أبو جعفر محمّد بن يعقوب الكليني الرازي
المحقق: مركز بحوث دار الحديث
الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: دار الحديث للطباعة والنشر
المطبعة: دار الحديث
الطبعة: ١
ISBN: 978-964-493-388-2
ISBN الدورة:
الصفحات: ٧٨٨
فالتَّوْرَاةُ (١) لِمُوسى ، وَالْإِنْجِيلُ لِعِيسى ، وَالزَّبُورُ لِدَاوُدَ عليهمالسلام ». (٢)
٣٤٨٣ / ١١. أَبُو عَلِيٍّ الْأَشْعَرِيُّ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَالِمٍ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ النَّضْرِ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شِمْرٍ ، عَنْ جَابِرٍ :
عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ (٣) عليهالسلام ، قَالَ : « يَجِيءُ الْقُرْآنُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِي أَحْسَنِ مَنْظُورٍ إِلَيْهِ صُورَةً ، فَيَمُرُّ بِالْمُسْلِمِينَ ، فَيَقُولُونَ : هذَا رَجُلٌ (٤) مِنَّا ، فَيُجَاوِزُهُمْ إِلَى النَّبِيِّينَ ، فَيَقُولُونَ : هُوَ مِنَّا ، فَيُجَاوِزُهُمْ إِلَى الْمَلَائِكَةِ الْمُقَرَّبِينَ ، فَيَقُولُونَ : هُوَ مِنَّا ، حَتّى يَنْتَهِيَ إِلى رَبِّ الْعِزَّةِ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ فَيَقُولُ : يَا رَبِّ ، فُلَانُ بْنُ (٥) فُلَانٍ أَظْمَأْتُ هَوَاجِرَهُ (٦) ، وَأَسْهَرْتُ (٧) لَيْلَهُ فِي دَارِ الدُّنْيَا ، وَفُلَانُ بْنُ فُلَانٍ لَمْ أُظْمِئْ (٨) هَوَاجِرَهُ ، وَلَمْ أُسْهِرْ (٩) لَيْلَهُ ، فَيَقُولُ تَبَارَكَ وَتَعَالى : أَدْخِلْهُمُ الْجَنَّةَ عَلى مَنَازِلِهِمْ ، فَيَقُومُ (١٠) فَيَتَّبِعُونَهُ (١١) ، فَيَقُولُ لِلْمُؤْمِنِ : اقْرَأْ وَارْقَهْ » قَالَ : « فَيَقْرَأُ وَيَرْقى (١٢) حَتّى يَبْلُغَ كُلُّ رَجُلٍ مِنْهُمْ مَنْزِلَتَهُ الَّتِي هِيَ لَهُ ، فَيَنْزِلُهَا (١٣) ». (١٤)
__________________
(١) هكذا في النسخ التي قوبلت والوافي. وفي المطبوع : « والتوراة ».
(٢) تفسير العيّاشي ، ج ١ ، ص ٢٥ ، ح ١ ، عن سعد الإسكاف ، عن أبي جعفر عليهالسلام عن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، إلى قوله : « ثمان وستّون سورة » الوافي ، ج ٩ ، ص ١٧٧١ ، ح ٩٠٨٢.
(٣) في حاشية « ج » : « أبي عبدالله ».
(٤) هكذا في النسخ التي قوبلت والوافي. وفي المطبوع : « الرجل ».
(٥) في « بر » : ـ / « بن ».
(٦) في شرح المازندراني : « الهواجر : جمع الهاجرة ، وهي نصف النهار عند اشتداد الحرّ ، أو من زوال الشمس إلى العصر. سمّي بذلك لأنّ الناس يهاجرون فيه من شدّة الحرّ ويستكنون في بيوتهم ».
(٧) في شرح المازندراني : « وأسهر ».
(٨) في « ج ، د ، بر ، بس ، بف » والوسائل : « لم اظمِ ». هو من تخفيف الهمزة بقلبها ياءً وحذفها بالجازم.
(٩) في شرح المازندراني : « ولااسهر ».
(١٠) في « ب » : ـ / « فيقوم ».
(١١) في « ب » : « فيبتغونه ». وفي « ز » : « فيتبعونه ».
(١٢) في الوافي : « ويرقأ ».
(١٣) في شرح المازندراني : « الفعلان ـ وهما : يبلغ ، وينزل ـ إمّا من البلوغ والنزول ، أو من الإبلاغ والإنزال. و « كلّ رجل » على الأوّل فاعل ، وعلى الثاني مفعول ».
(١٤) الوافي ، ج ٩ ، ص ١٦٩٧ ، ح ٨٩٥٧ ؛ الوسائل ، ج ٦ ، ص ١٦٦ ، ح ٧٦٣٧.
٣٤٨٤ / ١٢. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ؛ وَعِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ وَسَهْلِ بْنِ زِيَادٍ جَمِيعاً ، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنْ مَالِكِ بْنِ عَطِيَّةَ ، عَنْ يُونُسَ بْنِ عَمَّارٍ ، قَالَ :
قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ عليهالسلام : « إِنَّ الدَّوَاوِينَ (١) يَوْمَ الْقِيَامَةِ ثَلَاثَةٌ (٢) : دِيوَانٌ فِيهِ النِّعَمُ (٣) ، وَدِيوَانٌ فِيهِ الْحَسَنَاتُ ، وَدِيوَانٌ فِيهِ السَّيِّئَاتُ (٤) ، فَيُقَابَلُ بَيْنَ دِيوَانِ النِّعَمِ وَدِيوَانِ الْحَسَنَاتِ ، فَتَسْتَغْرِقُ (٥) النِّعَمُ عَامَّةَ (٦) الْحَسَنَاتِ ، وَيَبْقى دِيوَانُ السَّيِّئَاتِ (٧) ، فَيُدْعى بِابْنِ (٨) آدَمَ الْمُؤْمِنِ لِلْحِسَابِ (٩) ، فَيَتَقَدَّمُ الْقُرْآنُ أَمَامَهُ فِي أَحْسَنِ صُورَةٍ ، فَيَقُولُ : يَا رَبِّ ، أَنَا الْقُرْآنُ ، وَهذَا عَبْدُكَ الْمُؤْمِنُ قَدْ كَانَ يُتْعِبُ نَفْسَهُ بِتِلَاوَتِي ، وَيُطِيلُ لَيْلَهُ بِتَرْتِيلِي ، وَتَفِيضُ عَيْنَاهُ إِذَا تَهَجَّدَ ؛ فَأَرْضِهِ كَمَا أَرْضَانِي ».
قَالَ : « فَيَقُولُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ : عَبْدِيَ (١٠) ، ابْسُطْ يَمِينَكَ ، فَيَمْلَؤُهَا مِنْ رِضْوَانِ اللهِ (١١) الْعَزِيزِ الْجَبَّارِ (١٢) ، وَيَمْلَأُ شِمَالَهُ مِنْ رَحْمَةِ اللهِ ، ثُمَّ يُقَالُ : هذِهِ الْجَنَّةُ مُبَاحَةٌ لَكَ ، فَاقْرَأْ وَاصْعَدْ ، فَإِذَا قَرَأَ آيَةً صَعِدَ دَرَجَةً ». (١٣)
__________________
(١) « الدِّيوان » بفتح الدال وكسرها : الكتاب الذي يكتب فيه أهل الجيش وأهل العطيّة. ويُستعار لصحائفالأعمال. وجمعه : دواوين. مجمع البحرين ، ج ٦ ، ص ٢٤٩ ( دون ).
(٢) في البحار : ـ / « ثلاثة ».
(٣) في « ز » : « النعيم ».
(٤) في « بر ، بف » والزهد : « الذنوب ».
(٥) في « ب ، ج ، ز ، بر ، بس ، بف » والزهد : « فيستغرق ».
(٦) في البحار : « ديوان ».
(٧) في « بر ، بف » والزهد : « الذنوب ».
(٨) في الوسائل والبحار : « ابن ».
(٩) في « بس » : + / « فيقدم ».
(١٠) في البحار : ـ / « عبدي ».
(١١) في « ز » : ـ / « الله ».
(١٢) في الوسائل : ـ / « العزيز الجبّار ».
(١٣) الزهد ، ص ١٧١ ، ح ٢٥٤ ، عن الحسن بن محبوب ، عن مالك بن عطيّة ، عن فلان بن عمّار ، عن أبي عبدالله عليهالسلام ، إلى قوله : « ويبقى ديوان السيّئات » مع اختلاف يسير الوافي ، ج ٩ ، ص ٨٦٩٧ ، ح ٨٩٥٨ ؛ الوسائل ، ج ٦ ، ص ١٦٦ ، ح ٧٦٣٨ ، من قوله : « فيدعى بابن آدم المؤمن للحساب » ؛ البحار ، ج ٧ ، ص ٢٦٧ ، ح ٣٤.
٣٤٨٥ / ١٣. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ وَعَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ الْقَاسَانِيِّ (١) جَمِيعاً ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ دَاوُدَ ، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ ، قَالَ :
قَالَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ عليهماالسلام : « لَوْ مَاتَ مَنْ (٢) بَيْنَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ ، لَمَا (٣) اسْتَوْحَشْتُ بَعْدَ أَنْ يَكُونَ الْقُرْآنُ مَعِي » وَكَانَ (٤) عليهالسلام إِذَا قَرَأَ ( مالِكِ يَوْمِ الدِّينِ ) (٥) يُكَرِّرُهَا حَتّى كَادَ (٦) أَنْ يَمُوتَ. (٧)
٣٤٨٦ / ١٤. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الْحَمِيدِ ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ غَالِبٍ ، قَالَ :
قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ عليهالسلام : « إِذَا جَمَعَ اللهُ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ الْأَوَّلِينَ وَالْآخِرِينَ إِذَا هُمْ بِشَخْصٍ قَدْ أَقْبَلَ ، لَمْ يُرَ (٨) قَطُّ أَحْسَنُ صُورَةً مِنْهُ (٩) ، فَإِذَا نَظَرَ إِلَيْهِ الْمُؤْمِنُونَ ـ وَهُوَ الْقُرْآنُ ـ قَالُوا : هذَا مِنَّا ، هذَا أَحْسَنُ شَيْءٍ رَأَيْنَا (١٠) ، فَإِذَا (١١) انْتَهى إِلَيْهِمْ جَازَهُمْ.
ثُمَّ يَنْظُرُ إِلَيْهِ الشُّهَدَاءُ ، حَتّى إِذَا (١٢) انْتَهى إِلى آخِرِهِمْ جَازَهُمْ ، فَيَقُولُونَ (١٣) : هذَا الْقُرْآنُ (١٤) ، فَيَجُوزُهُمْ كُلَّهُمْ حَتّى
__________________
(١) في « د » : « القاشاني ».
(٢) في تفسير العيّاشي : ـ / « من ».
(٣) في شرح المازندراني : « ما ».
(٤) في « بس » : + / « عليّ ». وفي تفسير العيّاشي : « كان » بدون الواو.
(٥) الفاتحة (١) : ٤.
(٦) في « د ، بف » والوافي وتفسير العيّاشي : « يكاد ». وفي تفسير العيّاشي : « وكاد » بدل « حتّى كاد ».
(٧) تفسيرالعيّاشي ، ج ١ ، ص ٢٣ ، ح ٢٣ ، عن الزهري الوافي ، ج ٩ ، ص ١٧٠٨ ، ح ٨٩٧٧ ؛ الوسائل ، ج ٥ ، ص ٣٣١ ، ح ٦٧٠٤ ، إلى قوله : « بعد أن يكون القرآن معي » ؛ البحار ، ج ٤٦ ، ص ١٠٧ ، ح ١٠١ ؛ وج ٨٤ ، ص ٢٤٧ ، ذيل ح ٣٩ ، وفيه نقل معناه.
(٨) في « ز » : « ولم يُروا ». وفي « بف » والوافي : « لم يُروا ».
(٩) في « ص » : « منه صورة ».
(١٠) في « بر ، بف » والوافي » : + / « قال ».
(١١) في « ص ، بر ، بف » : « وإذا ».
(١٢) في « ب » : « إذ ».
(١٣) في « بر ، بف » وحاشية « ج » : « فقالوا ».
(١٤) دلّ الخبر الأوّل على أنّهم لايعرفونه ، بخلاف هذا الخبر. ويرتفع المنافاة بمغايرة الوقتين أو القائلين.
إِذَا (١) انْتَهى إِلَى الْمُرْسَلِينَ ، فَيَقُولُونَ : هذَا الْقُرْآنُ ، فَيَجُوزُهُمْ حَتّى يَنْتَهِيَ إِلَى الْمَلَائِكَةِ ، فَيَقُولُونَ : هذَا الْقُرْآنُ ، فَيَجُوزُهُمْ ، ثُمَّ يَنْتَهِي حَتّى يَقِفَ عَنْ يَمِينِ الْعَرْشِ ، فَيَقُولُ الْجَبَّارُ : وَعِزَّتِي وَجَلَالِي وَارْتِفَاعِ مَكَانِي ، لَأُكْرِمَنَّ الْيَوْمَ مَنْ أَكْرَمَكَ ، وَلَأُهِينَنَّ (٢) مَنْ أَهَانَكَ ». (٣)
١ ـ بَابُ فَضْلِ حَامِلِ الْقُرْآنِ
٣٤٨٧ / ١. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ أَبِي الْحُسَيْنِ الْفَارِسِيِّ (٤) ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ جَعْفَرٍ الْجَعْفَرِيِّ ، عَنِ السَّكُونِيِّ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « قَالَ رَسُولُ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم : إِنَّ أَهْلَ الْقُرْآنِ فِي أَعْلى دَرَجَةٍ مِنَ الْآدَمِيِّينَ مَا خَلَا النَّبِيِّينَ وَالْمُرْسَلِينَ ؛ فَلَا تَسْتَضْعِفُوا (٥) أَهْلَ الْقُرْآنِ حُقُوقَهُمْ ؛ فَإِنَّ لَهُمْ مِنَ اللهِ الْعَزِيزِ الْجَبَّارِ لَمَكَاناً (٦) عَلِيّاً (٧) ». (٨)
٣٤٨٨ / ٢. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ وَسَهْلِ بْنِ زِيَادٍ جَمِيعاً ، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنْ جَمِيلِ بْنِ صَالِحٍ ، عَنِ الْفُضَيْلِ بْنِ يَسَارٍ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « الْحَافِظُ لِلْقُرْآنِ الْعَامِلُ (٩) بِهِ ، مَعَ (١٠) السَّفَرَةِ الْكِرَامِ
__________________
راجع : شرح المازندراني ، ج ١١ ، ص ١٩ ؛ مرآة العقول ، ج ١٢ ، ص ٤٨٤.
(١) في « ب » : « إذ ».
(٢) في « ز » : « لُاهيبنّ ». وفي « ص » والوافي : + / « اليوم ».
(٣) الوافي ، ج ٩ ، ص ١٦٩٧ ، ح ٨٩٥٩ ؛ الوسائل ، ج ٦ ، ص ١٦٩ ، ح ٧٦٥٢.
(٤) في « ز » : « الحسن بن أبي الحسن الفارسي ». وفي « بف » : « الحسن بن الحسين الفارسي ».
(٥) في « ج » : « فلاتضعفوا ».
(٦) في « بر ، بف » : « مكاناً » بدون اللام.
(٧) في « بس » : ـ / « عليّاً ».
(٨) ثواب الأعمال ، ص ١٢٥ ، ح ١ ، بسنده عن أبي إسحاق إبراهيم بن هاشم ، عن الحسن بن أبي الحسن الفارسي ، عن سليمان بن جعفر الجعفري ، عن إسماعيل بن أبي زياد ، عن جعفر بن محمّد ، عن أبيه عليهماالسلام عن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، مع اختلاف يسير الوافي ، ج ٩ ، ص ١٧٠٥ ، ح ٨٩٧١ ؛ الوسائل ، ج ٦ ، ص ١٧٤ ، ح ٧٦٦٣.
(٩) في ثواب الأعمال : « والعامل ».
(١٠) في « ز » : « على ».
الْبَرَرَةِ ». (١)
٣٤٨٩ / ٣. وَبِإِسْنَادِهِ (٢) ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليهالسلام ، قَالَ :
« قَالَ رَسُولُ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم : تَعَلَّمُوا الْقُرْآنَ ؛ فَإِنَّهُ يَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ صَاحِبَهُ فِي صُورَةِ شَابٍّ جَمِيلٍ شَاحِبِ (٣) اللَّوْنِ ، فَيَقُولُ لَهُ : أَنَا الْقُرآنُ (٤) الَّذِي كُنْتُ أَسْهَرْتُ لَيْلَكَ ، وَأَظْمَأْتُ هَوَاجِرَكَ ، وَأَجْفَفْتُ رِيقَكَ ، وَأَسَلْتُ (٥) دَمْعَتَكَ (٦) ، أَؤُولُ (٧) مَعَكَ حَيْثُمَا أُلْتَ (٨) ، وَكُلُّ تَاجِرٍ مِنْ وَرَاءِ تِجَارَتِهِ ، وَأَنَا الْيَوْمَ لَكَ (٩) مِنْ وَرَاءِ تِجَارَةِ كُلِّ تَاجِرٍ ، وَسَيَأْتِيكَ (١٠) كَرَامَةٌ مِنَ (١١) اللهِ عَزَّ وجلَّ ، فَأَبْشِرْ (١٢) ، فَيُؤْتى بِتَاجٍ ، فَيُوضَعُ (١٣) عَلى رَأْسِهِ ، وَيُعْطَى الْأَمَانَ بِيَمِينِهِ ، وَالْخُلْدَ فِي الْجِنَانِ (١٤) بِيَسَارِهِ (١٥) ، وَيُكْسى حُلَّتَيْنِ (١٦) ، ثُمَّ يُقَالُ لَهُ (١٧) : اقْرَأْ
__________________
(١) الأمالي للصدوق ، ص ٥٩ ، المجلس ١٤ ، ح ٦ ؛ وثواب الأعمال ، ص ١٢٧ ، ح ١ ، بسند آخر عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن ابن محبوب الوافي ، ج ٩ ، ص ١٧٠٥ ، ح ٨٩٧٢ ؛ الوسائل ، ج ٦ ، ص ١٧٦ ، ح ٧٦٦٧.
(٢) الظاهر أنّ المراد من « بإسناده » ، الطريقان المتقدّمان إلى أبي عبدالله عليهالسلام في الحديث السابق.
(٣) شَحَب يَشْحَبُ شُحوباً ، أي تغيّر من سفرٍ ، أو هُزال ، أو عمل ، أو جوع. ترتيب كتاب العين ، ج ٢ ، ص ٨٩٢ ؛ القاموس المحيط ، ج ١ ، ص ١٨١ ( شحب ).
(٤) هكذا في « ب ، ج ، د ، ز ، بر ، بس ، بف » والوافي والوسائل. وهو مقتضى السياق. وفي « ص » والمطبوع : « القرآن أنا ».
(٥) في « بر » : « وأسكب ». وفي الوسائل : « وأسبلت ».
(٦) في « ب ، ز » وحاشية « ج » : « دموعك » وفي الوافي : + / « و ».
(٧) آل الشيءُ يَوُول أولاً ومَآلاً : راجع. المصباح المنير ، ص ٢٩ ( أول ).
(٨) في « ب ، ز ، ص ، بر ، بس ، بف » : « أنت ».
(٩) في « ب ، ز ، ص ، بر ، بس ، بف » وشرح المازندراني والوافي : « لك اليوم ».
(١٠) في « د ، بف » والوافي : « وستأتيك ».
(١١) في « ب ، ج ، ز ، ص ، بر ، بس ، بف » والوافي : ـ / « من ».
(١٢) في « ج ، د ، ص ، بر ، بف » والوافي : + / « قال ». وفي « ز » : ـ / « فأبشر ».
(١٣) في شرح المازندراني : « ويوضع ».
(١٤) في « ز » : « بجنان ».
(١٥) في « بر » : « بشماله ».
(١٦) « الحُلّة » : إزارٌ ورِداء بُرد أو غيره ، ولاتكون حُلّة إلاّمن ثوبين ، أو ثوب له بطانة. القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ١٣٠٤ ( حلل ).
(١٧) في « ب ، بر » : ـ / « له ».
وَارْقَهْ (١) ، فَكُلَّمَا قَرَأَ آيَةً صَعِدَ دَرَجَةً ، وَيُكْسى أَبَوَاهُ حُلَّتَيْنِ إِنْ كَانَا مُؤْمِنَيْنِ ، ثُمَّ يُقَالُ (٢) لَهُمَا (٣) : هذَا لِمَا عَلَّمْتُمَاهُ الْقُرْآنَ ». (٤)
٣٤٩٠ / ٤. ابْنُ مَحْبُوبٍ (٥) ، عَنْ مَالِكِ بْنِ عَطِيَّةَ ، عَنْ مِنْهَالٍ الْقَصَّابِ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « مَنْ قَرَأَ الْقُرْآنَ ـ وَهُوَ شَابٌّ مُؤْمِنٌ ـ اخْتَلَطَ الْقُرْآنُ بِلَحْمِهِ وَدَمِهِ ، وَجَعَلَهُ اللهُ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ مَعَ السَّفَرَةِ الْكِرَامِ الْبَرَرَةِ ، وَكَانَ الْقُرْآنُ حَجِيزاً (٦) عَنْهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، يَقُولُ (٧) : يَا رَبِّ ، إِنَّ كُلَّ عَامِلٍ قَدْ أَصَابَ أَجْرَ عَمَلِهِ غَيْرَ عَامِلِي ، فَبَلِّغْ بِهِ أَكْرَمَ عَطَايَاكَ (٨) ».
قَالَ : « فَيَكْسُوهُ اللهُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ حُلَّتَيْنِ مِنْ حُلَلِ الْجَنَّةِ ، وَيُوضَعُ عَلى رَأْسِهِ تَاجُ الْكَرَامَةِ ، ثُمَّ يُقَالُ لَهُ : هَلْ أَرْضَيْنَاكَ فِيهِ؟ فَيَقُولُ الْقُرْآنُ : يَا رَبِّ ، قَدْ كُنْتُ أَرْغَبُ لَهُ فِيمَا هُوَ أَفْضَلُ مِنْ هذَا ، فَيُعْطَى الْأَمْنَ بِيَمِينِهِ ، وَالْخُلْدَ بِيَسَارِهِ ، ثُمَّ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ ، فَيُقَالُ لَهُ : اقْرَأْ (٩) وَاصْعَدْ (١٠) دَرَجَةً ، ثُمَّ يُقَالُ لَهُ : هَلْ بَلَغْنَا (١١) بِهِ وَأَرْضَيْنَاكَ؟ فَيَقُولُ : نَعَمْ ».
قَالَ : « وَمَنْ قَرَأَهُ (١٢) كَثِيراً ، وَ (١٣)
__________________
(١) في « ب ، د ، ص ، بر ، بس ، بف » والوافي : « ارق » بدون هاء السكت.
(٢) في شرح المازندراني : « ويقال ».
(٣) في « ز ، بر » وشرح المازندراني : ـ / « لهما ».
(٤) الوافي ، ج ٩ ، ص ١٦٩٨ ، ح ٨٩٥٨ ؛ الوسائل ، ج ٦ ، ص ١٧٩ ، ح ٧٦٧٤.
(٥) السند معلّق. ويروي عن ابن محبوب ، عدّة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمّد وسهل بن زياد.
(٦) في حاشية « ج » : « حجراً » وفي البحار : « حجيجاً ». وحَجَزه يَحْجِزُه حَجْزاً وحِجّيزىَ وحِجازة : منعه وكفّه. القاموس المحيط ، ج ١ ، ص ٧٠٠ ( حجز ).
وفي شرح المازندراني : « أي كان مانعاً يمنع عنه في ذلك اليوم أهواله ومكارهه. وحذف المفعول للدلالة على التعميم ».
(٧) في البحار : « فيقول ».
(٨) في « ب ، ج ، د ، ز ، بر ، بس ، بف » والوسائل والبحار : « عطائك ».
(٩) في الوسائل وثواب الأعمال : + / « آية ».
(١٠) في الوسائل : « فاصعد ».
(١١) في الوافي : « بلّغنا » بالتشديد. وفي البحار : « بلّغناك » بدل « بلغنا به ».
(١٢) في شرح المازندراني : « قرأ » بدون الضمير.
(١٣) في البحار : « أو ».
تَعَاهَدَهُ (١) بِمَشَقَّةٍ مِنْ شِدَّةِ حِفْظِهِ ، أَعْطَاهُ اللهُ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ أَجْرَ هذَا مَرَّتَيْنِ ». (٢)
٣٤٩١ / ٥. أَبُو عَلِيٍّ الْأَشْعَرِيُّ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللهِ ؛ وَحُمَيْدُ بْنُ زِيَادٍ ، عَنِ الْخَشَّابِ جَمِيعاً ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ يُوسُفَ ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ ثَابِتٍ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ جُمَيْعٍ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « قَالَ رَسُولُ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم : إِنَّ أَحَقَّ النَّاسِ بِالتَّخَشُّعِ فِي السِّرِّ وَالْعَلَانِيَةِ لَحَامِلُ الْقُرْآنِ ، وَإِنَّ أَحَقَّ النَّاسِ فِي السِّرِّ وَالْعَلَانِيَةِ بِالصَّلَاةِ وَالصَّوْمِ لَحَامِلُ الْقُرْآنِ ، ثُمَّ نَادى بِأَعْلى صَوْتِهِ (٣) : يَا حَامِلَ الْقُرْآنِ ، تَوَاضَعْ بِهِ ؛ يَرْفَعْكَ اللهُ ، وَلَاتَعَزَّزْ بِهِ ؛ فَيُذِلَّكَ اللهُ ، يَا حَامِلَ الْقُرْآنِ ، تَزَيَّنْ بِهِ (٤) لِلّهِ ؛ يُزَيِّنْكَ اللهُ بِهِ (٥) ، وَلَاتَزَيَّنْ بِهِ لِلنَّاسِ ؛ فَيَشِينَكَ (٦) اللهُ بِهِ (٧) ، مَنْ خَتَمَ الْقُرْآنَ فَكَأَنَّمَا أُدْرِجَتِ النُّبُوَّةُ بَيْنَ جَنْبَيْهِ ، وَلكِنَّهُ (٨) لَايُوحى إِلَيْهِ ، وَمَنْ جَمَعَ الْقُرْآنَ فَنَوْلُهُ (٩) لَايَجْهَلُ (١٠) مَعَ مَنْ يَجْهَلُ عَلَيْهِ ، وَلَايَغْضَبُ فِيمَنْ (١١) يَغْضَبُ عَلَيْهِ (١٢) ،
__________________
(١) « التعاهد » : الاحتفاظ بالشيء وإحداث العهد به. وكذلك التعهّد والاعتهاد. وتعهّدت الشيء : تردّدت إليه وأصلحتُه. وحقيقته : تجديد العهد به. ترتيب كتاب العين ، ج ٢ ، ص ١٣٠٢ ؛ المصباح المنير ، ص ٤٣٥ ( عهد ).
(٢) ثواب الأعمال ، ص ١٢٦ ، ح ١ ، بسنده عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن الحسن بن محبوب ، مع اختلاف يسير الوافي ، ج ٩ ، ص ١٦٩٩ ، ح ٨٩٦١ ؛ الوسائل ، ج ٦ ، ص ١٧٧ ، ح ٧٦٧٠ ؛ البحار ، ج ٧ ، ص ٣٠٥ ، ح ٧٨.
(٣) في « بر » : « صوت ».
(٤) في « ز » : ـ / « به ».
(٥) في « بر ، بف » : ـ / « به ».
(٦) « الشَّين » : خلاف الزَّين ، والشين : العيب. وقد شانه يشينه. الصحاح ، ج ٥ ، ص ٢١٤٧ ؛ النهاية ، ج ٢ ، ص ٥٢١ ( شين ).
(٧) في « بر ، بف » : ـ / « به ». وفي شرح المازندراني : + / « و ».
(٨) في شرح المازندراني : « لكنّه » بدون الواو.
(٩) في « ص ، بر » وحاشية « بف » : « فنوّله ». ونولُك أن تفعل كذا ، أي حقّك وينبغي لك. وأصله من التناول ، كأنّكقلت : تناوُلُك كذا وكذا. الصحاح ، ج ٥ ، ص ١٨٣٦ ( نول ).
(١٠) هو يجهل على قومه : يتسافه عليهم. أساس البلاغة ، ص ٦٧ ( جهل ). وفي الوافي : « أن لايجهل ، أي لايطيش ولايشتم ».
(١١) في « ب » : « من ».
(١٢) في « بر » : ـ / « عليه ».
وَلَايَحِدُّ (١) فِيمَنْ يَحِدُّ (٢) ، وَلكِنَّهُ يَعْفُو وَيَصْفَحُ وَيَغْفِرُ وَيَحْلُمُ لِتَعْظِيمِ الْقُرْآنِ ، وَمَنْ أُوتِيَ الْقُرْآنَ فَظَنَّ أَنَّ (٣) أَحَداً مِنَ النَّاسِ أُوتِيَ أَفْضَلَ مِمَّا أُوتِيَ ، فَقَدْ عَظَّمَ مَا حَقَّرَ اللهُ ، وَحَقَّرَ مَا عَظَّمَ اللهُ ». (٤)
٣٤٩٢ / ٦. أَبُو عَلِيٍّ الْأَشْعَرِيُّ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللهِ (٥) ، عَنْ عُبَيْسِ بْنِ هِشَامٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا صَالِحٌ الْقَمَّاطُ ، عَنْ أَبَانِ بْنِ تَغْلِبَ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « النَّاسُ أَرْبَعَةٌ » فَقُلْتُ : جُعِلْتُ فِدَاكَ ، وَمَا هُمْ؟ فَقَالَ : « رَجُلٌ أُوتِيَ الْإِيمَانَ وَلَمْ يُؤْتَ الْقُرْآنَ ، وَرَجُلٌ أُوتِيَ الْقُرْآنَ وَلَمْ يُؤْتَ الْإِيمَانَ ، وَرَجُلٌ أُوتِيَ الْقُرْآنَ وَأُوتِيَ الْإِيمَانَ ، وَرَجُلٌ لَمْ يُؤْتَ الْقُرْآنَ وَلَا (٦) الْإِيمَانَ ».
قَالَ : قُلْتُ (٧) : جُعِلْتُ فِدَاكَ ، فَسِّرْ لِي حَالَهُمْ.
فَقَالَ (٨) : « أَمَّا الَّذِي أُوتِيَ الْإِيمَانَ وَلَمْ يُؤْتَ الْقُرْآنَ ، فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ التَّمْرَةِ (٩) ، طَعْمُهَا حُلْوٌ وَلَارِيحَ لَهَا. وَأَمَّا الَّذِي أُوتِيَ الْقُرْآنَ وَلَمْ يُؤْتَ الْإِيمَانَ ، فَمَثَلُهُ (١٠) كَمَثَلِ الْآس (١١) ،
__________________
(١) في « ج ، بس » والوسائل : « ولايجد ». من الوجد بمعنى الغضب. ويقال : حدَّ يَحِدُّ حَدّاً وحِدَّةً : إذا غَضِبَ. النهاية ، ج ١ ، ص ٣٥٣ ( حدد ). وفي شرح المازندراني : « يحدّ ... من الحدّة ، بالكسر ، وهي الطيش والنزق والوثوب والخفّة عند الغضب ».
(٢) في « ج ، بس » ومرآة العقول والوسائل : « يجد ». من الوجد بمعنى الغضب.
(٣) في الوسائل : ـ / « أنّ ».
(٤) راجع : معاني الأخبار ، ص ٢٧٩ الوافي ، ج ٩ ، ص ١٧٠٦ ، ح ٨٩٧٣ ؛ الوسائل ، ج ٦ ، ص ١٨١ ، ح ٧٦٧٦.
(٥) في « ز « الحسن بن عبدالله ». وهو على فرض صحّة النسخة ، منسوب إلى الجدّ ؛ فإنّ الحسن هذا ، هوالحسنبن علىّ بن عبدالله بن المغيرة.
(٦) في الوافي : « ولم يؤت » بدل « ولا ».
(٧) في « ص ، بر ، بف » والوافي : « فقلت ».
(٨) في الوافي : « قال ».
(٩) هكذا في « ب ، ش ، و، بج ، بد ، بل ، بو ، جح ، جس ، جف ، جق ، جك ، جه » وحاشية « ج » وشرح المازندراني والوافي. وفي سائر النسخ والمطبوع : « الثمرة ».
(١٠) في « بس » : ـ / « فمثله ».
(١١) « الآس » : شجر عطر الرائحة ، وهو بأرض العرب كثير ، ينبت في السهل والجبل ، وخضرته دائمة أبداً ويسمو
رِيحُهَا طَيِّبٌ ، وَطَعْمُهَا مُرٌّ. وَأَمَّا مَنْ (١) أُوتِيَ الْقُرْآنَ وَالْإِيمَانَ (٢) ، فَمَثَلُهُ (٣) كَمَثَلِ الْأُتْرُجَّةِ (٤) ، رِيحُهَا طَيِّبٌ ، وَطَعْمُهَا طَيِّبٌ. وَأَمَّا الَّذِي لَمْ يُؤْتَ الْإِيمَانَ وَلَاالْقُرْآنَ (٥) ، فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْحَنْظَلَةِ ، طَعْمُهَا مُرٌّ ، وَلَارِيحَ لَهَا ». (٦)
٣٤٩٣ / ٧. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ وَعَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ الْقَاسَانِيِّ جَمِيعاً ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ دَاوُدَ ، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ ، قَالَ :
قُلْتُ لِعَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ عليهماالسلام : أَيُّ الْأَعْمَالِ أَفْضَلُ؟ قَالَ (٧) : « الْحَالُّ الْمُرْتَحِلُ » (٨) قُلْتُ : وَمَا الْحَالُّ الْمُرْتَحِلُ؟ قَالَ : « فَتْحُ الْقُرْآنِ وَخَتْمُهُ ، كُلَّمَا جَاءَ بِأَوَّلِهِ (٩) ارْتَحَلَ فِي آخِرِهِ ».
__________________
حتّى يكون شجراً عظاماً ، واحدته : آسة. ( ويقال له بالفارسيّة : مورد ). راجع : لسان العرب ، ج ٦ ، ص ١٩ ؛ المصباح المنير ، ص ٢٩ ( أوس ).
(١) في « ز » والوافي : « الذي » بدل « من ».
(٢) في « ز » : « الإيمان والقرآن ».
(٣) في « ز » : ـ / « فمثله ».
(٤) في « بس » : « الاترنجة ». وفي شرح المازندراني ، ج ١١ ، ص ٢٤ : « الاترُجّ ، بضمّ الهمزة والراء ، بينهما تاء مثنّاة ساكنة وآخرها جيم ثقيلة ، وقد تخفّف ويزاد قبلها نون ساكنة ، ويقال بحذف الألف مع الوجهين ». و « الاتْرُجَّة » : فاكهة معروفة ، حامضه مسكّن غلمة النساء ، ويجلو اللون والكَلَف ، وقشره في الثياب يمنع السوس ( ويقال له بالفارسيّة : ترنج ). راجع : المصباح المنير ، ص ٧٣ ؛ القاموس المحيط ، ج ١ ، ص ٢٨٥ ( ترج ).
(٥) في الوسائل : « القرآن ولا الإيمان ».
(٦) الوافي ، ج ٩ ، ص ١٧٠٧ ، ح ٨٩٧٥ ؛ الوسائل ، ج ٦ ، ص ١٧٨ ، ح ٧٦٧١ ، من قوله : « وأمّا من اوتي القرآن والإيمان ».
(٧) في « ص ، بر » : « فقال ».
(٨) في مرآة العقول ، ج ١٢ ، ص ٤٨٨ : « الحالّ المرتحل ، أي عمله ». وفي النهاية ، ج ١ ، ص ٤٣٠ ( حلل ) : « وفيه أنّه سئل : أيّ الأعمال أفضل؟ فقال : الحالّ المرتحل ، قيل : وما ذاك؟ قال : الخاتِم المفتتح ، وهو الذي يختم القرآن بتلاوته ، ثمّ يفتتح التلاوة من أوّله ، شبّهه بالمسافر يبلغ المنزل فيحلّ فيه ، ثمّ يفتتح سيره ، أي يبتدئه ، وكذلك قرّاء أهل مكّة إذا ختموا القرآن بالتلاوة ابتدأوا وقرأوا الفاتحة وخمس آيات من أوّل سورة البقرة إلى( وَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ) [ البقرة (٢) : ٥ ] ، ثمّ يقطعون القراءة ويسمّون فاعل ذلك : الحالّ المرتحل ، أي ختم القرآن وابتدأ بأوّله ولم يفصل بينهما بزمان ، وقيل : أراد بالحالّ المرتحل الغازي الذي لايقفُل عن غزو إلاّعقبه بآخر ».
(٩) في المعاني : « حلّ في أوّله ». وفي الوافي : « جاء بأوّله ، كأنّه كان : حلّ بأوّله ، فصحّف ».
وَقَالَ : « قَالَ رَسُولُ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم : مَنْ أَعْطَاهُ اللهُ (١) الْقُرْآنَ ، فَرَأى أَنَّ رَجُلاً (٢) أُعْطِيَ (٣) أَفْضَلَ مِمَّا أُعْطِيَ ، فَقَدْ صَغَّرَ عَظِيماً ، وَعَظَّمَ صَغِيراً ». (٤)
٣٤٩٤ / ٨. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ رُشَيْدٍ (٥) ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ عَمَّارٍ ، قَالَ :
قَالَ لِي (٦) أَبُو عَبْدِ اللهِ عليهالسلام : « مَنْ قَرَأَ الْقُرْآنَ فَهُوَ غَنِيٌّ (٧) وَلَا (٨) فَقْرَ بَعْدَهُ ، وَإِلاَّ مَا بِهِ (٩) غِنًى (١٠) ». (١١)
٣٤٩٥ / ٩. أَبُو عَلِيٍّ الْأَشْعَرِيُّ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجْرَانَ ، عَنْ أَبِي جَمِيلَةَ ، عَنْ جَابِرٍ :
عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليهالسلام ، قَالَ : « قَالَ رَسُولُ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم : يَا مَعَاشِرَ قُرَّاءِ الْقُرْآنِ ، اتَّقُوا اللهَ
__________________
(١) في شرح المازندراني : ـ / « الله ».
(٢) في « بر ، بف » والوافي والمعاني : « أحداً ».
(٣) في المعاني : + / « شيئاً ».
(٤) معاني الأخبار ، ص ١٩٠ ، ح ١ ، بسنده عن القاسم بن محمّد الأصبهاني ، عن سليمان بن داود المنقري. ثواب الأعمال ، ص ١٢٧ ، ح ١ ، بسند آخر عن أبي عبدالله عليهالسلام عن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، إلى قوله : « كلّما جاء بأوّله ارتحل في آخره » مع اختلاف يسير الوافي ، ج ٩ ، ص ١٧٠٨ ، ح ٨٩٧٦ ؛ الوسائل ، ج ٥ ، ص ٣٣١ ، ح ٦٧٠٥ ، من قوله : « وقال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : من أعطاه الله » ؛ وج ٦ ، ص ١٨٦ ، ح ٧٦٨٨.
(٥) في « بر ، بف ، جر » وحاشية « ج » : « سليم بن راشد ».
(٦) في « ز ، بر » والوافي وثواب الأعمال : ـ / « لي ».
(٧) في « بر » والوافي : « الغنيّ ».
(٨) في شرح المازندراني والوسائل : « لا » بدون الواو.
(٩) في « د » وحاشية « ج ، ص » : « الأمانة ». وفي مرآة العقول : « الإمابة » كلاهما بدل « إلاّ ما به ». وفسّرها بالاهتمام ، ولم نعثر عليه.
(١٠) في الوافي : « وذلك لأنّ في القرآن من المواعظ ما إذا التّعظ به استغنى عن غير الله في كلّ ما يحتاج إليه وإن لم يستغن بالقرآن فيما يغنيه شيء. وهذا أحد معاني قوله صلىاللهعليهوآلهوسلم : من لم يتغنّ بالقرآن فليس منّا ».
(١١) ثواب الأعمال ، ص ١٢٨ ، ح ١ ، بسنده عن أحمد بن أبي عبدالله ، عن محمّد بن عيسى بن عبيد ، عن سليمان بن راشد ، عن أبيه. معاني الأخبار ، ص ٢٧٩ ، تمام الرواية فيه : « وروي أنّ من قرأ القرآن فهو غنيّ لا فقر بعده » الوافي ، ج ٩ ، ص ١٧٠٨ ، ح ٨٩٧٨ ؛ الوسائل ، ج ٦ ، ص ١٧٨ ، ح ٧٦٧٢.
ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ فِيمَا حَمَّلَكُمْ مِنْ كِتَابِهِ ، فَإِنِّي مَسْؤُولٌ ، وَإِنَّكُمْ مَسْؤُولُونَ ، إِنِّي مَسْؤُولٌ عَنْ تَبْلِيغِ الرِّسَالَةِ (١) ، وَأَمَّا أَنْتُمْ ، فَتُسْأَلُونَ عَمَّا حُمِّلْتُمْ مِنْ كِتَابِ اللهِ (٢) وَسُنَّتِي ». (٣)
٣٤٩٦ / ١٠. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ دَاوُدَ الْمِنْقَرِيِّ ، عَنْ حَفْصٍ (٤) ، قَالَ :
سَمِعْتُ مُوسَى بْنَ جَعْفَرٍ عليهماالسلام يَقُولُ لِرَجُلٍ : « أَتُحِبُّ الْبَقَاءَ فِي الدُّنْيَا؟ » فَقَالَ : نَعَمْ ، فَقَالَ : « وَلِمَ؟ » قَالَ : لِقِرَاءَةِ ( قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ ) ، فَسَكَتَ عَنْهُ ، فَقَالَ لَي (٥) بَعْدَ سَاعَةٍ : « يَا حَفْصُ ، مَنْ مَاتَ مِنْ أَوْلِيَائِنَا وَشِيعَتِنَا وَلَمْ يُحْسِنِ الْقُرْآنَ ، عُلِّمَ فِي قَبْرِهِ لِيَرْفَعَ اللهُ بِهِ مِنْ دَرَجَتِهِ ؛ فَإِنَّ (٦) دَرَجَاتِ الْجَنَّةِ عَلى قَدْرِ (٧) آيَاتِ الْقُرْآنِ ، يُقَالُ (٨) لَهُ : اقْرَأْ (٩) وَارْقَ ، فَيَقْرَأُ (١٠) ، ثُمَّ يَرْقى ».
قَالَ حَفْصٌ : فَمَا (١١) رَأَيْتُ أَحَداً أَشَدَّ خَوْفاً عَلى نَفْسِهِ مِنْ مُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ عليهماالسلام وَلَا أَرْجَى النَّاسِ (١٢) مِنْهُ ، وَكَانَتْ قِرَاءَتُهُ حُزْناً ، فَإِذَا قَرَأَ فَكَأَنَّهُ يُخَاطِبُ إِنْسَاناً. (١٣)
__________________
(١) في البحار : « تبليغي » بدل « تبليغ الرسالة ».
(٢) في البحار : « ربّي ».
(٣) الوافي ، ج ٩ ، ص ١٧٠٤ ، ح ٨٩٦٩ ؛ البحار ، ج ٧ ، ص ٢٨٣ ، ح ٨.
(٤) في « بر ، بف ، جر » : + / « بن غياث ».
(٥) هكذا في « ج ، د ، ز ، بر ، بف » والوافي. وفي سائر النسخ والمطبوع : « له ».
(٦) في الوسائل ، ح ٧٦٨٩ : « إنّ ».
(٧) في « ص » وثواب الأعمال : + / « عدد ». وفي « بر » : « عدد » بدل « على قدر ».
(٨) في « بر » : « فقال ».
(٩) في « ز » : + / « آية ».
(١٠) في حاشية « ج » : + / « آية ».
(١١) في « بر ، بف » والوافي والوسائل ، ح ٧٧٥٠ والبحار « ما ».
(١٢) في « بر » والوسائل ، ح ٧٧٥٠ والبحار : « للنّاس ».
(١٣) ثواب الأعمال ، ص ١٥٧ ، ح ١٠ ، بسنده عن حفص بن غياث ، عن أبي عبدالله عليهالسلام ، إلى قوله : « يقال له : اقرأ وارق ». الأمالي للصدوق ، ص ٢٥٩ ، المجلس ٥٧ ، ضمن ح ١٠ ، بسند آخر عن الصادق عليهالسلام. الفقيه ، ج ٢ ، ص ٦٢٨ ، ح ٣٢١٨ ، مرسلاً عن أميرالمؤمنين عليهالسلام ، ضمن وصيّته لابنه محمّد بن الحنفيّة ، وفيهما من قوله : « فإنّ
٣٤٩٧ / ١١. عَلِيٌّ (١) ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ النَّوْفَلِيِّ ، عَنِ السَّكُونِيِّ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « قَالَ رَسُولُ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم : حَمَلَةُ الْقُرْآنِ عُرَفَاءُ (٢) أَهْلِ الْجَنَّةِ ، وَالْمُجْتَهِدُونَ (٣) قُوَّادُ أَهْلِ الْجَنَّةَ ، وَالرُّسُلُ سَادَةُ (٤) أَهْلِ الْجَنَّةَ ». (٥)
٢ ـ بَابُ مَنْ يَتَعَلَّمُ الْقُرْآنَ بِمَشَقَّةٍ
٣٤٩٨ / ١. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ وَسَهْلِ بْنِ زِيَادٍ جَمِيعاً ، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنْ جَمِيلِ بْنِ صَالِحٍ ، عَنِ الْفُضَيْلِ بْنِ يَسَارٍ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : سَمِعْتُهُ يَقُولُ : « إِنَّ الَّذِي يُعَالِجُ (٦) الْقُرْآنَ ، وَيَحْفَظُهُ (٧)
__________________
درجات الجنّة » إلى قوله : « فيقرأ ثمّ يرقى » مع اختلاف يسير الوافي ، ج ٩ ، ص ١٧١١ ، ح ٨٩٨١ ؛ الوسائل ، ج ٦ ، ص ١٨٧ ، ح ٧٦٨٩ ، من قوله : « فإنّ درجات الجنّة » إلى قوله : « فيقرأ ثمّ يرقى » ؛ وص ٢٠٨ ، ح ٧٧٥٠ ؛ البحار ، ج ٤٨ ، ص ١١١ ، ح ١٨ ، وفيهما من قوله : « فما رأيت أحداً أشدّ خوفاً ».
(١) في « ز » وحاشية « ج » : + / « بن إبراهيم ».
(٢) « العرفاء » : جمع عَريف ، وهو القيّم بامور القبيلة ، أو الجماعة من الناس يلي امورهم ويتعرّف الأمير منهأحوالهم. فعيل بمعنى فاعل. النهاية ، ج ٣ ، ص ٢١٨ ( عرف ).
(٣) في الجعفريّات : « والمجاهدون في سبيل الله » بدل « والمجتهدون ». و « الجُهْد » : الوسع والطاقة. و « الجَهْد » : المشقّة. وقيل : المبالغة والغاية. وقيل : هما لغتان في الوُسع والطاقة. والاجتهاد المبالغة في الجُهد. النهاية ، ج ١ ، ص ٣٢٠ ؛ مجمع البحرين ، ج ١ ، ص ٣٣١ ( جهد ). وفي شرح المازندراني ، ج ١١ ، ص ٢٧ : « القوّاد ، بالضمّ ، والقادة : جمع القائد. والمجتهدون ، هم الذين علموا الكتاب والسنّة النبويّة ظاهرهما وباطنهما ، واستنبطوا ما هو المقصود منهما ، وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر ، وهم الراسخون في العلم ثمّ العلماء التابعون لهم ».
(٤) في « د » : « سادات ».
(٥) الجعفريّات ، ص ٧٦ ، بسند آخر عن جعفر بن محمّد ، عن آبائه ، عن رسول الله صلوات الله عليهم ، مع اختلاف يسير. وفي الخصال ، ص ٢٨ ، باب الواحد ، ح ١٠٠ ؛ ومعاني الأخبار ، ص ٣٢٣ ، ح ١ ، بسند آخر عن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وتمام الرواية فيهما : « حملة القرآن عرفاء أهل الجنّة » الوافي ، ج ٩ ، ص ١٧٠٩ ، ح ٨٩٧٩ ؛ الوسائل ، ج ٦ ، ص ١٧٩ ، ح ٧٦٧٣ ، إلى قوله : « عرفاء أهل الجنّة ».
(٦) عالَجت الشيءَ مُعالجةً وعلاجاً : إذا زاولتَه ومارسته. الصحاح ، ج ١ ، ص ٣٣٠ ؛ لسان العرب ، ج ٢ ، ص ٣٢٧ ( علج ).
(٧) في ثواب الأعمال : « ليحفظه » بدل « ويحفظه ».
بِمَشَقَّةٍ مِنْهُ وَقِلَّةِ حِفْظٍ (١) ، لَهُ أَجْرَانِ ». (٢)
٣٤٩٩ / ٢. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ مَنْصُورِ بْنِ يُونُسَ ، عَنِ الصَّبَّاحِ بْنِ سَيَابَةَ ، قَالَ :
سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ عليهالسلام يَقُولُ : « مَنْ شُدِّدَ عَلَيْهِ فِي (٣) الْقُرْآنِ ، كَانَ لَهُ أَجْرَانِ ؛ وَمَنْ يُسِّرَ عَلَيْهِ (٤) ، كَانَ مَعَ (٥) الْأَوَّلِينَ (٦) ». (٧)
٣٥٠٠ / ٣. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ سُلَيْمٍ الْفَرَّاءِ ، عَنْ رَجُلٍ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « يَنْبَغِي لِلْمُؤْمِنِ أَنْ لَايَمُوتَ حَتّى يَتَعَلَّمَ الْقُرْآنَ ، أَوْ (٨) يَكُونَ فِي تَعْلِيمِهِ (٩) ». (١٠)
٣ ـ بَابُ مَنْ حَفِظَ الْقُرْآنَ ثُمَّ نَسِيَهُ
٣٥٠١ / ١. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ؛ وَأَبُو عَلِيٍّ الْأَشْعَرِيُّ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ جَمِيعاً ، عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ ثَعْلَبَةَ بْنِ مَيْمُونٍ ، عَنْ يَعْقُوبَ الْأَحْمَرِ ، قَالَ :
__________________
(١) في « د ، ز ، ص ، بس » : « حفظه ». وفي الوافي : « تحفّظٍ ».
(٢) ثواب الأعمال ، ص ١٢٧ ، ح ١ ، بسنده عن أبي عبدالله جعفر الحميري ، عن أحمد بن محمّد ، عن الحسن بن محبوب ، مع زيادة في آخره الوافي ، ج ٩ ، ص ١٧١٢ ، ح ٨٩٨٢ ؛ الوسائل ، ج ٦ ، ص ١٧٦ ، ح ٧٦٦٨.
(٣) الوسائل وثواب الأعمال : ـ / « في ».
(٤) في « بر » : ـ / « عليه ».
(٥) في « بر » : « من ».
(٦) في ثواب الأعمال : « الأبرار ».
(٧) ثواب الأعمال ، ص ١٢٥ ، ح ١ ، بسنده عن محمّد بن أبي عمير الوافي ، ج ٩ ، ص ١٧١٢ ، ح ٨٩٨٣ ؛ الوسائل ، ج ٦ ، ص ١٧٦ ، ح ٧٦٦٩.
(٨) في « ب » : « و ». وفي « ب ، ج ، د ، ز ، ص » والوافي والوسائل : + / « أن ».
(٩) في الوافي : « تعلّمه ».
(١٠) الوافي ، ج ٩ ، ص ١٧١١ ، ح ٨٩٨٠ ؛ الوسائل ، ج ٦ ، ص ١٦٧ ، ح ٧٦٣٩.
قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللهِ عليهالسلام : جُعِلْتُ فِدَاكَ ، إِنِّي كُنْتُ (١) قَرَأْتُ الْقُرْآنَ فَتَفَلَّتَ (٢) مِنِّي ، فَادْعُ اللهَ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ أَنْ يُعَلِّمَنِيهِ ، قَالَ (٣) : فَكَأَنَّهُ فَزِعَ لِذلِكَ ، فَقَالَ : « عَلَّمَكَ اللهُ هُوَ (٤) وَإِيَّانَا جَمِيعاً » قَالَ (٥) : وَنَحْنُ نَحْوٌ مِنْ عَشَرَةٍ.
ثُمَّ قَالَ : « السُّورَةُ تَكُونُ مَعَ الرَّجُلِ قَدْ قَرَأَهَا ، ثُمَّ تَرَكَهَا ، فَتَأْتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِي أَحْسَنِ صُورَةٍ ، وَتُسَلِّمُ (٦) عَلَيْهِ ، فَيَقُولُ : مَنْ أَنْتِ؟ فَتَقُولُ (٧) : أَنَا سُورَةُ كَذَا وَكَذَا ، فَلَوْ أَنَّكَ تَمَسَّكْتَ بِي ، وَأَخَذْتَ بِي ، لَأَنْزَلْتُكَ هذِهِ الدَّرَجَةَ ؛ فَعَلَيْكُمْ بِالْقُرْآنِ ».
ثُمَّ قَالَ : « إِنَّ مِنَ النَّاسِ مَنْ يَقْرَأُ (٨) الْقُرْآنَ لِيُقَالَ : فُلَانٌ قَارِئٌ ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَقْرَأُ الْقُرْآنَ لِيَطْلُبَ بِهِ الدُّنْيَا ، وَلَاخَيْرَ فِي ذلِكَ ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَقْرَأُ الْقُرْآنَ لِيَنْتَفِعَ بِهِ فِي صَلَاتِهِ وَلَيْلِهِ وَنَهَارِهِ (٩) ». (١٠)
٣٥٠٢ / ٢. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ أَبِي الْمَغْرَاءِ ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ ، قَالَ (١١) :
قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ عليهالسلام : « مَنْ نَسِيَ سُورَةً مِنَ الْقُرْآنِ ، مُثِّلَتْ لَهُ فِي صُورَةٍ حَسَنَةٍ ، وَدَرَجَةٍ رَفِيعَةٍ فِي الْجَنَّةِ (١٢) ، فَإِذَا رَآهَا ، قَالَ : مَا (١٣) أَنْتِ؟ مَا (١٤) أَحْسَنَكِ! لَيْتَكِ لِي!
__________________
(١) في « ج ، د ، ز ، بس » : + / « قد ».
(٢) هكذا في « ب ، ج ، د ، ز ، ص ، بر ، بس ، بف » والوافي والوسائل ، ح ٧٧٠٨. وفي مرآة العقول : « أفلت ». وفي المطبوع : « ففلّت ». والتفلّت والإفلات والانفلات : التخلّص من الشيء فجأة من غير تمكّث. النهاية ، ج ٣ ، ص ٤٦٧ ( فلت ).
(٣) في « ص » : ـ / « قال ».
(٤) في « ص ، بف » والوافي : ـ / « هو ».
(٥) في الوسائل ، ح ٧٧٠٨ : « وقال ».
(٦) في « ز ، بف » : « فتسلّم ».
(٧) في « ز ، بر ، بف » : « فيقول ». وهو باعتبار لفظ « من ».
(٨) في « بر » : « قرأ ».
(٩) في « بر » : + / « جميعاً ».
(١٠) الوافي ، ج ٩ ، ص ١٧١٣ ، ح ٨٩٨٥ ؛ الوسائل ، ج ٦ ، ص ١٨١ ، ح ٧٦٧٧ ، من قوله : « قال : إنّ من الناس من يقرأ القرآن » ؛ وص ١٩٣ ، ح ٧٧٠٨ ، إلى قوله : « فعليكم بالقرآن ».
(١١) في « ج » : ـ / « قال ».
(١٢) في ثواب الأعمال : ـ / « في الجنّة ».
(١٣) في « د » والمحاسن : « من ».
(١٤) في الوسائل : « فما ».
فَتَقُولُ (١) : أَمَا تَعْرِفُنِي؟ أَنَا سُورَةُ كَذَا وَكَذَا ، وَلَوْ (٢) لَمْ تَنْسَنِي لَرَفَعْتُكَ (٣) إِلى هذَا (٤) ». (٥)
٣٥٠٣ / ٣. ابْنُ أَبِي عُمَيْرٍ (٦) ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الْحَمِيدِ ، عَنْ يَعْقُوبَ الْأَحْمَرِ ، قَالَ :
قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللهِ عليهالسلام : إِنَّ عَلَيَّ دَيْناً كَثِيراً ، وَقَدْ دَخَلَنِي مَا كَانَ (٧) الْقُرْآنُ (٨) يَتَفَلَّتُ مِنِّي.
فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ عليهالسلام : « الْقُرْآنَ الْقُرْآنَ (٩) ؛ إِنَّ الْآيَةَ مِنَ الْقُرْآنِ وَالسُّورَةَ لَتَجِيءُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَتّى تَصْعَدَ أَلْفَ دَرَجَةٍ ـ يَعْنِي فِي الْجَنَّةِ ـ فَتَقُولُ (١٠) : لَوْ حَفِظْتَنِي لَبَلَغْتُ (١١) بِكَ (١٢) هَاهُنَا ». (١٣)
٣٥٠٤ / ٤. حُمَيْدُ بْنُ زِيَادٍ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سَمَاعَةَ ؛ وَعِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ جَمِيعاً (١٤) ، عَنْ مُحَسِّنِ بْنِ أَحْمَدَ ، عَنْ أَبَانِ بْنِ عُثْمَانَ ، عَنِ ابْنِ أَبِي يَعْفُورٍ ، قَالَ :
سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ عليهالسلام يَقُولُ : « إِنَّ الرَّجُلَ إِذَا كَانَ يَعْلَمُ (١٥) السُّورَةَ ، ثُمَّ نَسِيَهَا ، أَوْ
__________________
(١) هكذا في « ب ، بس » والوافي والمحاسن وثواب الأعمال ، وهو الأنسب بالسياق. وفي سائر النسخ والمطبوع : « فيقول ». (٢) في المحاسن وثواب الأعمال : « لو » بدون الواو.
(٣) هكذا في « ب ، ج ، ز ، ص ، بر » وشرح المازندراني والوافي والوسائل والمحاسن وثواب الأعمال. وفي سائر النسخ والمطبوع : « رفعتك ».
(٤) في « بر » : « هذه ». أي الدرجة. وفي الوسائل والمحاسن وثواب الأعمال : + / « المكان ».
(٥) المحاسن ، ص ٩٦ ، كتاب عقاب الأعمال ، ح ٥٧ ؛ وثواب الأعمال ، ص ٢٨٣ ، ح ١ ، بسند آخر عن أبي المغراء الوافي ، ج ٩ ، ص ١٧١٣ ، ح ٨٩٨٦ ؛ الوسائل ، ج ٦ ، ص ١٩٣ ، ح ٧٧٠٩.
(٦) السند معلّق على سابقه. ويروي عن ابن أبي عمير ، عليّ بن إبراهيم ، عن أبيه.
(٧) في « ب ، ج ، د ، ز ، بر » : « كاد ». (٨) في « ص ، بر ، بف » : + / « أن ».
(٩) في « د » : ـ / « القرآن ».
(١٠) في « ز ، بر » : « فيقول » باعتبار القرآن.
(١١) في « ب » : « لبلّغت » بالتشديد. وفي « ج » : « بلّغت ». والأنسب التخفيف ؛ لمكان التعدية بالباء.
(١٢) في « بر » : ـ / « بك ».
(١٣) الوافي ، ج ٩ ، ص ١٧١٤ ، ح ٨٩٨٧ ؛ الوسائل ، ج ٦ ، ص ١٩٤ ، ح ٧٧١٠.
(١٤) في « بر » : ـ / « جميعاً ».
(١٥) في « بر ، بس ، بف » والوافي : « تعلَّم ».
تَرَكَهَا وَدَخَلَ الْجَنَّةَ ، أَشْرَفَتْ عَلَيْهِ مِنْ فَوْقٍ (١) فِي أَحْسَنِ صُورَةٍ ، فَتَقُولُ (٢) : تَعْرِفُنِي؟
فَيَقُولُ : لَا ، فَتَقُولُ (٣) : أَنَا سُورَةُ كَذَا وَكَذَا لَمْ تَعْمَلْ بِي وَتَرَكْتَنِي ، أَمَا ـ وَاللهِ (٤) ـ لَوْ عَمِلْتَ بِي لَبَلَغْتُ (٥) بِكَ هذِهِ الدَّرَجَةَ ، وَأَشَارَتْ بِيَدِهَا إِلى (٦) فَوْقِهَا ». (٧)
٣٥٠٥ / ٥. أَبُو عَلِيٍّ الْأَشْعَرِيُّ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللهِ ، عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَامِرٍ ، عَنِ الْحَجَّاجِ الْخَشَّابِ ، عَنْ أَبِي كَهْمَسٍ الْهَيْثَمِ بْنِ عُبَيْدٍ (٨) ، قَالَ :
سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ عليهالسلام عَنْ رَجُلٍ قَرَأَ الْقُرْآنَ ، ثُمَّ نَسِيَهُ ، فَرَدَدْتُ عَلَيْهِ ثَلَاثاً ، أَعَلَيْهِ فِيهِ حَرَجٌ؟ قَالَ (٩) : « لَا » (١٠) (١١)
٣٥٠٦ / ٦. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ وَالْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ جَمِيعاً ، عَنِ النَّضْرِ بْنِ سُوَيْدٍ ، عَنْ يَحْيَى الْحَلَبِيِّ (١٢) ، عَنْ عَبْدِاللهِ (١٣) بْنِ مُسْكَانَ ، عَنْ يَعْقُوبَ الْأَحْمَرِ ، قَالَ :
قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللهِ عليهالسلام : جُعِلْتُ فِدَاكَ ، إِنَّهُ (١٤) أَصَابَتْنِي (١٥) هُمُومٌ وَأَشْيَاءُ لَمْ يَبْقَ شَيْءٌ
__________________
(١) أي من فوقها. ويجوز فيه البناء على الضمّ.
(٢) في « ج ، ص ، بر ، بف » : « فيقول » باعتبار القرآن.
(٣) في « بر ، بف » : « فيقول ».
(٤) في « بر ، بف » : ـ / « والله ».
(٥) في « ج » : « بلّغت ».
(٦) في الوسائل : + / « ما ».
(٧) الوافي ، ج ٩ ، ص ١٧١٤ ، ح ٨٩٨٨ ؛ الوسائل ، ج ٦ ، ص ١٩٥ ، ح ٧٧١٢.
(٨) ذُكر في رجال النجاشي ، ص ٤٣٦ ، الرقم ١١٧٠ ، هيثم ( الهيثم ) بن عبدالله أبوكَهْمَس ، والظاهر اتّحاده مع الهيثم هذا.
(٩) في الوسائل : « فقال ».
(١٠) في الوافي : « اريد بنفي الحرج عدم ترتّب العقاب عليه ، فلا ينافي الحرمان به عن الدرجة الرفيعة في الجنّة ؛ على أنّ النسيان قسمان : فنسيان لاسبيل معه إلى القراءة إلاّبتعلّم جديد ، ونسيان لايقدر معه على القراءة على ظهر القلب وإن أمكنه القراءة في المصحف ؛ فيحتمل أن يكون الأخير ممّا لاحرج فيه دون الأوّل ، إلاّأن يتركه صاحب الأخير ، فيكون حكمه حكم الأوّل ، كما وقع التصريح به في الأخبار السابقة ».
(١١) الوافي ، ج ٩ ، ص ١٧١٥ ، ح ٨٩٩١ ؛ الوسائل ، ج ٦ ، ص ١٩٥ ، ح ٧٧١٤.
(١٢) في « بر » : ـ / « الحلبي ».
(١٣) في « بر » : ـ / « عبدالله ».
(١٤) في « ب ، ز » : « إنّي ».
(١٥) في « بر » : « أصابني ».
مِنَ الْخَيْرِ إِلاَّ وَقَدْ تَفَلَّتَ مِنِّي مِنْهُ (١) طَائِفَةٌ حَتَّى الْقُرْآنِ ، لَقَدْ تَفَلَّتَ مِنِّي طَائِفَةٌ مِنْهُ ، قَالَ : فَفَزِعَ عِنْدَ ذلِكَ حِينَ ذَكَرْتُ الْقُرْآنَ ، ثُمَّ قَالَ : « إِنَّ (٢) الرَّجُلَ لَيَنْسَى السُّورَةَ (٣) مِنَ الْقُرْآنِ ، فَتَأْتِيهِ (٤) يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَتّى تُشْرِفَ (٥) عَلَيْهِ مِنْ دَرَجَةٍ (٦) مِنْ بَعْضِ الدَّرَجَاتِ ، فَتَقُولُ (٧) : السَّلَامُ عَلَيْكَ ، فَيَقُولُ (٨) : وَعَلَيْكِ السَّلَامُ ، مَنْ أَنْتِ؟ فَتَقُولُ (٩) : أَنَا سُورَةُ كَذَا وَكَذَا ، ضَيَّعْتَنِي وَتَرَكْتَنِي (١٠) ، أَمَا لَوْ تَمَسَّكْتَ بِي بَلَغْتُ (١١) بِكَ هذِهِ الدَّرَجَةَ ».
ثُمَّ أَشَارَ بِإِصْبَعِهِ ، ثُمَّ قَالَ : « عَلَيْكُمْ بِالْقُرْآنِ ، فَتَعَلَّمُوهُ ؛ فَإِنَّ مِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَعَلَّمُ الْقُرْآنَ لِيُقَالَ : فُلَانٌ قَارِئٌ ؛ وَمِنْهُمْ مَنْ يَتَعَلَّمُهُ ، فَيَطْلُبُ (١٢) بِهِ الصَّوْتَ ، فَيُقَالُ (١٣) : فُلَانٌ حَسَنُ الصَّوْتِ ، وَلَيْسَ فِي ذلِكَ خَيْرٌ ؛ وَمِنْهُمْ مَنْ يَتَعَلَّمُهُ ، فَيَقُومُ بِهِ فِي لَيْلِهِ وَنَهَارِهِ لَايُبَالِي (١٤) مَنْ عَلِمَ ذلِكَ وَمَنْ لَمْ يَعْلَمْهُ ». (١٥)
٤ ـ بَابٌ فِي قِرَاءَتِهِ
٣٥٠٧ / ١. عَلِيٌّ (١٦) ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ حَمَّادٍ ، عَنْ حَرِيزٍ :
__________________
(١) في « ج » : ـ / « منه ».
(٢) في « بر » : ـ / « إنّ ».
(٣) في البحار : « سورة ».
(٤) في « ب » والبحار : « فيأتيه ».
(٥) في « ز » والبحار : « يشرف ». وفي « ص » : « تُشرّف » بحذف إحدى التاءين.
(٦) في « ز » : « درجته ».
(٧) هكذا في « ب ، ج ، د ، ص ». وهو مقتضى السياق. وفي سائر النسخ والمطبوع : « فيقول ».
(٨) في « بر » : « ويقول ».
(٩) في « ج ، ز ، بر » : « فيقول ».
(١٠) في البحار : ـ / « وتركتني ».
(١١) في « ب ، بر ، بف » والوافي والبحار : « لبلغت ».
(١٢) في « ب » والوافي : « ليطلب ».
(١٣) في الوافي : « ليقال ».
(١٤) في « ز ، ص » والوافي : « ولايبالي ».
(١٥) الوافي ، ج ٩ ، ص ١٧١٤ ، ح ٨٩٨٩ ؛ الوسائل ، ج ٦ ، ص ١٩٤ ، ح ٧٧١١ ؛ البحار ، ج ٧ ، ص ٢٢٢ ، ح ١٣٦ ، من قوله : « قال : إنّ الرجل لينسى » إلى قوله : « بلغت بك هذه الدرجة ».
(١٦) في « ز » وحاشية « ج » : + / « بن إبراهيم ».
عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « الْقُرْآنُ عَهْدُ (١) اللهِ إِلى خَلْقِهِ ، فَقَدْ يَنْبَغِي لِلْمَرْءِ الْمُسْلِمِ أَنْ يَنْظُرَ فِي عَهْدِهِ ، وَأَنْ يَقْرَأَ مِنْهُ فِي كُلِّ يَوْمٍ خَمْسِينَ آيَةً ». (٢)
٣٥٠٨ / ٢. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ وَعَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ جَمِيعاً ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ دَاوُدَ ، عَنْ حَفْصِ بْنِ غِيَاثٍ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ ، قَالَ :
سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ الْحُسَيْنِ عليهماالسلام يَقُولُ : « آيَاتُ الْقُرْآنِ خَزَائِنُ ، فَكُلَّمَا (٣) فُتِحَتْ خِزَانَةٌ ، يَنْبَغِي لَكَ أَنْ تَنْظُرَ مَا فِيهَا ». (٤)
٥ ـ بَابُ الْبُيُوتِ الَّتِي يُقْرَأُ فِيهَا الْقُرْآنُ
٣٥٠٩ / ١. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ ، عَنِ الْفُضَيْلِ بْنِ عُثْمَانَ ، عَنْ لَيْثِ بْنِ أَبِي سُلَيْمٍ رَفَعَهُ ، قَالَ :
قَالَ (٥) النَّبِيُّ صلىاللهعليهوآلهوسلم : « نَوِّرُوا بُيُوتَكُمْ بِتِلَاوَةِ (٦) الْقُرْآنِ ، وَلَاتَتَّخِذُوهَا قُبُوراً ـ كَمَا فَعَلَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارى : صَلَّوْا فِي الْكَنَائِسِ وَالْبِيَعِ (٧) ، وَعَطَّلُوا بُيُوتَهُمْ ـ فَإِنَّ الْبَيْتَ إِذَا كَثُرَ
__________________
(١) قال الخليل : « العَهْد : الوصيّة والتقدّم إلى صاحبك بشيء. ومنه اشتقّ العهد الذي يكتب للولاة. ويجمع على : عهود ». وقال الراغب : « العهد : حفظ الشيء ومراعاته حالاً بعد حال ، وسمّي الموثق الذي يلزم مراعاته عهداً ... وعهد فلان إلى فلان يعهد ، أي ألقى إليه العهد وأوصى بحفظه ». راجع : ترتيب كتاب العين ، ج ٢ ، ص ١٣٠١ ؛ المفردات ، ص ٥٩١ ( عهد ).
(٢) الفقيه ، ج ٢ ، ص ٦٢٨ ، ح ٣٢١٨ ، مرسلاً عن أميرالمؤمنين عليهالسلام ، في ضمن وصيّته لابنه محمّد بن الحنفيّة ، مع اختلاف يسير الوافي ، ج ٩ ، ص ١٧٢٥ ، ح ٨٩٩٧ ؛ الوسائل ، ج ٦ ، ص ١٩٨ ، ح ٧٧٢١.
(٣) في « ج ، د ، ص ، بس » : « كلّما ».
(٤) الوافي ، ج ٩ ، ص ١٧٢٥ ، ح ٨٩٩٩ ؛ الوسائل ، ج ٦ ، ص ١٩٨ ، ح ٧٢٢٢.
(٥) في « ج ، د ، ز ، ص ، بس » : + / « لي ».
(٦) في شرح المازندراني ، ج ١١ ، ص ٣١ : « والظاهر من التلاوة حقيقتها. ويمكن أن يراد بها الصلاة من باب تسمية الشيء باسم أشرف أجزائه ؛ ليكمل التناسب مع قوله : « كما فعلت اليهود والنصارى صلّوا في الكنائس » إلخ. ففيه حينئذٍ حثّ على فعل الصلاة في البيوت ، ولايبعد حملها على النافلة ».
(٧) « الكنائس » : جمع الكنيسة ، وهو مُتَعَبَّدُ اليهود ، أو النصارى أو الكفّار و « البيع » : جمع البِيعة ، وهو متعبَّد النصارى. راجع : المصباح المنير ، ص ٥٤٢ ؛ القاموس المحيط ، ج ١ ، ص ٧٨١ ( كنس ) ؛ وج ٢ ، ص ٩٤٩ ( بيع ).
فِيهِ تِلَاوَةُ (١) الْقُرْآنِ كَثُرَ خَيْرُهُ ، وَاتَّسَعَ أَهْلُهُ ، وَأَضَاءَ لِأَهْلِ السَّمَاءِ ، كَمَا تُضِيءُ (٢) نُجُومُ السَّمَاءِ (٣) لِأَهْلِ الدُّنْيَا ». (٤)
٣٥١٠ / ٢. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ وَالْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ جَمِيعاً ، عَنِ النَّضْرِ بْنِ سُوَيْدٍ ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عِمْرَانَ الْحَلَبِيِّ ، عَنْ عَبْدِ الْأَعْلى مَوْلى آلِ سَامٍ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « إِنَّ الْبَيْتَ إِذَا كَانَ فِيهِ الْمَرْءُ (٥) الْمُسْلِمُ يَتْلُو الْقُرْآنَ ، يَتَرَاءَاهُ (٦) أَهْلُ السَّمَاءِ ، كَمَا يَتَرَاءَى أَهْلُ الدُّنْيَا الْكَوْكَبَ (٧) الدُّرِّيَّ فِي السَّمَاءِ ». (٨)
٣٥١١ / ٣. مُحَمَّدٌ (٩) ، عَنْ أَحْمَدَ (١٠) ؛ وَعِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ جَمِيعاً ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ (١١) ، عَنِ ابْنِ (١٢) الْقَدَّاحِ :
__________________
(١) في « بر » : ـ / « تلاوة ».
(٢) في « ب » : « يضىء ».
(٣) في « بر » : « النجوم » بدون « السماء ».
(٤) الوافي ، ج ٩ ، ص ١٧٣٧ ، ح ٩٠٢٠ ؛ الوسائل ، ج ٦ ، ص ٢٠٠ ، ح ٧٧٢٧.
(٥) في « ب ، بس » : ـ / « المرء ».
(٦) في شرح المازندراني : « أي ينظرون ويرون ... أو المراد أنّ بعضهم يريه بعضاً ، كما يتراءاه أهل الدنيا ».
(٧) في « ج ، ز » : « الكواكب ». وفي شرح المازندراني : « الكوكب الدرّيّ : الشديد الإنارة ، كأنّه نسب إلى الدرّ تشبيهاً بصفائه. وقال الفرّاء : الكوكب الدرّيّ عند العرب هو العظيم المقدار. وقيل : هو أحد الكواكب الخمسة السيّارة ».
(٨) الوافي ، ج ٩ ، ص ١٧٣٨ ، ح ٩٠٢٢.
(٩) في « ج ، ز » : + / « بن يحيى ».
(١٠) في « د ، ز ، بر ، بف ، جر » : + / « بن محمّد ».
(١١) في « ب ، ج ، د ، ز ، بر ، بف ، جر » : « عبد الله ». وهو سهو ؛ فقد روى جعفر بن محمّد بن عبيدالله ، عن عبدالله بن ميمون القدّاح كتابيه. راجع : رجال النجاشي ، ص ٢١٣ ، الرقم ٥٥٧ ؛ الفهرست للطوسي ، ص ٢٩٥ ، الرقم ٤٤٣ ؛ معجم رجال الحديث ، ج ٤ ، ص ١١٣ ، الرقم ٢٢٧١.
(١٢) في « د » : ـ / « ابن ».
عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عليهالسلام : الْبَيْتُ الَّذِي يُقْرَأُ فِيهِ الْقُرْآنُ وَيُذْكَرُ اللهُ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ فِيهِ تَكْثُرُ (١) بَرَكَتُهُ ، وَتَحْضُرُهُ الْمَلَائِكَةُ ، وَتَهْجُرُهُ الشَّيَاطِينُ ، وَيُضِيءُ لِأَهْلِ السَّمَاءِ ، كَمَا تُضِيءُ (٢) الْكَوَاكِبُ (٣) لِأَهْلِ الْأَرْضِ ؛ وَإِنَّ (٤) الْبَيْتَ الَّذِي لَايُقْرَأُ فِيهِ الْقُرْآنُ وَلَايُذْكَرُ اللهُ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ فِيهِ تَقِلُّ (٥) بَرَكَتُهُ ، وَتَهْجُرُهُ (٦) الْمَلَائِكَةُ ، وَتَحْضُرُهُ الشَّيَاطِينُ ». (٧)
٦ ـ بَابُ ثَوَابِ قِرَاءَةِ الْقُرْآنِ
٣٥١٢ / ١. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ وَسَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ؛ وَعَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ جَمِيعاً ، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سِنَانٍ ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ مُسْلِمٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سُلَيْمَانَ :
عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليهالسلام ، قَالَ : « مَنْ قَرَأَ الْقُرْآنَ قَائِماً فِي صَلَاتِهِ (٨) ، كَتَبَ اللهُ (٩) لَهُ بِكُلِّ حَرْفٍ مِائَةَ حَسَنَةٍ ؛ وَمَنْ قَرَأَهُ (١٠) فِي صَلَاتِهِ جَالِساً ، كَتَبَ اللهُ (١١) لَهُ (١٢) بِكُلِّ حَرْفٍ
__________________
(١) في « ز ، بر » : « يكثر ».
(٢) في « ب ، ج ، ص ، بر ، بس ، بف » والوافي والكافي ، ح ٣١٩٨ : « يضيء ».
(٣) في « ص ، بر » والوافي : « الكوكب ». وفي الكافي ، ح ٣١٩٨ : « الكوكب الدرّيّ ».
(٤) في « ز » : « فإنّ ». وفي الكافي ، ح ٣١٩٨ : ـ / « إنّ ».
(٥) في « بر » : « يقلّ ».
(٦) في « ز » : « يهجره ».
(٧) الكافي ، كتاب الدعاء ، باب ذكر الله عزّوجلّ كثيراً ، ضمن ح ٣١٩٨ ، عن عدّة من أصحابنا ، عن سهل بن زياد ، عن جعفر بن محمّد الأشعري ، عن ابن القدّاح ، عن أبي عبدالله عليهالسلام ، من دون الإسناد إلى أميرالمؤمنين عليهالسلام الوافي ، ج ٩ ، ص ١٧٣٧ ، ح ٩٠٢١ ؛ الوسائل ، ج ٦ ، ص ١٩٩ ، ح ٧٧٢٥.
(٨) في « ج » : « صلاة ».
(٩) في « بف » : ـ / « الله ».
(١٠) في « ج ، ز ، ص ، بر ، بس ، بف » : « قرأ ».
(١١) في « بر ، بف » : ـ / « الله ».
(١٢) في « ص » : ـ / « له ».