محبّ الدين أبي فيض السيد محمّد مرتضى الحسيني الواسطي الزبيدي الحنفي
المحقق: علي شيري
الموضوع : اللغة والبلاغة
الناشر: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ٢
الصفحات: ٤٤٧
باب الواو
فصل الغين المعجمة مع الواو والياء
[غبى] : ي الغَبْيَةُ : المَطْرَةُ غيرُ الكثيرَةِ ؛ وفي الصِّحاح : ليسَتْ بالكثيرَةِ ، وهي فَوْقَ البَغْشَةِ.
أَو هي الدُّفْعَةُ الشَّديدَةُ مِن المَطَرِ.
وأَيْضا : الصَّبُّ الكَثيرُ مِن الماءِ ؛ وأَيْضا مِن السِّياطِ.
قالَ ابنُ سِيدَه : وأُراهُ على التَّشْبيهِ بغَبَيات المَطَرِ ، قالَ الراجزُ :
إِنَّ دَواءَ الطامِحاتِ السَّحْلُ |
|
السَّوْطُ والرَّشاءُ ثم الحبْلُ |
وغبَياتٌ بَيْنَهُنَّ هَطْلُ (١)
وفي الصِّحاح : ... بَيْنَهُنَّ وَبْلٌ.
والغَبْيَةُ من التُّرابِ : ما سَطَعَ من غُبارِه ؛ قالَ الأعْشى :
إذا حالَ من دُونها غَبْيةٌ |
|
من التُّرْبِ فانْجال سِرْبالُها (٢) |
كالغِباءِ ، ككِساءِ ، كذا فى النُّسخِ والصَّوابُ بالفَتْح ، وهو شَبِيهٌ بالغَبَرةِ تكونُ في السَّماءِ.
وقيلَ : الغِباءُ هو التُّرابُ الذي يُسَدُّ به فَمُ البِئْرِ على الغَطاءِ.
وشجرةٌ غَبْياءُ : مُلْتَفَّةٌ ؛ وغُصْنٌ أَغْبَى كذلك. والتَّغْبِيَةُ : السَّتْرُ. يقالُ : غَباهُ عن الشيءِ أَي سَتَرَهُ.
وأَيْضا : تَقْصيرُ الشَّعَرِ. يقالُ : غَبَّى شَعَرَهُ إذا قَصَّر منه ؛ لُغَةٌ لعبْدِ القَيْسِ ، وقد تكلَّم بها غيرُهُم.
قالَ ابنُ سِيدَه : وإِنَّما قَضَيْنا بأنَّ أَلِفَها ياءٌ لأنَّها لامٌ واللَّامٌ ياءٌ أَكْثَر منها واواً.
وقيلَ : تَغْبِيَةُ الشَّعَر : اسْتِئْصالُهُ بالمرَّةِ.
وجاؤُوا (٣) على غَبْيَةِ الشمسِ : أَي غَيْبَتها.
قال ابنُ سِيدَه : أُراهُ على القَلْبِ.
* وممَّا يُسْتدركُ عليه :
أَغْبَتِ السَّماءُ فهي مُغْبِيَة : أَمْطَرَتْ مَطَرا ليسَ بالكَثيرِ.
والغَبْيَةُ : الجَرْيُ الذي يَجِيءُ بعْدَ الجَرْيِ الأوَّل على التَّشْبِيهِ.
وقالَ أَبو عبيدِ : الغَبْيَةُ كالزَّبْيَةِ (٤) في السَّيْر.
وحَفَرَ مُغَبَّاةً : أَي مُغَطَّاة.
ودَفَنَ لي فلانٌ مُغَبَّاةً ثم حَمَلَني عليها ، وذلك إذا أَلْقاكَ في مَكْرِ أَخْفَاهُ.
وحكَى الأصْمعي عن بعضِهم : الحُمَّى في أُصُولِ النَّخْلِ ، وشَرٌّ الغَبَياتِ غَبْيَة النَّبْل (٥).
وغَبَّى البِئْرَ : غَطَّى رأْسَها ثم جَعَلَ فَوْقَها تُرابا.
والمُغَبَّاةُ : المُغَوَّاةُ زِنَةً ومَعْنَى.
والأغْباءُ : الأغْبِياءُ جَمْعُ غَبِيِّ ، كيَتِيمِ وأيْتامِ ؛ عن ابنِ الأثير.
__________________
(١) اللسان والأخير في الصحاح وفيه «بينهن» وبل».
(٢) ديوانه ط بيروت ص ١٦٠ واللسان والتهذيب.
(٣) في القاموس : «وجاءَ».
(٤) في اللسان : «كالوثبة». والأصل كالصحاح.
(٥) الأصل والتهذيب وفى اللسان : غبية التبل.
[غبى] : وغَبَى* الشَّيءَ وغَبِيَ عنه ، كرَضِيَ ، وكذا غَبِيَ عليه الشَّيءَ ، غَباً ، مَقْصورٌ ، وغَباوَةً : لم يَفْطِنْ له ولم يَعْرِفه ، فهو (١) غَبِيٍّ ، على فَعِيلٍ ، قلِيلُ الفِطْنةِ.
وفي التّهْذيبِ : لم يَفْطَنْ للخِبِّ ونحوِهِ.
وغَبِيَ الشَّيءُ منه : خَفِيَ عنه فلم يَعْرِفه.
وفيه غَبْوَةٌ ، بالفَتْح ، وغُبُوَّةٌ ، بالضمِّ مُشدّد الواوِ ، وغُبِيٌّ ، كصُلِيٍّ ، وهذه عن الفرّاء : أَي غَفْلَةٌ ، قيلَ : ومنه الغَبِيُّ بمعْنَى الغافِل. والغَبِيُّ من الواوِ كما صرَّحَ به الجَوْهرِي وغيرُهُ ، فأَمَّا أَبُو عليٍّ فاشْتَقّه من : شَجَرَة غَبْياءُ كأنَّ جهْلَه غَطَّى منه ما وَضَحَ إلى غيرِهِ.
والغَباءُ ، كسَحابٍ : الخَفاءُ من الأرضِ وما خَفِيَ عنك.
* وممَّا يُسْتدركُ عليه :
تَغابَى عنه : تَغافَلَ.
وادْخُلْ في الناسِ فإِنَّه أَغْبَى لك : أَي أَخْفَى.
وهو ذُو غَباوَةٍ : تَخْفَى عليه الأُمورُ.
وهم الأَغْبياءُ جَمْعُ غبِيٍّ.
والغباءُ : التُّرابُ يُجْعَلُ فوْقَ الشيءِ ليُوارِيَه عنك.
وغَبْيَةُ ذي طَرِيفٍ : مَوْضِعٌ.
[غتى] : ي الغَاتِيَةُ : أَهْمَلَهُ الجَوْهرِي والجماعَةُ.
وهي المرْأَةُ البَلْهاءُ ، وهي الحَمْقاءُ ، عن ابنِ الأَعْرابي.
[غثو] : والغُثاءُ ، كغُرابٍ وزُنَّارٍ : القَمشُ ، والزَّبَدُ والقَذَرُ والهالِكُ ، والبالِي ، وفي بعضٍ النُّسخِ : والهالِكُ البالِي ، وهو نصُّ الزجَّاج ، من وَرَقِ الشجرِ المُخالِطِ زبَدِ (٢) السَّيْلِ إذا جَرَى.
وقالَ الجَوْهرِي : الغُثَاءُ والغُثَّاءُ : ما يَحْمِلُه السَّيْلُ من القُماشِ ، والجمْعُ الأَغْثاءُ ، ا ه. وقولُه تعالى : (فَجَعَلَهُ غُثاءً أَحْوى) (٣) ، أَي جَفَّفَه حتى صَيَّره هَشِيماً جافَّا كالغُثاءِ الذي تَراهُ فوْقَ السَّيْل ، وقيلَ : مَعْناهُ أَخْرَج المَرْعَى أَحْوَى أَي أَخْضَر فجعَلَه غُثاءً أَي يابِساً بعدَ ذلكَ.
ويقالُ : ما لَهُ غُثاءٌ وعَمَلُه هَباءٌ وسَعْيُه جَفاءٌ.
وقد غَثَا الوادِي يَغْثُو غَثْواً : إذا كَثُرَ فيه البَعَرُ والوَرَقُ والقَصَبُ.
* وممَّا يُسْتدركُ عليه :
غَثا اللحْمُ غَثْواً : فَسَدَ من هُزالِهِ ، عن ابنِ القطَّاع.
[غثى] : ي وغَثَى يَغْثِي غَثْياً ، أَي غَثَا الوادِي ، واوِيَّةٌ يائِيَّةٌ ، ولذا أَتَى بواوِ العَطْفِ ، ولكنَّ مُقْتَضَى اصْطِلاحِه في هذا الكتاب أَن يقولَ في مِثْل هذا المَوْضِع : كغَثَى غَثْياً ، وهذه اللغَةُ ذَكَرَها ابنُ جنِّي ، فهَمْزَةُ الغُثاءِ على هذا مُنْقَلِبَة عن ياءٍ ، وسَهَّلَه ابنُ جنِّي ، بأَن جَمَعَ بَيْنه وبينَ غَثَيانِ المَعِدَةِ لمَا يَعْلُوها من الرُّطُوبَةِ ونحوِها ، فهو مُشَبَّه بغثاءِ الوادِي ، والمَعْروفُ عنْدَ أَهْلِ اللغَةِ غَثا الوادِي يَغْثُو.
وغَثَى السَّيْلُ المَرْبَعَ (٤) ، كذا في النسخِ بالموحَّدَةِ والصَّحِيحُ المَرْتَعَ بالفَوْقِية كما هو نَصُّ الصِّحاح ، جَمَعَ بَعْضَهُ إِلى بعضٍ ، وأَذْهَبَ حَلاوتَهُ. هنا ذَكَرَه ابنُ سِيدَه.
وأمَّا الجَوْهرِي فذَكَرَه بالواوِ فقالَ : غَثَا السَّيْلُ المَرْتَع يَغْثُوه غَثْواً ، كأَغْثَى ، وفي الصِّحاح : وأغْثاهُ مِثْلُه.
وغَثَى الكَلامَ يَغْثِيهِ ، من حَدِّ رَمَى ، وغَثِيَه يَغْثَاهُ ، مِن حَدِّ رَضِيَ ، غَثْياً : خَلَطَهُ مع بَعْضِه على التَّشْبيهِ بغَثَى السَّيْل.
وغَثَى المالَ والنَّاسَ : خَبَطَهُمْ مع بعضٍ وضَرَبَ فيهم.
وغَثَتِ النَّفْسُ تَغْثِي غَثْياً ، بالفَتْحِ ، وغَثَياناً بالتحرِيكِ : إِذا خَبُثَتْ وجاشَتْ أَو اضْطَرَبَتْ حتى تَكادَ تَتَقَيَّأ من خلطٍ يَنْصبُّ إِلى فمِ المعِدَةِ وقالَ بعضُهم : الغَثَيان : هو تحلُّب الفمِ فرُبَّما كانَ منه القَيءُ.
__________________
(*) كذا وبالقاموس : غبا.
(١) في القاموس : وهو غَبِيٌّ.
(٢) على هامش القاموس عن نسخة : لِزِبَدِ.
(٣) الأعلى الآية ٥.
(٤) في القاموس : الَمْرتَعَ
وغَثَتِ السَّماءُ بالسَّحابِ تَغْثِي : غَيَّمَتْ ، أَو بَدَأَتْ تغيَّمُ.
وغَثِيَتِ الأرْضُ بالنَّباتِ ، كرَضِيَ : إذا كَثُرَ فيها ، أَو بَدَأَتْ به.
والأَغْثَى : الأسَدُ.
* وممَّا يُسْتدركُ عليه :
غَثِيَتِ النَّفْسُ ، كرَضِيَ ، تَغْثَى غَثَى : لُغَةٌ في غَثَتْ تَغْثِي ، عن الليْثِ.
قال الأزْهري : هذه مولَّدةٌ ، وكلامُ العَرَبِ غَثَتْ نَفْسُه تَغْثِي.
وغَثِيَ شَعرُه غَثَى : تلبَّدَ ، هكذا ذَكَرَه ابنُ القطَّاع ، وقد مَرَّ هذا في عَثَى بالعَيْن المُهْمَلةِ فلعلَّهما لُغتانِ.
وغُثَاءُ الناسِ : أَرْذالُهم وسقطُهم.
[غدو] : والغُدْوَةُ ، بالضَّمِّ : البُكْرةُ. وغُدْوَةٌ ، من يَوْم بعَيْنِهِ ، غَيْرُ مُجْراة : عَلَمٌ للوَقْتِ.
وقالَ الجَوْهرِي : يقال : أَتَيْته غُدْوَةَ يا هذا ، غَيْرُ مَصْروفَةٍ لأَنَّها مَعْرفةٌ ، مثْلُ سَحَر إِلَّا أَنَّها من الظّروفِ المُتَمكِّنَةِ ، تقولُ : سِرْ على فَرَسِكَ غُدْوَةَ وغُدْوَةً وغُدْوَةُ ، وغُدْوَةٌ فما نُوِّنَ مِن هذا فهو نَكِرَةٌ ، وما لم يُنوَّنْ فهو مَعْرفةٌ.
وقال أَبو حيَّان في الارْتِشافِ : والمَشْهورُ أَنَّ مَنْعَ صَرْف غُدْوَة وبُكْرَة للعِلْميةِ الجِنْسِيَّة كأُسامَة فيَسْتَوِيان في كوْنِهما أُرِيدَ بهما أنَّهما مِن يَوْم مُعَيَّن ، أَو لم يُرَد بهما التَّعْيِينِ فتقولُ : إِذا قَصَدْت التَّعْمِيم : غُدْوَة وَقْت نَشَاطِ ، وإذا قَصدْتَ التَّعْيِين : لأَسِيرَنَّ الليْلَةَ إلى غُدْوة ، وبُكْرَة في ذلك ، كغُدْوَة.
وقال الزجَّاج : إذا أَردْتُ بُكْرَة يَوْمِك وغُدْوَة يَوْمِك لم تَصْرِفْهما ، وإذا كانَا نَكِرَتَيْن صَرَفْتهما ، وإذا مُنِعا الصَّرْف فهل ذلكَ لِعِلْمِيَّتِه بالجِنْس كأُسامَة ، أَو لِعِلْمِيَّة أَنَّه يُرادُ بهما الوَقْتُ المُعَيَّن مِن يَوْم مُعَيَّن؟.
وقد وسَّعَ الكَلامَ فيه عبدُ القادِرِ البَغْدادِي في حاشِيَةِ الكَعْبِيةِ.
أَو الغُدْوَةُ : ما بينَ صَلاةِ الفَجْرِ ، وفي الصِّحاح : صَلاة الغَدَاةِ ، وفي المِصْباح : صَلاةِ الصُّبْح ، وطُلوعِ الشَّمسِ ، والجَمْعُ غُدًى كمُدْيَةٍ ومُدًى.
كالغَداةِ ، يقالُ : آتِيكَ غَداةَ غَدٍ.
وفي المِصْباح : الغَداةُ الضّحْوَةُ ، وهي مُؤنَّثَة.
قالَ ابنُ الأنْبارِي : ولم يُسْمَع تَذْكِيرها ، ولو حَمَلَها حامِلٌ على مَعْنى أَوَّل النَّهارِ جازَ له التَّذْكِير ، وقولُه تعالى : (بِالْغَداةِ وَالْعَشِيِّ) (١) ، أي بَعْدَ صلاةِ الفَجْرِ وصَلاةِ العَصْر ، وقيلَ : يَعْني بهما دَوامَ عِبادَتِهم.
قالَ ابنُ هِشام في شَرْح الكَعْبيةِ : أَصْلُ الغُداةِ غَدَوَة بالتحْريك لقَوْلهم في جمعِها غَدَوَاتٌ ، أَي فقُلِبَتِ الواوُ ألِفاً لتَحَركِها وانْفِتاح ما قَبْلها. وقَرَأَ ابنُ عامِرٍ وأَبو عبدِ الرحمنِ السّلمِيِ بالغَدَوةِ والعَشيِّ ، وقراءَةُ العامَّةِ (بِالْغَداةِ) ، قالَ أَبو عبيدٍ : نَراهُما قَرآ كذلكَ إتباعاً للخطِّ لأنَّها رُسِمَتْ في جميعِ المَصاحِف بالواوِ كالصَّلاةِ والزَّكاةِ وليسَ في إثباتِهم الواو في الكِتابَةِ دَليلٌ على أَنَّها القِراءَةُ ، لأنَّهم قد كَتَبُوا الصَّلاةَ والزَّكاةَ بالواوِ ولَفْظَهما على تَرْكِها ، فكَذلكَ الغَدَاةَ على هذا وَجَدْنا أَلْفاظَ العَرَبِ.
وقالَ ابنُ النحَّاس : وحقُّ باب غُدْوَة أَنْ يكونَ مَعْرفةً إِلَّا أَنَّه يجوزُ أَن تُنَكَّر كما ننكَّرُ الأسْماءُ والأعْلامُ.
والغَدِيَّةُ ، كغَنِيَّةٍ ، عن ابنِ الأعرابي قالَ : هي لُغَةٌ في الغَدْوَةِ كضَحِيَّة لُغَة في ضَحْوة ، ج غَدَواتٌ ، محرَّكةً ، هو جَمْعُ غَدَاةٍ كقَطاةٍ وقَطَواتٍ ، نقلَهُ الجَوْهرِي ، وغَدِيَّاتٌ هو جَمْعُ غَدِيَّةٍ ، وأَنْشَدَ ابنُ الأعْرابي في نوادِرِه :
أَلا لَيْتَ حَظِّي من زِيارَة أُمَّيَهْ |
|
غَدِيَّاتُ قَيْظٍ أَو عَشِيَّاتُ أَشْتِيَهْ (٢) |
قال : كأنَّ قائِلَ هذا مُشْتاقاً إلى زِيارَةِ أُمِّه فتمَنَّى أَن يَجْعَل اللهُ زِيارَتَها نَهار الصَّيْف أَو لَيالِي الشِّتاءِ لطُولِ كلِّ منهما حتى يَتَملَّى برُؤْيتِها ، والهاءُ في أُمِّيَه للسَّكْت.
وغَدايا : هو أَيْضاً جَمْعُ غَدِيَّة على قوْلِ ابنِ الأعْرابي ،
__________________
(١) الأنعام الآية. ٥٢
(٢) اللسان.
فإذا كانَ كذا فهو على القِياسِ ، والأصْلُ فيه غَدَايو عمل به كما تقدَّمَ في عَشَايا خمْسَة أَعْمالٍ فرَاجِعْه.
ومنهم مَنْ قالَ : هو جَمْعُ غدْوَةٍ ، وقد أَنْكَرَه ابنُ هِشَامٍ في شَرْح الكَعْبيةِ وقالَ : يأبَى هذا أَمْران فذَكَرَهما ، وحاصِلُ أَحَدهما : أنَّ الغَدَايا إِذا جُعِلَت جَمْعاً لغدْوَةٍ كان القِياسُ غَدَاوَى بإثباتِ الواوِ.
وقالَ محشيه البَغْدادِي : ويأْباهُ أَمْرٌ ثالثٌ أَيْضاً : وهو كَوْنُ غدْوَة ثلاثِيَّا ومُفْرَد فَعائِل لا بدَّ أَن يكونَ على أَرْبعةِ أَحْرُف ثالِثُها حَرْفُ لينٍ غير تاءِ التَّأْنيثِ لأنَّها في حُكْم الكلمةِ المُسْتَقلةِ.
وغُدُوٌّ : جَمْعُ غَدْوةٍ بحذْفِ الهاءِ ، وفي المُحْكم : جَمْعُ غَدَاةِ نادِرٌ ، ففي الكَلامِ نشْرٌ ولفٌّ غيرُ مرتَّبِ.
وقالَ الجَوْهرِي : قولُه تعالى : (بِالْغُدُوِّ وَالْآصالِ) (١) أَي بالغَدَواتِ فعبَّر بالفعْلِ عن الوَقْت كما يقالُ : أَتَيْتُكَ طُلوعَ الشمسِ أَي وَقْتِ طُلوعِ الشمسِ.
أَو لا يقالُ غَدايا إِلَّا مَعَ عَشَايا ، قالَ الجَوْهرِي : قوْلُهم : إِنِّي لآتِيه بالغَدَايا والعَشَايا ، هو لازْدِواجِ الكَلامِ كما قالوا : هَنَأَني الطَّعامُ ومَرَأَني ، وإنَّما هو أَمْرَأَني ، انتَهَى.
* قُلْت : فهذا إيماءٌ إلى القوْلِ المَشْهورِ فإنَّهم قالوا لا تُجْمَعُ الغَداةُ على غَدايا ، وإنَّما هو للازْدِواجِ ، وهذا عنْدَ مَنْ لم يُثْبِت الغَدِيَّة ، وبهذا سَقَطَ اعْتِراضُ الشَّهاب في شرْح الدَّرَّةِ على المصنَّفِ ، والجوْهرِي اقْتَصَرَ على الغداةِ ولم يَذْكُر الغَدِيَّة فذَكَرَ الازْدِواجَ ، والمصنَّفُ جَمَعَ بينَ الأقوالِ فاحْتاجَ إلى أن يُشيرَ إليه. وقالَ أبو حيَّان في تَذْكرتِه ما نَصّه : يزيلون اللّفْظَ عمَّا هو به أَوْلى لأجْلِ التّوافقِ والازْدِواجِ نحْو : «أَنْفِق بلالاً» ، ولا تَخْشَ من ذي العَرْشِ إِقْلالاً ، وارْجَعَنَّ مأْزُورَات غَيْر مأْجُورَات ، وليسَ من ذلك إِنِّي لآتِيه بالغَدَايا والعَشَايا ، لأنَّ الغَدَايا ليسَ جَمْع غَدَاةٍ وإنَّما هو جَمْعُ غَدِيَّة بمعْنَى غَدَاةٍ.
* قُلْت : فهذا كلّه تأْييدٌ لمَا ذَهَبَ إليه ابنُ الأعْرابي ، وقد وسَّع الكَلامَ فيه البَغْدادي في حاشِيَةِ الكَعْبِيةِ. وغَدا عليه غَدْواً ، بالفَتْح كما في المُحْكم ، وغُدُوَّا ، كسُمُوِّ كما في الصِّحاح والمُحْكم ، وغُدْوَةً ، بالضَّم ، وكَذلكَ اغْتَدَى : أَي بَكَّرَ ، ومنه قولُه تعالى : (غُدُوُّها شَهْرٌ وَرَواحُها شَهْرٌ) (٢) ، وقولُه تعالى : (أَنِ اغْدُوا عَلى حَرْثِكُمْ) (٣) ، وقولُ الشاعِرِ :
وقد أَغْتَدِي والطَّيْر في وكناتِها
وتقدَّمَ الكَلامُ على غَدْوَةٍ قرِيباً.
وفي المِصْباح : غَدا غُدُوَّا ، من بابِ قَعَدَ ، ذَهَبَ غدْوَةً ، هذا أَصْلُه ، ثم كَثُرَ حتى اسْتُعْمِل في الذَّهابِ والانْطِلاقِ أَيّ وَقْتٍ كانَ ، ومنه الحديثُ : «واغْد يا إبْلِيس» أي انْطَلِقْ.
وغادَاهُ مُغادَاةً : باكَرَهُ ، نقلَهُ ابنُ سِيدَه.
وفي الصِّحاح : غادَاهُ غَدَا عليه.
والغَدُ : أَصْلُه غَدْوٌ ، حذَفُوا الواوَ بِلا عِوَضٍ ، قالَ لبيدٌ أَو ذو الرُّمَّة :
وما النَّاسُ إِلَّا كالدِّيارِ وأَهْلِها |
|
بها يومَ حَلُّوها وغَدْواً بَلاقِعُ (٤) |
فجاءَ به على أصْلِه ، كما في الصِّحاح.
وفي النَّهايَةِ : الغَدْوُ أَصْلُ الغَدِ ، وهو اليَوْمُ الذي يأْتِي بعْدَ يَوْمِك ، فحذِفَتْ لامُه ولم يُسْتَعْملْ تامَّا إِلَّا في الشِّعْرِ ، ومنه قولُ عبدِ المطَّلبِ في قصَّةِ الفِيل :
لا يَغْلِبَنَّ صَليبُهُم |
|
ومِحالُهُمْ غَدْواً مِحالَكْ (٥) |
__________________
(١) الأعراف ٢٠٥ والرعد ١٥ والنور ٣٦٠
(٢) سبأ الآية. ١٢
(٣) القلم الآية. ٢٢
(٤) البيت للبيد ، ديوانه ط بيروت ص ٨٨ وللسان والتهذيب والصحاح منسوباً للبيد ، وعجزه في المقابيس ٤ / ٤١٥ بدون نسبة.
(٥) سيرة ابن هشام ١ / ٥٢ وقبله :
لا هم إن العبد يمنع رحله فامنع جلالك
وبعده :
إن كنت تاركهم وقبلتنا فأمر ما بدا لك
وزاد الهلبيي في الررض والأنف :
وانصر على آل الصليب |
|
وعابديه اليوم آلك |
والشاهد في اللسان. وأنظر الطبري.
قالَ : ولم يُرِدْ عبدُ المطَّلب الغَدَ بعَيْنِه ، وإنَّما أَرادَ القريبَ من الزَّمانِ ، انتَهَى.
وفي المُحْكم : يقالُ غَدَا غَدُك وغَدا غَدْوُكَ ، ناقصٌ وتامٌّ ، ومنه ما قَدَّمْت لغَدٍ ، بِلا واوٍ ، فإِذا صَرَفُوها قالوا : غَدَوْتُ أَغْدو غَدْواً وغُدُوَّا ، فأَعادُوا الواوَ.
وفي المِصْباح : الغَدُ اليومُ الذي بعْدَ يومِك على أَثرِهِ ثم توسَّعُوا فيه حتى أُطْلِق على البَعِيدِ المُتَرقَّبِ ، وأَصْلُه غِدْوٌ كفِلْسٍ لكن حُذِفَتِ اللامُ وجُعِلت الدالُ حَرْف إِعْراب ، قالَ الشاعرُ :
لا تَعْلُواها وادْلُواها دَلْواً |
|
إنَّ مَعَ اليَوْمِ أَخَاه غَدْوَا (١) |
وهو ، أي المَنْسوب إلى الغَدِ ، غَدِيُّ ، على الأصْلِ ، وإن شِئْتَ غَدَوِيٌّ بإثْباتِ الواوِ.
والغادِيَةُ : السَّحابَةُ تَنْشَأُ غُدْوَةً ، وفي الصِّحاح : صَباحاً.
أَو مَطْرَةُ الغَداةِ ، هذا قولُ اللّحْياني.
وقيلَ لابْنةِ الخُسِّ : ما أَحْسَنُ شيء؟ قالت : أَثرُ غادِيَةٍ في إثرِ سارِيَةٍ في مَثياء (٢) رابيَةٍ ، والجَمْعُ الغَوادِي ، ومنه قولُ الشاعِرِ :
من قبل أن تَرْشَفَ شمْسُ الضُّحَى |
|
رِيقَ الغَوادِي من ثغورِ الأقَاحِ |
والغَداءُ ، كسَحابٍ : طَعامُ الغُدْوَةِ.
وفي الصِّحاح : الطّعامُ بعَيْنِه ، وهو خِلافُ العَشاءِ ، ج أَغْدِيَةٌ.
وتَغَدَّى أَكَلَ أَوَّلَ النَّهارِ ، كغَدِيَ ، كرَضِيَ ، غداءً ، وهذه عن ابن القطَّاع.
وغَدَّيْتُه تَغْدِيَةً : أَطْعَمْتُه في ذلكَ الوقْتِ ، فهو غَدْيانُ ، وهي غَدْيا ، وأَصْلُها الواوُ لكن قُلِبَتْ اسْتِحْساناً لا عن قوّةِ علَّةٍ ، كما في المُحْكم. قال الجَوْهرِي : إذا قيلَ لكَ ادْنُ فتَغَدَّ ، قلتَ : ما بي من تَغَدَّ ولا تَعَشَّ ، ولا تَقُل ما بي غَدَاءٌ ولا عَشاءٌ ، لأنَّه الطَّعامُ بعَيْنِه.
وأَبو الغادِيَةِ : يَسارُ بنُ سَبُعٍ الجهنيُّ صَحابيُّ بايَعَ رَسُولَ اللهِ صلىاللهعليهوسلم ، وهو قاتِلُ عمَّار بن ياسِرِ ، رضياللهعنهما ، مَذْكُور في تاريخِ دِمَشْق.
وفي الصَّحابةِ : أَبو الغادِيَةَ المُزَنِي ، قيلَ هو غَيْرُ الأوّل ، وقيلَ : هو مُخْتَلف في اسْمِه.
والغادِي : الأسَدُ لغُدوِّه على الصَّيْد.
والغَدَّاءُ بنُ كَعْبٍ بنِ بهوشِ بنِ عامرِ بنِ غنمة بنِ ثَعْلَبَة ابنِ تيمِ اللهِ ، مُشدَّدٌ ، وهو جَدُّ عَمْرِو بنِ عرْوَةَ الشاعِرِ.
وما تَرَكَ مِن أبيهِ مَغْدًى ولا مَراحاً وَمَغْداةً ولا مَراحَةٌ ، أَي شَبَهاً ، نقلَهُ ابنُ سِيدَه.
والغَدَوِيُّ ، كَعَربِيٍّ : كلُّ ما في بُطونِ الحَوامِلِ من الإبِلِ والشاءِ ، عن أبي عُبيدَةَ ، أَو خاصٌّ بالشَّاءِ ، كذا هو في لغَةِ النبيِّ صلىاللهعليهوسلم. أَو هو أَنْ يُباعَ البَعيرُ أَو غيرُهُ بما يَضْربُ الفَحْلُ ، أَو أَنْ تُباعَ الشَّاةُ بما نَزَا بِه الكَبْشُ.
وفي الصِّحاح : أَنْ يُباعَ الشيءُ بما نَزَا به الكَبْشُ ذلكَ العامَ ، قالَ الفَرَزْدَق :
ومُهورُ نِسْوتِهِمْ إذا ما أَنْكَحوا |
|
غَدَوِيٌّ كلّ هَبَنْقَعٍ تِنْبالِ (٣) |
قالَ : مَنْسوبٌ إلى غَدٍ كأَنَّهم يمنونه فيقولونَ : تَضَعُ إِبلُنا فنُعْطِيك غَداً.
وفي النهايَةِ في حديثِ يَزِيد بنِ مُرَّة : نُهِي عن الغَدَوِيِّ ، وهو كلُّ ما في بُطونِ الحَوامِلِ ، كانَ الرَّجلُ يَشْتري بالجَمَلِ أَو العَنْز أو الدَّراهمِ ما في بُطونِ الحَوامِلِ ، وهو غَرَرٌ فنُهِي عنه ، انتَهَى ، وقَال الشاعِرُ :
أَعْطَيْت كَبْشاً وارِمَ الطِّحالِ
__________________
(١) اللسان وفيه : «لا تغلواها» وفي المصباح : «لا تقلواها».
(٢) في اللسان : ميثاء.
(٣) ديوانه : ٧٢٩ اللسان والتهذيب والصحاح ، ويروى : «غذوي».
بالغَدَوِيَّاتِ وبالفِصالِ |
|
وعاجِلاتِ آجلِ السِّخَالِ |
في حلَقِ الأَرْحامِ ذِي الأَقْفالِ (١)
* وممَّا يُسْتدركُ عليه :
الغُدَى ، كهُدَى : جَمْعُ غُدْوَةٍ ، ومنه قولُ الشاعِر :
بالغُدَى والأَصائِلِ
ونقلَ شيْخُنا في الغَدْوَة الفَتْح والكَسْر ، فهو مُثَلَّثٌ ، قالَ : والفَتْح مَشْهورٌ والكَسْر قَليلٌ أَو مُنْكرٌ.
وقالَ ابنُ الأَثير : الغَدْوَةُ ، بالفَتْح ، المرَّةُ من الغُدُوِّ ، وهو سَيْرُ أَوَّلِ النَّهارِ ، ويُقابِلُها الرَّوْحَة ويُسَمَّى السُّحُور غَدَاء لأنَّه للصَّائم بمنْزِلَتِه للمُفْطِرِ ، ومنه تَغَدَّى في رَمَضانَ أَي تَسَحَّرَ.
والغَداءُ : رَعْيُ الإِبِلِ في أوَّلِ النَّهارِ ، وقد تَغَدَّتْ ، عن أَبي حنيفَةَ.
وهو ابنُ غَداتَيْنِ : أي ابنُ يَوْمَيْن.
وارْكَبْ إليه غُدَيَّة ، كسُمَيَّة ، تَصْغِيرُ غَداةٍ.
وامْرأَةٌ غَدْيانَةٌ عَشْيانَةٌ (٢) ، نقلَهُ الزَّمَخْشري.
وأَتَيْته غُدَيَّانات ، على غيرِ قِياسٍ ، كعُشَيَّانات ، حَكَاهُما سِيْبَوَيْه ، وقالَ : هُما تَصْغيرٌ شاذٌّ.
وغادِيَةُ بنْتُ قَزَعَةَ ، امْرأَةٌ من بَنِي دُبَيْرٍ.
وأبو الغادِي : الحَسَنُ بنُ أَحمدَ بنِ عبدِ اللهِ رَوَى عنه الحاكِم.
وأَبو السيَّار غادِي بنُ سندٍ (٣) كتَبَ عنه السَّلفِي.
[غذو] : وكالغَذِيِّ ، كغَنِيِّ ، والغَذَوِيِّ ، محرَّكةٌ ، في الكلِّ ممَّا ذُكِرَ من المَعانِي ، أَي من عِنْدَ قوْلِه والغَدَوِيّ كعَرَبيِّ إلى آخِرِه. وهنا ذَكَرَه الجَوْهرِي وغيرُهُ مِن الأئِمَّة.
قالَ ابنُ الأعرابي : الغَذَوِيُّ البَهْمُ الذي يُغْذَى ، قالَ : وأَخْبَرني أعرابيٌّ من بَلْهُجَيْم أَنَّ الغَذَوِيَّ الحَمَلُ أَو الجَدْيُ لا يُغَذَّى بلَبَنِ أُمِّه ، بل يُعاجَى بلَبَنِ غيرِها أَو بشيءٍ آخرٍ ، وروى بَيْت الفَرَزْدق بمعْجمةٍ.
وفي الصِّحاح : قالَ خَلَف الأَحْمر : غَذِيُّ المالِ وغَذَوِيُّه : صِغارُه كالسِّخالِ ونحْوِها. ويقالُ : الغَذَوِيُّ أن يُباعَ بنِتاج ما نَزَا به الكَبْشُ ذلكَ العامَ ، وأَنْشَدَ بَيْتَ الفَرَزْدق.
والغَذِيُّ ، كغنِيِّ : السَّخْلَةُ ، ج غِذاءٌ ، كفَصِيل وفِصالٍ ، ومنه قولُ عُمَر ، رضياللهعنه : «احْتَسِبْ (٤) عليهم بالغِذاءِ» ، كما في الصِّحاح ، أَي قالَهُ لعامِلِ الصَّدَقاتِ.
وقالَ ابنُ فارِسَ : غَذِيُّ المالِ صِغارُه كالسِّخالِ ونحْوها.
قالَ صاحِبُ المِصْباح : فعلى هذا يكونُ الغَذِيُّ مِن الإبِلِ والبَقَرِ والغَنَم ، قالَ : ويقالُ : غَذِيُّ المالِ وغَذَوِيُّه ، ثم نَقَلَ قولَ أَعْرابيٍّ مِن بَلْهُجَيم الذي ذَكَرَه الجَوْهري ، وقالَ : فعلى هذا الغَذَوِيُّ غَيْر الغَذِيِّ ، وعليه كَلام الأزْهرِي.
قالَ ابنُ فارِسَ : وقد يَتَوهَّمُ المُتَوَهِّم أنَّ الغَذَوِيَّ من الغَذِيِّ ، وهو السَّخْلَةُ. وكَلامُ العَرَبِ المَعْرُوف عِنْدهم أَوْلى مِن مَقايِيسِ المُولّدِين.
والغِذاءُ ، ككِساءٍ : ما به نَماءُ الجِسْمِ وقِوامُه.
وفي الصِّحاح والمِصْباح : ما يُغْتَذَى به مِن الطَّعامِ والشَّرابِ ، يقالُ : غَذاهُ ، أَي الصَّبيَّ ، باللَّبَنِ غَذْواً ، بالفَتْح ، رَبَّاهُ به وغَذَّاهُ تَغْذِيَةً ، مُبالغَةً ، واسْتَعْمل أَيُّوبُ بنُ عبايَةَ الغِذاءَ في سَقْي النَّخْل فقالَ :
فجاءَتْ يَداً مَعَ حُسْنِ الغِذَا |
|
إذ غَرْسُ قوْمٍ طَوِيلٌ قَصِيرُ (٥) |
__________________
(١) اللسان والتهذيب بدون نسبة.
(٢) في الأساس : غديانة وعشيانة.
(٣) في التبصير ٣ / ١٠٣٨ : أُسيد.
(٤) في الصحاح : «أمحتسبُ» وصوب ابن بري عبارة الأصل.
(٥) اللسان برواية : «قوم قصيرٌ طويلٌ».
واغْتَذَى وتَغَذَّى ، مُطاوِعَانِ ، والغَذا ، مَقْصورَةٌ ، كذا هو في النُّسخِ بالألِفِ والصَّوابُ رَسْمه بالياءِ ، بَوْلُ الجَمَلِ ، وقد غَذاهُ وغَذَا به يَغْذُوه غَذْواً : قَطَعَهُ ، كغَذَّاهُ تَغْذِيَةً.
وغَذَا البَوْلُ نَفْسُه : انْقَطَعَ ، كما في الصّحاح.
وفي المُحْكم : يَغْذُو غَذْواً وغَذَواناً : سَالَ ، فهو لازِمٌ متعدٍّ.
وقالَ ابنُ القطَّاع : هو مِن الأضْدادِ.
وغَذَا الفَرَسُ يَغْذُو غَذْواً وغَذَواناً : أَسْرَعَ ، نقلَهُ الجَوْهرِي.
وفي المُحْكم : مَرَّ مَرَّا سَرِيعاً.
وغَذَا العِرْقُ يَغْذُو غَذْواً : سَالَ دَماً ، وقيلَ : كلُّ ما سَالَ فقد غَذَا ماءً أَو دَماً أَو عَرَقاً ، كَغَذَّى تَغْذِيَةً في العِرْقِ ، عن الجَوْهرِي.
والغَذَوانُ ، محرَّكةَ : الفَرَسُ النَّشِيطُ المُسْرِعُ ، أَو الذي يغذي (١) ببَوْله إذا جَرَى ، وبهما فُسِّر قولُ الشاعِرِ :
وصَخْر بن عَمْرِو بنِ الشَّريدِ كأَنَّه |
|
أَخُو الحَرْبِ فَوْقَ القارِح الغَذَوانِ (٢) |
ورُوي بيتُ امْرىءِ القَيْسِ :
كَتَيْسِ ظِباءِ الحُلَّبِ الغَذَوانِ (٣)
وفُسِّرَ بالمُسْرِعِ.
والغَذَوانُ مِن الرِّجالِ : السَّلِيطُ الفاحِشُ ، وهي بهاءٍ.
قالَ الفرَّاءُ : امرأَةٌ غَذَوانَةٌ فاحِشَةٌ.
والغَذَوانُ : اسمُ ماءٍ (٤) بينَ البَصْرَةِ والمَدِينَةِ ، كأَنَّهُ مُثَنَّى غذا ، وضَبَطَه نَصْر بالفَتْح.
واسْتَغْذاهُ : صَرَعَهُ فشَدَّ صَرْعَهُ.
والغاذِيَةُ : عِرْقٌ سُمِّيَت به لأنَّها تَغْذو دَماً.
وهو غاذِي مالِ : أَي مُصْلِحُه وسائِسُه ، كأَنَّه يَغْذُوه أَي يُرَبِّيه.
والتَّغْذِيَةُ : التَّرْبِيَةُ ، التَّثْقِيلُ للمُبالغَةِ.
* وممَّا يُسْتدركُ عليه :
غَذَا الجُرْحُ يَغْذُو : دَامَ سَيَلانُه.
وغَذَّى الكَلْبُ ببَوْلِه يُغَذَّي : أَلْقاهُ دَفْعَةً دَفْعَةً.
والغاذِي : الجُرْحُ لا يَرْقأُ.
وفلانٌ خَيْرُه يتَغَذَّى كلَّ يَوْمٍ : أَي يَنْمُو (٥) ويَزِيدُ.
والنارُ تُغَذَّى بالحَطَبِ.
وغذوا (٦) بِلبانِ الكرم ، والثلاثَةُ مِن المجازِ.
وغُذَيٌّ ، كسُمَيٍّ : تَصْغيرُ الغَذِيِّ للسَّخْلَةِ عن خَلَفِ الأحْمر وقيلَ غُذَيّي بَهْمٍ لَقَبُ رجُلٍ ، عن شَمِرٍ وغُذَيُّ جد أبي هالَةَ زَوْج خَدِيجَة والغاذِيَةُ من الصَّبيِّ الرَّمَّاعَةُ ما دامَتْ رَطْبَةً ، فإذا صَلُبَتْ وصارَتْ عَظْماً فهي يافُوخٌ ، والجَمْعُ الغَواذِي ، عن أَبي زيْدٍ.
والمغذيَةُ والمغذاةُ : من أَسْماءِ بئْرِ زَمْزَم.
والغَيْذَاءُ (٧) ، فَيْعَلٌ مِن غَذَا يَغْذُو إذا سَالَ ، اسْمٌ للسَّحابِ ، جاءَ ذِكْرُه في الحديثِ.
قالَ الزَّمَخْشري : ولم أُسْمَعْ بفَيْعَلٍ في مُعْتَل اللامِ غَيْر هذا والكَيْهاء (٨) للناقَةِ الضَّخْمَةِ.
[غذي] : ي غَذَيْتُه غِذاءً : مِثْلُ غَذَوْتُه غِذاءً ، أَي رَبَّيْته ، عَرَفَه ابنُ سِيدَه ، ولم يَعْرِفْه الجَوْهرِي فأَنْكَرَه ، ونَصّه : غَذَوْتُ الصَّبيَّ باللَّبَنِ فاغْتَذَى ، أَي رَبَّيْته به ، ولا يقالُ غَذَيْته ، بالياءِ.
[غرو] : وغَرَا السَّمَنُ قَلْبَهُ يَغْرُوه غَرْواً : لَزِقَ به وغَطَّاه ، نقلَهُ ابنُ سِيدَه.
وغَرَا الجِلْدَ يَغْرُوه غَرْواً : ألْصَقَهُ بالغِراءِ.
__________________
(١) في اللسان : «يغذو».
(٢) اللسان.
(٣) ديوانه ط بيروت ص ١٧١ برواية «العدوان» ، وصدره :
مكرٍّ مفرٍّ مقبلٍ مدبرٍ معاً
وعجزه في اللسان والتهذيب ومعجم البلدان : «غذوان».
(٤) في القاموس : بالرفع منونة ، والكسر ظاهر.
(٥) في الأساس «غذذ» : ينمى ويزيد.
(٦) في الأساس «غذذ» : وغدي.
(٧) في النهاية «غيذ» والغَيْذَى.
(٨) في الفائق ٢ / ٢١٦ الكيهاة ، بمعنى الكهاة.
وقَوْسٌ مَغْرُوَّةٌ ومَغْرِيَّةٌ أَيْضاً حَكَاها ابنُ السِّكِّيت ، كما في الصِّحاح.
قالَ ابنُ سِيدَه : بُنِيَتِ الأخيرَةُ على غَرَيْت ، وإلا فأصْلُه الواو.
وغَرِيَ به ، كرَضِيَ غَراً ، مَقْصورٌ ، عن أبي الخطَّاب ، وغِراءً ، ككِساءٍ ، وضَبَطَه في المُحْكم كسَحابٍ ، وجَعَلَه الجَوْهرِي اسْماً ، أُولِعَ به ولَزِمَه من حيثُ لا يَحْملُه عليه حامِلٌ ، فهو غَرٍ بِهِ مَنْقوصٌ ، كأُغْرِيَ به وغُرِّيَ ، مضمُومَتَيْنِ ، الأخيرَةُ مُشدَّدَة (١) ، كما هو نَصُّ المُحْكم.
وغَرِيَ الغَدِيرُ : بَرَدَ ماؤُه ، هكذا في سائِرِ النسخِ والصَّوابُ : غَرِيَ العِدُّ بَرَدَ ، كما هو نَصُّ المُحْكم ، وأَنْشَدَ لِعَمْرِو بنِ كُلْثوم :
كأَنَّ مُتُونَهُنَّ مُتُونُ عِدِّ |
|
تُصَفِّقُه الرِّياحُ إذا غَرِينا (٢) |
وأَغْراهُ به ، لا غَيْر ، أَي لا يقالُ فيه غَراهُ به ، والاسْمُ الغَرْوَى : أَي ولَّعُه به فهو مُغْرًى به ، ومنه إغْراءُ الكَلْبِ بالصَّيْدِ.
ومِن المجازِ : أغْرَى بَيْنَهم العَداوَةَ والبَغْضاءَ ، والاسْمُ الغَراةُ ، كما في الصِّحاح ، أي أَلْقاها كأَنَّه أَلْزَقَها بهم.
والغَرَا ، كالعَصَا ، ما طُلِيَ به ، عن شَمِرٍ ، أَو لُصِّقَ به ، كما في الصِّحاح ، وهو مَعْمولٌ من الجُلُودِ ، كما في المِصْباح.
أَو شيءٌ يُسْتَخْرَجُ من السَّمَكِ ، كالغِراءِ ، ككِساءِ ، إذا فَتَحْته قَصَرْت ، وإذا كَسَرْته مَدَدْتَ.
قالَ شَمِرٌ : الغِراءُ ، مَمْدودٌ ، الطّلاءُ الذي يُطْلَى به ، ويقالُ : إِنَّه الغَرا بفَتْح الغَيْن مَقْصورٌ.
وقالَ أَبو حَنِيفَةَ : قوْمٌ يَفْتحونَ الغَرَاء فيَقْصُرُونَه وليسَتْ بالجَيِّدَةِ. والغَرَا : ولَدُ البَقَرةِ ، وخَصَّ بعضٌ بالوَحْشِيَّةِ ، تَثْنِيَتُه غَرَوانِ ، والجَمْعُ أَغْراءٌ ، ويُرْسَمُ بالألِفِ.
ويقالُ للحُوارِ أَوَّل ما يُولَدُ : غَراً أَيْضاً.
وقيلَ : هو الوَلَدُ الرَّطْبُ جِدّاً.
وقيلَ : كُلُّ مَوْلودٍ غَراً حتى يَشْتَدَّ لَحْمه.
يقالُ : أيُكلِّمُني وهو غَراً.
والغَرَا : المَهْزُولُ جِدًّا ، على التَّشْبيهِ.
كالغَراةِ ، ومنه الحديثُ : «لا تَذْبَحُوه غَرَاةً حتى يَكْبَرَ» ج أغْراءٌ.
والغَرَا : الحُسْنُ ، ومنه الغَرِيُّ ، كَغَنِيٍّ : الحَسَنُ الوَجْهِ مِنَّا ، والحَسَنُ مِن غيرِنا.
والغَرِيُّ : البِناءُ الجَيِّدُ الحَسَنُ.
ومنه الغَرِيَّانِ : وهُما بِناءان مَشْهورانِ بالكوفةِ عنْدَ الثَّوِيَّة حيثُ قَبْر أَمِيرِ المُؤْمِنِين عليّ ، رضياللهعنه ، زَعَمُوا أنَّهما بَناهُما بعضُ مُلوكِ الحِيرَةِ ، قالَهُ نَصْر ، وفيهما يقولُ الشاعِرُ :
لو كانَ شيءٌ لَهُ أَلَّا يَبِيدَ على |
|
طُولِ الزَّمانِ لَمَا بادَ الغَريَّانِ (٣) |
وقالَ الجَوْهرِي : هُما بِناءانِ طَوِيلانِ يقالُ هُما قَبْرا مالِكٍ وعَقِيلٍ نَدِيمَي جَذيمَةَ الأبْرش ، وسُمَّيا غَريَّيْن لأنَّ النُّعْمانَ بن المُنْذرِ كانَ يُغَرِّيهما بدَمِ مَنْ يَقْتُله إذا خَرَجَ في يَوْم بُؤْسِه ، فسِياقُ الجَوْهرِي يَقْتَضِي أنَّهما سُمِّيا بالتَّغْرِيَةِ وهو الإلْصاقُ.
وسِياقُ المصنِّف أنَّه مِن الحُسْنِ.
ولا غَرْوَ ولا غَرْوَى ، وعلى الأوَّل اقْتَصَرَ الجَوْهرِي ، أَي لا عَجَبَ.
وفي الصِّحاح : أَي ليسَ بعَجَبٍ.
ورجلٌ غِراءٌ ، ككِساءٍ : لا دابَّةَ له ، ومنه قولُ أَبي نُخَيْلة السَّعْدي :
__________________
(١) في القاموس بالتخفيف.
(٢) من معلقته ، مختار الشعر الجاهلي ٢ / ٣٧٢ برواية :
كأن متونهن متون غدر |
|
تصفقها الرياح إذا جرينا |
والمثبت كرواية اللسان.
(٣) معجم البلدان : «الغربان» ونسبه لمعن بن زائدة. وفي اللسان بدون نسبة.
بَلْ لَفَظَتْ كلَّ غِراءٍ معصم (١)
وغارَى بينَ الشيئينِ غِراءً : وَالَى ، حكَاهُ أَبو عبيدٍ عن خالِدِ بنِ كُلْثوم ، ومنه قولُ كثيِّرٍ :
إذا قُلتُ : أَسْلُو فاضَتِ العَيْنُ بالبُكى |
|
غِراءً ومَدَّتها مَدامِعُ حُفَّلُ (٢) |
قالَ : وقالَ أَبو عُبيدَةَ : هي فاعَلَت من غَرِيت بالشيءِ أَغْرَى به ، كذا في الصِّحاح.
وغارَى فُلاناً يُغارِيه مُغارَاةً وغِراءً : لاجَّهُ ، عن أَبي الهَيْثمِ وأَنْكَرَ غَرِيَ بِه غِرَاءً.
والتَّغْرِيَةُ : التَّطْلِيَةُ. يقالُ : مَطْلِيٌّ مُغَرَّى ، بالتَّشْديدِ.
والغُراوَى ، كالرُّغامَى : الرَّغْوَةُ ، ج غَراوي ، بالفَتْح ، وكأَنَّه مَقْلوبٌ منه ، فإنَّه تقدَّمَ له الرَّغاوى الرَّغْوَة وجَمْعُه بالفَتْح.
وغَرِيَّةٌ ، كغَنِيَّةِ : ع بحَوْرَانَ (٣).
وأَيْضاً : مَوْضِعٌ قُرْبَ فيد بَيْنهما مَسافَةُ يَوْم ، وثم ماءٌ يقالُ له غمر غَرِيَّة ، ويقالُ هو بالزَّاي.
وغَرِيَّةٌ ، كسُمَيَّة : ماءٌ لغَنِيٍّ قُرْبَ جَبَلَة وهو أَغْزَرُ ماءٍ لهم.
وغُرَيٌّ ، كسُمَيٍّ : ماءٌ قُرْبَ أجأَ لطَيِّىءٍ.
* وممَّا يُسْتدركُ عليه :
الغَرِيُّ ، كغَنِيٍّ : صِبْغٌ أَحْمَر كأنَّه يُغْرِي قالَ الشاعِرُ :
كأنَّما جَبِينُه غَرِيُّ
وأَيْضاً : اسْمُ صَنَمٍ كانَ يُطْلَى به ويُذْبَح عليه. ومَشْهَدُ الغَرِيّ : بالعِرَاقِ.
والغَرِيَّانِ : خَيَالانِ مِن أَخْيِلَةِ حمَى فَيْد يَطَؤُهُما طَرِيقُ الحاجِّ بَيْنهما وبينَ فَيْد سِتَّةَ عَشَرَ مِيلاً ، ومنه قولُ خطام المُجاشِعِيّ :
أَهَلْ عَرَفْتَ الدارَ بالغَرِيَّيْنْ |
|
وصالِياتٍ كَكَما يُؤَثْفَيْنْ (٤) |
والغَرِيُّ ، كغَنِيٍّ : موضِعٌ ، ومنه قولُ الشاعِرِ :
وبَقْلٌ بأَكْنافِ الغَرِيِّ تُؤَانُ (٥)
أَرادَ : تُؤَامُ فأَبْدَلَ.
والغَرْوُ : مَوْضِعٌ آخَرُ.
وفي المَثَلِ : أَدْرِكْنِي ولو بأَحَدِ المَغْرُوَّيْنِ ، أَي بأَحَدِ السَّهْمَيْن.
وقالَ ثَعْلبٌ : أَدْرِكْني بسَهْمٍ أَو برُمْحٍ ، كذا في الصِّحاحِ ، والقَوْلُ الأوَّل هو الذي ذَكَرَه أَبو عليٍّ في البصريات.
ويقالُ أَيْضاً : أَنْزِلْني ولو بأَحَدِ المَغْرُوَّيْن ، أَي بأَحَدِ السَّهْمَيْن ، وأَصْلُه أَنَّ رجُلاً رَكِبَ بَعِيراً فَتَقَحَّمَ به فاسْتغاثَ بصاحِبٍ له معه سَهْمانِ فقالَ ذلكَ.
والغَرَا : الغِرْسُ يَنْزلُ مع الصَّبيّ.
وغَرَيْت السَّهْمَ : مثْلُ غَرَوْته.
وغِرْيان ، بالكسْر أَو بالفَتْح : كُورَةٌ بالمَغْرِبِ مِن أَعْمالِ طَرَابُلُس ينْبتُ بها الزَّعْفران ، منها : عبدُ الرحمنِ بنُ أَحمدَ ابنِ محمدِ بنِ أَبي القاسِمِ الغَرْيانيُّ أَحَدُ الفُضَلاءِ بتُونس ، وكانَ أَبوهُ قاضِياً بطَرَابُلُس ، قالَهُ الحافِظُ.
ونفيسُ بنُ عبدِ الرحمنِ الغَرَوِيُّ سَمِعَ ابنَ قدامَةَ ،
__________________
(١) اللسان وفيه : «معظم» بدل : «معصم».
(٢) ديوانه ص ٢٥٥ واللسان والصحاح والتهذيب والتكملة قال الصاغاني : والبيت مغير الاول ، والآخر مداخل ، والرواية :
إذا قيل : مهلاً غارت العين بالبكا |
|
غراء ومدتها مدامع بهلُ |
وقبله :
محاجرها السفلى نهال فريغة |
|
وأرجاؤها العليا حواشك حفلُ |
(٣) في ياقوت : قرية من أعمال زرع من نواحي حوران.
(٤) الصحاح واللسان وبينهما :
لم يبق من آي بها بحلين |
|
غير حُطام ورماد كنفين |
والتكملة ، قال الصاغاني : والمشطور الثاني لخطام الريح والمشطور الاول ليس في رجزه ، وإنما هو للكميت ، والرواية : هل تعرف المنزل.
(٥) اللسان وصدره :
أغرك يا موصول منها ثمالةُ
وكأَنَّه مَنْسوبٌ إلى الغَرِي الذي بالكُوفَةِ.
وغَرِيَ فلانٌ : إذا تَمادَى في غَضَبِه.
وغَرَوْت : أَي عجبْتُ ، نقَلَهُما الجَوْهرِي.
وأَغْرى اللهُ تعالى الشَّيءَ : حَسَّنَه ، عن ابنِ القطَّاع.
[غزو] : وغَزَاهُ غَزْواً بالفَتْح : أَرادَهُ وطَلَبَه.
وغَزَاهُ غَزْواً : قَصَدَهُ ، كغَازَهُ غَوْزاً ، كاغْتَزَاهُ : أَي قَصَدَهُ ، نقلَهُ ابنُ سِيدَه.
وغَزَا العَدُوَّ يَغْزُوهم : سارَ إلى قِتالِهم وانْتِهابِهِم.
وقالَ الرَّاغبُ : خَرَجَ إلى مُحاربَتِهم غَزْواً ، بالفَتْح ، وغَزَواناً ، بالتحْرِيكِ وقيلَ بالفَتْح عن سِيْبَوَيْه ، وغَزاوَةً ، كشقَاوَةٍ ، وأَكْثَرُ ما تَأْتي الفَعالَةُ مَصْدراً إذا كانتْ لغيرِ المُتَعدِّي ، فأَمَّا الغَزاوَةُ ففِعْلُها مُتَعَدٍّ ، فكأَنَّها إنَّما جاءَتْ على : غَزُوَ الرجلُ : جادَ غَزْوُه ، وقَضُوَ جادَ قَضاؤُهُ ، وكما أنَّ قوْلَهم : ما أَضْرَبَ زيْداً كأَنَّه على : ضَرُبَ زَيْد : جادَ ضَرْبُه ، قالَ ثَعْلبٌ : ضَرُبَتْ يَدُهُ جادَ ضَرْبُها.
وهو غازٍ ، ج غُزًّى ، كسابِقٍ وسُبَّقٍ ، ومنه قولُه تعالى : (أَوْ كانُوا غُزًّى) (١) ، وغُزِيٌّ ، كدُلِيٍّ على فعُولٍ.
والغَزِيُّ ، كغَنِيٍّ : اسْمُ جَمْعٍ ، وجعَلَهُ الجَوْهرِي جَمْعاً كقاطِنٍ وقَطِينٍ وحاجٍّ وحَجِيجٍ.
وأَغْزاهُ : حَمَلَه عليه ، أَي على الغَزْوِ.
وفي الصَّحاح : جَهَّزَهُ للغَزْوِ ، كغَزَّاهُ بالتَّشْديدِ.
وأَغْزَاهُ ، أَمْهَلَهُ وأَخَّرَ ما لَهُ عليه من الدَّيْنِ ، نقلَهُ الجَوْهرِي.
وأَغْزَتِ النَّاقَةُ : عَسُرَ لِقاحُها فهي مُغْزٍ ، نقلَهُ الأزْهرِي والجَوْهرِي.
وأَغْزَتِ المرأَةُ : غَزَا بَعْلُها ، فهي مُغْزِيَةٌ ، نقلَهُ الأزْهري والجَوْهرِي.
ومنه حديثُ عُمَر : «لا يزالُ أَحدُكم كاسِراً وِسادَهُ عنْدَ مُغْزِيَةٍ». ومَغْزَى الكَلام : مَقْصِدُهُ ، وعرفْتُ ما يُغْزَى من هذا الكَلام : أَي ما يُرادُ ، نقلَهُ الجَوْهرِي ، وهو مِن عزا الشيءَ إذا قَصَدَه.
والمَغازِي : مَناقِبُ الغُزاةِ ، ومنه قولُهم : هذا كتابُ المَغازِي ، قيلَ : إِنَّه لا واحِدَ له ، وقيلَ : واحِدُ مَغْزاةٌ أَو مَغْزًى.
وناقَةٌ مُغْزِيَةٌ ، كمُحْسِنَةٍ : زادَتْ على السّنَةِ شهْراً أَو نَحْوَه في الحَمْلِ ، كذا في المُحْكم.
وقالَ الأُموي : هي التي جازَتِ السَّنَة ولم تَلِدْ مِثْل المِدْراجِ ، كذا في الصِّحاح.
وقالَ الأزْهري : هي التي جازَتِ الحَقَّ ولم تَلِدْ ، قالَ : وحَقُّها الوَقْت الذي ضُرِبَتْ فيه.
وغَزْوِي كذا : أَي قَصْدِي كذا.
وغَزْوانُ : مَحَلَّةٌ بهَراة.
وأَيْضاً : جَبَلٌ بالطَّائِفِ.
وفي التَّكْمِلةِ : الجَبَلُ الذي على ظَهْرِهِ مدِينَةِ الطائِفِ.
وغَزْوانُ : اسْمُ رجُلٍ (٢) ، وهو غَزْوانُ بنُ جَريرٍ ، تابِعِيٍّ عن عليٍّ ، ثقَةٌ.
وسَمَّوْا غَازِيَةَ ، مُخَفَّفاً ، وغَزِيَّةَ ، كغَنِيَّة ، وغُزَيَّةَ ، كسُمَيَّةَ ، وغُزَيَّ ، مِثْلُ سُمَيٍّ.
أَمَّا مِن الأَوَّل : فالحَسَنُ بنُ أَحمدَ بنِ غازِيَةَ الواسِطِيُّ رَوَى عن خالِهِ أَحمدَ بنِ الطيِّبِ الطحَّانِ.
ومِن الثَّاني : غَزِيَّةُ بنُ الحارِثِ الأنْصارِيُّ ، وغَزِيَّةُ بنُ عَمْرِو بنِ عطيَّةَ الأنْصاريُّ صَحابيَّانِ ، وأَبو غزِيَّة الأنْصارِيُّ صَحابيٌّ أَيْضاً رَوَى عنه ابْنُه غَزِيَّةُ يُعَدُّ في الشامِيِّين.
ومِن الثَّالثِ : ابنُ غُزَيَّةَ : مِن شُعَراءِ هُذَيْل ، وغُزَيَّةَ بنْتُ دُودَانَ أُمُّ شريكٍ من بَني صَعْصَعَة بنِ عامِرٍ ، وهي التي (وَهَبَتْ نَفْسَها لِلنَّبِيِّ) صلىاللهعليهوسلم ، ويقالُ : اسْمُها غُزَيْلَةُ ، وغُزَيَّةُ بنْتُ الحارِثِ ، أُمُّ قدامَةَ بنِ مَظْعُون وإخْوتِه.
ومِن الرَّابعِ : عَمْرُو بنُ غُزَيٍّ رَوَى عن عمِّه علْباءَ بنِ
__________________
(١) سورة آل عمران ، الآية ١٥٦.
(٢) في القاموس بالرفع ، والكسر ظاهر.
أَحْمَدَ (١) عن عليٍّ.
وابنُ غَزْوٍ ، كدَلْوٍ : مُحَدِّثٌ ، هو عبدُ الرحمنِ بنُ غَزْوٍ ، ذَكَرَه الصَّاغاني.
وربيعَةُ بنُ الغازي ، ويقالُ : هو ربيعَةُ بنُ عَمْرِو بنِ الغازِي الجرشيُّ الدِّمَشْقيُّ تابعيٌّ على الصَّحِيحِ ، وقد اخْتُلِف في صُحُبتِه ، رَوَى عن عائِشَة وسعدٍ ، وعنه ابْنُه أَبو هِشامٍ الغازِي وعطيَّةُ بنُ قَيْسٍ ، وكان يُفْتي الناسَ زَمَنَ مُعاوِيَةَ ، قتِلَ بمرْجِ الرَّاهط سَنَة ٦٤ ، وهو جَدُّ هِشامِ بنِ الغازِي ، وقد نزلَ صَيْداءَ من ولدِه أَبو اللَّيْث محمدُ بنُ عبدِ الوهَابِ بنِ غاز رَوَى عنه ابنُ جميعٍ الصَّيْداوِي.
واغْتَزَى بفُلانٍ : اخْتَصَّ به من بينِ أَصْحابِهِ ، كاغتز به ، قالَ الشاعرُ :
قد يُغْتَزَى الهِبْرانُ بالتَّجَرُّمِ
التَّجَرُّمُ هنا : ادِّعاءُ الجُرْم.
* وممَّا يُسْتدركُ عليه :
الغَزاةُ ، كحَصاةٍ : اسْمٌ مِن غَزَوْت العَدُوَّ.
قالَ ثَعْلبٌ : إذا قيلَ غَزاةٌ فهو عَمَلُ سَنَةٍ ، وإذا قيلَ غَزْوَةٌ فهي المَرَّةُ الواحِدَةُ من الغَزْوِ ، ولا يَطَّردُ.
وقالوا : رجُلٌ مَغْزِيٌّ ، والوَجْهُ في هذا النَّحْوِ الواوُ ، والأُخْرى عَرَبِيَّة كَثِيرَةٌ.
والنِّسْبَةُ إلى الغَزْوِ : غَزْوِيٌّ ، كما في نسخِ الصِّحاحِ أَي بالفَتْح (٢).
وقالَ ابنُ سِيدَه : غَزَوِيٌّ ، بالتَّحْرِيكِ ، قالَ : وهوَ مِن نادِرِ مَعْدُول النُّسَبِ.
وغَزا إليه غَزْواً : قَصَدَهُ.
والمَغازِي : مَواضِعُ الغَزْوِ ، واحِدُها مَغْزاةٌ.
ومَغازِي رَسُولِ اللهِ صلىاللهعليهوسلم ، غَزَواتُه.
والغِزْوَةُ ، بالكَسْرِ : الطلبَةُ. وجَمْعُ الغازِي : غُزاةٌ ، كقاضٍ وقُضاةٍ ، وغُزَّاءٌ ، كفاسِقٍ وفُسَّاقٍ ، نقلَهُما الجوْهَرِي ، وأَنْشَدَ لتأَبَّط شرًّا :
فيَوْماً بغُزَّاءٍ ويوماً بسُرْيةِ |
|
ويوماً بخَشْخاشٍ مِنَ الرَّجْلِ هَيْضَلِ (٣) |
وأَتانٌ مُغْزِيةٌ : متَأَخَّرةُ النَّتاجِ ثم تُنْتَج ، نقلَهُ الجَوْهرِي ، وأَنْشَدَ الأزْهرِي لرُؤبَة (٤) :
رَباعٌ أَقبُّ البَطْنِ جأب مُطَرّد |
|
بلَحْيَيْهِ صَكُّ المُغْزياتِ الرّواكلِ (٥) |
والإِغْزاءُ والمُغْزى : نتائجُ (٦) الصَّيْفِ ، عن ابنِ الأَعرابِي ، وهو مَذْمومٌ وحُوارُه ضَعِيفٌ أَبَداً.
والمُغْزى مِن الغَنَمِ : الذي يَتَأخَّرُ وِلادُها بعدَ الغَنَمِ بشَهْرٍ أَو شَهْرين لأنَّها حَمَلَت بآخَرَة.
وبَنُو غَزِيَّة ، كغَنِيَّةٍ : قَبِيلَةٌ من طَيِّيءٍ ، وأَيْضاً : مِن هوازن ، ومنهم دُرَيْدُ بنُ الصِّمَّة ، وهو القائِلُ :
وهل أَنا إلَّا من غَزِيَّة إن غَوَتْ |
|
غَوَيْتُ وإن تَرْشُدْ غَزِيَّةُ أَرْشُدِ (٧) |
وعَمْرُو بنُ شَمِرِ بنِ غَزِيَّةَ الغَزَوِيُّ كانَ مع يَزِيد بنِ أَبي سُفْيان بالشامِ.
والغَزَواتُ ، محرَّكةٌ : جَمْعُ غَزْوةٍ كشَهْوةٍ وشَهَواتٍ.
والغَزَّاءُ ، ككَتَّان : الكَثيرُ الغَزْوِ ، واشْتَهَرَ به أَبو محمدٍ غنامُ بنُ عبدِ اللهِ العَنْبريُّ المحدِّثُ.
وأَبو الحُسَيْن إبراهيمُ بنُ شعيبٍ الطَّبري الغازِي رَوَى عنه الحاكِمُ.
وبَنُو غازِي : بَطْنٌ مِن العَلويِّين في رِيفِ مِصْر وإليهم نُسِبَتْ زَاوِيَةُ غازِي بالبحيرةِ.
وغَزْوانُ : جَبَلٌ بالمَغْربِ ، أَو قبيلَةٌ نُسِبُوا إليه.
__________________
(١) في التبصير ٣ / ٩٤٠ : «أحمر».
(٢) في الصحاح بالتحريك ، ضبط حركات. وبالتحريك أيضاً في التهذيب والمقاييس.
(٣) اللسان والصحاح.
(٤) كذا وهو خطأ ، والصواب لذي الرمة كما في التهذيب.
(٥) ديوان ذي الرمة ص ٤٩٩ واللسان والتهذيب.
(٦) في اللسان : «نتاج» كالتهذيب.
(٧) اللسان والصحاح.
وسُلَيْمانُ بنُ غُزّى ، بضمِّ الغَيْن وتَشْديدِ الزَّاي والياء مُخَفَّفة : فَقِيهٌ شافِعِيٌّ سَمِعَ مع الذهبيِّ.
وأَحمدُ بنُ غُزَّى بنِ عَرَبيِّ بنِ غُزَّى بنِ جميلٍ المَوْصِليُّ ذكَرَه ابنُ سُلَيْم.
وغِزْويت ، بالكسْرِ : مَوْضِعٌ مَرَّ له الإيماءُ في عزو.
وغُزَيَّةُ ، كسُمَيَّة : مَوْضِعٌ قُرْبَ فَيْد ، ويُرْوَى كغَنِيَّةٍ ، ويُرْوَى أَيْضاً بالراءِ ، كلُّ ذلكَ ذكَرَه نصْر.
والغازِيَةُ : جماعَةُ الغُزاةِ.
وغزِيُّ بنُ فريجٍ مُقدمُ سِنْبس في البحيرَةِ مِن أعْمالِ مِصْر ذكَرَه المَقْريزي.
ودَرْبُ الغزيةِ : إحْدى مَحلَّاتِ مِصْر ، حَرَسَها اللهُ.
[غسو] : وغَسَا اللَّيلُ يَغْسُو غَسْواً ، بالفَتْح ، وفي الصِّحاح والمُحْكم : غُسُوًّا (١) كسُمُوٍّ ، أَظْلَمَ ، وأَنْشَدَ الجَوْهرِي لابنِ أَحْمر :
فلما غَسَا لَيْلِي وأَيْقَنْتُ أَنَّها |
|
هي الأُرَبى جاءَتْ بأُمِّ حَبَوْكَرَى (٢) |
كأَغْسَى : والغَساةُ : البَلَحةُ الصَّغِيرَةُ.
وقالَ أبو حنيفَةَ : الغَسا البَلَحُ فعمَّ به ، وذَكَرَه الجَوْهرِي بالعَيْن وتقدَّمَ ، ج غَساً ، كحَصَاةٍ وحَصاً ، وغَسَياتٌ ، محرَّكةً ، هكذا في التكْملَةِ عن الدِّينَورِي ، أَو غَسَواتٌ ، كما هو نَصُّ المُحْكم.
والغَسْوَةُ : النَّبِقَةُ ، ج غَسْوٌ بحذْفِ الهاءِ ، ويُرْوَى بالشِّيْنِ أَيْضاً كما سَيَأْتي.
* وممَّا يُسْتدركُ عليه :
غَسا الليْلُ يَغْسَى ، كأَبى يَأبَى ، حَكَاهُ ابنُ جنِّي قالَ لأنَّهم شَبَّهوا أَلِفَه بهَمْزةِ قَرَأَ يقْرأُ وهَدَأَ يَهْدأُ.
وأَغْسَيْت يا رَجُل : وذلكَ إذا دَخَلَ عليه المَغْرِبُ أَو بُعَيْده.
وأَغْسِ من اللّيْل : أَي لا تَسِرْ أَوَّله حتى يَذْهبَ غُسُوُّه ، كأَفْحَم عَلَيْك اللّيْل ، أَي لا تَسِرْ حتى تَذْهبَ فَحْمَتُه.
وشيخٌ غاسٍ : قد طالَ عُمْرُه ، عن اللَّيْث ، والمَعْروفُ بالعَيْن.
والغاسِي : أَوَّلُ ما يخرُجُ من التَّمْرِ فيكونُ كأَبْعارِ الفِصالِ.
[غسى] : ي غَسِيَ اللّيْلُ ، كرَضِيَ ، يَغْسَى غَسًى : إذا أَظْلَمَ ، والشِّيْن لُغَةٌ فيه.
وأَغْساهُ اللّيْل : أَلْبَسَهُ ظَلامَهُ ، نقلَه الصَّاغاني.
[غشي] : ي غُشِيَ عليه ، كعُنِيَ ، غَشْيَةً وغَشْياً ، بالفَتْح ، وضمَّه لُغَة عن صاحِبِ المِصْباحِ ، وغَشَياناً ، محرَّكةً : أُغْمِيَ عليه ، فهو مَغْشِيٌّ عليه ، نقلَهُ الجَوْهرِي.
ومنه قولُه تعالى : (يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ نَظَرَ الْمَغْشِيِّ عَلَيْهِ مِنَ الْمَوْتِ) (٣).
والاسْمُ الغَشْيَةُ ، بالفَتْح ، وجعَلَهُ الجوْهري مَصْدراً ، وجعَلَهُ صاحِبُ المِصْباح للمَرّةِ. ويقالُ : إنَّ الغَشْيَ تَعَطلُ القُوَى المُحَرِّكة والأوْردةِ الحسَّاسَةِ لضعْفِ القَلبِ بسَبَبِ وَجَعٍ شَديدٍ أَو برْدٍ أَو جُوعٍ مُغْرِطٍ ، وفرَّقُوا بَيْنه وبينَ الإغْماء بوُجُوهٍ يَأْتي ذِكْرُها.
وقوْلُه تعالى : (لَهُمْ مِنْ جَهَنَّمَ مِهادٌ) وَمِنْ فَوْقِهِمْ غَواشٍ (٤) أَي أَغْماءٌ ، جَمْعُ غاشِيَةٍ. والأغْماءُ : هي الأغْشاءُ. وزَعَمَ الخَليلُ وسِيْبَوَيْه أَنَّ الواوَ (٥) عِوَضٌ عن ياءٍ لأنَّ غَواشٍ لا تَنْصَرِفُ وأَصْلُها غَواشِيَ ، حُذِفَت الضمَّةُ لثِقَلِها على الياءِ وعُوِّضَت التَّنْوينِ.
وعلى بَصَرِه وقَلْبِه ، واقْتَصَرَ الجَوْهرِي على البَصَر ، غَشْوَةٌ وغِشاوَةٌ ، مُثَلَّثَتَيْنِ ، التَّثلِيثُ في غَشْوَةٍ ذَكَرَه الجَوْهرِي ، وفي غِشاوَةٍ ، ذَكَرَه ابنُ سِيدَه ، وغاشِيَةٌ وغُشْيَةٌ وغُشايَةٌ ، مضْمُومتينِ ، وغِشايَةٌ ، بالكسْرِ : أَي غِطاءٌ. ومنه قولُه تعالى : (وَخَتَمَ عَلى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلى بَصَرِهِ غِشاوَةً) (٦).
__________________
(١) وهي عبارة القاموس.
(٢) اللسان والصحاح والتهذيب.
(٣) سورة محمد ، الآية ٢٠.
(٤) سورة الأعراف ، الآية ٤١.
(٥) في اللسان : النون.
(٦) سورة البقرة ، الآية ٧.
الغِشاوَةُ : ما يُغْشَى به الشيءُ.
وقالَ الأزْهرِي : ما غَشِيَ القَلْبُ من الطَّبَع.
وقُرِىءَ : غَشْوة ، وكأَنَّه رُدَّ إلى الأصْلِ لأنَّ المَصادِرَ كُلَّها تُردُّ إلى فَعْلة ، والقِراءَةُ الجَيِّدَةُ غِشاوَةٌ ، وكلُّ ما اشْتَمَل على شيءٍ فمَبْنيٌّ على فِعالَةٍ كعِمامَةٍ وعِصابَةٍ ، وكذا الصِّناعاتُ لاشْتِمالِها على ما فيها كالخِياطَةِ والقِصارَةِ.
وقد غَشَّى اللهُ على بَصَرِه تَغْشِيَةٍ ، وأَغْشَى : أَي غَطَّى ، ومنه قولُه تعالى : (فَأَغْشَيْناهُمْ فَهُمْ لا يُبْصِرُونَ) (١).
وغَشِيَهُ الأَمْرُ ، كرَضِيَ ، يَغْشَى غشَاوَةً ، وتَغَشَّاهُ : أَتاهُ إتيانَ ما قد غَشِيَه أَي سَتَرَه.
وأَغْشَيْتُه إِيَّاهُ وغَشَّيْتُه ، ومنه قولُه تعالى : (يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهارَ) (٢) ، وقُرِىءَ : يُغَشِّي ، وفي الأنْفالِ : يُغَشِّيكُمُ (٣) ، وقُرِىءَ : يُغَشِّيكم ويَغْشَاكُم.
وقولُه تعالى : (فَغَشِيَهُمْ مِنَ الْيَمِّ ما غَشِيَهُمْ) (٤) ، وقولُه تعالى : (إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ ما يَغْشى) (٥).
والغاشِيَةُ : القِيَامَةُ لأنَّها تَغْشَى الخَلْق فتعمُّ. وبه فُسِّر قولُه تعالى : (هَلْ أَتاكَ حَدِيثُ الْغاشِيَةِ) (٦) ، وفي الصِّحاح : لأنَّها تَغْشَى بإفْزاعِها.
وقيلَ : النَّارُ لأنَّها تَغْشى وُجُوه الكُفَّار.
والغاشِيَةُ : قميصُ القَلْبِ ، وهو جِلْدٌ غُشِّيَ به ، فإذا خُلِعَ منه ماتَ صاحِبُه.
وأَيْضاً : جِلْدٌ أُلْبِسَ جَفْنَ السيَّفِ من أَسْفَلِ شارِبِهِ إلى أَنْ يَبْلغَ نَعْلَه (٧).
وغاشِيَةُ السيَّفِ : ما يَتغَشَّى قوائِمَهُ من الأسْفارِ ، وفي المُحْكم : مِن الأسْفانِ ، قالَ جَعْفرُ بنُ عُلْبةِ الحارِثيُّ :
نُقاسِمُهُم أَسْيافَنا شَرَّ قِسْمَةٍ |
|
ففِينا غَواشِيها وفيهم صُدُورُها |
والغاشِيَةُ : داءٌ يأْخُذُ في الجوْفِ ، عن الأصْمَعِي ، ومنه قولُهم : رَماهُ اللهُ بالغاشِيَةِ ، قالَ الَّراجِزُ :
في بَطْنِه غاشِيَةٌ تُتَمِّمُهْ (٨)
أَي تُهْلِكُه.
والغاشِيَةُ : السُّؤَّالُ ، جَمْعُ سائِلٍ ، يَأْتُونَكَ مُسْتَجْدِينَ.
وأَيْضاً : الزُّوَّارُ ، والأَصْدِقاءُ يَنْتابُونَكَ ويَقْصدُونَكَ.
والغاشِيَةُ : حديدَةٌ فَوْقَ مُؤَخِّرَةِ الرَّحْلِ ، نقلَهُ الجَوْهرِي.
قال الأزْهرِي : وهي الدامِغَةُ.
وغِشاءُ القَلْبِ ، بالكَسْرِ ، وكذا غِشاءُ السَّرْجِ والسيَّفِ وغيرِهِ : ما يغشاه (٩) ويُغَطِّيه ، فغِشاءُ القَلْبِ : قَمِيصُه الذي تقدَّمَ ذِكْرُه ، وغِشاءُ السَّرْجِ : ما يُغَطَّى به مِن جلْدٍ وغيرِهِ ، وغِشاءُ السيفِ : غِلافُهُ.
* وممَّا يُسْتدركُ عليه :
الغاشِيَةُ مِن العَذابِ : العُقُوبَةُ المُجَلَّلَةُ.
والغِشاوَةُ ، بالكسْرِ : جلْدَةُ القَلْبِ.
وغَشِيَ الليْلُ ، كرَضِيَ : أَظْلَمَ ، ومنه قولُه تعالى : (وَاللَّيْلِ إِذا يَغْشى) (١٠) ، وأَغْشَى كَذلكَ.
والغاشِيَةُ : الداهِيَةُ.
وغَشْيَةُ الحُمَّى : لمتُها.
وغَشْيَةُ المَوْتِ : هو ما يَنُوبُ الإنْسانَ ممَّا يُغْشَى فَهْمُه.
[غشو] : والغَشْواءُ : فَرَسٌ م مَعْرُوفٌ لحسَّانِ بنِ سَلَمَةَ ، صفَةٌ غَالِبَةٌ.
__________________
(١) سورة يس ، الآية ٩.
(٢) سورة الأعراف ، الآية ٥٤ ، وسورة الرعد ، الآية ٣.
(٣) سورة الأنفال ، الآية ١١.
(٤) سورة طه ، الآية ٧٨.
(٥) سورة النجم ، الآية ١٦.
(٦) سورة الغاشية ، الآية الأولى.
(٧) في القاموس : «إلى نعله» مجرورة ، وتصرف الشارح بالعبارة فاقتضى النصب.
(٨) اللسان والتهذيب.
(٩) في القاموس : ما تَغَشَّاهُ.
(١٠) سورة الليل ، الآية الأولى.
والغَشْواءُ مِن المَعْزِ : التي يَغْشَى (١) وَجْهَهَا بَياضٌ.
وفي الصِّحاح : عَنْزٌ غشْواءُ بَيِّنةُ الغَشا.
وفَرَسٌ أَغْشَى كَذلكَ ، وهو ما ابْيَضَّ رأْسَه مِن بَيْنِ جَسَدِه مثْل الأرْخَمِ ، كما في الصِّحاح.
وفي المُحْكم : الذي غَشِيَتْ غُرَّتُه وجْهَه واتَّسَعَتْ.
والغَشْوُ : النَّبْقُ.
وفي المُحْكم : الغَشْوَةُ السِّدْرَة ، قالَ الشاعِرُ :
غَدَوْتُ لغَشْوَةٍ في رأْسِ نِيقٍ
وتقدَّمَ للمصنِّفِ قرِيباً.
وغَشِيَهُ بالسَّوْطِ ، كرَضِيَه : ضَرَبَهُ به.
وغَشِيَ فُلاناً يَغْشاهُ : إذا أَتاهُ.
وفي الصِّحاح : غَشِيَهُ غِشْياناً : جاءَهُ ، وأَغْشَاهُ إِيَّاه غَيْره ، كغَشَاهُ يَغْشُوهُ ، من حَدِّ دَعَا.
وغَشِيَ فُلانَةَ يَغْشَاها : جامَعَها كُنِّي به عنه ، كما كُنِّي بالإتيانِ والمَصْدَر الغِشْيَان.
واسْتَغْشَى ثَوْبَهُ ، كما في التّهذِيبِ ، واسْتَغْشَى به ، كما في الصِّحاح ، إذا تَغَطَّى به ، زادَ في المُحْكَم ، كَيْلَا يَسْمَع ولا يَرَى ، ومنه قولُه تعالى : (أَلا حِينَ يَسْتَغْشُونَ ثِيابَهُمْ) (٢) ، الآية ، قيلَ : إنَّ طائِفَةً من المُنافِقِين قالت : إذا أَغْلَقْنا الأَبْوابَ وأَرْخَيْنا السُّتُورَ واسْتَغْشَيْنا ثِيابَنا وثَنَيْنا صُدُورَنا على عَداوَةِ محمدٍ صلىاللهعليهوسلم ، كيفَ يَعْلمُ بنا؟ فنَزَلَت هذه الآيةُ.
وقال الرَّاغبُ : (اسْتَغْشَوْا ثِيابَهُمْ) أَي جَعَلُوها غِشاوَةً على أَسْماعِهِم ، وذلكَ عِبارَةً عنِ الامْتِناعِ مِن الإصْغاءِ ، وقيلَ : هو كِنايَةٌ عن العَدْوِ ، كقوْلِهم : شَمَّرَ ذَيْلَه وأَلْقَى ثَوْبَه.
وغُشَيٌّ كسُمَيٍّ : ع ، عن ابنِ سِيدَه.
* وممَّا يُسْتدركُ عليه :
تَغَشَّى المرْأَةَ : عَلاها وتَجَلَّلَها ، وهو كنايَةٌ عن الجِماعِ. وغَشَيْته سَيْفاً أَو سوطاً ، كقَوْلِكَ كسَوْته سَيْفاً أَو عَمّمْته سَيْفاً.
[غضى] : ي الغُضاةُ : شجرةٌ م مَعْروفَةٌ ، ج : الغَضَى.
قالَ ثَعْلبٌ : يُكْتَبُ بالألِفِ.
قالَ ابنُ سِيدَه : ولا أَدْرِي لِمَ ذلكَ.
وقالَ أَبُو حنيفَةَ : وقد تكونُ الغَضاةُ جَمْعاً ، وأَنْشَدَ :
لَنا الجَبَلانِ من أَزمانِ عادٍ |
|
ومُجْتَمَعُ الآلأَةِ والغَضاتِ |
والغَضَى : من نَباتِ الرَّمْل له هَدَب كالأَرْطَى ، ومنه ذِئْبُ غَضاً ، هكذا هو في نسخِ الصِّحاح ، وعنْدَنا في النسخِ بالياءِ ، وجد بخطِّ أَبي زكريا ذِئْبُ الغَضَى.
وأَخْبَثُ الذِّئابِ ذِئبُ الغَضَى لأنَّه لا يُباشِرُ الناسَ إلَّا إذا أَرَادَ أَن يُغيرَ ، يَعْنُونَ بالغَضَى هنا الخَمَر ، وقيلَ : الشَّجَر.
وأرضٌ غَضْياءُ ، بالمدِّ : أَي كثيرَتُهُ ، نقلَهُ الجَوْهرِي.
وبَعيرٌ غاضٍ : يَأْكُلُهُ.
وإِبِلٌ غَاضِيَةٌ وغَواضٍ ، كما في الصِّحاحِ والتَّهذيبِ.
وبَعيرٌ غَضٍ ، مَنْقوصٌ : اشْتَكَى بَطْنَهُ مِن أَكْلِها ، كذا في النسخِ والصَّوابُ مِن أَكْلِه ، وفي المُحْكم : يَشْتكِي عنه (٣).
وإِبِلٌ غَضِيَةٌ وغَضَايا ، مِثَالُ رَمِثَهٍ ورَمَاثا ، كما في الصِّحاح ، وقد غَضِيَتْ غَضًى ، كذا في المُحْكم.
والغَضْياءُ ، مَمْدُودٌ : مُجْتَمَعُها ، أَي الغَضَى ، ومَنْبِتُها ، أَنَّثَ الضَّمِير هنا نَظَراً إلى أَنَّ الغَضَى جَمْعٌ ، ويُقْصَرُ ، لم يَذْكُر ابنُ سِيدَه إلّا المَدَّ.
وغَضْيا ، كسَلْمَى ، مَعْرفةٌ مَقْصورٌ ، مِائةٌ من الإِبِلِ ، مِثْلُ هُنَيْدَةَ (٤) ، لا تَنْصَرِفانِ ، قالَهُ ابنُ الأَعْرابي.
وقالَ ابنُ السِّكِّيت : شُبِّهَتْ عِنْدِي بمَنابِتِ الغَضَى ، قالَ الشاعِرُ :
__________________
(١) في القاموس : تَغَشَّى.
(٢) سورة هود ، الآية ٥.
(٣) يعنى عن أكل الغضى.
(٤) بالأصل : «هنيدة لها» خدفنا «لها» موافقة لما في اللسان والتكملة.
ومُسْتَبْدِلٍ مِن بَعْدِ غَضْبَا صُرَيْمَة |
|
فَأَحْرِ به من طُولِ فَقْرٍ وأَحْرِيَا (١) |
قَالَ الأَزْهرِي : أَرادَ وأَحْرِيَنْ فجعَلَ النونَ ألفاً ساكِنَةً.
وقالَ أَبو عَمْرٍو : الغَضْيَا مِائَةَ ، هكذا أَوْرَدَه بالألِفِ واللامِ.
وغَضْيانُ : ع بينَ وادِي القُرَى والشَّامِ ، ظاهِرُ المصنِّفِ أَنَّه بالفَتْح (٢) ، وضَبَطَه ابنُ سِيدَه ونَصْر ، بالضمِّ ، وهو الصَّوابُ ، قال الشَّاعِرُ :
عَيْن بغَضْبانَ ثَجُوجَ العُنَيُبِ (٣)
وقد تقدَّمَ في عنب.
والغاضِيَةُ : المُظْلِمَةُ مِن اللَّيَالي.
والغاضِيَةُ : المُضِيئَةُ من النِّيرانِ ، ضِدٌّ ، هكذا هو في الصِّحاحِ ولا يظهرُ ذلكَ عنْدَ التأَمّل.
وقالَ الأزْهرِي : لَيْلةٌ غاضِيَةٌ شَديدَةُ الظُّلْمَةِ.
والغاضِيَةُ : العَظِيمَةُ مِن النِّيرانِ.
قالَ الأزْهرِي : أُخِذَتْ من نارِ الغَضَى ، وهو مِن أَجْودِ الوَقُودِ.
وفي المِصْباح : الغَضَى شَجَرٌ وخَشَبُه مِن أَصْلَبِ الخَشَبِ ، ولهذا يكونُ في فحمِه صَلابَةٌ ، وأَنْشَدَنا شيوخُنا في الاسْتِخدامِ :
فسقى الغضى والساكنيه وإن هم |
|
شبوه بين جوانحي وضلوعي |
أَعادَ ضَمِيرَ شبوه إلى الغَضَى ، وأَرادَ به نارَهُ إذ هو مِن أَجْودِ الوَقُودِ.
وتغَاضَى عنه : أَي تَغافَلَ مِثْلُ تَغابَى عنه ، نقلَهُ الأَزْهرِي.
والغَضَى : أرضٌ لبَني كِلابِ كانتْ بها وَقْعَةٌ ، عن نَصْر. وذُو الغَضَى : وادٍ بنَجْدٍ ، عن نَصْر.
والغَضَى : الغَيْضَةُ ، وقيلَ : الخَمَرُ ، وهو ما وَارَاكَ مِن الشَّجَرِ ، ومنه قولُهم : أَخْبَثُ من ذِئْبِ الغَضَى ، كما تقدَّمَ.
وأَهْلُ الغَضَى : أَهْلُ نَجْدٍ لكَثْرَتِه هناكَ ، قالتْ أمُّ خالِدٍ الخَثْعَمِيَّة :
لَيْتَ سِماكِيَّا يَطِيرُ رَبابُه |
|
يُقادُ إلى أَهْلِ الغَضَى بزِمامِ |
وقالتْ أَيْضاً :
رأَيْتُ لهم سِيماءَ قَوْمٍ كَرِهْتُهُمْ |
|
وأَهْلُ الغَضَى قومٌ عليَّ كِرام (٤) |
وذِئابُ الغَضَى : بَنُو كَعْبِ بنِ مالِكِ بنِ حَنْظَلَةَ شُبِّهُوا بتِلْكَ الذِّئابِ لخُبْثِهم.
وأَغْضَى : أَدْنَى الجُفُونَ ، كما في الصِّحاح.
وفي المُحْكم : أَطْبَقَ جَفْنَيْه على حَدَقتِه.
وفي المِصْباح : أَغْضَى عَيْنَه قارَبَ بينَ جَفْنَيْها ، ثم اسْتُعْمِل في الحلْمِ فقيلَ : أَغْضَى على القَذَى إذا أَمْسَك عفْواً عنه.
وفي المُحْكم : أَغْضَى على قَذَى صَبَرَ على أَذَى.
وأَغْضَى على الشَّيءِ : سَكَتَ ، وهو مِن ذلكَ.
وأَغْضَى اللّيْلُ : أَظْلَمَ فهو غاضٍ ، على غيرِ قياسٍ ، ومُغْضٍ ، على القِياسِ ، إلَّا أنَّها قَلِيلةٌ ، قالَهُ الجَوْهرِي وصاحِبُ المِصْباح.
أَو أَغْضَى الليْلُ : أَلْبَسَ ظَلامَهُ كلَّ شيءٍ ، عن ابنِ سِيدَه.
كغَضا يَغْضُو فيهما ، أَي في إظْلامِ الليْلِ والسّكوتِ.
يقالُ : غَضَا الليْل. وقد وُجِدَ هذا أَيْضَاً في بعضِ نسخِ الصِّحاحِ ، ولكنَّ الذي بخطِّ الجَوْهري : أَغْضَى ، وغَضا الصلاح بعد ذلك ، وغَضَوْتُ على الشيءِ : سَكَتُّ.
__________________
(١) اللسان ، والتهذيب والتكملة وفيهما : ومستخلف ، بدل : ومستبدل.
(٢) ومثله في ياقوت واللسان ، وفي التكملة بالضم.
(٣) اللسان وياقوت وفيهما «عبناً» وفي ياقوت : «سحوح العنب».
(٤) البيتان في اللسان.
وأَغْضَى عنه طَرْفَهُ : إِذا سَدَّهُ أَو صَدَّهُ ، كذا في المُحْكم ، وهُما مُتَقَارِبانِ.
والغَضْيانَةُ : الجماعَةُ مِن الإِبِلِ الكِرامِ ، نقلَهُ الأزْهرِي عن أبي عَمْرٍو.
وشيءٌ غاضٍ : حَسَنُ الغُضُوِّ ، كسُمُوِّ ، أَي جامٌّ وافِرٌ.
ورجُلٌ غاضٍ : كاسٍ طاعِمٌ مَكْفِيٌّ. وقد غَضَا يَغْضُو ، كذا في المُحْكم.
* وممَّا يُسْتدركُ عليه :
إِبِلٌ غَضَوِيَّةٌ ، بالتَّحريكِ : مَنْسوبَةٌ إلى الغَضَى.
ولَيْلٌ غاضٍ : مُظْلمٌ ، مِن أَغْضَى ، أَنْشَدَ الجَوْهرِي لرُؤْبَة :
يَخْرُجْنَ مِنْ أَجْوازِ لَيْلٍ غاضِ (١)
وغَضَى الرجلُ : أَطْبَقَ جَفْنَيْه على حَدَقَتِهِ ، لُغَةٌ في أَغْضَى ، نقلَه ابنُ سِيدَه.
وغَضَى يَغْضَى ، كسَعَى يَسْعَى ، لُغَةٌ فيه ، ومنه قولُ الزّمخشري في الأساسِ : الكرِيمُ رُبَّما يغضى (٢) وبينَ جَفْنَيْه نارُ الغَضَى.
والغُضُوُّ ، كسُمُوٍّ : شدَّةُ ظَلامِ الليْلِ.
وأَيْضاً : أَكْلُ الغَضَى.
وغَضِيَتِ الأرضُ ، كرَضِيَ : كَثُرَ فيها الغَضَى ، الثلاثَةُ عن ابنِ القطَّاع.
والغَضْياءُ : الأرْضُ الغَلِيظَةُ.
ورجلٌ غَضِيٌّ عن الخَنَا ، كغَنِيٍّ : يجوزُ كوْنه مِن غَضَا ، وكَوْنه مِن أَغْضَى ، كعَذابٍ أَلِيمٍ ، وضَرْبٍ وَجِيعٍ ، والأوَّلُ أَجْودُ ، ومنه قولُ الطِّرمَّاح :
غَضِيٌّ عن الفَحْشاءِ يَقْصُرُ طَرْفَه (٣)
نقلَهُ ابنُ سِيدَه.
[غطى] : ي غَطَى الشَّبابُ ، كرَمَى ، يَغْطِي غَطْياً ، بالفَتْح ويُضَمُّ ، وضَبَطَه ابنُ سِيدَه غَطِيَّا ، كعُتِيٍّ ، ومِثْلُه في كتابِ ابن القطَّاع والصَّاغاني ، امْتَلأَ.
وفي الصِّحاح : قالَ الفرَّاء : وإذا امْتَلأَ الرَّجلُ شَباباً قيلَ : غَطَى يَغْطِي غَطْياً وغُطِيَّا بالفَتْح والضمِّ والتَّشْديدِ (٤) ، وأَنْشَدَ :
يَحْمِلْنَ سِرْباً غَطَى فيه الشَّبابُ معاً |
|
وأَخْطَأَتْه عُيونُ الجِنِّ والحَسَدَهْ (٥) |
وغَطَتِ النَّاقَةُ غَطْياً : ذَهَبَتْ في سَيْرِها وانْبَسَطَتْ.
وغَطَى اللَّيلُ يَغْطِي ويَغْطُو : أَظْلَمَ ، يائيَّةٌ واوِيَّةٌ.
وغَطَتِ الشَّجَرَةُ : طالَتْ أَغْصانُها وانْبَسَطَتْ على الأرضِ فأَلْبَسَتْ ما حَوْلَها ، فهي غاطِيَةٌ ، كأَغْطَتْ فهي غاطِيَةٌ أَيْضاً على خِلافِ القِياسِ.
وغَطَى اللَّيلُ فُلاناً : أَلْبَسَهُ ظُلْمَتَهُ ، يَتَعدَّى ولا يَتَعَدَّى ، كغَطَّاهُ بالتَّشْديدِ.
وغَطَى الشَّيءَ غَطْياً وغَطَّى عليه : إذا سَتَرَهُ وعَلَاهُ ، وقالَ حسَّانُ بنُ ثابِتٍ :
رُبَّ حِلْمٍ أَضاعَهُ عَدَمُ المال |
|
وجَهْلٍ غَطَّى عليه النَّعِيمُ (٦) |
__________________
(١) ديوانه ص ٨٣ والصحاح واللسان وبعده
نضو قداح النابل النواضي |
|
كأنما ينضخن بالخضخاض |
ورواية الشاهد في التهذيب :
يخرجن من أعجاز ليل غاضى
(٢) في الأساس : أغضى.
(٣) اللسان وعجزه :
وإن هو لاقى غارة لم يهلل
(٤) قوله : «والتشديد» ليس في نسخة الصحاح المتداول ، وقد نبه عليه مصحح المطبوعة المصرية ، وضبطت اللفظتان في الصحاح : غَطْياً ، وغُطِياً ، ضبط حركات ، والمثبت يوافق ضبط التكملة ، عن الفراء ، والتهذيب نقلاً عن أبي عبيدة.
(٥) اللسان منسوباً لرجل من قيس ، برواية : «والحسدُ» بدل : «والحسده» وصوبها ابن بري ، والمثبت كرواية والصحاح وهي مذكورة في اللسان أيضاً. وفي التكملة كرواية الصحاح قال الصاغاني : والرواية : والحسدُ ، والقافية مرفوعة وبعده :
ساجي العيون غضيض الطرف تحسبه |
|
يوماً إذا ما مشى في لينه أودُ |
(٦) ديوانه ط بيروت ص ٢٢٥ واللسان والتهذيب.