أبي عبد الله محمّد بن إسحاق ابن العبّاس الفاكهي المكّي
المحقق: عبد الملك بن عبد الله بن دهيش
الموضوع : الحديث وعلومه
الطبعة: ٤
الصفحات: ٣٩٦
ذكر
إخراج جبريل عليه الصلاة والسلام زمزم
لاسماعيل بن ابراهيم وأمه
عليهم الصلاة والسلام وتفسير ذلك
١٠٤٨ ـ حدّثنا حسين بن حسن بن حرب بن هانئ السلمي ، عن يحيى بن سعيد القطان ، عن ابن حرملة ، قال : سمعت سعيد بن المسيّب ، يقول : قدم ابراهيم واسماعيل وأمّ اسماعيل إلى مكة ، فقال ابراهيم : كلا من الشجر واشربا من الشعاب ، فلما ضاقت الأرض وتقطعت المياه عطشا ، فقالت امه : اصعد وانصبّ في هذا الوادي حتى لا أرى موتك ولا ترى موتي ، ففعلت ، فأنزل الله ـ تبارك وتعالى ـ على أم اسماعيل ملكا من السماء ، فأمرها فصرخت به ، فاستجاب لها ، فطار الملك ، وضرب بجناحه مكان زمزم ، وقال : اشربا ، فكان سيحا ، لو تركته ما زال كذلك ، ولكنها فرقت من العطش فقرت في السقاء ، وحفرت له في البطحاء ، فنضب الماء ، فطفقا كلما نضب الماء طوياه ، ثم هلك ودفنته السيول.
__________________
١٠٤٨ ـ إسناده حسن.
ابن حرملة ، هو : عبد الرحمن ، صدوق ربما أخطأ ، كما في التقريب ١ / ٤٧٧.
رواه الحربي في المناسك ص : ٤٨٤ عن أحمد بن محمد بن يحيى بن سعيد القطان ، عن جدّه به. وذكره ابن رستة في الأعلاق النفيسة ص : ٤٠.
١٠٤٩ ـ حدّثني محمد بن أبي عمر ، وسلمة بن شبيب ، قالا : ثنا عبد الرزاق ، قال : أنا معمر ، عن أيوب وكثير بن كثير ، عن سعيد بن جبير ، قال : قال ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ : قال النبى صلّى الله عليه وسلم : يرحم الله أم اسماعيل لو تركت زمزم ، أو قال : لو لم تغرف من الماء لكانت زمزم عينا معينا.
١٠٥٠ ـ حدّثنا عبد الله بن أبي سلمة ، قال : حدّثني محمد بن يونس ، قال : ثنا جرير بن حازم ، عن أيوب ، عن ابن سعيد بن جبير ، عن أبيه سعيد بن جبير ، عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ قال : حدّثني أبيّ بن كعب ـ رضي الله عنه ـ قال : سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلم يقول : رحمة الله على هاجر لو تركت زمزم لكانت عينا معينا.
١٠٥١ ـ حدّثنا عبد الله بن عمران المخزومي ، قال : ثنا سعيد بن سالم ، قال : قال عثمان : وأخبرني علي بن عبيد الله بن الوازع ، عن أيوب ، عن سعيد ابن جبير ، عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ قال : قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم ، فذكر نحو الحديث الأول ، وزاد فيه : قال : وقال لها الملك : لا تخافي على أهل هذا الوادي ظمأ فإنها عين يشرب بها ضيفان الله.
__________________
١٠٤٩ ـ إسناده صحيح.
١٠٥٠ ـ شيخ المصنّف لم أقف عليه ، وبقية رجاله موثقون.
محمد بن يونس ، لعلّه الكديمي ، وأيوب : هو السختياني. وابن سعيد بن جبير ، هو : عبد الله.
رواه ابن حبّان (ص : ٢٥٤ موارد الظمآن) من طريق : وهب بن جرير بن حازم ، عن أبيه ، به.
١٠٥١ ـ إسناده ضعيف.
علي بن عبيد الله بن الوازع ، مجهول.
ذكره الحافظ في الفتح ٦ / ٤٠٢ ، وعزاه للفاكهي.
١٠٥٢ ـ حدّثنا عبد الله بن عمران المخزومي ، قال : ثنا سعيد بن سالم ، قال : ثنا عثمان بن ساج ، قال : أخبرني محمد بن أبان ، عن أبي إسحاق السبيعي ، عن حارثة بن مضرب ، عن علي بن أبي طالب ـ رضي الله عنه ـ أنه قال : استأذن ابراهيم ـ عليه السلام ـ امرأته سارة في جاريتها هاجر ، فقالت : نعم على أن لا تسوءني ، قال : نعم ، فأطاف عليها ، فولدت اسماعيل ، فبينما هو يوما من الأيام جالس ، استبق اسماعيل وإسحاق إليه فسبق اسماعيل ، فأخذه أبوه ، فأجلسه في حجره ، فلما جاء إسحاق أخذه فأجلسه على يمينه وعن يساره اسماعيل ، وسارة تطلع من فوق البيت قد رأت ما صنع ابراهيم ، فلما دخل ابراهيم قالت : قد ساءني فاخرجهما عني ، فانطلق بهما حتى نزل بهما مكة ، وترك عندها شيئا / من طعام وشراب قليل ، قال : أرجع فآتيكما بطعام وشراب أيضا ، قال : فأخذت هاجر بثوبه ، فقالت : يا ابراهيم إلى من تكلنا هاهنا؟ قال : أكلكم إلى الله ـ تعالى ـ فانطلق وتركها. فنفد طعامهم وشرابهم ، وقالت : يا بني توار عني حتى تموت ، فتوارى كل واحد منهما عن صاحبه ، وقد أيقن كل واحد منهما بالموت إذ نزل جبريل ـ عليه الصلاة والسلام ـ في صورة رجل ، فقال لهاجر : من أنت؟ قالت : أنا أم ولد ابراهيم. قال : من هذا معك؟ قالت : ابنه اسماعيل. قال لها جبريل ـ عليه السلام ـ : إلى من وكلكم ابراهيم حين ذهب؟ قالت : أما والله لقد أخذت بثوبه ، فقلت : إلى من تكلنا؟ قال : اوكلكما إلى الله. قال : وكلكما إلى كاف. قال : ثم خط باصبعه في الأرض ثم طولها فإذا الماء ينبع وهي زمزم. ثم
__________________
١٠٥٢ ـ إسناده ضعيف.
محمد بن أبان ، هو : ابن صالح القرشي الكوفي ، ضعّفه ابن معين. وقال أبو حاتم : ليس بقوي الحديث ، يكتب حديثه على المجاز. الجرح والتعديل ٧ / ١٩٩.
رواه الطبري في تاريخه ١ / ١٢٩ بإسناده إلى مؤمّل ، عن سفيان ، عن أبي اسحاق.
قال : ادعي ابنك. قال : فجعلت تدعوه بالعبرانية ، فجاء وهو ينجه (١) وقد كاد أن يموت ، وأخذت قوتة (٢) عندها يابسة فجعلت ترش عليها الماء تبلها.
قال لها جبريل ـ عليه السلام ـ : إنّها ريّ ، ثم صعد جبريل ـ عليه الصلاة والسلام ـ وجاء ابراهيم ، فقال : جاءكم أحد بعدي؟ قالت : نعم جاءنا خير رجل في الناس ، فحدثته ، فقال : إن ذلك جبريل ـ عليه الصلاة والسلام ـ.
١٠٥٣ ـ حدّثنا أحمد بن عبد الجبار العطاردي ـ ببغداد ـ قال : ثنا يونس ابن بكير ، عن سعيد بن ميسرة ، عن أنس بن مالك ـ رضي الله عنه ـ قال : إنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلم قال : لما طردت هاجر أمّ اسماعيل سارة وضعها ابراهيم ـ عليه السلام ـ بمكة ، عطشت هاجر ، فنزل عليها جبريل ـ عليه السلام ـ فقال : من أنت؟ قالت : هذا ولد ابراهيم ، قال : أعطشى أنت؟ قالت : نعم ، فبحث الأرض بجناحه ، فخرج الماء ، فاكبت عليه هاجر تشربه ، فلولا ذاك كانت عينا جارية.
١٠٥٤ ـ حدّثنا عبد الله بن عمران ، قال : ثنا سعيد بن سالم ، قال : قال عثمان : أخبرت أن عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ سأل كعبا عن أشياء ،
__________________
١٠٥٣ ـ إسناده ضعيف.
سعيد بن ميسرة ، هو : البكري. قال عنه أبو حاتم : منكر الحديث ، ضعيف الحديث ، يروى عن أنس مناكير. الجرح والتعديل ٤ / ٦٣.
ذكره في مغازي ابن اسحاق ص : ٢٦ ، من طريق : أحمد بن عبد الجبار به.
١٠٥٤ ـ إسناده منقطع.
(١) كذا في الأصل ، ولعلّها (ينجو) اي : يسرع ، من النّجاء ، وهو : السرعة. أنظر النهاية ٥ / ٢٥.
(٢) أي : كسرة خبز.
فقال : حدّثني عن زمزم ، قال : وطأة جبريل ـ عليه السلام ـ ، خفقة من جناحه ، حين خشيت هاجر على ابنها العطش.
١٠٥٥ ـ حدّثنا عبد الله بن عمران المخزومي ، قال : ثنا سعيد بن سالم ، قال : ثنا عثمان بن ساج ، قال : بلغنا في الحديث المأثور عن وهب بن منبّه ، قال : كان بطن مكة ليس فيه ماء ، وليس لأحد فيه قرار حتى أنبط الله ـ تعالى ـ لاسماعيل ـ عليه السلام ـ زمزم ، فعمرت مكة يومئذ وسكنها من أجل الماء قبيلة من اليمن يقال لهم : جرهم ، وليست من عاد كما يقال ، ولو لا الماء الذي أنبطه الله ـ تعالى ـ لاسماعيل ـ عليه السلام ـ لما أراد من عمارة بيته ، لم يكن لأحد بها يومئذ مقام. قال عثمان وذكر غيره : أن زمزم تدعى سابق ، وكانت وطأة من جبريل وكان سقياها لاسماعيل يوم فرج له عنها جبريل ـ عليه السلام ـ وهو يومئذ وأمه عطشانان ، فحفر ابراهيم ـ عليه السلام ـ بعد ذلك البئر ثم غلبه عليها ذو القرنين [وأظن أن ذا القرنين كان سأل ابراهيم أن يدعو الله له ، فقال : كيف وقد أفسدتم بئري ، فقال ذو القرنين](١) : ليس عن أمري كان ، ولم يخبرني أحد أن البئر بئر ابراهيم ، فوضع السلاح ، وأهدى ابراهيم إلى ذي القرنين بقرا وغنما فأخذ ابراهيم ـ عليه السلام ـ سبعة أكبش فأقرنهم وحدهم ، فقال ذو القرنين : ما شأن / هذه الأكبش يا ابراهيم؟ فقال ابراهيم : هؤلاء يشهدون لي يوم القيامة أن البئر بئر ابراهيم ـ عليه السلام ـ (٢).
__________________
١٠٥٥ ـ إسناده منقطع.
(١) سقطت من الأصل ، وألحقناها من شفاء الغرام.
(٢) ذكره الفاسي في شفاء الغرام ١ / ٢٤٧ ، نقلا عن الفاكهي.
١٠٥٦ ـ حدّثنا محمد بن أبي عمر ، قال : ثنا سفيان ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، قال : ماء زمزم لما شرب له ، إن شربته تريد شفاء شفاك الله ، وان شربته لظمأ أرواك الله ، وربما قال : ان شربته يقطع عنك الظمأ قطعه الله ، وان شربته لجوع أشبعك الله. قال : وهي برة ، وهي هزمة جبريل ـ عليه السلام ـ بعقبه ، وسقيا الله اسماعيل ، وإنما سميت زمزم لأنها مشتقة من الهزمة ، والهزمة : الغمزة بالعقب في الأرض.
١٠٥٧ ـ حدّثنا الزبير بن أبي بكر ، قال : حدّثني حمزة بن عتبة اللهي ، قال : قال سعيد مولى أبي لهب في زمزم وهو يذكر هذه الخصال :
زمزم بئر لكم مباركة |
|
تمثالها في الكتاب ذى العلم |
طعام طعم لمن اراد وإن |
|
تبغي شفا أشفته من سقم |
١٠٥٨ ـ حدّثنا عبد الله بن عمران المخزومي ، قال : ثنا سعيد بن سالم ، قال : ثنا عثمان بن ساج ، قال : أخبرني محمد بن إسحاق ، قال : حدّثني
__________________
١٠٥٦ ـ إسناده صحيح.
رواه عبد الرزاق ٥ / ١١٨ ، والأزرقي ٢ / ٥٠ ، كلاهما من طريق : ابن عيينة به.
وذكره ابن حجر في الفتح ٣ / ٤٩٣ ، والصالحي في سبل الهدى والرشاد ١ / ٢١٠ مختصرا ، وعزاه للفاكهي وقال : سنده صحيح.
١٠٥٧ ـ إسناده ضعيف.
حمزة بن عتبة اللهبي ، هو : ابن ابراهيم بن أبي خداش بن عتبة بن أبي لهب.
ذكره ابن حجر في اللسان ٢ / ٣٦٠ ، وقال : لا يعرف.
١٠٥٨ ـ إسناده ليّن.
عثمان بن ساج ، فيه ضعف.
رواه ابن اسحاق في المغازي ص : ٢٦ ، عن ابن أبي نجيح به.
عبد الله بن أبي نجيح ، عن مجاهد (١) أبي الحجاج انه قال : لم نزل نسمع ان زمزم هزمة جبريل بعقبه وسقيا الله اسماعيل.
١٠٥٩ ـ وحدّثنا عبد الله بن عمران ، قال : ثنا سعيد بن سالم ، عن عثمان ، قال : أخبرني محمد بن إسحاق ، قال : وقد قالت صفية بنت عبد المطلب عمة رسول الله صلّى الله عليه وسلم ـ ورضي الله عنها ـ :
نحن حفرنا للحجيج زمزما |
|
شفاء سقم وطعام مطعما |
ركضة جبريل ولمّا تعظما |
|
سقيا نبيّ الله في المحرما |
ابن خليل ربّنا المكرّما |
ذكر
حفر عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف زمزم
وتفسير أمره
١٠٦٠ ـ حدّثنا عبد الله بن أبي سلمة ، قال : ثنا حسان بن عباد ، عن عبد الأعلى بن أبي المساور ، قال : حدثنا عكرمة ، عن ابن عباس ـ رضي الله
__________________
١٠٥٩ ـ إسناده منقطع.
١٠٦٠ ـ إسناده متروك.
حسان بن عباد ، قال ابن حجر في اللسان ٢ / ١٩٠ : يروى عن عبد الأعلى ، وهو مجهول. وعبد الأعلى بن أبي المساور الكوفي ، متروك ، وكذّبه ابن معين. التقريب ١ / ٤٦٥.
(١) في الأصل (عن مجاهد ، قال : أبي الحجاج) ولفظة (قال) زائدة ، لأن أبا الحجاج هو : مجاهد نفسه.
عنهما ـ قال : أتي عبد المطلب في المنام ، فقيل له : احتفر؟ قال : ما احتفر؟ قال : برّة. قال : وما برّة؟ قال : مضنونة ضنّ بها عن الناس واعطيتموها. قال : وأتاه بنو عمه ، فقال : إني رأيت في المنام ، قيل لي : احتفر ، قلت : ما احتفر؟ قال : برّة. قلت : وما برّة؟ قال : مضنونة ضنّ بها عن الناس واعطيتموها. قالوا : أولا سألته؟ قال : فنام فأتي في المنام ، فقيل : احتفر. فقال : وما احتفر؟ قال احتفر زمزم. قال : وما زمزم؟ قال : لا تنزف (١) ولا تذم (٢) ، تسقي الحجيج الأعظم. قال : فانتبه فأخبرهم برؤياه.
قالوا : أفلا سألته أين موضعها؟ قال : فنام فأتي في المنام فقيل له : احتفر.
قال : وأين؟ قال : مسلك الذرّ (٣) ، وموضع الغراب ، بين الفرث والدم.
قال : فاستيقظ فأخبرهم. قالوا : هذا موضع خزاعة ولا يدعونكم تحتفرون في موضع نصبهم. قال : وقد قالوا له في المنام : إنّ قومك يكونون عليك أول النهار ويكونون معك آخر النهار ، قال : ولم يكن من ولده إلا الحارث بن عبد المطلب. قال : فأقبل هو والحارث يحفران ، فحفرا ، فاستخرجا غزالا من ذهب في أذنيه قرطان ، ثم حفرا فاستخرجا / حلية ذهب وفضة. فقال بنو عمه : يا عبد المطلب أحد (٤) قومك. قال : ثم حفرا فاستخرجا سيوفا ملفوفة في عباءة ثم حفرا فاستخرجا الماء ، فقالوا لعبد المطلب : [إن لنا معك من هذا شركا وحقا](٥) قال : نعم ، ائتوني بثلاثة قداح أسود وأبيض وأحمر ، فأتوه
__________________
(١) أي : لا يفنى ماؤها.
(٢) أي : لا تعاب. قال ابن الأثير في النهاية ٢ / ١٦٩ : أي ، لا تعاب ، أو لا تلفى مذمومة ... وقيل : لا يوجد ماؤها قليلا ، من قولهم : بئر ذمّة ، إذا كانت قليلة الماء.
(٣) أي : النمل.
(٤) كذا في الأصل.
(٥) سقطت من الأصل ، وألحقناها من مغازي ابن اسحاق ص : ٢٧ ، وتهذيب السيرة لابن هشام ١ / ١٥٥.
بثلاثة قداح فجعل لهم الأسود ، وجعل الأحمر للبيت ، والأبيض له ، ثم اقرع بينهم ، فأصاب الحلية البيت ، وأصابته السيوف ، وأصاب قومه الغزال ، فنذر يومئذ نذرا : لئن ولد لي عشرة لانحرن أحدهم ، فولد له عشرة فاقرع بينهم ، فوقع على عبد الله أبي محمد رسول الله صلّى الله عليه وسلم ، ثم اقرع ثانية ، فوقع على عبد الله ، ثم اقرع الثالثة ، فوقع على عبد الله ، فأراد أن ينحره ، فأتاه بنو محزوم ـ أخواله ـ فقالوا : تعمد إلى ابن اختنا فتنحره من بين ولدك؟ فقال : قد اقرعت بينه وبين اخوته فوقع السهم عليه ثلاث مرات ، قالوا : فافده.
قال : ففداه بمائة من الإبل. قال عكرمة : فمن ثم دية الناس اليوم مائة من الإبل.
١٠٦١ ـ حدّثنا ابن أبي سلمة ، قال : ثنا يعقوب بن إبراهيم ، وعبد العزيز ، عن ابراهيم بن سعد ، عن الزهري ، عن قبيصة بن ذؤيب ، عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ قال : نذر عبد المطلب أن ينحر ابنه ، ففداه بمائة من الإبل.
١٠٦٢ ـ حدّثنا حسين بن حسن ، عن يحيى بن سعيد القطان ، عن ابن حرملة ، عن سعيد بن المسيّب قال : ثم ان عبد المطلب أرى في المنام احفر زمزم لا تنزف ولا تذم تروى الحجيج الأعظم ، ثم أرى مرّة : احفر الروا ، اعطيتها على رغم أنف العدا. ثم أرى مرة أخرى : احفر المضنونة ضنّ بها عن
__________________
١٠٦١ ـ شيخ المصنّف لم أقف عليه ، وبقية رجاله ثقات.
وعبد العزيز ، هو : ابن أبي سلمة بن عبيد الله العمري.
١٠٦٢ ـ إسناده حسن إلى سعيد بن المسيّب.
أورده الحربي في المناسك ص : ٤٨٥ بألفاظ مقاربة.
الناس إلا عنك ، ثم أرى مرة أخرى : احفر تكتم (١) ، بين فرث ودم ، عند الأنصاب الحمر ، في قرية النمل. قال : فاصبح فحفر حيث أرى فاستهترت به قريش ، فلما نزل عن الطي جاءت قريش ليحفروا معه ، فمنعهم فلما أنبط وجد غزالا من ذهب ، وسيفا وحلية ، فضرب عليها بالسهام ألي أم للبيت؟ فخرج سهم البيت ، فكان أول حلي حليته الكعبة ، فجعل حوضا للشراب ، وحوضا للوضوء ، وقال : اللهم اني لا أحلها لمغتسل ، وهي لشاربها حل وبل (٢) ، فروى الناس ، فحسدته قريش ، فطفقوا يحفرون الحوض ويغتسلون فيها ، فما يغتسل منه أحد إلا حصب أو جدر ، ولا يكسر حوضه أحد إلا ألقى في يده أو رجله حتى تركوه فرقا.
١٠٦٣ ـ حدّثنا حسين بن حسن ، قال : أنا عمرو بن عثمان الكلابي ، قال : ثنا زهير أبو خيثمة ، قال : ثنا عبد الله بن عثمان بن خثيم ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ قال : إنّ عبد المطلب رأى في المنام أن أحفر برة ، فأصبح مهموما برؤياه ، حتى إذا كانت الليلة الثانية قيل له : احفر برة ، شراب الأبرار ، فأصبح مهموما بما رأى ، فلما كانت الليلة الثالثة أتى فقيل له : احفر زمزم لا تنزف ولا تذّم ، بين الفرث والدم ، اغد بكرة فسترى على الآلهة ـ يعني أصنام كفار قريش ـ فرثا يبحثه غراب. قال : فغدا فإذا هو بغراب يبحث فرثا / فحفر فإذا هو بالحسى ، فنثلها ، فوجد فيها أسيافا
__________________
١٠٦٣ ـ إسناده ضعيف.
عمر بن عثمان الكلابي : ضعيف. كما في التقريب ٢ / ٧٤. وزهير ، هو : ابن معاوية الجعفي.
(١) تكتم ـ بضم أوله ـ قال الزبيدي في التاج ٩ / ١٣٩ : سميت بذلك لأنها كانت اندفنت بعد جرهم ، فصارت مكتومة حتى أظهرها عبد المطلب.
(٢) حلّ ، أي : حلال ، وبلّ ، أي : مباح ، وقيل : شفاء من قولهم : بلّ من مرضه ، وأبلّ. أنظر النهاية ١ / ١٥٤.
وغزالا من ذهب ، فأما الأسياف ، فضربت على باب الكعبة ، وعلق الغزال في بطنها.
١٠٦٤ ـ حدّثني عبد الله بن عمرو بن أبي سعد ، قال : ثنا أحمد بن القاسم ، قال : ثنا محمد بن عيسى القطان ، قال : حدّثني أبو محمد الأنصاري ، قال : لما احتفر عبد المطلب زمزم أصاب فيها أحجارا في حجر منها (ويل للعرب من شر قد اقترب). وعلى الآخر :
لم تبق مكرمة يعتدّها أحد |
|
إلّا التّكاثر أذهاب وأوراق |
وفي الثالث :
بالدّهر قد خلا عجبه |
|
دهر يحوّل رأسه ذنبه |
دهر تداوله الإماء فأصبحت |
|
ترضى بملء بطونها عربه |
قال : فرّقه ابن الزبعرى فقدّم قافية وأخرّ أخرى فقال :
لم تبق مكرمة يعتّدها أحد |
|
إلا التكاثر أوراق واذهاب |
١٠٦٥ ـ حدّثني عبد الله بن عمران المخزومي ، قال : ثنا سعيد بن سالم القدّاح ، قال : قال عثمان ـ يعني ابن ساج ـ : أخبرني محمد بن إسحاق ، قال : إنّ عبد المطلب بن هاشم بينما هو نائم في الحجر أتي فأمر بحفر زمزم وهي دفن بين صنمي قريش إساف ونائلة عند منحر قريش ، وكانت جرهم دفنتها حين ظعنوا من مكة ، وهي بئر اسماعيل التي سقاه الله حين ظمئ وهو صغير ،
__________________
١٠٦٤ ـ شيخ المصنّف ثقة ، ترجمه الخطيب في تاريخه ١٠ / ٢٥ ، وبقية رجال السند لم أعرفهم.
١٠٦٥ ـ في إسناده لين.
عثمان بن ساج فيه ضعف. أنظر التقريب ٢ / ١٣.
ذكره ابن هشام في السيرة ١ / ١٥٨ بمعناه مختصرا.
فلما حفرها عبد المطلب دلّه الإله عليها وخصّه بها ، زاده الله بها شرفا وحظّا في قومه ، وعطّلت كل سقاية كانت بمكة حين ظهرت ، فأقبل الناس عليها التماس بركتها ومعرفة فضلها بمكانها من البيت وانها سقيا الله ـ عزّ وجلّ ـ لاسماعيل ابن خليله ابراهيم ـ عليهما الصلاة والسلام ـ.
وكان أول ما ابتدئ به عبد المطلب من أمرها وهو نائم في الحجر كما حدّثني يزيد بن أبي حبيب المصري ، عن [مرثد](١) بن عبد الله اليزني ، عن عبد الله بن زرير الغافقي ، قال : إنّه سمع علي بن أبي طالب ـ رضي الله عنه ـ يحدّث حديث زمزم حين أمر عبد المطلب بحفرها ، قال : قال عبد المطلب : إني لنائم في الحجر إذ أتاني آت ، فقال : احفر طيبة. فقلت : وما طيبة؟ ثم ذهب عني ، فرجعت إلى مضجعي ، فنمت الغد ، فجاءني ، فقال : احفر برّة. قلت : وما برّة؟ ثم ذهب عني ، فلما كان الغد رجعت إلى مضجعي ، فنمت ، فجاءني ، فقال : احفر زمزم. قال : قلت : وما زمزم؟ قال : لا تنزف ولا تذمّ ، تسقي الحجيج الأعظم ، وهي بين الفرث والدم ، عند نقرة الغراب الأعصم (٢) ، عند قرية النّمل. قال : فلما تبيّن له شأنها ودلّ على موضعها ، وعرف أنه صدق ، غدا بمعوله ، ومعه الحارث بن عبد المطلب ، ليس معه ولد غيره ، فلما بدا لعبد المطلب الطّوي كبّر ، فعرفت قريش أنه قد أدرك حاجته قاموا ، وقالوا : يا عبد المطلب ميراثنا من أبينا اسماعيل ، وإنّ لنا فيها شركا فأشركنا معك فيها. قال [ما أنا بفاعل](٣) إنّ هذا أمر خصصت به دونكم وأعطيته من بينكم. قالوا : فأنصفنا فانّا غير تاركيك حتى نحاكمك
__________________
(١) في الأصل (يزيد) وهو تصحيف.
(٢) الأعصم من الغربان : الذي في جناحيه بياض ، وقيل : غير ذلك أنظر الروض الأنف ٢ / ١١٤.
(٣) في الأصل (قالوا : فأما نعالج) ، والتصويب من سيرة ابن هشام ، وغيره. وفي مغازي ابن اسحاق (فقال : ما هي لكم).
فيها ، قال : فاجعلوا بيني وبينكم من شئتم ، اخاصمكم إلى كاهنة بني سعد ابن هذيم؟ قالوا : نعم / وكانت بأشراف الشام ، فركب عبد المطلب في نفر من بني أبيه من بني عبد مناف ، وركب من كل قبيلة نفر. قال : والأرض إذ ذاك مفاوز ، فخرجوا حتى إذا كانوا ببعض المفاوز بين الحجاز والشام فني ماء عبد المطلب وأصحابه وظمئوا حتى أيقنوا بالهلكة ، فاستسقوا من معهم من قبائل قريش فأبوا عليهم ، وقالوا : إنا بمفاوز ونحن نخشى على أنفسنا مثل ما أصابكم ، فلما رأى عبد المطلب ما صنع القوم تخوّف على نفسه وأصحابه ، وقال : ماذا ترون؟ قالوا : ما رأينا الا تبع لرأيك ، فمرنا بما شئت ، قال : فإني أرى أن يحفر كل رجل منكم حفرة لنفسه بما بكم الآن من القوة ، فكلما مات رجل دفعه أصحابه في حفرته وواروه حتى يكون آخركم رجلا ، فضيعة رجل واحد أيسر من ضيعة ركب جميعا. قالوا : نعم ما أمرتنا به. فقام كلّ رجل منهم فحفر حفرة له ، ثم قعدوا ينتظرون الموت عطشا. ثم إن عبد المطلب قال لأصحابه : والله إنّ إلقاءنا بأيدينا هلكا (١) للموت لا نضرب في الأرض ونستبق أنفسنا لعجز ، فعسى الله ـ تعالى ـ أن يرزقنا ماء ببعض البلاد ، ارتحلوا ، فارتحلوا حتى فرغوا ، ومن معهم من قبائل قريش ينظرون إليهم ما هم فاعلون ، تقدم عبد المطلب إلى راحلته فركبها فلما انبعثت به انفجر من تحت خفها عين من ماء عذب ، فكبّر عبد المطلب ، وكبّر أصحابه ، ثم نزل فشرب وشرب أصحابه ، واستقوا حتى ملأوا أسقيتهم ، ثم دعا القبائل من قريش ، فقال : هلم إلى الماء ، فقد سقانا الله فاشربوا واسقوا ، فشربوا ، ثم قالوا : والله لقد قضي لك علينا يا عبد المطلب ، والله لا نخاصمك في زمزم أبدا ، إنّ الذي أسقاك هذا الماء بهذه الفلاة لهو سقاك زمزم ، فارجع إلى سقايتك. وإنه بداله ، فرجع ورجعوا ، ولم يصلوا إلى الكاهنة ، وخلّوا بينه وبينها.
__________________
(١) كذا في الأصل ، وعند ابن هشام (هكذا).
فهذا بلغني عن حديث علي بن أبي طالب ـ رضي الله عنه ـ في زمزم (١).
قال عثمان في حديثه هذا : وسمعته من أبي القاسم ، يقول : أخبرنا سعيد ابن سالم ، عن عثمان بن ساج ، قال : وسمعت من يحدّث عن عبد المطلب انه قيل له حين أمر بحفر زمزم :
ادع بالماء الرّوا غير الكدر |
|
سقيا الحجيج في كلّ مبّر |
ليس يخاف فيه شيء ما عمر |
وخرج عبد المطلب حين قيل له ذلك إلى قريش ، فقال : تعلمون أنّي قد أمرت أن أحفر زمزم؟ قالوا : هل بيّن لك أين هي؟ قال : لا. قالوا : ارجع إلى مضجعك الذي رأيت فيه ما رأيت فإن يك حقا من الله بيّن لك ، وإن يكن من الشيطان فلن يعود (٢) لك ، فرجع عبد المطلب إلى مضجعه ، فنام فيه ، فأتى فقيل له : احفر زمزم ، إن حفرتها لم تندم ، وهي تراث أبيك الأعظم ، لا تنزف أبدا ولا تذمّ ، تروى الحجيج الأعظم ، مثل نعام جافل (٣) لم يقسم ، ينذر فيها ناذر ليغنم ، تكون ميراثا وعقدا محكم ، ليس كبعض ما قد تعلم ، وهي بين الفرث والدم. زعموا لأنه حين قيل له ذلك ، قال : وأين هي؟ قيل : عند قرية النمل ، حيث ينقر الغراب غدا. فالله أعلم أيّ ذلك كان. وغدا عبد المطلب ومعه الحارث ، وليس له يومئذ ولد غيره ، فوجد قرية النمل ، ووجد الغراب ينقر عندها / بين الوثنين إساف ونائلة اللذين
__________________
(١) مغازي ابن اسحاق ص : ٢٤ ـ ٢٥ ، وتهذيبها لابن هشام ١ / ١٥٠ ـ ١٥٤ ، والأزرقي ٢ / ٤٤ ـ ٤٥ ، والبيهقي في الدلائل ١ / ٩٣ ، والصالحي في سبل الهدى والرشاد ١ / ٢١٨ ، والهندي في كنز العمال ١٤ / ١٢٣.
(٢) في الأصل (يعد).
(٣) الجافل : الكثير.
كانت قريش تنحر عندهما ، فجاء بالمعول ، وقام ليحفر حيث أمر ، فقالت قريش حين رأوه وحده (١) : والله لا ندعك تحفر بين وثنينا اللذين ننحر عندهما.
فقال لابنه الحارث : دعني (٢) حتى أحفر ، فو الله لامضين لما أمرت. فلما عرفوا انه غير نازع خلّوا بينه وبين الحفر وكفّوا عنه ، فلم يحفر إلا يسيرا حتى بدا له الطيّ ، فكبّر ، وعرف ان قد صدق (٣).
فلما فرغ وبلغ ما أراد ، أقام سقاية زمزم للحاج ، وعفت على الآبار التي كانت قبلها يستقي عليها الحاج ، وانصرف الناس إليها لمكانها من المسجد الحرام ولفضلها على ما سواها من المياه ، ولأنها بئر اسماعيل بن ابراهيم ـ عليهما الصلاة والسلام ـ ففخرت بها يومئذ بنو عبد مناف على قريش لما ولوا عليهم من السقاية والرّفادة ، وما أقاموا عليه للناس من ذلك ، وبزمزم حين ظهرت ، وإنما كانوا بني عبد مناف أهل بيت واحد شرف بعضهم لبعض شرف ، وفضل بعضهم لبعض فضل (٤).
ولما انتشرت قريش وكثر ساكن مكة قبل حفر عبد المطلب زمزم قلّت على الناس المياه ، واشتدت عليهم فيه المؤنة.
١٠٦٦ ـ حدّثنا عبد الملك بن محمد ، عن زياد بن عبد الله ، عن ابن اسحاق ، عن يزيد بن أبي حبيب ، عن مرثد اليزني ، ثم الحميري ، عن عبد الله بن
__________________
١٠٦٦ ـ في إسناده ابن اسحاق ، وهو ثقة مدلّس ، وقد عنعن.
رواه ابن اسحاق في المغازي ص : ٢٧ ـ ٢٨ ، وذكره ابن هشام في تهذيبه ١ / ١٥٥ ، والأزرقي ٢ / ٤٦ ـ ٤٧ ، وابن كثير في البداية والنهاية ٢ / ٢٤٦.
(١) في المراجع (رأوا جدّه).
(٢) كذا في الأصل ، ومغازي ابن اسحاق في إحدى الروايتين والأزرقي.
وعند ابن هشام وإحدى روايتي المغازي (ذد عنّي) وهي أقرب.
(٣) تهذيب ابن هشام ١ / ١٥٨ ـ ١٥٩.
(٤) تهذيب ابن هشام ١ / ١٥٣ ـ ١٥٤ ، والأزرقي ٢ / ٤٥ ـ ٤٦.
[أبي](١) رزين ، عن علي بن أبي طالب ـ رضي الله عنه ـ بنحو خبرعلي الأول. وعن ابن إسحاق من قوله نحو ذلك ، قال ابن إسحاق : ويقال فيما يتحدث عن زمزم وزاد فيه : وجد فيها غزالين من ذهب ، وهما الغزالان اللذان كانت جُرهم دفنتهما حين أخرجت من مكة ، ووجدوا أيضاً أسيافاً مع الغزالين ، فقالت قريش : لنا معك يا عبد المطلب في هذا شرك وحق.! قال : لا ولكن هلم إلى النصف بيني وبينكم ، اضرب عليها القداح. قالوا : وكيف تصنع؟ قال اجعل للكعبة قدحين ، ولي قدحين ، ولكم قدحين ، ثم اضرب فمن خرج له شيء كان له. فقالوا : انصفت قد رضينا ، فجعل قدحين أصفرين للكعبة ، وقدحين أسودين لعبد المطلب ، وقدحين أبيضين لقريش ، ثم أعطوهما رجلاً يضرب بها ، فقام عبد المطلب يدعو ويقول :
الّلهم انت الملك المحمود |
|
وأنت ربي المبدي المعيد |
وممسك الراسية الجلمود |
|
من عندك الطارف والتليد |
ان شئت ألهمت لما تريد (٢) |
|
بموضع الحلية والحديد |
إني نذرت عاهد العهود |
|
فاجعله يا رب فلا أعود |
قال : وضرب صاحب القداح ، فخرج الأصفران على الغزالين للكعبة فضربهما عبد المطلب في باب الكعبة ، فكان أوّل ذهب حلّيته الكعبة ، وخرج الأسودان على السيوف لعبد المطلب فأخذها ، وكانت قريش ومن سواهم إذا اجتهدوا في الدعاء [سجعوا وألّفوا](٣) الكلام ، وكانت فيما يزعمون لا يردها
__________________
(١) سقطت من الأصل. أنظر التقريب ١ / ٤١٥.
(٢) كذا في الأصل ، وفي المغازي : ما تريد ، وعند ابن كثير : كما تريد.
(٣) في الأصل (سمعوا ولقوا) وهو تصحيف ، والتصويب من مغازي ابن اسحاق.