الإقبال بالأعمال الحسنة فيما يعمل مرّة في السنة - ج ٢

السيّد رضي الدين أبو القاسم علي بن موسى بن جعفر بن طاووس الحسني الحلّي [ السيّد بن طاووس ]

الإقبال بالأعمال الحسنة فيما يعمل مرّة في السنة - ج ٢

المؤلف:

السيّد رضي الدين أبو القاسم علي بن موسى بن جعفر بن طاووس الحسني الحلّي [ السيّد بن طاووس ]


المحقق: جواد القيّومي الاصفهاني
الموضوع : العرفان والأدعية والزيارات
الناشر: مركز النشر التابع لمكتب الاعلام الاسلامي
المطبعة: مكتب الإعلام الإسلامي
الطبعة: ٢
ISBN: 964-424-300-5
الصفحات: ٥١٥

أَهْلُ الْعَفْوِ.

يا ذَا الْجَلالِ وَالإِكْرامِ ، اغْفِرْ لِي ما قَدَّمْتُ وَما أَخَّرْتُ ، وَما أَسْرَرْتُ وَما أَعْلَنْتُ ، وَما أَبْدَيْتُ وَما أَخْفَيْتُ ، وَما خَفِيَ عَلَى الْخَلائِقِ وَلَمْ يَخْفَ عَلَيْكَ ، فَإِنَّكَ أَهْلُ التَّجاوُزِ وَالإِحْسانِ ، أَسْأَلُكَ يا جَوادُ يا كَرِيمُ ، أَنْ تَجُودَ عَلَيَّ بِفَضْلِكَ آمِينَ رَبَّ الْعالَمِينَ ، وَصَلَّى اللهُ عَلى مُحَمَّدٍ النَّبِيِّ وَآلِهِ الطَّاهِرِينَ وَسَلَّمَ تَسْلِيماً كَثِيراً.

اللهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ حَمْداً دائِماً مَعَ دَوامِكَ ، وَخالِداً مَعَ خُلُودِكَ ، وَلَكَ الْحَمْدُ حَمْداً لا أَمَدَ لَهُ دُونَ مَشِيَّتِكَ ، وَلَكَ الْحَمْدُ زِنَةَ عَرْشِكَ وَرِضى نَفْسِكَ ، وَلَكَ الْحَمْدُ حَمْداً لا أَجْرَ لِقائِلِهِ دُونَ رِضاكَ.

وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلاَّ بِاللهِ قُوَّةِ كُلِّ ضَعِيفٍ ، وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلاَّ بِاللهِ عِزِّ كُلِّ ذَلِيلٍ ، وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلاَّ بِاللهِ غِنى كُلِّ فَقِيرٍ ، وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلاَّ بِاللهِ ، عَوْنِ كُلِّ مَظْلُومٍ ، وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلاَّ بِاللهِ مُونِسِ كُلِّ وَحِيدٍ.

وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلاَّ بِاللهِ ، فَكاكِ كُلِّ أَسِيرٍ ، وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلاَّ بِاللهِ مَلْجَأِ كُلِّ مَهْمُومٍ (١) ، وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلاَّ بِاللهِ دافِعِ كُلِّ سَيِّئَةٍ ، وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلاَّ بِاللهِ كاشِفِ كُلِّ كُرْبَةٍ ، وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلاَّ بِاللهِ صاحِبِ كُلِّ سَرِيرَةٍ ، وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلاَّ بِاللهِ مَوْضِعِ كُلِّ رَزِيَّةٍ.

وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلاَّ بِاللهِ الْفَعَّالِ لِما يُرِيدُ ، وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلاَّ بِاللهِ رازِقِ الْعِبادِ ، وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلاَّ بِاللهِ عَدَدَ ما خَلَقَ ، وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلاَّ بِاللهِ غايَةَ كُلِّ طالِبٍ ، وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلاَّ بِاللهِ سَرْمَداً أَبَداً لا يَنْقَطِعُ أَبَداً ، وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلاَّ بِاللهِ عَدَدَ الشَّفْعِ وَالْوَتْرِ.

اللهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِحُرْمَةِ هذا الدُّعاءِ ، وَبِحُرْمَةِ هذا الْيَوْمِ الْمُبارَكِ أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ ، وَأَنْ تَغْفِرَ لِي ما قَدَّمْتُ وَما أَخَّرْتُ ، وَما أَسْرَرْتُ

__________________

(١) في بعض النسخ « ملجأ كلّ مهموم » مقدم على « مونس كلّ وحيد ».

١٦١

وَمَا أَعْلَنْتُ ، وَما أَبْدَيْتُ وَما أَخْفَيْتُ ، وَما أَنْتَ أَعْلَمُ بِهِ مِنِّي.

وَأَنْ تُقَدِّرَ لِي خَيْراً مِنْ تَقْدِيرِي لِنَفْسِي ، وَتَكْفِيَنِي ما يُهِمُّنِي وَتُغْنِينِي بِكَرَمِ وَجْهِكَ عَنْ جَمِيعِ خَلْقِكَ ، وَتَرْزُقَنِي حُسْنَ التَّوْفِيقِ ، وَتَصَدَّقَ عَلَيَّ بِالرِّضا وَالْعَفْوِ عَمَّا مَضى ، وَالتَّوْفِيقِ لِما تُحِبُّ وَتَرْضى ، وَتُيَسِّرَ لِي مِنْ أَمْرِي ما أَخافُ عُسْرَهُ ، وَتُفَرِّجَ عَنِّي الْهَمَّ وَالْغَمَّ وَالْكَرْبَ ، وَما ضاقَ بِهِ صَدْرِي وَعِيلَ بِهِ صَبْرِي ، فَإِنَّكَ تَعْلَمُ وَلا أَعْلَمُ ، وَتَقْدِرُ وَلا أَقْدِرُ ، وَأَنْتَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ، بِرَحْمَتِكَ يا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ (١).

دعاء آخر في عشية عرفة ، وجدناه في نسخة تاريخ كتابتها سنة سبعين ومائتين ، فقال ما هذا لفظه : بِسْمِ اللهِ وَبِاللهِ وَاللهُ أَكْبَرُ ، أَعُوذُ بِاللهِ مِنَ الشَّيْطانِ الرَّجِيمِ ، وَمِنْ نَزْغِهِ (٢) وَشَرِّهِ وَكَيْدِهِ وَخَيْلِهِ وَحِيَلِهِ ، اللهُمَّ إِنِّي أَفْتَتِحُ الْقَوْلَ فِي مَقامِي هذا بِما يَبْلُغُهُ مَجْهُودِي مِنْ تَحْمِيدِكَ وَتَهْلِيلِكَ وَتَكْبِيرِكَ ، وَالصَّلاةِ عَلى أَنْبِيائِكَ وَرُسُلِكَ ، وَالاسْتِغْفارِ لِأَوْلِيائِكَ ، وَلأَتَقَرَّبُ إِلَيْكَ بِذلِكَ ، فَبِمُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ عَلَيْهِ وَعَلَيْهِمُ السَّلامُ ، مُتَوَجِّهاً جَمِيعاً إِلَيْكَ فِي حَوائِجِي ، صَغِيرِها وَكَبِيرِها ، عاجِلِها وَآجِلِها.

فَكُنِ اللهُمَّ الْهادِي فِي ذلِكَ كُلِّهِ لِلصَّوابِ وَالْمُعِينَ عَلَيْهِ بِالتَّوْفِيقِ وَالرَّشادِ ، صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ ، وَامْنُنْ عَلَيَّ بِذلِكَ يا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ.

اللهُمَّ أَنْتَ اللهُ لا إِلهَ إِلاَّ أَنْتَ وَحْدَكَ لا شَرِيكَ لَكَ ، أَنْتَ قَبْلَ كُلِّ شَيْءٍ وَأَوَّلُهُ ، وَبَعْدَ (٣) كُلِّ شَيْءٍ وَمُنْتَهاهُ ، وَرَبُّ كُلِّ شَيْءٍ وَخالِقُهُ ، وَمُدَبِّرُ كُلِّ شَيْءٍ وَمُحْصِيهِ ، وَمالِكُ كُلِّ شَيْءٍ وَوارِثُهُ.

__________________

(١) عنه البحار ٩٨ : ٢٧٠.

(٢) نزغ الشيطان : وساوسه وما يحمل به الإنسان على المعاصي.

(٣) وآخره وبديع كلّ شيء ( خ ل ).

١٦٢

أَنْتَ الَّذِي لَمْ تَسْتَعِنْ بِشَيْءٍ ، وَلَمْ تُشاوِرْ أَحَداً فِي شَيْءٍ ، وَلَمْ يُعْوِزْكَ (١) شَيْءٌ ، وَلَمْ يَمْتَنِعْ عَلَيْكَ شَيْءٌ ، أَنْتَ الَّذِي أَحْصى كُلَّ شَيْءٍ ، وَذَلَّ كُلُّ شَيْءٍ لِعِزَّتِكَ ، وَاعْتَرَفَ كُلُّ شَيْءٍ لِقُدْرَتِكَ ، وَحارَتِ الْأَبْصارُ دُونَكَ ، وَكَلَّتِ الْأَلْسُنُ عَنْ صِفاتِكَ ، وَضَلَّتِ الْأَحْلامُ فِيكَ.

أَنْتَ الَّذِي تَعالَيْتَ بِقُدْرَتِكَ ، وَعَلَوْتَ بِسُلْطانِكَ ، وَقَهَرْتَ بِعِزَّتِكَ ، فَأَدْرَكْتَ الْأَبْصارَ ، وَأَحْصَيْتَ الْأَعْمارَ ، وَأَخَذْتَ بِالنَّواصِي وَحُلْتَ دُونَ الْقُلُوبِ.

اللهُ أَكْبَرُ ، اللهُ أَكْبَرُ أَهْلَ الْكِبْرِياءِ وَالْعَظَمَةِ ، وَمُنْتَهى الْجَبَرُوتِ وَالْقُوَّةِ ، وَوَلِيُّ الْغَيْثِ وَالْقُدْرَةِ ، مَلِكُ الدُّنْيا وَالاخِرَةِ ، اللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ ، عَظِيمُ الْمَلَكُوتِ ، شَدِيدُ الْجَبَرُوتِ ، عَزِيزُ الْقُدْرَةِ ، لَطِيفٌ لِما يَشاءُ ، اللهُ أَكْبَرُ ، اللهُ أَكْبَرُ.

مُدَبِّرُ الأُمُورِ ، مُبْدِئُ الْخَفِيَّاتِ ، مُعْلِنُ السَّرائِرِ ، مُحْيِي الْمَوْتى وَالْعِظامِ وَهِيَ رَمِيمٌ ، اللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ ، أَوَّلُ كُلِّ شَيْءٍ وَآخِرُهُ ، وَبَدِيعُ كُلِّ شَيْءٍ وَمُعِيدُهُ ، وَخالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَمَوْلاهُ.

لا إِلهَ إِلاَّ أَنْتَ ، يا رَبِّ خَشَعَتْ لَكَ الْأَصْواتُ ، وَضَلَّتْ فِيكَ الْأَحْلامُ وَالْأَبْصارُ ، وَأَفْضَتْ إِلَيْكَ الْقُلُوبُ ، لا إِلهَ إِلاَّ أَنْتَ كُلُّ شَيْءٍ خاشِعٌ لَكَ ، وَكُلُّ شَيْءٍ قائِمٌ بِكَ وَكُلُّ شَيْءٍ مُشْفِقٌ مِنْكَ ، وَكُلُّ شَيْءٍ ضارِعٌ إِلَيْكَ ، لا إِلهَ إِلاَّ أَنْتَ لا يَقْضِي فِي الأُمُورِ إِلاَّ أَنْتَ ، وَلا يُدَبِّرُ مَقادِيرَها غَيْرُكَ ، وَلا يَتِمُّ شَيْءٌ مِنْها دُونَكَ ، وَلا يَصِيرُ شَيْءٌ مِنْها إِلاَّ إِلَيْكَ.

لا إِلهَ إِلاَّ أَنْتَ ، الْخَلْقُ كُلُّهُ فِي قَبْضَتِكَ ، وَالنَّواصِي كُلُّها بِيَدِكَ ، وَالْمَلائِكَةُ مُشْفِقُونَ مِنْ خَشْيَتِكَ ، وَكُلُّ شَيْءٍ أَشْرَكَ بِكَ عَبْدٌ داخِرٌ (٢) لَكَ ، لا إِلهَ إِلاَّ أَنْتَ ، عَلَوْتَ فَقَهَرْتَ وَمَلَكْتَ فَقَدَرْتَ ، وَنَظَرْتَ فَخَبَرْتَ ، وَعَلى كُلِّ شَيْءٍ ظَهَرْتَ ، عَلِمْتَ خائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَما تُخْفِي الصُّدُورُ.

__________________

(١) عاز الشيء فلانا : احتاج فلان إليه فلم يجده.

(٢) دخر : ذلّ وصغر.

١٦٣

سُبْحانَكَ رَبَّنا تَسْبيحاً دائِماً لا يَقْصُرُ دُونَ أَفْضَلِ رِضاكَ ، وَلا يُجاوِزُهُ شَيْءٌ ، سُبْحانَكَ عَدَدَ ما قَهَرَهُ مُلْكُكَ ، وَأَحاطَتْ بِهِ قُدْرَتُكَ ، وَأَحْصاهُ كِتابُكَ ، سُبْحانَكَ ما أَعْظَمَ شَأْنَكَ ، وَأَعَزَّ سُلْطانَكَ ، وَأَشَدَّ جَبَرُوتَكَ ، سُبْحانَكَ لَكَ التَّسْبِيحُ وَالْعَظَمَةُ ، وَلَكَ الْمُلْكُ وَالْقُدْرَةُ ، وَلَكَ الْحَوْلُ وَالْقُوَّةُ ، وَلَكَ الدُّنْيا وَالاخِرَةِ.

الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي مَنْ تَكَلَّمَ سَمِعَ كَلامَهُ ، وَمَنْ سَكَتَ عَلِمَ ما فِي نَفْسِهِ ، وَمَنْ عاشَ فَعَلَيْهِ رِزْقُهُ ، وَمَنْ ماتَ فَالَيْهِ مَرَدُّهُ ، الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي يُجِيرُ وَلا يُجارَ عَلَيْهِ ، وَيَمْتَنِعُ وَلا يُمْتَنَعُ عَلَيْهِ ، وَيَحْكُمُ بِحُكْمِهِ ، وَيَقْضِي فَلا رادَّ لِقَضائِهِ.

الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَحاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمُهُ ، وَوَسِعَ كُلَّ شَيْءٍ حِفْظُهُ ، وَقَهَرَ كُلَّ شَيْءٍ جَبَرُوتُهُ ، وَأَخافُ كُلَّ شَيْءٍ سُلْطانُهُ.

الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي مَلِكَ فَقَدَرَ ، وَبَطَنَ فَخَبَرَ ، الَّذِي يُحْيِي الْمَوْتى وَيُمِيتُ الْأَحْياءَ وَهُوَ حَيٌّ لا يَمُوتُ بِيَدِهِ الْخَيْرُ وَهُوَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ.

اللهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ عَلى ما تَأْخُذُ ، وَلَكَ الْحَمْدُ عَلى ما تُعْطِي ، وَعَلى ما تُبْلِي وَعَلى ما تَبْتَلِي ، وَلَكَ الْحَمْدُ عَلى ما بَقِيَ وَعَلى ما تُبْدِي ، وَعَلى ما تُخْفِي ، وَعَلى ما لا يُرى وَعَلى ما يُرى ، وَعَلى ما قَدْ كانَ ، وَعَلى ما قَدْ يَكُونُ ، وَعَلى ما هُوَ كائِنٌ ، وَلَكَ الْحَمْدُ عَلى حِلْمِكَ بَعْدَ عِلْمِكَ ، وَعَلى عَفْوِكَ بَعْدَ مَنِّكَ وَقُدْرَتِكَ ، وَعَلى آلائِكَ بَعْدَ حُجَّتِكَ ، وَعَلى صَفْحِكَ بَعْدَ انْتِقامِكَ (١).

وَلَكَ الْحَمْدُ عَلى ما تَقْضِي فِيما خَلَقْتَ ، وَعَلى بَعْدِ ما فَنى خَلْقُكَ ، وَلَكَ الْحَمْدُ قَبْلَ أَنْ تخْلُقَ شَيْئاً مِنْ خَلْقِكَ ، وَعَلى بَدْءِ ما خَلَقْتَ إِلَى انْقِضاءِ خَلْقِكَ وَبَعْدَ ذلِكَ ، حَمْداً أَرْضىَ الْحَمْدِ لَكَ ، وَأَحَقَّ الْحَمْدِ بِكَ ، وَأَحَبَّ الْحَمْدِ إِلَيْكَ وَتَرْضاهُ لِنَفْسِكَ ، حَمْداً لا يَحْجُبُ عَنْكَ ، وَلا يَنْتَهِي دُونَكَ ، وَلا يَقْصُرُ دُونَ أَفْضَلِ رِضاكَ.

__________________

(١) افتقارك ( خ ل ) ، أقول : على ما أثبتناه المعنى واضح ، أي صفحك بعد قدرتك على الانتقام ، وعلى ما في نسخة البدل أيضا ، لأن الافتقار قد يكون بمعنى العلم بالأمور الخفية ، ـ كما في النهاية ـ أي صفحك بعد علمك بالمعاصي المستورة.

١٦٤

تَبارَكَتْ أَسْماؤُكَ يا رَبِّ وَتَعالى ذِكْرُكَ ، وَقَهَرَ سُلْطانُكَ ، وَتَمَّتْ كَلِماتُكَ ، تَبارَكْتَ وَتَعالَيْتَ ، أَمْرُكَ قَضاءٌ ، وَكَلامُكَ نُورٌ ، وَرِضاكَ رَحْمَةٌ ، وَسَخَطُكَ عَذابٌ ، تَبارَكْتَ وَتَعالَيْتَ ، تَقْضِي بِعِلْمٍ وَتَعْفُو بِحِلْمٍ ، وَتَأْخُذُ بِقُدْرَةٍ وَتَفْعَلُ ما تَشاءُ.

تَبارَكْتَ وَتَعالَيْتَ ، واسِعُ الْمَغْفِرَةِ ، شَدِيدُ الْعِقابِ وَالنَّقِمَةِ ، قَرِيبُ الرَّحْمَةِ ، سَرِيعُ الْحِسابِ عَلى كُلِّ خَفِيَّةٍ ، الْحاضِرُ لِكُلِّ سَرِيرَةٍ ، الشَّاهِدُ لِكُلِّ نَجْوَى ، اللَّطِيفُ لِما يَشاءُ.

ثمّ تكبّر الله مائة مرّة ، وتحمده مائة مرّة ، وتسبّحه مائة مرّة ، وتقرء ( قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ ) مائة مرّة ، وتقول : لا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلاَّ بِاللهِ مائة مرّة ، وتقول :

لا إِلهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ ، يُحْيِي وَيُمِيتُ وَيُمِيتُ وَيُحْيِي ، وَهُوَ حَيٌّ لا يَمُوتُ بِيَدِهِ الْخَيْرُ وَهُوَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ.

وَتقول : اللهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ ـ مائة مرّة ، وتقرء عشرة آيات من أوّل البقرة :

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ، الم. ذلِكَ الْكِتابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدىً لِلْمُتَّقِينَ. الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْناهُمْ يُنْفِقُونَ. وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِما أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَما أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَبِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ. أُولئِكَ عَلى هُدىً مِنْ رَبِّهِمْ وَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ. إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَواءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لا يُؤْمِنُونَ. خَتَمَ اللهُ عَلى قُلُوبِهِمْ وَعَلى سَمْعِهِمْ وَعَلى أَبْصارِهِمْ غِشاوَةٌ وَلَهُمْ عَذابٌ عَظِيمٌ. وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللهِ وَبِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَما هُمْ بِمُؤْمِنِينَ. يُخادِعُونَ اللهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَما يَخْدَعُونَ إِلاَّ أَنْفُسَهُمْ وَما يَشْعُرُونَ. فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزادَهُمُ اللهُ مَرَضاً وَلَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ بِما كانُوا يَكْذِبُونَ.

اللهُ لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلا نَوْمٌ ، لَهُ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ ما بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَما خَلْفَهُمْ

١٦٥

وَلا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِما شاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ وَلا يَؤُدُهُ حِفْظُهُما وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ.

لِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ وَإِنْ تُبْدُوا ما فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحاسِبْكُمْ بِهِ اللهُ فَيَغْفِرُ لِمَنْ يَشاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشاءُ وَاللهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ.

آمَنَ الرَّسُولُ بِما أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقالُوا سَمِعْنا وَأَطَعْنا غُفْرانَكَ رَبَّنا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ.

لا يُكَلِّفُ اللهُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَها لَها ما كَسَبَتْ وَعَلَيْها مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنا لا تُؤاخِذْنا إِنْ نَسِينا أَوْ أَخْطَأْنا ، رَبَّنا وَلا تَحْمِلْ عَلَيْنا إِصْراً (١) كَما حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنا ، رَبَّنا وَلا تُحَمِّلْنا ما لا طاقَةَ لَنا بِهِ ، وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنا وَارْحَمْنا أَنْتَ مَوْلانا فَانْصُرْنا عَلَى الْقَوْمِ الْكافِرِينَ.

لَوْ أَنْزَلْنا هذَا الْقُرْآنَ عَلى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خاشِعاً مُتَصَدِّعاً مِنْ خَشْيَةِ اللهِ وَتِلْكَ الْأَمْثالُ نَضْرِبُها لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ. هُوَ اللهُ الَّذِي لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ عالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهادَةِ هُوَ الرَّحْمنُ الرَّحِيمُ. هُوَ اللهُ الَّذِي لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحانَ اللهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ. هُوَ اللهُ الْخالِقُ الْبارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْماءُ الْحُسْنى يُسَبِّحُ لَهُ ما فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ.

إِنَّ رَبَّكُمُ اللهُ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوى عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثاً (٢) وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّراتٍ بِأَمْرِهِ أَلا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبارَكَ اللهُ رَبُّ الْعالَمِينَ.

ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ. وَلا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ

__________________

(١) الإصر : الإثم والثقل.

(٢) الحثيث : السريع كانّ نفسه تحثه.

١٦٦

بَعْدَ إِصْلاحِها وَادْعُوهُ خَوْفاً وَطَمَعاً إِنَّ رَحْمَتَ اللهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ.

وَالْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَداً وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ ، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيٌّ مِنَ الذُّلِّ وَكَبِّرْهُ تَكْبِيراً.

قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ. مِنْ شَرِّ ما خَلَقَ. وَمِنْ شَرِّ غاسِقٍ إِذا وَقَبَ. وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثاتِ فِي الْعُقَدِ. وَمِنْ شَرِّ حاسِدٍ إِذا حَسَدَ.

قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ. مَلِكِ النَّاسِ. إِلهِ النَّاسِ. مِنْ شَرِّ الْوَسْواسِ الْخَنَّاسِ. الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ. مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ.

وتحمد الله على كلّ نعمة أنعم بها عليك ، من أهل أو مال أو ولد ، وقليل أو كثير ، وتذكر المنعم عليك في جميع ما أبلاك وأولاك شيئا شيئا ما أمكنك ذكره ، وقل :

الْحَمْدُ لِلَّهِ عَلى نِعَمِهِ الَّتِي لا تُحْصى وَلا تُكافأ بِعَمَلٍ إِلاَّ بِحَمْدِ اللهِ ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَنِي وَلَمْ أَكُ شَيْئاً مَذْكُوراً ، وَفَضَّلَنِي عَلى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقَ فِي حُسْنِ الْخُلْقِ ، الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي عَلَّمَنِي وَلَمْ أَعْلَمْ شَيْئاً وَفَضَّلَنِي عَلى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقَ فِي حُسْنِ الرِّزْقِ.

وَالْحَمْدُ لِلَّهِ عَلى حِلْمِهِ بَعْدَ عِلْمِهِ ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ عَلى عَفْوِهِ بَعْدَ قُدْرَتِهِ ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ عَلى رَحْمَتِهِ الَّتِي سَبَقَتْ غَضَبَهُ ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يُنْطِقْنِي مِنْ بُكْمٍ غَيْرُهُ ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يُبْصِرْنِي مِنْ عَمى غَيْرُهُ.

وَالْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يُسْمِعْنِي مِنْ صَمَمٍ غَيْرُهُ ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَهْدِنِي مِنْ ضَلالَةٍ غَيْرُهُ ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يُؤْمِنِّي مِنْ خَوْفٍ غَيْرُهُ ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يُؤْمِنْ رَوْعِي غَيْرُهُ ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يُقِلْنِي مِنْ عَثْرَةٍ غَيْرُهُ ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يُكْرِمْنِي مِنْ هَوانٍ غَيْرُهُ.

وَالْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَسْتُرْ مِنِّي عَوْرَةً غَيْرُهُ ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَرْفَعْنِي مِنْ ضَعَةٍ غَيْرُهُ ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَسُدَّ مِنِّي فاقَةً غَيْرُهُ ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَشْبَعْنِي مِنْ جُوعٍ غَيْرُهُ ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يُسْقِنِي مِنْ ظَمَإٍ غَيْرُهُ.

وَالْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَكْسُنِي مِنْ عُرى غَيْرُهُ ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يُفَهِّمْنِي

١٦٧

مِنْ عَيٍّ غَيْرُهُ ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يُعَلِّمْنِي مِنْ جَهْلٍ غَيْرُهُ ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يُقَوِّنِي مِنْ ضَعْفٍ غَيْرُهُ.

وَالْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَكْفِنِي الْمُهِمَّ غَيْرُهُ ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَصْرِفْ عَنِّي السُّوءَ غَيْرُهُ ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَكْرَمَنِي فِي كُلِّ مِصْرٍ قَدِمْتُهُ ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي عافانِي فِي كُلِّ طَرِيقٍ سَلَكْتُهُ.

وَالْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي آوانِي ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَفْرَشَنِي ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي مَهَّدَ لِي ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَخْدَمَنِي ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي زَوَّجَنِي ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي حَمَلَنِي فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي رَزَقَنِي مِنَ الطَّيِّباتِ ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي فَضَّلَنِي عَلى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقَ تَفْضِيلاً.

وَالْحَمْدُ لِلَّهِ فِي الدُّنْيا ما بَقِيتَ الدُّنْيا ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ فِي الاخِرَةِ إِذَا انْقَضَتِ الدُّنْيا ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ فِي الدُّنْيا ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي جَعَلَنِي مِمَّنْ يَحْمِدُهُ وَيَشْكُرُهُ ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَجْعَلْنِي يَهُودِيّاً وَلا نَصْرانِيّاً وَلا مَجُوسِيّاً ، وَلا شاكّاً وَلا ضالًّا وَلا مُرْتاباً ، وَلا مُتَّبِعَ ضَلالَةٍ ، وَلا مُتَّبِعَ شَيْءٍ مِنَ السُّبُلِ الْمُشَبَّهَةِ الَّتِي أَحْدَثَها النَّاسُ بَعْدَ نَبِيِّهِمْ عَلَيْهِ السَّلامُ.

وَالْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدانِي لِمَا اخْتُلِفَ فِيهِ مِنَ الْحَقِّ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي بِمَحامِدِهِ كُلِّها عَلى نَعْمائِهِ كُلِّها ، حَتّى يَنْتَهِي الْحَمْدُ الى ما يُحِبُّ رَبُّنا وَيَرْضى ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَنْسَ مَنْ ذَكَرَهُ ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لا يَخِيبُ مَنْ دَعاهُ ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لا يَذِلُّ مَنْ والاهُ ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي يَجْزِي بِالإِحْسانِ إِحْساناً وَبِالصَّبْرِ نَجاةً.

وَالْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي مَنْ تَوَكَّلَ عَلَيْهِ كَفاهُ ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي مَنْ وَثِقَ بِهِ لَمْ يَكِلْهُ إِلى غَيْرِهِ ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هُوَ يَقِينُنا حِينَ يَنْقَطِعُ الْحَبْلُ عَنَّا ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هُوَ رَجاؤُنا حِينَ يَسُوءُ ظَنُّنا بِأَعْمالِنا ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي يَكْشِفُ غَمَّنا وَيُنَفِّسُ كَرْبَنا ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي يُفَرِّجُ هَمَّنا.

اللهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَأَوْزِعْنِي شُكْرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ

١٦٨

بِهَا عَلَيَّ وَعَلى والِدَيَّ فَقَدْ أَنْعَمْتَ عَلَيَّ نِعماً لا أُحْصِيها ، فَلَكَ الْحَمْدُ عَلى جَمِيعِ ما أَحْصَيْتَ مِنْها وَعَلى كُلِّ حالٍ ، حَمْداً تَرْضاهُ وَيَصْعَدُ إِلَيْكَ ، وَلا يَحْجُبُ عَنْكَ وَلا يَقْصُرُ دُونَ رِضاكَ ، حَمْداً تُوجِبُ لِي بِهِ الْكَرامَةَ عِنْدَكَ ، وَالْمَزِيدَ مِنْ عِنْدِكَ يا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ.

وتحمد الله وتسبّحه وتهلّله وتكبّره بكلّ ما في القرآن من ذلك.

التحميد :

الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ. وَالْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ. الظُّلُماتِ وَالنُّورَ. فَقُطِعَ دابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ. وَالْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدانا لِهذا وَما كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْ لا أَنْ هَدانَا اللهُ. وَلَوْ لا أَنْ مَنَّ اللهُ عَلَيْنا لَخَسَفَ بِنا. وَآخِرُ دَعْواهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ.

الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي وَهَبَ لِي عَلَى الْكِبَرِ إِسْماعِيلَ وَإِسْحاقَ. الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمُونَ. الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَداً وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيٌّ مِنَ الذُّلِّ وَكَبِّرْهُ تَكْبِيراً.

الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْزَلَ عَلى عَبْدِهِ الْكِتابَ وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجاً. فَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي نَجَّانا مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ. وَلَقَدْ آتَيْنا داوُدَ وَسُلَيْمانَ عِلْماً وَقالا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي فَضَّلَنا عَلى كَثِيرٍ مِنْ عِبادِهِ الْمُؤْمِنِينَ. قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَسَلامٌ عَلى عِبادِهِ الَّذِينَ اصْطَفى. وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ سَيُرِيكُمْ آياتِهِ فَتَعْرِفُونَها وَلَهُ الْحَمْدُ فِي الْأُولى وَالْآخِرَةِ. قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمُونَ.

الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَهُ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ وَلَهُ الْحَمْدُ فِي الْآخِرَةِ. الْحَمْدُ لِلَّهِ فاطِرِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ. وَقالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ. وَسَلامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ. هَلْ يَسْتَوِيانِ مَثَلاً الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمُونَ.

وَقالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَنا وَعْدَهُ. وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْحَقِّ وَقِيلَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ. فَلِلَّهِ الْحَمْدُ رَبِّ السَّماواتِ وَرَبِّ الْأَرْضِ رَبِّ الْعالَمِينَ.

١٦٩

وَلَهُ الْحَمْدُ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَعَشِيًّا وَحِينَ تُظْهِرُونَ.

التسبيح :

سُبْحانَكَ لا عِلْمَ لَنا إِلاَّ ما عَلَّمْتَنا. وقالُوا اتَّخَذَ اللهُ وَلَداً سُبْحانَهُ هُوَ الْغَنِيُّ لَهُ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ. سُبْحانَكَ فَقِنا عَذابَ النَّارِ. سُبْحانَهُ أَنْ يَكُونَ لَهُ وَلَدٌ لَهُ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ.

سُبْحانَكَ ما يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ ما لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِنْ كُنْتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ ، تَعْلَمُ ما فِي نَفْسِي وَلا أَعْلَمُ ما فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنْتَ عَلاَّمُ الْغُيُوبِ. وَخَرَقُوا لَهُ بَنِينَ وَبَناتٍ بِغَيْرِ عِلْمٍ سُبْحانَهُ وَتَعالى عَمَّا يَصِفُونَ. قالَ سُبْحانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ. لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ سُبْحانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ. دَعْواهُمْ فِيها سُبْحانَكَ اللهُمَّ وَتَحِيَّتُهُمْ فِيها سَلامٌ.

سُبْحانَهُ وَتَعالى عَمَّا يُشْرِكُونَ. وَيَجْعَلُونَ لِلَّهِ الْبَناتِ سُبْحانَهُ وَلَهُمْ ما يَشْتَهُونَ. سُبْحانَ الَّذِي أَسْرى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى. سُبْحانَهُ وَتَعالى عَمَّا يَقُولُونَ عُلُوًّا كَبِيراً. سُبْحانَ رَبِّي هَلْ كُنْتُ إِلاَّ بَشَراً رَسُولاً.

سُبْحانَهُ إِذا قَضى أَمْراً فَإِنَّما يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ. لَوْ كانَ فِيهِما آلِهَةٌ إِلاَّ اللهُ لَفَسَدَتا فَسُبْحانَ اللهِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ. وَقالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمنُ وَلَداً سُبْحانَهُ بَلْ عِبادٌ مُكْرَمُونَ. لا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ. إِذاً لَذَهَبَ كُلُّ إِلهٍ بِما خَلَقَ وَلَعَلا بَعْضُهُمْ عَلى بَعْضٍ سُبْحانَ اللهِ عَمَّا يَصِفُونَ. ما يَكُونُ لَنا أَنْ نَتَكَلَّمَ بِهذا سُبْحانَكَ هذا بُهْتانٌ عَظِيمٌ.

سُبْحانَكَ ما كانَ يَنْبَغِي لَنا أَنْ نَتَّخِذَ مِنْ دُونِكَ مِنْ أَوْلِياءَ. وَرَبُّكَ يَخْلُقُ ما يَشاءُ وَيَخْتارُ ما كانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ سُبْحانَ اللهِ وَتَعالى عَمَّا يُشْرِكُونَ. فَسُبْحانَ اللهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ وَلَهُ الْحَمْدُ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَعَشِيًّا وَحِينَ تُظْهِرُونَ. هَلْ مِنْ شُرَكائِكُمْ مَنْ يَفْعَلُ مِنْ ذلِكُمْ مِنْ شَيْءٍ سُبْحانَهُ وَتَعالى عَمَّا يُشْرِكُونَ. قالُوا سُبْحانَكَ أَنْتَ وَلِيُّنا مِنْ دُونِهِمْ.

١٧٠

سُبْحانَ الَّذِي خَلَقَ الْأَزْواجَ كُلَّها مِمَّا تُنْبِتُ الْأَرْضُ وَمِنْ أَنْفُسِهِمْ وَمِمَّا لا يَعْلَمُونَ. فَسُبْحانَ الَّذِي بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ. سُبْحانَ اللهِ عَمَّا يَصِفُونَ. سُبْحانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ. سُبْحانَهُ هُوَ اللهُ الْواحِدُ الْقَهَّارُ. وَالسَّماواتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحانَهُ وَتَعالى عَمَّا يُشْرِكُونَ. سُبْحانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنا هذا وَما كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ وَإِنَّا إِلى رَبِّنا لَمُنْقَلِبُونَ.

سُبْحانَ رَبِّ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ. أَمْ لَهُمْ إِلهٌ غَيْرُ اللهِ سُبْحانَ اللهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ. قالُوا سُبْحانَ رَبِّنا إِنْ كانَ وَعْدُ رَبِّنا لَمَفْعُولاً. قالُوا سُبْحانَ رَبِّنا إِنَّا كُنَّا ظالِمِينَ. سُبْحانَ رَبِّيَ الْأَعْلى.

التهليل :

وَإِلهُكُمْ إِلهٌ واحِدٌ لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ. الم اللهُ لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ. لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ. شَهِدَ اللهُ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ وَالْمَلائِكَةُ وَأُولُوا الْعِلْمِ قائِماً بِالْقِسْطِ لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ.

اللهُ لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ لَيَجْمَعَنَّكُمْ إِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ لا رَيْبَ فِيهِ. ذلِكُمُ اللهُ رَبُّكُمْ لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ خالِقُ كُلِّ شَيْءٍ فَاعْبُدُوهُ. لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ فَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ. لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ.

لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ يُحيِي وَيُمِيتُ فَآمِنُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الْأُمِّيِ. لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ. لا إِلهَ إِلاَّ الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُوا إِسْرائِيلَ. لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ فَهَلْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ. لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ مَتابِ. لا إِلهَ إِلاَّ أَنَا فَاتَّقُونِ. لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ لَهُ الْأَسْماءُ الْحُسْنى. لا إِلهَ إِلاَّ أَنَا فَاعْبُدْنِي. لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ وَسِعَ كُلَّ شَيْءٍ عِلْماً. لا إِلهَ إِلاَّ أَنَا فَاعْبُدُونِ.

لا إِلهَ إِلاَّ أَنْتَ سُبْحانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ. لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ. لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ. لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ كُلُّ شَيْءٍ هالِكٌ إِلاَّ وَجْهَهُ. لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ. لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ سُبْحانَهُ وَتَعالى عَمَّا يُشْرِكُونَ. وَما مِنْ إِلهٍ إِلاَّ اللهُ الْواحِدُ الْقَهَّارُ.

١٧١

لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ رَبُّكُمْ وَرَبُّ آبائِكُمُ الْأَوَّلِينَ. لا إِلهَ إِلاَّ اللهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ. لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ عالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهادَةِ.

الرَّحْمنُ الرَّحِيمُ. لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ. لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ فَاتَّخِذْهُ وَكِيلاً.

ثمّ قل :

سُبْحانَ اللهِ وَبِحَمْدِهِ ، سُبْحانَ اللهِ الْحَيِّ الْقَيُّومِ ، سُبْحانَ اللهِ الْمَلِكِ ، سُبْحانَ الْعَلِيِّ الْأَعْلَى ، سُبْحانَ مَنْ عَلا فِي الْهَواءِ ، سُبْحانَ اللهِ وَتَعالى ، سُبْحانَ اللهِ الْقائِمِ الدَّائِمِ ، سُبْحانَ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ ، سُبْحانَ الْعَزِيزِ الْجَبَّارِ الْمُتَكَبِّرِ.

اللهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ ما أَحْمَدَكَ وَأَمْجَدَكَ ، وَأَجْوَدَكَ [ وَأَكْرَمَكَ ] (١) ، وَأَرْأَفَكَ وَأَرْحَمَكَ ، وَأَعْلاكَ وَأَقْرَبَكَ ، وَأَقْدَرَكَ وَأَقْهَرَكَ ، وَأَوْسَعَكَ وَأَفْضَلَكَ ، وَأَثْبَتَكَ وَأَثْوَبَكَ ، وَأَحْضَرَكَ وَأَخْبَرَكَ ، وَأَلْطَفَكَ وَأَعْلَمَكَ ، وَأَشْكَرَكَ وَأَحْلَمَكَ ، وَأَجَلَّ ثَناءَكَ ، وَأَتَمَّ مُلْكَكَ ، وَأَمْضى أَمْرَكَ ، وَما أَقْدَمَ عِزَّكَ ، وَأَعَزَّ قَهْرَكَ ، وَأَمْتَنَ كَيْدَكَ ، وَأَغْلَبَ مَكْرَكَ ، وَأَقْرَبَ فَتْحَكَ ، وَأَدْوَمَ نَصْرَكَ ، وَأَقْدَمَ شَأْنَكَ ، وَأَحْوَطَ مُلْكَكَ ، وَأَظْهَرَ عَدْلَكَ ، وَأَعْدَلَ حُكْمَكَ ، وَأَوْفى عَهْدَكَ ، وَأَنْجَزَ وَعْدَكَ ، وَأَكْرَمَ ثَوابَكَ ، وَأَشَدَّ عِقابَكَ ، وَأَحْسَنَ عَفْوَكَ ، وَأَجْزَلَ عَطاءَكَ ، وَأَشَدَّ أَرْكانَكَ ، وَأَعْظَمَ سُلْطانَكَ.

لِأَنَّكَ اللهُ الْعَظِيمُ فِي عَظَمَتِكَ ، جَلِيلٌ فِي بَهائِكَ ، بَهِيٌّ فِي جَلالِكَ ، جَبَّارٌ فِي كِبْرِيائِكَ ، كَبِيرٌ فِي جَبَرُوتِكَ ، مَلِكٌ فِي قُدْرَتِكَ ، قادِرٌ فِي مُلْكِكَ ، عَزِيزٌ فِي قَهْرِكَ ، قاهِرٌ فِي عِزِّكَ ، مُنِيرٌ فِي ضِيائِكَ ، عَدْلٌ فِي قَضائِكَ ، صادِقٌ فِي دُعائِكَ ، كَرِيمٌ فِي عَفْوِكَ ، قَرِيبٌ فِي ارْتِفاعِكَ ، عالٍ فِي دُنُوِّكَ.

اللهُمَّ نَدَبْتَ الْمُؤْمِنِينَ إِلى أَمْرٍ بَدَأْتَ فِيهِ بِنَفْسِكَ وَمَلائِكَتِكَ ، فَقُلْتَ : « إِنَّ اللهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً ».

__________________

(١) من البحار.

١٧٢

اللهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ ، عَبْدِكَ وَرَسُولِكَ ، وَنَبِيِّكَ وَأَمِينِكَ ، وَنَجِيِّكَ وَنَجِيبِكَ ، وَصَفْوَتِكَ وَصَفِيِّكَ ، وَوَلِيِّكَ وَحَبِيبِكَ ، وَخَلِيلِكَ وَخاصَّتِكَ وَخالِصَتِكَ وَخِيَرَتِكَ مِنْ خَلْقِكَ.

الَّذِي انْتَجَبْتَهُ لِرِسالَتِكَ (١) وَاسْتَخْلَصْتَهُ لِدِينِكَ ، وَاسْتَرْعَيْتَهُ عِبادَكَ ، وَائْتَمَنْتَهُ عَلى وَحْيِكَ ، وَجَعَلْتَهُ عَلَمَ الْهُدى ، وَبابَ النُّهى ، وَالْحُجَّةَ الْكُبْرى ، وَالْعُرْوَةَ الْوُثْقى فِيما بَيْنَهُ وَبَيْنَ خَلْقِكَ ، وَالشَّاهِدَ لَهُمْ وَالْمُهَيْمِنَ عَلَيْهِمْ.

كَما بَلَّغَ رِسالَتَكَ (٢) ، وَنَصَحَ لِعِبادِكَ ، وَجاهَدَ فِي سَبِيلِكَ ، وَصَدَعَ بِأَمْرِكَ ، وَأَحَلَّ حَلالَكَ ، وَحَرَّمَ حَرامَكَ ، وَبَيَّنَ فَرائِضَكَ ، وَاحْتَجَّ عَلى خَلْقِكَ بِأَمْرِكَ ، أَفْضَلَ وَأَشْرَفَ ، وَأَحْسَنَ وَأَجْمَلَ ، وَأَنْفَعَ وَأَزْكَى ، وَأَنْمى وَأَطْهَرَ ، وَأَطْيَبَ وَأَرْضى ، وَأَكْمَلَ ما صَلَّيْتَ عَلى أَحَدٍ مِنْ أَنْبِيائِكَ وَرُسُلِكَ وَأَصْفِيائِكَ ، وَأَهْلِ الْمَنْزِلَةِ لَدَيْكَ ، وَالْكَرامَةِ عَلَيْكَ.

اللهُمَّ وَاجْعَلْ صَلَواتِكَ وَغُفْرانَكَ وَبَرَكاتَكَ ، وَرِضْوانَكَ وَرَحْمَتَكَ ، وَمَنَّكَ وَإِفْضالَكَ ، وَتَحِيَّتَكَ وَسَلامَكَ ، وَتَشْرِيفَكَ وَإِعْظامَكَ ، وَصَلَواتِ مَلائِكَتِكَ الْمُقَرَّبِينَ وَأَنْبِيائِكَ الْمُرْسَلِينَ ، وَعِبادِكَ الصَّالِحِينَ ، مِنَ الشُّهَداءِ وَالصِّدِّيقِينَ ، وَالْأَوْصِياءِ ، وَحَسُنَ أُولئِكَ رَفِيقاً ، وَأَهْلِ السَّماواتِ وَالْأَرضِينَ وَما بَيْنَهُما وَما تَحْتَهُما ، وَما بَيْنَ الْخافِقَيْنِ ، وَما فِي الْهَواءِ وَالشَّمْسِ وَالْقَمَرِ ، وَالنُّجُومِ وَالْجِبَالِ ، وَالشَّجَرِ وَالدَّوابِّ ، وَما يُسَبِّحُ لَكَ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ ، وَالظُّلْمَةِ وَالضِّياءِ ، بِالْغُدُوِّ وَالآصالِ ، فِي ساعاتِ اللَّيْلِ وَالنَّهارِ.

عَلى مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ ، النَّبِيِّ الأُمِّيِّ ، الْمَهْدِيِّ الْهادِي ، السِّراجِ الْمُنِيرِ ، الشَّاهِدِ الْأَمِينِ ، الدَّاعِيَ إِلَيْكَ بِاذْنِكَ ، سَيِّدِ الْمُرْسَلِينَ ، وَخاتَمِ النَّبِيِّينَ ، وَإِمامِ الْمُتَّقِينَ ، وَمَوْلَى الْمُؤْمِنِينَ وَوَلِيِّ الْمُرْسَلِينَ ، وَقائِدِ الْغُرِّ الْمُحَجِّلِينَ ، كَما هَدَيْتَنا بِهِ مِنَ الضَّلالَةِ ، وَأَنَرْتَ لَنا بِهِ مِنَ الظُّلْمَةِ ، وَاسْتَنْقَذْتَنا بِهِ مِنَ الْهَلَكَةِ.

__________________

(١) لرسالاتك ( خ ل ).

(٢) رسالاتك ( خ ل ).

١٧٣

فَاجْزِهِ عَنّا أَفْضَلَ ما جَزَيْتَ نَبِيّاً عَنْ أُمَّتِهِ وَرَسُولاً عَمَّنْ أَرْسَلْتَهُ إِلَيْهِ ، وَاجْعَلْنا ندِينُ بِدِينِهِ ، وَنَهْتَدِي بِهُداهُ ، وَنُوالِي وَلِيَّهُ ، وَنُعادِي عَدُوَّهُ ، وَتَوَفَّنا عَلى مِلَّتِهِ ، وَاجْعَلْنا فِي شَفاعَتِهِ ، وَاحْشُرْنا فِي زُمْرَتِهِ ، غَيْرَ خَزايا وَلا نادِمِينَ ، وَلا ناكِثِينَ وَلا مُبَدِّلِينَ ، آمِينَ رَبِّ الْعالَمِينَ.

اللهُمَّ وَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَعَلى أَهْلِ بَيْتِهِ الَّذِينَ أَذْهَبْتَ عَنْهُمْ الرِّجْسَ وَطَهَّرْتَهُمْ تَطْهِيراً ، اللهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَعَلى أَهْلِ بَيْتِهِ ، الَّذِينَ أَمَرْتَ بِطاعَتِهِمْ ، وَأَوْجَبْتَ حَقَّهُمْ وَمَوَدَّتَهُمْ.

اللهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَعَلى أَهْلِ بَيْتِهِ ، الَّذِينَ أَلْهَمْتَهُمْ عِلْمَكَ ، وَاسْتَحْفَظْتَهُمْ كِتابَكَ ، فَانَّهُمْ مَعْدِنُ كَلِماتِكَ ، وَخُزَّانُ عِلْمِكَ ، وَدَعائِمُ دِينِكَ ، وَالْقُوَّامُ بِأَمْرِكَ ، صَلاةً كَثِيرةً ، طَيِّبَةً مُبارَكَةً ، تامَّةً زاكِيَةً نامِيَةً ، وَأَبْلِغْ أَرْواحَهُمْ وَأَجْسادَهُمْ مِنِّي فِي هذِهِ السَّاعَةِ وَفِي كُلِّ ساعَةٍ تَحِيَّةً كَثِيرَةً وَسَلاماً.

اللهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ عَبْدِكَ وَرَسُولِكَ ، وَعَلى إِبْراهِيمَ خَلِيلِكَ ، وَعَلى مَلائِكَتِكَ الْمُقَرَّبِينَ ، وَاولِي الْعَزْمِ مِنَ الْمُرْسَلِينَ ، وَالْأَوْلِياءِ الْمُنْتَجَبِينَ ، وَالْأَئِمَّةِ الرَّاشِدِينَ الْمَهْدِيِّينَ ، أَوَّلِهِمْ وَآخِرِهِمْ.

وَاخْصُصْ خَواصَّ أَهْلِ صَفْوَتِكَ ، الَّذِينَ اجْتَبَيْتَ لِرِسالاتِكَ ، وَحَمَّلَتِ الْأَمانَةَ فِيما بَيْنَكَ وَبَيْنَ خَلْقِكَ ، بِتَفاضُلِ دَرَجاتِ أَهْلِ صَفْوَتِكَ ، وَزِدْهُمْ إِلى كُلِّ كَرامَةٍ كَرامَةً ، وَإِلى كُلِّ فَضِيلَةٍ فَضِيلَةً ، وَإِلى كُلِّ خاصَّةٍ خاصَّةً ، وَعَلى جَمِيعِ مَلائِكَتِكَ ، وَأَنْبِيائِكَ وَرُسُلِكَ وَأَهْلِ طاعَتِكَ ، وَصِلْ بَيْنِي وَبَيْنَهُمْ فِي اتِّصالِ مُوالاتِكَ.

اللهُمَّ سَلِّمْ عَلى جَمِيعِ أَنْبِيائِكَ وَرُسُلِكَ ، وَاخْصُصْ مُحَمَّداً مِنْ ذلِكَ بِأَشْرَفِهِ ، وَسَلِّمْ عَلى جَمِيعِ مَلائِكَتِكَ ، وَاخْصُصْ جَبْرَئِيلَ وَمِيكائِيلَ وَإِسْرافِيلَ مِنْ ذلِكَ بِأَفْضَلِهِ ، وَسَلِّمْ عَلى عِبادِكَ الصَّالِحِينَ ، وَاخْصُصْ أَوْلِياءَكَ مِنْ ذلِكَ بِأَدْوَمِهِ ، وَبارِكْ عَلَيْهِمْ جَمِيعاً ، وَعَلى أَهْلِي وَوَلَدِي وَوالِدَيَّ وَما وَلَدا ، آمِينَ رَبَّ الْعالَمِينَ.

١٧٤

اللهُمَّ إِنَّ ذُنُوبِي أَكْثَرُ مِنْ أَنْ تُحْصى ، وَحَوائِجِي أَكْثَرُ مِنْ أَنْ تُسَمّى ، اللهُمَّ وَلِي إِلى عَفْوِكَ وَمَعْرُوفِكَ ، وَمَغْفِرَتِكَ وَرَحْمَتِكَ ، وَرِضْوانِكَ وَعافِيَتِكَ ، وَعِصْمَتِكَ وَحُسْنِ إِجابَتِكَ أَعْظَمُ الْفاقَةِ ، وَأَشَدُّ الْحاجَةِ.

اللهُمَّ لا أَجِدُ فِي ذلِكَ كُلِّهِ إِلَيْكَ شافِعاً وَلا مُتَقَرِّباً أَوْجَهَ فِي نَفْسِي رَجاءً فِيما قَصَدْتُ إِلَيْكَ بِهِ ، مِنْ تَحْمِيدِكَ وَتَسْبِيحِكَ وَتَهْلِيلِكَ ، وَتَكْبِيرِكَ وَتَمْجِيدِكَ ، وَتَعْظِيمِ ذِكْرِكَ ، وَتَفْخِيمِ شَأْنِكَ ، وَالصَّلاةِ عَلى مَلائِكَتِكَ وَأَنْبِيائِكَ وَرُسُلِكَ وَأَهْلِ طاعَتِكَ وَالتَّقَرُّبِ إِلَيْكَ ، بِنَبِيِّكَ مُحَمَّدٍ نَبِيِّ الرَّحْمَةِ ، وَبِأَهْلِ بَيْتِهِ الْأَوْصِياءِ الْمَرْضِيِّينَ ، صَلَواتُكَ وَبَرَكاتُكَ وَرَحْمَتُكَ عَلَيْهِ وَعَلَيْهِمْ.

يا مُحَمَّدُ يا رَسُولَ اللهِ ، بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي إِنِّي أَتَقَرَّبُ بِكَ إِلَى اللهِ رَبِّكَ وَرَبِّي لِيَغْفِرَ لِي ذُنُوبِي وَيَقْضِي لِي بِكَ حَوائِجِي ، فَكُنْ لِي شَفِيعاً عِنْدَ رَبِّكَ وَرَبِّي ، فَنِعْمَ الْمَسْؤُولُ رَبِّي ، وَنِعْمَ الشَّفِيعُ أَنْتَ يا مُحَمَّدُ ، اللهُمَّ إِنِّي أَتَقَرَّبُ إِلَيْكَ بِمُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ ، الَّذِينَ أَذْهَبْتَ عَنْهُمْ الرِّجْسَ وَطَهَّرْتَهُمْ تَطْهِيراً.

اللهُمَّ اجْعَلْ صَلَواتِكَ وَبَرَكاتِكَ وَرَحْمَتَكَ عَلَيْهِ وَعَلَيْهِمْ ، وَاجْعَلْنِي بِهِ وَبِهِمْ وَجِيهاً فِي الدُّنْيا وَالاخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ ، وَاجْعَلْ صَلاتِي بِهِمْ مَقْبُولَةً ، وَدُعائِي بِهِمْ مُسْتَجاباً ، وَذَنْبِي بِهِمْ مَغْفُوراً ، وَرِزْقِي بِهِمْ مَبْسُوطاً ، وَانْظُرْ إِلَيَّ فِي مَقامِي هذا نَظْرَةً رَحِيمَةً ، أَسْتَكْمِلُ بِهَا الْكَرامَةَ عِنْدَكَ ، وَلا تَصْرِفْهُ عَنِّي أَبَداً ، بِرَحْمَتِكَ يا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ.

اللهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ يا اللهُ يا رَحْمانُ يا رَحِيمُ ، يا واحِدُ يا ماجِدُ ، يا أَحَدُ يا صَمَدُ ، يا حَيُّ يا قَيُّومُ يا دائِمُ ، يا قائِمُ يا عالِمُ ، يا مَلِكُ يا قُدُّوسُ يا سَلامُ ، يا مُؤْمِنُ يا مُهَيْمِنُ ، يا عَزِيزُ يا جَبَّارُ يا مُتَكَبِّرُ ، يا خالِقُ يا بارِئُ يا مُصَوِّرُ ، يا عَلِيُّ يا عَظِيمُ ، يا حَلِيمُ يا كَرِيمُ ، يا حَكِيمُ يا عَلِيمُ ، يا خَبِيرُ يا كَبِيرُ ، يا مُتَعالِي يا وَلِيُّ.

يا أَوَّلُ يا آخِرُ ، يا ظاهِرُ يا باطِنُ ، يا حَقُّ يا مُبِينُ ، يا سَمِيعُ يا بَصِيرُ ، يا قَرِيبُ يا مُجِيبُ ، يا حَمِيدُ يا مَجِيدُ ، يا قادِرُ يا قاهِرُ ، يا مَلِيكُ يا مُقْتَدِرُ ، يا غَنِيُّ يا كَرِيمُ ، يا عَفُوُّ يا غَفُورُ ، يا غَفَّارُ يا غافِرُ ، يا قابِلُ يا تَوَّابُ ، يا وَهَّابُ يا واسِعُ ، يا رَفِيعُ يا رازِقُ ،

١٧٥

يا مُنِيرُ يا شَهِيدُ يا حَفِيظُ ، يا فالِقُ يا فاطِرُ ، يا بَدِيعُ يا نُورُ يا شاكِرُ ، يا وَلِيُّ يا مَوْلى ، يا نَصِيرُ.

يا اللهُ ، يا مُسْتَعانُ يا خَلاَّقُ ، يا لَطِيفُ يا شَكُورُ ، يا قُدُّوسُ يا سَرِيعُ ، يا شَدِيدُ يا مُحِيطُ ، يا رَبُّ يا قَوِيُّ ، يا رَءُوفُ يا وَدُودُ ، يا فَعَّالُ لِما يُرِيدُ.

اللهُمَّ يا عَلاَّمُ يا رَقِيبُ ، يا مُغِيثُ يا حَبِيبُ ، يا وَكِيلُ يا هادِي ، يا مُبْدِئُ يا مُعِيدُ ، يا مَنْ فِي السَّماءِ ، يا ذَا الْعَرْشِ ، يا ذَا الْفَضْلِ ، يا ذَا الطَّوْلِ يا ذَا الْمَعارِجِ ، يا ذَا الْجَلالِ وَالإِكْرامِ ، يا ذَا التَّقْوى ، يا أَهْلَ الْمَغْفِرَةِ ، يا جاعِلُ يا ناشِرُ يا باعِثُ ، يا كافِي يا حَفِيُ (١) يا مُولِجُ يا مُخْرِجُ ، يا مُعْطِي يا قابِضُ ، يا مُجِيبَ الدَّعَواتِ.

أَسْأَلُكَ يا اللهُ الَّذِي لا إِلهَ إِلاَّ أَنْتَ عالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهادَةِ الرَّحْمنُ الرَّحِيمُ ، هُوَ اللهُ الَّذِي لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ (٢) الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحانَ اللهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ ، هُوَ اللهُ الْخالِقُ الْبارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْماءُ الْحُسْنى ، يُسَبِّحُ لَهُ ما فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ.

وتقول :

قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ. اللهُ الصَّمَدُ. لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ وَيا اللهُ الَّذِي لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلا نَوْمٌ لَهُ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ ما بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَما خَلْفَهُمْ وَلا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِما شاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ وَلا يَؤُدُهُ حِفْظُهُما وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ.

وَأَسْأَلُكَ بِأَسْمائِكَ كُلَّها ، يا اللهُ يا رَحْمانُ ، وَبِكُلِّ اسْمٍ هُوَ لَكَ سَمَّيْتَ بِهِ

__________________

(١) حفي فلانا : أعطاه.

(٢) هيمن فلان على كذا : صار رقيبا عليه وحافظا ، المهيمن : بمعنى المؤمن أو المؤتمن أو الشاهد أو القائم على خلقه بأعمالهم وأرزاقهم وآجالهم.

١٧٦

نَفْسَكَ أَوْ أَنْزَلْتَهُ فِي كِتابِكَ أَوِ اسْتَأْثَرْتَ بِهِ فِي عِلْمِ الْغَيْبِ عِنْدَكَ ، وَلِكُلِّ اسْمٍ سَمَّيْتَ بِهِ نَفْسَكَ اوْ انْزَلْتَهُ فِي كِتابِكَ. وَبِكُلِّ اسْمٍ هُوَ لَكَ ، عَلَّمْتَهُ أَحَداً مِنْ خَلْقِكَ أَوْ لَمْ تُعَلِّمْهُ إِيَّاهُ ، وَأَسْأَلُكَ بِعِزَّتِكَ وَقُدْرَتِكَ وَنُورِكَ وَجَمِيعِ ما أَحاطَ بِهِ عِلْمُكَ ، وَجَمِيعِ ما أَحَطْتَ بِهِ عَلى خَلْقِكَ.

وَأَسْأَلُكَ بِجَمْعِكَ وَأَرْكانِكَ كُلِّها ، وَبِحَقِ (١) رَسُولِكَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ ، وَبِحَقِّ أَوْلِيائِكَ وَبِحَقِّكَ عَلَيْهِمْ ، وَبِاسْمِكَ الْأَكْبَرِ الاكْبَرِ الاكْبَرِ ، وَبِاسْمِكَ الْأَعْظَمِ الْأَعْظَمِ الْأَعْظَمِ الَّذِي مَنْ دَعاكَ بِهِ كانَ حَقّاً عَلَيْكَ أَنْ تَرُدَّهُ ، وَأَنْ تُعْطِيَهُ ما سَأَلَكَ أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ ، وَأَنْ تَغْفِرَ لِي جَمِيعَ ذُنُوبِي وَجَمِيعَ عِلْمِكَ فِيَّ.

وَلا تَدَعْ لِي فِي مَقامِي هذا ذَنْباً إِلاَّ غَفَرْتَهُ ، وَلا وِزْراً إِلاَّ حَطَّطْتَهُ ، وَلا خَطِيئَةً إِلاَّ كَفَّرْتَها ، وَلا سَيِّئَةً إِلاَّ مَحَوْتَها ، وَلا حَسَنَةً إِلاَّ أَثْبَتَّها ، وَلا شُحّاً إِلاَّ سَتَرْتَهُ ، وَلا عَيْباً إِلاَّ أَصْلَحْتَهُ ، وَلا شَيْناً إِلاَّ زَيَّنْتَهُ ، وَلا سُقْماً إِلاَّ شَفَيْتَهُ ، وَلا فَقْراً إِلاَّ أَغْنَيْتَهُ ، وَلا فاقَةً إِلاَّ سَدَدْتَها ، وَلا دَيْناً إِلاَّ قَضَيْتَهُ ، وَلا أَمانَةً إِلاَّ أَدَّيْتَها ، وَلا هَمّاً إِلاَّ فَرَّجْتَهُ ، وَلا غَماً إِلاَّ كَشَفْتَهُ ، وَلا كُرْبَةً إِلاَّ نَفَّسْتَها ، وَلا بَلِيَّةً إِلاَّ صَرَفْتَها ، وَلا عَدُوّاً إِلاَّ أَبَدْتَهُ ، وَلا مَؤُونَةً إِلاَّ كَفَيْتَها ، وَلا حاجَةً مِنْ حَوائِجِ الدُّنْيا وَالاخِرَةِ إِلاَّ قَضَيْتَها ، عَلى أَفْضَلِ أَمَلِي وَرَجائِي فِيكَ ، وَامْنُنْ عَلَيَّ بِذلِكَ يا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ.

اللهُمَّ إِنِّي عَبْدُكَ ، ناصِيَتِي بِيَدِكَ ، وَأَجَلِي بِعِلْمِكَ ، أَسْأَلُكَ أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ ، وَأَنْ تُوَفِّقَنِي لِما يُرْضِيكَ عَنِّي ، وَفُكَّ رَقَبَتِي مِنَ النَّارِ ، وَأَوْسِعْ عَلَيَّ مِنَ الرِّزْقِ الْحَلالِ الطَّيِّبِ ، وَادْرَءْ عَنِّي شَرَّ فَسَقَةِ الْعَرَبِ وَالْعَجَمِ ، وَشَرَّ فَسَقَةِ الْجِنِّ وَالْأِنْسِ ، اللهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ ، وَلا تَمْكُرْ بِي وَلا تَخْدَعْنِي ، وَلا تَسْتَدْرِجْنِي.

__________________

(١) أسألك بحق ( خ ل ).

١٧٧

اللهُمَّ هذا مَقامُ الْعائِذِ بِكَ ، الْبائِسِ الْفَقِيرِ ، الْخائِفِ الْمُسْتَجِيرِ الْمُشْفِقِ ، مَقامُ مَنْ يَبُوءُ (١) بِخَطِيئَتِهِ ، وَيَعْتَرِفُ بِذَنْبِهِ ، وَيَتُوبُ إِلى رَبِّهِ ، عَصَيْتُكَ إِلهِي بِلِسانِي ، وَلَوْ تَشاءُ وَعِزَّتِكَ لأَخْرَسْتَنِي ، وَعَصَيْتُكَ بِبَصَرِي وَلَوْ تَشاءُ وَعِزَّتِكَ لَأَكْمَهْتَنِي (٢) ، وَعَصَيْتُكَ بِسَمْعِي وَلَوْ تَشاءُ وَعِزَّتِكَ لأَصْمَمْتَنِي ، وَعَصَيْتُكَ بِرِجْلِي وَلَوْ تَشاءُ وَعِزَّتِكَ لَجَذَمْتَنِي (٣) ، وَعَصَيْتُكَ إِلهِي بِجَمِيعِ جَوارِحِي الَّتِي أَنْعَمْتَ بِها عَلَيَّ وَلَمْ يَكُنْ ذلِكَ جَزاؤُكَ مِنِّي فِي حُسْنِ صَنِيعِكَ إِلَيَّ وَجَمِيلِ بَلائِكَ عِنْدِي.

اللهُمَّ ما عَمِلْتُ مِنْ عَمَلٍ عَمْداً أَوْ خَطَأَ ، سِرّاً أَوْ عَلانِيَةً ، مِمَّا خانَهُ سَمْعِي ، أَوْ عايَنَهُ بَصَرِي ، أَوْ نَطَقَ بِهِ لِسانِي ، أَوْ نَقَلَتْ إِلَيْهِ قَدَمِي ، أَوْ بَطَشْتُهُ بِيَدِي ، أَوْ باشَرْتُهُ بِجِلْدِي ، أَوْ جَعَلْتُهُ فِي بَطْنِي ، أَوْ كَسَوْتُهُ ظَهْرِي ، أَوْ هَوَيْتُهُ بِنَفْسِي ، أَوْ شَرَّبْتُهُ قَلْبِي ، فِيما هُوَ لَكَ مَعْصِيَةٌ وَعَلى مَنْ فَعَلَهُ وِزْرٌ ، وَمِنْ كُلِّ فاحِشَةٍ (٤) أَوْ ذَنْبٍ أَوْ خَطِيئَةٍ عَمِلْتُها فِي سَوادِ لَيْلٍ أَوْ بَياضِ نَهارٍ ، فِي خَلاءٍ أَوْ مَلاءٍ ، عَلِمْتُهُ أَوْ لَمْ أَعْلَمْهُ ، ذَكَرْتُهُ أَوْ نَسِيتُهُ ، عَصَيْتُكَ فِيهِ طَرْفَةَ عَيْنٍ ، فِي حِلٍّ أَوْ حَرَمٍ ، أَوْ قَصَدْتُ فِيهِ مُذْ يَوْمِ خَلَقْتَنِي إِلى أَنْ وَقَفْتُ مَوْقِفِي هذا ، فَانَّنِي أَسْتَغْفِرُكَ لَهُ وَأَتُوبُ إِلَيْكَ مِنْهُ.

وَأَسْأَلُكَ يا اللهُ يا اللهُ يا رَبِّ يا رَبِّ ـ تقول ذلك عشر مرّات ، بِحَقِّكَ عَلى نَفْسِكَ ، وَبِحَقِّ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ عَلَيْكَ ، وَبِحَقِّ أَهْلِ الْحَقِّ عَلَيْكَ ، وَبِحَقِّكَ عَلَيْهِمْ ، وَبِالْكَلِماتِ الَّتِي تَلَقَّاكَ بِها آدَمُ ، فَتُبْتَ عَلَيْهِ ، أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ ، وَأَنْ تَتُوبَ عَلَيَّ فِي مَقامِي هذا وَأَنْ تُعْطِيَنِي خَيْرَ الدُّنْيا وَالاخِرَةِ تَوْبَةً لا تَسْخَطُ عَلَيَّ بَعْدَها أَبَداً.

__________________

(١) باء بالحق أو بالذنب : أقرّ.

(٢) كمه : عمي أو صار أعشى.

(٣) جذم : قطعه بسرعة فانقطع ، أجذم يده : قطعها.

(٤) الفاحش : القبيح.

١٧٨

وَأَنْ تَغْفِرَ لِي مَغْفِرَةً لا تُعَذِّبْنِي بَعْدَها أَبَداً ، وَأَنْ تُعافِيَنِي فِيهِ مُعافاةً لا تَبْتَلِيَنِي بَعْدَها أَبَداً ، وَأَنْ تَرْزُقَنِي فِيهِ يَقِيناً لا أَشُكُّ بَعْدَهُ أَبَداً ، وَأَنْ تُكْرِمَنِي فِيهِ كَرامَةً لا تُهِينُنِي بَعْدَها أَبَداً ، وَأَنْ تُعِزَّنِي فِيهِ عِزاً لا ذُلَّ بَعْدَهُ أَبَداً.

وَأَنْ تَرْفَعَنِي فِيهِ رَفْعَةً لا تَضَعُنِي بَعْدَها أَبَداً ، وَأَنْ تَرْزُقَنِي فِيهِ رِزْقاً واسِعاً حَلالاً طَيِّباً كَثِيراً نافِعاً لِلاخِرَةِ وَالدُّنْيا ، مِنْ حَيْثُ أَرْجُو وَمِنْ حَيْثُ لا أَرْجُو ، وَمِنْ حَيْثُ أَحْتَسِبُ وَمِنْ حَيْثُ لا أَحْتَسِبُ ، لا تُعَذِّبْنِي عَلَيْهِ ، وَلا تُفْقِرْنِي بَعْدَهُ أَبَداً.

وَأَنْ تَهَبَ فِيهِ صَلاحاً لِقَلْبِي ، وَصَلاحاً لِبَدَنِي (١) ، وَصَلاحاً لِأَهْلِي ، وَصَلاحاً لِوَلَدِي ، وَصَلاحاً لِما خَوَّلْتَنِي (٢) وَرَزَقْتَنِي ، وَأَنْعَمْتَ بِهِ عَلَيَّ مِنْ قَلِيلٍ أَوْ كَثِيرٍ ، وَمَغْفِرَةً لِذُنُوبِي وَعافِيَةً مِنْ كُلِّ بَلاءٍ ، يا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ.

ثمّ تقول سبعين مرّة : أَسْتَغْفِرُ اللهَ ، وسبعين مرّة : أَتُوبُ إِلَى اللهِ ، وسبعين مرّة أَسْأَلُ اللهَ الْجَنَّةَ ، وسبعين مرّة : أَعُوذُ بِاللهِ مِنَ النَّارِ.

ثمّ تقول وأنت رافع رأسك إلى السّماء :

اللهُمَّ حاجَتِي إِلَيْكَ الَّتِي إِنْ أَعْطَيْتَنِيها لَمْ يَضُرَّنِي شَيْءٌ ، وَإِنْ مَنَعْتَنِيها لَمْ يَنْفَعْنِي شَيْءٌ ، فَكاكَ رَقَبَتِي مِنَ النَّارِ ، وَأَوْسِعْ عَلَيَّ مِنْ رِزْقِكَ الْحَلالِ ، وَادْرَأْ عَنِّي شَرَّ فَسَقَةِ الْعَرَبِ وَالْعَجَمِ ، وَاكْفِنِي مَؤُونَةَ الدُّنْيا وَالاخِرَةِ ، وَاكْفِنِي مَؤُونَةَ الشَّيْطانِ وَمَؤُونَةَ السُّلْطانِ وَمَؤُونَةَ النَّاسِ ، وَمَؤُونَةَ عِيالِي ، فَإِنَّكَ وَلِيُّ ذلِكَ مِنِّي وَمِنْهُمْ فِي يُسْرٍ وَعافِيَةٍ.

اللهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ ، وَاجْعَلْنِي مِمَّنْ رَضِيتَ عَنْهُ وَأَطَلْتَ عُمْرَهُ ، وَأَحْيَيْتَهُ بَعْدَ الْمَوْتِ حَياةً طَيِّبَةً ، اللهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ كَما أَقُولُ وَفَوْقَ ما أَقُولُ ، وَفَوْقَ ما يَقُولُ الْقائِلُونَ ، اللهُمَّ لَكَ صَلاتِي وَدِينِي ، وَمَحْيايَ وَمَماتِي ،

__________________

(١) في البحار : لديني.

(٢) خوّلتني : ملّكتني.

١٧٩

وَبِكَ قِوامِي وَبِكَ حَوْلِي وَقُوَّتِي ، اللهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْفَقْرِ وَمِنْ وَسْواسِ (١) الصَّدْرِ ، وَمِنْ شَتاتِ الْأَمْرِ وَمِنْ عَذابِ النَّارِ ، وَمِنْ عَذابِ الْقَبْرِ.

اللهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ ، وَأَسْأَلُكَ خَيْرَ الرِّياحِ ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ ما تَجْرِيهِ الرِّياحُ ، وَأَسْأَلُكَ خَيْرَ اللَّيْلِ وَخَيْرَ النَّهارِ ، اللهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ ، وَاجْعَلْ لِي فِي قَلْبِي نُوراً ، وَفِي بَصَرِي نُوراً وَفِي لَحْمِي وَدَمِي وَعِظامِي ، وَعُرُوقِي وَمَفاصِلِي ، وَمَقْعَدِي وَمَقامِي ، وَمَدْخَلِي وَمَخْرَجِي نُوراً ، وَأَعْظِمْ لِي نُوراً يا رَبِّ يَوْمَ أَلْقاكَ ، إِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ.

اللهُمَّ مَنْ تَهَيَّأَ وَتَعَبَّأَ وَأَعَدَّ وَاسْتَعَدَّ لِوِفادَةٍ إِلى مَخْلُوقٍ رَجاءَ رِفْدِهِ وَطَلَبَ نائِلِهِ وَجائِزَتِهِ ، فَالَيْكَ أَيْ سَيِّدِي كانَ الْيَوْمَ تَهْيِئَتِي وَتَعْبِئَتِي (٢) وَإِعْدادِي وَاسْتِعْدادِي ، رَجاءَ عَفْوِكَ وَرِفْدِكَ (٣) وَطَلَبِ فَضْلِكَ وَجائِزَتِكَ ، فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَلا تُخَيِّبْنِي فِي ذلِكَ الْيَوْمِ وَفِي كُلِّ يَوْمٍ أَبَداً ما أَبْقَيْتَنِي مِنْ رَجائِي.

يا مَنْ لا يُحْفِيهِ (٤) سائِلٌ ، وَلا يَنْقُصُهُ نائِلٌ ، فَإِنِّي لَمْ آتِكَ الْيَوْمِ ثِقَةً مِنِّي بِعَمَلٍ صالِحٍ قَدَّمْتُهُ ، وَلا شَفاعَةِ مَخْلُوقٍ رَجَوْتُهُ إِلاَّ شَفاعَةَ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ ، صَلَواتُكَ وَبَرَكاتُكَ وَرَحْمَتُكَ عَلَيْهِ وَعَلَيْهِمْ.

أَتَيْتُكَ مُقِرّاً بِأَنْ لا حُجَّةَ لِي وَلا عُذْرَ لِي ، أَتَيْتُكَ أَرْجُو عَظِيمَ عَفْوِكَ الَّذِي عَفَوْتَ بِهِ عَنِ الْخَطَّائِينَ (٥) ، فَأَنْتَ الَّذِي عَفَوْتَ لِلْخَطّائِينَ عَلى عَظِيمِ جُرْمِهِمْ ، وَلَمْ يَمْنَعْكَ طُولُ عُكُوفِهِمْ عَلى عَظِيمِ الْجُرْمِ ، أَنْ عُدْتَ عَلَيْهِمْ بِالرَّحْمَةِ وَالْمَغْفِرَةِ.

__________________

(١) وساوس ( خ ل ).

(٢) عبّأ المتاع : هيأه.

(٣) رجاء رفدك ( خ ل ).

(٤) خفي فلانا : أعطاه ، احفى إليه في الوصية : بالغ فيها.

(٥) الخاطئين ( خ ل ).

١٨٠