الشيخ حسين النوري الطبرسي [ المحدّث النوري ]
المحقق: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم
الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم
المطبعة: سعيد
الطبعة: ١
الصفحات: ٥٩٢
[ ٨١٤٠ ] ٤ ـ محمد بن مسعود العياشي في تفسيره : عن حماد اللّحام ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) ، قال : « لو أنّ رجلاً أنفق ماله (١) في سبيل الله ، ما كان أحسن ولا أوفق له ، أليس الله يقول : ( وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ) (٢) يعني المتصدّقين » .
[ ٨١٤١ ] ٥ ـ ابن أبي جمهور في درر اللآلي : عن أنس ، قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : « ألا أنبّئكم بخمسة دنانير بأحسنها وأفضلها ؟ قالوا : بلى ، قال : أفضل الخمسة الدّينار الّذي تنفقه على والدتك ، وأفضل الأربعة الدينار الذي تنفقه على والدك ، وأفضل الثلاثة الدينار الذي تنفقه على نفسك وأهلك ، وأفضل الدّينارين الدّينار الذي تنفقه على قرابتك ، وأخسّها وأقلّها أجراً الدينار الذي تنفقه في سبيل الله » .
[ ٨١٤٢ ] ٦ ـ وعن ثوبان قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : « أفضل دينار دينار أنفقه الرجل على عياله ، ودينار أنفقه على دابّته في سبيل الله ، ودينار أنفقه على أصحابه في سبيل الله ، ثمّ قال : وأيّ رجل أعظم أجراً من رجل سعى على عياله صغاراً ، يعفهم ويغنيهم الله به » .
[ ٨١٤٣ ] ٧ ـ وعنه ( صلى الله عليه وآله ) ، أنه قال : « أفضل الدّنانير
____________________________
٤ ـ تفسير العياشي ج ١ ص ٨٧ ح ٢٧١ .
(١) في المصدر : ما في يديه .
(٢) البقرة ٢ : ١٩٥ .
٥ و ٦ ـ درر اللآلي ج ١ ص ١٥ .
٧ ـ درر اللآلي ج ١ ص ١٥ .
الأربعة دينار أعطيته مسكيناً ، ودينار أعطيته في رقبة ، ودينار أنفقته في سبيل الله ، ودينار أنفقته على أهلك ، وأنّ أفضلها الدّينار الذي أنفقته على أهلك » .
٤٠ ـ ( باب استحباب إنفاق شيء كلّ يوم ولو يسيراً ، وأحكام النفقات )
[ ٨١٤٤ ] ١ ـ القطب الرّاوندي في دعواته : عن النّبي ( صلى الله عليه ) ، أنّه قال : « [ إن ] (١) على كلّ مسلم في كلّ يوم صدقة ، قيل (٢) : من يطيق ذلك ؟ قال ( صلى الله عليه وآله ) : إماطتك الأذى عن الطّريق صدقة ، وإرشادك الضّال (٣) إلى الطريق صدقة ، وعيادتك المريض صدقة ، وأمرك بالمعروف صدقة (٤) ونهيك عن المنكر صدقة ، وردّك السلام صدقة » .
[ ٨١٤٥ ] ٢ ـ ابن أبي جمهور في درر اللآلي : عن النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، أنّه قال : « على كلّ مسلم في كلّ يوم صدقة ، قيل : فمن لم يجد ؟ قال : فيعمل بيده وينفع نفسه ويتصدّق به ، قيل : فإن لم يستطع ؟ قال : يعين ذا الحاجة الملهوف ، قيل : فإن لم يستطع؟ قال : يأمر بالمعروف ، قيل : فإن لم يستطع ، قال : يمسك عن السّوء ، فإنّه له صدقة » .
____________________________
الباب ٤٠
١ ـ دعوات الراوندي ص ٣٨ ، وعنه في البحار ج ٩٦ ص ١٨٢ ح ٣٠ .
(١) أثبتناه من المصدر والبحار .
(٢) في المصدر : قال رجل .
(٣) في المصدر والبحار : الرجل .
(٤) صدقة : ليس في المصدر .
٢ ـ درر اللآلي ج ١ ص ١٤ .
[ ٨١٤٦ ] ٣ ـ وفي حديث آخر : « إماطتك الأذى عن الطّريق صدقة ، وإرشادك الرجل صدقة ، وعيادتك المريض صدقة ، واتّباعك الجنازة صدقة ، وأمرك بالمعروف ونهيك عن المنكر صدقة ، وردّك السّلام صدقة » .
[ ٨١٤٧ ] ٤ ـ وفي حديث : « وكلّ تسبيحة صدقة ، وكلّ تهليلة صدقة ، وكلّ تكبيرة صدقة وكلّ تحميدة صدقة ، وصلاة ركعتين صدقة » .
٤١ ـ ( باب تأكّد استحباب الصّدقة ولو بالجاه ، على صاحب الضّرورة )
[ ٨١٤٨ ] ١ ـ الجعفريات : بإسناده عن جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن جده علي بن الحسين ، عن أبيه ، عن علي بن أبي طالب ( عليهم السلام ) ، قال : « قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : البائس الفقير : الذي لا يستطيع أن يخرج من زمانته » .
[ ٨١٤٩ ] ٢ ـ وبهذا الاسناد عن علي ( عليه السلام ) ، أنّه قال في قوله تعالى : ( وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ ) (١) قال : « هو الزّمن الذي لا يستطيع أن يخرج إليك من زمانته » .
[ ٨١٥٠ ] ٣ ـ نوادر علي بن أسباط : أخبرني رجل ، عن إسحاق بن عمّار ، قال : سمعت أبا عبد الله ( عليه السلام ) ، يقول : « يأتي على الناس
____________________________
٣ ـ ٤ درر اللآلي ج ١ ص ١٤ .
الباب ٤١
١ ـ الجعفريات ص ١٧٧ .
٢ ـ الجعفريات ص ١٧٦ .
(١) الحج ٢٢ : ٢٨ .
٣ ـ نوادر علي بن أسباط ص ١٢٦ .
زمان ، من سأل عاش ومن سكت مات » ، قال : قلت : جعلت فداك ، فإن أدركت ذلك الزّمان ، فما أصنع ؟ قال : فقال : « إن كان عندك ما تنيلهم فأنلهم وإلّا فأعنهم بجاهك » .
٤٢ ـ ( باب استحباب الصّدقة بأطيب المال وأحلّه ، وعدم جواز الصّدقة بالمال الحرام مع العلم بصاحبه )
[ ٨١٥١ ] ١ ـ دعائم الاسلام : عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) ، أنّه قال في قول الله عز وجل : ( وَلَا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنفِقُونَ ) (١) فقال : « ( كان النّاس حين أسلموا عندهم ) (٢) مكاسب من الرّبا أو من أموال خبيثة ، فكان الرّجل يتعمّدها من بين ماله فيتصدّق بها ، فنهاهم الله عزّ وجلّ عن ذلك » .
[ ٨١٥٢ ] ٢ ـ وعن الحسين بن علي ( عليهما السلام ) ، أنّه قيل له : أنّ عبد الله بن عامر تصدّق اليوم بكذا وكذا ، وأعتق كذا وكذا ، فقال : « أنّما مثل عبد الله بن عامر ، كمثل الذي يسرق الحاج ثمّ يتصدّق بما سرق ، إنّما الصّدقة الطّيبة صدقة من عرق فيها جبينه وأغبّر فيها وجهه ، قيل لأبي عبد الله ( عليه السلام ) : من عنى بذلك ؟ قال (١) : أمير المؤمنين ( عليه السلام ) » .
ورواه في موضع آخر (٢) : عنه ( صلى الله عليه وآله ) ، هكذا :
____________________________
الباب ٤٢
١ ـ دعائم الإِسلام ج ١ ص ٢٤٤ .
(١) البقرة ٢ : ٢٦٧ .
(٢) في المصدر : كانت عند الناس حين أسلموا .
٢ ـ دعائم الإِسلام ج ٢ ص ٣٢٩ ح ١٢٤٤ .
(١) في المصدر زيادة : عنى به .
(٢) نفس المصدر ج ١ ص ٢٤٤ .
أنّه ذكر عنده رجل من بني أميّة ، أنّه تصدّق بمال كثير . . . الخ .
[ ٨١٥٣ ] ٣ ـ وعن جعفر بن محمد ( عليهما السلام ) : أنه كان يتصدّق بالسكر ، فقيل له في ذلك ، فقال : « ليس شيء من الطّعام أحبّ إليّ منه ، وإني أحبّ أن أتصدّق بأحبّ الأشياء إليّ » .
[ ٨١٥٤ ] ٤ ـ السّيد علي بن طاووس في فلاح السّائل : عن محمد بن الحسن ابن الوليد ، عن محمد بن الحسن الصّفار ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن موسى بن القاسم ، عن عثمان بن عيسى ، عن بعض أصحابنا ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) ، قال : قلت له : آيتان في كتاب الله ، لا أدري ما تأويلهما ؟ فقال ( عليه السلام ) : « وما هما ؟ ـ إلى أن قال ـ فقال ( عليه السلام ) : الآية الأخرى » ، قال قلت (١) : قوله تعالى : ( وَمَا أَنفَقْتُم مِّن شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ ) (٢) فأنفق فلا أرى خلفاً ، قال : « أفترى الله أخلف وعده ؟ » قال قلت : لا ، قال : « فمه ؟ » قلت : لا أدرى ، قال : « لكنّي أخبرك إن شاء الله ـ إلى أن قال ـ وأمّا قولك تنفقون فلا ترون خلفاً ، أما أنكم لو كسبتم المال من حلّه ، ثمّ أنفقتم (٣) في حقّه ، لم ينفق رجل درهماً إلّا أخلف (٤) الله عليه » الخبر .
[ ٨١٥٥ ] ٥ ـ القطب الراوندي في لبّ اللّباب : وفي الخبر : أنّ الله يقبل
____________________________
٣ ـ دعائم الإِسلام ج ٢ ص ١١١ ح ٣٦١ .
٤ ـ فلاح السائل ص ٣٨ .
(١) ليس في المصدر .
(٢) سبأ ٣٤ : ٣٩ .
(٣) في المصدر : أنفقتموه .
(٤) في المصدر : أخلفه .
٥ ـ لب اللباب : مخطوط .
الصّدقات ، ولا يقبل منها إلّا الطيّب .
[ ٨١٥٦ ] ٦ ـ محمد بن مسعود العيّاشي في تفسيره : عن سماعة ، قال : سأل أبا عبد الله ( عليه السلام ) رجل من أهل الجبال ، عن رجل أصاب مالاً من أعمال السّلطان ، فهو يتصدق منه ويصل قرابته ويحجّ ، ليغفر له ما اكتسب ، ويقول : إن الحسنات يذهبن السّيئات ، فقال أبو عبد الله ( عليه السلام ) : « إنّ الخطيئة لا تكفّر الخطيئة ، ولكنّ الحسنة تكفّر الخطيئة ، ثمّ قال أبو عبد الله ( عليه السلام ) : إن كان خلط الحرام حلالاً فاختل جميعاً ، فلم يعرف الحلال من الحرام ، فلا بأس » .
[ ٨١٥٧ ] ٧ ـ ابن أبي جمهور في درر اللآلي : روي عن النبي ( صلى الله عليه وآله ) أنه قال : « [ إنّ الله ] (١) يقبل الصدقات ولا يقبل منها إلّا الطيّب ، ويأخذها بيمينه ، ثمّ يربّيها لصاحبها كما يربّي أحدكم مهره وفصيله ، حتّى تصير اللّقمة مثل جبل أحد ، وتصديق ذلك في كتاب الله ( يَمْحَقُ اللَّهُ الرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ ) (٢) وأنّ الله يقبل التّوبة ويأخذ الصدقات » .
[ ٨١٥٨ ] ٨ ـ وفي حديث آخر عنه ( صلى الله عليه وآله ) ، قال : « ليس من مسلم يتصدّق بصدقة من طيب ، إلّا وضعها في كفّ الرّحمان ، فيربّيها له حتى يملأ كفه » .
____________________________
٦ ـ تفسير العياشي ج ٢ ص ١٦٢ ح ٧٧ .
٧ ـ درر اللآلي ج ١ ص ١٣ .
(١) أثبتناه ليستقيم السياق .
(٢) البقرة ٢ : ٢٧٦ .
٨ ـ درر اللآلي ج ١ ص ١٣ .
٤٣ ـ ( باب استحباب إطعام الطّعام )
[ ٨١٥٩ ] ١ ـ الجفريات : أخبرنا محمد بن محمد ، قال : حدّثني موسى بن إسماعيل ، قال : حدّثنا أبي ، عن أبيه ، عن جدّه جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن جده عليّ بن الحسين ، عن أبيه ، عن علي بن أبي طالب ( عليهم السلام ) ، قال : « قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : إنّ أهون أهل النار عذاباً عمّي ، أخرجه من أصل الجحيم حتّى بلغ الضّحضاح ، عليه نعلان من نار يغلي منهما دماغه ، وابن جدعان ، فقيل : يا رسول الله ، وما بال ابن جدعان أهون أهل النّار عذاباً بعد عمّك ؟ قال : إنّه كان يطعم الطّعام » .
[ ٨١٦٠ ] ٢ ـ القطب الرّاوندي في دعواته : عن حنّان بن سدير [ عن أبيه ] (١) ، قال : قال أبو جعفر ( عليه السلام ) : « أما تستطيع أن تعتق كل يوم رقبة ؟ » قال : لا يبلغ مالي ذلك ، فقال : « تشبع كلّ يوم مؤمناً ، فإنّ إطعام المؤمن أفضل من عتق رقبه » .
[ ٨١٦١ ] ٣ ـ الشّيخ المفيد في الاختصاص : عن الصادق ( عليه السلام ) ، أنّه قال : « ما من مؤمن يدخل بيته مؤمِنَين فيطعمهما شبعهما ، إلّا كان ذلك أفضل من عتق نسمة » .
[ ٨١٦٢ ] ٤ ـ أحمد بن محمد السّياري في كتاب التّنزيل والتّحريف : عن محمد بن عمر بن يزيد ، عن علي بن الحسين ( عليهما السلام ) ، قال :
____________________________
الباب ٤٣
١ ـ الجعفريات ص ١٩١ .
٢ ـ دعوات الراوندي ص ٤٥ ، وعنه في البحار ج ٩٦ ص ١٧١ ح ٦ .
(١) أثبتناه من المصدر والبحار .
٣ ـ الاختصاص ص ٢٧ .
٤ ـ التنزيل والتحريف ص ٦٧ باختلاف بسيط .
« إنّ الله تعالى قال : ( فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْعَقَبَةُ فَكُّ رَقَبَةٍ أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ ) (١) قال : علم الله أنّ كلّ أحد لا يقدر على فكّ رقبة ، فجعل إطعام اليتيم والمسكين مثل ذلك » .
وباقي أخبار الباب ، يأتي في كتاب الأطعمة إنشاء الله تعالى .
٤٤ ـ ( باب استحباب تصدّق الإِنسان بأحبّ الأشياء ، وأطيب الأطعمة كالسّكر ونحوه )
[ ٨١٦٣ ] ١ ـ الجعفريات : أخبرنا محمد ، حدّثني موسى ، حدّثنا أبي ، عن أبيه ، عن جدّه جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن جده علي بن الحسين ، عن أبيه ، عن علي ( عليه السلام ) ، قال : « قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : الصّدقة شيء عجيب ، قال : فقال أبو ذر الغفاري : يا رسول الله ، فأيّ الصّدقات أفضل ؟ قال : أغلاها ثمناً وأنفسها عند أهلها ، قال : فإن لم يكن له مال ؟ قال : عفو طعامك ، قال : يا رسول الله ، فمن لم يكن له عفو طعام ؟ قال : فضل رأي ترشد به صاحبك ، قال : فإن لم يكن له رأي ؟ قال : فضل قوّة تعين بها على ضعيف ، قال : فإن لم يستطع ؟ قال : الصّنيع لأجر وإن تعين مغلوباً ، قال : يا رسول الله ، فإن لم يفعل ؟ قال : فينحّي عن طريق المسلمين ما يؤذيهم ، قال : يا رسول الله ، فإن لم يفعل ؟ قال : تكفّ أذاك عن النّاس ، فإنّها صدقة تطهر بها عن نفسك » .
[ ٨١٦٤ ] ٢ ـ الشيخ أبو الفتوح الرازي في تفسيره : أن رجلاً من الصّحابة
____________________________
(١) البلد ٩٠ : ١١ ـ ١٤ .
الباب ٤٤
١ ـ الجعفريات ص ٣٢ .
٢ ـ تفسير أبي الفتوح الرازي ج ١ ص ٦٠٢ .
كان اسمه أبو طلحة ، وكان له في المدينة من النّخيل ما لم يكن لأحد غيره ، وكان له نخيل في تجاه مسجد الرّسول ( صلى الله عليه وآله ) ، في غاية النّضارة والعمارة ، وكان كثير الغلّة ، وكان فيها عين ماء ، والرسول ( صلى الله عليه وآله ) ، كان يأتي إليها ويشرب من مائها ويتوضّأ منها ، فلمّا نزل قوله تعالى : ( لَن تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّىٰ تُنفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ ) (١) أتى أبو طلحة وقال : يا رسول الله ، إنّ الله تعالى يعلم أنّ أحبّ المال إليّ وأكرمه عليّ هذه النّخيلات ، تصدّقت بها رجاء البرّ غداً ، لتكون لي ذخيرة ، يا رسول الله فضعها في موضع ترى فيه الصّلاح ، فقال الرسول ( صلى الله عليه وآله ) : « بخّ بخ ، ذلك مال رابح لك » .
[ ٨١٦٥ ] ٣ ـ وعن أبي أيّوب الأنصاري : أنّه لمّا نزلت الآية ، كان لزيد بن حارثة ، فرس جميل يحبّه حبّاً شديداً ، فأتى به إلى رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، وقال : يا رسول الله ، إنّي شديد المحبّة لهذا الفرس ، وقد تصدّقت به ، فحمل عليه رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ابنه أسامة بن زيد ، فكره ذلك زيد وقال : يا رسول الله ، إنّي تصدّقت به ، فقال الرّسول ( صلى الله عليه وآله ) : « وقع في محلّه ، والله تعالى قبله منك » .
ورواهما القطب الرّاوندي في لبّ اللّباب : مختصراً (١) .
[ ٨١٦٦ ] ٤ ـ الشيخ الطبرسي في مجمع البيان : عن أبي الطفيل قال :
____________________________
(١) آل عمران ٣ : ٩٢ .
٣ ـ تفسير أبي الفتوح الرازي ج ١ ص ٦٠٢ .
(١) لب اللباب : مخطوط .
٤ ـ مجمع البيان ج ٢ ص ٤٧٣ .
اشترى علي ( عليه السلام ) ، ثوباً فأعجبه فتصدّق به ، وقال : « سمعت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يقول : من آثر على نفسه آثره يوم القيامة بالجنّة ، ومن أحبّ شيئاً فجعله لله ، قال تعالى يوم القيامة : قد كان العباد يكافئون فيما بينهم بالمعروف ، وأنا أكافؤك اليوم بالجنّة » .
٤٥ ـ ( باب تأكّد استحباب سقي الماء ، النّاس والبهائم ولو في موضع يوجد فيه )
[ ٨١٦٧ ] ١ ـ جعفر بن أحمد القمّي في كتاب الغايات : عن النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، أنّه قال : « أفضل الصّدقة سقي الماء » .
[ ٨١٦٨ ] ٢ ـ وعن أبي عبد الله ( عليه السلام ) ، أنّه قال : « أفضل الصّدقة إبراد كبد حارّة » .
[ ٨١٦٩ ] ٣ ـ وعن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، أنّه قال : « من أفضل الأعمال إبراد الكبد الحرّى » يعني سقي الماء .
[ ٨١٧٠ ] ٤ ـ وعن أبي علقمة مولى بني هاشم ، قال : صلّى بنا رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) الصّبح ، ثم التفت إلينا فقال : « معاشر أصحابي ، رأيت البارحة عمّي حمزة بن عبد المطلب ، وأخي جعفر بن أبي طالب ، وبين أيديهما طبق من نبق ، فأكلا ساعة فتحوّل لهما النّبق عنبا ، فأكلا ساعة فتحوّل العنب رطباً ، فدنوت منهما فقلت : بأبي
____________________________
الباب ٤٥
١ ـ الغايات ص ٧٧ عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) .
٢ ـ الغايات ص ٧٨ .
٣ ـ الغايات ص ٧١ .
٤ ـ الغايات ص ٧٢ .
أنتما ، أيّ الأعمال أفضل ؟ فقالا : وجدنا أفضل الأعمال : الصلاة عليك ، وسقي الماء ، وحبّ علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) » .
[ ٨١٧١ ] ٥ ـ البحار ، عن الدّيلمي في أعلام الدّين : عن النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، أنّه قال : « خمس من أتى الله بهنّ أو بواحدة منهنّ ، وجبت له الجنّة : من سقى هامّة صادية ، أو حمل قدماً حافية ، أو أطعم كبداً جائعة ، أو كسا جلدة عارية ، أو أعتق رقبة عانية » .
[ ٨١٧٢ ] ٦ ـ دعائم الاسلام : عن جعفر بن محمد ( عليهما السلام ) ، أنّه قال : « ما من مؤمن يطعم مؤمناً شبعة من طعام ، إلّا أطعمه الله من ثمار الجنة ، ولا يسقيه (١) رية إلّا سقاه الله من الرحيق المختوم » .
[ ٨١٧٣ ] ٧ ـ وعن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : إنّ اعرابيّاً سأله فقال : يا رسول الله ، علّمني عملاً أدخل به الجنّة ، قال : « أطعم الطعام ، وافش السلام ، وصلّ والنّاس نيام » ، قال : لا أطيق ذلك ، قال : « فهل لك إبل » ؟ قال : نعم ، قال : « فانظر بعيراً منها فاسق [ عليه ] (١) أهل بيت لا يشربون الماء إلّا غبّاً ، فإنّك لعلّك لا ينفق (٢) بعيرك ولا يتحرف (٣) سقاؤك ، حتّى تجب لك الجنّة » .
[ ٨١٧٤ ] ٨ ـ الشّيخ المفيد في الاختصاص : عن أبي حمزة الثمالي ، ( عن
____________________________
٥ ـ البحار ج ٧٤ ص ٣٦٩ ح ٥٩ عن أعلام الدين ص ٩٤ .
٦ ـ دعائم الإِسلام ج ٢ ص ١٠٥ ح ٣٣٣ .
(١) في المصدر : سقاه .
٧ ـ دعائم الإِسلام ج ٢ ص ١٠٥ ح ٣٣٤ .
(١) أثبتناه من المصدر .
(٢) نفقة الدابة : ماتت ( لسان العرب ـ ج ١٠ ص ٣٥٧ ) .
(٣) في المصدر : يتمزّق ، والظاهر صحّته : يتخرق .
٨ ـ الاختصاص ص ٢٨ .
علي بن الحسين ( عليهما السلام ) (١) ، قال : « من أطعم مؤمناً من جوع أطعمه الله من ثمار الجنّة ، ومن سقى مؤمناً من ظمأ سقاه الله من الرحيق المختوم ، ومن كسا مؤمناً كساه الله من الثّياب الخضر » وقال في آخر الحديث : « لا يزال في ضمان الله ما دام عليه سلك » .
الحسين بن سعيد الأهوازي في كتاب المؤمن : عنه ( عليه السلام ) : مثله (٢) .
[ ٨١٧٥ ] ٩ ـ الجعفريات : أخبرنا عبد الله ، أخبرنا محمد ، حدّثني موسى ، حدّثنا أبي ، عن أبيه ، عن جده جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن جده علي بن الحسين ، عن أبيه ، عن علي بن أبي طالب ( عليهم السلام ) ، قال : « قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : دخلت الجنّة فرأيت فيها صاحب الكلب الذي أرواه » .
ورواه السّيد فضل الله الرّاوندي في نوادره (١) : بإسناده عن
____________________________
(١) ليس في المصدر .
(٢) المؤمن : ٦٣ / ١٦١ .
٩ ـ الجعفريات ص ١٤٢ .
(١) نوادر الراوندي ص ٢٨ ، وعنه في
البحار ج ٦٥ ص ٦٥ ح ٢٤ ، وفي هامش الطبعة الحجرية هذه العبارة : قال في البحار بعد نقل الخبر عن النوادر ، أقول : صاحب الكلب إشارة إلى ما رواه الدميري عن مسلم أن النبي ( صلى الله عليه وآله ) قال : بينما امرأة تمشي بفلاة من الأرض إذ اشتد
عليها العطش فنزلت بئراً فشربت ثم صعدت فوجدت كلباً يأكل الثرى من العطش فقالت : لقد بلغ بهذا الكلب مثل الذي بلغ بي ثم نزلت البئر فملأت خفها وأمسكته بفيها ثم صعدت فسقته فشكر الله لها ذلك وغفر لها فقالوا : يا رسول الله أولنا في البهائم أجر ؟ قال : نعم في كل كبد رطبة أجر . قال في النهاية « فإذا كلب يأكل الثرى من العطش » أي التراب الندي . أقول : فالظاهر على
محمد بن الأشعث : مثله .
[ ٨١٧٦ ] ١٠ ـ القطب الرّاوندي في لبّ اللّباب : عن النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، قال : « من سقى أخاه المسلم شربة سقاه الله من شراب الجنّة ، وأعطاه بكل قطرة منها قنطاراً في الجنّة » .
[ ٨١٧٧ ] ١١ ـ وعنه ( صلى الله عليه وآله ) ، قال : « من سقى ظمآناً سقاه الله من الرحيق المختوم ، من سقى مؤمناً قربة من الماء أعتقه الله من النار ، من سقى ظمآناً في فلاة ورد حياض القدس مع النّبيين » .
[ ٨١٧٨ ] ١٢ ـ المستغفري في طبّ النبي ( صلى الله عليه وآله ) : قال : « أفضل الصدقة الماء » .
٤٦ ـ ( باب استحباب البرّ بالإِخوان ، والسّعي في حوائجهم ، وصلة فقراء الشّيعة )
[ ٨١٧٩ ] ١ ـ زيد الزّراد في أصله : قال : سمعت أبا عبدالله ( عليه السلام ) ، يقول : « خياركم سمحاؤكم ، وشراركم بخلاؤكم ، ومن خالص الإِيمان البرّ بالإِخوان ، وفي ذلك محبّة من الرحمان ، ومرغمة للشّيطان ، وتزحزح عن النّيران . » .
____________________________
هذا صاحبة الكلب التي أروته إلّا أن يكون إشارة إلى قصة أخرى شبيهة بذلك . انتهى ـ منه ( قده ) .
١٠ و ١١ ـ لب اللباب : مخطوط .
١٢ ـ طب النبي ( صلى الله عليه وآله ) ص ٢٣ ، عنه في البحار ج ٦٢ ص ٢٩٣ .
الباب ٤٦
١ ـ أصل زيد الزراد ص ٢ .
[ ٨١٨٠ ] ٢ ـ عماد الدّين الطّبري في بشارة المصطفى : عن محمد بن شهريار الخازن ، عن محمد بن الحسن بن داود ، عن محمد بن [ عمر بن ] (١) يحيى العلوي ، عن أحمد بن محمد بن عقدة ، عن محمد بن الفضيل بن إبراهيم ، عن إبراهيم بن معقل ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) ، قال : سمعته يقول : « لا تدعوا صلة آل محمد ( عليهم السلام ) من أموالكم ، من كان غنيّاً فعلى قدر غناه ، ومن كان فقيراً فعلى قدر فقره ، ومن أراد أن يقضي الله أهمّ الحوائج له (٢) فليصل آل محمد ( عليهم السلام ) وشيعتهم ، بأحوج ما يكون إليه من ماله » .
الحسن بن علي بن شعبة في تحف العقول (٣) : عن المفضّل بن عمر ، عنه ( عليه السلام ) ، مثله .
٤٧ ـ ( باب جواز الصّدقة في حال ركوع الصّلاة ، بل استحبابها )
[ ٨١٨١ ] ١ ـ أحمد بن عليّ بن أبي طالب الطبرسي في الاحتجاج : في رسالة أبي الحسن العسكري إلى أهل الأهواز في الجبر والتّفويض ، قال ( عليه السلام ) : « واصحّ خبر ما عرف تحقيقه من الكتاب ، مثل الخبر المجمع عليه من رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، حيث قال : إنّي مستخلف فيكم خليفتين : كتاب الله ، وعترتي ، ما إن تمسكتم بهما لن
____________________________
٢ ـ بشارة المصطفى ص ٦ .
(١) أثبتناه من المصدر وهو الصواب راجع فهرست الشيخ ص ١٨ ح ٥٢ وجامع الرواة ح ١ ص ٦٦ .
(٢) في الحجرية : فيه ، وما أثبتناه من المصدر .
(٣) تحف العقول ص ٢٨١ .
الباب ٤٧
١ ـ الإِحتجاج ص ٤٥٠ .
تضلّوا بعدي ، وإنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض ، واللّفظة الأخرى عنه في هذا المعنى بعينه ، قوله ( صلى الله عليه وآله ) : إنّي تارك فيكم الثّقلين : كتاب الله ، وعترتي أهل بيتي ، وإنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليَّ الحوض ، ما إن تمسكتم بهما لن تضلّوا ، فلمّا وجدنا شواهد هذا الحديث نصّاً في كتاب الله ، مثل قوله : ( إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ ) (١) ثمّ اتفقت روايات العلماء في ذلك لأمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، أنّه تصدّق بخاتمه وهو راكع ، فشكر الله ذلك ، وأنزل الله الآية فيه » الخبر .
[ ٨١٨٢ ] ٢ ـ وعن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، أنّه قال للزّنديق ، في حديث طويل : « قال المنافقون لرسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : هل بقي لربّك علينا بعد الّذي ( فرض علينا ) (١) شيء آخر يفترضه ؟ فيذكر (٢) فتسكن أنفسنا إلى أنّه لم يبق غيره ، فأنزل الله في ذلك ( قُلْ إِنَّمَا أَعِظُكُم بِوَاحِدَةٍ ) (٣) يعني الولاية ، فأنزل الله ( إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ ) (٤) وليس بين الأمّة خلاف ، أنّه لم يؤت الزّكاة يومئذٍ أحد وهو راكع غير رجل واحد ، لو ذكر اسمه في الكتاب لأسقط مع ما اسقط من ذكر » الخبر .
____________________________
(١) المائدة ٥ : ٥٥ .
٢ ـ الاحتجاج ص ٢٥٥ .
(١) في المصدر : فرضه .
(٢) وفيه : فتذكره .
(٣) سبأ ٣٤ : ٤٦ .
(٤) المائدة ٥ : ٥٥ .
[ ٨١٨٣ ] ٣ ـ الصّدوق في الخصال : عن أحمد بن الحسن القطان ، ومحمد بن أحمد بن السّناني ، وعلي بن أحمد بن موسى الدّقاق ، والحسين بن إبراهيم بن أحمد بن هشام المكتب ، وعليّ بن عبد الله الورّاق ( رضي الله عنهم ) ، قالوا : حدّثنا أبو العبّاس أحمد بن يحيى بن زكريّا القطّان ، قال : حدّثنا بكر بن عبد الله بن حبيب ، قال : حدّثنا تميم بن بهلول ، قال : حدّثنا سليمان بن حكيم ، عن ثور (١) بن يزيد ، عن مكحول ، قال : قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) : « لقد علم المستحفظون من أصحاب محمد ( صلى الله عليه وآله ) ، أنّه ليس فيهم رجل له منقبة إلّا وقد شركته فيها وفضلته ، ولي سبعون منقبة لم يشركني فيها أحد منهم ـ إلى أن قال ( عليه السلام ) ـ وأمّا الخامسة والسّتون ، فإنّي كنت أصلّي في المسجد ، فجاء سائل فسأل وأنا راكع ، فناولته خاتمي من أصبعي ، فأنزل الله تبارك وتعالى فيّ ( إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ ) (٢) الآية ، الخبر .
[ ٨١٨٤ ] ٤ ـ السّيد علي بن طاووس في كتاب اليقين : عن محمد بن جرير الطبري ، عن القاضي أبي الفرج المعافي ، عن محمد بن القاسم بن زكريا المحاربي ، عن القاسم بن هشام بن يونس النّهشلي ، عن الحسن بن الحسين ، عن معاذ بن مسلم ، عن عطاء بن السّائب ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عبّاس ، في قول الله عزّ وجلّ : ( إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ
____________________________
٣ ـ الخصال ص ٥٧٢ ح ١ .
(١) في الطبعة الحجرية : عمرو ، وما أثبتناه من المصدر . وهو الصواب راجع تهذيب التهذيب ٢ : ٣٣ و ١٠ : ٢٩٠ .
(٢) المائدة ٥ : ٥٥ .
١ ـ اليقين ص ٥١ .
وَالَّذِينَ ) (١) الآية ، قال : اجتاز عبد الله بن سلام ورهطه معه برسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، فقالوا : يا رسول الله ، بيوتنا قاصية ولا نجد متحدّثاً دون المسجد ، أنّ قومنا لمّا رأونا قد صدقنا الله ورسوله وتركنا دينهم ، أظهروا لنا العداوة والبغضاء ، وأقسموا أن لا يخالطونا ولا يكلّمونا ، فشقّ ذلك علينا ، فبينا هم يشكون إلى النبيّ ( صلى الله عليه وآله ) ، إذ نزلت هذه الآية ( إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ ) (٢) الآية ، فلمّا قرأها عليهم قالوا : قد رضيا بما رضى الله ورسوله ، ورضينا بالله ورسوله وبالمؤمنين ، وأذّن بلال العصر ، وخرج النّبي ( صلى الله عليه وآله ) فدخل والنّاس يصلّون ، ما بين راكع وساجد وقائم وقاعد ، وإذا مسكين يسأل ، فقال النبي ( صلى الله عليه وآله ) « هل أعطاك أحد شيئاً ؟ » فقال : نعم ، قال : « ماذا ؟ » قال : خاتم فضّة ، قال : « من أعطاكه (٣) ؟ » قال : ذاك الرّجل القائم ، قال النّبي ( صلى الله عليه وآله ) : « على أيّ حال أعطاكه ؟ » قال : أعطانيه وهو راكع ، فنظرنا فإذا هو أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) .
[ ٨١٨٥ ] ٥ ـ ونقل في كتاب سعد السّعود : عن تفسير الثّقة محمد بن العبّاس بن ماهيار ، عن علي بن زهرة الصّيرفي ، عن أحمد بن منصور ، عن عبد الرّزاق قال : كان خاتم علي ( عليه السلام ) الّذي تصدّق به وهو راكع ، حلقة فضّة فيها مثقال ، عليها منقوش : الملك لله .
[ ٨١٨٦ ] ٦ ـ وعن الحسن بن محمد بن يحيى العلوي ، قال : حدّثنا جدّي يحيى بن الحسن ، قال : حدّثنا أبو بريد أحمد بن يزيد ، قال : حدّثنا
____________________________
(١ و ٢) المائدة ٥ : ٥٥ .
(٣) في المصدر : أعطاك .
٥ ـ سعد السعود ص ٩٧ .
٦ ـ سعد السعود ص ٩٧ .
عبد الوّهاب بن حازم ، عن مخلّد بن الحسن ، ( عن المبارك ، عن الحسن قال : قال عمر بن الخطّاب أخرجت من مالي صدقة يتصدّق بها عنّي وأنا راكع أربعاً وعشرين مرّة ، على أن ينزل في ما نزل في علي ( عليه السلام ) ، فما نزل .
[ ٨١٨٧ ] ٧ ـ فرات بن إبراهيم الكوفي في تفسيره : عن الحسين بن سعيد (١) ، معنعنا ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) : « أنّ رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) كان يصلي (٢) ذات يوم في المسجد فمرّ به فقير (٣) ، فقال له رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : هل تصدّق عليك بشيء ؟ قال : نعم مررت برجل راكع فأعطاني خاتمه ، وأشار بيده فإذا هو علي بن ابي طالب ( عليه السلام ) ، فنزلت هذه الآية ( إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ ) (٤) » الآية .
[ ٨١٨٨ ] ٨ ـ الشّيخ شاذان بن جبرئيل القمّي في كتاب الرّوضة والفضائل بإسناده إلى جابر بن عبد الله الأنصاري قال : كنّا جلوساً عند رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) إذ ورد علينا أعرابي أشعث الحال عليه أثواب رثّة والفقر بين عينيه فلمّا دخل وسلّم قال : شعراً ـ وذكر الأبيات ـ قال : فلمّا سمع النّبي ( صلى الله عليه وآله ) ذلك ، بكى بكاءً شديداً ، ثم قال لأصحابه : « معاشر المسلمين : إنّ
____________________________
(١) ليس فس المصدر .
٧ ـ تفسير فرات الكوفي ص ٣٨ ، وعنه في البحار ج ٣٥ ص ١٩٨ ح ٢٠ .
(١) كذا في الحجرية والبحار . وفي المصدر : الحسين فقط . والظاهر من طريقة المصدر أنه ابن الحكم .
(٢) ليس في المصدر .
(٣) في المصدر : مسكين .
(٤) المائدة ٥ : ٥٥ .
٨ ـ كتاب الفضائل ص ١٥٦ ، والروضة ص ٢٨ باختلاف .
الله تعالى سبق إليكم جزاء ، والجزاء من الله غرف في الجنّة ، تضاهي غرف إبراهيم الخليل ( عليه السلام ) ، فمن كان منكم يواسي هذا الفقير ؟ فقال فلم يجبه أحد ، وكان في ناحية المسجد علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) يصلّي ركعات التّطوّع كانت له دائماً ، فأومأ إلى الأعرابي بيده ، فدنا منه فوقع إليه الخاتم من يده وهو في صلاته ، فأخذه الاعرابي وانصرف ، وهو يقول : ـ وذكر أبياتاً ـ ثم إن النّبي ( صلى الله عليه وآله ) اتاه جبرئيل ونادى : السّلام عليك يا محمد ، وربّك يقرئك السّلام ويقول لك إقرأ ( إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ ـ إلى قوله ـ الْغَالِبُونَ ) فعند ذلك قام النّبي ( صلى الله عليه وآله ) على قدميه وقال : « معاشر المسلمين ، أيّكم اليوم عمل خيراً حتّى جعله الله وليّ كلّ من آمن ؟ » قالوا : يا رسول الله ، ما فينا من عمل خيراً سوى ابن عمّك علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، فإنّه تصدّق على الاعرابي بخاتمه وهو يصلّي . . . . الخبر .
ورواه الشّيخ أبو الفتوح الرّازي في تفسيره : مثله ، وفي لفظه : أنّ الصّحابة لمّا رأوا ذلك ، فكلّ من كان عنده خاتم أعطاه ، حتّى روي أنّه اجتمع عنده أربعمائة خاتم .
[ ٨١٨٩ ] ٩ ـ السّيد هاشم في غاية المرام : عن عمّار السّاباطي ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) : « إنّ الخاتم الذي تصدق به أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، وزن أربعة مثاقيل حلقته من فضّة ، وفصّه خمسة مثاقيل وهو من ياقوته حمراء ، وثمنه خراج الشّام ، وخراج الشّام
____________________________
(١) المائدة ٥ : ٥٥ ـ ٥٦ .
(٢) تفسير الشيخ أبي الفتوح الرازي ج ٢ ص ١٧٥
٩ ـ غاية المرام :
ثلاثمائة حمل من فضّة ، وأربعة أحمال من ذهب ، وكان الخاتم لمروان بن طوق ، قتله أمير المؤمنين ( عليه السلام ) وأخذ الخاتم من إصبعه ، وأتى به إلى النّبي ( صلى الله عليه وآله ) من جملة الغنائم ، وأمره النّبي ( صلى الله عليه وآله ) أن يأخذ الخاتم فأخذ الخاتم ، وأقبل وهو في إصبعه ، وتصدّق به على السّائل في أثناء صلاته خلف النّبي ( صلى الله عليه وآله ) » .
٤٨ ـ ( باب استحباب التصدّق بنصف المال )
[ ٨١٩٠ ] ١ ـ الصدوق في الأمالي : عن محمد بن إبراهيم الطّالقاني ، عن أحمد بن محمد بن سعيد ، عن علي بن الحسن بن فضّال ، عن أبيه ، عن الرّضا ، عن آبائه ( عليهم السلام ) ، قال : « لمّا حضرت الحسن بن علي ( عليهما السلام ) الوفاة بكى ، فقيل له : ياابن رسول الله أتبكي ومكانك من رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) الّذي أنت به؟ وقد قال فيك رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ما قال ، وقد حججت عشرين حجّة ماشياً ، وقد قاسمت ربّك مالك ثلاث مرّات ، حتّى النّعل والنّعل ، فقال : إنّما أبكي لخصلتين : لهول المطلع ، وفراق الاحبّة » .
٤٩ ـ ( باب نوادر ما يتعلّق بأبواب الصّدقة )
[ ٨١٩١ ] ١ ـ الجعفريات : أخبرنا محمد ، حدّثني موسى ، حدّثنا أبي ، عن أبيه ، عن جدّه جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن جده علي بن الحسين ،
____________________________
الباب ٤٨
١ ـ أمالي الصدوق ص ١٨٤ ح ٩ .
الباب ٤٩
١ ـ الجعفريات ص ٥٥ .