شمس الدين محمّد بن أحمد بن عثمان الذّهبي
المحقق: الدكتور عمر عبدالسلام تدمري
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الكتاب العربي ـ بيروت
الطبعة: ١
الصفحات: ٦٧٧
وإني لأرجو أن ترى من مغيبها |
|
مطالع شمس قد يغص بها الشرب |
وهمّك تركيّ عليه غلالة |
|
وهمّ سواك الطعن في الروع والضرب (١) |
وهجا ابن أبي دؤاد بعد كثرة إنعامه عليه ، حتّى قيل إنّه هجا خزاعة قبيلته ، فقال :
أخزاع غيركم الكرام فأقصروا |
|
وضعوا أكفّكم على الأفواه (٢) |
الرّاتقين ولات حين مراتق |
|
والفاتقين شرائع الأستاه (٣) |
وله يهجو الحسن بن رجاء ، وبني هشام ، ودينار بن أكثم جملة :
[لا] (٤) تشتروا منّي ملوك المخرّم |
|
أبع حسنا وبني هشام بدرهم (٥) |
[وأعط] (٦) رجاء بعد ذلك (٧) زيادة |
|
وأغلط (٨) بدينار بغير تندّم |
فإن ردّ من عيب عليّ جميعهم |
|
فليس يردّ العيب يحيى بن أكثم (٩) |
وله يهجو أخاه ويهجو نفسه :
مهّدت له ودّي صغيرا ونصرتي |
|
وقاسمته مالي وبوّأته حجري |
وقد كان يكفيه من العيش كلّه |
|
رجاء ويأس يرجعان إلى فقر |
وفيه عيوب ليس يحصى عدادها |
|
فأصغرها عيب يجلّ عن الفكر |
ولو أنّني أبديت للنّاس بعضها |
|
لأصبح من بصق الأحبّة في بحر |
__________________
(١) الأبيات في : تهذيب تاريخ دمشق ٥ / ٢٣٩ ، والبيت الأخير فيه هكذا :
وهمّك أن تدلى عليه مهانة |
|
فأنت له أم وأنت له أب |
(٢) البيت في تهذيب تاريخ دمشق هكذا :
أخزاعة غير الكرام فاقصروا |
|
وضعوا القلم على الأفواه |
(٣) تهذيب تاريخ دمشق ٥ / ٢٤٠ وفيه زيادة بيت :
فدعوا الفخار فلستم من أهله |
|
يوم الفخار ففخركم سياه |
(٤) في الأصل بياض ، استدركته من : تهذيب تاريخ دمشق.
(٥) في : الأغاني ، ورد الشطر الثاني هكذا : أبع حسنا وابني رجاء بدرهم.
(٦) في الأصل بياض.
(٧) في الأغاني : «فوق ذاك».
(٨) في التهذيب : «وأعط» ، وفي الأغاني : «وأسمح».
(٩) تهذيب تاريخ دمشق ٥ / ٢٤١ ، الأغاني ٢٠ / ١٥٦.
فدونك عرضي فاهج حيّا وإن أمت |
|
فبالله إلّا ما خريت على قبري (١) |
وله يهجو امرأته :
يا من أشبهها بحمّى نافض |
|
قطّاعة للظّهر ذات زئير |
يا ركبتي جمل (٢) وساق نعامة |
|
وزنبيل كناس ، ورأس بعير |
صدغاك قد شمطا ، ونحرك يابس |
|
والصّدر منك كجؤجؤ الطّنبور |
قبّلتها فوجدت طعم لثاتها |
|
فوق اللّثام كلسعة الزّنبور (٣) |
وله الأبيات الشهيرة الّتي منها قوله :
أين الشّباب وأية سلكا |
|
لا ، أين يطلب ، ضلّ ، بل هلكا |
لا تعجبي يا سلم من رجل |
|
ضحك المشيب برأسه فبكى |
لا تأخذ [ي بظلامتي] (٤) أحدا |
|
طرفي (٥) وقلبي في دمي اشتركا |
يا ليت شعري كيف نومكما |
|
يا صاحبيّ إذا دمي سفكا (٦) |
وله :
علم تحكيم وشيب مفارق |
|
طلّسن (٧) ريعان الشّباب الرّائق |
وإمارة من (٨) دولة ميمونة |
|
كانت على اللّذّات أشغب عائق |
والآن لا أغدو ولست برائح |
|
في كبر معشوق وذلّة عاشق |
أنّي يكون وليس ذاك بكائن |
|
يرث الخلافة فاسق عن فاسق |
نعر ابن شكلة بالعراق وأهله (٩) |
|
فهفا إليه كلّ أطلس مائق |
__________________
(١) تهذيب تاريخ دمشق ٥ / ٢٤٢.
(٢) في تهذيب تاريخ دمشق : «جزر».
(٣) تهذيب تاريخ دمشق ٥ / ٢٤٢.
(٤) في الأصل بياض ، استدركته من : تهذيب تاريخ دمشق ، وتاريخ بغداد ، وفي الأغاني : «لا تأخذي».
(٥) في التهذيب : «عيني» ، وفي الأغاني «قلبي».
(٦) تهذيب تاريخ دمشق ٥ / ٢٣٢ ، ٢٣٣ ، وفي تاريخ بغداد ٨ / ٣٨٤ ثلاثة أبيات مع تقديم وتأخير ، وهي في الأغاني ٢٠ / ١٢٧ بتقديم وتأخير أيضا.
(٧) في الأغاني : «طمّسن».
(٨) في الأغاني : «في».
(٩) في تهذيب تاريخ دمشق : «وأهلها».
إن كان إبراهيم مضطلعا بها |
|
فلتصلحنّ من بعده لمخارق (١) |
فلمّا بلغت هذه الأبيات للمأمون ضحك وقال : قد غفرنا لدعبل كلّ ما هجانا به. وآمنه ، فسار دعبل إليه ومدحه لكون المأمون كان يتشيّع ، فإنّه عهد إلى الرّضا ، وكتب اسمه على السّكّة. وأقبل يجمع ما جاء في فضائل أهل البيت.
وكان دعبل أوّل داخل إليه وآخر خارج من عنده. فلم ينشب أن هجا المأمون ، وبعث إليه بهذه الأبيات :
ويسومني المأمون خطّة ظالم (٢) |
|
أو ما رأى بالأمس رأي (٣) محمد |
إنّي من القوم الّذين سيوفهم |
|
قتلت أخاك ، وشرّ فتك بمقعد |
شادوا بذكرك بعد طول خموله |
|
واستنقذوك من الحضيض الأوهد |
ثم إنّه مدح المعتصم ونفق عليه وأجزل له الصّلات ، فما لبث أن هجاه وهرب.
وله القصيدة الطّنّانة في أهل البيت تدلّ على رفضه :
مدارس آيات خلت من تلاوة |
|
ومنزل وحيّ مقفر العرصات |
لآل رسول الله بالخيف من منى |
|
وبالرّكن والتّعريف والجمرات |
ألم تر أنّي مذ ثلاثين حجّة |
|
أروح وأغدو دائم الحسرات |
أرى فيئهم في غيرهم متقسّما |
|
وأيديهم من فيئهم صفرات |
وآل رسول الله نحف جسومهم |
|
وآل زياد غلّظ الرّقبات (٤) |
بنات زياد في القصور (٥) مصونة |
|
وبنت رسول الله في الفلوات |
ولو لا الّذي أرجوه في اليوم أو غد |
|
تقطّع قلبي إثرهم حسرات (٦) |
__________________
(١) الأبيات في : تهذيب تاريخ دمشق ٥ / ٢٣٧ ، ومنها أربعة أبيات في : الأغاني ٢٠ / ١٨١.
(٢) في الأغاني : «خطة عاجز».
(٣) في الأغاني : ٢٠ / ١٧٤ «رأس».
(٤) في تهذيب تاريخ دمشق : «غلظ القصرات».
(٥) في تهذيب التاريخ : «في الخدور».
(٦) تهذيب تاريخ دمشق ٥ / ٢٣٧.
وهي قصيدة طويلة.
توفّي سنة ستّ وأربعين ، عن بضع وتسعين سنة.
ويقال إنّه هجا مالك بن طوق ، فجهّز عليه من ضربه بعكّاز مسموم في قدمه ، فمات من ذلك بعد يوم (١).
ومات بالطّيب من ناحية واسط (٢).
وما أحلى قول عبد الله بن طاهر الأمير : دعبل قد حمل جذعه على عنقه ولا يجد من يصلبه عليه.
ولام رجل هاشميّ دعبلا في هجائه الخلفاء فقال : دعني من فضولك أنا والله استصلب منذ سبعين سنة ، وما وجدت أحدا يجود لي بخشبة.
١٧٩ ـ دهثم بن خلف (٣).
أبو سعيد الرّمليّ.
حدّث ببغداد عن : ضمرة بن ربيعة ، وأيّوب بن سويد ، وجماعة.
وعنه : ابن أبي الدّنيا ، وعبد الله بن ناجية ، ونصر بن القاسم الفرضيّ ، وآخرون.
__________________
(١) الأغاني ٢٠ / ١٨٦ ، تهذيب تاريخ دمشق ٥ / ٢٤٥.
(٢) تاريخ بغداد ٨ / ٣٨٥.
(٣) انظر عن (دهثم بن خلف) في :
تاريخ بغداد ٨ / ٣٨٦ ، ٣٨٧ رقم ٤٤٩٢.
ـ حرف الذال ـ
١٨٠ ـ ذو النّون المصريّ الزّاهد (١) ، رحمة الله عليه.
اسمه ثوبان بن إبراهيم ، ويقال أبو الفيض بن أحمد ، ويقال ابن إبراهيم أبو الفيض ، ويقال أبو الفيّاض الإخميميّ. وأبوه نوبيّ.
روى عن : مالك ، واللّيث ، وابن لهيعة ، وفضيل بن عياض ، وسفيان بن عيينة ، وسلم الخوّاص ، وجماعة.
__________________
(١) انظر عن (ذي النون المصري) في :
طبقات الصوفية للسلمي ١٥ ـ ٢٦ رقم ٢ ، وحلية الأولياء لأبي نعيم ٩ / ٣٣١ ـ ٣٩٥ رقم ٤٥٦ و ١٠ / ٣ ، ٤ ، وانظر فهرس أعلام الحلية ـ ص ٥٧٠ ، والرسالة القشيرية ١٠ ، وتاريخ بغداد ٨ / ٣٩٣ ـ ٣٩٧ رقم ٤٤٩٧ ، والزهد الكبير للبيهقي ، رقم ٥ و ٣٧ و ٥٦ و ٦٤ و ٦٦ و ٦٧ و ٦٨ و ٦٩ و ٧٠ و ٧١ و ٧٢ و ٨٤ و ٩٤ و ١٣٩ و ١٤٠ و ١٤١ و ١٤٢ و ١٤٣ و ١٨١ و ١٨٢ و ١٩٣ و ١٩٦ و ٢٩٤ و ٣٤١ و ٥٨٥ و ٦١٦ و ٦٨٤ و ٧٠١ و ٧٤٤ و ٧٥٩ و ٧٩٥ و ٨٣٥ و ٨٥٣ و ٩٦٧ و ٩٨٠ و ٩٨١ و ٩٨٢ ، والإكمال لابن ماكولا ٣ / ٣٨٩ ، والأنساب لابن السمعاني ١ / ١٥٥ ، وتهذيب تاريخ دمشق ٥ / ٢٧٤ ـ ٢٩١ ، والفرج بعد الشدّة للتنوخي ١ / ٧٤ ، ١٢٩ ، ومروج الذهب ٨١٢ ، والإشارات إلى معرفة الزيارات ٤٣ ، والإستبصار ٥٨ ، ٥٩ ، والأذكياء لابن الجوزي ٨٤ ، ٨٥ ، والمرصّع لابن الأثير ٣٣٤ ، واللباب ١ / ٣٥ ، والكامل في التاريخ ٧ / ٩٢ ، ووفيات الأعيان ١ / ٣١٥ ـ ٣١٨ و ٤٢٨ ، ٤٢٩ و ٢ / ٤٢٩ و ٦ / ٥٩ ، وأخبار الحكماء للقفطي ١٨٥ ، والروض المعطار للحميري ١٧ ، وآثار البلاد وأخبار العباد للقزويني ١٤٠ ، ٣٢٦ ، والإرشاد للخليلي (طبعة ستنسل) ٢ / ١٢ ، ١٣ ، وميزان الاعتدال ٢ / ٣٣ رقم ٢٧٠١ ، وتاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) ٤٨ / ٦٦٩ ، ودول الإسلام ١ / ١٤٨ ، وسير أعلام النبلاء ١١ / ٥٣٢ ـ ٥٣٦ رقم ١٥٣ ، والعبر ١ / ٤٤٤ ، والبداية والنهاية ١٠ / ٣٤٧ ، والمختصر في أخبار البشر ٢ / ٤١ ، وتاريخ ابن الوردي ١ / ٢٢٨ ، ومرآة الجنان ٢ / ١٤٩ ـ ١٥١ ، وآثار البلاد وأخبار العباد ١٤٠ ، وصفة الصفوة ٤ / ٣١٥ ـ ٣٢١ ، والنجوم الزاهرة ٢ / ٣٢٠ ، ٣٢١ ، الطبقات الكبرى للشعراني ١ / ٨١ ـ ٨٤ ، ولسان الميزان ٣ / ٤٣٧ ، ٤٣٨ ، رقم ١٧٩١ ، وشذرات الذهب ٢ / ١٠٧ ، وبدائع الزهور لابن إياس ج ١ ق ١ / ١٥٣ ، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي ٢ / ٤٥ ـ ٥٠ رقم ٣٦٥ ، ودرر الأبكار ١٢٢ ، ١٢٣ ، وطبقات الأولياء ٢١٨ ـ ٢٢٧ رقم ٤١ ، ونتائج الأفكار القدسية ١ / ٧٣ ـ ٧٦.
وعنه : أحمد بن صبيح الفيّوميّ ، وربيعة بن محمد الطّائيّ ، ورضوان بن محيميد ، ومقدام بن داود الرّعينيّ ، والحسن بن مصعب النّخعيّ ، والجنيد بن محمد ، وغيرهم.
روى سليمان بن أحمد الملطيّ ـ وهو ضعيف ـ ثنا أبو قضاعة ربيعة بن محمد ، ثنا ثوبان بن إبراهيم ، نا اللّيث بن سعد ، فذكر حديثا.
وقال محمد بن يوسف الكنديّ في كتاب «الموالي من أهل مصر» : ومنهم ذو النّون بن إبراهيم الإخميميّ مولى لقريش. وكان أبوه نوبيّا.
وقال الدّار الدّارقطنيّ : روى عن مالك أحاديث فيها نظر (١) ، وكان واعظا (٢).
وقال ابن يونس : كان عالما فصيحا حكيما ، أصله من النّوبة.
توفّي في ذي القعدة سنة خمس وأربعين.
وقال السّلميّ (٣) : حمل ذو النّون إلى المتوكّل على البريد من مصر ليعظه سنة أربع وأربعين. وكان إذا ذكر بين يدي المتوكّل أهل الورع بكى.
وقال يوسف بن أحمد البغداديّ : كان أهل ناحيته يسمّونه الزّنديق ، فلمّا مات أظلّت الطّير جنازته ، فاحترموا بعد ذلك قبره.
وقال أبو القاسم القشيريّ : كان رجلا نحيفا تعلوه حمرة (٤) ، ليس بأبيض اللّحية.
وقيل كانت تعلوه صفرة (٥).
وعن أيّوب مؤذّن ذي النّون قال : أتى أصحاب المطالب ذا النّون ، فخرج معهم إلى قوص وهو شابّ ، فحفروا قبرا ، فوجدوا فيه لوحا فيه اسم الله الأعظم ، فأخذه ذو النّون ، وسلّم إليهم ما وجدوا.
__________________
(١) هكذا في الأصل. وفي تاريخ بغداد : «في أسانيدها نظر».
(٢) تاريخ بغداد ٨ / ٣٩٣.
(٣) قول السلمي ليس في «طبقات الصوفية» ، وهو في : تهذيب تاريخ دمشق ٥ / ٢٧٤.
(٤) في تهذيب تاريخ دمشق ٥ / ٢٧٥ : «تعلوه صفرة».
(٥) تهذيب تاريخ دمشق ٥ / ٢٧٥.
وقال يوسف بن الحسين الرازيّ : حضرت مجلس ذي النّون فقيل : يا أبا الفيض ما كان سبب توبتك؟
قال : أردت الخروج إلى قرى مصر فنمت في الصحراء ففتحت عيني فإذا أنا بقبّرة عمياء معلّقة بمكان ، فسقطت من وكرها ، فانشقّت الأرض ، فخرج منها سكرّجتان ذهب وفضّة ، في إحداهما : سمسم ، وفي الأخرى ماء ، فأكلت وشربت. فقلت : حسبي ، قد تبت. ولزمت الباب إلى أن قبلني (١).
وفي كتاب «المحن» للسّلميّ أنّ ذا النّون أول من تكلّم ببلدته في ترتيب الأحوال ومقامات أهل الولاية. أنكر عليه عبد الله بن عبد الحكم ، وكان رئيس مصر ، وكان يذهب مذهب مالك ، ولذلك هجره علماء مصر ، حتّى شاع خبره ، وأنّه أحدث علما لم يتكلّم فيه السّلف. وهجروه حتّى رموه بالزّندقة.
قال : فدخل عليه أخوه فقال : إنّ أهل مصر يقولون أنت زنديق.
فأنشأ يقول :
وما لي سوى الإطراق والصّمت حيلة |
|
ووضعي كفّي تحت خدّي وتذكاري (٢) |
قال : وقال محمد بن يعقوب بن الفرجيّ : كنت مع ذي النّون في الزّورق ، فمرّ بنا زورق آخر ، فقيل لذي النّون : إنّ هؤلاء يمرّون إلى السلطان يشهدون عليك بالكفر.
فقال : اللهمّ إن كانوا كاذبين فغرّقهم. فانقلب الزّورق وغرقوا.
فقلت له : احسب أنّ هؤلاء قد مضوا يكذبون ، فما بال الملّاح؟
قال : لم حملهم وهو يعلم قصدهم. ولأن يقفوا بين يدي الله غرقى خير لهم من أن يقفوا شهود زور. ثمّ انتفض وتغيّر وقال : وعزّتك لا أدعو على خلقك بعد هذا.
ثم دعاه أمير مصر وسأله عن اعتقاده ، فتكلّم ، فرضي أمره ، وكتب به إلى
__________________
(١) تهذيب تاريخ دمشق ٥ / ٢٧٥.
(٢) البيت في جملة أبيات في : تهذيب تاريخ دمشق ٥ / ٢٩١.
المتوكّل ، فأمر بإحضاره ، فحمل على البريد. فلمّا سمع كلامه ولع به ، وأحبّه وأكرمه ، حتّى أنّه لو كان إذا ذكر العلماء يقول : إذا ذكر الصّالحون فحي هلا بذي النّون (١).
وقال عليّ بن حاتم : سمعت ذا النّون يقول : القرآن كلام الله غير مخلوق.
وقال يوسف بن الحسين : سمعت ذا النّون يقول : مهما تصوّر في وهمك ، فالله بخلاف ذلك.
وقال : سمعت ذا النّون يقول : الاستغفار اسم جامع لمعان كثيرة ، أوّلهنّ : النّدم على ما مضى ، والثّاني : العزم على ترك الرجوع ، والثالث : أداء كلّ فرض ضيّعته فيما بينك وبين الله ، والرابع : ردّ المظالم في الأموال والأعراض والمصالحة عليها ، والخامس : إذابة كلّ لحم ودم نبت على الحرام ، والسّادس : إذاقة البدن ألم الطّاعة كما وجدت حلاوة المعصية.
وعن عمرو السّرّاج قال : قلت لذي النّون كيف خلصت من المتوكّل وقد أمر بقتلك؟
قال : لمّا أوصلني الغلام إلى السّتر رفعه ثمّ قال لي : ادخل.
فنظرت فإذا المتوكّل في غلالة مكشوف الرأس ، وعبيد الله قائم على رأسه متّكئ على السّيف. فعرفت في وجوه القوم الشّرّ. ففتح لي باب ، فقلت في نفسي : يا من ليس في السّماوات قطرات ولا في البحار قطرات ، ولا في ديلج الرّياح دلجات ، ولا في الأرض خبيئات ، ولا في قلوب الخلائق خطرات إلّا وهي عليك دليلات ، ولك شاهدات ، وبربوبيّتك معترفات ، وفي قدرتك متحيّرات. فبالقدرة الّتي تجير بها من في الأرض والسّماوات إلّا صلّيت على محمد وآل محمد ، وأخذت قلبه منّي. فقام إليّ المتوكّل يخطو ، حتّى اعتنقني وقال : أتعبناك يا أبا الفيض. إن تشأ تقيم عندنا فأقم ، وإن تشأ أن تنصرف فانصرف.
فاخترت الانصراف (٢).
__________________
(١) تهذيب تاريخ دمشق ٥ / ٢٧٤.
(٢) تهذيب تاريخ دمشق ٥ / ٢٧٧.
وقال يوسف بن الحسين ، حضرت مع ذي النّون مجلس المتوكّل ، وكان مولعا به يفضّله على العبّاد والزّهّاد ، فقال : يا أبا الفيض صف لي أولياء الله.
قال : يا أمير المؤمنين هم قوم ألبسهم الله النّور السّاطع من محبّته ، وجلّلهم بالبهاء من أردية كرامته ، ووضع مفارقهم تيجان مسرّته ، ونشر لهم المحبّة في قلوب خليقته ، ثمّ أخرجهم وقد ودع القلوب ذخائر الغيوب ، فهي معلّمة بمواصلة المحبوب ، فقلوبهم إليه سائرة ، وأعينهم إلى عظيم جلاله ناظرة. ثمّ أجلسهم بعد أن أحسن إليهم على كراسي طلب المعرفة بالدّواء ، وعرّفهم منابت الأدواء ، وجعل تلاميذهم أهل الورع والتّقيّ ، وضمن لهم الإجابة عند الدّعاء ، وقال : يا أوليائي لو أتاكم عليل من فرقي فداووه ، أو مريض من إرادتي فعالجوه ، أو مجروح بتركي إيّاه فلاطفوه ، أو فارّ منّي فرغّبوه ، أو خائف منّي فأمّنوه (١) ، أو مستوصف نحوي فأرشدوه ، أو مسيء فعاتبوه. أو استغاث بكم ملهوف فأغيثوه. في فصل طويل (٢).
ولذي النّون ترجمة طويلة في «تاريخ دمشق» (٣) ، وأخرى في «حلية الأولياء» (٤).
وما أحسن قوله : العارف لا يلتزم حالة واحدة ، ولكن يلتزم أمر ربّه في الحالات كلّها (٥).
قد تقدّمت وفاته في سنة خمس. وكذا ورّخه عبيد الله بن سعيد بن عفير.
وأمّا حيّان بن أحمد السّهميّ فقال : مات بالجيزة وعدّي به إلى مصر في مركب خوفا من زحمة النّاس على الجسر لليلتين خلتا من ذي القعدة سنة ستّ وأربعين (٦).
__________________
(١) هنا زيادة : «أو قصد نحوي فآووه ، أو جبان من متاجرتي ، فجدوه ، أو آيس من فضلي فعدوه ، أو راج لإحساني فبشّروه ، أو حسّن الظنّ بي فباسطوه ، أو محبّ لي فواصلوه ، أو معظّم لقدري فعظّموه». (تهذيب تاريخ دمشق ٥ / ٢٧٨).
(٢) انظر : تهذيب تاريخ دمشق ٥ / ٢٧٨.
(٣) تهذيبه ٥ / ٢٧٤ ـ ٢٩١.
(٤) ج ٩ / ٣٣١ ـ ٣٩٥.
(٥) طبقات الصوفية للسلمي ٢٦ ، الزهد الكبير للبيهقي ٢٩٨ ، ٢٩٩ رقم ٧٩٥.
(٦) تاريخ بغداد ٨ / ٣٩٧ ، صفة الصفوة ٤ / ٣٢١.
وقال آخر : سنة ثمان وأربعين (١). والأوّل أصحّ. وقد قارب السّبعين أو جازها.
__________________
(١) وقيل : سنة خمس وأربعين ومائتين. (تاريخ بغداد).
ـ حرف الراء ـ
١٨١ ـ راشد بن سعيد (١) ـ ق. ـ
أبو بكر المقدسيّ.
حدّث سنة ثلاث وأربعين عن : الوليد بن مسلم ، وضمرة بن ربيعة.
وعنه : ق. ، وأبو حاتم الرازيّ ، وعبد الله بن محمد بن سلم المقدسيّ.
وقال أبو حاتم (٢) : صدوق. كتبت عنه ببيت المقدس (٣).
١٨٢ ـ رباح بن جرّاح (٤).
أبو الوليد العبديّ الموصليّ ، صاحب الزّهد والمواعظ.
عن : المعافى بن عمران ، وعفيف بن سالم ، والقاسم بن يزيد الجرميّ ، وزيد بن أبي الزّرقاء ، وسابق الموصليّ ، وعمر بن أيّوب ، وجماعة.
وعنه : أحمد بن بشر ، وأبو يعلى الموصليّ ، وغيرهما.
__________________
(١) انظر عن (راشد بن سعيد) في :
تاريخ أبي زرعة الدمشقيّ ٢ / ٧١٨ ، والجرح والتعديل ٣ / ٤٨٨ رقم ٢٢١٠ ، والمعجم المشتمل لابن عساكر ١١٩ رقم ٣٣٣ ، وتاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) ١٣ / ٣٣١ ، والتذكار في أفضل الأذكار للقرطبي ١٥٩ ، وتهذيب الكمال للمزّي ٩ / ١٢ ، ١٣ رقم ١٨٢٧ ، والكاشف ١ / ٢٣١ رقم ١٥١٢ ، وتهذيب التهذيب ٣ / ٢٢٦ ، ٢٢٧ رقم ٤٣٣ ، وتقريب التهذيب ١ / ٢٤٠ رقم ٤ ، وخلاصة تذهيب التهذيب ١١٣ ، وفيه «راشد بن سعد» ، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي ٢ / ٢٤٩ رقم ٥٨١.
(٢) الجرح والتعديل ٣ / ٤٨٨.
(٣) قال ابن عساكر : مات بعد سنة ثلاث وأربعين ومائتين ، أو فيها. (المعجم المشتمل ١١٩).
(٤) انظر عن (رباح بن جرّاح) في :
الطبقات الكبرى لابن سعد ٧ / ٣٦٢ ، والجرح والتعديل ٣ / ٤٩١ رقم ٢٢٢٥ ، والثقات لابن حبّان ٨ / ٢٤٣ ، وحلية الأولياء ٨ / ٢٩٣ ، وتاريخ بغداد ٨ / ٤٢٩ ، رقم ٢٥٣٤ ، والزهد الكبير للبيهقي ، رقم ٧٩٣.
وكتب عنه : يحيى بن معين مع جلالته وتقدّمه (١).
قال الأزديّ : كان صالحا خاشعا ذا قدر ومحلّ (٢).
توفّي سنة نيّف وأربعين ومائتين.
قلت : وآخر من روى عنه : يحيى بن محمد بن صاعد.
وكان ثقة.
وثّقه الخطيب وقال (٣) : حدّث ببغداد سنة ستّ وأربعين.
وممّن روى عنه : أبو بكر بن أبي الدّنيا ، والحسن بن الحسين الصّوّاف المقرئ. وكان حفظه للرّقائق ، رحمهالله.
١٨٣ ـ الرّبيع بن نافع (٤) ـ خ. م. د. ن. ق. ـ
أبو توبة الحلبيّ نزيل طرسوس.
عن : معاوية بن سلّام ، وشريك ، وأبي الأحوص ، وأبي المليح الرّقّيّ
__________________
(١) تاريخ بغداد ٨ / ٤٢٨.
(٢) عبارته في تاريخ بغداد : «كان يحفظ الرقائق وكلام الزهّاد ، وكان شيخا خاشعا صالحا ، وكتب عنه يحيى بن معين ، وأحمد بن إبراهيم الدورقي ، وغيرهما من العراقيين ، وكان له هناك قدر ومنزلة».
(٣) في تاريخه ٨ / ٤٢٨.
(٤) انظر عن (الربيع بن نافع) في :
التاريخ الكبير للبخاريّ ٣ / ٢٧٩ رقم ٩٥٦ ، والكنى والأسماء لمسلم ، ورقة ١٧ ، والمراسيل لأبي داود (في مواضع كثيرة) ، والمعرفة والتاريخ للفسوي ١ / ٢٠١ ، ٢١٢ و ٢ / ٣٤٠ ، ٣٤١ و ٣ / ٣٦٥ ، ٣٩٠ ، وتاريخ الطبري ٨ / ٩٠ ، وتاريخ واسط لبحشل ٦١ ، والجرح والتعديل ٣ / ٤٧٠ ، ٤٧١ رقم ٢١٠٥ ، والثقات لابن حبّان ٨ / ٢٣٩ ، ورجال صحيح البخاري للكلاباذي ١ / ٢٤٦ رقم ٣٢٨ ، ورجال صحيح مسلم لابن منجويه ١ / ٢٠٤ رقم ٤٣٢ ، وتاريخ جرجان للسهمي ٣٠٣ ، والجمع بين رجال الصحيحين لابن القيسراني ١ / ١٣٤ رقم ٥٢٥ ، والمعجم المشتمل لابن عساكر ١٢٠ رقم ٣٣٧ ، وتهذيب تاريخ دمشق ٥ / ٣١٠ ، وطبقات الحنابلة لابن أبي يعلى ١ / ١٥٦ رقم ٢١١ ، وتهذيب الكمال للمزّي ٩ / ١٠٣ ـ ١٠٦ رقم ١٨٧٢ ، ومعجم البلدان ٢ / ٨٩٠ و ٣ / ٥٠٩ ، وسير أعلام النبلاء ١٠ / ٦٥٣ ، ٦٥٤ رقم ٢٣٥ ، والكاشف ١ / ٢٣٧ رقم ١٥٥٤ ، والعبر ١ / ٤٣٦ ، وتذكرة الحفاظ ٢ / ٤٧٢ ، والمعين في طبقات المحدّثين ٨٥ رقم ٩٢٤ ، ودول الإسلام ١ / ١٤٨ ، والوافي بالوفيات ١٤ / ٨٣ رقم ٧٩٩ ومشارع الأشواق للدمياطي ١ / ٤٣٢ ، وتهذيب التهذيب ٣ / ٢٥١ رقم ٤٨١ ، وتقريب التهذيب ١ / ٢٤٦ رقم ٥٠ ، وخلاصة تذهيب التهذيب ١١٥ ، وشذرات الذهب ٢ / ٩٦ ، والمغني في ضبط أسماء الرجال ٢٨٦.
الحسن بن عمر ، وعبيد الله بن عمرو ، والهيثم بن حميد ، وإسماعيل بن عيّاش ، وإبراهيم بن سعد ، ويزيد بن المقدام ، وابن المبارك ، وطائفة.
وعنه : د. فأكثر ، وخ. م. ن. ق. عن رجل عنه ، وأحمد بن حنبل ، والحسن بن الصّبّاح ، والدّارميّ ، وأبو حاتم ، ويزيد بن جهور ، ويعقوب الفسويّ ، وأحمد بن خليد الحلبيّ ، وآخرون.
قال أبو حاتم (١) : ثقة.
وقال أبو داود : قدم أبو توبة الكوفة ولم يقدم البصرة. وكان يحفظ الطّوال يجيء بها. ورأيته يمشي حافيا وعلى رأسه طويلة.
قال : وكان يقال إنّه من الأبدال (٢) ، رحمهالله.
قلت : هو آخر من حدّث عن معاوية بن سلّام.
قال الفسويّ (٣) : مات سنة إحدى وأربعين ومائتين (٤).
١٨٤ ـ رجاء بن محمد (٥) ـ ق. ن. ـ
أبو الحسن العذريّ (٦) البصريّ السّقطيّ.
عن : عبد الصّمد بن عبد الوارث ، وسعيد بن عامر الضّبعيّ.
وعنه : ت. ن. ، وجعفر الفريابيّ ، وابن خزيمة ، وآخرون.
ولا أعلم متى توفّي. وقد سمع منه أبو حاتم والكبار (٧).
__________________
(١) الجرح والتعديل ٣ / ٤٧٠ وزاد : صدوق حجّة.
(٢) تهذيب الكمال ٩ / ١٠٦.
(٣) في المعرفة والتاريخ ١ / ٢١٢.
(٤) وذكره ابن حبّان في «الثقات» وقال : مات بعد سنة عشرين ومائتين»! وأثنى عليه الأثرم وقال : لا أعلم إلا خيرا.
وسئل عنه أبو حاتم فقال : ثقة صدوق حجّة. (الجرح والتعديل).
(٥) انظر عن (رجاء بن محمد) في :
الجرح والتعديل ٣ / ٥٠٣ رقم ٢٢٧٦ ، والثقات لابن حبّان ٨ / ٢٤٧ وفيه قال محقّقه بالحاشية (٦) : «ولم نظفر به» ، والمعجم المشتمل ١٢٠ رقم ٣٣٩ ، وتهذيب الكمال ٩ / ١٦٦ ـ ١٦٨ رقم ١٨٩٦ ، ومعجم البلدان ٤ / ٧٣٦ ، والكاشف ١ / ٢٤٠ رقم ١٥٧٦ ، وتقريب التهذيب ١ / ٢٤٩ رقم ٧٦ ، وخلاصة تذهيب التهذيب ١١٧.
(٦) في الثقات «العدوي» وهو غلط.
(٧) وقال النسائي : لا بأس به. (المعجم المشتمل).
١٨٥ ـ رجاء بن مرجّي (١) ـ د. ق. ـ
أبو محمد الحافظ.
ويقال أبو أحمد المروزيّ ، ويقال السّمرقنديّ. نزيل بغداد.
سمع : النّضر بن شميل ، ويزيد بن أبي حكيم العدنيّ ، وأبا نعيم ، ومسلم بن إبراهيم ، وأبا اليمان ، وعبد الله بن رجاء ، وخلقا.
وعنه : د. ق. وأحمد بن محمد بن أبي شيبة البزّاز ، وعمر بن محمد بن بجير ، وأبو العبّاس السّرّاج ، ويحيى بن صاعد ، والقاضي المحامليّ ، وطائفة.
قال الدّار الدّارقطنيّ : حافظ ثقة (٢).
وقال الخطيب (٣) : كان ثقة ثبتا إماما في علم الحديث وحفظه والمعرفة به.
وقال البخاريّ (٤) : مات ببغداد في غرّة جمادى الأولى سنة تسع وأربعين ومائتين (٥).
١٨٦ ـ روح بن حاتم البغداديّ البزّاز (٦).
__________________
= وذكره ابن حبّان في «الثقات» وقال : «مستقيم الحديث».
وسمع منه أبو حاتم الرازيّ بالبصرة في رحلته الثالثة. (الجرح والتعديل).
(١) انظر عن (رجاء بن مرجّى) في :
التاريخ الصغير للبخاريّ ٢٣٧ ، والجرح والتعديل ٣ / ٥٠٣ رقم ٢٢٧٧ ، والثقات لابن حبّان ٨ / ٢٤٧ ، وتاريخ بغداد ٨ / ٤١٠ ، وتهذيب تاريخ دمشق ٥ / ٣٢١ ، والمعجم المشتمل لابن عساكر ١٢٠ ، ١٢١ رقم ٣٤٠ ، وطبقات الحنابلة لابن أبي يعلى ١ / ١٥٥ ، ١٥٦ رقم ٢١٠ ، وتهذيب الكمال للمزّي ٩ / ١٦٨ ـ ١٧٠ رقم ١٨٩٧ ، والعبر ١ / ٤٥٤ ، وتذكرة الحفاظ ٢ / ٥٤٢ ، والكاشف ١ / ٢٤٠ رقم ١٥٧٧ ، وسير أعلام النبلاء ١٢ / ٩٨ ـ ١٠٠ رقم ٢٩ ، والبداية والنهاية ١١ / ٤ ، والوافي بالوفيات ١٤ / ١٠٣ ، ١٠٤ رقم ١٢٥ ، وتهذيب التهذيب ٣ / ٢٦٩ ، ٢٧٠ رقم ٥٠٨ ، وتقريب التهذيب ١ / ٢٤٩ رقم ٧٧ ، وطبقات الحفاظ ٢٣٨ ، وخلاصة تذهيب التهذيب ١١٧ ، وشذرات الذهب ٢ / ١٢٠.
(٢) تهذيب تاريخ دمشق ٥ / ٣٢١.
(٣) في تاريخ بغداد ٨ / ٤١١.
(٤) في تاريخه الصغير ٢٣٧ ، والثقات لابن حبّان ، وتاريخ بغداد ، وتهذيب تاريخ دمشق ، والمعجم المشتمل.
(٥) وسئل عنه أبو حاتم فقال : صدوق.
وذكره ابن حبّان في «الثقات» وقال : «كان متيقّظا ، ممّن جمع وصنّف».
(٦) انظر عن (روح بن حاتم) في :
عن : إسماعيل بن عيّاش ، وهشيم ، وزياد البكّائيّ ، وجماعة.
وعنه : أبو بكر بن أبي الدّنيا ، وأبو يعلى ، وأبو صخرة الكاتب.
وحدّث سنة إحدى وأربعين (١).
ضعّفه ابن معين (٢) ، ومشّاه غيره (٣).
١٨٧ ـ روح بن عصام بن يزيد الأصبهانيّ (٤).
المعروف بابن جبّر. وكان أبوه جبّر يخدم سفيان الثّوريّ.
عن : أبيه ، وشريك بن عبد الله ، وعبّاد بن عبّاد ، وأبي الأحوص ، وهشيم.
وكان به صمم ، وهو أسنّ من أخيه محمد بن عصام.
روى عنه : أبو غسّان محمد بن أحمد الزّاهد ، ومحمد بن يحيى بن مندة ، وأحمد بن الحسين الأنصاريّ ، وإسماعيل بن محمد بن عصام ولد أخيه.
__________________
= المعرفة والتاريخ للفسوي ١ / ١٢٥ ، ١٥٥ ، وأخبار القضاة لوكيع ٢ / ١٦٥ ، ١٦٦ ، والثقات لابن حبّان ٨ / ٢٤٤ ، وتاريخ بغداد ٨ / ٤٠٦ ، ٤٠٧ رقم ٤٥٠٤ ، والمغني في الضعفاء ١ / ٢٣٣ رقم ٢١٣٨ ، وميزان الاعتدال ٢ / ٥٨ رقم ٢٨٠٠ ، ولسان الميزان ٢ / ٤٦٥ رقم ١٨٧٥ وفيه :
«البزّار».
(١) سمعه فيها أبو صخرة الكاتب.
(٢) فقال : ليس بشيء. (تاريخ بغداد ٨ / ٤٠٧).
(٣) وذكره ابن حبّان في الثقات.
(٤) انظر عن (روح بن عصام) في :
الجرح والتعديل ٣ / ٥٠٠ رقم ٢٢٦٢ ، وذكر أخبار أصبهان ٢ / ٣١٤.
ـ حرف الزاي ـ
١٨٨ ـ زكريّا بن يحيى بن صالح (١) ـ م. ـ
أبو يحيى القضاعيّ المصريّ الحرسيّ. كاتب العمريّ القاضي.
واسم العمريّ : عبد الرحمن بن عبد الله بن مغفّل بن فضالة ، ورشدين بن سعد ، ونافع بن يزيد ، وغيرهم.
وعنه : م. ، وأحمد بن محمد بن الحجّاج الرشدينيّ ، والحسين بن إدريس الهرويّ ، ومحمد بن زبّان بن حبيب ، وإسماعيل بن داود بن وردان ، وجماعة.
وكان من كبار عدول مصر.
قال ابن يونس : توفّي في شعبان سنة اثنتين وأربعين ومائتين (٢).
١٨٩ ـ زياد بن عبد الرحمن.
أبو محمد النّيسابوريّ ، وإليه ينسب ميدان زياد.
رحل وسمع بالكوفة : عبد الله بن نمير ، وأبا أسامة ، وجماعة.
وعنه : الحسين البنانيّ ، وإبراهيم بن أبي طالب.
__________________
(١) انظر عن (زكريا بن يحيى) في :
أخبار القضاة لوكيع ١٦٢ ، ١٦٣ ، والولاة والقضاة للكندي ١٩٩ ، ٢٠٠ ، ٣٩٤ ، ٣٩٦ ، ٣٩٧ ، ٣٩٩ ، ٤٦٢ ، ٤٦٤ ، ٤٦٥ ، ورجال صحيح مسلم لابن منجويه ١ / ٢٢٧ رقم ٤٨٩ ، والجمع بين رجال الصحيحين لابن القيسراني ١ / ١٥٢ رقم ٥٩٧ ، والأنساب لابن السمعاني ٤ / ١٠٢ ، ١٠٣ ، والمعجم المشتمل لابن عساكر ١٢٣ رقم ٣٤٨ ، وتهذيب الكمال للمزّي ٩ / ٣٨٠ رقم ٢٠٠٠ ، ومعجم البلدان ٢ / ٢٤٠ ، والكاشف ١ / ٢٥٣ رقم ١٦٦٦ ، والوافي بالوفيات ١٤ / ٢٠٢ ، ٢٠٣ رقم ٢٨٠ ، وتهذيب التهذيب ٣ / ٣٣٦ رقم ٦٢٥ ، وتقريب التهذيب ١ / ٢٦٢ رقم ٦٢ ، وخلاصة تذهيب التهذيب ١٢٢.
(٢) المعجم المشتمل ١٢٣.
وقال محمد بن سليمان بن خالد : سمعت زيادا يقول : أتيت يونس بن بكير فسألني : من أين؟
قلت : من نيسابور.
قال : من تقدّمون من الرجلين؟ يعني عليّا ، وعثمان.
قلت : عثمان.
قال : وتمطرون؟
توفّي زياد في رجب سنة سبع وأربعين.
١٩٠ ـ زيادة الله بن إبراهيم بن محمد بن الأغلب بن إبراهيم (١).
أبو محمد التّميميّ الأغلبيّ أمير القيروان وابن أمرائها.
ولي بعد أبيه سنة كاملة ، ومات شابّا في ذي القعدة سنة خمسين ، وولي الأمر بعده ابن أخيه محمد بن أحمد.
١٩١ ـ زيد بن بشر بن زيد (٢).
أبو البشر الأزديّ ، وقيل الحضرميّ.
رأى عبد الله بن لهيعة.
وسمع : ابن وهب ، ورشدين بن سعد ، وأشهب بن عبد العزيز.
وكان أحد فقهاء المغرب.
روى عنه : أبو زرعة الرازيّ (٣) وقال : ثقة رجل صالح عاقل ، خرج إلى المغرب فمات هناك (٤).
وروى عنه : سليمان بن سالم ، ويحيى بن عمر ، وسعيد بن أبي إسحاق المغاربة.
__________________
(١) انظر عن (زيادة الله بن محمد بن إبراهيم) في :
الكامل في التاريخ ٧ / ٩١ ، ١٢٥ ، ١٣٥ ، والروض المعطار للحميري ٣٠٤ ، ٣٦٦ ، ٦٧ ٥٢٠ ، والمختصر في أخبار البشر ٢ / ٤٣ ، وتاريخ ابن الوردي ١ / ٢٣٠ ، ومآثر الإنافة ١ / ٢٤٣
(٢) انظر عن (زيد بن بشر) في :
الجرح والتعديل ٣ / ٥٥٧ رقم ٢٥٢٢ ، والثقات لابن حبّان ٨ / ٢٥١ ، ولسان الميزان ٢ / ٢٥ رقم ٢٠١٥.
(٣) الجرح والتعديل ٣ / ٥٥٧.
(٤) وذكره ابن حبّان في «الثقات» ، وقال : «يغرب».
وكان أحد الكرماء الأجواد.
قال أبو العرب : كان سبب خروجه من مصر المحنة بخلق القرآن.
وقال ابن يونس : توفّي بتونس سنة اثنتين وأربعين.
وقال أبو عمر الكنديّ : كان زيد بن بشر من صليبة الأزد ، وكانت أمّ أبيه مولاة لحضرموت ، فأعتق بشرا عبد الله بن يزيد الحضرميّ ، وربّي زيد بن بشر في حجر ابن لهيعة ، وما سمع منه شيئا.
وقال يحيى بن عثمان : كان فقيها من أكابر أصحاب ابن وهب.
١٩٢ ـ زيد بن الحريش الأهوازيّ (١).
عن : عمران بن عيينة الهلاليّ ، وعبد الوهّاب بن عطاء ، وجماعة.
وعنه : عبدان الأهوازيّ ، وإبراهيم بن يوسف الهسنجانيّ ، وغيرهما.
توفّي سنة إحدى وأربعين. وكان صاحب حديث (٢).
١٩٣ ـ زيد بن سنان الأسدي.
أبو سنان القيروانيّ. كان فقيها إماما مفتيا صالحا.
سمع : ابن عيينة ، وعبد الرحمن بن القاسم ، وأبا ضمرة.
وعاش تسعين سنة. وكان يخدم نفسه ، ويحمل خبزه إلى الفرن.
توفّي سنة أربع وأربعين.
١٩٤ ـ زيد بن أبي موسى المروزيّ (٣).
عن : نوح بن أبي مريم الفقيه ، وأبي غانم يونس بن رافع.
وعنه : بيان بن عمرو البخاريّ ، وحنش بن حرب البيكنديّ ، وغيرهما.
توفّي سنة خمسين ومائتين (٤).
__________________
(١) انظر عن (زيد بن الحريش) في :
المعرفة والتاريخ للفسوي ١ / ٤٤٣ ، وأخبار القضاة لوكيع ٣١٩ وفيه «الجريش» بالجيم ، والجرح والتعديل ٣ / ٥٦١ رقم ٢٥٣٧ ، والثقات لابن حبّان ٨ / ٢٥١ ، ولسان الميزان ٢ / ٥٠٣ ، ٥٠٤ ، رقم ٢٠٢٣ وفيه «الحرشيّ».
(٢) ذكره ابن حبّان في الثقات وقال : «ربّما أخطأ».
(٣) انظر عن (زيد بن أبي موسى) في :
الجرح والتعديل ٣ / ٥٧٣ رقم ٢٥٩٧.
(٤) قال أبو حاتم : لا أعرفه.
ـ حرف السين ـ
١٩٥ ـ سختويه بن الجنيد (١).
أبو عبد الله الجرجانيّ الدبّاغ. رحّال جوّال.
سمع : عبد الرّزّاق ، وأبا داود الطّيالسيّ ، وأبا عاصم ، وطبقتهم.
وعنه : عبد الرحمن بن عبد المؤمن ، وأبو عمران بن هانئ ، ومحمد بن إبراهيم الرّقّاق الجرجانيّون.
ولا أعلم فيه جرحا.
١٩٦ ـ سعيد بن العبّاس (٢).
أبو عثمان الرّازيّ الزّاهد. من سادة الصّوفيّة.
قال أبو نعيم الحافظ : له كلام في المبسوط في مصنّفاته ، وله من كثرة الحديث مسانيد وتفسير ما يقارب الأئمّة في الكثرة.
حدّث عن : أبي نعيم ، ومكّيّ بن إبراهيم ، والحميديّ ، وجماعة.
ثمّ روى فصلا طويلا من كلامه في الزّهد.
١٩٧ ـ سعيد بن عبد الرحمن (٣) ـ ت. ن. ـ
__________________
(١) انظر عن (سختويه) في :
تاريخ جرجان للسهمي ٢٢٤ ، ٢٢٥ رقم ٣٥٨ ، وص ٢٠٥.
(٢) انظر عن (سعيد بن العباس) في :
حلية الأولياء لأبي نعيم ١٠ / ٧٠ ـ ٧٣ رقم ٣٦٤.
(٣) انظر عن (سعيد بن عبد الرحمن المخزومي) في :
الجرح والتعديل ٤ / ٤٢ رقم ١٨٣ ، والثقات لابن حبّان ٨ / ٢٧٠ ، وتاريخ جرجان للسهمي ١٨٧ ، ٥٢١ ، والمعجم المشتمل لابن عساكر ١٢٨ رقم ٣٦٧ ، وتهذيب الكمال للمزّي ١٠ / ٥٢٦ ، ٥٢٧ رقم ٢٣١٠ ، والكاشف ١ / ٢٨٩ رقم ١٩٣٦ ، والعقد الثمين ٤ / ٥٨٤ ، وتهذيب التهذيب ٤ / ٥٥ رقم ٩٢ ، وتقريب التهذيب ١ / ٣٠٠ رقم ٢٠٨ وفيه كنيته «أبو عبد الله» ، =
أبو عبيد الله المخزوميّ المكّيّ.
سمع : سفيان بن عيينة ، والحسن بن زيد بن عليّ بن الحسين ، وعبد الله بن الوليد العدنيّ ، وجماعة.
وعنه : ت. ن. ، ويحيى بن صاعد ، وابن خزيمة ، وطائفة.
وثّقه النّسائيّ (١).
وتوفّي سنة تسع وأربعين (٢).
١٩٨ ـ سعيد بن عثمان الكريزيّ (٣).
عن : حفص بن غياث ، وغندر ، ويحيى القطّان.
وعنه : يوسف بن محمد المؤدّب ، ومحمد بن أحمد بن مزيد الزّهريّ الأصبهانيّان.
له مناكير (٤).
١٩٩ ـ سعيد بن الفرج (٥) ـ ن. ـ
أبو النّضر البلخيّ.
عن : أبي النّضر هاشم بن القاسم ، ويحيى بن أبي بكير.
وعنه : ن. ، وعبد الله بن محمد البلخيّ ، ومحمد بن شاذان النّيسابوريّ.
__________________
= وهو غلط ، وخلاصة تذهيب التهذيب ١٤٠ وفيه كنيته أيضا «أبو عبد الله».
(١) المعجم المشتمل ١٢٨.
(٢) الثقات لابن حبّان ، المعجم المشتمل لابن عساكر.
(٣) انظر عن (سعيد بن عثمان) في :
تاريخ بغداد ٩ / ٩٤ رقم ٤٦٧٦ ، وفيه : «سعيد بن عيسى الكريزي» ، والأنساب لابن السمعاني ١٠ / ٤١٣ ، والضعفاء والمتروكين لابن الجوزي ١ / ٣٢٤ رقم ١٤٢٨ ، وفيه : «سعيد بن عيسى» ، والمغني في الضعفاء ١ / ٢٦٤ رقم ٢٤٣٢ و ٢٤٤٠ وهو : سعيد بن عثمان ، وسعيد بن عيسى ، وميزان الاعتدال ٢ / ١٥٠ رقم ٣٢٣٧ ، ولسان الميزان ٣ / ٣٨ رقم ١٤٠.
(٤) قال الدار الدّارقطنيّ : بصريّ ضعيف. (تاريخ بغداد ٩ / ٩٤).
(٥) انظر عن (سعيد بن الفرج) في :
المعجم المشتمل ١٢٩ رقم ٣٧١ ، وتهذيب الكمال ١١ / ٣١ ، ٣٢ رقم ٢٣٤١ ، والكاشف ١ / ٢٩٤ رقم ١٩٦٤ ، والعقد الثمين ٤ / ٥٨٦ ، وتهذيب التهذيب ٤ / ٧٢ رقم ١٢٥ ، وتقريب التهذيب ١ / ٣٠٣ رقم ٢٤١.