الشيخ فخر الدين الطريحي
المحقق: السيد أحمد الحسيني
الموضوع : اللغة والبلاغة
الناشر: انتشارات مرتضوي
المطبعة: طراوت
الطبعة: ٢
الصفحات: ٤٩٢
« جَبَوْتُهُ جِبَاوَةً » : جمعته ـ قال الجوهري : ولا يهمز.
والْجَوَابِيّ (١) : الحياض الكبار ، جمع « جَابِيَة » لأن الماء يُجْبَى فيها ، أي يجمع.
وفِي الْخَبَرِ : « مَنْ أَجْبَى فَقَدْ أَرْبَى ». قيل : هو من « أَجْبَأْتُ الزرع » إذا بعته قبل أن يبدو صلاحه.
وفِي الدُّعَاءِ « وأَجْبَأَ بِشُعَاعِهِ ظُلْمَةَ الْغَطَشِ ». أي وارى.
( جثا )
قوله تعالى ( جِثِيًّا ) أي على الركب لا يستطيعون القيام بما هم فيه ، واحدهم « جَاثٍ » وتلك جلسة المخاصم والمجادل ، وفِي تَفْسِيرِ عَلِيِّ بْنِ إِبْرَاهِيمَ ( جِثِيًّا ) يَعْنِي فِي الْأَرْضِ إِذَا تَحَوَّلَتْ نِيرَاناً.
وفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ (ع) : « أَنَا أَوَّلُ مَنْ يَجْثُو لِلْخُصُومَةِ ». أي يجلس على الركب وأطراف الأصابع عند الحساب.
ومنه : ( وَتَرى كُلَّ أُمَّةٍ جاثِيَةً ) وقيل : جَاثِيَةٌ مجتمعة ، والأول أعرف.
والْجُثُوُّ والْجُثِيُ ـ بالضم فيهما ـ بمعنى. والفعل جَثَا ـ كدعا ورمى ـ.
( جخا )
فِي الْخَبَرِ : « إِنَّهُ جَخَّى فِي سُجُودِهِ ». أي خَوَّى ومدّ ضَبْعَيْهِ وتجافى عن الأرض.
( جدا )
فِي حَدِيثِ الْقِبْلَةِ : « ضَعِ الْجَدْيَ قَفَاكَ وَصَلِّ ». الْجَدْيُ ـ بالفتح فالسكون ـ : نجم إلى جنب القطب تعرف به القبلة ، ويقال له : « جَدْيُ الفرقد » وقيل : هو الْجُدَيّ مصغرا ، والأول أعرف.
قال في المغرب نقلا عنه : والمنجمون يسمونه الْجُدَيّ على لفظ التصغير ، فرقا بينه وبين البرج.
والْجَدْيُ أيضا من أولاد المعز ، وهو ما بلغ ستة أشهر أو سبعة ، والجمع « جِدَاءٌ » « وأَجْدٍ » أيضا مثل دلو ودلاء وأدل.
وفي المصباح عن ابن الأنباري أنه قال : الْجَدْيُ هو الذكر من أولاد المعز والأنثى عناق ، وقيده بعضهم في السنة
__________________
(١) في قوله تعالى : ( وجفان كالجواب ) سورة سبإ آية ١٣.
الأولى ... انتهى.
والْجِدَايَةُ ـ بكسر الجيم وفتحها ـ : الذكر والأنثى من أولاد الظباء ، وهو ما بلغ ستة أشهر أو سبعة ، بمنزلة الْجَدْيِ من أولاد المعز.
و « ما أَجْدَى فعله شيئا » مستعار من الإعطاء إذا لم يكن فيه نفع.
و « أَجْدَى عليك الشيء » كفاك.
و « أَجْدَى عليه يُجْدِي » إذا أعطاه.
واجْتَدَى : إذا سأل وطلب.
والْجَدَا : المطر العام ، ومنه الدُّعَاءُ : « اللهُمَّ اسْقِنَا جَداً طَبَقاً ». أي عاما لنا ولغيرنا.
( جذا )
قوله : ( أَوْ جَذْوَةٍ مِنَ النَّارِ ) هي بالحركات الثلاث : قطعة غليظة من الحطب فيها نار بغير لهب.
و « جَذَا على ركبتيه » لغة في جثا.
ومنه : « دخلنا عليه وقد جَذَا منخراه وشخصت عيناه ».
( جرا )
قوله تعالى : ( حَمَلْناكُمْ فِي الْجارِيَةِ ) يعني السفينة ، سميت بذلك لجريها في البحر.
ومنه قيل للأمة : الْجَارِيَةُ ، على التشبيه لِجَرْيِهَا مستمرة في إشغال مواليها ، ثم توسعوا فسموا كل أمة جَارِيَةً وإن كانت عجوزا لا تقدر على السعي ، والجمع : الْجَوَارِي.
والْجَوَارِي : السفن ، ومنه قوله تعالى : ( وَمِنْ آياتِهِ الْجَوارِ فِي الْبَحْرِ ) قيل : قرأ نافع بإثبات الياء في الوصل خاصة ، وابن كثير في الحالين ، والباقون بحذفها فيهما.
قوله : ( فَالْجارِياتِ يُسْراً ) هي السفن تَجْرِي في الماء جريا سهلا ، ويقال : ميسرة مسخرة. قوله : بِسْمِ اللهِ مُجْراها وَمُرْساها أي إجراؤها وإرساؤها وقرئ مَجْراها بالفتح ، أي جريها ومَجَارِيهَا ، قال الجوهري فيهما : هما مصدران من
« أُجْرِيَتِ السفينة وأرسيت » و ( مَجْراها وَمُرْساها ) من جرت السفينة ورست. انتهى.
والْجَارِيَةُ من النساء : من لم تبلغ الحلم (١).
وفِي الْحَدِيثِ : « إِذَا مَاتَ ابْنُ آدَمَ انْقَطَعَ عَمَلُهُ إِلَّا مِنْ ثَلَاثٍ ». وعد منها الصدقة الْجَارِيَةَ ، أي الدارة المستمرة غير المنقطعة كالوقف ونحوه من أبواب البر.
« وجَرَى الماء » : سال ، خلاف وقف وسكن.
والمصدر الْجَرْيُ بفتح الجيم.
و « جِرْيَةُ الماء » بالكسر : حالة الْجَرَيَانِ.
و « الماء الْجَارِي » هو المتدافع في انحدار واستواء ـ قاله في المصباح.
و « جَرَى القلم بما فيه » أي مضى على ما ثبت عليه حكمه في اللوح المحفوظ.
و « جَرَى الأمر » وقع.
و « جَرَى عليه القلم » تعلق التكليف به.
و « جَرَتِ السنة بكذا » أي استمرت به. ومنه « السنة الْجَارِيَةُ » أي المستمرة غير المنقطعة.
و « الأرزاق الْجَارِيَةُ » الدارة المتصلة.
وجَرَيْتُ « إلى كذا » قصدت وأسرعت.
و « جَرَى الخلاف بينهم » وقع أو استمر.
و « الشَّيْطَانُ يَجْرِي فِي ابْنِ آدَمَ مَجْرَى الدَّمِ فِي الْعُرُوقِ ». قيل : أي يَجْرِي كيده وتسري وساوسه في العروق والأبشار مَجْرَى الدم حتى تصل إلى القلب ، مع احتمال الحقيقة ، فإنه من نار لا يمتنع سريانه كالدم.
و « مَجْرَى » إما مصدر أو اسم مكان.
و « تَجَارَيْنَا ذكر الصعاليك » أي تذاكرناهم.
والْمُجَارَاةُ في قَوْلِهِ (ع) : « مَنْ طَلَبَ عِلْماً لِيُجَارِي بِهِ الْعُلَمَاءَ ». هي أن يجري معهم في المناظرة ، ليظهر علمه إلى الناس
__________________
(١) يذكر في « قبب » و « قرر » حديثا في الجارية ـ ز.
رياء وسمعة وترفعا.
وأكثر ما يستعمل التَّجَارِي في الحديث يقال : « تَجَارَوا في الحديث » أي جَرَى كل واحد مع صاحبه وجَارَاهُ.
ومنه : « مُجَارَاةُ من لا عقل له » أي الخوض معه في الكلام.
و « تَتَجَارَى بهم الأهواء » أي يتواقعون في الأهواء الفاسدة ويتداعون ، تشبيها بِجَرْيِ الفرس.
وقيل في قَوْلِهِ (ص) : « سَيَخْرُجُ مِنْ أُمَّتِي قَوْمٌ تَجَارَى بِهِمْ تِلْكَ الْأَهْوَاءُ ». أي تسري بهم في عروقهم ومفاصلهم ، فتستمر بهم وتتمارى ، وتذهب بهم في كل واد.
و « اجْتَرَأَ على القول » ـ بالهمز ـ أسرع بالهجوم عليه من غير ترو.
والاسم « الْجُرْأَةُ » كغرفة ، وربما تركت الهمزة فيقال « الْجُرَةُ » كالكرة.
والْجَرِيءُ على ـ فعيل ـ : اسم من جَرُؤَ جَرَاءَةً كضخم ضخامة.
وفِي الدُّعَاءِ : « لَا تَبْتَلِيَنِي بِالْجُرْأَةِ عَلَى مَعَاصِيكَ ».
والْجَرِيُ ـ بغير ـ همز الرسول والْأَجِيرُ أو الوكيل ، لأنه يجري مجرى موكله.
و « أَجْرَى الخيل » أي سابق بها.
ومنه الْحَدِيثُ : « قَدْ سَابَقَ رَسُولُ اللهِ (ص) أُسَامَةَ بْنَ زَيْدٍ وَأَجْرَى الْخَيْلَ ».
والْجِرْو : ولد الكلب والسباع ، والفتح والضم لغة ، والجمع « أَجْرَاءٌ » و « جِرَاءٌ » ككتاب.
( جزا )
قوله تعالى : ( لا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئاً ) أي لا تقضي ولا تغني عنها شيئا.
يقال : جَزَى الأمر يَجْزِي جَزَاءً مثل قضى يقضي قضاء وزنا ومعنى ، والْجُزْءُ من الشيء الطائفة منه ، والجمع « أَجْزَاءٌ » كأقفال.
والجُزْءُ : النصيب ، قال تعالى ( وَجَعَلُوا لَهُ مِنْ عِبادِهِ جُزْءاً ) أي نصيبا ، وقيل : بنات ، وفي التفسير : أن مشركي العرب قالوا : إن الملائكة بنات الله ، تعالى عما يقول الظالمون علوا كبيرا.
و « جَازَاهُ بفعله » إذا كافأه ، قال تعالى : ( وَهَلْ نُجازِي إِلَّا الْكَفُورَ ) وقرئ بالنون ونصب الكفور ، وقرئ بالياء ورفع الكفور ، أي وهَلْ يُجَازَى بمثل جَزَائِهِمْ إلا الكَفُورُ.
قوله : ( وَمَنْ قَتَلَهُ مِنْكُمْ مُتَعَمِّداً فَجَزاءٌ مِثْلُ ما قَتَلَ مِنَ النَّعَمِ ) قيل : قرأ أهل الكوفة فَجَزاءٌ منونا ورفع ( مِثْلُ ) تقديره : فالواجب جَزَاءٌ ، فيكون خبرا ، أو : فعليه جَزَاءٌ ، فيكون مبتدأ ، و ( مِثْلُ ) صفته على التقديرين ، والباقون بضم « جَزَاءُ » وإضافته إلى « مِثْلِ ».
قوله : ( مَنْ وُجِدَ فِي رَحْلِهِ فَهُوَ جَزاؤُهُ ) قيل : هكذا كان في شرع يعقوب (ع).
والْجِزْيَةُ : الخَراج المعروف المجعول على رأس الذمي ، يأخذه الإمام (ع) في كل عام.
قال تعالى : ( حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صاغِرُونَ ) قيل : سميت بذلك لأنها قضاية منهم لما عليهم ، وقيل : لأنها يُجْتَزَأُ بها ويكتفى بها منهم ، يقال « أَجْزَأَنِي الشيء » : كفاني ، من جَزَأَ » بمعنى كفى.
والْمُجَازَاةُ : المكافأة.
وفِي الْحَدِيثِ الْقُدْسِيِ : « الصَّوْمُ لِي وَأَنَا أَجْزِي عَلَيْهِ ». بفتح الهمزة ، أي أكافئ عليه ، من « جَزَى » بمعنى كفى لا من « أَجْزَأَ » الذي هو من الْإِجْزَاءِ ، إذ لا معنى له.
وقد كثر الكلام في توجيهه ، وأحسن ما قيل فيه هو : أن جميع العبادات التي يتقرب بها إلى الله تعالى من صلاة وغيرها ـ قد عبد المشركون بها ما كانوا يتخذون من دون الله أندادا ، ولم يسمع أن طائفة من طوائف المشركين وأرباب النحل في الأزمنة المتقدمة عبدت إلها بالصوم ولا تقربت إليه به ، ولا عرف الصوم في العبادات إلا من الشرائع ، فلذلك قال تعالى : الصوم لي ومن مخصوصاتي وأنا أَجْزِي عليه بنفسي ، لا أكله إلى أحد غيري من ملك مقرب ولا غيره ، ويكون قَوْلُهُ : « وأَنَا أَجْزِي عَلَيْهِ ». بيانا
لكثرة الثواب ، ويكون مستثنى من قوله تعالى : ( مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثالِها )(١) هكذا روي الحديث ، ورُوِيَ بِعِبَارَةٍ أُخْرَى : « كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ لَهُ إِلَّا الصَّوْمَ ، فَإِنَّهُ لِي وَأَنَا أَجْزِي عَلَيْهِ ». وعلى هذا فيمكن أن يقال فيه : هو أن معنى « كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ لَهُ ». بحسب ما يظهر من أعماله الظاهرة بين الملإ فإنها بحسب الظاهر له وإن كانت لله في الباطن ، بخلاف الصوم فإنه لله تعالى لم يطلع عليه أحد سواه ولم يظهر لأحد غيره ، فكان مما استأثر بعلمه دون غيره ، وإذا كان بهذه المرتبة العظيمة عند العظيم الواسع كان هو العالم بالجزاء الذي يستحقه الصائم ، وفيه من الترغيب ما لا يخفى.
وقولهم : « جَزَاهُ الله خيرا » أي أعطاه الله جَزَاءَ ما أسلف من طاعته.
وقولهم : « أجْزَأَتْ عنك شاة » هي لغة في « جزت » بمعنى قضتْ.
و « أجْزَأْتُ عنك مُجْزَأَ فلان » أي أغنيت عنك مَغْنَاه.
و « جَزَّأْتُ الشيء » أي قسمته وجعلته أَجْزَاءَ ، وكذلك التَّجْزِئَةُ.
ومنه : « الملائكة أَجْزَاءٌ » أي أقسام : جُزْءٌ له جناحان ، وجُزْءٌ له ثلاثة ، وجُزْءٌ له أربعة.
وفِي الْخَبَرِ : « الْهَدْيُ الصَّالِحُ جُزْءٌ مِنْ خَمْسَةٍ وَعِشْرِينَ جُزْءاً مِنَ النُّبُوَّةِ ».
ومثله : « الرُّؤْيَا الصَّالِحَةُ جُزْءٌ مِنْ كَذَا ». قال بعض الشارحين : معناه : هذه الخلال ونحوها من شمائل الأنبياء فاقتدوا بهم فيها ، ولا يريد أن النبوة تَتَجَزَّأُ ، ولا أن من جمع هذه الخلال كان فيه جُزْءٌ من النبوة.
وفيه : « وأَمَّا خَيْبَرَ فجزأها ثَلَاثَةَ أَجْزَاءٍ ». أي ثلاثة أقسام ، ووجه ذلك بأن خيبر ذات قرى كثيرة فتح بعضها عنوة وكان له منها الخمس ، وكان بعضها صلحا من غير قتال فكان فيئا خاصا به ، واقتضت القسمة أن يكون الجميع بينه
__________________
(١) يذكر في « خمش » حديثا في آية : ( وجزاء سيّئة سيّئة مثلها ) ـ ز.
وبين الجيش أثلاثا.
والأَجْزَاءُ ـ بفتح الهمزة الأولى ـ : أجزاء القرآن وغيره.
ومنه حَدِيثُ الصَّادِقِ (ع) : « عِنْدِي مُصْحَفٌ مُجَزَّأً بِأَرْبَعَةِ أَجْزَاءٍ ».
وَمِنْهُ فِي أَوْصَافِ الْحَقِّ تَعَالَى : « لَا يَتَبَعَّضُ بِتَجْزِئَةِ الْعَدَدِ فِي كَمَالِهِ ». قيل في معناه : أن أوصافه الكاملة كثيرة ، وهو عالم قادر سميع ونحو ذلك ، ومصداق الكل واحد هو ذاته تعالى ، وهو منزه عن التَّجْزِئَةِ التي تستلزم الكثرة والعدد.
قَوْلُهُ : « ويُجْزِيهِ التَّيَمُّمُ مَا لَمْ يُحْدِثْ ». يقرأ بضمِّ مثنَّاة من الْإِجْزَاءِ ، وبفتحها بمعنى كفى (١).
ومثله : « ويُجْزِيهِ الْمَسْحُ بِبَعْضِ الرَّأْسِ ».
ومثله : « يُجْزِي مِنْ ذَلِكَ رَكَعَاتٌ ». كل ذلك يقال بضم الياء وفتحها.
والْجَازِيّ ـ بالجيم والزاء ـ : منسوب إلى الْجَازِيَةِ ، قرية.
( جسا )
فِي دُعَاءِ خَتْمِ الْقُرْآنِ : « وسَهَّلْتَ جَوَاسِيَ أَلْسِنَتِنَا بِحُسْنِ عِبَارَتِهِ ».
كأن المراد : ما صلب منها ، من قولهم « جَسَأَتْ يده من العمل تَجْسَى جَساً » : صلبت.
والاسم : الْجَسْأَةُ كالجرعة.
وفِي بَعْضِ النُّسَخِ : « حَوَاشِيَ أَلْسِنَتِنَا ». بالحاء المهملة والشين المعجمة ، والمعنى واضح.
( جشا )
فِي الْحَدِيثِ : « إِذَا تَجَشَّأْتُمْ فَلَا تَرْفَعُوا جُشَاءَكُمْ إِلَى السَّمَاءِ ».
وفِيهِ : « أَطْوَلُكُمْ جُشَاءً فِي الدُّنْيَا أَطْوَلُكُمْ جُوعاً يَوْمَ الْقِيَامَةِ ». الْجُشَاءُ كغراب صوت مع ريح يخرج من الفم عند شدة الامتلاء.
و « جَشَأَتِ الروم » : نهضت وأقبلت من بلادها.
و « جَشَأَتِ النفس » : نهضت من حزن أو فزع.
و « جَشَأَ على نفسه » ضيق عليها.
__________________
(١) يذكر في « قبل » شيئا في الإجزاء ـ ز.
( جفا )
قوله تعالى : ( تَتَجافى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضاجِعِ ) أي ترفع وتنبو عن الفرش ، يقال : « تَجَافَى جنبه عن الفراش » إذا لم يستقرّ عليه من خوف أو وجع أو همّ.
قال الشيخ أبو علي (ره) : وهم المتهجدون بالليل الذين يقومون لصلاة الليل ، يدعون ربّهم لأجل خوفهم من سخطه وطمعهم في رحمته ، قال : وَعَنْ بِلَالٍ عَنِ النَّبِيِّ (ص) : « عَلَيْكُمْ بِقِيَامِ اللَّيْلِ فَإِنَّهُ دَأْبُ الصَّالِحِينَ قَبْلَكُمْ ، وَإِنَّ قِيَامَ اللَّيْلِ قُرْبَةٌ إِلَى اللهِ ، وَمَنْهَاةٌ عَنِ الْإِثْمِ ، وَمَكْفَرَةٌ عَنِ السَّيِّئَاتِ ، وَمَطْرَدَةٌ لِلدَّاءِ عَنِ الْجَسَدِ ».
وَعَنْهُ (ص) : « شَرَفُ الْمُؤْمِنِ قِيَامُهُ بِاللَّيْلِ وَعِزُّهُ كَفُّ الْأَذَى عَنِ النَّاسِ ».
والْجُفَاءُ ـ بالضم والمد ـ : الباطل.
ومنه قوله تعالى : ( فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفاءً ).
والْجُفَاءُ : ما رمى به السيل والقذى من الزبد.
وفِي الْخَبَرَ : « خَلَقَ اللهُ الْأَرْضَ السُّفْلَى مِنَ الْأَرْضِ الْجُفَاءِ ». أي من زبد اجتمع.
وفِيهِ ـ وَقَدْ قِيلَ لَهُ مَتَى تَحِلُّ الْمَيْتَةُ ـ « قَالَ : مَا لَمْ تَجْتَفِئُوا بَقْلاً ». أي تقتلعوه وترموا به ، من « جَفَأَتِ القدر » إذا رمت بما يجتمع على رأسها من الزبد والوسخ ، وفيه نسخ لا طائل بذكرها.
وفِي حَدِيثِ الْمَسْبُوقِ بِالصَّلَاةِ : « إِذَا جَلَسَ يَتَجَافَى وَلَا يَتَمَكَّنُ مِنَ الْقُعُودِ ». أي يرتفع عن الأرض ويجلس مقعيا غير متمكن ، لأنه أقرب إلى القيام.
وفِيهِ : « أَنَّهُ (ع) كَانَ يُجَافِي عَضُدَيْهِ عَنْ جَنْبَيْهِ لِلسُّجُودِ ». أي يباعدهما عن جنبيه ولا يلصقهما بهما.
ومِنْهُ : « إِذَا سَجَدْتَ فَتَجَافَ ». أي ارتفع عن الأرض ولا تلصق جؤجؤك بها.
وفِيهِ : « الِاسْتِنْجَاءُ بِالْيَمِينِ مِنَ الْجَفَاءِ ». أي فيه بعد عن الآداب الشرعية.
و « تَجَافُوا عن الدنيا » أي تباعدوا عنها واتركوها لأهلها.
وفِي حَدِيثِ الْجَرِيدَةِ لِلْمَيِّتِ : « يَتَجَافَى عَنْهُ الْعَذَابُ مَا دَامَتْ رَطْبَةً ». أي يرتفع
عنه عذاب القبر ما دامت كذلك.
والْجَفَاءُ ـ بالمد ـ : غلظ الطبع والبعد والإعراض ، يقال : « جَفَوْتُ الرجل أجْفُوهُ » إذا أعرضت عنه.
والْجَفَاوَةُ : قساوة القلب (١).
وفِي حَدِيثِ النَّبِيِّ (ص) : « لَيْسَ بِالْجَافِي وَلَا بِالْمُهِينِ » (٢).
أي ليس بالذي يَجْفُو أحدا من أصحابه ، ولا المُهِين : الذي يُهين أصحابه أو يحقرهم في قوله : ( هُوَ مَهِينٌ ) أي حقير.
وفِي الْحَدِيثِ : « مَنْ لَا يَفْعَلُ كَذَا جَفَوْتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ » (٣). أي أبعدته عني يوم القيامة ولم أقربه إلي.
وفِي حَدِيثِ الصَّلَاةِ : « إِنَّمَا يَفْعَلُ ذَلِكَ أَهْلُ الْجَفَاءِ مِنَ النَّاسِ ». أي غليظو الطباع البعيدون عن آداب الشرع.
وفِي حَدِيثِ الْعِلْمِ : « لَا يَقْبِضُ اللهُ الْعِلْمَ بَعْدَ مَا يُهْبِطُهُ ، وَلَكِنْ يَمُوتُ الْعَالِمُ فَيَذْهَبُ بِمَا يَعْلَمُ ، فَتَلِيهِمُ الْجُفَاةُ فَيَضِلُّونَ وَيُضِلُّونَ ». يريد بِالْجُفَاةِ : الذين يعملون بالرأي ونحوه مما لم يرد به شرع.
وفِي حَدِيثِ السَّفَرِ : « زَادُ الْمُسَافِرِ الْحُدَاءُ وَالشِّعْرُ مَا كَانَ مِنْهُ لَيْسَ فِيهِ جَفَاءٌ ». أي بعد عن آداب الشرع.
وفِي حَدِيثِ الْإِبِلِ : « فِيهَا الشَّقَاءُ وَالْجَفَاءُ ». أي المشقة والعناء وعدم الخير ، لأنها إذا أقبلت أدبرت.
( جلا )
قوله تعالى : ( وَالنَّهارِ إِذا جَلَّاها ) أي جَلَّى الظلمة وإن لم يجر لها ذكر ، مثلها أنها اليوم بارزة ويريد الغداة.
والْجَلَاءُ : الخروج عن الوطن والبلد.
و « قد جَلَوْا عن أوطانهم » و « جَلَوْتُهُمْ أنا » يتعدى. ولا يتعدى.
قوله : ( وَالنَّهارِ إِذا تَجَلَّى ) أي ظهر وانكشف.
قوله : ( لا يُجَلِّيها لِوَقْتِها ) أي يظهرها.
قوله : ( فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا ) أي ظهر بآياته التي أحدثها في الجبل ، والتَّجَلِّي هو الظهور.
__________________
(١) يذكر في « فدد » من فيه الجفاء ـ ز.
(٢) مكارم الأخلاق ص ١١. (٣) التهذيب ٦ / ٤.
وَفِي الْحَدِيثِ : « أَنَّهُ بَرَزَ مِنْ نُورِ الْعَرْشِ مِقْدَارُ الْخِنْصِرِ فَتَدَكْدَكَ بِهِ الْجَبَلُ ». وتَدَكْدَكَ : صار مستويا بالأرض ، وقيل : صار ترابا ، وقيل : ساخ في الأرض (١)
وفِي الْحَدِيثِ : « الْقُرْآنُ جَلَاءٌ لِلْقَلْبِ ». أي يذهب الشكوك والأحزان ، من « جَلَوْتُ السيف » : صقلته ، أو « جَلَوْتُ بصري بالكحل » : كشفت عنه.
ومِنْهُ : « تَحَدَّثُوا فَإِنَّ الْحَدِيثَ جَلَاءٌ لِلْقُلُوبِ ، إِنَّ الْقُلُوبَ لَتَرِينُ كَمَا يَرِينُ السَّيْفُ ، جَلَاؤُهُ الْحَدِيثُ ». برفع « جَلَاؤُه » على الابتداء ـ كما هو الظاهر من النسخ ـ ومعناه واضح.
والْجِلَاءُ ـ بالكسر والقصر والمدّ ـ : الإثمد. والْجُلَاءُ ـ بالضم والمد ـ : حكاكة حجر على حجر يكتحل بها ، سميت بذلك لأنها تَجْلُو البصر (٢).
و « يَجْلُونَ عن الحوض » أي ينفون ويطردون عنه.
ومنه : « غير مُجْلِينَ عن ورد » والأشهر بالحاء والهمزة ـ كما يأتي في بابه.
وفِي الْحَدِيثِ : « السِّوَاكُ مَجْلَاةٌ لِلْبَصَرِ ». أي آلة لتقوية البصر وكشف لما يغطيه.
وفِي حَدِيثِ النَّبِيِّ (ص) : « فَجَلَّى اللهُ لِي بَيْتَ الْمَقْدِسِ ». بتشديد اللام وتخفيفها : كشفه.
وفِي وَصْفِهِ (ص) : « إِنَّهُ أَجْلَى الْجَبْهَة ِ » (٣). أي الخفيف الشعر ما بين النزعتين من الصدغين.
و « جَلَوْتُ العروس جِلْوَةٌ » بالكسر ـ والفتح لغة ـ و « جِلَاءٌ » ككتاب ، و « اجْتَلَيْتُهَا » مثله.
و « أَجْلَى القوم عن القتيل » تفرقوا عنه ، بالألف لا غير ـ نقلا عن ابن فارس.
__________________
(١) ساخ في الأرض : دخل وغاب فيه ـ ه.
(٢) قال في النهاية ( جلا ) : فأما الحلاء بضم الحاء المهملة والمد فحكاكة حجر على حجر يكتحل بها فيتأذى البصر.
(٣) مكارم الأخلاق ص ١١.
( جنا )
قوله تعالى : ( وَجَنَى الْجَنَّتَيْنِ دانٍ ) أي ما يُجْتَنَى منهما قريب ، يقال : « جَنَيْتُ الثمرة أَجْنِيهَا ، و « أَجْتَنِيهَا » بمعنى.
والْجَنَى مثل الحصى ما يُجْنَي من الشجر ما دام غضا ، والْجَنِيُ على فعيل مثله.
ومنه قوله : ( رُطَباً جَنِيًّا ) أي غضا.
ويقال : « جَنِيٌ » أي مجني طري.
والْجِنَايَةُ ـ بالكسر ـ : الذنب والجرم مما يوجب العقاب والقصاص ، وهي في اللغة عبارة عن إيصال المكروه إلى غير مستحق ، وفي الشرع عبارة عن إيصال الألم إلى بدن الإنسان كله أو بعضه ، فالأول جِنَايَةُ النفس والثاني جِنَايَةُ الطرف.
وفِي الْحَدِيثِ : « لَا يَجْنِي الْجَانِي إِلَّا عَلَى نَفْسِهِ ». هو مثل قوله تعالى : ( ولا تَزِرُ وازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرى ) والسبب فيه أن أهل الجاهلية كانوا يرون أخذ الرجل بِجِنَايَةِ غيره من ذوي الرحم وأولي القرابة فجاء الحديث في رده.
و « جَنَى على قومه » أي أذنب ذنبا يؤاخذون به.
وغلبت الْجِنَايَةُ في ألسنة الفقهاء على الجرح والقطع ، والجمع « جِنَايَاتٌ » و « جَنَايَا » ـ مثل عطايا ـ قليل.
( جوا )
فِي الْحَدِيثَ : « فَنُودِيَ مِنَ الْجَوِّ ». و « يسبحون الله في الجو ».
وفِي حَدِيثِ الشَّمْسِ : « حَتَّى إِذَا بَلَغَتِ الْجَوَّ ».
الْجَوُّ ـ بتشديد الواو ـ : ما بين السماء والأرض (١).
والْجَوُّ أيضا : ما اتسع من الأودية ، والجمع « جِوَاءٌ » كسهام.
والَجْوَاءُ : الهواء ، و « جَوُّ السماء » : ما تحتها من الهواء ، ولعله أراد بِالْجَوِّ في حديث الشمس أعلى دائرة الأفق.
والْأَجْوَاءُ جمع الْجَوِّ ، ومنه حَدِيثُ عَلِيٍّ (ع) : « ثُمَّ أَنْشَأَ سُبْحَانَهُ فَتْقَ الْأَجْوَاءِ وَشَقَّ الْأَرْجَاءِ ». أي النواحي.
__________________
(١) يذكر في « برر » البرانية والجرانية ـ ز.
والْجَوَى : الداء في البطن.
وفي الصحاح : الْجَوَى : الحرقة وشدة الوجد من عشق أو خوف.
ومِنْهُ : « رَحِمَ اللهُ مَنْ دَاوَى أَجْوَاءَهُ ».
ومِنْهُ : « التَّقْوَى دَوَاءُ أَجْوَائِهِ ».
و « اجْتَوَيْتُ البلد » : كرهت المقام فيه وإن كنت في نعمة.
ومنه حَدِيثُ أَبِي ذَرٍّ : « إِنِّي قَدِ اجْتَوَيْتُ الْمَدِينَةَ ». أي كرهت المقام فيها ، وكان ذلك من شدة ما ناله من مقت عثمان.
والْجُوَّةُ مثل الحوة ، وهي لون كالسمرة وصدأ الحديد ـ قاله الجوهري.
والْجَوِيَّةُ ـ بالجيم والياء المشددة ـ بعد الواو ـ على ما في كثير من النسخ : اسم موضع بمكة.
( جيا )
قوله تعالى : ( فَأَجاءَهَا الْمَخاضُ إِلى جِذْعِ النَّخْلَةِ ) أي جَاءَ بها ، ويقال : ألجأها من قولهم : « أَجَأْتُهُ إلى كذا » بمعنى ألجأته واضطررته إليه.
ومنه حَدِيثُ الِاسْتِسْقَاءِ : « أَجَاءَتْنَا الْمَضَائِقُ الْوَعِرَةُ ».
وعن الشيخ أبي علي (ره) في تفسيره فَأَجاءَهَا الآية : أن « أَجَاءَ » منقول من « جَاءَ » إلا أن استعماله قد تغير بعد النقل إلى معنى الإلجاء ، والمخاض : تمخض الولد في بطنها ، أي ألجأها وجع الولادة إلى جذع نخلة في الصحراء يابسة ليس لها ثمر ولا خضرة.
قوله : ( وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ ) رُوِيَ « أَنَّهُ لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ تَغَيَّرَ وَجْهُ رَسُولِ اللهِ (ص) وَعُرِفَ فِي وَجْهِهِ حَتَّى اشْتَدَّ عَلَى أَصْحَابِهِ مَا رَأَوْا مِنْ حَالِهِ ، فَانْطَلَقَ بَعْضُهُمْ إِلَى عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ (ع) فَقَالُوا : يَا عَلِيُّ لَقَدْ حَدَثَ أَمْرٌ قَدْ رَأَيْنَاهُ فِي نَبِيِّ اللهِ ، فَجَاءَ عَلِيٌّ (ع) فَاحْتَضَنَهُ مِنْ خَلْفِهِ وَقَبَّلَ بَيْنَ عَاتِقَيْهِ ، ثُمَّ قَالَ : يَا نَبِيَّ اللهِ بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي مَا الَّذِي حَدَثَ الْيَوْمَ؟ قَالَ : جَاءَ جَبْرَئِيلُ فَأَقْرَأَنِي ( وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ ) قَالَ : فَقُلْتُ : كَيْفَ يُجَاءُ بِهَا؟ قَالَ : يَجِيءُ بِهَا سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ
يَقُودُونَهَا بِسَبْعِينَ أَلْفَ زِمَامٍ فَتَشْرُدُ شَرْدَةً لَوْ تُرِكَتْ لَأَحْرَقَتْ أَهْلَ الْجَمْعِ ».
وفِي الْحَدِيثِ : « سُئِلَ عَنِ امْرَأَةٍ كَانَتْ تُصَلِّي الْمَغْرِبَ ذَاهِبَةً وَجَائِيَةً رَكْعَتَيْنِ ». أي آتية ، بتقديم الهمزة على الياء ، لأن اسم الفاعل من « جَاءَ يَجِيءُ جَاءٍ » والأصل « جايء » بتقديم الياء على الهمزة ، ولكن وقع الخلاف في إعلاله ، فقيل : الأصل في « جاء » : « جايء » فقلبت الياء همزة ـ كما في صائن ـ لوقوعها بعد ألف فاعل فصارت « جاءء » بهمزتين قلبت الثانية ياء لانكسار ما قبلها فقيل « جائي » ثم أعل إعلال رام ، فوزنه فاع ، وإلى هذا ذهب سيبويه ، وعند الخليل الأصل « جايء » نقلت العين إلى موضع اللام واللام إلى موضع العين وأعلت ، والوزن فالع.
ومنه قَوْلُهُ (ع) : « التَّقْصِيرُ بَرِيدٌ ذَاهِبٌ وَبَرِيدٌ جَاءٍ ».
و « جَاءَ زيد » أتى وحضر.
ويستعمل أيضا بنفسه وبالباء ، فيقال : « جِئْتُ شيئا حسنا » إذا فعلته ، و « جِئْتُ زيدا » إذا أتيت إليه ، و « جِئْتُ به » إذا أحضرته معك.
قال في المصباح وقد يقال « جِئْتُ إليه » على معنى ذهبت إليه ، ويقال : « جَاءَ الغيث » أي نزل ، و « جَاءَ أمر السلطان » : بلغ ، والْمَجِيءُ الإتيان ، يقال : « جَاءَ مَجِيئاً حسنا » قال الجوهري : وهو شاذ ، لأن المصدر من فعل يفعل مفعل بفتح العين ، وقد شذ منه حروف فَجَاءَتْ على مفعل كَالْمَجِيءِ والمحيض والمكيل والمصير ـ انتهى.
والْجِيئَةُ ـ كالجيعة ـ الاسم من جَاءَ يَجِيءُ.
والْجِيَّةُ ـ بالكسر وتشديد الياء ـ : مستنقع الماء.
باب ما أوله الحاء
( حبا )
فِي الْحَدِيثِ : « إِنَّ أَوَّلَ حِبَائِكَ الْجَنَّةُ ». أي عطاؤك ، يقال : « حَبَوْتُ الرجل حِبَاءً » بالكسر والمد : أعطيته الشيء بغير عوض ، والاسم منه الْحُبْوَةُ ـ بالضم (١).
ومنه « بيع الْمُحَابَاةِ » وهو أن يبيع شيئا بدون ثمن مثله ، فالزائد من قيمة المبيع عن الثمن عطية ، يقال : « حَابَيْتُهُ في البيع مُحَابَاةً ».
والْحِبَاءُ : القرب والارتفاع ، وعليه حمل قَوْلُهُ : « أَعْلَاهُمْ دَرَجَةً وَأَقْرَبُهُمْ حَبْوَةً زُوَّارُ وَلَدِي عَلِيٍّ (ع) ». أي أعلاهم وأرفعهم عند الله ـ كذا فسر في كنز اللغة.
وفِي الْحَدِيثِ : « الْعَقْلُ حِبَاءٌ مِنَ اللهِ وَالْأَدَبُ كُلْفَةٌ ». يريد أن العقل موهبيّ والأدب كسبيّ « فَمَنْ تَكَلَّفَ الْأَدَبَ قَدَرَ عَلَيْهِ ، وَمَنْ تَكَلَّفَ الْعَقْلَ لَمْ يَزْدَدْ بِذَلِكَ إِلَّا جَهْلاً » (٢). أي حمقا ، وفِيهِ « نَهْيٌ عَنِ الْحِبْوَةِ فِي الْمَسَاجِدِ ». هي بالكسر والضم : الاسم من الِاحْتِبَاءِ الذي هو ضم الساقين إلى البطن بالثوب أو اليدين ، ولعل العلة لكونها مجلبة للنوم ، فربما أفضت إلى نقض الطهارة ، أو لكونها جلسة تنافي تعظيم الله وتوقيره ، كيف لا وهو جالس بين يدي الله تعالى.
ومنه : « الِاحْتِبَاءُ حيطان العرب » وكان ذلك لأنه يقوم مقام الاستناد إلى الجدران.
وفِي الْخَبَرِ : « نُهِيَ عَنِ الِاحْتِبَاءِ فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ ». وعلل بأنه ربما تحرك أو تحرك الثوب فتبدو عورته.
وحَبَا الصبي يَحْبُو حَبْواً ، وحَبَى يَحْبِي حَبْياً ـ من باب رمى لغة ـ : إذا مشى على أربع.
__________________
(١) وبالكسر أيضا والفتح فيه أفصح ـ كما في لسان العرب.
(٢) صححناه على الكافي كتاب العقل والجهل الحديث رقم ١٨ وكان فيه تقديم وتأخير.
ومنه الْحَدِيثُ فِي صَلَاةِ الْفَجْرِ وَالْعِشَاءِ : « لَوْ عَلِمَ الْمُنَافِقُونَ الْفَضْلَ فِيهِمَا لَأَتَوْهُمَا وَلَوْ حَبْواً ». يعني زحفا على الركب.
وصلاة الْحَبْوَةِ هي صلاة جعفر بن أبي طالب المشهورة بين الفريقين ، سميت بذلك لأنها حِبَاءٌ من الرسول (ص) ومنحة منه ، وعطية من الله ، تفضل بها على جعفر ( رض ) (١).
( حثا )
فِي الْحَدِيثِ : « احْثُوا فِي وُجُوهِ الْمَدَّاحِينَ التُّرَابَ » (٢). أي ارموا التراب في وجوههم ، إجراء للفظ على ظاهره ، وقيل : هو كناية عن الخيبة وأن لا يعطوا شيئا ، وقيل : هو كناية عن قلة إعطائهم ، ويحتمل إرادة دفعهم عنه وقطع لسانهم بما يرضيهم من الرضخ ، وأراد بالمداحين الذين اتخذوا مدح الناس عادة وجعلوه بضاعة ليستأكلوا به الممدوح ، فأما من مدح على الفعل الحسن والأمر المحمود ترغيبا وتحريضا للناس على الاقتداء به في أشباهه فليس به بأس.
و « حَثَا الرجل التراب يَحْثُوهُ حَثْواً » و « يَحْثِيهِ حَثْياً » ـ من باب رمى ـ لغة : إذا أهاله بيده ، وبعضهم يقول : قبضه بيده ثم رماه.
ومنه : « فَاحْثُوا التراب في وجهه » ولا يكون إلا في القبض والرمي.
ومنه حَدِيثُ الْمَيِّتِ : « فَحَثَا عَلَيْهِ التُّرَابَ (٣) ». أي رفعه بيده وألقاه عليه.
وقوله : « يكفيه أن يَحْثُوَ ثلاث حَثَيَاتٍ على رأسه » يريد ثلاث غرف على التشبيه.
والْحَثَى ـ بالفتح والقصر ـ : دقاق التبن.
( حجا )
فِي الْحَدِيثِ : « مَنْ بَاتَ عَلَى ظَهْرِ بَيْتٍ لَيْسَ عَلَيْهِ حِجاً فَقَدْ بَرِئَتْ مِنْهُ الذِّمَّةُ ». أي ليس عليه ستر يمنعه من السقوط.
والْحِجَا ـ بالكسر والقصر ـ : العقل شبه الستر به في المنع عن التعرض للهلاك.
ورُوِيَ : « لَيْسَ عَلَيْهِ حِجَارٌ ». جمع « حجر » ما يحجر به كالحائط ، وقد سبق المعنى في برئت منه الذمة في « برا ».
__________________
(١) يذكر في « منح » شيئا في الحباء ـ ز.
(٢) من لا يحضره الفقيه ٤ / ٢٧٣.
(٣) التهذيب ١ / ٣١٨.
والْحَجَا ـ وزان العصا ـ : الناحية والجمع « أَحْجَاءٌ ».
و « أولي الْحِجَا » أصحاب العقول.
ومنه : « ويختل ذلك على ذي حِجاً » أي ذي عقل.
و أَحْجَى : أجدر وأحق.
ومنه حَدِيثُ عَلِيٍّ (ع) : « فَرَأَيْتُ أَنَّ الصَّبْرَ عَلَى هَاتَا أَحْجَى ».
وقولهم : « هو حَجِيٌ بذلك » على فعيل ، و « حَجٍ بذلك » أي خليق به.
والْأُحْجِيَّةُ ، والْأُحْجُوَّةُ ـ بضم الهمزة لغة ـ : لعبة وأغلوطة يتعاطاها الناس بينهم ، والجمع « الْأَحَاجِي » ويعبر عنها بالألغاز.
( حدا )
في الحديث ذكر الْحِدَأَةِ كعنبة ، وهو طائر خبيث ، ويجمع بحذف الهاء كعنب.
وفِي الْخَبَرِ : « لَا بَأْسَ بِقَتْلِ الْحِدْوِ لِلْمُحْرِمِ » (١). قيل : هو لغة في الوقف على ما آخره ألف بقلب الألف واوا ، والمراد به جمع « حِدَأَةٍ » للطائر المعروف ، سكنت الهمزة للوقف فصارت ألفا فقلبت واوا ، ومنهم من يقلبها ياء ويخفف ويشدد.
وعَنْ كَعْبِ الْأَحْبَارِ : الْحِدَأَةُ تَقُولُ : « كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا اللهَ ».
و « حَدَا بالإبل حَدْواً وحُدَاءً » مثل غراب : إذا زجرها وغنى لها ليحثها على السير (٢).
ومِنْهُ : « زَادُ الْمُسَافِرِ الْحُدَاءُ وَالشِّعْرُ مَا كَانَ لَيْسَ فِيهِ الْخَنَا ». أي الفحش ، وفي بعض النسخ « جفا » وقد مر في بابه.
وقَوْلُهُ : « وسَاكِنٌ الدُّنْيَا يَحْدُو بِالْمَوْتِ ». على التشبيه.
ومثله : « وطَالِبٌ حَثِيثٌ فِي الدُّنْيَا يَحْدُوهُ ». أي يَحْدُو به ، والمراد الموت.
وفِي الدُّعَاءِ : « وتَحْدُونِي عَلَيْهَا خَلَّةٌ وَاحِدَةٌ ». أي تبعثني وتسوقني عليها خصلة واحدة ، وهو من حَدْوِ الإبل على ما قيل ،
__________________
(١) يذكر قتل الحدأة في « فسق » أيضا ـ ز.
(٢) يذكر في « غنا » شيئا في حدو الإبل ـ ز.
فإنه من أكبر الأشياء على سوقها وبعثها.
وفيه ذكر الْحَادِيَيْنِ وهما الليل والنهار ، كأنهما يَحْدُوَانِ بالناس للسير إلى قبورهم كالذي يَحْدُو بالإبل.
والتَّحَدِّي من « حَادَيْتُ فلانا » إذا باريته ونازعته في فعله لتغلبه ، أو من « تَحَدَّيْتُ الناس القرآن » طلبت ما عندهم لتعرف أينا أقرأ.
قال في المصباح : وهو في المعنى مثل قول الشخص الذي يفاخر الناس بقوله : « هاتوا قوما مثل قومي » أو « مثل واحد منهم ».
وفِي حَدِيثِ جَابِرٍ : « فَجَعَلْتُهُ فِي قَبْرٍ عَلَى حِدَةٍ ». أي منفردا وحده وسيأتي في بابه.
( حذا )
وفِي الْحَدِيثِ : « لَا يُصَلَّى عَلَى الْجِنَازَةِ بِحِذَاءٍ ». هو بالكسر والمد : النعل ، والجمع « أَحْذِيَةٌ » مثل كساء وأكسية.
ومِنْهُ : « لَا تُصَلِّ عَلَى الْجِنَازَةِ بِنَعْلٍ حَذْوٍ » أي نعل يُحْتَذَى به (١).
والْحِذَاءُ أيضا : ما وطأ عليه البعير من خفه.
ومنه قَوْلُهُ (ع) : « مَعَهَا حِذَاؤُهَا وَسِقَاؤُهَا ». يعني الناقة.
و « حَاذَيْتُ الشيء » صرت بِحِذَائِهِ وبجنبه.
ومنه حَدِيثُ الْمَأْمُومِ : « يَقُومُ عَنْ يَمِينِ الْإِمَامِ بِحِذَائِهِ ». أي بجنبه مساويا له من غير تأخر اللهم ، إلا بالعقب.
ومثله : « المرأة تصلي بِحِذَاءِ الرجل » أي بإزائه.
و « حَذَوْتُ النعل بالنعل » إذا قدرت كل واحدة من طاقاتها على صاحبتها ليكونا على سواء.
وفِي حَدِيثِ النَّبِيِّ (ص) : « لَتَرْكَبُنَّ سُنَنَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ حَذْوَ النَّعْلِ بِالنَّعْلِ ». أي تشابهونهم وتعملون مثل أعمالهم على السواء.
وفِي الْخَبَرِ : « أَخَذَ قَبْضَةً مِنْ تُرَابٍ فَحَذَا بِهَا فِي وُجُوهِ الْمُشْرِكِينَ ». حَذَا : لغة في حثا.
__________________
(١) يذكر في « روء » و « ملس » حديثا في الحذاء ـ ز.
و « اسْتَحْذَيْتُهُ فَأَحْذَانِي » أي استعطيته فأعطاني.
والاسم « حُذَيَّا » على فعلى ـ بالضم.
والْحَذِيَّةُ على فعيلة مثل الْحُذَيَّا من الغنيمة ، وكذلك الْحِذْوَةُ بالكسر.
والْحُذْوَةُ أيضا : القطعة ، ومنه الْخَبَرُ : « يَعْمِدُونَ إِلَى عُرْضِ جَنْبِ أَحَدِهِمْ فَيَحْذُونَ مِنْهُ الْحُذْوَةَ مِنَ اللَّحْمِ ». ويريد الغيبة.
وفِي الْحَدِيثِ : « مَثَلُ الْجَلِيسِ الصَّالِحِ مَثَلُ الدَّارِيِّ إِنْ لَمْ يُحْذِكَ مِنْ عِطْرِهِ عَلِقَكَ مِنْ رِيحِهِ ». أي إن لم يُعْطِك.
والْحَذِيَّةُ : العطيّة.
وقولهم : « لم يُحْذِنِي من العطية » بالضم فالسكون : لم يعطني منها شيئا.
( حرا )
قوله تعالى : ( فَأُولئِكَ تَحَرَّوْا رَشَداً ) أي طلبوا الحق.
والتَّحَرِّي والتوخي : القصد والاجتهاد في الطلب والعزم على تخصيص الشيء بالفعل والقول.
ومنه الْحَدِيثُ : « لَا تَتَحَرَّوْا بِالصَّلَاةِ طُلُوعَ الشَّمْسِ وَغُرُوبَهَا ». أي لا تقصدوا بها ذلك.
وفِي الْخَبَرِ : « تَحَرَّوْا لَيْلَةَ الْقَدْرِ فِي الْعَشْرِ الْآخِرِ ». أي تعمدوا طلبها فيها.
وفِي الْحَدِيثِ : « مَنْ تَحَرَّى الْقَصْدَ خَفَّتْ عَلَيْهِ الْمُؤَنُ ». أي من طلب القصد في الأمور كان كذلك.
وفِيهِ : « التَّحَرِّي يُجْزِي عِنْدَ الضَّرُورَةِ ». أعني طلب ما هو الأحرى في الاستعمال في غالب الظن.
ومنه : « التَّحَرِّي في الإنائين ».
وفِيهِ : « إِنَّكَ حَرِيٌ أَنْ تُقْضَى حَاجَتُكَ ». أي جدير وخليق بذلك.
وقد تكرر فيه ذكر الْحَرُورِيِ والْحرُورِيَّةُ ـ بضم الحاء وفتحها ـ وهم طائفة من الخوارج ، نسبوا إلى حَرَوْرَاءَ ـ بالمد والقصر ـ موضع بقرب من الكوفة ، كان أول مجتمعهم وتحكيمهم فيه ، وهم أحد الخوارج الذين قاتلهم علي (ع) ، وكان عندهم من التشدد في الدين ما هو
معروف.
وفِي الْحَدِيثِ : « الْحَرُورِيُ هُوَ الَّذِي يَبْرَأُ مِنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ (ع) وَيَشْهَدُ عَلَيْهِ بِالْكُفْرِ ».
وحِرَاءَ ـ بالكسر والمد ـ : جبل بمكة ـ قاله في المجمع.
( حزا )
فِي الْحَدِيثِ : « شُرْبُ الْحَزَاءِ بِالْمَاءِ الْبَارِدِ يَنْفَعُ الْمَعِدَةَ ». الْحَزَاءُ ـ بفتح الحاء والمد ـ نبت بالبادية يشبه الكزبرة إلا أنه أعرض ورقا منه.
قال في المصباح : وفي الدر : هو نبت بالبادية يشبه الكرفس ، واحده « حَزَاءَةٌ ».
و « حَزَوْتُ النخل » ـ وحَزَيْتُهُ حَزْياً ـ لغة ـ : إذا خرصته.
واسم الفاعل « حَازٍ » كقاض.
وفِي الْخَبَرِ « هِرَقْلُ كَانَ حَزَّاءً ». بشد الزاي وآخره همزة ، من يَحْزُو الأشياء ويقدرها بظنه ، لأنه كان ينظر في النجوم ، ويقال لمن كان كذلك : « حَزَّاء » ، ولخارص النخل : « الْحَازِي » وكان هرقل علم من الحساب أن المولد النبوي كان بقران العلويين ببرج العقرب كذا في المجمع.
( حسا )
فِي الْحَدِيثِ : « فَأَكَلَ رَسُولُ اللهِ (ص) وَعَلِيٌّ (ع) وَحَسَوَا الْمَرَقَ ». أي شربا منه شيئا بعد شيء.
والْحُسْوَةُ بالضم ـ والفتح لغة ـ : الجرعة من الشراب ، ملء الفم مما يحسى مرة واحدة ، والجمع حُسىً وحُسَيَاتٌ مثل مدية ومدى ومديات.
و « في الإناء حُسْوَةٌ » ـ بالضم ـ أي قدر ما يُحْتَسَى.
والْحَسُوُّ على فعول ـ بالفتح ـ : طعام معروف.
وفِي الْحَدِيثِ « مَا التَّلْبِينَةُ؟ قَالَ (ص) : الْحَسُوُّ بِاللَّبَنِ ».
والْحَسْوَاءُ ـ بالفتح والمد ـ : طبيخ يتخذ من دقيق وماء ودهن ، وقد يحلى لِيُحْسَى.
والْحِسْيُ ـ بالكسر فالسكون ـ : ما تشربه الأرض من الرمل عند الحفر فيستخرج منه الماء.
( حشا )
فِي الْحَدِيثِ « واحْشُ رَكْعَتَيِ الْفَجْرِ بِصَلَاةِ اللَّيْلِ ». هو على التشبيه ، أي أدخلهما فيها ولا تفرق بينهما.
وفِي حَدِيثِ الْمُسْتَحَاضَةِ : « أَمْرَهَا أَنْ تَغْتَسِلَ ، فَإِنْ رَأَتْ شَيْئاً احْتَشَتْ (١) ». أي استدخلت شيئا يمنع الدم من القطر.
وبه سمي الْحَشْوُ للقطن ، لأنه يُحْشَى به.
و « حَشَوْتُ الوسادة وغيرها حَشْواً » إذا أدخلت الحشو فيها.
ومنه : « الحائض تَحْتَشِي بالكرسف ليحتبس الدم ».
والْحَشَا ـ مقصورا ـ كمعا ، والجمع « أَحْشَاءٌ » كسبب وأسباب.
وقولهم : « لا أدري أي الْحَشَا آخذ » أي أي الناحية آخذ.
( حصا )
قوله تعالى : ( وَأَحْصى كُلَّ شَيْءٍ عَدَداً ) هو من أَحْصَى الشيء إذا عده كله ، أي أحصى ما كان وما يكون منذ يوم خلق الله آدم إلى أن تقوم الساعة من فتنة أو زلزلة أو خسف أو أمة أهلكت فيما مضى أو تهلك فيما بقي ، وكم من إمام عادل أو جائر يعرفه باسمه ونسبه ، ومن يموت موتا أو يقتل قتلا ، وكم من إمام مخذول لا يضره خذلان من خذله ، وكم من إمام منصور لا تنفعه نصرة من نصره.
قوله : ( وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللهِ لا تُحْصُوها ) أي لا تطيقون إحصاءها والْإِحْصَاءُ يكون علما ومعرفة ويكون إطاقة.
قوله : ( ثُمَّ بَعَثْناهُمْ لِنَعْلَمَ أَيُّ الْحِزْبَيْنِ أَحْصى ) الآية ، أي الفريقين أصوب وأحفظ ( لِما لَبِثُوا ) أي مكثوا ، يعني أصحاب الكهف في كهفهم ، و ( أَمَداً ) غاية ، وقيل : عددا ، وفي نصبه وجهان : أحدهما على التفسير ـ كذا قيل ، وفي تفسير الشيخ أبي علي : (ره) ثم ( بَعَثْناهُمْ ) أي أيقظناهم من نومهم ( أَيُّ الْحِزْبَيْنِ ) فيه معنى الاستفهام ، ولذلك علق فيه
__________________
(١) التهذيب ١ / ٣٨٩.