أبي عبدالرحمن ابن شعيب بن علي النسائي
المحقق: صبري بن عبدالخالق الشافعي وسيّد بن عبّاس الجليمي
الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: مؤسسة الكتب الثقافية
الطبعة: ١
الصفحات: ٦٨٧
[٢٨٦] ـ أنا إسحاق بن منصور ، أنا عبد الرحمن ، عن سفيان ، عن أبيه ، عن خيثمة ، عن البراء بن عازب (يُثَبِّتُ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا) قال : نزلت في عذاب القبر.
* * *
__________________
ـ (ج ٩ / ص ٢٦٦ / رقم ٩١٤٥) ، والبيهقي في «عذاب القبر» (رقم ٩) ، ثلاثتهم من حديث ابن مسعود ، وقال الهيثمي في المجمع (٣ / ٥٤) : «رواه الطبراني في الكبير وإسناده حسن» ، قلت : في إسناده المسعودي ثقة ولكنه اختلط ولكن لا بأس به في الشواهد. وشاهد آخر من حديث أبي هريرة : أخرجه الطبري في تفسيره (١٣ / ١٤٣) ، والبيهقي في «عذاب القبر» (رقم ٨) ، وله شواهد أخرى وانظر الدر المنثور.
(٢٨٦) ـ أخرجه مسلم في صحيحه : كتاب الجنة وصفة نعيمها وأهلها ، باب عرض مقعد الميت من الجنة أو النار عليه ، وإثبات عذاب القبر ، والتعوذ منه (رقم ٢٨٧١ / ٧٤) وأخرجه المصنف في سننه : كتاب الجنائز ، عذاب القبر (رقم ٢٠٥٦) كلاهما عن خيثمة بن عبد الرحمن بن أبي سبرة ـ به ..
انظر تحفة الأشراف للمزي (رقم ١٧٥٤)
[٢٠٠] قوله تعالى :
(وَأَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دارَ الْبَوارِ) [٢٨]
[٢٨٧] ـ أنا محمد بن بشّار ، نا محمد ، نا شعبة ، عن القاسم ابن (١) أبي بزّة ، عن أبي الطّفيل ،
سمع عليّا رضى الله عنه وسأله ابن الكوّاء عن هذه الآية : ـ (الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللهِ كُفْراً وَأَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دارَ الْبَوارِ جَهَنَّمَ يَصْلَوْنَها) قال : هم كفّار قريش يوم بدر.
__________________
(١) في الأصل : «القاسم عن أبي بزة» وهو خطأ والصواب ما أثبتناه كما في تحفة الأشراف وغيرها.
__________________
(٢٨٧) ـ إسناد صحيح *. تفرد به المصنف ، انظر تحفة الأشراف للمزي (رقم ١٠١٥٥) رجاله ثقات رجال الشيخين ، محمد هو ابن جعفر غندر ، أبو الطفيل عامر بن واثلة
وأخرجه ابن جرير الطبري في تفسيره (١٣ / ١٤٦) عن ابن المثنى ، عن محمد بن جعفر ، عن شعبة به ، وأخرجه الحاكم في مستدركه (٢ / ٣٥٢) من حديث بسام الصيرفي عن أبي الطفيل به وقال : هذا حديث صحيح عال وبسام بن عبد الرحمن الصيرفي من ثقات الكوفيين ممن يجمع حديثهم ولم يخرجاه ووافقه الذهبي في التلخيص ، وفيه : منافقوا قريش بدلا من : كفار قريش.
وعزاه السيوطي وزاد نسبته في الدر المنثور (٤ / ٨٤) لعبد الرزاق والفريابي وابن أبي حاتم وابن الأنباري في المصاحف وابن مردويه والبيهقي في الدلائل عن أبي الطفيل عن عليّ ـ به.
[٢٨٨] ـ أنا قتيبة بن سعيد ، عن سفيان (١) عن عمرو بن دينار ، عن عطاء ، عن ابن عبّاس في قوله تعالى (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللهِ كُفْراً وَأَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دارَ الْبَوارِ) قال : هم أهل مكّة.
قال سفيان : يعني كفّارهم.
[٢٨٩] ـ أنا يونس بن عبد الأعلى ، نا ابن وهب ، أخبرني عمرو ابن الحارث ، أنّ بكر بن سوادة ، حدّثه عن عبد الرحمن بن / جبير ، عن عبد الله بن عمرو بن العاصي (٢) ، أنّ النّبيّ صلىاللهعليهوسلم ، تلا قول الله
__________________
(١) سقط من الأصل ، واستدركناه من تحفة الأشراف.
(٢) قال النووي رحمهالله تعالى ، في شرح مقدمة صحيح مسلم : باب «النهي عن الرواية عن الضعفاء والاحتياط من تحملها» : «وأما العاصي فأكثر ما يأتي في كتب الحديث والفقه ونحوها بحذف الياء ، وهي لغة والفصيح الصحيح : العاصي بإثبات الياء ، وكذلك شداد بن الهادي ، وابن أبي الموالي ، فالفصيح الصحيح في كل ذلك وما أشبهه إثبات الياء ولا اغترار بوجوده في كتب الحديث أو أكثرها بحذفها والله أعلم».
وهو كذلك في المخطوطة التي بين أيدينا ـ يعني بإثبات الياء.
__________________
(٢٨٨) ـ أخرجه البخاري في صحيحه : كتاب المغازي ، باب قتل أبي جهل (رقم ٣٩٧٧) وكتاب التفسير ، باب ألم تر إلى الذين بدلوا نعمة اللّه كفرا (رقم ٤٧٠٠).
انظر تحفة الأشراف للمزي (رقم ٥٩٤٦).
(٢٨٩) ـ أخرجه مسلم في صحيحه : كتاب الإيمان ، باب دعاء النبي صلّى اللّه عليه وسلّم
تعالى في إبراهيم (رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيراً مِنَ النَّاسِ) الآية. وقال عيسى (إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) [المائدة (١١٨)] فرفع يديه ، فقال : «اللهمّ أمّتي أمّتي» وبكى صلىاللهعليهوسلم ، «فقال الله : يا جبريل ، اذهب إلى محمّد صلىاللهعليهوسلم ـ وربّك أعلم ـ فاسأله ما يبكيه ، فأتاه جبريل ، فسأله ، فأخبره رسول الله صلىاللهعليهوسلم بما قال ـ وهو أعلم ـ فقال الله : يا جبريل ، اذهب إلى محمّد فقل له : إنّا سنرضيك في أمّتك ، ولا نسوؤك.».
[٢٩٠] ـ أنا سويد بن نصر ، أنا عبد الله ، عن معمر ، عن الزّهرىّ ، قال أخبرنى سالم بن عبد الله ، عن أبيه ، أنّ النّبيّ صلىاللهعليهوسلم ، لمّا مرّ بالحجر ، قال : «لا تدخلوا مساكن الّذين ظلموا أنفسهم ، إلّا أن
__________________
ـ لأمته وبكائه شفقة عليهم (رقم ٢٠٢ / ٣٤٦).
انظر تحفة الأشراف للمزي (رقم ٨٨٧٣).
(٢٩٠) ـ أخرجه البخاري في صحيحه : كتاب أحاديث الأنبياء ، باب قول الله تعالى [الأعراف : ٧٣] «وإلى ثمود أخاهم صالحا» وقوله «كذب أصحاب الحجر» الحجر موضع ثمود (رقم ٣٣٨٠) وكتاب المغازي ، باب نزول النبي صلىاللهعليهوسلم الحجر (رقم ٤٤١٩).
انظر تحفة الأشراف للمزي (رقم ٦٩٤٢).
قوله : «مرّ بالحجر» أي موضع ثمود قوم صالح عليهالسلام. ـ
تكونوا باكين ؛ أن يصيبكم مثل ما أصابهم» وتقنّع بردائه وهو على الرّحل.
* * *
__________________
ـ قوله : «تقنّع بردائه» أي رفعه وتغطى به.
قوله «الرّحل» هو ما يوضع على ظهر البعير للركوب.
سورة الحجر
بسم الله الرّحمن الرّحيم
[٢٩١] ـ أخبرني عثمان بن عبد الله ، قال : حدّثني محمد بن عبّاد المكّىّ ، نا حاتم بن إسماعيل ، نا أبو الحسن الصّيرفىّ ـ وهو بسّام ـ عن يزيد بن صهيب الفقير ، قال :
__________________
(٢٩١) ـ صحيح بشواهده. تفرد به المصنف ، وانظر تحفة الأشراف (رقم ٣١٤٣). وإسناده حسن ، محمد بن عباد بن الزبرقان : «صدوق يهم» ، بسام الصيرفي : «صدوق» ، والحديث صحيح بشواهده.
وقال السيوطي في الدر المنثور (٤ / ٩٢) : أخرجه الطبراني في الأوسط وابن مردويه بسند صحيح عن جابر».
وللحديث شواهد منها :
(١) حديث أبي موسى الأشعري : أخرجه ابن أبي عاصم في السنة (٨٤٣) عن أبي الشعثاء ، عن خالد بن نافع ، عن سعيد بن أبي بردة ، عن أبيه ، عن أبي موسى مرفوعا نحوه ، ورجاله ثقات غير خالد بن نافع الأشعري ، قال عنه ابن عدي في الكامل : «وقد نسبه النسائي إلى الضعف» ، وقال في لسان الميزان (ج ٢ / رقم ١٥٩٢) : ضعفه أبو زرعة والنسائي وهو من أولاد أبي موسى .. ، وقال أبو حاتم : ليس بقوى يكتب حديثه ، وقال أبو داود : متروك ، وهذا تجاوز في الحد فإن الرجل قد حدث عنه أحمد بن حنبل ومسدد فلا يستحق الترك ا. ه وذكره ابن حبان في الثقات». وأخرجه ابن جرير في تفسيره (١٤ / ٣) من طريق خالد بن نافع ، وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (٧ / ٤٥) : «رواه الطبراني وفيه خالد بن نافع ... وبقية رجاله ثقات» ، وأخرجه الحاكم في المستدرك (٢ / ٢٤٢) وصححه ووافقه الذهبي وفيه نظر ، فإن في إسناده خالد بن نافع الأشعري ، وأخرجه البيهقي في البعث والنشور (رقم ٨٥) من ـ
__________________
طريقه. وزاد السيوطي في الدر المنثور (٤ / ٩٢) نسبته لابن أبي حاتم وابن مردويه عن أبي موسى مرفوعا.
(٢) حديث ابن عباس : اخرجه ابن جرير في تفسيره (١٤ / ٣ ، ٤ ، ٥) من حديث معاوية عن علي ، عن ابن عباس موقوفا نحوه ، ومن طريق عطاء بن السائب عن مجاهد ، عن ابن عباس ، ومن هذه الطريق أخرجه الحاكم في المستدرك (٢ / ٣٥٣) وصححه ووافقه الذهبي ، وفيه عطاء بن السائب اختلط ـ ولكن لا بأس به في الشواهد ، وأخرجه البيهقي في البعث والنشور (رقم ٨٠ ، ٨١).
وزاد السيوطي نسبته في الدر المنثور (٤ / ٩٢) لابن أبي حاتم ، وسعيد بن منصور ، وهنّاد بن السريّ في الزهد ، وابن المنذر عن ابن عباس.
(٣) حديث أنس : أخرجه ابن أبي عاصم في السنة (رقم ٨٤٤) من حديث أبي الخطاب العتكي عن أنس مرفوعا مختصرا ، وأبو الخطاب حرب بن ميمون العتكي لا يعرف له رواية عن أحد من الصحابة ، وأخرجه الطبراني ، وساق ابن كثير إسناده في تفسيره (٢ / ٥٤٧) من طريق يعقوب بن نباتة عن عبد الرحمن الأغر ، عن أنس مرفوعا بمعناه ، وزاد السيوطي نسبته في الدر (٤ / ٩٣) لهناد بن السري ، والطبراني في الأوسط وأبي نعيم وابن مردويه عن أنس.
وأخرجه ابن جرير الطبري نحوه (١٤ / ٣ ، ٤) من حديث القاسم بن الفضل عن عبد الله بن أبي فروة ، والبيهقي في البعث والنشور (رقم ٨٢) من طريق القاسم بن الفضل عن عبيد الله بن أبي جروة (أو جرول)! عن أنس وابن عباس أنهما تأولا هذه الآية ، فذكرا نحوه بمعناه.
وعزاه السيوطي وزاد نسبته في الدر المنثور (٤ / ٩٢) لابن المبارك في الزهد وابن أبي شيبة وابن المنذر عن ابن عباس وأنس.
(٤) حديث أبي سعيد الخدري : أخرجه الطبراني وساق ابن كثير إسناده في تفسيره (٢ / ٥٤٧) من حديث صالح بن أبي شريف عن أبي سعيد الخدري ـ
كنّا عند جابر ، فذكر الخوارج ، قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «إنّ ناسا من أمّتي يعذّبون بذنوبهم ، فيكونون في النّار ما شاء الله أن يكونوا ، ثمّ يعيّرهم أهل الشّرك ، فيقولون لهم : ما نرى ما كنتم تخالفونا (١) فيه من تصديقكم وإيمانكم ؛ نفعكم. لما يريد الله أن يري أهل الشّرك من الحسرة ، فما يبقى موحّد إلّا أخرجه الله ، ثمّ تلا رسول الله صلىاللهعليهوسلم هذه الآية (رُبَما يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ كانُوا مُسْلِمِينَ)».
* * *
__________________
(١) هكذا بالأصل ، والصواب : تخالفوننا ، بالرفع.
__________________
ـ نحوه ، وزاد السيوطي نسبته لإسحاق بن راهويه وابن حبان وابن مردويه عن أبي سعيد الخدري مرفوعا.
وللحديث شواهد من حديث ابن مسعود وعلي بن أبي طالب مرفوعا نحوه ، وانظر تفسير الطبري (١٤ / ٣ ، ٤ ، ٥) وابن كثير في تفسيره (٢ / ٥٤٧) ، الدر المنثور للسيوطي (٤ / ٩٢ ، ٩٣).
[٢٠١] قوله تعالى :
(إِلَّا مَنِ اسْتَرَقَ / السَّمْعَ) [١٨]
[٢٩٢] ـ أخبرنى كثير بن عبيد ، عن محمّد بن حرب ، عن الزّبيديّ ، قال : حدثنى الزّهريّ ، عن عليّ بن حسين ، أنّ عبد الله ابن عبّاس ، قال :
أخبرني رجل من أصحاب النّبيّ صلىاللهعليهوسلم من الأنصار ، قال : بينما هم جلوس مع رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، فرمى بنجم ، فاستنار ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «ما كنتم تقولون في الجاهليّة إذا رمى بمثل هذا» قالوا : الله ورسوله أعلم ، قال : «ولد اللّيلة رجل عظيم ومات اللّيلة رجل عظيم ، قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «فإنّها لا ترمى لموت أحد ولا لحياة أحد ، ولكنّ ربّنا تبارك وتعالى إذا قضى أمرا ، سبّح حملة العرش ، ثمّ سبّح أهل السّماء الّذين يلونهم ، حتّى يبلغ التّسبيح أهل هذه السّماء ، ثمّ قال الّذين يلون حملة العرش لحملة العرش : ما ذا قال ربّكم؟ فيخبرونهم ، فيستخبر أهل السّماء ، بعضهم بعضا ، حتّى يبلغ
__________________
(٢٩٢) ـ أخرجه مسلم في صحيحه : كتاب الطب ، باب الطيرة والفأل ، وما يكون فيه من الشئوم (رقم ٢٢٢٩ / ١٢٤ ، ١٢٤ مكرر) وأخرجه الترمذي في جامعه : كتاب تفسير القرآن ، باب ومن سورة سبأ (رقم ٣٢٢٤) كلاهما من طريق عبد الله بن عباس ـ به.
انظر تحفة الأشراف للمزي (رقم ١٥٦١٢). ـ
الخبر هذه السّماء الدّنيا ، فيخطف الجنّ السّمع ، فيقذفونه إلى أوليائهم ، فيرمون ، فما جاءوا به على وجهه ، فهو حقّ ، ولكنّهم يقرفون (١) فيه ويزيدون».
* * *
__________________
(١) في الأصل : يفرقون.
ـ وقوله يقرفون أي يضيفون إليه.
* * *
[٢٠٢] قوله تعالى :
(وَلَقَدْ عَلِمْنَا الْمُسْتَقْدِمِينَ مِنْكُمْ وَلَقَدْ عَلِمْنَا الْمُسْتَأْخِرِينَ) [٢٤]
[٢٩٣] ـ أنا قتيبة بن سعيد ، نا نوح ـ وهو ابن قيس ، عن ابن مالك ـ يعني : عمرا ، عن أبي الجوزاء ، عن ابن عبّاس ، قال : كانت امرأة تصلّى خلف رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، حسناء من أحسن النّاس ، قال : وكان بعض القوم يتقدّم في الصّفّ الأوّل لأن لا يراها ، ويستأخر بعضهم ، حتّى يكون في الصّفّ المؤخّر ، فإذا ركع ـ وذكر كلمة معناها : نظر من تحت إبطيه ، فأنزل الله عزوجل (وَلَقَدْ عَلِمْنَا الْمُسْتَقْدِمِينَ مِنْكُمْ وَلَقَدْ عَلِمْنَا الْمُسْتَأْخِرِينَ).
__________________
(٢٩٣) ـ حسن* أخرجه الترمذي في جامعه (رقم ٣١٢٢) : كتاب التفسير ، باب ومن سورة الحجر ، وأخرجه المصنف في سننه (رقم ٨٧٠) : كتاب الإمامة ، باب المنفرد خلف الصف ، وأخرجه ابن ماجه (رقم ١٠٤٦) : كتاب إقامة الصلاة والسنة فيها ، باب الخشوع في الصلاة كلاهما من طريق أوس بن عبد الله أبي الجوزاء ـ به ، وانظر تحفة الأشراف (رقم ٥٣٦٤). وإسناده حسن ، نوح بن قيس : صدوق أخرج له مسلم وغيره ، عمرو بن مالك النكري : صدوق له أوهام. وقد أخرجه أبو داود الطيالسي في مسنده (رقم ٢٧١٢) ، وأحمد (١ / ٣٠٥) ، وابن جرير الطبري في تفسيره (١٤ / ١٨) ، والطبراني في الكبير (ج ١٢ / ص ١٧١ / رقم ١٢٧٩١) ، وابن حبان في صحيحه (رقم ١٧٤٩ ـ موارد) ، والحاكم في مستدركه (٢ / ٣٥٣) ، والبيهقي في سننه ـ
__________________
(٣ / ٩٨) ، كلهم من حديث نوح بن قيس ، عن عمرو بن مالك النكري ، عن أبي الجوزاء أوس بن عبد الله الربعي ـ به.
وقال الحاكم : «صحيح الإسناد ولم يخرجاه ، وقال عمرو بن علي : لم يتكلم أحد في نوح بن قيس الطاحي بحجة وله أصل من حديث سفيان الثوري» ووافقه الذهبي وقال : «هو صدوق خرج له مسلم».
وقال الشيخ أحمد شاكر في تعليقه على المسند (رقم ٢٧٨٤) : «إسناده صحيح».
وقد أعله الترمذي فقال : «وروى جعفر بن سليمان هذا الحديث عن عمرو بن مالك ، عن أبي الجوزاء نحوه ولم يذكر فيه عن ابن عباس ، وهذا أشبه أن يكون أصح من حديث نوح».
وكذا أعله ابن كثير في تفسيره (٢ / ٥٥٠ ، ٥٥١) فقال : «حديث غريب جدا ... وهذا الحديث فيه نكارة شديدة ، وقد رواه عبد الرزاق عن جعفر بن سليمان ، عن عمرو بن مالك ـ النكري ـ أنه سمع أبا الجوزاء يقول .. فالظاهر أنه من كلام أبي الجوزاء فقط ليس فيه لابن عباس ذكر».
وزيادة الثقة مقبولة ، ولم يخالفه من هم أولى منه (صفة أو عددا) فالحديث حسن والله أعلم.
والحديث زاد السيوطي نسبته في الدر المنثور (٤ / ٩٦ ـ ٩٧) لسعيد بن منصور وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن خزيمة وابن مردويه من طريق أبي الجوزاء عن ابن عباس ـ به.
وله شاهد من حديث مروان بن الحكم مختصرا ، أخرجه ابن جرير الطبري في تفسيره (١٤ / ١٨) وهو مع كونه مرسلا ، في إسناده رجل لم يسم.
وشاهد آخر من حديث سهل بن حنيف ، أخرجه ابن مردويه وانظر الدر المنثور (٤ / ٩٧).
[٢٠٣] قوله تعالى :
(وَلَقَدْ كَذَّبَ أَصْحابُ الْحِجْرِ الْمُرْسَلِينَ) (٨٠)
[٢٩٤] ـ أنا علىّ بن حجر ، عن إسماعيل ، نا / عبد الله بن دينار ، أنّه سمع
ابن عمر ، يقول : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم لأصحاب الحجر : «لا تدخلوا على هؤلاء القوم المعذّبين إلّا أن تكونوا باكين ، فإن لم تكونوا باكين ، فلا تدخلوا عليهم ؛ أن يصيبكم مثل ما أصابهم».
* * *
__________________
(٢٩٤) ـ أخرجه مسلم في صحيحه : كتاب الزهد والرقائق ، باب لا تدخلوا مساكن الذين ظلموا أنفسهم إلا أن تكونوا باكين (رقم ٢٩٨٠ / ٣٨).
انظر تحفة الأشراف للمزي (رقم ٧١٣٤).
[٢٠٤] قوله تعالى :
(وَلَقَدْ آتَيْناكَ سَبْعاً مِنَ الْمَثانِي) [٨٧]
[٢٩٥] ـ أنا محمد بن بشّار ، نا يحيى ، نا شعبة ، حدثني خبيب ابن عبد الرّحمن ، عن حفص بن عاصم ، عن أبي سعيد بن المعلّى ، قال : مرّ بى رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، وأنا فى المسجد ، فدعانى ، فلم آته ، قال : «ما منعك أن تأتينى» قلت : إنّى كنت أصلّي ، قال : «ألم يقل الله عزوجل : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذا دَعاكُمْ لِما يُحْيِيكُمْ) قال : «ألا أعلّمك أفضل سورة في القرآن قبل أن أخرج؟» فلمّا ذهب يخرج ، ذكرت ذلك له قال : فقال : «الحمد لله ربّ العالمين» هى السّبع المثاني والقرآن العظيم الّذى أوتيته».
[٢٩٦] ـ أنا عليّ بن حجر ، أنا شريك ، عن أبي إسحاق.
أنا أحمد بن سليمان ، نا عبيد الله بن موسى ، عن إسرائيل ، عن أبي إسحاق ، عن سعيد بن جبير ،
__________________
(٢٩٥) ـ سبق تخريجه (رقم ١).
(٢٩٦) ـ صحيح* أخرجه المصنف في سننه (رقم ٩١٦) : كتاب الافتتاح ، باب تأويل قول الله عزوجل «ولقد آتيناك سبعا من المثاني والقرآن العظيم» ، وانظر تحفة الأشراف (رقم ٥٥٩٠). والإسناد الأول فيه شريك بن ـ
عن ابن عبّاس ، فى قوله : (وَلَقَدْ آتَيْناكَ سَبْعاً مِنَ الْمَثانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ) قال : البقرة وآل عمران والنّساء والأعراف والأنعام والمائدة (١). قال شريك : السّبع الطول.
__________________
(١) هكذا في الأصل ، لم يذكر السورة السابعة.
__________________
ـ عبد اللّه وهو صدوق يخطئ وقد توبع كما في الإسناد الثاني ، وإسناده صحيح لولا عنعنة أبي إسحاق السبيعي وقد روي من غير طريقه ، وأحمد بن سليمان هو الرهاوي.
وقد أخرجه ابن جرير في تفسيره (١٤ / ٣٥ ، ٣٦) من طرق عن ابن عباس ، وأخرجه من طريق. إسرائيل عن أبي إسحاق ـ به وزاد ، قال إسرائيل : وذكر السابعة فنسيتها ، وأخرجه الحاكم في مستدركه (٢ / ٣٥٥) من حديث عبيد اللّه بن موسى عن إسرائيل عن أبي إسحاق عن مسلم البطين ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس ، وذكر السابعة : سورة الكهف ، وقال الحاكم : صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه ووافقه الذهبي ، وزاد نسبته في الدر المنثور (٤ / ١٠٥) للبيهقي عن ابن عباس.
وقد أخرجه النسائي في سننه (رقم ٩١٥) مختصرا بلفظ السبع الطول من حديث الأعمش عن مسلم ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس ـ به ، وأخرجه ابن الضريس في فضائل القرآن (رقم ١٨٢) من حديث جعفر عن سعيد بن جبير عن ابن عباس ـ به وذكر السابعة : يونس ،
وأخرجه الطبراني في الكبير (ج ١١ / ص ٥٩ / رقم ١١٠٣٨) من حديث مجاهد عن ابن عباس قال : هي السبع الطوال ، وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (٧ / ٤٦) : رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح.
وأخرجه ابن جرير (١٤ / ٣٦) وذكر السابعة : يونس ، من قول سعيد بن جبير ، وزاد السيوطي نسبته في الدر (٤ / ١٠٥) لسعيد بن منصور وابن
[٢٠٥] قوله تعالى :
(وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ) [٩٩]
[٢٩٧] ـ أنا قتيبة بن سعيد ، نا يعقوب ، عن أبي حازم ، عن بعجة بن بدر الجهني ، عن أبي هريرة ، أنّ رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال : «خير ما عاش النّاس له (١) ، رجل يمسك بعنان فرسه في سبيل الله ، كلّما سمع هيعة أو فزعة ، طار على متن فرسه ، فالتمس الموت في مظانّه ، أو رجل فى
__________________
(١) كذا في الأصل : وفي رواية مسلم «من خير معاش الناس لهم» وفي رواية ابن ماجه «خير معايش الناس لهم».
__________________
ـ الضريس وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في شعب الإيمان عن سعيد بن جبير قوله.
(٢٩٧) ـ أخرجه مسلم في صحيحه : كتاب الإمارة ، باب فضل الجهاد والرباط (رقم ١٨٨٩ / ١٢٥ ، ١٢٦ ، ١٢٧) ، وأخرجه ابن ماجة في سننه : كتاب الفتن ، باب العزلة (رقم ٣٩٧٧).
وعزاه المزي للنسائي في سننه الكبرى : كتاب السير كلهم من طريق بعجة ابن عبد اللّه بن بدر ـ به.
انظر : تحفة الأشراف للمزي (رقم ١٢٢٢٤).
قوله : هيعة أي الصوت الذي تفزع منه وتخافه من العدو.
قوله : متن فرسه أي ظهره.
شعبة (١) من هذه الشّعاب ، أو في بطن واد من هذه الأودية ، في غنيمة له ، يقيم / الصّلاة ، ويؤتى الزّكاة ، ويعبد الله ، حتّى يأتيه اليقين ، ليس من النّاس إلّا في خير».
__________________
(١) في هامش الأصل «شعب» وفوقها «خ».
__________________
ـ قوله : شعبة : الصدع في الجبل يأوي إليه الطير ، أو هو القمة من قمم الجبل أو الطريق إليها في أعلى الجبل. وفي رواية لمسلم ، وكذا رواية ابن ماجة شعفة من الشعاف بالفاء الموحدة من فوق ، وهي أعلى الجبل ، وشعفة كل شيء أعلاه.
سورة النّحل
بسم الله الرّحمن الرّحيم
[٢٩٨] ـ أنا يحيى بن حكيم ، نا ابن أبي عديّ ، عن شعبة ، عن يعلى بن عطاء ، عن وكيع بن عدس ، عن عمّه أبي رزين (١) العقيليّ ، قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «مثل المؤمن مثل النّحلة ؛ لا تأكل إلّا طيّبا ، ولا تضع إلّا طيّبا».
__________________
(١) في الأصل «أبي رنين» وهو خطأ.
__________________
(٢٩٨) ـ صحيح لغيره * تفرد به المصنف ، انظر تحفة الأشراف (رقم ١١١٧٩). ورجال إسناده ثقات غير وكيع بن عدس (ويقال حدس ـ بالحاء) ، قال عنه ابن قتيبة في اختلاف الحديث : غير معروف وقال ابن القطان : مجهول الحال ، وذكره ابن حبان في الثقات (٥ / ٤٩٦) ، وقال عنه في التقريب : مقبول يعني عند المتابعة ، وإلّا فليّن الحديث ، وللحديث طرق وشواهد يتقوى ويصح بها.
وقد أخرجه البخاري في التاريخ الكبير (٤ / ١ / ٢٤٨) ، والطبراني في الكبير (ج ١٩ / رقم ٤٥٩ ، ٤٦٠) ، وابن حبان في صحيحه (رقم ٣٠ ـ موارد) وفي الإحسان (رقم ٢٤٧) ، والقضاعي في مسند الشهاب ، وابن عساكر كما في الصحيحة (رقم ٣٥٥) لشيخنا ، وغيرها ، من طرق عن شعبة ، عن يعلى بن عطاء ، عن ابن عدس عن أبي رزين ـ به ، وعزاه الهيثمي في المجمع (١٠ / ٢٩٥) للطبراني في الأوسط وقال : وفيه حجاج بن نصير وقد وثّق على ضعفه ، وبقية رجاله ثقات قلت : لكنه قد توبع.
__________________
ورواه ابن أبي شيبة في المصنف (ج ١١ / ٢١ رقم ١٠٣٩٦) وفي الإيمان (رقم ٨٩) ، عن غندر عن شعبة ، عن يعلى بن عطاء ، عن أبيه عن عبد الله بن عمرو بن العاصي موقوفا ، ورجاله ثقات غير عطاء العامري ، لم يرو عنه غير ابنه يعلى ، وقال عنه الحسن بن القطان : «مجهول الحال» وتبعه الذهبي في الميزان (٣ / ٧٨) ، وذكره ابن حبان في الثقات (٥ / ٢٠٢) ، وقد رفعه بعضهم ، وإسناده ضعيف.
وللحديث طريق آخر ، فقد رواه عبد الرزاق في مصنفه (رقم ٢٠٨٥٢) ، وأحمد (٢ / ١٩٩) ، والحسين المروزي في «زوائد الزهد لابن المبارك» (رقم ١٦١٠) ، والبزار (رقم ٣٤١٠ ـ كشف) ، والرامهرمزي في الأمثال (رقم ٢٩) ، وأبو الشيخ في «الأمثال» (رقم ٣٤٣) ، والحاكم في المستدرك (١ / ٧٥ ـ ٧٦) ، (٤ / ٥١٣) وصححه ووافقه الذهبي ، والبيهقي في «البعث» (رقم ١٧٢) وفي شعب الإيمان (رقم) ، وغيرهم كلهم من طريق عبد الله بن بريدة عن أبي سبرة عن عبد الله بن عمرو ، وعند الرامهرمزي زيادة (يحيى بن يعمر) بين ابن بريدة وأبي سبرة ، وقال الهيثمي في المجمع (١٠ / ٢٩٥) : «رواه أحمد .. ورجاله رجال الصحيح غير أبي سبرة وقد وثقه ابن حبان ، وقد صحح إسناده الشيخ شاكر في تعليقه على المسند (رقم ٦٥١٤) وأطال في ترجمة أبي سبرة ، فليراجع فإنه مهم ومفيد ، وله ترجمة في الإكمال للحسيني ، وفي إسناد الحاكم (أبو سبرة بن سلمة الهذلي) وقال الحاكم : «وهو تابعي كبير مبين ذكره في المسانيد والتواريخ غير مطعون فيه».
وله طريق ثالث أخرجه البزار (رقم ٣٤٠٩ ـ كشف) عن يوسف بن موسى ثنا عبد الرحمن بن مغراء الدوسي ثنا الأعمش عن أبي أيوب عن ابن عمرو مرفوعا وفيه : «.. كالنحلة ، وقعت فلم تفسد ، وأكلت فلم تكسر ، ووضعت طيبا ..» ، وقال الهيثمي في المجمع (٧ / ٣٢٧) : «وفيه عبد الرحمن بن مغراء ، وثقه أبو زرعة وجماعة وضعفه ابن المدينى ، وبقية رجاله رجال لصحيح» ، وقال الحافظ في مختصر زوائد البزار (رقم ١٦٥٤) ، «إسناده
[٢٠٦] قوله تعالى :
(وَإِنْ عاقَبْتُمْ فَعاقِبُوا بِمِثْلِ ما عُوقِبْتُمْ بِهِ) [١٢٦]
[٢٩٩] ـ أنا الحسين بن حريث ، أنا الفضل بن موسى ، عن عيسى بن عبيد (١) ، عن ربيع ، عن أبي العالية (٢) ،
__________________
(١) في هامش الأصل : «عيسى بن عبيد الكندي المروزي : سمع عكرمة والربيع بن أنس ويروي عنه الفضل بن موسى وأبو تميلة يحيى بن واضح. قال أبو زرعة : لا بأس به».
(٢) في الأصل : «ابن العالية» وهو خطأ.
__________________
ـ حسن. قلت : ابن مغراء قال عنه في التقريب : صدوق تكلم في حديثه عن الأعمش ، وأبو أيوب هو المراغي ، قيل اسمه يحيى ، وقيل حبيب بن مالك وهو ثقة.
[تنبيه] : وقع في بعض الكتب المطبوعة عند البعض السابق ذكرهم (النخلة) بالمعجمة وهو تصحيف أو خطأ من الناسخ ، وحديث النخلة حديث آخر غير هذا.
وجملة القول أن الحديث صحيح بهذه الطرق ، واللّه تعالى أعلم بالصواب وإليه المرجع والمآب.
(٢٩٩) ـ حسن * أخرجه الترمذي في جامعه (رقم ٣١٢٩) : كتاب تفسير القرآن ، باب ومن سورة النحل ، وانظر تحفة الأشراف (رقم ١٣). وقال الترمذي : حديث حسن غريب. وإسناده حسن ، عيسى بن عبيد ، والربيع بن أنس كلاهما صدوق ، والباقي ثقات.
وأخرجه عبد اللّه بن أحمد في زوائد المسند (٥ / ١٣٥) عن هدبة بن