تفسير النسائي - ج ١

أبي عبدالرحمن ابن شعيب بن علي النسائي

تفسير النسائي - ج ١

المؤلف:

أبي عبدالرحمن ابن شعيب بن علي النسائي


المحقق: صبري بن عبدالخالق الشافعي وسيّد بن عبّاس الجليمي
الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: مؤسسة الكتب الثقافية
الطبعة: ١
الصفحات: ٦٨٧
الجزء ١ الجزء ٢

* وهذه تراجم النسختين : الأصل ، ح

إسناد نسخة حمزة (*)

وهي المشار إليها ب «الأصل»

* ولهذه النسخة إسنادان :

* الإسناد الأول :

(١) ـ ابن عتّاب :

هو الشيخ العلّامة ، المحدث الصدوق ، مسند الأندلس ، أبو محمد : عبد الرحمن بن المحدث محمد بن عتّاب بن محسن القرطبي.

روى عن أبيه فأكثر ، وعن حاتم بن محمد الطرابلسي ، وأجاز له مكي بن أبي طالب ، وابن عبد البر ، والكبار. وكان عارفا

__________________

(*) الإسناد مذكور عند وصف النسخة (ص).

(١) سير أعلام النبلاء للذهبي (١٩ / ٥١٤ ـ ٥١٥) ، الديباج المذهب لابن فرحون (١ / ٤٧٩).

شذرات الذهب لابن العماد (٤ / ٦١) ، إيضاح المكنون (٢ / ٥٠) ، هدية العارفين (١ / ٥١٨).

١٢١

بالقراءات ، واقفا على كثير من التفسير والغريب والمعاني. مع حظّ وافر من اللغة العربية وكان من أهل الفضل والحلم والوقار والتواضع.

قال عنه ابن بشكوال : «وهو آخر الشيوخ الجلّة الأكابر بالأندلس في علوّ الإسناد ، وسعة الرواية».

صنف كتابا حفيلا كبيرا في الزهد والرقائق سماه «شفاء الصدور».

وكانت الرحلة إليه في وقته. وقال بنفسه : مولدي سنة (٤٣٣). ومات في جمادي الأولى سنة عشرين وخمسمائة (٥٢٠) عن سبع وثمانين سنة.

(١) ـ حاتم بن محمد الطّرابلسي :

هو حاتم بن محمد بن عبد الرحمن بن حاتم أبو القاسم التميمي ، الطرابلسي ، ثم الأندلسي القرطبي ، أصله من طرابلس الشام ، ووصفه العلماء بأنه المحدث المتقن الامام الفقيه روى عن عمر بن حسين بن نابل ، وأبي المطرف بن فطيس القاضي وطبقتهما. ورحل فأكثر عن أبي الحسن القابسي. وكان ممن عني بتقييد العلم وضبطه ، وكتب الكثير بخطه المليح ، وكانت كتابته في غاية الإتقان ، ولم يزل مثابرا على حمل العلم وبثه ،

__________________

(١) سير أعلام النبلاء (١٨ / ١٥٨) ، شذرات الذهب (٣ / ٣٣٣).

١٢٢

والصبر ، على ذلك ، مع كبر السن.

ولد سنة (٣٧٨) ومات في ذي القعدة سنة (٤٦٩) ، عن نيف وتسعين سنة.

(١) ـ أبو الحسن القابسي :

هو الإمام الحافظ الفقيه ، العلّامة عالم المغرب ، أبو الحسن علي بن محمد بن خلف المعافري القروي القابسي المالكي ، صاحب «الملخّص» حج وسمع من : حمزة بن محمد الكناني ، وأبي زيد المروزي وطائفة.

وكان عارفا بالعلل والرجال ، والفقه ، والأصول ، والكلام ، مصنفا يقظا ديّنا تقيّا ، وكان ضريرا ، وهو من أصحّ العلماء كتبا ، كتب له ثقات أصحابه ، وضبط له بمكة «صحيح البخاري» وحرره وأتقنه رفيقه الإمام أبو محمد الأصيلي. اشتغل بالقراءة عرضا ، ثم قطع الإقراء ، وأعمل نفسه في تعلم الفقه والحديث حتى برع فيهما وصار إمام العصر. وممن روى عنه : أبو محمد عبد الله بن الوليد بن الوليد الأنصاري.

__________________

(١) سير أعلام النبلاء (١٧ / ١٥٨) ، وفيات الأعيان (٣ / ٣٢٠ ـ ٣٢٢) ، نكت الهميان (٢١٧) ، البداية والنهاية (١١ / ٣٥١) ، الديباج المذهب (٢ / ١٠١ ـ ١٠٢) ، غاية النهاية (١ / ٥٦٧) ، النجوم الزاهرة (٤ / ٢٣٣ ، ٢٣٤) ، شذرات الذهب (٣ / ١٦٨) ، كشف الظنون (٢ / ١٨١٨) ، هدية العارفين (٢ / ٦٨٥) ، شجرة النور الذكية (١ / ٩٧).

١٢٣

ألّف تواليف بديعة ككتاب «الممهد» في الفقه ، وكتاب «أحكام الديانات» ، وأشهر كتاب له هو ملخص الموطأ «الملخّص» ـ بالفتح والكسر ـ جمع فيه ما اتصل إسناده من حديث مالك بن أنس في كتاب الموطأ رواية ابن القاسم ، وهو على صغر حجمه جيد مفيد في بابه ، وقد طبع هذا الكتاب بعناية دار الشروق للطباعة والنشر بجدة ، وفيه مقدمتان مفيدتان جدا للقابسي ، وقد رتبه على شيوخ مالك رحمه‌الله ، على حروف المعجم على ترتيب بلاد المغرب ، وعدة أحاديثه (٥٢٧) حديثا. وقد شرح بعضهم (١٥) حديثا من أوله. وولد القابسي سنة (٣٢٤) وتوفي سنة (٤٠٣) رحمه‌الله.

(١) ـ حمزة بن محمد الكناني :

هو الإمام الحافظ ، القدوة ، الزاهد ، العالم ، محدث الديار المصرية أبو القاسم الكناني المصري صاحب مجلس البطاقة. سمع أبا عبد الرحمن النسائي ، وعمران بن موسى الطبيب ، ومحمد بن سعيد السراج ، وخلائق.

وأكثر التطواف وجمع وصنّف ، وكان متقنا مجوّدا ، ذا تألّه وتعبد.

__________________

(١) تذكرة الحفاظ (٣ / ٩٣٢ ـ ٩٣٣) ، النجوم الزاهرة (٤ / ٢٠) ، شذرات الذهب (٣ / ٢٣ ـ ٢٤) ، هدية العارفين (١ / ٣٣٦) ، الرسالة المستطرفة (٩٠).

١٢٤

حدث عنه : الدارقطني ، وابن مندة ، وعبد الغني بن سعيد ، وتمّام بن محمد الرازي ، وأبو الحسن القابسي ، وعلي بن حمّصة الحراني خاتمة أصحابه ، وخلق سواهم.

قال الإمام الحاكم أبو عبد الله : حمزة المصري هو علي تقدمه في معرفة الحديث ، أحد من يذكر بالزهد والورع والعبادة.

قال الحافظ عبد الغني : كل شيء له في سنة خمس ؛ ولد سنة خمس وسبعين ، وأول سماعه في سنة خمس وتسعين ، ورحل إلى العراق سنة خمس وثلاثمائة.

ذكر الحافظ بن عبد البر عنه أنه قال : «خرّجت حديثا واحدا عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم من نحو مائتي طريق فداخلني لذلك من الفرح غير قليل ، وأعجبت بذلك ، فرأيت يحيى بن معين في المنام فقلت : يا أبا زكريا خرّجت حديثا من مائتي طريق ، فسكت عني ساعة ، ثم قال : أخشى أن تدخل هذه تحت (أَلْهاكُمُ التَّكاثُرُ).

وعند ما علم حمزة أن عسكر المعز العبيدي الإسماعيلي المسمّين بالفاطميين قد وصلوا إلى الإسكندرية دعا من وقته قائلا : «اللهم لا تحيني حتى تريني الرايات الصفر» فمات حمزة ، ودخل عسكرهم بعد موته بثلاثة أيام.

سبق بيان أنه ولد سنة (٢٧٥) ومات حمزة رحمه‌الله في ذي الحجة سنة (٣٥٧) عن بضع وثمانين سنة (قلت) :

١٢٥

والحديث الذي خرّجه من مائتي طريق ، لعله حديث البطاقة الذي رواه عن حمزة أبو الحسن علي بن عمر بن محمد الحراني المصري الصواف (ت ٤٤١) وسماه «جزء البطاقة» كما في «حسن المحاضرة» و «الرسالة المستطرفة» (ص ٩٠) وهدية العارفين (١ / ٣٣٦) فقال : «صنف مجلس البطاقة في تخريج الأحاديث». وحديث البطاقة هو الذي روى من طريق عبد الله بن عمرو بن العاصي قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «يصاح برجل من أمتي على رءوس الخلائق ، فينشر له تسعة وتسعون سجلّا ، كل سجل مدّ البصر ، ثم يقول الله عزوجل : «هل تنكر من هذا شيئا؟ فيقول : لا ، يا رب! فيقول : «أظلمتك كتبتي الحافظون؟» ثم يقول : «ألك عن ذلك حسنة؟» فيهاب الرجل ، فيقول : لا ، فيقول : بلى. إن لك عندنا حسنات ، وإنه لا ظلم عليك اليوم». فتخرج له بطاقة فيها أشهد أن لا إله إلا الله ، وأن محمدا عبده ورسوله. قال : فيقول : يا رب! ما هذه البطاقة مع هذه السجلات؟! فيقول : إنك لا تظلم. فتوضع السجلات في كفة.

والبطاقة في كفة. فطاشت السجلات ، وثقلت البطاقة» ا. ه. والبطاقة هي الرقعة والسجل هو الكتاب الكبير (١).

__________________

(١) وهو حديث صحيح : أخرجه الترمذي في جامعه (٢٦٣٩) وقال

١٢٦

* الإسناد الثاني :

١ / م ـ ابن عتّاب :

سبقت ترجمته برقم (١)

(١) ـ ابن عبد البرّ :

هو الإمام العلّامة ، حافظ المغرب ، شيخ الإسلام : أبو عمر يوسف بن عبد الله بن محمد بن عبد البر النمريّ القرطبي.

__________________

الترمذي : حسن غريب ، وابن ماجه (٤٣٠٠) ، ورواه الحاكم في المستدرك (١ / ٦) وقال : صحيح على شرط مسلم. وأقره الذهبي. و (١ / ٥٢٩) وقال صحيح الإسناد. ووافقه الذهبي. ورواه أحمد في مسنده أيضا (٢ / ٢١٣ ، ٢٢١ ـ ٢٢٢) وصححه الشيخ أحمد شاكر أيضا (برقم ٦٩٩٤ ، ٧٠٦٦).

وأخرجه البغوي في شرح السنة (١٥ / ١٣٣ ـ ١٣٤ رقم ٤٣٢١) وابن حبان في وصححه (رقم ٢٢٥ الإحسان / موارد ٢٥٢٤) والذهبي في معجم شيوخه الكبير (١ / ١١٤) وجوّد إسناده و (٢ / ٢٣٩ ـ ٢٤٤) وتكلم عليه. وابن جماعة في مشيخة قاضي القضاة (ص ١٥٦).

وأخرجه ابن المبارك في زوائد الزهد (رواية نعيم ـ عنه) (صفحة ١٩ رقم ٣٧١) ، والبيهقي في شعب الايمان (رقم ٢٧٩) وزاد السيوطي في الدر المنثور (٣ / ٧٠) نسبته لتفسير ابن مردويه ، واللالكائي والبيهقي في البعث والنشور الألباني (في الصحيحة ١٣٥).

ولبعض العلماء في ذلك :

مهما تذكرت من ذنوبي

خفت على قلبي احتراقه

لكنه ينطفي لهيبي بذكر

ما جاء في البطاقة

(١) سير أعلام النبلاء (١٨ / ١٥٣) ، تذكرة الحفاظ (٣ / ١١٢٨ ـ ١١٣٢).

١٢٧

صاحب التصانيف الفائقة ، ومن أعظمها ـ كما قال ابن حزم : «التمهيد لصاحبنا أبي عمر لا أعلم في الكلام على فقه الحديث مثله أصلا ، فكيف أحسن منه» ا. ه. سارت بتصانيفه الركبان وخضع له علماء الزمان وكان إماما ديّنا ، ثقة متقنا ، علامة متبحرا ، صاحب سنة واتباع. انتهى إليه مع إمامته علوّ الإسناد. وتكاثر عليه الطلبة ، وجمع وصنّف ووثّق وضعّف.

ولد سنة (٣٦٨) وقال أبو داود المقري : مات أبو عمر ليلة الجمعة سلخ ربيع الآخر سنة ثلاث وستين وأربع مائة واستكمل خمسا وتسعين سنة.

(١) ـ أحمد بن محمد بن الحذّاء :

هو الإمام المحدث الصدوق ، المتقن : أبو عمر أحمد بن محمد بن يحيى بن أحمد القرطبي ، بن الحذّاء ، مولى بني أمية ، كان حسن الأخلاق ، موطأ الأكناف ، عالما ، سريع الكتابة ، انتهى إليه علو الإسناد مع ابن عبد البر. أكثر عن والده الحافظ أبي عبد الله بن الحذّاء ، وسمع من غيره أيضا ، وحدث عنه الحافظ أبو علي الغسّاني ، وجماعة. ولد سنة

__________________

(١) سير أعلام النبلاء (٨ / ٣٤٤) ، شذرات الذهب (٣ / ٣٢٦).

١٢٨

(٣٨٠) ومات في ربيع الآخر سنة (٤٦٧) وله سبع وثمانون سنة ، ومشى المعتمد على الله في جنازته.

(١) ـ ابن سكّرة :

هو الإمام الحافظ ، البارع العلامة ، أبو علي الحسين بن محمد بن فيّرة بن حيّون بن سكّرة الصدفي الأندلسي ، برع في الحديث متنا وإسنادا مع حسن الخط والضبط ، وكان عالما بالقراءات ، وله الباع الطويل في الرجال والعلل والأسماء ، والجرح والتعديل ، وخلّف كتبا نفيسة ، وأصولا متقنة تدل على حفظه وبراعته. وحكى عنه أنه قال لبعض تلاميذه : خذ الصحيح ، فاذكر أي متن شئت منه أذكر لك سنده ، أو أي سند أذكر لك متنه.

ولد سنة (٤٤٥) ومات سنة (٥١٤).

(٢) ـ الحبّال :

هو الإمام الحافظ المتقن العالم : إبراهيم بن سعيد بن عبد الله النعماني المصري الوراق الحبّال الفراء. جمع لنفسه عوالي

__________________

(١) سير أعلام النبلاء (١٩ / ٣٧٦) ، تذكرة الحفاظ (٤ / ١٢٥٣ ـ ١٢٥٥).

(٢) سير أعلام النبلاء (١٨ / ٤٩٥ ـ ٥٠١) ، تذكرة الحفاظ (٣ / ١٩١ ـ ١١٩٦).

١٢٩

سفيان بن عيينة وغير ذلك. وكان يتجر في الكتب ولهذا حصل عنده من الأصول والأجزاء ما لا يوصف كثرة.

قال بن طاهر رأيت الحبال ، وما رأيت أتقن منه! كان ثبتا ، ثقة حافظا. وحكى السّلفي عن بعضهم أنه حضر مجلس الحبّال والحديث يقرأ عليه فلم تزل دموعه تجري حتى فرغ القارئ.

ومما يدلك على مبلغ ما حصّله من أصول وأجزاء ، ما حكاه السّلفي عن ابن طاهر أن الحبال قد أتلف المطر بعض كتبه فقيل له : إن ابن مندة عمل خزّانة لكتبه فقال : لو عملت خزّانة لاحتجت إلى جامع عمرو بن العاصي. وكانت الدولة الباطنية المصرية قد منعته من التحديث وأخافوه وهددوه فامتنع من الرواية ، ولم ينشر له كبير شيء.

وقد ولد سنة (٣٩١) ومات سنة (٤٨٢).

(١) ـ ابن مرزوق :

هو الشيخ الجليل أبو الحسن أحمد بن محمد بن القاسم بن مرزوق المصريّ المعدّل سمع من أبي محمد بن الورد «السيرة» ، وسمع من أحمد بن عبيد الحمصي ، وحمزة

__________________

(١) سير أعلام النبلاء (١٧ / ٣٩٣ ـ ٣٩٤).

١٣٠

الكناني. حدث عنه أبو نصر السجزي ، وأبو إسحاق الحبال. مات بن مرزوق (٤١٨).

١٠ ـ حمزة بن محمد الكناني :

سبقت ترجمته برقم (٤).

* * *

١٣١

إسناد نسخة ابن حَيُّويَة

المرموز لها (ح)

(١) ـ الأسفرائينيّ :

هو الشيخ الإمام المحدث المتقن الرّحّال : أبو الفرج ، سهل بن بشر بن أحمد بن سعيد الأسفرائيني ، الصوفي ، نزيل دمشق. سمع بمصر عليّ بن حمّصة ، وعلي بن منير.

وسمع ببغداد ودمشق والرملة وصور وتنّيس وجرجان. حدث عنه ابناه طاهر والفضل وغير واحد. وقال الذهبي في «السير» : وكان تتبع «السنن الكبرى» للنسائي وحصّله ، وسمعه بمصر.

ولد سنة (٤٠٩) ومات في ربيع الأول سنة (٤٩١).

(٢) ـ ابن منير :

هو الشيخ الصدوق ، أبو الحسن ، علي بن منير بن أحمد ،

__________________

(١) سير أعلام النبلاء (١٩ / ١٦٢ ـ ١٦٣) ، شذرات الذهب (٣ / ٣٩٦).

(٢) سير أعلام النبلاء (١٧ / ٦١٩ ـ ٦٢٠) ، شذرات الذهب (٣ / ٢٦٢).

١٣٢

الخلال المصريّ الشاهد. حدث عن أبي أحمد بن الناصح ، والقاضي أبي الطاهر الذهلي وجماعة. روى عنه : القاضي الخلعي ، وسعد بن علي الزّنجاني وآخرون. قال سهل بن بشر : اجتمعنا بمصر ، فلم يأذن لنا علي بن منير ، وصاح عبد العزيز في كوّة : «من سئل عن علم فكتمه ، ألجم بلجام من نار «ففتح لنا» وقال : لا أحدث إلا بذهب. ولم يأخذ من الغرباء. وكان ثقة فقيرا.

توفي في ذي القعدة سنة تسع وثلاثين وأربعمائة.

(١) ـ ابن حَيُّويَة :

هو الشيخ الإمام المعمّر ، الفقيه الفرضي القاضي ، أبو الحسن ، محمد بن عبد الله بن زكريا بن حيوية النيسابوري ثم المصري الشافعيّ.

قدم مصر صغيرا ، وأسمعه عنه الحافظ يحيى بن زكريا الأعرج ، من : بكر بن سهل الدمياطي والإمام النسائي ، وأبي بكر أحمد بن عمرو البزار ، وجماعة ، وأخذ عن عمه ، حدث عنه : عبد الغني الحافظ ، وعلي بن محمد الخراساني ،

__________________

(١) سير أعلام النبلاء (١٦ / ١٦٠ ـ ١٦١) ، النجوم الزاهرة (٤ / ١٢٨) ، شذرات الذهب (٣ / ٥٧).

١٣٣

وهارون بن يحيى الطّحان ، ومحمد بن الحسين الطّفّال ، وآخرون.

وثقة ابن ماكولا فقال : كان ثقة نبيلا ، وأخذ عنه الدارقطني ، وقال : كان لا يترك أحدا يتحدث في مجلسه ، وقال : جئت إلى شيخ عنده «الموطأ» فكان يقرأ عليه وهو يتحدث. فلما فرغ قلت : أيّها الشيخ : يقرأ عليك وأنت تتحدث؟! فقال : قد كنت أسمع ، قال : فلم أعد إليه. وهذا يدل على مدى ومبلغ تحرى ابن حيوية في سماعه للحديث وإقرائه وتحمله وضبطه وتحريه. ذكر بنفسه أنه ولد سنة (٢٧٣) وتوفي ابن حيّويه في رجب سنة (٣٦٦).

* * *

١٣٤

الفصل السابع

أهمية وميزة هذه النشرة

* كما سيأتي قد أبرزنا هذه النشرة معتمدين على نسختين في إخراجها :

١ ـ «الأصل» وهي من رواية حمزة الكناني عن الإمام النسائي

٢ ـ نسخة «ح» وهي من رواية ابن حَيُّويَة.

ولهذه المخطوطة (ح) على نقصها وسقطها ـ كما سيأتي بيانه ـ أهمية عظيمة ؛ حيث أنها تثبت أمرين هامين :

الأول : أن الحافظ ابن حجر العسقلاني لم يقف على هذه الرواية كما أشار بنفسه إلى ذلك في مقدمة تهذيب التهذيب (١ / ٦).

ثانيا ـ : أن قوله في مقدمة التهذيب متعقبا الحافظ المزّي : «ولم يفرد (أي المزّي) التفسير ، وهو من رواية حمزة وحده» خطأ إذ أن التفسير قد رواه غير «حمزة الكناني» عن النسائي ، وهي رواية «ابن حَيُّويَة» راوي

١٣٥

هذه القطعة عن الإمام النسائي. فقد شارك حمزة في روايته ابن حيوية أيضا.

[تنبيه] :

أن النسخة (ح) وهي الناقصة المبتورة برواية ابن حيوية هي التي اعتمد عليها المحقق الفاضل : عبد الصمد شرف الدين «في كشافه على تحفة الأشراف للحافظ المزّي ، فأوردها في كشافه (ص ٤٣٦) ملحقا بفهرس السنن الكبرى معنونا : ملحق من رواية ابن حيوية» ثم أورد فهرسا له. ولم يعتمد على النسخة الأصلية التامة التي اعتمدناها ، وعذره أنه لم يقف عليها ـ فجزاه الله خيرا على سبقه ـ ونحمد الله سبحانه على أن أوقفنا عليها.

لكن لنا عليه بعض ملاحظات على «كشافه» لهذا الملحق :

أ ـ أن سورة حم السجدة (فصلت) ذكر أن عدد أحاديثها (٤) والصواب الضعف (٨) كما هو مثبت وواضح لمن عدّ نصوص السورة.

ب ـ أنه ذكر أن سورة محمد صلى‌الله‌عليه‌وسلم سقطت من النسخة ، مع أن إسناد الحديث الأول منها بكامله إلى الصحابي مذكور فيها. وهو في طبعتنا برقم (٥١٣).

ج ـ عدّ أحاديث سورة النجم (٢٠) وصوابها (١٩).

* وأيا كان الأمر فجزاه الله خيرا على حسن صنيعه.

١٣٦

الفصل الثامن

منهجنا في التحقيق

من المعلوم وجود طريقتين للتحقيق :

الأولى : اعتماد نسخة معينة تجعل أصلا ، فتثبت معلوماتها في الأعلى ، ومفارقات النسخ الأخرى في الحاشية ، وذلك إن وجد نسخة المؤلف ، أو نسخة مقروءة عليه ، أو مقابلة عليها .... وهكذا.

أما الطريقة الثانية : وهي إثبات ما يراه المحقق أنه الأصح أو الأولى ، وذلك عند فقد النسخ المذكورة سابقا.

ولما كان لدينا نسخة كاملة وأخرى ناقصة ، وفي كل منهما من الفوائد ما ليس في الأخرى ، جعلنا ذلك نعرف عن هذه الطريقة الثانية ، وهي الأصعب والأتعب.

* أما عملنا في التحقيق ، فيتلخص في الآتي :

١ ـ إثبات النص ـ كما ذكرنا ـ وهو أن ما نراه أصح وأولى أثبتناه : لا ما اتفقت النسختان عليه والمصنفات التي نقلت ما نحن بصدد تحقيقه ، فاعتمدنا الأصوب ، وذكرنا الخلاف في الهامش.

١٣٧

٢ ـ ترقيم الأحاديث والآثار الموجودة في الكتاب. وطريقتنا في الترقيم أن الحديث إذا ورد من طريقين فهما حديثان : إلا إذا جمعهما الإمام النسائي ب (ح) التحويل فاعتبرها حديثا واحدا وتكرر ذلك على مدار الكتاب (١٧) مرة أرقامها هي : (٢٧٤ ، ٢٧٦ ، ٤٧١ ، ٥٣٩ ، ٦٣٨ ، ٦٤٢ ، ٦٤٤ ، ٦٥٨ ، ٦٦١ ، ٦٧٦ ، ٦٩٧ ، ٧٠٢ ، ٧١٢ ، ٧٢٦ ، ٧٣٣ ، ٧٣٤ ، ٧٣٥).

٣ ـ حذفنا من أول سند كل حديث في نسخة (ح) قوله : [أخبرنا علي ، قال : أخبرنا محمد ، قال أخبرنا أحمد قال ..] وبدأنا بقول الإمام أحمد بن شعيب النسائي مباشرة. وذلك لأن الكتاب إنما هو للنسائي ، وإبقاء السند المطول عند كل حديث لا داعي له طالما هو موجود في أول الكتاب ثم هو في نسخة واحدة ، وهي غير الرواية الأخرى ، فهذه رواية ابن حيوية والأخرى رواية حمزة كما بيّنا ذلك عند وصفنا لهما ، فرأينا حذفه ولن ننبه في الحواشي كلما ورد طلبا للاختصار ، وعدم التطويل بما لا فائدة فيه ، ما دمنا قد نبهنا على ذلك هنا. وأيضا حتى لا يأتي مغفل أو جاهل أو متعصب فيظن أن الكتاب من تصنيف غير الإمام النسائي.

٤ ـ عزو الآيات القرآنية إلى سورها ، مع بيان الأرقام وذلك في

١٣٨

صلب الكتاب ، منعا للتشويش وكثرة الحواشي بما لا طائل تحته.

٥ ـ عند نسخنا للأسماء من المخطوطتين راعينا طرق الإملاء الحديثة ، فمثلا النسّاخ يكتبون : معوية والحرث وعثمان ، وملك والقسم. فكتبناها هكذا : معاوية والحارث وعثمان ومالك والقاسم.

ومثله أيضا في ألفاظ المتون ، فالنسّاخ يسهلون الهمزة والألف ويسقطونها مثل : الفية والقيمة وراي والثلث ويرسول وهاولاء وبرية ، فكتبناها بالرسم الإملائي المعاصر : الفئة والقيامة ورائي والثلاث ويا رسول وهؤلاء وبريئة.

٦ ـ ضبطنا الإسناد والمتن بالشكل الكامل لانتشار العجمة بين مثقفي هذه الأزمان ـ فضلا عن غيرهم.

٧ ـ حررنا بعض أسماء الرجال ، ولم نستوعب ذلك ، بل ركزنا جهودنا في بيان طرق الحديث وشواهده ودرجته.

٨ ـ لم نترجم ونعرف بجميع الرواة ، بل ولا تعريف بمرتبة كل منهم على حدة ، بل قد نجمل القول بما في ذلك مثل : رجاله ثقات إلا فلان. مثلا.

٩ ـ ما وجدناه من اختصار في ألفاظ التحديث والإخبار والإنباء أثبتناه كما هو بدون تغيير ، إلا ما كان في نسخة (ح) ـ كما سبق

١٣٩

في وصفها ـ فإن ناسخها لا يختصرها ، فقد أثبتنا ما جاء فيها من الإتيان بلفظ التحديث كاملا في متن الكتاب ، ولم ننبه على ذلك بالحاشية ، اختصارا ولاستمرار الناسخ على ذلك ، وما خالف ذلك اثبتناه كأن يختصر «أخبرنا» إلى «نا» وهي موضوعة ل «حدثنا» أو يختصر حدثنا إلى «أنا» وهي موضوعة ل «أخبرنا» وهكذا. وما ليس في (ح) تركناه على حاله ؛ لأن معنى هذا الاختصار مشهور بين طلبة العلم المبتدئين فضلا عن المتخصصين.

١٠ ـ فسرنا الكلمات الغريبة ، والتي تستصعب على القارئ الكريم ، واستعنا في ذلك «بالنهاية في غريب الحديث والأثر» لابن الأثير و «لسان العرب» لابن منظور ، وكتب ومعاجم اللغة وغريبها.

١١ ـ لم نخل الكتاب من ذكر الفوائد الفقهية والحديثية ، وقد ذكرنا معظمها من «فتح الباري» «وشرح مسلم» للإمام النووي رحمهما‌الله تعالى وغيرهما من كتب الفقه والحديث.

١٢ ـ وضعنا أرقام صفحات الأصل المعتمد و (ح) على حاشية الصفحات. فللأصل مثلا : (١ / ا) ، (ا ب) ، (٢ ا) ، (٢ ب) .... الخ.

فالرقم هو رقم الورقة و (ا) وجهها. و (ب) ظهرها. وأما

١٤٠