طرَّةٍ وهيئةٍ حسنة.
وقال ابن شميل : رجل جميلٌ طرِيرٌ ، وما أطرَّه ، أي : ما أجملَه.
وما كان طريرا ، ولقد طرَّ.
ويقال : رأيتُ شيخا طريرا جميلا. وقومٌ طرارٌ بيِّنُو الطَّرارة.
وقال المتلمِّس :
ويُعجِبُك الطَّرِيرُ فتَبْتَليه |
فيُخلِفُ ظنك الرجلُ الطَّرير |
أي : الحسن.
وقال الليث : الطُّرَّة : الثوب ، وهي شبه عَلَمين يُخاطان بجانبي البُرْد على حاشيته.
والطُّرَّة : طُرة الجارية ، وذلك أن يُقطع لها من مقدَّم ناصيتها ، كالطُّرة تحت التاج.
وقال : والطُّرُور : طُرّة تُتَّخذ من رامِكٍ.
وقال الأعرابيّ : الطَّرِير السهم الحسن القُذَذ.
قال : والطَّرَّة : الإلقاحُ من ضَرْبة واحدة.
وقال الكسائي : طَرّت يده تطرّ ، وترّت تَتُرّ.
قال : وأطرَّها القاطع وأترَّها.
وفي حديث الاستسقاء : ونشأتْ طرَيْرةٌ من السحاب ، وهي تصغير طُرّة ، وهي قطعةٌ منها تبدُو من الأُفق مستطيلة.
ويقال : طَرَّرَت الجارية تطريرا : اتخذت لنفسها طُرّة.
ويقال : رأيتُ طرّة بني فلان : إذا نظرت إلى حِلَّتهم من بعيد : إذا آنست بيوتهم.
وقال الفرّاء وغيره : يقال للطبق الذي
يُؤكل عليه الطعام : الطِّرِّيان ، بوزن الصِّلِّيان ؛ وهو فِعْلِيان من الطَّرّ.
وقال ابن الأعرابي : يقال للرجل طُرْطُرْ : إذا أمرته بالمجاورة لبيت الله الحرام ، والدوام على ذلك.
قال : والطُّرْطورُ : الوغْد الضعيف من الرجال والجميع الطَّراطير ، وأنشد :
قد عَلمتْ يَشْكُرُ مَن غُلامُها |
إذا الطَّراطيرُ اقشعرَّ هامُها |
وقال غيره : الطَّرّ : القطع ، ومنه قيل للذي يقطع الهمايين : طَرّار.
أبو عبيد عن الأصمعي : الطُّرّتان من الحمار الوحشيّ : مَخَطُّ الجنبين.
وقال أبو ذؤيبٍ يصف راميا رَمْى عَيْرا وأُتُنا :
فَرَمَى فأنفذَ مِن نحوص عائطٍ |
سهما فأنفَذَ طُرَّتيه المِنزَعُ |
وقال أبو زيد : المِطرة والمَطَرة : العادة ، بتشديد الراء.
وقال الفراء : هي المطرة مخففة الراء.
وفي «نوادر الأعراب» : رأيت بني فلان بطِرٍّ : إذا رأيتهم بأجمعهم.
قلت : ومنه قولهم : جاء القومُ طُرّا ، أي : جميعا.
قال المبرد : قال يونس : الطُّر اسم للجماعة اسمٌ.
قال : وقولهم : جاءني القوم طُرّا ، نصب على الحال. ويقال : طَرَرْت القوم ، أي : مررت بهم جميعا.
وقال غيره : طرٌّ : أقيم مقام الفاعل وهو مَصدر ، كقولك : جاءني القومُ جميعا.
وقد قال بعضهم : طُرّا ، أي : طرأ يطرأ ، أي : أقبَل كأنه فِعْل منه. والقول ما قال يونس.
وقال الفراء : يقال : أطرّ الله يدَ فلان وأطنَّها ، فطرَّت وطَنّت ، أي : سقطت.
وأطْرارُ البلد : نواحيه ، الواحدة طُرّة ، وطرة كلِّ شيء : ناحيتُه.
باب الطاء واللام
[ط ل]
طل ـ لط : [مستعملات].
طل : قال الليث : الطَّلُ : المطرُ الصغارُ القطر الدائم وهو أرسخُ المطر ندًى. ويقال :
طلّت الأرضُ ، ويقال : رحُبتْ بلادُك وطلّتْ.
أبو عبيد : الأصمعي : أخفُّ المطر وأضعفُه : الطّلُ ، ثم الرذاذ ، ثُم البغْشُ.
وقد طُلّت السماء.
وقال الكسائي : أرض مَطْلُولة من الطَّلّ.
وقال الليث : الإطلالُ : الإشراف على الشيء. وطَللُ السفينة : جِلالها ، والجميع الأطلال.
وطللُ الدار : يقال : إنه موضعه من صَحْنها يُهيّأُ لمجلس أهلها.
وقال أبو الدُّقَيش : كأن يكون بفناء كلِّ بيت دُكّان عليه المأكل والمشرب ، فذلك الطَّلل.
أبو عبيد عن الأصمعي : الطلل : ما شَخَصَ من الدِّيار ، والرَّسمُ ما كان لاصقا بالأرض.
سلمة عن الفرّاء : الطُّلّة : الشَّرْبة من اللبن. والطَّلَّة : النعمة. والطَّلَّة : الخمرة السلسلة. والطَّلّة : الحُصر.
ثعلب عن ابن الأعرابي : الطليل : الحصير. قال : والمطلل : الضباب.
ورُوي عن عمرو عن أبيه أنه قال : الطليلة : البُورِياءُ.
وقال الأصمعي : الباري لا غير.
وقال أبو زيد : للنّدى الذي تخرجه عروقُ الشجر إلى غُصونها : طَلٌ ، ويقال : رأيت نساءً يتطالَلْنَ من السطوح ، أي : يتشوفْن.
ويقال : حيّا الله طُلَلَك وأطلالك ، أي : ما شخص من جسدك.
وخمرةٌ طلّة ، أي : لذيذة.
وحديثٌ طلّ ، أي : حَسَن.
ويقال : ما بالناقة طَلّ ، أي : ما بها لبن.
ويقال : فرسٌ حَسن الطّلالة : وهو ما ارتفَعَ من خَلْقه.
أبو العَمَيثل : تطاللْتُ للشيء ، وتطاوَلْتُ له بمعنًى واحد.
وقال أبو عمرو : التَّطالُ : الاطَّلاع من فوق المكان ، أو من السِّتر.
أبو عبيد عن الأصمعي : طَلَّة الرجل : امرأتُه ، وكذلك ختنه : قال : وقال أبو زيد : طُلَ دَمُه وطَلَّه اللهُ.
قال : ولا يقال طَلّ ، ولكن يقال أُطِلّ.
وقال الكسائيّ : طَلَ الدمُ نفسُه.
وفي الحديث : أنّ رجلا عَضَّ يدَ رجل فانتَزَع يدَه مِن فيه فسقطتْ ثَناياه فطَلَّها، أي : أهدَرها وأَبْطَلها.
شمر عن خالد بن جَنْبة : طَلَ بنو فلانٍ فلانا حَقَّه يَطُلُّونه : إذا مَنَعوه إياه وحَبَسوه منه.
وقال غيره : طَلَّه حقه ، أي : مَطَله ، ومنه قولُ يحيى بن يَعمَر لزوْج المرأةِ التي حاكمتْه إليه طالبةً مَهَرها : أنشَأتَ تَطُلُّها : وتَضْهَلُها. تطلُّها ، أي : تمْطُلُها.
عمرو عن أبيه : الطِّلّ : الحية. والطُّلَّى : الشَّرْبةُ من اللَّبن.
وقال ابن الأعرابي : هو الطَّلّ ـ بالفتح ـ للحيّة ، ويقال : أطَلّ فلانٌ على فلانٍ بالأذَى : إذا دام على إيذائه. قال : والطُلْطُل : المَرَض الدائم.
أبو عُبيد عن الأصمعي : يقال : رماه اللهُ بالطُّلاطِلة ، وهو الداءُ العُضال الذي لا يُقدَر له على حِيلة ، ولا يَعرِف المُعالج موضعَه.
قال : والطُّلَاطلة : من أسماء الداهية.
وقال ابن الأعرابي : الطّلطلُ : الداهية.
وقال أبو حاتم : رماه الله بالطُّلاطلة ،
وهي الذِّبْحة التي تُعْجِله.
قال : وسمعتُ الأصمعيّ يقول : الطّلاطلة : هي اللحمة السائلةُ على طَرَف المسْتَرَط.
ويقال : وقعتْ طلاطِلَته ، يعني لَهَاتَه : إذا سَقطتْ.
لط : أبو عبيد : لطَطْتُ الشيء أَلُطّه لَطّا ، أي : سَتَرْته وأَخفَيْتُه ؛ وأَنشد :
ولقد ساءَها البياضُ فلَطَّتْ |
بحجابٍ من دُوننا مَصْدوف |
واللّطّ في الخبر : أن تكتُمه وتُظْهَر غيرَه ، وهو من السّتر أيضا ، ومنه قولُ الشاعر :
وإذا أَتاني سائل لَم أعْتَلِلْ |
لألُطَّ مِنْ دُونِ السَّوامِ حِجابِي |
وقال الليث : لطّ فلانٌ الحَقّ بالباطل ، أي : سَتَره ، والناقةُ تَلِطُّ بذَنبِها : إذا ألزَقَتْه بفَرْجِها وأدخَلَتْه بين فَخذَيها ، وقَدِم على النبي صلىاللهعليهوسلم أعشَى بني مازِن فَشكَا إليه حَليلَته ، وأنشده :
إليكَ أَشْكو ذِرْيَةً مِنَ الذِّرَبْ |
أَخْلَفت العَهْدَ ولَطّتْ بالذَّنَبْ |
أراد أنها منعت موضعَ حاجته منها كما تَلِطّ الناقة فرجَها بذَنبها إذا امتنعتْ على الفحل أن يضْرِبها.
ثعلب عن ابن الأعرابيّ : لَطَّ الغَريمُ وأَلَطّ : إذا مَنع الحَقّ ، وفلانٌ مُلِطٌّ ، ولا يقال : لاطٌّ.
وفي الحديث : «لا تُلْطِط في الزَّكاة»، أي : لا تَمنَعْها.
وقال أبو سعيد : إذا اختَصَم رجلان فكان لأحدِهما رَفِيد يَرفِده ويَشُدّ على يدِه فذلك المُعين هو المُلِطّ ، والخَصْم هو اللّاطّ.
ورَوَى بعضُهم قولَ يحيى بن يَعْمَر : أنشَأْتَ تَلُطُّها ، أي : تَمنَعُها حَقَّها من المَهْرَ.
وقال أبو عُبَيد : قال الأصمعيّ : اللِّطْلِط : العَجوزُ الكبيرة.
وقال أبو عمرو : هي من النُّوق المُسِنَّة التي قد أُكِلَت أَسنانُها.
وقال الليث : المِلْطاط : حَرْفٌ من الجَبَل في أعلاه. ومِلْطاطُ البعيرِ : حَرفٌ في وَسَط رأسه.
وقال غيره : المِلْطاط : طريق على ساحل البحر.
وقال رؤبة :
نَحنُ جَمعْنا الناسَ بالمِلْطاطِ |
في وَرطَةٍ وأَيُّما إيراطِ |
وقال ابن دُرَيد : مِلْطاط الرأس : جُمْلَته.
سَلَمة عن الفراء : يقال لصُوَيْج الخَبّاز : المِلْطاط والمِرْقاق.
ثعلب عن ابن الأعرابيّ : اللَّط : السَّتْر.
واللُّط : القلادة من حَبّ الحَنْظَل.
وأَنشد :
إلى أميرٍ بالعراقِ تَطِّ |
وَجْهِ عَجوز جُلِيَتْ في لَطِّ |
|
تَضحك عن مِثل الذي تُغَطِّي |
أراد أنها بَخْراءُ الفَمِ.
وقال أبو زيد : يقال : هذا لِطاط الجَبَل ، وثلاثة أَلِطّة ، وهو طريق في عُرض الجَبَل. قال : والقِطاطُ حافَةُ أَعْلَى الكَهْف ، وهي ثلاثَةُ أقِطّة.
باب الطاء والنون
[ط ن]
طن ـ نط ـ [مستعملة].
طن : قال الليث : الطُّنّ : ضَرْبٌ من التَّمر.
والطُّنُ : الحُزْمةُ من القَصَب ، والطَّنِين : صوتُ الأُذُن ، والطَّسْتِ ونحوه : وطنَ الذُّباب : إذا مَرَج فسمِعتَ لطَيَرانه صوتا.
قال : والإطْنانُ : سُرعةُ القَطْع ، يقال : ضربتُه بالسيف فأَطْنَنْتُ به ذِراعَه ، وقد طَنّتْ تَحْكِي بذلك صوتَها حين سَقطَتْ.
وقال غيرُه : ضَرَب رِجلَه فأَطنَ ساقَه وأطرَّها ، وأَتَنَّها ، وأَترّها ، بمعنًى واحد.
أبو عُبيد عن أبي زيد : طَنَ الإنسان إذا مات ، وكذلك لَعِق إصبَعَه.
ثعلب عن ابن الأعرابيّ : يقال لبَدَن الإنسان وغيرِه من سائر الحيوان : طُنٌ وأَطْنَانٌ وطِنان (١) وطنان ، ومنه قولُهم : فلان لا يَقوم بطُنّ نَفْسِه ، فكيف بغيرِه.
أبو الهيثم : الطُّنّ : العِلاوَة بين العِدْلَين ، وأَنشَد :
بَرَّح بالصِّينيِّ طُولُ المَنِ |
وسَيْرُ كلِّ راكب أَدَنِ |
|
معترِضٍ مِثلِ اعتراضِ الطُّنّ |
وقال ابن الأعرابي : الطُّنِّيّ من الرجال : العظيمُ الجسم.
شمر عن ابن السَّمَيْدع : رَجلٌ ذو طَنْطانٍ ، أي : ذو صَخَب ، وأَنشَد :
إِنَّ شَرِيَبْيك ذَوا طَنْطانٍ |
خلوذْ فأَصْدِرْ يومَ يُورِدَانِ |
قال : وطَنين الذُّباب صوتُه. ويقال : طَنْطَن طَنْطَنَةً ، ودَنْدَنَ دَنْدَنة بمعنَى واحد.
والطَّنْطَنة أيضا : ضَرْب العود ذي الأوتار.
نط : أهمله الليث.
ورَوَى أبو العباس عن ابن الأعرابيّ : النَّطّ : الشَّدّ ، يقال : نَطَّه ونَاطَه ، قال : والأَنَطّ : السَّفَرُ البعيد وعَقَبةٌ نَطَّاء.
وقال الأصمعي : رجلٌ نَطّاطٌ : مِهْذارٌ كثيرُ الكلام.
وقال عمرو بنُ أَحمَر :
* وإن كُنْت نطّاطا كثير المَجاهِلِ*
ثعلب عن ابن الأعرابيّ : نَطْنَط الرجلُ : إذا باعَدَ سَفَره. والنُّطُط : الأسفار البعيدة. انتهى والله أعلم.
__________________
(١) بعدها في المطبوع : «وطنان» مكرر وانظر «اللسان» (طنن ـ ١٣ / ٢٦٩).
باب الطاء والفاء
[ط ف]
طف ـ فط : [مستعملة].
فط : أهمله الليث.
ورَوَى أبو العباس عن ابن الأعرابيّ أنه قال : فَطْفَط الرجلُ : إذا لم يُفهَم كلامُه.
قال : والأَفَطّ : الأفْطَس.
طف : قال الليث : الطَّفُ : طَفُ الفُراتِ ، وهو الشاطىء.
قال : والطُّفاف : ما فَوْقَ المِكْيال.
والتَّطفِيف : أن يؤخذ أَعْلَاه ولا يُتم كَيْلَه ، فهو طَفّاف. وإناه طَفّاف.
ويقال : هذا طَفُ المِكْيال وَطِفافُه : إذا قارب ملأه ولما يمتلىء ، ولهذا قيل للذي يُسيء الكيلَ ولا يُوفِّيه : مطفِّف ، يعني إنه إنما يبلغ الطِّفاف.
ابن السكيت عن أبي عبيدة : يقال : طَفاف المَكّوك وطِفافُه ، مثل جَمام المَكّوكِ وجِمامه ، في مثل باب فَعالٍ وفِعال.
أبو عُبيد عن الكسائيّ : إناءٌ طَفّافُ وهو الذي يبلغ الكَيلُ طفافَه. وجَمّان بلَغَ جِمامه ، وقد أطفَفْته وأجْمَمتُه.
وقال أبو زيد : في الإناء طِفافَه وطَفَفه.
ثعلب عن ابن الأعرابيّ : طِفاف المَكوكِ وطَفافه.
وقال أبو إسحاق في قول الله جلّ وعزّ : (وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ (١)) [المطففين : ١] قال : المطفِّفون : الذين يَنقُصون المكيالَ والميزان ، وإنما قيل للفاعل مُطَفِّف لأنّه لا يكاد يَسرِق في المِكيال والمِيزان إلّا الشيءَ الخفيَ الطفيفَ ، وإنما أُخِذ من طَفّ الشيءِ وهو جانِبُه ، وقد فسّره بقوله تعالى : (وَإِذا كالُوهُمْ أَوْ وَزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ (٣)) [المطففين : ٣] ، أي : يَنقُصون.
أبو عُبَيد عن أبي زيد : خُذ ما أطَفَ لك ، أي : ما أَشرَف لك.
وقال الكسائيّ : خذْ ما طَفّ لك ، وأَطَفَ لك ، واستَطَفّ.
قال أبو زيد : ومِثلُه خُذْ ما دَقَّ لك واستَدَقّ ، أي : تهيّأ.
أبو عبيد عن الكسائيّ في باب قَناعة الرجل ببعض حاجته : كان الكسائيُّ يَحكِي عنهم خُذْ ما طَفَ لك ، ودَعْ ما استَطَفَ لك ، أي : ارْضَ بما أَمكَنكَ منه.
الليث : أطَفَ فلانٌ لفلان : إذا طَبَنَ له وأراد خَتْلَه ، وأَنشَد :
* أَطَفَ لها شَثْنُ البَنان جُنَادِفُ*
قال : واستَطَفَ لنا شيءٌ ، أي : بَدَا لنا شيء لنأخذه.
وقال عَلْقمة يصفُ ظَلِيما :
يَظَلُّ في الْحَنظَل الخطْبانِ يَنقفُه |
وما استَطَفَ من التَّنُّومِ مَحْذُومُ |
قال : والطَّفيفُ : الشيءُ الخَسِيس الدُّون.
قال : والطَّفْطفة معروفة وجمعها طَفاطِف ؛ وأَنشَد :
* وتَارَةً يَنْتهِسُ الطَّفاطِفَا*
قال : وبعضُ العَرَب يَجعل كلَّ لَحم مضطرِب طفْطَفة. وقال أبو ذؤيب :
قليلٌ لَحمُها إلّا بقايا |
طَفاطِفِ لَحْمِ مَنْحُوصٍ مَشِيقِ |
وفي حديث ابن عمر : أن النبيّ صلىاللهعليهوسلم سَبَّقَ بينَ الخيلِ فطفَّفَ بي الفَرَسُ مسجَد بني زُرَيق.
قال أبو عُبيد : يعني أنّ الفرس وَثَب حتّى كاد يُساوِي المسجد ، ومن هذا قيل : إناءٌ طَفّان ، وهو الّذي قَرُب أن يَمتلىءَ ويُساوِي أَعلَى المِكْيال ، ومنه التَّطفيف في الكَيْل.
وفي حديث آخر : «كلُّكم قريبُ بنو آدمَ طَفُ الصّاع لصاع»، أي : كلُّكم قريبٌ بعضُكم من بعض ، لأنّ طَفَ الصّاع قريبٌ من ملْئِه ،
«فليس لأحد فضلٌ على أحدٍ إلّا بالتقوى»، ويُصدِّق هذا قولَه : «المسلمون تتكافَأُ دماؤهم».
والتّطفيف في المِكْيال : أن يَقرُب الإناءُ من الامتلاء. يقال : هذا طَفُ المِكْيال وطِفافُه.
أبو زيد : أَطَلَّ على مالِه وأَطَفَ عليه ، معناه : أنّه اشتَمَل عليه فَذَهب به.
وقال أبو عمرو : هو الطَّفْطَفة والطِّفْطِفة ، والْخَوشُ والصُّقْل والسولا والأفَقَة : كلُّه الخاصرة.
ابن هانىء عن أبي زيد : خذ ما طَفَ لك وما استَطَفّ ، أي : ما دَنَا وقَرُب. والله أعلم انتهى.
باب الطاء والباء
[ط ب]
طب ـ بط : [مستعملة].
طب : قال أبو عبيد
في حديث النبيّ صلىاللهعليهوسلم : «أنّه احتَجَمَ بقَرْن حينَ طُبَ».
قال أبو عبيد : طُبَ ، أي : سُحِر ، يقال منه : رجلٌ مَطْبوب. ونرى أنّه إنّما قيل له : مَطْبوب لأنّه كُنِيَ بالطِّبّ عن السِّحْر ، كما كَنَوْا عن اللَّديغ فقالوا : سَلِيم ، وعن الفَلاةِ وهي مَهْلَكة فقالوا : مَفازَة ، تَفاؤلا بالفَوْز والسلامة.
قال : وأصلُ الطَّبِ : الحِذْقُ بالأشْياء والمَهارةُ بها ، يقال : رجُل طَبٌ وطَبيب : إذا كان كذلك ، وإن كان في غير علاج المَرَض ، قال عنترة يخاطب امرأة :
إنْ تُغْدِ في دَونِي القِناعَ فإِنّنِي |
طَبٌ بأَخْذ الفارِسِ المُسْتلئِم |
وقال عَلقمة بن عَبَدة :
فإن تَسأَلوني بالنِّساء فإني |
بصيرٌ بأدْواءِ النِّساء طَبيبُ |
بالنساء ، أي : عن النساء.
ابن السكّيت : فلان طَبٌ بكذا وكذا ، أي : عالمٌ به وفَحْلٌ طَبٌ : إذا كان حاذِقا بالضِّراب ، قال : والطِّبُ : السِّحْر ، ويقال : ما ذاك بِطَبِّي ، أي : بدَهْرِي ، وأَنشَد :
إنْ يَكُن طِبُّكِ الزَّوَالَ فإن الْ
بَيْنَ أن تَعطِفي صُدورَ الجِمالِ
وقال الليث : بَعيرٌ طَبّ : وهو الّذي يتعاهدُ موضعَ خُفّه أينَ يَضَعه.
وقال شمر : قال الأصمعي : الطِّبّة والخِبّةُ والخَبِيبة والطَّبابة ، كلُّ هذا طرائق من رَمْل وسَحَاب.
وقال اللّيث : الطِّبّة : شُقّةٌ مستطيلة من الثَّوْب ، وكذلك طِبَبُ شُعاعِ الشّمس.
أبو عُبيد عن الأصمعي : الطِّبَابة التي تجعَل على مُلتقَى طَرَفَي الجِلْد إذا خُرِز في أسفل القِرْبة والسِّقاء والإداوة.
أبو زيد : فإذا كان الجِلد في أسافِل هذه الأشياء مَثْنِيّا ثم خُرِز عليه فهو عِراقٌ ، وإذا سُوِّيَ ثم خُرِز غيرَ مَثْنِيٍّ فهو طِبَاب.
قال : وقال أبو زياد الكلابي نحو قول الأصمعي وأبي زيد ، وقال الأموي مثله.
وقال : طَبِبْتُ السِّقاء : رَفَعْتُه. وقال الليث : الطِّبَابَة من الخُرَز : السَّيْر بين الخُرْزَتين. قال : والتَّطْبيب : أن يعلِّق السِّقاء من عَمُود البَيْت ثم تَمخَضُهُ.
قلتُ : لم أَسمَع التطبيبَ بهذا المعنى لغير الليث وأَحْسِبه التّطنيب كما يُطنَّب البَيْت.
ويقال لكل حاذقٍ بعملِه : طبيب. وقال المرّار في الطبيب وأراد به القَيْن :
تَدِينَ لمَزْرُورٍ إلى جَنْبِ حَلْقَةٍ |
من الشِّبْهِ سَوَّاها بِرفقٍ طبيبُها |
وجاء رجلٌ إلى النبي صلىاللهعليهوسلم فرأى بين كتِفَيْه خاتَمَ النبوة ، فقال : إن أذنتَ لي عالجتُها ، فإني طبيب ، فقال النبي صلىاللهعليهوسلم ، طَبيبُها الّذي خَلَقَها
معناه : العالِمُ بها خالِقُها الّذي خَلَقها لا أَنْت.
أبو عُبَيد عن الأحمر : من أمثالهم في التَّنَوُّق في الحاجة وتحسِينها : اصْنَعْه صنْعَة مَن طَبّ لمن حَبّ ، أي : صَنعةَ حاذِق لمن يُحبُّه.
وقال ابن السكيت : يقال : إن كنت ذا طِبّ فطِبَ لنَفْسِك وَطِبَ لنفسك ، وَطبّ لنفسك ، أي : ابدأ أولا بإصلاح نفسك ، ويقال : جاءَ فلانٌ يَستطِيب لوَجَعه ، أي : يستَوْصِفُ.
وقال ابن هانىء يقال : قَرُبَ طِبٌ ، قَرُبَ طِبّا ، كقولك نعمَ رجلا وهذا مَثَلٌ يقال للرجل يَسأَل عن الأمر الّذي قد قَرُب منه ، وذلك أن رجلا قَعَد بين رِجْلَي امرأةٍ فقال لها : أبِكْرٌ أم ثيّب؟ فقالت قرُبَ طِبٌ : والطِّبابُ من السَّماء : طريقةٌ ، وطُرَّة. وقال أُسامة الهذلي :
أَرَتْهُ من الجَرْباءِ في كلِّ مَنْظَرٍ |
طِبابا فمثواه النهارَ المرَاكِدُ |
وذلك أن الأُتُن ألجأَت المِسْحَل إلى مَضيقٍ في الجَبَل لا يَرى فيه إلا طُرةً من السماء.
وقيل : الطِّبابُ : طرائِقُ الشمس إذا طَلَعتْ ، ويقال : طَبَّبْتُ الدِّيباجَ تطبيبا : إذا أدخلتَ بِنيقَة تُوسِعُه بها ، وقال أبو عمرو : الطُّبّة : السيرُ الذي يكون أسفَلَ القِرْبة ،
وهو تَقاربُ الخُرَز قال : ويقال : طَبطَب الماءَ : إذا حركه. وقال الليث : طَبْطَب الوادي طَبْطَبةَ : إذا سالَ بالماء فسمعتَ لصوتِه طَباطِبَ ، وأَنشَد :
* طَبْطَبةَ المِيثِ إلى جَوائها*
قال : والطَّبطَبةُ : شيءٌ عَريض يُضرَب بعضُه ببعض والطَّبْطابةُ : خَشَبةٌ عريضةٌ يَلعَب الفارسُ بها بالكُرَة.
بَطَّ : قال الليث : بَطَّ الجُرحَ بَطّا ، وبَجَّه بَجّا : إذا شَقّه. والمِبَطّة : المِبْضَع. قال : والبَطّة بلُغة أهلِ مكّة : الدّبة. والبَطّ معروف. والواحدة بَطّة.
يقال : بطّةٌ أنثى وبَطّةٌ ذَكَر.
أبو عُبيد عن أبي زيد : جاءَنا بأمْرٍ بَطيطٍ ؛ أي : عَجَب ، وأَنشَد غيرُه :
أَلَمْ تتعَجَّبِي وتَرَىْ بَطِيطا |
مِن الحِقَبِ الملوِّنةِ الفنُونَا |
قال : والبَطِيطة : صوتُ البَطّ.
ثعلب عن ابن الأعرابيّ : البُطُطُ : الأعاجِيب. والبُطُطُ : الأجْواعُ. والبُطُط : الكَذِب. والبُطُط : الحَمْقَى.
انتهى ، والله أعلم.
باب الطاء والميم
[ط م]
طم ـ مط : [مستعملة].
طم : قال الليث : الطَّمّ : طَمُّ البئرِ بالتّراب ، وهو الكَيْس.
الأصمعي : جاء السَّيل فَطَمَ رَكيّةَ آلِ فلان : إذا دَفَنها حتّى يُسوِّيَها.
ويقال للشيء الّذي يَكثُر حتى يَعْلُو قَد طَمَ ، وهو يَطمُ طَمّا. وجاء السَّيل فَطَّم على كلّ شيء ، أي : عَلَاه ، ومن ثَم قيل :
فوقَ كلِ طامَّة طامّةٌ.
وقال الفرّاء في قوله تعالى : (فَإِذا جاءَتِ الطَّامَّةُ) [النازعات : ٣٤] ، قال : هي القيامةُ تَطُمُ على كلّ شيء ، ويقال : تَطِمّ.
وقال الزّجّاج : الطَّامَّةُ : هي الصَّيْحة الّتي تَطِمُ على كلّ شيء.
وقال الأصمعيّ : طَمَ البعيرُ يَطُمُ طميما : إذا مَرّ يَعْدُو عَدْوا سَهْلا.
وقال عمر بنُ لَجَأَ :
حَوَّزها مِن بُرَق الغَمِيمِ |
بالحَوْز والرِّفْق وبالطَّميمِ |
ويقال للطائر إذا وَقَع على غُصْن : قد طَمَّمَ تَطمِيما. الأمويّ : الرجل يَطُمّ في سَيْره طميما ، وهو مَضاؤه وخِفّتُه ، ويَطمُ رأسُه طَمّا.
ابن السكّيت : جاء فلانٌ بالطِّمّ والرِّمّ.
قال أبو عُبيد : الطِّمّ : الرَّطْبُ ، والرِّمّ : اليابس.
وقيل : الطِّم : البَحْر. والرِّمّ : الثَّرَى.
والطَّم بالفتح هو البَحْر ، فكُسِرت الطاء ليَزْدَوِج مع الرِّم ، والطِّمْطِمِيُ والطُّمْطُمَاني : هو الأعجَم الّذي لا يُفصِح وفي لسانه طَمْطانِية.
ثعلب عن ابن الأعرابيّ : الطَمِيم : الفرسُ المُسرِع.
وفي «النوادر» : طمةُ القوم : جماعتُهم ووَسَطُهم. ويقال للفَرَس الجواد : طِمٌ.
وقال أبو النَّجم يصف فرسا :
أَلْصَقُ مِنْ رِيشٍ على غِرائِهِ |
والطِّمُ كالسّامي إلى ارْتقائه |
|
* يَقْرَعُه بالزَّجْر أو إشْلائِه* |
قالوا : يجوز أن يكون سَمّاه طِمّا لِطَميم عَدْوِه ، ويجوز أن يكون شبَّهه بالبَحر ، كما يقال للفَرَس : بَحْر وغَرْب وسَلْب ، ويقال : لقيتُه في طُمة القوم ، أي : في مجتَمِعهم.
وقال الفرّاء : سمعتُ المفضّل يقول : سألتُ رجلا مِن أَعلَم الناس عن قول عنترة :
تَأْوِي إلى قُلُص النَّعام كما أَوَتْ |
حِزَقٌ يَمانِيةٌ لأعجَمَ طِمْطَم |
فقال : يكون باليَمَن من السّحاب ما لا يكون لغيره من البُلْدان في السّماء.
قال : وربّما نشأتْ سحابةٌ في وَسَط السّماء فيسمع صوتُ الرّعد فيها كأنّه من جميع السماء ، فيَجتمع إليه السّحابُ من كلّ جانب ؛ فالحِزَقُ اليمانيّة تلك السّحائب ، والأَعجَمُ : الطِمطِمُ صوتُ الرَّعد.
وقال أبو عمرو في قول ابن مُقبِل يصف ناقة :
باتت على ثَفِنٍ لأمٍ مَراكِزُه |
جَافَى به مُسْتَعِدّاتٌ أَطامِيمُ |
ثَفِنٍ لأَمٍ : مُسْتَوِياتٌ ، مَراكزُه : مَفاصِلُه ، وأراد بالمستعِدات القوائمَ ، وقال : أَطاميمُ : نَشيطة لا واحدَ لها.
وقال غيرُه : أطاميمُ : تَطِمّ في السَّيْر ، أي : تُسرع.
ثعلب عن ابن الأعرابيّ : طَمطَم : إذا سَبَح في الطَّمْطام ، وهو وَسَطُ البَحْر. ومَطْمَط : إذا تَوانَى في خَطِّه وكَلامِه.
وفي الحديث أنّ النبيّ صلىاللهعليهوسلم قيل له : هل نَفَع أبا طالبٍ قرابَتُه منك ونضحه عنك.
فقال : «بَلى وإنّه لَفِي ضَحْضاح من نارٍ ، ولولايَ لكانَ في الطّمْطام ، أي : في وَسَط النَّار. وطَمْطَامُ البَحرِ : وَسَطُه.
وقال أبو زيد : يقال : إذا نَصحتَ الرجلَ فأبى إلا استبدادا برأْيه : دَعْه يترَمّعُ في طُمّته ، ويُبدِع في خَرئِه.
مط : قال اللّيث : المطُّ : سَعَةُ الخَطْو ، وقد مَطّ يمُطّ. وتَكلّم فمَطَّ حاجِبَيه ، أي : مَدَّهما.
وقال الفراء في قوله : (ذَهَبَ إِلى أَهْلِهِ يَتَمَطَّى) [القيامة : ٣٣] ، أي : يتبختر لأن الظَّهْر هو المَطَا فيُلَوّي ظهرَهُ تَبخترا.
قال : ونزلتْ في أبي جهل.
وفي حديث النبيّ صلىاللهعليهوسلم : «إذا مَشَت أمّتي المُطَيْطاء ، وخَدَمَتْهم فارسُ والرُّوم كان بأسُهم بينَهم»
.
قال أبو عبيد : قال الأصمعيّ وغيرُه : المُطَيْطاء : التّبختُر ومَدُّ اليدين في المَشْي.
قال : ويُروَى في تفسير قوله تعالى : (ثُمَّ ذَهَبَ إِلى أَهْلِهِ يَتَمَطَّى (٣٣)) [القيامة : ٣٣] أنه التبخترُ. ويقال للماء الخانز في أسفَل الحوض : المَطِيطة ، لأنه يتمطَّط ، أي : يتمدّد ، وجمعُه مطائط.
قال حُمَيد الأرقط :
* خَبْط النِهالِ سَمَلَ المَطائِط*
قال أبو عُبيد : من ذَهَبَ بالتمطّي إلى المَطِيطة فإنّه يَذهب به مَذهَب تَظَنَّيتُ من الظنّ ، وتقضَّيتْ من التقضُّض ، وكذلك التمطِّي يريد التمطُّط.
قلتُ أنا : المَطُّ والمَطْو والمَدّ واحد.
وقال الأصمعيّ : المَطِيطة : الماءُ فيه الطِّين يتمطّط ، أي : يتلزّج ويمتدّ.
وقال اللّيث : المَطائِطُ : مواضعُ حَفرِ قَوائم الدّوابّ في الأرض تجتمع فيها الرِّداغ وأَنشَد :
فلَم يَبقَ نُطْفةٌ في مَطِيطَة |
مِن الأرض فاستَصْفَيْتُها بالجَحافِلِ |
ثعلب عن ابن الأعرابيّ : المُطُط من جميع الحيوان.
* * *
أبواب الثلاثي الصحيح من حرف الطاء
باب الطاء والدال
ط د ت ـ ط د ظ ـ ط د ذ ط د ث : مهملات.
ط د ر
استعمل من وجوهه : طرد ، دطر.
دطر : أما دَطر : فإن ابن المظفَّر أهمَلَه ، ووجدتُ لأبي عمرو الشَّيباني فيه حَرْفا.
رواه أبو عمرو عن ثعلب ، عن عمرو عن أبيه في باب السَّفينة قال : الدَّوْطيرَة كَوثلُ السفينة.
طرد : أبو عبيد : طَرَدتُ الرجلَ أطرُده طَرْدا : إذا نحَّيْتَه. قال : وأطردتُ الرجلَ إذا نَفَيْتَه وجعلتَه طَرِيدا.
وقال ابن شميل : أطردْتُ الرجلَ جعلته طَرِيدا لا يأمَنُ. وطَردْتُه : نحّيتُه ثُمّ يَأْمن.
قال : وقولُه لا بأس بالسِّباق ما لَم تُطْرِدْه ويُطْرِدُك.
قال : الإطراد أن تقول : إن سبقتَني فلك عليّ كذا ، وإن سبقتُك فلي عليك كذا.
وقال ابن بُزُرج : يقال : اطْرِد أَخَاك في سَبَق أو قِمارٍ أو صِراع ، فإن ظَفِر كان قد قَضَى ما عليه ، وإلّا لَزِمه الأوّل والآخِر.
وقال شمر : سمعتُ ابنَ الأعرابيّ يقول : أطْرَدْنا الغَنَم وأَطْردْتم ، أي : أرسلْنا التُّيوسَ في الغَنَم.
أبو عبيد عن الأصمعيّ : الطَّرِيدةُ : القَصَبة الّتي فيها حُزّةٌ فتُوضع على المغَازِل والعُود فتَنحتُ عليها.
قال الشمّاخ :
أقامَ الثِّقافُ والطَّرِيدَةُ دَرْءَها |
كما أخرجتْ ضِغْنَ الشَّموسِ المَهامِزُ |
قال : والطَّريدةُ : ما طَرَدْتَ من صَيدٍ أو غيره. والطَّرِيدُ : المطرود من النّاس.
والطَّرِيدُ : الرجلُ الّذي يولَد بعد أخيه ، فالثاني طريدُ الأوّل. والمُطارَدة في القِتال أن يَطرُد بعضُهم بعضا. والفارِسُ يَستطرد ليَحمِل عليه قِرنه ثم يَكُرّ عليه ، وذلك أنّه يتحيّز في استطراده إلى فئتِه ، وهو ينتهز الفرصةَ لمطاردتَه.
أبو عمرو : الجُبَّةُ : الخِرْقةُ المدوَّرة ، فإن كانت طويلةً فهي الطَّرِيدة. ويقال لِلخرْقة الّتي تُبَلّ ويُمسَح بها التَّنُّور المِطْرَدَة والطَّرِيدة. وطرَدَت الأشياءُ : إذا تَبِع بعضُها بعضا. واطّرد الكلامُ : إذا تَتَابع.
واطّرَد الماءُ : إذا تَتابَع سَيَلانهُ.
وقال قيسُ بنُ الخَطيم :
* أتعرِف رَسْما كاطِّراد المَذاهِبِ*
أراد بالمَذاهب جُلودا مُذْهَبة بخُطُوط يُرَى بعضُها إثْر بعض ، فكأنها متتابِعة.
وقال الرّاعي يصف الإبل واتباعَها مواضعَ القَطْر :
سَيَكْفيك الإلهُ ومُسْنَماتٌ |
كجنْدَلِ لُبْنَ تَطَّرِدُ الصِّلالا |
أي : تتبع مواقعَ القَطْر.
وقال شمر : الطَّرِيدة : لُعبةٌ لصبيانِ الأَعْراب.
وقال الطِّرمّاح يصف جَواريَ أَدْركن فترفَّعْن عن لَعِب الصِّغار والأحداث فقال :
قَضَتْ مِنْ عَيَاف والطَّريدةِ حاجةً |
فهنّ إلى لَهْوِ الحَديثِ خُضوعُ |
وقال اللّيث : مُطارَدة الفُرْسان وطِرادُهم : هو أن يَحمل بعضُهم على بعض في الحَرْب وغيرها. والمِطْرَدُ : رُمْح قصيرٌ يُطعَن به حُمُر الوَحْش.
وخرج فلانٌ يَطردُ حمرَ الوحش والريح تطرد الحَصَا والجَوْلانَ على وَجْه الأرض ، وهو عَصْفُها وذَهابُها بها.
والأرضُ ذاتُ الآلِ تَطرُد السَّراب طَرْدا.
وقال ذو الرّمة :
كأنّه والرَّهاءُ المَوْتُ يَطْرُدهُ |
أَغْراسُ أَزْهَرَ تحتَ الرِّيح مَنتوج |
وجَدوَلٌ مطَّرِد : سريعُ الجرْية. وأمرٌ مُطّرِدٌ : مستقيم على جِهته.
ويقال : طردتُ فلانا فذَهَب ، ولا يقال : فاطَّرَدَ.
وقال ابن شُمَيل : الطّريدةُ : نَحِيزَة من الأرض قليلةُ العَرْض إنّما هي طَرِيقة.
والطَرِيدة : شُقةٌ من الثّوب شُقت طُولا.
والطَّرِيدة : الوَسيقة من الإبل يُغير عليها قومٌ فيَطْرُدونها.
ويقال : مرّ بنا يومٌ طَرِيد وطرّاد ، أي : طَوِيلٌ. واللّيلُ والنَّهارُ طَرِيدان ، كل واحد منهما طَرِيدُ صاحبِه.
قال الشاعر :
يُعِيدَانِ لي ما أَمْضَيَا وهُما مَعا |
طَرِيدانِ لا يَسْتَلهِيَانِ قَرارِي |
ط د ل ـ ط د ن ـ ط د ف ـ ط د ب ط د م : مهملات.
[أبواب الطاء والتاء والطاء والظاء : مهملات].
باب الطاء والذال
استعمل من باب الطاء والذال إلى آخر الحروف حرف واحد قد أهمَله الليث.
ذمط : ووجدتُ في «نوادر الأعراب» : طعامٌ ذِمِطٌ وزَرِدٌ ، أي : ليّنٌ سريع الانحدار.
انتهى والله أعلم.
باب الطاء والثاء
ط ث ر
طرث. طثر. ثرط. رثط : مستعملة.
طرث : قال الليث : الطُّرْثُوثُ : نَباتٌ كالقُطْر مستطيلٌ دَقيقٌ يَضرِب إلى الحُمرة يَيبسُ وهو دِباغ للمعدة منه مُرّ ، ومنه حُلو ، يُجعَل في الأدوية.
قلتُ : رأيتُ الطرْثُوث الذي وَصَفه الليث في البادية وأَكَلْت منه ، وهو كما وَصَفه ، وليس بالطُّرْثوث الحامض الذي يكون في جبال خُراسانَ ، لأن الطُرْثوث الذي عندنا له وَرَق عريضٌ ، مَنبِتة الجبال ، وطُرْثوث البادية لا وَرَق له ولا ثمَرَ ، ومَنبِتة الرِّمال وسهولةُ الأرض ، وفيه حَلاوةٌ مُشرَبة عُفوصَة ، وهو أحمرُ مستديرُ الرأس كأنه ثُومَة ذَكَر الرَّجُل.
والعَرَب تقول : طَراثِيثُ لا أَرْطى لها وذآنِينُ لا رمْثَ لها ، لأنهما لا يَنْبُتانِ إلا معهما ، يُضرَبان مَثَلا للذي يُستأصَل فلا تَبقَى له بقيّة بعد ما كان له أصلٌ وقَدْرٌ ومال.
وأَنشَد الأصمعيّ :
* فالأَطيبَان بها الطُّرْثوث والضَّرَب*
طثر : أبو عبيد عن الأصمعيّ : إذا عَلَا اللبنَ دَسَمُه ، وخُثورتهُ رأسَه فهو مطثَّر ، ينال : خُذْ طَثْرةَ سِقائك.
وقال الليث : لبنٌ خاثرٌ. قال : وأسَدٌ طَيْثارٌ لا يُبالِي على ما أَغارَ.
وقال أبو عمرو : الطثْرة : الحمأَة تَبقَى أسفلَ الحَوْض.
وقال أبو عُبيد : قال أبو زيد : يقال : إنهم لفي طثرة عَيْشٍ : إذا كان خَيرُهم كثيرا.
وقال مرة : إنهم لفي طثْرة ، أي : في كَثرةٍ من اللبن والسَّمْن والأَرقط ، وأَنشَد :
إنّ السَّلاءَ الذي تَرْجِينَ طثرته |
قد بعْتُه بأَمورٍ ذاتِ تَبْغيلِ |
والطّثْر : الخيرُ الكثير ، وبه سُمّي ابنُ الطَّثْرِيّة.
وقال أبو عَمْرو : الطثَارُ : البَقُّ ، واحدُها طثرة.
ثرط : أهمَلَه الليث ، ورَوَى أبو عُبيد عن أبي عَمرو الشَّيْباني أنه قال : الثَّرطئةُ ـ بالهمز بعد الطاء ـ : الرَّجُل الثقيل.
قلتُ : إن كانت الهمزة أصليةً فالكلمة رُباعية ، وإن لم تكن أصليةً فهي ثلاثية ، والعِزْقيءُ مثلُه ونظيره.
رثط : أهمله الليث.
وفي «النوادر» : أَرثَط الرجلُ في قُعوده.
ورَثَط ورَطم ورضَم وأَرطم. كله بمعنى واحد.
ط ث ل
ثلط ـ لطث ـ طلث ـ لثط : مستعملة.
ثلط : قال الليث : الثلْطُ : هو سَلْخُ الفِيل ونحوِه ومن كلّ شيء إذا كان رقيقا.
أبو عبيد عن الأصمعيّ : ثَلَط البعيرُ يثلِط ثَلْطا : إذا ألقاه سَهْلا رقيقا.
قلتُ : ويقال للإنسان إذا رَقَّ نَجوُه وهو يَثلِط ثَلْطا.
وفي الحديث : «كان من قبلكم يَبْعَرُون بعرا وأَنتم تثلِطون ثلْطا».
ويقال : أثَلْطته ثَلطا : إذا رمَيتَه بالثلْط ولطخْتَه به.
قال جَرير :
يَا ثَلْطَ حامِضةٍ تَربَع ماسِطا |
مِنْ واسطٍ وتَربَّعٍ القُلَّاما |
لطث : أهمله الليث.
ثعلب عن ابن الأعرابيّ : اللطثُ : الفَساد. وقال أبو عمرو : لطثته ولطستُه : إذا رَماه.
وقال رؤبة :
ما زَال بَيْعُ السَّرَق المُهايثُ |
بالضعف حتى استوقَرَ المُلاطِثُ |
قال أبو عمرو : الملاطث يَعني به البائع.
قال : ويروى المَلاطِث ، وهي المواضع الّتي لُطِثَتْ بالحمْل حتّى لُهِدَتْ.
لثط : أهمَلَه الليث.
ورَوَى أبو العبّاس عن ابن الأعرابي قال : واللَّثْطُ : ضَرْبُ الكَفّ للظَّهْر قليلا قليلا.
قال : والثَّلْطُ : رمْيُ العاذر سهلا.
وقال غيره : اللَّطْثُ واللثْط كلاهما : الضّربُ الخَفيف.
طلث : أهمله الليث.
ورَوَى أبو العباس عن ابن الأعرابيّ قال : الطُلْثَةُ : الرجلُ الضعيفُ العقل ، الضعيفُ البدن الجاهلُ. قال : ويقال : طَلَّثَ الرجلُ على الخَمسين ورَمَّثَ عليها : إذا زاد عليها ، هكذا أَخبرني به.
المنذريّ عن أبي العباس. وروَى أبو عمرو عنه : طَلَثَ الماءُ يَطْلُثُ طُلُوثا : إذا سَال. ووزَب. يَزِب وُزُوبا مثله.
ط ث ن
نثط ـ ثنط : مستعملات.
نثط ـ [ثنط] : قال الليث : النَّثْطُ : خروجُ الكمْأَةِ من الأرض. والنباتُ إذا صَدَع الأرضَ فظهر. قال : وفي الحديث : كانت الأرض تميدُ فوقَ الماء فنثطهَا الله تبارك وتعالى بالجبال ، فصارت لها أوتادا.
ثعلب عن ابن الأعرابيّ قال : النَّثْط : التثقيل ، ومنه خبرُ كعب : أنَّ الله جلَّ وعزّ لمَّا مدّ الأرض مادَتْ فنَثَطها بالجبال، أي : شقَّها فصارت كالأوتاد لها ، ونَثَطها بالآكام فصارت كالمُثْقِلات لها.
قلت : فرّق ابن الأعرابيّ بين الثَّنْط والنَّثط ، فجعل الثنط شقّا ، وجعَل النثط إثقالا ، وهما حَرْفان غريبان ولا أدري أعربيَّان أم دَخيلان ، وما جاءا إلا في حديث كعب.
ط ث ف
ثطف : أهملَ الليثُ وجوهها.
واستَعمل ابن الأعرابي من وجوهها
الثَّطَف وقال : الثَّطَفُ : النَّعْمة في المطعم والمشرَب والمنَام.
ط ث ب
استعمل من وجوهه : ثبط.
ثبط : قال الليث : ثَبَّطه الله عن الأمر تَثْبِيطا : إذا شغله عنه.
وقال الله جلّ وعزّ : (وَلكِنْ كَرِهَ اللهُ انْبِعاثَهُمْ فَثَبَّطَهُمْ) [التوبة : ٤٦].
قال أبو إسحاق : التَّثبيط : رَدُّك الإنسان عن الشيء يفعله ، أي : كَرِه اللهُ أن يخرجوا معكم فردّهم عن الخروج.
ط ث م
استُعمل من وجوهه : طمث.
طمث : قال الليث : طَمَثْتُ البعيرَ أَطْمِثُه طَمْثا : إذا عَقَلْتَه ، وطَمَثْتُ الْجارية : إذا افترعْتَها. قال : والطَّامث في لغتهم الحائض.
وقال الله جلّ وعزّ : (لَمْ يَطْمِثْهُنَ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلا جَانٌّ) [الرحمن : ٥٦] ، أخبرني المنذريّ عن ابن فهم ، عن محمد بن سلّام ، عن يونسَ أنه سأَله عن قوله : (لَمْ يَطْمِثْهُنَ) فقال : تقول العَرَب : هذا جَملٌ ما طمثه حَبل قَطّ ، أي : لم يمَسَّه.
قلت : ونحو ذلك قال أبو عُبيدة. قال : (لَمْ يَطْمِثْهُنَ) : لم يمسَسْهنّ.
سلمة عن الفرّاء قال : الطَّمْثُ : الافتضاض وهو النِّكاح بالتَّدْمية. قال : والطَّمْث : هو الدم ، وهما لُغتان : طَمَث ويطْمِثُ : والقُراء أكثرهم على (لَمْ يَطْمِثْهُنَ) بكسر الميم.
وقال أبو الهيثم : يقال للمرأة طُمِثَتْ تُطمَثُ ، أي : أُدْمِيَت بالافتضاض ، وطَمِثَتْ على فَعِلَتْ تَطمثُ إذا حاضت أول ما تحيض ، فهي طامث.
وقال في قول الفَرَزدق :
دفعنَ إليَّ لم يُطمثنَ قبْلِي |
فهنَّ أصَحُّ من بَيْض النّعامِ |
أي : هُنَّ عذارى غير مُفْتَرعَات. انتهى والله أعلم.
باب الطاء والراء
ط ر ل
استُعمل من وجوهه : رطل.
رطل : سمعتُ المنذريَّ يقول : سمعتُ إبراهيمَ الحربيَّ يقُول : السُّنةُ في النِّكاح رِطْل ، قال : والرَّطْل اثنتا عشرةَ أوقيَّة.
قال : والأوقية : أربعون دِرْهما ، فتلك أربعمائةٍ وثمانون دِرهما.
قال الأزهري : السنة في النكاح ثنتا عشرة أوقية ونشٌّ ، والنَّشُ : عشرون فذلك خمسمائة درهم.
وأخبرني المنذريُّ عن الحرّاني عن ابن السكيت قال : هو الرِّطل المِكْيال بكسر الراء ، هكذا قال. والأوقيّة : مِكْيالٌ أيضا. قال : والرِّطْل أيضا المسترخي من الرِّجال ، كلاهما بكسر الراء.
وقال أبو حاتم عن الأصمعيّ قال : الرِّطل بكسر الراء الّذي يُوزن أو يُكالُ به ، وأنشد بيتَ ابن أحمَر الباهلي قال :
لها رِطْلٌ : تكيلُ الزَّيتَ فيه |
وفَلّاحٌ يَسوق بها حمارا |
وأما الرَّطل ـ بالفتح ـ فالرَّجل الرِّخْوُ اللّيّن. قال : ومما تخطىء العامّةُ فيه قولهم : رَطَّلتُ شعْرِي : إذا رَجَّلْته ، وإمَّا الترطيل فهو أن يليِّن شعره بالدهن والمسْح حتى يلين ويبرُق. وهو من قولهم : رجل رطل ، أي : رخو.
قال : ورَطلْتُ الشيء رَطْلا بالتخفيف : إذا ثقلته بيدك ، أي : رَزَّنْته لتعلم كم وَزنُه.
وقال الليث : الرَّطل مقدارُ مَنٍّ ، وتكسر الراء فيه. والرَّطْلُ من الرِّجال : الّذي فيه قَضَافة.
أبو عبيدة : فرسٌ رَطْل ، والأنثى رَطْلة ، والجمع رطال ، وهو الضعيف الخفيف ، وأنشد :
* تراهُ كالذِّئب خفيفا رَطلا*
ط ر ن
رطن ـ طرن ـ نطر : [مستعملة].
رطن : قال الليث : الرِّطانة : تكلُّم الأعجمية ، تقول : رأيت عَجْمِيَّيْنِ يتراطنان ، وهو كلامٌ لا تفهمُه العرب ، وأنشد :
* كما تَرَاطَنَ في حافاتها الرّومُ*
أبو عُبَيد عن الكسائيّ : هي الرَّطانة والرِّطانة ، لغتان ، وقد رَطَن العَجَميّ لفلانٍ إذا كلّمه بالعجمية ؛ يقال : ما رُطَّيْناك هذه ، أي : ما كلامُك ، وما رُطَيْناك بالتخفيف أيضا.
أبو عبيد عن الأصمعيّ : إذا كانت الإبِل كثيرة رِفاقا ومعها أهلُها فهي الرَّطانة والرّطون ، والطَّحّانة والطّحُون.
نطر : قال الليث : النَّاطر من كلام أهلِ السّود وهو الّذي يحفظ لهم الزَّرْع ، ليست بعربيَّة مَحْضة ، وأنشد الباهليّ :
ألا يا جَارَتا بأَباضَ إنّا |
وجَدْنا الرِّيحَ خَيْرا منكِ جارَا |
|
تُفَدِّينا إذا هَبّت عَلَينا |
وتَملأ وجهَ ناطِرِكُمْ غُبارَا |
قال : الناطر : الحافظ.
قلتُ : ولا أدري أخذَه الشاعرُ من كلام السَّواديين أو هو عربيّ. ورأيتُ بالبَيْضاء من بلاد بني جَذيْمة ، عَرازِيل سُوِّيتْ لمن يَحفَظ تمر النّخيل وقتَ الصِّرام ، فسألتُ رَجُلا عنها ، فقال : تعي مَظالُ النَّواطير كأنه جمعُ الناطُور.
ورَوَى أبو العبّاس عن ابن الأعرابيّ أنه قال : النَّطْرة : الْحِفظ بالعَيْنَين ، بالطاء ، ومنه أُخِذ النّاطُور ، هكذا رواه أبو عمرو عنه.
طرن : قال اللّيث : الطَّرْنُ : الخَزّ ، والطّارُنيّ : ضَرْبٌ منه. وفي «النوادر» :
طَرْيَنَ الشَّرْبُ وطَرْيَموا : إذا اختلطوا من السكر.
ط ر ف
طرف ـ طفر ـ فرط ـ فطر ـ رفط (١) : مستعملات.
طرف : الحَرّانيُّ عن ابن السكّيت قال : الطَّرْفُ : طَرْفُ العين ، والطَّرَف : الناحية من النواحي.
أبو العباس عن ابن الأعرابيّ قال : الطَّرْف : اللّطم. والطَّرْف : إطباقُ الجَفن على الجفنِ.
وقال الليث : الطَّرْفُ : تحريك الجفون في النظر ، يقال : شَخَص بصرُه فما يَطْرِف.
قال : والطَرْفُ : اسمٌ جامع للبصر ، لا يُثنَّى ولا يُجمع. والطَّرْفُ : إصابتك عيْنا بثوب أو غيره ، الاسم الطُّرْفة : يقول : طُرِفتْ عينُه ، وأصابتها طُرْفَةٌ. وطَرَفها الحزنُ بالبكاء.
وقال الأصمعيّ : طُرِفت عينهُ فهي تُطْرَف طَرْفا إذا حَرّكت جفونها بالنظر ، ويقال : هي بمكان لا تراه الطَّوارف : يعني العيون. ويقال : امرأةٌ مطروفةٌ بالرجال : إذا كانت لا خيرَ فيها ، تَطمح عينُها إلى الرجال.
وقال أبو عبيد : المطروفةُ من النساء : التي تَطْرِفُ الرجال لا تثبت على واحد.
قلت : وهذا التفسير مخالف لأصل الكلمة ، والمطروفَة من النساء التي قد طَرفها حبُّ الرِّجال ، أي : أصاب طَرْفها ، فهي تَطمح وتُشرِف لكل من أشرف لها ولا تغُضّ طرفها ، كأنما أصاب طَرفَها طُرفةٌ أو عودٌ ، ولذلك سُمّيت مطروفة.
وقال زياد في خطبته : إن الدنيا قد طَرَفتْ أعينكم ، أي : أصابتها فطَمَحت بأبصاركم إلى زُخرفها وزينتها ، وأنشد الأصمعيّ :
ومطروفة العينين خفّاقة الحشا |
منعّمة كالرِّيم طابت فَطُلّتِ |
وقال طَرَفة يذكر جاريةً مغنية :
إذا نحن قلنا أسمعينا انبرت لنا |
على رِسلِها مطروفةً لم تُسَدَّدِ (٢) |
قال أبو عَمْرو : والمطروفة : التي أصابتها طرفة فهي مطروفة فأراد أنها كأن في عينيها قذى من استرخائهما.
وقال ابن الأعرابيّ : مطروفةٌ : منكسرةُ العين كأنها طُرفت عن كل شيء تنظر إليه. وقال ابن السِّكيت : يقال : طرفتُ فلانا أطرفه : إذا صرفته عن شيء ، وأنشد :
__________________
(١) جاء في حاشية المطبوعة أنها ساقطة من م. ولم يرد شرح لهذه المادة في المطبوعة ولا في أيِّ من المعاجم التي بين أيدينا.
(٢) في المطبوع : «رسافها» والتصويب من «ديوان طرفة» ص (٤٤).
إنّك واللهِ لذو مَلة |
يَطْرِقك الأدنى عن الأَبْعَدِ |
أي : يصرفك.
قلت : وعلى هذا المعنى كأن المطروفةَ من النّساء ، التي طرف طرْفها عن زوجها إلى غيره من الرجال ؛ أي : صُرف فهي طمّاحة إلى غيره.
وقال الليث : الأطرافُ : اسم الأصابع ، ولا يفردون إلا بالإضافة إلى الأصبع ؛ كقولك : أشارتْ بطَرف إصْبَعها ؛ وأنشد الفراء :
* يُبْدِين أطرافا لِطافا عَنَمُه*
قلت : جعل الأطراف بمعنى الطرف الواحد ولذلك قال عنَمُه. قال : وأطرافُ الأرض : نواحيها ، الواحد طَرَف ، ومنه قول الله جل وعز : (أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَأْتِي الْأَرْضَ نَنْقُصُها مِنْ أَطْرافِها) [الرعد : ٤١] ، أي : من نواحيها ناحيةً ناحيةً ، وهذا على من فسّر نقصَها من أطرافها فتوح الأرضين. وأما من جعل نقصَها من أطرافها موتَ علمائها فهو من غير هذا ، والتفسير على القول الأول.
وأطرافُ الرجال : أشرافَهم ، ولهذا ذهب بالتفسير الآخر ، قال ابن أحمر :
عليهن أطرافٌ من القوم لم يكن |
طعامهُم حبّا بزَغْبَة أغثرا |
وقال الفَرَزْدق :
واسئلْ بنا وبكم إذا وردتْ مِنًى |
أطرافَ كلِّ قبيلةٍ مَن يُمنعُ |
يريد : أشرافَ كلِّ قبيلة.
قلت : والأطرافُ بمعنى الأشراف جمعُ الطّرَف أيضا ، ومنه قول الأعشى :
هم الطَّرَفُ النَّاكُو العدُوِّ وأنتُم |
بقصوى ثلاث تأكلون الوَقَائِصا |
أخبرني المنذري عن ابن أبي العباس عن ابن الأعرابيّ أنه قال : الطُّرُف في بيت الأعشى جمع طَريف ، وهو المنحدِر في النَّسب ، وهو عندهم أشرفُ من القُعْدُد.
وقال الأصمعيّ : يقال : فلان طريفُ النسب ، والطَّرافة فيه بيّنة : وذلك إذا كان كثيرَ الآباء إلى الجد الأكبر.
وقال اللّيث : الطّرَفُ : الطّائفةُ من الشيء ، يقول : أصبتُ طَرَفا من الشيء.
قلت : ومنه قولُ الله جلّ وعزّ : (لِيَقْطَعَ طَرَفاً مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا) [آل عمران : ١٢٧] ، أي : طائفة.
والطَّرَفُ أيضا : اسمٌ يَجمع الطَّرفاء وقلّ ما يُستعمل في الكلام إلّا في الشّعر ، والواحدة طَرَفة ، وقياسُه قَصَبة وقَصَب وقَصْباءَ ، وشَجَرةٌ وشَجَر وشَجْراء.
أبو عُبَيدة عن أبي زيد قال : الطِّرْفُ : العَتِيقُ الكريم ، من خَيْل طُرُوف ، وهو نعت للذُّكور خاصّةً.
قال : وقال الكسائي : فرسٌ طِرْفةٌ بالهاء للأنثى ، وصِلْدِمةٌ : وهي الشديدة.
وقال اللّيث : الطِّرْفُ : الفرس الكريمُ الأطراف ، يعني الآباء والأمهات.
ويقال : هو المُسْتَطْرِف ليس من نِتاج صاحبه ، والأنثى طِرْفة ، وأنشد :
* وطِرْفة شُدّتْ دِخالا مُدْمَجا*
والعرب تقول : لا يُدْرَى أَيُ طَرَفيْه أطول ، ومعناه : لا يدري أنَسَبُ أبيه أفضل أم نسب أمه.
وقال : فلان كريمُ الطَّرَفين : إذا كان كريم الأبوين ، وأنشد أبو زيد فقال :
فكيف بأَطرافي إذا ما شَتَمتَني |
وما بعدَ شَتْمِ الوالِدين صُلوحُ |
جمعهما أطرافا لأنه أراد أبويه ومن اتصل بهما من ذوِيهما.
وقال أبو زيد في قوله : «فكيف بأطرافي» قال : أطرافه أبواه وإخوته وأعمامه ، وكلُّ قريب له مَحْرَم.
وقال ابن الأعرابيّ في قوله تعالى : (فَسَبِّحْ وَأَطْرافَ النَّهارِ) [طه : ١٣٠] ، قال : ساعاته.
وقال أبو العباس : أراد طَرَفيه فجمع.
ويقال في غير هذا : فلان فاسد الطّرَفين : إذا كان خَبيثَ اللسان والفرج. وقد يكون طرَفا الدّابّةِ مُقدّمَها ومؤخّرَها ؛ قال حُميد بن ثَور يصف ذئبا وسُرعتَه :
تَرى طَرفَيه يَعْسِلان كلاهما |
كما اهتزّ عُودُ السّاسمِ المتتابِعُ |
أبو عبيد : يقال فلان لا يَملك طَرَفيه ؛ يَعْنون استَه وفمَه : إذا شَرِب دواءً وخمرا فقاء وسَلَح. وجعل أبو ذُؤَيْب الطِّرْف الكريم من الناس فقال :
وإنَّ غلاما نِيل في عهد كاهلٍ |
لَطِرْفٌ كنَصْل السَّمْهَرِيِّ صَريحُ |
والأسودُ ذو الطَّرَفين : حيّةٌ له إبرتان ، إحداهما في أنفه ، والأخرى في ذنبه ، يقال : إنه يضرب بهما فلا يُطْنِي.
ابن السكيت : أرض مُطرفة : كثيرة الطّرِيفة ، والطّريفةُ من النَّصِي والصِّلِّيَان إذا اعْتمَّا وتمَّا ، وقد أطرفت الأرض.
الأصمعيّ : ناقةٌ طَرِفة : إذا كانت تُطْرِف الرِّياضَ روضةً بعد روضة ، وأنشد فقال :
إذا طَرِفَتْ في مَرْبَع بكَرَاتُها |
أو استأخرت عنها الثِّقالُ القَنَاعِسُ |
ويروى : إذا أطرفت. وقال غيره : رجلٌ طَرِفٌ ، وامرأة طَرِفة : إذا كانا لا يثبتان على عهد ، وكلُّ واحد منهما يُحِبُّ أن يَستطرف آخَر غيرَ صاحب ، فيطرف غير ما في يده ، أي : يَستحدث. وبعير مُطْرَفْ ، قد اشتري حديثا ، قال ذو الرّمة :
كأنني من هوَى خَرْقاء مُطَّرفٌ |
دامِي الأظَلّ بَعيدُ السَّأْوِ مَهْيُومُ |
أراد : أنه من هواها كالبعير الّذي اشتُرِيَ حديثا فهو لا يزال يَحِنّ إلى أُلّافه.
والعرب تقول : فلانٌ ما له طارِفٌ ولا تالِد ، ولا طَرِيف ولا تَلِيد. فالطارِف والطرِيف : ما استحدثت من المال