محبّ الدين أبي فيض السيد محمّد مرتضى الحسيني الواسطي الزبيدي الحنفي
المحقق: علي شيري
الموضوع : اللغة والبلاغة
الناشر: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ٢
الصفحات: ٤٨٤
باب الزاي
الحمدُ للهِ ؛ والصَّلاة والسَّلام عَلَى رَسُول الله ، مُحَمّد وعلى آله وصَحبِه ، ومَنْ تَبِعَهُم بإِحْسَانٍ. اللهُمَّ يَسِّر يا كريم.
باب الزاي
وهي من الحُرُوفِ المَجْهُورَة ، وهي والسِّين والصَّادُ في حَيِّزٍ واحد ، وهي الحُرُوفُ الأَسَليّة ، لأَنَّ مَبْدَأَها من أَسَلَة اللِّسَان. قال الأَزهريّ : لا تَأْتَلِفُ الصَّادُ مع السِّينِ ولا مع الزّايِ في شَيْءٍ من كَلامِ العَرَب.
قال شيخنا : وفيها لُغَاتٌ : الزّاءُ ، بالمَدّ ، كالرَّاءِ.
والزَّايُ ، بالتَّحْتِيَّة ، بدل الهَمْزَة ، كما هو المَشهُور الجارِي على الأَلْسِنَة ، والزِّيّ ، بكسر أَوَّلِه وتَشْدِيد التَّحْتِيَّة ، حكى الثَّلاثةَ في النَّشْر. ويقال : زَيْ ، ككَيْ ، حكاه ابنُ جِنّي وغيرُه ، ويَأْتِي بعضُها للمُصَنِّف في المعتلّ ، وبَسَط الكلامَ فيه.
قالُوا : وتُبْدَل الزّايُ من السِّينِ والصَّادِ ، كما صَرَّح به ابنُ أُمِّ قاسِم وغَيْرُه ، نحو : يَزْدِلُ ، في يَسْدِل ، ويزْدُقُ ، في يَصْدُق. وفي التَّسْهِيل : وقد تُبْدَل بعد جيمٍ نحو : جُسْتُ خِلالَ الدِّيارِ وجُزْتُ ، وبَعْدَ راءٍ ، نحو : رَسَبَ ورَزَبَ ، قال شيخنا : وهذا الإِبدالُ قيل إِنّه لُغَةُ كَلْبٍ. وقال الطُّوسِيّ إِنّه لُغَةُ عُذْرَةَ وكَعْبٍ وبَنِي العَنْبَر ، والله أَعْلَم.
(فصل الهمزة) مع الزاي
[أبز] : أَبَزَ الظَّبْيُ يَأْبِزُ ، من حَدّ ضَرَب أَبْزاً ، بالفَتْحِ ، وأُبُوزاً ، بالضَّمّ ، وأَبَزَى ، كجَمزَى ، هكذا ضَبطه الصاغانيّ : وَثَبَ وقَفَزَ في عدوِه ، أَو تَطَلَّقَ في عَدْوِهِ ، قال :
يَمُرُّ كَمَرِّ الآبِزِ المُتَطَلِّقِ
أَو الأَبَزَى : اسمٌ من الأَبْز ، كما صرَّحَ به الصاغانيّ.
ومثلُه في اللسان.
وظَبْيٌ وظَبْيَةٌ آبِزٌ وأَبّازٌ وأَبُوزٌ ، كناصِرٍ وشَدّاد وصَبُور ، أَي وَثّابٌ. وقال ابنُ السِّكِّيت : الأَبّازُ : القَفّازُ. قال الراجز يَصِفُ ظَبْياً :
يا رُبَّ أَبّازٍ من العُفْرِ صَدَعْ |
|
تَقَبَّضَ الذِّئبُ إِلَيْه فاجْتَمَعْ |
لَمّا رَأَى أَنْ لا دَعَهْ ولا شَبِعْ |
|
مالَ إِلى أَرْطَاةِ حِقْفٍ فاضْطَجَعْ (١) |
وقال جِرَانُ العَوْدِ :
لَقَدْ صَبَحْتُ جَمَلَ (٢) بنَ كُوزِ |
|
عُلَالَةً من وَكَرَى أَبُوزِ |
تُرِيحُ بعد النَّفَسِ المَحْفُوزِ |
|
إِرَاحَةَ الجِدَايَةِ النَّفُوزِ (٣) |
قال أَبو الحَسَن محمّد بن كَيْسَانَ : قرأْتُه على ثَعْلَب «جَمَلَ بن كُوزِ بالجِيم.
قال : (٤) وأَنا إِلى الحاءِ أَمْيَلُ. وصَبَحْته سَقيْتُه صَبُوحاً ، وجَعَلَ الصَّبُوح الذي سَقاه له عُلَالَةً من عَدْوِ فَرَسٍ وَكَرَى ، وهي الشديدةُ العَدْوِ (٥).
__________________
(١) نسب الرجز بحواشي المطبوعة الكويتية لمنظور بن حبة. وقوله العفر هي من الظباء التي يعلو بياضها حمرة. والأرطاة واحدة الأرطي وهو شجر يدبغ بورقه. والحقف : المعوج من الرمل ، وجمعه أحقاف وحقوف ، لسان.
(٢) ورويت «حمل» بالحاء ، قال علي : وأنا إلى الحاء أميل. لسان.
(٣) قوله النفس المحفوز : يريد النفس الشديد المتتابع الذي كان دافعا يدفعه من سباق. والنفوز التي تنفر أي تثب.
(٤) هو قول علي ، كما في اللسان ، وقد لاحظته قريبا.
(٥) بهامش المطبوعة المصرية : قال في اللسان : يقول : سقيته علالة عدو
وأَبَزَ الإِنْسَانُ يَأْبِزُ أَبْزاً : اسْتَراحَ في عَدْوِهِ ثم مَضَى.
وأَبَزَ يَأْبِزُ أَبْزاً ، لغة في هَبَزَ : ماتَ مُعافَضَةً كذا في اللّسَان (١) ، والهمزُ بَدَلٌ من الهاءِ.
وأَبَزَ بِصَاحِبِه يَأْبِزُ أَبْزاً : بَغَى عَلَيْهِ ، نقله الصاغانيّ.
ويُقَال : نَجِيبَةٌ أَبُوزٌ كصَبُور ، تَصْبِرُ صَبْراً عَجِيباً في عَدْوِها.
* ومما يُسْتَدْرَكُ عليه :
أَبْزَى ، كسَكْرَى : وَالدُ عبدِ الرَّحْمن الصَّحابيّ المَشْهُور ، وقيلَ لأَبِيه صُحْبَة. قلتُ : وهو خُزَاعِيّ مَوْلَى نافِع بن عبد الحَارِثَ ، اسْتَعْمَله على خُرَاسانَ ، وكان قارِئاً فَرضِيّاً عالِماً ، استعمله مَوْلاه على مَكَّةَ زَمَنَ عُمَرَ ، ورَوَى عن النبيّ صَلّى الله عليه وسلم وأَبي بَكْرٍ ، وعَمّارٍ. وابْنَاهُ سَعِيدٌ وعبدُ الله لهما رِوَايَةُ ، وعبدُ الله بن الحارث بن أَبْزَى ، عن أُمِّه رائطة.
واسْتَدْرَك شيخُنَا هنا نقلاً عن الرَّضِيّ في شَرْح الحَاجِبِيّة : ما بِها آبِزٌ ، أَيْ أَحَدٌ. وقال : أَغفلَه المصنِّفُ والجَوْهَرِيّ. قلتُ : ولكن لم يَضْبِطْه ، وظاهِرُه أَنه بكَسْر الهَمْز وسُكُونِ الموحّدة ، والصواب أَنَّه بالمَدِّ ، كناصِرٍ ، ثمّ هو مَجازٌ من الآبِزِ وهو الوَثَّابُ فتأَمَّل.
[أجز] : الأَجْزُ ، بالفتْحِ : اسمٌ ، والّذِي في اللّسَان : وآجَزُ اسْمٌ ، وقد أَهمله الجوهريّ والصاغانيّ.
واسْتَأْجَزَ على الوِسَادَةِ تَحَنَّى عَلَيهَا (٢) ولم يَتَّكِئْ.
وكانت العربُ تَسْتَأجِزُ ولا تَتَّكِئ.
وفي التهذيب عن الليْث : الإِجازَةُ ارْتِفاقُ العَرَبِ ، كانت تَحْتَبِئ وتَسْتَأْجِزُ على وِسَادَةٍ ولا تَتَّكِئُ على يَمِينٍ ولا شِمَالٍ. قال الأَزهَرِيّ : لم أَسْمَعْه لغير اللَّيْثُ ، ولعلّه حَفِظَه ، ثم رأَيتُ الصاغانيَّ ذكر في «ج وز» ما نصّه : قال اللّيث : الإِجاز : ارْتِفاقُ العَرَب ، كانت تَحْتَبِي أَو تَسْتَأْجِزُ ، أَي تَنْحَنِي على وِسَادَةٍ ولا تَتَّكِئُ على يَمِينٍ ولا شِمال ، هكذا قال الأَزهريُّ : وفي كِتَاب اللَّيْثِ : الإِجْزَاءُ بَدَل الإِجازِ فيكونُ من غَيْر هذا التركيب.
[أرز] : أَرَزَ الرجلُ يَأْرزُ ، مُثَلَّثَةَ الرّاءِ ، قال شيخُنَا : التَّثْلِيثُ فيه غيرُ مَعْروف ، سواءٌ قُصِد به الماضِي أَو المُضَارع ، والفَتْح في المُضارِع لَا وَجْه له ، إِذ ليس لنا حَرْف حلَقٍ في عَيْنِهِ ولا لامِهِ ، فالصواب الاقتصار فيه على يَأْرِزُ ، كيَضْرِبُ ، لا يُعْرَف فيه غيرُها ، فقوله مُثَلّثة الراءِ زِيَادَةٌ مُفْسِدَةٌ غيرُ مُحْتَاج إِليها. قلتُ : وإِذا كان المُراد بالتَّثْلِيثِ أَنْ يكونَ من حَدِّ ضَرَبَ وعَلِمَ ونَصَرَ فلا مانِعَ ، ولا يَرِدُ عليه ما ذَكَرُه من قوله : إِذْ ليس لنا حَرْف حَلْقٍ ، إِلى آخره ؛ فإِنّ ذلك شرطٌ فيما إِذا كان من حَدّ مَنَعَ ، كما هو ظاهر ، أُرُوزاً ، كقُعُودٍ ، وأَرْزاً ، بالفتح : انْقَبَضَ وتَجَمَّعَ وثَبَتَ ، فهو آرِزٌ ، بالمَدّ ، وأَرُوزٌ ، كصَبُورٍ ، أَي ثابِتٌ مُجْتَمِع.
وقال الجَوْهَرِيّ : أَرَزَ فلانٌ يَأْرِزُ أَرْزاً وأُرُوزاً ، إِذَا تَضَامَّ وتقَبَّضَ من بُخْلِه ، فهو أَرُوزٌ.
وسُئِلَ حاجَةً فأَرَزَ ، أَي تَقَبَّضَ واجْتَمَعَ. قال رُؤبة :
فذَاك بَخَّالٌ أَرُوزُ الأَرْزِ
يَعْنِي أَنّه لا يَنبَسط للمَعروف ، ولكِنّه ينضمّ بعضُه إِلى بَعْض. وقد أَضافَهُ إِلى المصدر كما يُقَالُ عُمَرُ العَدْلُ ، وعَمْرُو (٣) الدَّهَاءِ ، لمّا كان العَدْلُ والدَّهَاءُ أَغْلَبَ أَحْوَالِهما (٤) ، ورُوِي عن أَبي الأَسْوَد الدُؤَليّ أَنّه قال : إِنّ فلاناً إِذَا سُئِلَ أَرَزَ ، وإِذَا دُعِيَ اهْتَزَّ ، يقول : إِذا سُئِلَ المَعْرُوفَ تَضَامَّ وتَقَبَّضَ من بُخْلِه ولم يَنبَسِط لَهُ ، وإِذا دُعِيَ إِلى طعَامٍ أَسْرَعَ إِلَيْه.
وأَرَزَت الحَيَّةُ تَأْرِزُ أَرْزاً لَاذَتْ بجُحْرِهَا ورَجَعَت إِلَيْه ، ومنه الحَدِيث : «إِنَّ الإِسْلَامَ لَيَأْرِزُ إِلى المَدينة كما تَأْرِزُ الحَيَّةُ إِلى جُحْرها» ضبطه الرُّواةُ وأَئمَّةُ الغَرِيب قاطِبَةً بكسر الراءِ ، وقال الأَصْمعيّ : يَأْرِزُ ، أَي يَنْضَمّ ويَجْتَمِعُ بعضُه إِلَى بعْض فيها ، ومنه كلامُ عليّ رضياللهعنه : «حَتَّى يَأْرِزَ الأَمْرُ إِلَى غَيْرِكم».
__________________
فرس صباحاً ، يعني أنه أغار عليه وقت الصبح فجعل ذلك صبوحاً له ، واسم جران العود عامر بن الحارث كذا في اللسان ، وفي الصحاح واسمه المستورد».
(١) في اللسان : مغافصة ، وما هو مثبت هو عبارة القاموس والأصل.
(٢) اللسان : تنحّى عنها.
(٣) بالأصل «عمر» وبهامش المطبوعة المصرية : «قوله وعمر الدهاء كذا باللسان ولعله عمرو فإن سيدنا عمرو بن العاص كان مشهوراً بالدهاء» وما أثبتناه عن الصحاح.
(٤) بالأصل «أحواله» وما أثبت عن الصحاح.
وقِيل : أَرَزَت الحَيَّةُ تَأْرِزُ : ثَبَتَتْ في مَكَانِها. وقال الضَّرِير في تَفْسِير الحديث المتقدّم : الأَرْزُ أَيضاً أَنْ تَدْخُلَ الحيَّةُ جُحْرَهَا على ذَنَبِهَا ، فآخِرُ ما يبْقَى منها رَأْسُهَا.
فيدخلُ بَعْدُ ، قال : وكذلك الإِسلامُ خرجَ من المدينة ، فهو يَنْكُص إِليْهَا حتّى يكونَ آخرُهُ نُكوصاً كما كان أَوّله خُروجاً ، قال : وإِنّمَا تَأْرِزُ الحيّةُ على هذه الصِّفَة إِذا كانَت خائفةً ، وإِذا كانت آمِنَةً فهي تَبْدَأُ برأْسها فتُدْخِلُه ، وهذا هو الانْجِحار.
ومن المجَاز : أَرزَت اللَّيْلَةُ تَأْرِزُ أَرْزاً (١) وأُرُوزاً : بَرَدَتْ قال في الأَرْزِ :
ظَمْآنُ في رِيحٍ وفي مطِيرِ |
|
وأَرْزِ قُرٍّ ليسَ بالقَرِيرِ |
وأَرْزُ الكَلامِ ، بالفَتْح : الْتِئامُه وحصْرُه وجمْعُه والتَّرَوِّي فيه ، ومنه قولهم : «لم يَنْظُر في أَرْزِ الكَلام» جاءَ ذلك في حديث صَعْصَعَةَ بن صُوحانَ.
والآرِزَةُ من الإِبل ، بالمدّ على فاعِلَةٍ : القَوِيَّةُ الشَّدِيدَةُ ، قال زُهيْرٌ يصف ناقة :
بآرِزَةِ الفَقَارَةِ لم يَخُنْهَا |
|
قِطَافٌ في الرِّكَاب ولا خِلَاءُ |
قال : الآرِزَةُ الشَّدِيدَةُ المُجْتَمِعُ بعضُها إِلى بعض ، قال الأَزهريّ : أَراد أَنَّهَا مُدْمَجةُ الفَقَارِ مُتَدَاخِلَتُه ، وذلك أَقْوَى لها (٢).
ومن المَجَازِ : الآرِزةُ ، بالمدّ : اللَّيْلَةُ البارِدةُ يَأْرِزُ منْ فيها لِشِدّة بَرْدِها.
والآرِزَةُ ، بالمَدّ : الشَّجَرَةُ الثابِتَةُ في الأَرْض ، وقد أَرَزَتْ تَأْرِزُ ، إِذا ثَبَتَتْ في الأَرْض.
والأَرِيزُ ، كأَمِيرٍ : الصَّقِيعُ ، وسُئل أَعرَابيٌّ عن ثَوْبَيْنِ له فقال : إِذا وَجدْت الأَرِيزَ لَبِسْتُهُما.
والأَرِيزُ والحَلِيتُ : شِبْهُ الثَّلْج يَقَعُ على الأَرض. والأَرِيزُ : عَمِيدُ القَوْمِ ، والّذِي نقَلَه الصاغانيّ وأَبو مَنْصُور : أَرِيزَةُ القَوْمِ ، كسَفِينَةٍ : عمِيدُهم. قلتُ : وهو مَجازٌ كأَنَّه تَأْرِزُ إِليه الناسُ وتَلْتَجِئُ.
والأَرِيزُ : اليوْمُ البارِدُ ، وقال ثعلب : شَدِيدُ البَرْدِ في الأَيّام ، ورواه ابنُ الأَعرابيّ أَزِيز ، بزاءَيْن ، وسيُذْكَر في محلّه.
والأَرْزُ ، بالفَتْح ويُضَمُّ : شَجَرُ الصَّنَوْبَرِ. قاله أَبو عُبَيْد ، أَو ذَكَرُهُ ، قاله أَبو حنيفة ، زاد صاحبُ المِنْهاج : وهي التي لا تُثْمِرُ ، كالأَرْزَةِ ، وهي واحدة الأَرْز ، وقال : إِنه لا يَحْمِل شيئاً ، ولكنّه يُسْتَخْرَج من أَعْجازِه وعُرُوقِه الزِّفْتُ ، ويُسْتَصْبَح بخَشَبِه كما يُستَصبَح بالشَّمَع ، وليس من نَبَاتِ أَرضِ العَرَب ، وَاحدتُه أَزْرَةٌ ، قال رسولُ الله صَلّى الله عليه وسلم : «مَثَلُ الكافِرِ (٣) مَثَلُ الأَرْزَة المُجْذِيَة على الأَرْض حتى يكونَ انْجِعَافُهَا بمَرَّةٍ واحدة» (٤) ونحوَ ذلك قال أَبو عُبَيْدَة. قال أَبو عُبَيْد (٥) : والقَوْلُ عندي غَيْرُ ما قالاه ، إِنَّمَا الأَرْزَةُ ، بسكون الراءِ ، هي شَجَرَةٌ معروفةٌ بالشام تُسَمَّى عندنا الصَّنَوْبَر ، وإِنّمَا الصَّنَوْبَرُ ثَمَرُ الأَرْزِ ، فسُمِّيَ الشَّجَر صَنَوْبَراً من أَجْلِ ثَمَرِه ، أَرادَ النبيُّ صَلّى الله عليه وسلم أَنّ الكافر غَيْرُ مُرَزَّإِ في نَفْسِه ومالِه وأَهْلِه ووَلَدِه حتّى يَمُوت ، فشَبَّه مَوْتَه بانْجِعَافِ هذه الشَّجَرَة من أَصْلِهَا حتّى يَلْقَى الله بذُنُوبهِ. أَو الأَرْزُ : العَرْعَر قال :
لَهَا رَبَذَاتٌ بالنَّجَاءِ كأَنَّها |
|
دَعائِمُ أَرْزٍ بَيْنَهنَّ فُرُوعُ |
والأَرَزَة ، بالتَّحْرِيكِ : شَجَرُ الأَرْزَنِ ، قاله أَبو عَمْرو ، وقيل : هي آرِزَة بِوَزْن فاعِلَة ، وأَنكرها أَبو عُبَيْد.
ومن المَجَاز : المَأْرِزُ ، كمَجْلِس : المَلْجَأُ والمُنْضَمُّ.
والأَرُزُّ ، قال الجوهريّ فيه سِتّ لُغَات : أَرُزٌّ كأَشُدٍّ ، وهي اللّغةُ المَشْهورة عند الخَواصّ ، وأُرُزٌّ ، مثل عُتُلٍّ ، بإِتْباع الضَّمَّةِ الضَّمّةَ ، وأُرْزٌ مثل قُفْلٍ وأَرْزٌ مثل طُنُبٍ ، مثل رُسُل ورُسْل ، أَحدُهما مُخَفَّفٌ عن الثاني ، ورُزٌّ ، بإِسْقاط
__________________
(١) بهامش المطبوعة المصرية : «قوله تأرز الخ الذي في اللسان تأرز أريزاً».
(٢) الأصل واللسان نقلاً عن الأزهري ، وفي التهذيب : «وذلك أشد لظهرها».
(٣) كذا بالأصل والتهذيب واللسان ، وفي النهاية : المنافق.
(٤) بهامش المطبوعة المصرية : «قوله : المجذية هيي الثابتة المنتصبة ، والانجعاف : الانقلاع ، كذا في النهاية».
(٥) كذا بالأصل واللسان ، وفي التهذيب : قال أبو سعيد.
الهَمزَة ، وهي المَشهُورَة عند العَوامِّ ، ومحلُّ ذِكرِه في المُضاعَف ، ورُنْزٌ ، وهي لعبْدِ القيْسِ ، وسيأْتي للمصَنّف في محلهّ ، فهذه الستة التي ذكرها الجوهريّ ، ويقال فيه أَيضاً : آرُزٌ ككابُلٍ ، وأَرُزٌ ، كعَضُدٍ ، قال : وهاتانِ عن كُراعٍ ، كُلُّه ضَرْبٌ من البُرّ (١) ، وقال الجَوْهريّ : حَبٌّ ، وهو م ، أَي مَعْرُوف ، وهو أَنواعٌ ، مِصْرِيٌّ وفارِسيٌّ وهِنْدِيٌّ ، وأَجوَدُه المِصْريّ ، بارِدٌ يابِسٌ في الثانِية ، وقيل مُعْتَدِلٌ ، وقيل حارٌّ في الأُولَى ، وقِشرُه من جُمْلَةِ السُّمُوم ، نقلَه صاحب المِنْهَاج.
وأَبو رَوْحٍ ثابِتُ بنُ محَمّدٍ الأُرْزِيُّ ، بالضمّ ، ويقالُ فيه أَيضاً الرُّزِّيُّ نِسْبة إِلى بيْع الأُرزِ أَو الرُّزّ ، مُحدِّثٌ ، قلتُ : ونُسِبَ إِليه أَيضاً عبّاسٌ أَبو غَسّانَ الأُرزيّ (٢) عن الهيْثَم بن عَدِيّ.
ويحْيَى بن محمّد الأُرزيّ.
[و] (٣) الفَقِيه الحَنَفِيّ حَدَّث عن طَرّاد الزَّيْنَبِيّ ، ذكره ابنُ نُقْطَة.
* ومِمّا يُسْتَدْرك عَليْه :
الأَرُوزُ ، كصَبورٍ : البَخِيلُ ، ورَجُلٌ أَرُوزُ البُخْلِ : شَدِيدُه ، وأَرُوزُ الأَرْزِ ، مُبَالَغَة. وقد تَقَدَّم.
وأَرَزَ إِليه : الْتجَأَ. وقال زيدُ بنُ كُثْوَة : أَرَزَ الرجُلُ إِلى منَعَتِه : رَحَل إِليْها. وأَرَزَ المُعْيِي : وقَفَ.
والأَرِزُ من الإِبِلِ ، ككَتِفٍ : القَوِيُّ الشَّدِيدُ. وفَقَارٌ أَرِزٌ (٤) : مُتَدَاخِلٌ.
ويُقَال للقوْس إِنهَا لذاتُ أَرْزٍ وأَرْزُهَا ، صَلَابَتُهَا. قالُوا : والرَّمْيُ من القَوْس الصُّلبَة أَبْلَغُ في الجَرْح ، ويقال : منه أُخِذَ ناقَةٌ أَرِزةُ (٥) الفَقَارِ ، أَي شَديدةٌ.
الأَوَارِزُ جَمْع آرِزَةٍ ، أَي الليالِي البَارِدَة ، ويُوصَفُ بها أَيضاً غيْر الليَالِي ، كقوله :
وفي اتِّباعِ الظُّلَلِ الأَوَارِزِ
فإِنّ الظُلَل هُنَا بُيوتُ السِّجْنِ.
وفي نوادر الأَعْرَاب : رأَيْتُ أَرِيزَتَه وأَرَائِزَهُ تُرْعَدُ.
وأَرِيزَةُ الرَّجُلِ : نَفَسُه. وفي حديث عليّ رضياللهعنه : «جعَلَ الجِبَالَ للأَرْضِ عِمَاداً ، وأَرَزَ فيها أَوْتاداً» ، أَي أَثْبَتهَا ، إِن كان بتَخْفِيف الزّاي فمِنْ أَرَزَت الشجرةُ ، إِذا ثبَتَتْ ، وإِن كانَت مشدَّدة فمن أَرزَّت الجرادةُ ورَزَّت ، وسيُذْكر في مَوْضعه.
ويقال : ما بَلَغ أَعْلَى الجَبَل إِلا آرِزاً ، أَي مُنْقبِضاً عن التَّبَسُّط (٦) في المَشْيِ لإِعْيائه.
ومن المَجاز : أَرَزَتْ أَصابِعُه من شِدَّة البَرْدِ ، قاله الزمَخْشَرِيّ.
والآرِزُ. الذي يأَكلُ الأَرِيزَ. نقله الصاغانيّ.
[أزز] : أَزَّتِ القِدْرُ تَئِزُّ وتَؤُزُّ أَزًّا وأَزِيزاً وأَزَازاً ، بالفتح ، وائْتَزَّتْ ائْتِزازَا ، وتَأَزَّتْ تَأَزُّزاً : اشْتَدَّ غَليَانُهَا ، أَو هو غَلَيانٌ ليس بالشَّدِيدِ.
وأَزَّ النارَ يَؤُزُّها أَزًّا : أَوْقَدَها.
وأَزَّت. السَّحابَةُ تَئِزُّ أَزًّا ، وأَزِيزاً : صوَّتَتْ من بَعِيدٍ.
والأَزِيزُ صَوْتُ الرَّعْدِ (٧).
وأَزَّ الشَّيْءَ يَؤُزُّه أَزًّا ، وأَزِيزاً ، مثْل هزَّهُ : حرَّكَهُ شَديداً ، وقال ابنُ سِيدَه : هكذا روَاه ابنُ دُريْد. قلْتُ : وقال إِبراهِيمُ الحَرْبِيّ. الأَزُّ : الحَرَكَة ، ولم يَزِدْ (٨). وفي حديث سَمُرَةَ : «كَسَفَتِ (٩) : الشَّمْسُ على عَهْدِ النّبيّ صَلّى الله عليه وسلم فانْتهيْتُ إِلى المَسْجِد فإِذا هُوَ بِأَزَزٍ قال أَبو إِسحاق الحربيّ : الأَزَزُ ، محرّكةً : امْتِلاءُ المجْلَس من الناسِ. قال ابنُ سِيدَه : وأُراه مِمّا تقدَّم من الصَّوْت ، لأَنّ المجلس إِذا امْتَلأَ كَثُرَت فيه الأَصْوَاتُ وارْتَفَعَت. وقولُه : بأَزَزٍ. بإِظهار التضعيف وهو من باب لَحِحَتْ عَيْنُه وأَلِلَ السِّقَاءُ ومَشِشَت الدابَّةُ ، وقد يُوصف
__________________
(١) بهامش المطبوعة المصرية : قوله : من البرّ ، كذا باللسان أيضاً».
(٢) في اللباب «الأرزني» ورد عياش بن ابراهيم الأرزني ، أبو غسان.
(٣) سقطت من الأصل ، وما أثبتناه عن المطبوعة الكويتية ، وهي زيادة يقتضيها السياق كما ورد بحواشيها ، راجع ما ذكره المحقق هناك.
(٤) في اللسان : آرز.
(٥) في الصحاح والأساس : آرزة.
(٦) الأساس : الانبساط في مشيه من شدة إعيائه.
(٧) في اللسان : والأزيز : صوت الرعد من بعيد.
(٨) وردت العبارة في التهذيب نقلاً عن ابراهيم الحربي رواه عن ابن الاعرابي.
(٩) الأصل والنهاية واللسان ، وفي التهذيب : انكسفت.
بالمَصْدَر منه فيُقَال : بَيْتٌ أَزَزٌ ، ولا يشتقُّ منه فِعْلٌ ، وليس له جَمْع.
وقيل : الأَزَزُ : الضِّيقُ ، وقيل : المُمْتَلِئُ. ويُقَال : أَتيْت الوالِيَ والمجْلِسُ أَزَزٌ ، أَي مُمْتَلِئُ من الناس ، كَثِيرُ الزِّحَام ، ليس فيه مُتَّسَع. والنّاسُ أَزَزٌ ، إِذا انْضَمَّ بعضُهم إِلى بَعْض ، قال أَبو النَّجْمِ :
أَنا أَبُو النَّجْمِ إِذَا شُدَّ الحُجَزْ |
|
واجْتَمَع الأَقْدَامُ في ضَيْقٍ أَزَزْ |
وعن أَبي الجزْل الأَعرابيّ : أَتيتُ السُّوقَ فرأَيتُ للنَّاس أَزَزاً (١) ، قيل : ما الأَزَزُ؟ قال : كأَزَزِ الرُّمَانَة المُحْتَشِيَة.
والأَزَزُ حِسَابٌ من مجارِي القَمرِ ، وهو فُضُولُ ما يَدْخلُ بينَ الشهُورِ والسِّنِينَ قاله الليْث.
والأَزَزُ ، الجمْعُ الكَثِيرُ من الناس. وقولهم : المَسْجِدُ بأَزَزٍ ، أَي مُنْغَصٌّ بالناسِ.
وغَدَاةٌ ذاتُ أَزِيزٍ ، أَي بَرْدٍ. وعَمَّ ابنُ الأَعرَابيّ به البَرْدَ فقال : الأَزِيزُ : البَرْدُ ، ولم يخُصّ بَرْدَ غَدَاةٍ ولا غيرِهَا.
وقال : وقيل لأَعْرابي ولَبِسَ جَورَبَيْن : لِمَ تَلْبَسهُمَا ؛ فقال : إِذا وَجَدْتُ أَزِيزاً لَبِسْتُهما.
والأَزِيزُ : اليومُ البَارِدُ ، وحكاه ثعلب : الأَرِير ، وقد تَقَدَّم.
والأَزِيزُ : شِدَّةُ السَّيْرِ ، ومنه حديث جمَلِ جابِرٍ : «فنَخَسه رسولُ الله صلىاللهعليهوسلم بقَضِيبٍ فإِذا له تَحْتِي أَزِيزٌ».
والأَزُّ : ضَرَبَانُ العِرْقِ ، نقلَه الصاغانيّ. والعربُ تقول : اللهُمَّ اغْفِرْ لي قبْلَ حشَكِ (٢) النَّفْسِ وأَزِّ العُرُوقِ.
والأَزُّ : وَجَعٌ في خُرَاجٍ ونَحْوِه ، نقله الصاغانيّ ، ولم يَقُلْ : ونَحْوه (٣).
والأَزُّ : الجِمَاعُ ، وأَزَّها أَزًّا ، والراء أَعْلَى ، والزايُ صَحِيحَةٌ في الاشْتِقَاق ، لأَنَّ الأَزَّ شِدّةُ الحَرَكةِ. والأَزُّ : حَلْبُ الناقَةِ شَدِيداً ، عن ابن الأَعرابيّ ، وأَنشد :
كَأَنْ لَمْ يُبَرَّكْ بالقُنَيْنِيّ نيبُها |
|
ولمْ يَرْتَكِبْ مِنْهَا الزِّمِكّاءَ حافِلُ |
شدِيدةُ أَزِّ الآخِرَينِ كَأَنَّهَا |
|
إِذَا ابْتَدَّهَا العِلْجَانِ زَجْلَةُ قافِلِ (٤) |
والأَزُّ : صَبُّ الماءِ وإِغْلاؤُه. وفي كلام الأَوائل : أُزَّ ماءً ثُمَّ غَلِّه. قال ابن سِيدَه : هذِه رِوَايَة ابنُ الكَلْبِيّ وزَعَم أَنّ أَزَّ خَطَأٌ ، ونقله المُفَضَّل من كلامِ لُقَيْمِ بن لُقْمَانَ يُخَاطِبُ أَباهُ.
وعن أَبي زَيْدٍ : ائْتَزَّ الرجُلُ ائْتِزازاً : اسْتَعْجلَ ، قال الأَزهريُّ : لا أَدري أَبالزّايِ هُوَ أَم بالرّاءِ.
* وممّا يُسْتَدْرَك عليه :
لِجَوْفِه أَزِيزٌ ، أَي صوْتُ بُكَاءٍ ، وهو مَجازٌ. وقد جاءَ في الحديث (٥).
وأَزَّ بالقِدْرِ أَزًّا : أَوْقَدَ النارَ تَحْتَهَا لتَغْلِيَ. وقيل : أَزَّها أَزًّا ، إِذا جَمَع تَحْتهَا الحَطَبَ حتّى تَلْتَهِبَ النّارُ.
قال ابنُ الطَّثَرِيَّة يَصِف البَرقَ :
كَأَنَّ حَيْرِيَّةً غَيْرَى مُلَاحِيَةٍ |
|
باتَتْ تَؤُزُّ بهِ من تَحْتِه القُضُبَا |
وقال أَبو عُبَيْدة : الأَزِيزُ : الالْتِهابُ والحَركَةُ كالْتِهَابِ النارِ في الحَطَب ، يقال : أُزَّ قِدْرَكَ ، أَي أَلْهِب النارَ تحْتَها.
والأَزَّةُ : الصَّوْت.
يقال : هَالَنِي أَزِيزُ الرَّعْدِ. وصَدَّعَنِي أَزِيزُ الرَّحَا وهَزِيزُهَا.
وتَأَزَّزَ المَجْلِسُ : ماجَ فيه النّاسُ.
والأَزُّ : الاخْتلاط.
والأَزُّ : التهْيِيجُ والإِغرَاءُ ، وأَزَّهُ يَؤُزُّه أَزًّا : أَغْرَاه وهَيَّجَه.
وأَزَّهُ : حثَّهُ ، وقوله تعالى : (أَنّا أَرْسَلْنَا الشَّياطِينَ عَلَى الْكافِرِينَ) تَؤُزُّهُمْ أَزًّا (٦) قال الفَرّاءُ : أَي تُزْعِجُهم إِلى
__________________
(١) بهامش المطبوعة المصرية : «قوله : فرأيت للناس أززاً ، الذي في التكملة واللسان : فرأيت النساء أززاً» وهي عبارة التهذيب أيضا.
(٢) بهامش المطبوعة المصرية : «قوله : حشك النفس ، الحشك : اجتهادُها في النزع ، قاله في اللسان».
(٣) وردت العبارة كالتكملة في التهذيب واللسان.
(٤) الزجلة : صوت الناس ، شبّه حفيف شخبها بحفيف الزجلة.
(٥) ولفظه كما في النهاية : أنه كان يصلي ولجوفه أزيز كأزيز المرجل من البكاء.
(٦) سورة مريم الآية ٨٣.
المَعَاصِي وتُغْرِيهم بها. وقال مُجاهِدٌ : تُشْلِيهم إِشْلاءً. وقال الضّحّاكُ : تُغْرِيهم إِغْرَاءً.
وعن ابن الأَعْرَابيّ : الأُزّازُ : الشَّياطِينُ الّذِين يَؤُزُّون الكُفَّارَ. وفي حديث الأَشْتَرِ : «كان الّذِي أَزَّ أُمَّ المُؤْمِنين على الخُروج ابن الزُّبَيْر» أَي هو الّذِي حَرَّكَها وأَزْعجَهَا وحَمَلهَا على الخُروج. وقال الحَربِيّ : الأَزُّ أَنْ تَحْمِلَ إِنْسَاناً على أَمْرٍ بحِلَةٍ ورِفْق حَتَّى يفْعلَه.
وأَزَّ الشَّيْءَ يَؤُزُّه ، إِذا ضَمَّ بَعْضاً إِلى بَعْض ، قاله الأَصْمَعِيّ. وقال أَبو عَمْرو : أَزَّ الكَتَائبَ أَزًّا : أَضافَ بَعْضَها إِلى بَعْض. قال الأَخْطَلُ :
ونَقْضُ العهُودِ بإِثْرِ العُهُودِ |
|
يَؤُزُّ الكَتَائِبَ حَتَّى حَمِينَا |
والأَزِيزُ : الحِدَّةُ ، وهو يَأْتَزُّ من كذا : يَمْتَعِضُ ويَنْزَعِجُ.
[أفز] : الأَفْزُ ، أَهمله الجوهريُّ. وقال أَبو عَمْرٍو : الأَفْزُ والأَفْرُ ، بالزّايِ والرّاءِ : الوَثْبُ هكذا نقَلَه الصاغانيّ عنه ، ونقلَه صاحبُ اللسان عنه أَيضاً فقال : الأَفْزُ ، بالزَّاي : الوَثْبَةُ بالعجَلَة ، والأَفرُ ، بالرّاءِ : العدْوُ ، ثم قال الصاغانيّ : كَأَنَّهُ مَقْلُوبٌ من الوَفْز ، قال شيخُنَا : حَقّ العبارة أَن يقولَ : كأَنَّه مُبْدَلٌ من الوَفْزِ ، لأَنّ الهمزةَ تُبْدل من الواو ، إِذْ لا معْنَى للقَلْبِ هُنَا إِلاّ من حيْثُ الإِطلاقُ العامُّ.
ويُقَال : أَنا عَلَى إِفَازٍ ووِفَاز ، كإِشَاح ووِشاحٍ وإِسَادَةٍ ووِسَادَة. نقله الصاغانيّ.
[ألز] : الأَلْزُ ، أَهمله الجوهريّ ، وقال (١) ابنُ الأَعْرَابِيّ : هو اللُّزُوم للشَّيْءِ ، يُقال : أَلَزَهُ يَأْلِزُه أَلْزاً ، من حدِّ ضَرَبَ ، نقله الصاغانيُّ ، وكذا أَلَزَ بِهِ يَأْلِزُ* أَلْزاً.
وأَلِزَ كفَرِح : قَلِقَ ، وعَلِزَ مثلُه ، نقله الصاغانيّ.
[أوز] : الأَوْزُ ، بالفَتْح : حِسَابٌ مِن مجَارِي القَمرِ ، كالأَزَزِ ، وقد تَقَدَّم ، وأَعاده صاحبُ اللسَان هُنَا ، أَو أَحَدُهما تَصْحِيفٌ من الآخر.
والإِوَزُّ ، كخِدَبٍّ : القَصِيرُ الغَلِيظُ اللَّحِيمُ في غَيرِ طُولٍ ، قالَه الليْثُ ، والأُنْثَى : إِوَزَّةٌ. وجَزَم العُكْبَرِيُّ أَنّ هَمْزَتَها زائدةٌ ، لأَنّ بعدَها ثَلَاثَةَ أُصُولٍ ، كما نقله شيخُنَا. قال ابنُ سِيده : وهو فِعلٌّ ، ولا يجوز أَن يكونَ إِفَعْلاً ، لأَنّ هذا البِنَاءَ لم يَجِيءْ صِفَة ، قال : حكَى ذلك أَبو عَلِيّ وأَنشد :
إِنْ كُنْتَ ذَا خَزًّ فإِنّ بزِّي |
|
سابِغةٌ فَوْقَ وَأَىً إِوَزِّ |
والإِوَزَّة والإِوَزُّ : البَطُّ ، ج إِوَزُّونَ ، جَمعُوه بالوَاو والنونِ ، أَجْرَوه مُجْرى جَمْع المُذَكَّر السالم مع فَقْدِه للشرُوط ، إِمّا للتَّأْوِيلِ أَو شُذُوذاً ، أَو غَيْر ذلك ، قاله شَيْخُنَا.
وأَرْضٌ مَأوَزَةٌ : كَثِيرَتُه ، أَي الإِوَزّ ، نقله الصاغاني.
والإِوَزَّى ، بالكَسر مقصوراً : مِشْيَةٌ فيها تَرَقُّصُ ، هكذا في اللسان ، وعبارة التَّكْمِلَة : هو مَشْيُ الرجلِ تَوَقُّصاً (٢) في غيْر تثن (٣) ومَشْيُ الفَرَسِ النَّشِيطِ ، أَو يَعْتَمِدُ علَى أَحَدِ الجانِبيْنِ ، مَرَّةً على الجانِب الأَيْمن ومَرَّةً على الجانِبِ الايْسَرِ ، حكاه أَبو عَلِيّ. وأَنْشَد المُفَضَّل :
أَمْشِي الإِوَزَّى ومَعِي رُمْحٌ سَلِبْ
قال الأَزهريّ : ويجوزُ أَنْ يكون إِفْعلَّى ، وفِعَلَّى عند أَبِي الحَسَن أَصَحُّ ، لأَنّ هذا البِنَاءَ كَثِيرٌ في المَشْيِ كالجِيَضَّى والدِّفَقَّى.
* وممّا يُسْتَدْرَك عليه :
فَرَسٌ إِوَزٌّ ، أَي مُتَلاحِكُ الخَلْقِ شَدِيدُه.
وقال أَبو حيّان في شرح التَّسْهِيل : الإِوَزُّ من الرِّجَال والخَيْل والإِبِل : الوَثِيقُ الخَلْقِ.
فصل الباءِ
مع الزاي
[بأز] : البَأْزُ ، بالهَمْز ، أَهمله الجوهريّ والصاغانيّ.
وقال ابنُ جِنِّي في كتاب الشَّواذّ : هو لُغَةٌ في البَازِي وسيُذْكَر في مَوْضِعِهِ ، ج أَبْؤُزٌ ، كأَفْلُس ، وبُؤُوزٌ ، بالضَّمّ مَمْدُوداً ، وبِئْزانٌ ، بالكَسْر. وذَهَب إِلى أَنّ هَمْزَته مُبْدَلَةٌ من أَلِفٍ لِقُرْبِها منها ، واسْتَمَرَّ البَدَلُ في أَبْؤُزٍ وبِئْزان ، كما استمرَّ في
__________________
(*) عبارة القاموس : وبه يَأْلِزُه.
(١) في المطبوعة الكويتية : ثم قال.
(٢) عن التكملة ، وبالأصل «ترقصاً» والتوقص : شدة الوطء في المشي ، قاموس.
(٣) بهامش المطبوعة المصرية : «قوله : تثن كذا في نسخة وفي أخرى كالتكملة «تئية».
أَعْيَادٍ. قال ابن جِنِّي : حدّثنا أَبو عَلِيّ قال : قال أَبو سَعِيدٍ الحَسَنُ بن الحُسَيْن : يُقَال : بَاز ، وثلاثَةُ أَبْوَازٍ ، فإِذا كَسَّرْتَ فهي البِيزانُ. وقالوا : بازٍ وبَوَازٍ وبُزَاةٌ ، فبازٍ وبُزَاةٌ كغَازٍ وغُزَاةٍ ، وهو مَقْلُوب الأَصْلِ الأَوّل. انْتَهَى. ثم قال ، فلما سُمِعَ بَأْزٌ ، بالهمْز ، أَشْبَه في اللّفْظ رَأْلاً ، فقِيلَ في تَكْسِيره بِئْزانٌ ، قِيل رِئْلان.
[ببز] : ويُسْتَدْرك عليه هُنَا : بَبُّزُ ـ بفَتْحٍ ثمّ ضمٍّ مع التَّشْدِيد ـ قَرْيةٌ كبيرةٌ على نَهْرِ عِيسى بن عليّ ، دون السِّنْدِيَّة وفَوْقَ القَادِسيّة (١) ، ذكرها نَصْرٌ في كتابه.
[بجمز] : ويُسْتَدْرَك عليه أَيضاً : بَجِمْزَا ، بفتح المُوَحَّدَة وكَسْر وسُكُونِ المِيم : قريةٌ في طريق خُراسانَ ، ذَكَرَها ياقوت (٢).
[بحز] : بَحَزَهُ ، كمَنَعَهُ ، هو بالحاءِ المُهْمَلَة بعد المُوَحَّدَة ، وقد أَهمله الجوهريُّ والصاغاني وصاحبُ اللّسَان ومعناه : وَكَزَهُ.
[بخز] : بَخَزَ عَيْنَهُ ، كمَنَعَ ، هو بالخاءِ المُعْجَمَة بعد المُوَحَّدَة ، وقد أَهملَه الجَوْهَرِيّ ، وقال الأَزْهَرِيُّ في التَّهْذيب نَقْلاً عن الأَصمعِيّ : بَخَزَ عَيْنَه وبَخَسَها وبَخَصَها ؛ إِذا فَقَأَهَا.
وأَبْخَازٌ ، كأَنْصارٍ : جِيلٌ من الناسِ ، نَقَلَه الصاغَانيّ.
وقال ياقُوت : اسمُ ناحِيَةٍ في جَبَل القَبْق (٣) المُتَّصِل ببابِ الأَبْوَاب ، وهي جِبالٌ وَعْرَةٌ صَعْبَةُ المَسْلكِ ، لا مَجَالَ للخَيْل فيها ، تُجَاوِرُ بِلادَ اللاَّنِ ، يَسْكُنُهَا أُمَّةٌ من النَّصَارَى ، يقال لهم الكُرْجُ ، وفيها تَجَمَّعُوا ، وَنَزَلُوا إِلى نَوَاحِي تَفْلِيسَ ، فَصَرَفُوا المُسْلِمِين عَنهَا ومَلَكُوها في سنة خَمْسَ عَشرَةَ وخَمْسِمائة ، حتى قَصَدَهُم جَلالُ الدّين خُوارَزمْ شاه ، في سنة إِحْدَى وعِشْرِين وسِتّمائة ، فأَوْقَعَ بهم ، واسْتَنْقَذ تَفْلِيسَ من أَيْديهم ، وهَرَبَتْ مَلِكَتُهُم إِلى أَبْخَاز ، وكانَ لم يَبْقَ من بَيْتِ المُلْكِ غَيْرُهَا.
[برز] : بَرَزَ يَبْرُزُ بُرُوزاً : خَرَجَ إِلى البَرازِ لحاجَةٍ ، وفي التكملة : للغائطِ ، أَي الفَضَاءِ الواسِعِ من الأَرْضِ والبَعِيدِ. والبَرَازُ أَيضاً : المَوْضِعُ الذي لَيْس به خَمَرٌ من شَجَرٍ ولا غَيْرِه ، فكَنَوْا به عن فَضاءِ الغَائِطِ ، كما كَنَوْا عنه بالخَلَاءِ لأَنّهُمْ كانوا يبَرَّزُون في الأَمْكِنَةِ الخالِيَة عن الناس. قُلْتُ : وهو من إِطْلاقِ المَحَلِّ وإِرَادَة الحالّ ، كغَيْرِه من المَجَازاتِ المُرْسَلَة ، وسيأْتي الكلامُ عليه في آخر المادَّة ، كتَبَرَّزَ قال الجوهريُّ : تَبَرَّزَ الرجلُ : خَرجَ إِلى البَرَاز للحَاجَةِ. قلْتُ وهو كِنايةٌ. وبَرَزَ الرَّجُلُ. إِذا ظَهَر بعْدَ الخَفَاءِ. وقال الصاغانيّ : بعْدَ خُمُولٍ. وفي عبارة الفَرّاءِ : وكلّ ما ظَهر بعد خَفاءِ فقد بَرزَ ، كبَرِزَ ، بالكَسْر ، لغةٌ في المَعْنَييْن ، نقله الصاغَانيّ : وبارَزَ القِرْنَ مُبَارَزَةً وبِرَازاً ، بالكَسْرِ ، إِذا بَرَزَ إِلَيْه في الحَرْب ، وهُما يَتَبَارَزَانِ ، سُمِّيَ بذلك لأَنّ كلاهما (٤) يَخْرُجانِ إِلى بَرازٍ من الأَرْض ، وبَرَزَ إِلَيْه وأَبْرَزَه غَيْرُه.
وأَبْرَزَ الكِتَابَ : أَخْرَجَه ، فهو مَبْرُوزٌ. وأَبْرَزَهُ : نَشَرَهُ فهو مُبْرَزٌ كمُكْرَمِ ، ومَبْرُوزٌ ، الأَخِير شاذٌّ على غير قيَاس ، جاءَ على وَزْن الزَّائد ، قال لَبِيدٌ :
أَوْ مُذْهَبٌ جُدَدٌ على أَلْواحِهِ |
|
النّاطِقُ المبْرُوزُ والمخْتُومُ (٥) |
قال ابنُ جِنِّي : أَراد : المَبْرُوزُ به ، ثم حُذِفَ حرفُ الجَرّ فارْتَفَع الضَّمِير واسْتَتَرَ في اسم المَفْعُول به ، وأَنشده بعضُهم ، المُبْرَز ، على احْتِمَال الخَزْل (٦) في مُتَفَاعِلُنْ. قال أَبو حاتمٍ في قَوْل لَبِيدٍ : إِنّمَا هو :
أَلنّاطِقُ المُبْرزُ والمخْتُومُ
مُزَاحَفٌ. فغَيَّرَه الرُّواةُ فِرَاراً من الزِّحاف. وفي الصحاح : أَلناطِقُ بقَطْع الأَلِ وإِنْ كان وَصْلاً ، قال : وذلك جائزٌ في ابْتِدَاءِ الأَنْصَافِ لأَنّ التقديرَ الوَقْفُ على النِّصْفِ من الصَّدْرِ (٧) ، قال : وأَنْكَرَ أَبو حاتِمٍ : المَبْرُوز ، وقال : ولَعَلَّه
__________________
(١) في معجم البلدان : الفارسية.
(٢) قال : ويقال لهذه القرية بكمزا.
(٣) عن معجم البلدان وبالأصل : «القينق».
(٤) كذا ، والصواب «كليهما».
(٥) ويروى : «الواخيذ من الناطق ..».
(٦) بهامش المطبوعة المصرية : «قوله : الخزل ، هو الطي مع الإضمار ؛ والطي : حذف الرابع الساكن. والإضمار : إسكان الثاني متحركاً».
(٧) ظاهره العموم وإن قيده الصبان في حواشيه بالأبيات المصرعة ، ونظيره :
وآله وصحبه الثقات |
|
السالكين سبل النجاةِ |
قاله نصر.
المَزْبُورُ ، وهو المَكْتُوب. وقال لَبِيدٌ في كلمة أُخْرَى :
كما لاحَ عُنْوانُ مَبْرُوزَةٍ |
|
يَلُوحُ مَعَ الكَفِّ عُنْوانُهَا |
قال : فهذا يدُلُّ على أَنَّهُ لُغَةٌ. قال : والرُّوَاة كُلُّهُم على هذا ، فلا مَعْنَى لإِنْكَارِ مَن أَنْكَرَه. وقد أَعْطَوْه كِتَاباً مَبْرُوزاً ، وهو المَنْشُور. قال الفَرّاءُ : وإِنّمَا أَجازُوا المَبْرُوزَ ، وهو من أَبْرَزْتُ ، لأَنّ يُبْرِزُ لفظُه واحدٌ من الفِعْلَيْن. قال الصاغَانيّ : وهكذا نَسَبَه الجوهَرِيّ للَبِيدِ. ولم أَجِدْه في دِيوانِه.
وامْرَأَةٌ بَرْزَةٌ ، بالفَتْحِ : بارِزَةُ المَحَاسِنِ ظاهِرَتُهَا ، أَو امرأَةٌ بَرْزَةٌ : مُتَجاهِرَةٌ. وفي بعض الأُصُول الصَّحِيحَة : مُتجَالَّةٌ (١) ، وقيل : كَهْلَةٌ لا تَحْتَجِب احْتِجَابَ الشَّوابِّ. وقال أَبو عُبَيْدَة : امرأَةٌ بَرْزَةٌ جَلِيلَةٌ ، وقيل : امرأَةٌ بَرْزَةٌ تَبْرُزُ للْقَوْم يَجْلِسُونَ إِليها ويَتَحَدَّثُون عنها ، وهي مع ذلك عفِيفَةٌ عاقِلَةٌ.
ويقال : امرأَةٌ بَرْزَةٌ : مَوْثُوقٌ برَأْيِهَا وعَفَافِها ، وفي حديث أُمّ معْبَدٍ : «كانت امرأَةً بَرْزَةً تَخْتَبِي (٢) بفِنَاءِ قُبَّتِهَا». ونقل ابنُ الأَعْرَابِيّ عن ابنِ الزُّبَيْريّ قال : البَرْزَةُ من النّسَاءِ : التي لَيْسَت بالمُتَزايِلَة التي تُزايِلُكُ بوَجْهِها تَسْتُرُهُ عَنْكَ وتَنْكَبّ إِلى الأَرْض ، والمُخْرَمِّقَةُ : التي لا تَتَكَلَّم إِنْ كُلِّمَت.
والبَرْزَةُ : العَقَبَةُ مِنْ عِقَابِ الجَبَلِ ، نقله الصاغانيّ.
وبَرْزَةُ ، فَرَسُ العَبّاسِ بن مرْداسٍ السُّلَمِيّ رَضِيَ الله عنه (٣).
وبَرْزَةُ : ة بِدَمَشْق في غُوطَتِهَا ، وإِيّاهَا عَنَى عَلِيُّ بن مُنِير بقوله :
سَقّاهَا ورَوَّى مِنَ النَّيِّربينِ |
|
إِلى الغَيْضَتَيْن وحمُّورِيَهْ |
إِلى بَيْتِ لِهْيَا إِلى بَرْزَةٍ |
|
دِلَاحٌ مُكَفكفَةُ (٤) الأَوْدِيهْ |
وذكرَ بعضُهم أَنّ بها مَوْلِدَ سيِّدِنا الخَلِيلِ عليهالسلام ، وهو غَلَط. منها أَبو القاسِم عَبْد العَزِيز بن مُحَمّد بن أَحْمَد ابن إِسماعيلَ بن عليّ المَعْتُوقيّ (٥) المُقْرِي المُحَدّث البرْزِيّ ، عن ابْنِ أَبِي نَصْرٍ ، وعنه أَبو الفِتْيَانِ الرّواسيّ ، مات سنة ٤٦٢. وذكر ابن نُقْطَة جماعةً من أَصحاب ابن عَساكر مِنْ هذِه القَرْيَة ، قال الحافظ. قُلْتُ منهم : أَبو عَبْدِ الله محمّد بن محْمُود بن أَحْمَدَ البَرزيّ.
وبَرْزَةُ اسمُ أُمّ عَمْرِو بن الأَشْعَث ، هكذا في النُّسخ بزيادة واو بعد عمر ، وصوابُه عُمَر بن الأَشْعَثِ بن لَجَأً التَّيْمِيّ ، وفيها يقول جَرِيرُ :
خَلِّ الطَّرِيقَ لِمَنْ يَبْنِي المَنَارَ به |
|
وابْرُزْ بِبَرْزَةَ حَيْثُ اضْطَرَّكَ القَدَرُ |
وبَرْزَةُ تابِعِيَّةُ ، وهي مَوْلَاةُ دَجَاجَةَ بِنْت أَسْمَاءَ بنِ الصَّلْت ، وَالدةُ عبد اللهِ بن عامِر بن كُرَيْز.
وبَرْزه ، بالهاءِ الصحِيحَة (٦) ، كما قاله ياقوت. قُلْتُ : فعلَى هذا مَحَلُّ ذِكْرِهَا في الهاءِ ، كما لا يَخْفَى : ة ببَيْهَق ، من نَوَاحِي نَيْسَابُور ، ولكن النِّسْبَة إِليها بَرْزَهِيّ ، بزيادة الهاءِ ، هكذا قالوه ، والصواب أَنّ الهَاءَ من نَفْسِ الكلمة ، كما ذَكَرناه ، منها أَبو القاسم حَمْزَةُ بن الحُسَيْن البَرْزَهيّ البَيْهَقِيّ ، له تصانيفُ ، منها : كتاب مَحَامِد مَنْ يُقال له محمّد ؛ وكتاب : محاسن من يقال له أَبو الحَسَن ، وذَكَره البَاخَرْزِيّ في دُمْيَة القَصْر ، مات سنة ٤٨٨ (٧) قاله عبد الغافر.
وأَبُو بَرْزَةَ جماعةٌ. منهم نَضْلَةُ بن عُيَيْنَة ، على الصّحِيح ، وقيل : نَضْلَةُ بنُ عائذ ، وقيل : ابْنُ عُبَيْد الله (٨) ، الأَسْلَمِيّ الصحابيّ تُوُفِّيَ سنة سِتِّين (٩).
ورجُلٌ بَرْزٌ ، وامرأَةٌ بَرْزَةٌ ، يُوصَفان بالجَهَارَة والعَقْل ، وقيل : بَرْزٌ : مُتَكَشِّفُ الشَّأْنِ ظاهِرٌ ، وقيل : بَرْزٌ : ظاهِرُ الخُلُقِ عَفِيفٌ ، وقيل بَرْزٌ وبَرْزِيٌّ : [عَفيفٌ] * مَوْثُوقُ بعَقْله ، وفي بعض النُّسَخ : بفَضْله ورَأْيِه ، وكأنّه تَحْرِيف ، وقال بعضهُم : بعَفَافِه وَرَأْيه. وَقَدْ بَرُزَ بَرَازَةً ، ككرُمَ ، قال
__________________
(١) وهي عبارة اللسان ، وفي الصحاح فكالأصل.
(٢) الأصل والنهاية ، وفي اللسان تختبئ.
(٣) في التكملة «زرر» : وزِرّة كانت من أفراس العباس بن مرداس أخذتها منه بنو نصر.
(٤) عن معجم البلدان ، وبالأصل «ملغلغة».
(٥) معجم البلدان : المعيوفي.
(٦) معجم البلدان : الصريحة.
(٧) ورد خطأ في المطبوعة الكويتية سنة ٤٤٨.
(٨) في أسد الغابة : وأصح ما قيل فيه : نضلة بن عبيد ، [وقيل] نضلة بن عبد الله ، ويقال : نضلة بن عابد.
(٩) في أسد الغابة : مات بالبصرة سنة ستين وقيل مات سنة أربع وستين.
(*) ساقطة بالمطبوعتين المصرية والكويتية.
العجّاج.
بَرْزٌ وذُو العَفَافَةِ البَرْزِيُّ
وبَرَّزَ تَبْرِيزاً ؛ فاقَ على أَصْحَابِه فَضْلاً أَو شَجَاعَةً ، يقال. مَيِّزِ الخَبيثَ من الإِبْرِيز والناكِصِينَ من أُولِي التَّبْرِيز.
وبَرَّزَ الفَرَسُ على الخَيْل تَبْرِيزاً : سَبَقَها. وقيل : كُلّ سابقٍ مُبَرِّزٌ. وإِذا تَسَابَقَت الخَيْلُ قِيل لسابقها (١) : قد بَرَّزَ عليها ، وإِذَا قِيل : بَرَزَ ، مُخَفّف ، فمَعْناه ظَهَرَ بعد الخَفاءِ.
وبَرَّزَ الفَرسُ راكِبَه : نَجّاه ، قال رُؤْبَة :
لَوْ لَمْ يُبَرِّزْهُ جَوادٌ مِرْأَسُ
وذَهَبٌ إِبْرِيزٌ ، وإِبْرِيزِيُّ ، بكَسْرِهما : خالصٌ ، هكذا في النُّسَخ ، والصَّواب إِبْرِيزٌ ، وإِبْرِزِيٌّ من غَيْرِ تَحْتِيّة في الثانِية ، قال ابنُ جِنِّي : هو إِفْعِيلٌ من بَرَزَ ، والهمزة والياءُ زائدتانِ.
وقال ابنُ الأَعْرَابِيّ : الإِبْريزُ : الحَلْيُ الصافي من الذَّهَبِ ، وهو الإِبرزيّ (٢) قال النّابِغَة :
مُزَيَّنَة بالإِبْرِزِيّ وحَشْوَهَا |
|
رَضِيعُ النَّدَى والمُرْشِقَاتِ الحَواصِنِ (٣) |
وقال شَمِرٌ : الإِبْرِيزُ من الذَّهَبِ : الخالصُ ، وهو الإِبْرِزِيُّ والعِقْيَانُ والعَسْجَدُ.
وبَرَازُ الزُّورِ ، بالفَتْح ، وهو مستدركٌ ، والزُّور هكذا بتَقْدِيم الزاي المفتوحة في سائر النسخ ، والصَّوَابُ كما في التَّكْمِلَة : بَرَازُ الرُّوزِ (٤) ، بتقديم الراء المضمومة على الزاي بينهما واوٌ : طَسُّوجٌ ببغْدَادَ ، وقال الصاغانيّ من طَسَاسِيجِ السَّوادِ. وقال ياقوت : بِالجَانِبِ الشَّرْقِيّ من بَغْدَادَ ، كان للمُعْتَضِد به أَبْنِيَةٌ جَليلةٌ.
والبارزُ : فَرَسُ بَيْهَسٍ الجَرْمِيّ ، نقله الصاغانيّ.
وبارِزٌ : د بقُرْبِ كِرْمانَ ، به جِبَالٌ. وبه فُسِّر الحَديث المَرْوِيّ عن أَبي هُرَيْرَة : «لَا تَقُوم الساعةُ حَتَّى تُقَاتِلُوا قَوْماً يَنْتَعِلُون الشَّعرَ وهُمُ البارِزُ» ، قال ابن الأَثير : وقال بعضُهم : هم الأَكْرَاد ، فإِن كانَ مِنْ هذا فكأَنَّه أَراد أَهلَ البارِز ، أَو يكون (٥) سُمُّوا باسم بلادِهِمْ ، قال : هكذا أَخْرَجه أَبو مُوسَى في كِتَابِه وشَرَحَه ، قال : والذِي رَوَيْنَاه في كِتَابِ البُخَارِيّ عن أَبي هُرَيْرَة : سمِعْتُ رَسُولَ الله صلىاللهعليهوسلم يقول : «بَيْنَ يَدَيِ الساعَةِ تُقَاتِلُون قَوْماً نِعَالُهُمُ الشَّعرُ ، وهو هذا البَارِزُ» وقال سُفْيَانُ ، مَرَّةً : هم أَهلُ البارِزِ ، يعنِي بأَهْلِ البارِزِ أَهلَ فارِسَ ، هكذا هو بُلَغَتِهم ، وهكذا جاءَ في لَفْظِ الحَدِيث ، كأَنَّه أَبدل السّينَ زاياً ، فيكون من بابِ الباءِ والراءِ ، وهو هذا البابُ لا من باب الباءِ والزاي. قال : وقد اخْتُلِفَ في فَتْح الراءِ وكَسْرِهَا ، وكذلك اخْتُلِفَ مع تَقْدِيم الزايّ ، وقد ذُكِرَ أَيضاً في حَرْف الراءِ.
وبُرْزٌ ، بالضَّمّ : ة بمَرْوَ ، منها سُلَيْمانُ بن عامِرٍ الكِنْدِيُّ المُحَدِّثُ المَرْوَزِيّ ، شيخٌ لإِسْحَاقَ بنِ رَاهَوَيْه ، رَوَى عن الرَّبِيع بن أَنَسٍ.
وبُرْزَةُ ، بِهَاءٍ : شُعْبَةٌ تَدْفَعُ في بِئْرِ الرُّوَيْثَةِ أَو هُمَا شُعْبَتَانِ قَرِيبتَانِ من الرُّوَيْثَة ، تَصُبّانِ في دَرَجِ المَضِيقِ من يَلْيَلَ وادِي الصَّفْرَاءِ ، يُقَالُ لكُلٍّ مِنْهُمَا : بُرْزَة.
ويَوْمُ بُرْزَةَ من أَيّامِهم ، نقَلَه الصاغانيّ. قُلْتُ وفيه يَقُول ابنُ جِذْلِ الطّعَانِ :
فِدًى لَهُمُ نَفْسِي وأُمِّي فِدًى لَهُم |
|
بِبُرْزَةَ إِذْ يَخْبِطْنَهُمْ (٦) بالسَّنَابِكِ |
وفي هذا اليوم قُتِلَ ذُو التاجِ مالِكُ بن خالِدٍ. قاله ياقُوت.
وبُرْزَةُ جَدُّ عَبْدِ الجَبّار بن عَبْد الله المُحَدّث المَشْهُور ، كَتَب عنه ابنُ ماكُولَا. قلتُ : وفَاتَهُ : عبدُ الله بن محمّد بن بُرْزَةَ ، سَمِعَ ابنَ أَبي حاتِمٍ وغَيْرَه ، قال ابنُ نُقْطَة : نَقَلْتُهُ من خط يَحْيَى بن مَنْدَه مُجَوّداً.
وبُرْزِيّ ، بكسر الزّايِ : لَقَبُ أَبِي حاتِمٍ مُحَمّدِ بنِ الفَضْلِ المَرْوَزِيّ (٧) ، وعبارة الصاغانيّ في التكملة هكذا : ومحمّد بن الفَضْل البُرْزِيّ من أَصحابِ الحَدِيث.
__________________
(١) عن اللسان وبالأصل «مسابقها».
(٢) في المطبوعة الكويتية : «الإِبريزي» تحريف.
(٣) روايته في التهذيب :
مزينة بالإبرزي وجوها بأرضع |
|
الثدى والمرشفات الحواضن |
(٤) وهي التي وردت في القاموس ومعجم البلدان.
(٥) بهامش المطبوعة المصرية : «قوله : أو يكون ، كذا في اللسان كالنهاية».
(٦) عن معجم البلدان «برزة» : وبالأصل «يخبطهم».
(٧) في اللباب «البرزي» وقيل إنه من قرية برز.
وبُرْزَى ، كبُشْرَى ، وقال ياقوت : هي بُرْزَة ، ونَسَبَ الإِمالَةَ للعامَّة : ة بوَاسِطَ ، منها الإِمام رَضِيّ الدّين إِبراهِيم ابن عُمَرَ بن البُرْهَانِ الواسِطِيّ التاجر رَاوِي صَحِيح مُسْلِمٍ ، عن منصورٍ الفَرَاويّ. وبُرْزَى : ة أُخْرَى من عَمَل بَغْدَادَ ، من نَوَاحِي طريقِ خُرَاسَانَ.
وَأَبْرَزَ الرجُلُ : أَخَذَ الإِبْرِيزَ ، هكذا في سائر النُّسخ ، ونَصُّ ابنِ الأَعرَابِيّ ، على ما نَقَلَه صاحبُ اللّسَان والصاغانيّ : اتَّخَذَ الإِبْرِيزَ.
وأَبْرَزَ الرجُلُ ، إِذا عَزَمَ على السَّفَرِ ، عن ابن الأَعرابيّ.
والعامَّةُ تقول : بَرَزَ.
وأَبْرَزَ الشَّيْءَ : أَخْرَجَه ، كاسْتَبْرَزَه ، وليست السِّين للطَّلَب.
وتَبْرِيزُ : بالفَتْح ، وقد تُكْسَرُ : قاعِدَةُ أَذْرَبِيجَانَ ، والعَامَّةُ تقلِب الباءَ وَاواً ، وهي من أَشْهَرِ مُدُنِ فارِسَ وقد نُسِبَ إِليها جماعَةٌ من المُحَدِّثِين والعلماءِ في كُلِّ فَنّ.
وتَبَارَزَا : انْفَرَدَ كُلٌّ منْهُما عن جَمَاعَتِه إِلى صاحِبِه.
وبَرَّزَهُ تَبْرِيزاً : أَظْهَرَه وبَيَّنَه ، ومنه قوله تعالى : (وَ) بُرِّزَتِ (الْجَحِيمُ) (١) أَي كُشِفَ غِطَاؤُهَا.
وكِتَابٌ مَبْرُوزٌ : مَنْشُورٌ ، وقد تَقَدَّم البحثُ فيه أَوّلاً ، فأَغْنَانَا عن إِعادته ثانِياً.
وبَرَازٌ ، كسَحَابٍ ، اسمٌ.
والبِرَازُ ، ككِتَابٍ : الغائطُ ، وهو كِنَايَةٌ. اخْتَلَفُوا في البِرَازِ بهذا المَعْنَى ، ففي الحديث : «كان إِذا أَرادَ البِرَازَ أَبْعَدَ» قال الخَطّابي في مَعَالِم السُّنَن : المُحَدِّثون يَرْوُونَه بالكَسْر ، وهو خَطَأٌ ، لأَنّه بالكَسْر مَصْدَرٌ من المُبَارَزَة في الحَرْب. وقال الجوهريّ بخِلاف هذا ، ونَصُّه : البِرَازُ : المُبَارَزَة في الحَرْب ، والبِرَاز أَيْضاً : كِنَايَةٌ عن ثُفْلِ الغِذَاءِ ، وهو الغائطُ ، ثم قال : والبَرَازُ ، بالفَتْح : الفَضَاءُ الوَاسِعُ ، وَتَبَرَّز : خَرَجَ إِلى البَرَازِ للحَاجَةِ. انتهى. فكأَنّ المُصَنِّف قَلَّده في ذلِك ؛ وهكذا صَرَّحَ به النَّوَوِيّ في تَهْذيبه ، وابنُ دُرَيْد ، وقد تَكَرَّرَ المَكْسُور في الحَدِيث. ومن المَفْتُوح حديثُ عَلِيٍّ كَرّم الله وَجْهَهُ : «أَنّ رَسُولَ الله صلىاللهعليهوسلم رَأَى رَجُلاً يَغْتَسِلُ بالبَرَازِ» يريدُ المَوْضِع المُتَكَشّف بغيرِ سُتْرَةٍ.
وبَرْزَوَيْهِ كعَمْرَوَيْه : جَدُّ مُوسَى بن الحَسَن الأَنْمَاطِيّ المُحَدِّث ، عن عبد الأَعْلَى بن حَمّاد ، وعنه مَخْلَد بن جَعْفَرٍ الباقَرْحِيّ وغيره.
وأَبْرَوَيْزُ ، بفتح الواوِ وكَسْرِهَا ، وباؤه فارسيّة ، ويقال : أَبْرَوَازُ ، والأَول أَشْهرُ : مَلِكٌ من مُلُوك الفُرْسِ. قال السُّهَيْليّ : هو كِسْرَى الذي كَتَب إِليه النَّبِيُّ صلىاللهعليهوسلم ، ومَعْنَى أَبْرَوَيْز عندهم : المُظَفَّر.
* وممّا يُسْتَدْرَك عليه :
المَبْرَزُ : كمَقْعَدٍ : المُتَوَضَّأُ.
والبَارِزُ : الظَاهِرُ الظُّهُورَ الكُلِّيّ.
وقولُه تَعَالَى : (وَتَرَى الْأَرْضَ) بارِزَةً (٢) أَي ظاهِرَةً بلا تَلٍّ ولا جَبَل ولا رَمْلٍ.
وبَرْزَةُ ، بالفَتْح كُورَةٌ بِأَذْرَبِيجَانَ ، بأَيْدي الأَزْدِيِّين ، نقله البَلَاذُريّ وياقوت.
وذَكرَ بَرَازاً ، كسَحَابٍ ، وَأَنَّهُ اسمٌ ولم يُعَيِّنه. وهو أَشْعَثُ بن بَرَازٍ ، قال الحافِظ : فَرْدٌ.
وبابُ إِبْرِيز : إِحْدَى مَحَالِّ بَغْدَادَ ، وإِلَيْه نُسِبَ البارِزِيُّونَ المُحَدِّثُون ، ومنهم قاضِي القُضَاةِ هِبةُ الله بن عبد الرَّحِيم بن إِبراهِيمَ بن هِبَة الله المُسلم الجُهَنِيّ الحَمَوِيّ الفقيهُ الشافعيّ أَبو القَاسِم ، عُرِفَ بابنِ البَارِزِيّ ، من شُيُوخ التَّقِيّ السُبْكِيّ ، وكذا آلُ بَيْته.
وبَرْزُوَيْه ، بالفَتْح وضمّ الزّاي ، والعامة تقول بَرْزَيْه : حِصْنٌ قُرْبَ السّوَاحِل الشامِيَّةِ على سِنّ جَبَلٍ شاهِق يُضْرَبُ بها المَثَلُ في بلادِ الإِفْرنج بالحَصانَة ، يُحِيط بها أَوْدِيةٌ من جميع جَوانبها وذَرْعُ عُلُوّ قَلْعَتها خَمْسُمِائة وسَبْعُون ذِرَاعاً ، كانت بِيَدِ الفِرِنجِ حتّى فَتَحَهَا المَلِك النَاصِر صلَاح الدّين يوسُف بن أَيّوب في سنة ٥٨٤.
والشَّرَفُ إِسْمَاعِيلُ بنُ مُحَمّد بن مُبَارِزٍ الشافِعيّ الزّبيديّ ، حدَّثَ عن النَّفِيس العَلَوِيّ وغَيْرِه ، رَوَى عنه سِبْطُه الوَجِيهُ
__________________
(١) سورة الشعراء الآية ٩١.
(٢) سورة الكهف الآية ٤٧.
عبدُ الرّحْمن بن عليّ بن الرَّبِيع الشَّيْبَانِيّ ، والجَمَال أَبو مُحَمّد عبد الله بن عبد الوهّاب الكازَرُونيّ المَدَنِيّ وغيرهما.
وتِبْرِز ، كزِبْرِج : مَوضعٌ.
[برغز] : البرغزُ ، بالغين المعجم ، كَجَعْفَرٍ وقُنْفُذٍ وعُصْفُورٍ وطِرْبَال : وَلَدُ البَقَرَةِ الوَحْشيّة ، الثانية عن ابن الأَعْرَابِيّ ، قال الشاعر :
كَأَطُومٍ فَقَدَتْ برْغزَهَا |
|
أَعْقَبَتْهَا الغُبْسُ مِنْهُ العَدَمَا (١) |
أَو إِذا مَشَى مع أُمِّه ، وهي بهاءٍ ، والجمعُ : بَرَاغِزُ ، قال النَّابِغَةَ يَصِفُ نِسَاءً سُبِينَ :
ويَضْرِبْنَ بالأَيْدِي وَرَاءَ بَرَاغِزٍ |
|
حِسَانِ الوُجُوهِ كالظِّبَاءِ العَوَاقِدِ |
أَرادَ بالبَرَاغِزِ أَوْلادَهُنَّ. قال ابنُ الأَعْرَابِيّ : وهي كالجَآذِرِ.
والبُرْغُزُ ، كقُنْفُذ : السَّيِّءُ الخُلُقِ من الرِّجَالِ ، أَو هذِه تَصْحيفَةٌ والصّواب فيه بُزْغُرُ بتقديم الزّاي على الرّاءِ ، وقد ذُكِر في مَوْضِعه.
[بزز] : البَزُّ : الثِّيَابُ. وقيل : ضَرْبٌ من الثِّيَاب ، وقيل : البَزُّ من الثِّيَابِ : أَمْتِعَةُ البَزَّازِ ، أَو مَتَاعُ البَيْتِ من الثِّيَاب خاصَّةً ونَحْوِها ، قال :
أَحَسَنَ بَيْتٍ أَهَراً وبَزَّا |
|
كأَنَّمَا لُزَّ بصَخْرٍ لَزَّا (٢) |
وبائعُه البَزَّازُ ، وحِرْفَتُه البِزَازَةُ ، بالكَسْر ، وإِنّمَا أَطْلَقَه لشُهْرَتِهِ.
والبَزُّ السِّلَاحُ. يَدْخُل فيه الدِّرْع والمِغْفَرُ والسَّيْفُ ، قال الهُذَليّ :
فَوَيْلُ أُمٍّ بَزٍّ جَرَّ شَعْلٌ على الحَصَى |
|
ووُقِّرَ بَزٌّ ما هُنَالِكَ ضائِعُ |
شَعْلٌ : لَقَبُ تَأَبَّطَ شَرًّا ، وكان أَسَرَ قَيْسَ بنَ العَيْزارَة الهُذَليّ قائل هذا الشّعْر ، فسَلَبَه سِلاحَه ودِرْعَه. وكان تأَبَّط شَرًّا قصيراً ، فلما لَبِسَ دِرْعَ قَيْسٍ طالَتْ عليه ، فسَحَبَهَا على الحَصَى ، وكذلك سَيْفه لمَّا تَقَلَّدَه طالَ عليه فسحَبَه فَوَقَّرَه ؛ لأَنَّه كان قَصِيراً. ووُقِّرَ بزٌّ ، أَي صُدِعَ وفُلِّل وصارت فيه وَقَرَاتٌ ، فهذا يَعْنِي السّلاحَ كُلَّه. ويقال : البَزُّ : السَّيْفُ نَفْسُه ، أَنشد ابنُ دُرَيْد لِمُتممِ بن نُوَيْرَةَ يَرْثِي أَخاهُ مالِكاً :
ولا بِكَهَامٍ بَزُّهُ عن عَدُوِّه |
|
إِذَا هوَ لاقَى حاسِراً أَو مُقَنَّعَا |
قال : فهذا يَدُلُّ على أَنَّه السَّيْف. كالبِزَّةِ ، بالكَسْرِ ، والبَزَزِ ، بالتَّحْرِيكِ. وقال أَبو عَمْرٍو : البَزَز : السِّلاحُ التَّامُّ.
والبَزُّ : الغَلَبَةُ والغَصْب ، بَزَّهُ يَبُزُّهُ بَزًّا ، كالبِزِّيزَى ، كخِلِّيفَى. والبَزُّ : النَّزْعُ والسَّلْبُ ، يقال : بَزَّ الشَّيْءَ يَبُزُّه بَزًّا : انْتَزَعَه. والبَزُّ : أَخْذُ الشَّيْءِ بِجَفَاءٍ وقَهْرٍ. حُكِيَ عن الكِسَائيّ : لَنْ تَأْخُذَه أَبداً بَزَّةً مِنِّي ، أَي قَسْراً. وفي حديثِ أَبي عُبَيْدَة «أَنه سَتَكُون نُبُوَّةٌ ورَحْمَةٌ ثم كَذا وكَذَا ثم يكُونُ بِزِّيزَى وأَخْذُ أَمْوَال بغَيْر حَقٍّ» البِزِّيزَى : السَّلْب والتَّغَلُّب ، ورواه بعضُهم بَزْبَزِيًّا. قال الهَرَوِي : عَرَضْته على الأَزهريّ فقال : هذا لا شَيءَ (٣). كالابْتِزَازِ ، وفي الحديث : «فيَبْتَزّ ثِيابِي ومَتَاعِي» أَي يُجَرِّدُني منها ويَغْلِبُنِي عليها.
والبَزُّ : ة ، بالعِرَاقِ ، ومنها عبد السَّلامِ بنِ أَبي بَكْرِ بن عبد المَلِك الجَماجِمِيّ البَزِّيّ ، حدّث عن أَبي طالِب المبارك بن خُضَيْرٍ (٤) الصَّيْرَفِيّ.
وبَزُّ النَّهْرِ ، بلُغَتِهِم : آخِرُهُ ، نقلَه الصاغانيُّ.
والبَزَّازُ ، ككَتَّانِ ، في المُحَدِّثين جمَاعَةٌ ، منهم أَبو طالِب محمّدُ بنُ محمّدِ بنِ إِبراهِيمَ بن غَيْلَان بن عبد الله بن غَيْلانَ ، صَدُوقٌ صالحٌ ، عن أَبي بكْرٍ الشافعيّ ، وعنه أَبو بكْرٍ الخَطِيبُ وجماعةٌ ، وإِليه نُسِبت الغَيْلانِيّاتُ ، وهي في إِحدَى عَشَرَة مُجَلَّدةً ، لِطَافٍ ، خَرَّجَهَا الدَّارقُطْنِي ، وقد وَقَعَتْ لنا عالِيَةً ، تُوُفِّيَ ببغْداد سنة ٤٤٠ ، وفي الأَعلام
__________________
(١) بهامش المطبوعة المصرية : «قوله : كأطوم هي هنا البقرة الوحشية والأصل في الأطوم أنها سمكة غليظة الجلد تكون في البحر شبه البقرة بها ، والغبس الذئاب ، الواحد : أغبس.
(٢) نُسب الرجز بحواشي المطبوعة الكويتية لأبي مهدية.
(٣) بهامش المطبوعة المصرية : «قال : وقال الخطابي : إن كان محفوظاً فهو من البزبزة : الإسراع في السير يريد عسف الولاة وإسراعهم إلى الظلم ، كذا في اللسان» ومثله في النهاية.
(٤) بالأصل : «المبرك بن خضر» وما أثبت عن معجم البلدان والضبط عنه.
عِيسَى بن أَبِي عِيسَى بن بَزّازٍ القابِسِيّ المالِكِيّ المَغْرِبِيّ ، روَى الحَدِيثَ عن جَمَاعَةٍ مغَارِبَة.
ومِنْ أَمثالهم : «آخِرُ البَزِّ على القَلُوص» ، يأْتي في خ ت ع.
والبَزْبازُ ، بالفتح : الغُلامُ الخَفِيفُ في السَّفَرِ ، أَو البَزْبازُ : الرجُلُ الكثِيرُ الحَرَكَةِ ، قاله ابنُ دُرَيْد ، وأَنشد :
إِيهاً خُثَيْمُ حَرِّكِ البَزْبَازَا |
|
إِنَّ لنا مَجَالِساً كِنَازَا |
كالبُزْبُزِ والبُزَابِزِ ، بضَمِّهما ، قال ثعلب : غُلامٌ بُزْبُزٌ : خَفِيفٌ في السَّفَرِ.
وقال أَبو عَمْرٍو : ورَجلٌ بُزْبُزٌ وبُزَابِزٌ من البَزْبَزَة ، وهي شِدَّةُ السَّوْقِ وأَنشد :
ثُمَّ اعْتَلَاهَا فَذَحَا (١) وارْتَهَزَا |
|
وساقَهَا ثَمَّ سِيَاقاً بَزْبَزَا (٢) |
وعن أَبي عَمْرٍو : البَزْبازُ : قَصَبَةٌ من حَدِيدٍ على فَمِ الكِيرِ تَنْفُخُ النَّارَ ، وأَنشد للأَعْشَى :
إِيهاً خُثَيْمُ حَرِّكِ البَزْبَازَا |
|
إِنّ لنَا مَجَالِساً كِنَازَا |
وقيل : المُراد هُنَا بالبَزْبَازِ : الفَرْجُ ، بسبب حَرَكَتِه ، وكِنَازاً ، مُكْتَنِزَةً بأَهْلها ، يُحْكَى عن الأَعْشَى أَنّه تَعَرَّى بإِزاءِ قَوْمٍ وسمَّى فَرْجَه البَزْبازَ ورَجَزَ بهم.
والبَزْبازُ : دَواءٌ ، م معروفٌ.
والبَزْبَزَةُ شِدَّة في السَّوْقِ ونَحْوِه ؛ والبَزْبزَةُ : سُرْعةُ المَسِير* ؛ والبَزْبَزَةُ : الفِرَارُ والانْهِزَامُ ، يقالُ : بَزْبَزَ الرَّجلُ وعَبَّدَ ، إِذَا انْهَزَم وفَرَّ ؛ والبَزْبَزَةُ : كَثْرَةُ الحَرَكَةِ وسُرْعَتُها والاضْطِرَابُ ، وأَنشد أَبو عَمْرو :
وساقَهَا ثَمَّ سِيَاقاً بَزْبَزَا
والبَزْبَزَةُ : مُعَالَجَةُ الشَّيْءِ وإِصْلاحُه ، يقال للشْيءِ الّذِي قد أُجِيدَتْ صَنْعَتُه : قد بَزْبَزْتُه ، أَنشد أَبو عَمْرو :
وَمَا يَسْتَوِي هِلْبَاجَةٌ مُتَنَفِّجٌ |
|
وذُو شُطَب قد بَزْبَزَتْه البَزَابِزُ |
يقولُ : ما يَسْتَوِي رَجلٌ ضَخْمٌ ثَقِيلٌ كأَنّه لَبَنٌ خاثِرٌ ، ورجلٌ خَفِيفٌ ماضٍ في الأُمُور كأَنّه سَيْفٌ ذو شُطَبٍ قد سَوّاه الصَّقَلَةُ الحُذّاقُ.
والبُزَابِزُ والبُزْبُزُ ، بضَمِّهما : القَوَيُّ الشَّدِيد من الرِّجَال إِذا لَمْ يَكُنْ ـ وفي بعض الأُصول : وإِنْ لم يَكُنْ (٣) ـ شُجاعاً.
وبَزْبَزَ الرَّجُلَ بَزْبَزَةً : تَعْتَعَهُ. عن ابن الأَعْرابِيّ.
وبَزْبَزَ الشَّيْءَ : سَلَبَهِ وانْتَزَعَهُ ، كابْتَزَّهُ ابْتِزَازاً ، يُقَال : ابْتَزَّهُ ثِيَابَه ، إِذَا سَلَبَه إِيّاهَا ، ويُقَال : ابْتَزَّ الرجُلُ جارِيَتَهُ من ثِيَابِهَا ، إِذا جَرَّدَهَا ، ومنه قولُ امرِىء القَيس :
إِذَا ما الضَّجِيعُ ابْتَزَّهَا مِنْ ثِيَابِهَا |
|
تَمِيلُ عَلَيْه هَوْنَةً غَيْرَ مِتْفَالِ (٤) |
وبَزْبَزَ الشَّيْءَ : رَمَى بِه ولَمْ يُرِدْه.
وبُزٌّ ، بالضَّمّ ، وفي التكملة : والبُزُّ بالأَلف والَّلام : لَقَبُ إِبراهيم بنِ عبد الله السُّغْدِيّ النَّيْسابُورِيّ المُحَدِّث ، من شُيُوخ ابن الأَخْرَم ، وكان عالِيَ الإِسْنَاد ، مُعَرَّب بُزْ ، بضَمٍّ وتَخْفِيفٍ ، اسمٌ للماعِز بالفَارِسية.
وفاتَهُ ، أَبو عليّ الصوفيّ راوِي التَّنْبِيه عن الشّيخ أَبي إِسحاق ، كان يقال له البُزُّ ، واسمُه الحَسَن بن أَحْمَد بن محمّد ، سمِعَ منه ابنُ الخَشّاب التَّنْبِيهَ.
ولَقَبُ عُمرَ بن مُحمّد بن الحُسَيْن بن غَزْوَانَ البُخَارِيّ شيخِ محمّد بن صابر (٥) مات سنة ٢٦٨.
والبَزَّازُ ، كشَدّاد : د ، بين المَدَارِ (٦) والبَصْرَة على شاطِئِ نَهْرِ مَيْسَانَ .. قال ياقُوت : رأَيتُه غَيْرَ مَرَّة.
والقَاسِمُ بنُ نَافعِ بن أَبي بَزَّةَ المَخْزُومِيّ ، مُحَدِّثٌ ، والصَّواب أَنَّه تابعيّ ، كما صرّح به الحافظ ، وأَولادُه القُرّاءُ ،
__________________
(١) في التهذيب واللسان : «قزحاً».
(٢) ضبطت عن التهذيب ، وفي التكملة بضم أوله وثالثه.
(*) في القاموس : السَّيْرِ.
(٣) وهي عبارة التهذيب والتكملة ، أما اللسان فكالقاموس.
(٤) ديوانه برواية : «غير مجبال».
(٥) كذا بالأصل ، وصوبه في المطبوعة الكويتية : محمد بن جعفر بن جابر.
(٦) في معجم البلدان : المذار.
منهم ، الإِمَام أَبو الحَسَنِ أَحْمَدُ بن مُحمّد بنِ عَبْد الله بن القاسِم (١) بن أَبي بَزَّةَ البَزِّيُّ المَكِّيّ صاحِب القِراءَةِ ، مَشهورٌ رَاوِي ابنِ كَثِيرٍ ، حَدَّث عن محمّد بن إِسماعيلَ ومحمّدِ بن يزِيد بنِ خُنَيْسٍ.
والبِزَّةُ ، بالكَسْر : الهَيْئَةُ والشَّارَةُ واللِّبْسَة ، يقال : إِنّه لَذُو بِزَّة حَسَنَةٍ ، أَي هَيْئَةٍ ولِباسٍ جَيِّد. وفي حديث عُمَر رضياللهعنه لَمّا دَنَا من الشامِ ولَقِيَهُ الناسُ قال لأَسْلَمَ : «إِنَّهم لَمْ يَرَوْا على صاحِبِكَ بِزَّةَ قَوْمٍ غَضِبَ الله عَلَيْهم» ، كَأَنّه أَرادَ هَيْئَةَ العَجمِ.
وبُزَّةُ ، بالضَّمِّ ، مُحَمَّدُ بن أَحمدَ بنِ عُبَيْدِ الله بنِ عَلِيّ بنِ بُزَّةَ المُحَدِّث عن أَبي الطَّيّب التَّيْمُلِيّ. وفاتَه أَبو جَعْفَرٍ محمّد بن عليّ بن بُزَّة الثُّمَالِيّ ، من شيوخ العَلَوِيّ ، رَوَى عن ابن عُقْدَةَ ، مات سنة ٣٩٩ ، وأَبو طالِبٍ عليّ بن مُحمّد بن زَيْد بن بُزَّةَ الثُّمَالِي ، مُعَاصِرٌ للذي قَبْلَه.
ومحمّد بنُ زَيْد بن أَحْمَد بن بُزَّة ، مات سنة ٣٩٨.
وعبد العَزِيز بن إِبْرَاهِيم بن بَزِيزَةَ ، كسَفِينَةٍ ، مالِكِيٌّ مَغْرِبِيّ ، في المائَة السابعة ، لَهُ تَصَانيفُ ، منها شرح الأَحْكَام لعَبْد الحَقِّ.
* وممّا يُسْتَدْرَك عليه :
البِزِّيزَى ، كالخِصِّيصَى : السِّلاحُ. ومن أَمْثَالِهِم : «مَنْ عَزَّ بَزَّ» ، أَي من غَلَبَ سَلَب.
وبَزَّه ثِيابَهُ بَزًّا ، انْتَزَعَهَا.
وبَزَّهُ : حَبَسَه.
والبِزَّةُ ، بالكَسْر : القَسْرُ.
والبَزْبَزَةُ : الإِسْراعُ في الظُّلْم ، والخِفَّة إِلى العَسْف.
والنِّسبة إِليه بَزبَزِيٌّ ، ومنه الحديث السابِقُ في إِحْدَى رِوَايَتَيْه.
ويقال : رَجَعَت الخِلافةُ بِزِّيزَى : إِذَا لم تُؤْخَذ باسْتِحْقَاق.
والابْتِزَازُ : التَّجْرِيد. وبَزَّ ثَوْبَه : جَذَبَهُ إِلَيْه. ومنه قولُ خالِدِ بن زُهَيْرٍ الهُذَلِي :
يا قَوْمُ ما لِي وأَبَا ذُؤَيبِ |
|
كُنْتُ إِذَا أَتَوْتُه من غَيْبِ |
يَشَمُّ عِطْفِي ويَبُزُّ ثَوْبِي |
|
كَأَنَّنِي أَرَبْتُه بِرَيْبٍ |
أَي يَجْذِبُه إِليه :
والبَزْبَزَة : الانْهِزام.
والبَزْبازُ والبُزَابِز : السَّرِيعُ في السَّيْر ، وقَوْل الشاعر :
لا تَحْسبِنِّي يا أُمَيْمُ عاجِزَا |
|
إِذَا السِّفَارُ طَحْطَحَ البَزَابِزَ |
قال ابنُ سيِده : هكذا أَنشده ابنُ الأَعْرابِيّ بفتح المُوَحَّدة على أَنّه جَمْع بَزْبازٍ.
البِزُّ ، بالكَسْرِ : ثَدْيُ الإِنْسَان ، هكذا يَسْتَعْملونه ، ولا أَدرِي كيف ذلِك. وكذلك البُزْبُوز ، كسُرْسُورٍ ، لقَصَبَةٍ من حَدِيد أَو صُفْر أَو نُحاسٍ تُجْعَل في الحِيَاضِ يُتَوَضَّأُ منها ، كأَنَّه على التَّشْبِيه فيهما بِبَزْبازِ الكِيرِ ، أَو غير ذلك.
ويقال : جِئْ به عَزًّا بَزًّا ، أَي لا مَحَالَة.
ومن المَجَازِ قولُ الشاعِرِ :
وَتَبْتَزّ يَعْفُورَ الصَّرِيمِ كِنَاسَهُ |
|
فتُخْرِجُه منه وإِنْ كان مُظْهِرَا (٢) |
وهو للجَعْدِيّ.
والبَزُّ ، بالفَتْح ، لَقَبُ مَجْدِ الديّن مُحَمَّد بن عُمَر بن مُحَمَّد الكاتِب ، حَدَّثَ ، والكَسْرُ فيه من لَحْن العَوامّ ، قاله الحَافِظ.
ومُنْيَةُ البَزّ ، بالفَتْح : قريةٌ بمصر ، وقد دَخلتُهَا وأَلّفْتُ فيها «مُسَامَرَة الحَبِيب» في لَيْلَة واحِدَةٍ ، والكَسْر فيه من لَحْن العوَامّ.
وأَبو جَعْفَر محمّد [بن سليمَانٍ] بن منصور البَزَّازيّ ، مشدَّداً (٣) من شُيُوخ الحَاكِم ، ذكرَه المالِينيّ.
__________________
(١) في اللباب «البزي» : القاسم بن أبي بزة.
(٢) أي بحفيف سيرها ينفر الوحشي من كنّه وقت الظهر.
(٣) بالأصل «مشداد».
[بعز] : وممّا يُسْتَدْرَك عليه :
باعِز ، كصاحِب ، في نَسَب سَيّدنا سُلَيْمَانَ عليهالسلامُ.
[بغز] : البَغْزُ ، بالغين المعجمة بَعْد المُوَحَّدَة : الضَّرْبُ بالرِّجْلِ أَو بالعَصا.
والباغِزُ : النَّشَاطُ ، اسمٌ كالكَاهِل والغارِبِ ، كالبَغْزِ ، بالفَتْح ، أَو هُوَ النَّشَاطُ في الإِبِلِ خاصَّةً ، قال ابنُ مُقْبِلٍ :
واسْتَحْمَلَ السَّيْرَ مِنّي (١) عِرْمِساً أُجُداً |
|
تَخالُ بَاغِزَهَا باللَّيْلِ مَجْنُونَا |
قال الأَزهريّ : جعل اللَّيْثُ البَغْزَ ضَرْباً بالرِّجْل وحَثًّا ، وكأَنَّه جَعَل الباغِزَ الراكِبَ الّذِي يَرْكُلها (٢) برِجْلهِ. وقال غَيْرُه : بَغَزَت الناقةُ ، إِذا ضَرَبَتْ برِجْلِهَا الأَرضَ في سَيْرِهَا [مرحاً و] (٣) نَشاطاً. وقال أَبو عَمْرٍو في قوله : «تَخَالُ باغِزَها» ، أَيْ نَشاطَها.
والباغِزُ : الحِدَّةُ ، وهو قَرِيبٌ من النَّشَاط.
والباغِزُ المُقِيمُ على الفُجُورِ ، وقال ابنُ دُرَيْدٍ : ولا أَحُقُّه ، أَو المُقْدِمُ عَلَيْه. وقال الصاغانيّ : الباغِزُ الرَّجُلُ الفاحِشُ.
وقد بَغَزَها باغِزُهَا ، أَي حَرَّكَهَا محَرِّكُهَا من النَّشاطِ ، وقال بعضُ العَرَب : رُبَّمَا رَكبْتُ النَّاقَةَ الجَوَادَ فبَغَزَها باغِزُهَا فتَجْري شَوْطاً وقد تَقَحَّمَتْ بي فَلأْياً مَا أَكُفُّها. فيُقَالُ لها باغِزٌ من النَّشَاط.
والباغِزِيَّةٌ : ثيَابٌ ، قاله أَبو عَمْرٍو ، ولم يَزِدْ على هذا ، وهي من الخَزِّ أَو كالحَرِير. وقال الأَزهريّ : ولا أَدْرِي أَيَّ جِنْس هي من الثِّياب.
من الخَزِّ أَو كالحَرِير. وقال الأَزهريّ : ولا أَدْرِي أَي جِنْس هي من الثِّيَاب.
* ومما يستدرك عليه :
بَغَزْتُه بالسِّكِّين ، مثل بَزَغْتُه ، نقله الصاغانيّ. وباغِزٌ : موضعٌ. قاله الصاغانيّ.
[بلأز] : بَلأَزَ الرَّجُلُ بَلأَزَةً : فَرَّ ، كَبْلأَصَ. أَهمله الجوهريّ والصاغانيّ وذكره صاحبُ الّلسَانِ وقيل : بَلأَزَ ، إِذَا عَدَا.
وقالَ أَبو عَمْرٍو : بَلأَزَ بَلأَزَةً ، إِذا أَكَلَ حَتَّى شَبعَ.
وقال الفَرّاءُ : البَلأَزُ ، كبَلْغَزٍ ، من أَسماءِ الشَّيْطَان ، وكذلك الجَلأَز والجَازّ (٤).
والبَلأَزُ : القَصِيرُ ، كالبِلِزّ ، بكَسْرَتَيْن ، والزَّأْبَلُ مقلوبُ ، الأَوَّلِ ، والزَّوَيزَى.
والبَلأَز : الغُلَامُ الغَلِيظ الصُّلْبُ ، كالبِلْئِزِ ، بالكَسْر ، نقلهما الصاغانيّ (٥).
* ومما يستدرك عليه :
رَجُلٌ بَلأَزَى : شَدِيدٌ ، وناقةٌ بَلأَزَى وبَلأَزَاةٌ ، مِثْلُ جَلَعْبَى وجَلَعْبَاةٌ ، نقله الصاغانيّ عن الفرّاءِ (٥).
[بلز] : البِلِزُ (٦) ، بكَسْرَتَيْن : القَصِيرُ رَجلٌ بِلِزٌ ، وكذلك امرأَةٌ بِلِزٌ ، والبِلزُ : المَرْأَةُ الضَّخْمَةُ (٧) المُكْتَنِزَةُ. وقرأْتُ في الجَمْهَرة لابن دُرَيْد : قال أَبو عَمْرٍو : زَعَمَ الأَخْفَشُ أَنّهُم يقولون : امْرَأَةٌ بِلِزٌ للضَّخْمَة ، ولم أَرَ ذلِك معروفاً. انتهى.
وقال ثعلب : لَمْ يأْت من الصِّفات على فِعِلٍ إِلاّ حَرْفَان : امرأَةٌ بِلِزٌ ، وأَتانٌ إِبِدٌ (٨). والذي في التهذيب : امرأَةٌ بِلِزٌ : خفيفةٌ. والبِلِّزُ ، بتشديد اللاّم المكسورة : القَصِيرُ.
وابْتَلَزَهُ مِنْهُ شَيْئاً (٩) أَخَذَهُ وهي المُبَالَزَةُ ، نقله الصاغانيّ.
وبِلِّيزَةُ ، بتَثْقِيل اللاّم المكسورة : لَقَبُ أَبِي القاسِم عَبْدِ الله بن أَحْمَدَ الأَصْبَهَانِيِّ الخرتيَّ المُقْرىء ، رَوَى عن محمّد بن عَبْدِ الله بن شمتة ، وعنه السِّلَفِيُّ ، وابنُه أَبو الفتح محمَّد بن عبد الله بن أَحْمَدَ ، سَمِعَ ابن ريْذَة (١٠) ومات سنة
__________________
(١) في التهذيب : واستحمل الهمُّ مني ..
(٢) عن التهذيب ، وبالأصل «يركبها» وفي اللسان : «يركضها».
(٣) زيادة عن التهذيب.
(٤) في اللسان والتكملة «بلز» : «والجان».
(٥) التكملة : مادة «بلز».
(٦) على هامش القاموس عن نسخة أخرى : البِلِزُّ.
(٧) زيد في القاموس بعدها : «أو الخفيفة» وهو قول أبي عمرو كما نقله عنه صاحب اللسان.
(٨) عن اللسان وبالأصل «إبز».
(٩) بهامش المطبوعة المصرية : «قوله : شيئاً لا حاجة إليه مع تعدية الفعل إلى الضمير».
(١٠) بالأصل «زبدة» وما أثبتناه عن المطبوعة الكويتية.
٥١٢ ، وضَبَطَه السَّمْعَانِيُّ بالمُثَنَّاةِ فَوْقُ ، بدل المُوَحَّدة ، وسيأْتي في موضعه.
وطِينُ الإِبْلِيزِ ، بالكَسْرِ : طِينُ مِصْرَ ، وهو ما يُعْقِبُه النِّيلُ بعدَ ذَهَابِه عن وَجْهِ الأَرْض ، أَعْجَمِيَّة ، والعامّة تقول بالسين.
* ومما يستدرك عليه :
رَجُلٌ بِلِزٌ ، أَي خَفِيفٌ.
وبَلازكِرْدُ (١) ـ بالفَتْح ـ قريةٌ بين إِرْبِلَ وأَذرْبَيجَانَ ، نقله الصاغانيّ.
وبالوز : قريةٌ بنَسَا ، على ثلاثة فَراسخَ ، منها الإِمامُ أَبو العَبّاس الحَسَنُ بنُ سُفْيَانَ بنِ عامرٍ البَالُوزِيّ النَّسَوِيّ إِمامُ عَصْره.
[بلعز] : * ومما يستدرك عليه :
البَلَاعِزَةُ : قومٌ من العَرَب ذَوُو مَنعَةٍ يَنزلُون أَفْرِيقِيَة وأَطرافَ طَرابُلُسِ الغَرْب ، نُسِبُوا إِلى جَدٍّ لهم لُقِّب ببَلْعَز ، كما أَخْبَرَني بذلك صاحِبُنَا الشيخ المُعَمَّر أَبو الحَسَن عليّ بن محمّد البَلْعَزِيّ الطَّرَابُلُسِيّ ، خادِمُ وَلِيّ الله سيِّدِي محمَّدٍ العَيّاشِيّ الأُطْرُوش.
[بلنز] : البَلَنْزَى ، كحَبَنْطَى ، أَهمله الجوهريُّ ، وقال ابنُ الاعْرابيّ : البَلَنْزَى والجَلَنْزَى : الغَلِيظُ الشَّدِيدُ من الجِمالِ ، هكذا أَوردَه الأَزهريُّ في الرُّباعَيّ ، عنه ، واستطردَه الصاغَانيّ في «بلز» ولم يُفْرِدْه بتَرْجَمَةٍ.
* ومما يستدرك عليه :
بَلَنْز ، كسَمَنْد : ناحيَةٌ بَحْريّة ، بينها وبين سَرَنْدِيبَ مَسِيرَةُ أَيّامٍ ، تُجْلَبُ منها رِماحٌ خَفِيفَةٌ.
[بهرز] : * ومما يستدرك عليه :
بَهَارِزُ (٢) كمَسَاجِدَ : قَرْيَةٌ ببَلْخ ، منها أَبو عبد الله بَكْر بن محمّد بن بَكْرٍ البَلْخِيّ البَهارِزيّ : رَوَى عن قُتَيْبَةَ بنِ سَعِيد.
[بهز] : البَهْزُ ، كالمَنْعِ : الدَّفْعُ العَنِيفُ والتَّنْحِيَةُ ، يقال : بَهَزَهُ عنه بَهْزاً.
والبَهْزُ : الضَّرْبُ والدَّفْعُ في الصَّدْرِ باليَدِ والرِجْل أَو بِكِلْتَا اليَدَيْنِ ، وفي الحديث : «أُتِيَ بِشَارِبٍ فخُفِقَ بالنِّعَالِ وبُهِزَ بالأَيْدِي» قال ابن الأَعرابيّ : هو البَهْزُ واللهْزُ. بَهَزَهُ ولَهَزَه ، إِذَا دَفَعَه ، والبَهْزُ : الضَّرْبُ بالمِرْفَقِ.
ورَجُلٌ مِبْهَزٌ ، كمِنْبَرٍ : دَفّاعٌ ، من ذلك ، عن ابن الأَعْرَابِيّ وأَنشد :
أَنا طَلِيقُ الله وابنُ هُرْمُزِ |
|
أَنْقَذَني من صاحِبٍ مُشَرَّزِ (٣) |
شَكْسٍ على الأَهْلِ مِتَلٍّ مِبْهَزِ |
|
إِنْ قامَ نَحْوِي بالعَصَا لم يُحْجَزِ |
وبَهْزٌ : حَيٌّ من بَنِي سُلَيْم ، قال الشاعر :
كانَتْ أَرِبَّتَهُمْ بَهْزٌ وغَرَّهُمُ |
|
عَقْدُ الجِوَارِ وكانُوا مَعْشراً غُدُرَا (٤) |
قلتُ : وهم بَنُو بَهْزِ بن امرِئ القَيْس بن بُهْثَةَ بن سُلَيْم ، مِنْهُم حَجَّاجُ (٥) بنِ عِلَاط بن نُوَيْرَةَ بن جَبْر بن هِلَال السُّلَمِيّ ؛ وضَمْرَةُ بنُ ثَعْلَبَةَ ، البَهْزِيّانِ الصَّحابِيّانِ ، الأَخِير نَزَلَ حِمْصَ ، ورَوَى عنه يَحْيَى بن جابِرٍ ، وحَدِيثُه في مُسْنَدِ أَحْمَد.
* ومما يستدرك عليه :
البَهْزُ الغَلَبَةُ.
وهُمْ بَنُو بَهْزَة ، أَي أَوْلادُ عَلَّةٍ ، الواحد ابنُ بَهْزَةَ ، قاله الزَّمخْشريّ : وبَاهَزْتُه الشيْءَ ، أَي باردته (٦) إِيّاه. ولو عَلِمْتُ أَنَّ الظُّلْمَ يَنْمِي لَتَبَهَّزْتُ أَشياءَ كَثِيرَةً ، أَي عمِلْتُ أَشياءَ. نقله الصاغانيّ.
__________________
(١) قيدها في معجم البلدان : «بلا سكرد» بالسين.
(٢) قيدها في معجم البلدان : «بهارزة».
(٣) المشرّز من المشارزة المشارّة بين الناس.
(٤) نسبه بحواشي المطبوعة الكويتية لأبي ذؤيب.
(٥) في القاموس : «الحجاج» بألف ولام.
(٦) في التكملة «بادرته».
وأَبْهَزَهُ : دَفَعَه ، مثل بَهَزَهُ عن الفرّاءِ.
وبَهْزُ [بن حَكيم] (١) بن مُعَاوِيَة بن حَيْدَة (٢) القُشَيْرِيّ مشهورٌ ، صَحِبَ جَدُّه النَّبيَّ صلىاللهعليهوسلم.
وبَهْزَةُ بنُ دَوْسٍ : شاعِرٌ.
[بهمز] بَهْمَازٌ ، بالفَتْح ، أَهمله أئمّة الغَرِيب كلُّهُم ، وهو والِدُ عَبْدِ الرَّحْمن التّابِعِيّ الحِجَازِيّ. قلت : الصّوابُ فيه بَهْمَانُ ، بالنون في آخِره ، قال البُخَارِيّ في تارِيخِه في ترجمة حَسّانَ بنِ ثابِت : عبد الرَّحْمنِ بن حَسّانَ بنِ ثابِت ، قال البخاريّ : وقال بعضهم : عبد الرحمن بن يهْمَان ، ولا يَصِحّ بَهْمَان ، وعبدُ الرحمن مَجْهُولٌ. قال الحافظ ابنُ حَجَرٍ : رأَيْتُ بخَطّ مغلْطَاي أَنَّه رأَى بخطّ الحافِظِ ابنُ الأَبّار : بَهْمَان ، الأَوّل بباءِ موحَّدة ، والثاني الّذِي قال فيه البُخَارِيّ لا يصح بياءٍ أَخيرة ، انتَهَى. قلتُ ، ورأَيت في دِيوان الضُّعَفَاءِ للحَافِظِ الذَّهَبِيّ وهو مُسَوَّدَةٌ بخَطّه ما نَصُّه : عبد الرحمن بن بَهْمَانَ تابعيُّ مجهولٌ ، وجعل عليه علَامَةَ القافِ. فظَهَر ممّا ذَكَرْنَا أَن الّذي ذَهَبَ إِليه المُصَنِّف وهو كونُه بالزّاي في آخِرِه خَطَأٌ ، وصوابُه بالنُّون ، فتأَمَّل.
[بوز] : البازُ ، لغةٌ في البازِي ، قال الشاعِر :
كَأَنَّهُ بازُ دَجْنٍ فَوْقَ مَرْقَبَةٍ |
|
جلَّى القَطَا وَسْطَ قاعٍ سَمْلَقٍ سَلِقِ |
ج أَبْوَازٌ وبِيزَانٌ ، كبَابٍ وأَبْوَاب وبِيبَانٍ ، وجَمْعُ البازِي بُزَاةٌ ويُعَاد إِن شاءَ الله تعالى في المُعْتَلّ في ب ز ى.
وكان بعضُهم يَهْمِزُ البازَ. قال ابنُ جِنّي : هو مما (٣) هَمِزَ من الأَلِفات الَّتي لا حَظَّ لها في الأَلِف ويُقَالُ : بازٌ ، وبَازَانِ ، في التَّثْنِيَة ، وأَبْوَازٌ ، في الجَمْع ، ويقال : بازٍ وبازِيَانِ وبَوَازٍ.
وأَبو عليّ الحُسَيْنُ بن نَصُر بنِ الحَسَن بن سَعْدِ بن عبد الله بن بازٍ المَوْصليُّ ، حَدَّث. وإِبْراهِيمُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ بازٍ الأَنْدَلُسيّ ، من أَصحابِ سحْنون ، تُوفّي سنة ٣٧٣ وأَبو عبد الله الحُسَيْنُ بنُ عُمَرَ بن نَصْر البَازِيُّ المَوْصليّ ، نِسْبَةُ إِلى جدِّه الأَعْلَى بازٍ ، حَدَّث عن شُهْدَةَ وأَبِيه عُمَر ، ورَحَلَ إِلى بَغْدَادَ ، ودخلَ حَلَب ، وُلد سنة ٥٥٢ بالمَوْصِل ، وتُوُفِّيَ بها سنة ٦٢٢.
وأَبو إِبراهِيمَ زِيَادُ بنُ إِبْرَاهِيمَ الذُّهْلِيّ المرْوَزِيُّ : وسَلاّمُ بنُ سُلَيْمانَ ، ومُحَمَّدُ بنُ الفَضْل ، وأَحْمد بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ ، وأَبو نَصْرٍ مُحَمَّدُ بنُ حَمْدَوَيْه بن سَهْلٍ العامِرِيّ المطوعيّ ، عن أَبي داوُودَ السنجيّ ، مات سنة ٣٢٧ البازِيُّونَ ، من بازٍ قَرْيَة من قُرَى مَرْوَ ، على سِتّة فراسِخَ منها ، مُحَدِّثُونَ.
قلْتُ : وبازٌ أَيضاً قَرْيَةٌ بين طُوس ونَيْسَابُور ، خَرَجَ منها جماعةٌ أُخرَى ، وتُعَرَّب فيقال فاز ، بالفَاءِ ، منها أَبو بكرٍ مُحمَّد بن وَكِيعِ بنِ دَوّاسٍ البَازِيّ.
وبازٌ الحَمْرَاءُ : قريَةٌ (٤) من نَوَاحِي الزَّوَزانِ. للأَكْرَاد البُخْتِيَّة ، نَقَلَه ياقوت في المُعْجَم. والمَهْمُوزُ ذُكِرَ في موضعه.
ومن أَمْثَالهم : «الخازِبازِ أَخْصَبُ» فيها سَبْعُ لُغَات ، ذَكَرَ منها الجوهريّ ثِنْتَيْن وبَقي خَمْسٌ ، وهن : خازِبازِ ، مَبْنيّاً على الكَسْرِ (٥) ، والخِزْبازُ ، كقِرْطاس ، وخازَبَازَ ، بفتحهما ، وتُضَمُّ الثانِيَةُ ، وبِضَمِّ الأُولَى وكَسْرِ الثانِيَةِ ، وبِعكْسِه ، وخازِبَاءُ ، كقاصِعاءَ مُثَلَّثَةَ الزاي وخِزْبَاءُ ، كحِرْبَاءَ ، وخازُبَازٍ ، بضَمِّ الأُولَى وتَنْوِينِ الثانِيَةِ مُضَافَةً ، وهذان الأَخِيرانِ ممّا زادَهُمَا المُصَنّف على الجوهريّ. ولها خَمْسَةُ مَعانٍ ، ذَكَرَ منها الجوهَرِيّ أَرْبَعَةً : الأَوّلُ : ذُبَابٌ يَكُون في الرَّوْضِ ، قاله ابنُ سِيدَه وبه فَسّر قول عَمْرِو بن أَحْمَر :
تَفَقَّأَ فَوْقَهُ القَلَعُ السَّوارِي |
|
وجُنَّ الخَازِبازِ به جُنوناً |
وهي اسْمَانِ جُعِلَا واحِداً وبُنِيَا على الكَسْرِ ، لا يَتَغَيَّر في الرَّفع والنَّصْب والجَرِّ (٥).
الثاني : أَو (٦) حِكَايَةُ أَصْواتِهِ ، فسَمّاه به الشاعرُ.
الثالث : والخَازِباز في غَيْرِ هذا : داءٌ يأْخُذُ في أَعْناقِ
__________________
(١) عن اللسان وتقريب التهذيب.
(٢) عن تقريب التهذيب والضبط عنه والخلاصة.
(٣) عن اللسان وبالأصل «ما».
(٤) في معجم البلدان : قلعة.
(٥) «لا يتغيران» عبارة الصحاح «خوز».
(٦) في القاموس : أو هي حكاية.
الإِبلِ والناسِ ، هكذا في سائر النُّسَخ ، والصَّواب : في طَوْق (١) الإِبل والناسِ. وقال ابنُ سِيدَه : الخازِبازِ : قَرْحَةٌ تأْخُذ في الحَلْقِ ، وفيه لغات. قال :
يا خازِبَاز أَرْسِلِ اللهازمَا |
|
إِنّي أَخَافُ أَنْ تَكُونَ لازِمَا |
ومنهم من خَصَّ بهذا الدّاءِ الإِبِلَ. وقال ابنُ الأَعْرَابِيّ : خازِبازُ : وَرَمٌ ، قال أَبو عليّ أَمّا تَسْمِيَتُهم الوَرَمَ في الحَلْقِ خازِبَازَ فإِنّمَا ذلك لأَنّ الحَلْق طَرِيقُ مَجْرَى الصَّوْت ، فلهذه الشَّرِكَة ما وقَعَت طريقُ التَّسْمِيَة.
الرابع : ونَبْتَتَانِ ، قال ثَعلب : الخازِباز بَقْلَتَان ، فإِحداهُمَا الدرْمَاءُ ، والأُخْرَى الكَحْلاءُ. وقال أَبو نصر : الخازِبازُ : نَبْتٌ ، وأَنشد :
أَرْعَيْتُهَا أَكْرَمَ عُودٍ عُودَا |
|
الصِلَّ والصِّفْصِلَ واليَعْضِيدَا |
والخَازِبَازِ السَّنِمَ المَجُودَا (٢) |
وبه فُسِّرَ قولُ ابنِ الأَحْمَر السابِق.
وأَما المَعْنَى الخامِسُ الذِي لم يذكُره الجوهريّ فهو السِّنَّوْرُ ، عن ابن الأَعْرَابِيّ.
قال ابنُ سِيدَه وأَلِف خازِبازِ وَاوٌ ، لأَنّها عَيْنٌ. والعَيْنُ وَاواً أَكثرُ منها ياءً. وأَما شاهِدُ الخِزْباز ، كقِرْطاسٍ ، فأَنشَد الأَخْفَشُ :
مِثْل الكِلَابِ تَهِرُّ عند دِرَابِهَا |
|
وَرِمَتْ لَهَازِمُهَا من الخِزْبازِ |
أَراد الخازِبَازِ فبنى منه فعلاً ربَاعِيّا (٣) ، ثم إِنّ الجوهريّ والصاغانيّ وصاحبَ اللّسَان ذَكروا الخازِباز في «خ و ز» والمصنّف خالَفَهم فذكرها في «ب و ز».
* وممّا يُسْتَدْرَكُ عليه :
في التّهْذيب : البَوْز : الزَّوَلَانُ من مَوْضِعٍ إِلى موْضِعٍ.
ويقال : بازَ يَبُوزُ ، إِذا زالَ من مَكانٍ إِلى مَكَانٍ آمِناً. والبازُ الأَشْهَبُ : لقبُ أَبي العَبّاس بن سُرَيْج ، والسيّد مَنْصُور العِرَاقِيّ خال سَيِّدي أَحمد الرِّفاعيّ.
وبُوزان بن سُنْقُر الرُّومِيّ ، سَمِعَ بالمَوْصِل وبَغْداد ، ذكرَه ابنُ نُقْطَة.
[بيز] : بازَ يَبِيزُ بَيْزاً وبُيُوزاً ، كقُعُودٍ : بادَ أَي هَلَكَ ، وبَازَ يَبِيزُ بَيْزاً : عاشَ ، وهو من الأَضْدادِ ، صَرَّحَ به الصّاغانيّ ، وعَجِيبٌ من المُصَنِّف إِغْفالُه.
والبائِزُ : الهالِكُ ، والبائزُ : العائِشُ ، هكذا نَقَلَه الصاغَانيّ ، وقَلَّدَه المصنِّف. والذِي نُقِلَ عن ابنِ الأَعْرَابِيّ : يُقَال : بازَ عَنْه ، يَبِيزُ بَيْزاً وبُيُوزاً : حادَ ، وأَنشد :
كَأَنَّهَا ما حَجَرٌ مَكْزُوزُ |
|
لُزَّ إِلى آخَرَ ما يَبِيزُ |
أَرادَ : كأَنَّهَا حَجَرٌ ، وما زائدةٌ.
ويُقَال : فُلانٌ لا تَبِيزُ رَمِيَّتُه ، أَي لا تَعِيشُ ، والصّواب لا تَتِيزُ ، بالفَوْقِيّة ، أَي لا يَهْتَزُّ سَهْمُه في رَمْيِه ، وقد تَصَحَّفَ على المصنِّف ، كما سيأْتي ؛ ولَمْ يَبِزْ لَمْ يُفْلِتْ ، والصَّوابُ «لم يَتِزْ» بالفوقيّة ، وقد تَصَحَّف على المصنّف فانْظُرْه.
* وممّا يُسْتَدْرَك عليه :
بَيُوزاءُ ، كجَلُولاءَ : قريةٌ على شاطئ الفرات ، قُتِل بها أَبو الطَّيِّب المُتَنَبِّي سنة ٣٥٤.
وأَبو البِيزِ ، بالكَسْر ، عليٌّ الحَرْبِيّ ، كان ضَرِيرَ البَصَرِ فَأَمَرَّ النَّبِيُّ صلىاللهعليهوسلم يَدَهُ على عَيْنِه في المَنَامِ فأَصْبَحَ مُبْصِراً.
ذكره ابن نُقْطَة.
فصل التاءِ
الفوقية مع الزاي
[تَأَز]
تَأَزَ الجُرْحُ ، كمَنَعَ : الْتَأَمَ ، وتَأَزَ القَوْمُ في الحَرْبِ ، هكذا في سائِرِ النسخ ، وفي التكملة : في الصُّلْح ، إِذا تَدَانَوْا ، أَي دَنَا بعضُهُم من بَعْضٍ.
وعَيْرٌ تَئِزٌ ، ككَتِفٍ : مَعْصُوبُ الخَلْقِ.
هَذَا الفصل برُمَّتِه ممّا استدركه الصاغانيّ على الجوهَرِيّ ، ولم يذكُرْه صاحبُ اللّسَانِ ، وبعضُ مَعانِيه
__________________
(١) في الصحاح : في حلوقها والناس.
(٢) بعده في الصحاح : بحيث يدعو عامر مسعودا وعامر ومسعود هما راعيان.
(٣) بهامش المطبوعة المصرية : «قوله فعلا رباعياً كذا في اللسان أيضاً».
سَيَأْتي في «ت ي ز». ولعلّ الصّواب فيه : عَيْرٌ تِئَزٌّ كهِجَفٍّ ، كما سيُذْكر.
[تبرز] : تَبْرِيز : قَصَبَةُ أَذْرَبِيجَانَ وقد ذُكِر في ب ر ز بناءً على أَنّ تاءَه زائِدةٌ ، وذكره ابنُ دُرَيْدٍ في الرُّباعيّ وتَبِعَه الازهريُّ في التَّهْذِيب.
وتِبْرِز ، كزِبْرِج : مَوْضعٌ. وقد ذُكِرَ في «ب ر ز».
[ترز] : التارِزُ : اليابِسُ الذي لا رُوحَ فيه ، وبه سُمِّيَ المَيِّتُ تَارِزاً ، لأَنَّه يابِسٌ ، والفِعْلُ كضَرَبَ ، قال الأَزهريُّ : أَجازَهُ بعضُهم ، والأَصلُ فيه ترِزَ ، مثلُ سَمِعَ ، تَرْزاً وتُرُوزاً : ماتَ ويَبِسَ ، قاله ابنُ الأَعْرَابيّ ، قال أَبو ذُؤَيْبٍ الهُذَلِيُّ يَصِفُ ثَوْراً وَحْشِيًّا :
فكَبَا كَمَا يَكْبُو فَنِيقٌ تارِزٌ |
|
بالخَبْتِ إِلاّ أَنَّهُ هُو أَبْرَعُ |
أَي سَقَط الثَّوْرُ ، وأَبْرَعُ : أَكْمَلُ والتَّرْزُ : الجُزعُ* ، لِيُبْسِه ، والتَّرْزُ : الصَّرْعُ ، وأَصْلُه من تَرَزَ الشْيءُ ، إِذا يَبِسَ.
والتَّرْزُ : أَنْ تَأْكُلَ الغَنَمُ حَشِيشاً فيه النَّدى فيقْطَعَ (١) أَجْوَافَها تَقْطِيعاً ، نقله الصاغانيّ.
وفي حَدِيث مُجَاهِدٍ : «لا تَقُومُ الساعَةُ حتَّى يَكْثُرَ التُّرَازُ» ، ضَبَطُوه ، كغُرابٍ وكِتَابٍ ، وهو مَوْتُ الفَجْأَةِ. وقال الصاغانِيّ : هو القُعَاصُ (٢).
وتَرِزَ المَاءُ ، كفَرِحَ ، إِذا جَمَدَ.
والتُّرُوزُ : الغِلَظُ واليُبْسُ والاشْتِدادُ ، يُقَال تَرَزَ اللَّحْم تُرُوزاً إِذا صَلُبَ ، وكُلُّ قَويّ صُلْبٍ تارِزٌ. وعَجِينُكُم تارِزٌ.
نقله الزمخشريّ.
وأَتْرَزَت المرأَةُ عَجِينَهَا ، وأَتْرَزَهُ العَدْوُ ، أَي لَحْمَ الفَرَسِ : صَلَّبَه وأَيْبَسَهُ. وفي المُحْكم : وأَتْرَزَ الجَرْيُ لَحْمَ الدَّابَّةِ : صَلَّبَه ، وأَصلُه من التَّارِزِ : اليَابِس الّذِي لا رُوحَ فيه ، قال امُرؤ القَيْس :
بعِجْلِزَةٍ قد أَتْرَزَ الجَرْيُ لَحْمَها |
|
كُمَيْتٍ كأَنَّهَا هِرَاوَةُ مِنْوالِ (٣) |
ثمّ كثُر ذلك في كلامِهِم حتى سَمَّوا المَوْتَ تارِزاً ، قال الشّمّاخُ :
كَأَنّ الّذِي يَرْمِي (٤) من المَوْتِ تارِزُ
وَترِزَتْ أَذْنابُ الإِبِلِ ، من حَدّ ضَرَبَ ، كما ضَبَطَه الصاغانيّ : ذَهَبَتْ شُعُورُهَا مِن داءٍ أَصابَهَا ، وهُمْ إِنّمَا أَجازُوا الفَتْحَ في تَرَزَ بمعنَى هَلكَ ، فليُنْظرْ (٥).
* وممّا يُسْتَدْرَك عليه :
التارِزَةُ : الحَشَفَةُ اليَابِسَةُ. وقد جاءَ ذِكْرُه في الحَدِيث (٦).
والتارِزُ : القَوِيُّ الصُّلْبُ من كلّ شيْءٍ.
[ترعز] : التَّرْعُوزِيّ ، أَهمله الجوهري وصاحِبُ اللّسَان ، وهو بالفَتْح نِسْبَة إِلى تَرْعَعُوز ، وتُذْكَر في حرف العَيْن إِنْ شاءَ الله تعالى.
[ترمز] : التُّرَامِزُ ، كعُلابِطٍ ، أَهْمَلَه الجوهرِي والصاغانيّ ، وهو : الجَمَلُ الذي قد تَمَّتْ قُوَّتُهُ واشتدَّ ، أَنشد أَبو زَيْد :
إِذا أَرَدْتَ طَلَبَ المَفَاوِزِ |
|
فاعْمِدْ لكُلِّ بازِلٍ تُرَامِزِ (٧) |
وهذا يُؤَيّد من يَقُولُ إِنّ المِيمَ زَائدةٌ لأَنّه من تَرَزَ ، إِذا صَلُبَ ، فإِذًا صَوابُ ذِكْرهِ في «ت ر ز». أَو ما إِذا اعْتَلَفَ أَو مَضَغَ كما في بعض الأُصول : رأَيْتَ هَامَتَهُ ، وفي بعض الأُصول : دِمَاغَهُ تَرْجُفُ. وفي بعض الأُصول تَرْتَفع وتَسْفُل. وقال أَبو عَمْرٍو : جَمَلٌ تُرَامِزٌ ، إِذَا أَسَنَّ فتَرَى هامَتَه تَرَمَّزُ إِذا اعْتَلَفَ.
وارْتَمَزَ رَأْسُه ، إِذا تَحَرَّكَ. قال أَبو النَّجْم :
شُمُّ الذُّرَا مُرْتَمِزاتُ الهَام
__________________
(*) في القاموس : الجُوعُ.
(١) ضبطت في التكملة : «فيُقَطَّع».
(٢) كذا ، وفي القاموس : «القعاص كغراب : داء في الغنم لا يلبثها أن تموت ، أو داء في الصدر كأنه يكسر العنق».
(٣) في النهاية واللسان : «الميّت» وفي موضع آخر ورد في اللسان كالأصل «الموت».
(٤) عن اللسان ، وبالأصل «يرى».
(٥) ضبطت في القاموس : تَرِزت.
(٦) بهامش المطبوعة المصرية : «قال في اللسان : وفي حديث الأنصاري الذي كان يستقي ليهودي كل دلو بتمرة واشترط أن لا يأخذ تمرة تارزة أي حشفة يابسة».
(٧) نسب الرجز بحواشي المطبوعة الكويتية لأهاب بن عمير العبشمي.