علي بن موسى بن محمّد بن عبد الملك بن سعيد الغرناطي الأندلسي
المحقق: خليل المنصور
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الكتب العلميّة
الطبعة: ١
الصفحات: ٣٩٧
بسم الله الرحمن الرحيم
صلى الله على سيدنا محمد
أما بعد حمد الله والصلاة على سيدنا محمد وآله وصحبه ، فهذا :
الكتاب السادس
من الكتب التي يشتمل عليها :
كتاب مملكة إلبيرة
وهو
كتاب الروض المزدان ، في حلى قرية همدان (١)
قرية كبيرة في نطاق غرناطة ، نزلها همدان. منها :
٤٤٢ ـ أبو بكر محمد بن أحمد الأنصاريّ المشهور بالأبيض (٢)
من المسهب : أصله من قرية همدان ، وتأدّب بإشبيلية وقرطبة ، وهو شاعر مشهور وشّاح ، حسن التصرف هجّاء ، وولع بهجاء الزبير (٣) الملثم صاحب قرطبة ، فمن ذلك قوله (٤) : [الكامل]
عكف الزبير على الضلالة جاهدا (٥) |
|
ووزيره المشهور كلب النّار |
__________________
(١) همدان : سميت بذلك نسبة إلى قبيلة همدان لأنها نزلت بها (نصوص عن الأندلس ص ٩٠).
(٢) انظر ترجمته في المطرب (ص ٧٦) والخريدة (ج ١٢ / ص ٤٩) وزاد المسافر (ص ٦٦).
(٣) انظر ترجمته في نفح الطيب (ج ٢ / ص ١٦).
(٤) الأبيات في زاد المسافر (ص ٦٦).
(٥) في الزاد : سائسا.
ما زال يأخذ سجدة في سجدة |
|
بين الكؤوس ونغمة الأوتار (١) |
فإذا اعتراه السّهو سبّح خلفه |
|
صوت القيان ورنّة المزمار (٢) |
وقوله : [الكامل]
قالوا الزبير مبرّص فأجبتهم |
|
لا تنكروه ، فداؤه من عنده |
رضعت مباعره .. فأكثرت |
|
حتى بدا رشح ... بجلده |
ويخرج من كلامه أن الزبير قتله :
ويخرج من كلامه أن الزبير قتله :
وهجا ابن حمدين أن يعتفى |
|
وجدواه أنأى من الكواكب |
إذا ذكر الجود حكّ استه |
|
ليثبت دعواه في تغلب |
يشير بهذا إلى قول جرير في الأخطل التغلبي
والتغلبيّ إذا تنحنح للقرى |
|
حكّ استه وتمثّل الأمثالا |
ومن أحسن شعره قوله في مولود (٣) : [البسيط]
يا خير معن وأولاها بعارفة |
|
لله نعماء عنها الدهر قد نعسا |
ليهنك الفارس الميمون طائره |
|
لله أنت لقد أذكيته قبسا |
أصاخت الخيل آذانا لصرخته |
|
وارتاع (٤) كلّ هزبر عند ما عطسا |
تعلّم الرّكض أيام المخاض به |
|
فما امتطى الخيل إلّا وهو قد فرسا |
تعشّق الدّرع إذ شدّت لفائفه |
|
وأنكر (٥) المهد لما عاين (٦) الفرسا |
بشّر قبائل معن أنّ سيّدها |
|
قد أثمر المدلك بالمجد الذي غرسا |
__________________
(١) في الزاد : بين القيان ورنة الأوتار.
(٢) في الزاد : صوت الكران وصرخة المزمار.
(٣) الأبيات في المطرب (ص ٧٦ ـ ٧٧).
(٤) في المطرب : واهتز.
(٥) في المطرب : وأبغض.
(٦) في المطرب : لما أبصر.
بسم الله الرحمن الرحيم
صلى الله على سيدنا محمد
أما بعد حمد الله والصلاة على سيدنا محمد وآله وصحبه ، فهذا :
الكتاب السابع
من الكتب التي يشتمل عليها :
كتاب المملكة الإلبيرية
وهو
كتاب ... في حلى حصن شلوبينية
من حصون غرناطة البحرية ، منها :
٤٤٣ ـ أبو علي عمر بن محمد الشلوبيني (١)
إمام نحاة المغرب. قرأت عليه بإشبيلية وله شرح الجزولية وغيرها ؛ وشعره على تقدّمه في العربية في نهاية من التخلّف ؛ وأحسن ما سمعته منه قوله في غلام كان يهواه ويتغزل فيه ، اسمه قاسم : [الطويل]
ومما شجا قلبي وفضّ مدامعي |
|
هوّى قدّ قلبي إذ كلفت بقاسم |
وكنت أظنّ الميم أصلا فلم تكن |
|
وكانت كميم ألحقت في الزراقم |
__________________
(١) انظر ترجمته في بغية الوعاة (ص ٣٦٤) وفي النجوم لابن تغري بردي (ج ٦ / ص ٣٥٨) وفي التكملة لابن الأبار (ص ٦٥٨) وفي اختصار القدح المعلى (ص ١٥٠).
والزراقم : الحيّات مشتقّة من الزرقة. وله في إقرائه نوادر مضحكة أعجبها أنّ ابن الصابونيّ شاعر إشبيلية كان يلقّب بالحمار ، ويحرد ، فلا حجه يوما في مسألة ، فقال له : كذا هي يا حمار يا حمار ، إلى أنّ تدرّج حتى قال يا ملء السموات والأرض حميرا ، ثم جعل إصبعيه في أذنيه وزحف إلى أذيال الحصر وهو ينهق كالحمار ، وقد بلغني أنه مات رحمهالله.
بسم الله الرحمن الرحيم
صلى الله على سيدنا محمد
أما بعد حمد الله والصلاة على سيدنا محمد وآله وصحبه ، فهذا :
الكتاب الثامن
من الكتب التي يشتمل عليها :
كتاب المملكة الإلبيرية
وهو
كتاب المسرّات في عمل البشرات
ينقسم إلى :
كتاب الثنايا العذاب ، في حلى حصن العقاب
كتاب البلّور ، في حلى حصن بلّور
كتاب الربوع المسكونة ، في حلى قرية ركونة
بسم الله الرحمن الرحيم
صلى الله على سيدنا محمد
أما بعد حمد الله والصلاة على سيدنا محمد وآله وصحبه ، فهذا :
الكتاب الأول
من الكتب التي يشتمل عليها :
كتاب عمل البشرات
وهو
كتاب الذهب المذاب في حلى حصن العقاب
ينسب إليه :
٤٤٤ ـ أبو إسحاق إبراهيم بن مسعود (١)
من المسهب : هو من حصن العقاب ، وكان قد اشتهر في غرناطة اسمه ، وشاع علمه ، وارتسم بالصلاح ، وكان ينكر على ملكها كونه استوزر ابن نغرلّة اليهودي وعلى أهل غرناطة انقيادهم له ، فسعى في نفيه إلى إلبيرة ، فقال شعره المشهور (٢) :
ألا قل لصنهاجة أجمعين |
|
بدور الزمان وأسد العرين |
لقد زلّ سيدكم زلّة |
|
أقرّ (٣) بها أعين الشامتين |
__________________
(١) انظر ترجمته في التكملة (ص ١٦٧) وبغية الملتمس (ص ٢١٠) وأعمال الأعلام (ص ٢٦٥).
(٢) الأبيات في أعمال الأعلام (ص ٢٦٥).
(٣) في أعمال الأعلام : تقر.
تخيّر كاتبه كافرا |
|
ولو شاء كان من المسلمين |
فعزّ اليهود به وانتخوا |
|
وكانوا من العترة الأرذلين (١) |
فاشتهر هذا الشعر وثارت صنهاجة على اليهودي فقتلوه ، وعظم قدر أبي إسحاق. وفي ملازمته سكنى العقاب يقول :
ألفت حذار العقاب |
|
وعفت الموارد خوف الذّباب |
وأبغضت نفسي لعصيانها |
|
وعاقبتها بأشدّ العقاب |
فكم خدعتني على أنّني |
|
بصير بطرق الخطا والصواب |
فلست على الأمن من غدرها |
|
ولو حلفت لي بآي الكتاب |
وقوله :
قالوا ألا تستجيد بيتا |
|
تعجب من حسنه البيوت |
فقلت ما ذاكم صواب |
|
حفش كثير لمن يموت |
لو لا شتاء ولفح قيظ |
|
وخوف لصّ وحفظ قوت |
ونسوة يبتغين سترا |
|
بنيت بنيان عنكبوت |
وله ديوان ملآن من أشعار زهديّة ، ولأهل الأندلس غرام بحفظها.
__________________
(١) في الأعمال : وتاهوا وكانوا من الأرذلين.
بسم الله الرحمن الرحيم
صلى الله على سيدنا محمد
أما بعد حمد الله والصلاة على سيدنا محمد وآله وصحبه ، فهذا :
الكتاب الثاني
من الكتب التي يشتمل عليها :
كتاب أعمال البشرات
وهو
كتاب البلّور في حلى حصن بلّور
منها :
٤٤٥ ـ أبو عبد الله محمد بن عبادة المعروف بابن القزاز (١)
من الذخيرة : من مشاهير الأدباء والشعراء ، وأكثر ما اشتهر في الموشّحات ، الغرض من نظمه قوله في المعتمد بن عباد وقد جرحت كفه يوم الزلّاقة الذي كان على النصارى (٢) : [الوافر]
ثناؤك ليس تسبقه الرياح |
|
يطير ومن نداك له جناح |
__________________
(١) انظر ترجمته في الذخيرة (ج ٢ / ق ١ / ص ٨٠١) والقلائد (ص ١٤) والخريدة (ج ٢ / ص ١٨٢) والوافي (ج ٣ / ص ١٨٩) وفي أزهار الرياض (ج ٢ / ص ٢٥٢).
(٢) الأبيات في الذخيرة (ج ٢ / ق ١ / ص ٨٠٣) وقلائد العقيان (ص ١٤) والخريدة (ج ٢ / ص ١٨٢) دون تغيير عمّا هنا.
لقد حسنت بك الدنيا وشبّت |
|
فغنّت وهي ناعمة رداح |
تطيب بذكرك الأفواه حتى |
|
كأنّ رضابها مسك وراح |
ملكت عنان دهرك فهو جار |
|
كما تهوى فليس له جماح |
ومنها : [الوافر]
جلبت (١) إلى الأعادي أسد غاب |
|
براثنها الأسنّة (٢) والصّفاح |
وقفت وموقف الهيجاء ضنك |
|
وفيه لباعك الرّحب انفساح |
وألسنة الأسنّة قائلات |
|
إذا ظهر المؤيّد (٣) لا براح |
ومنها : [الوافر]
وقالوا كفّه جرحت فقلنا |
|
أعاديه توافقها الجراح |
وما أثر الجراحة ما رأيتم |
|
فتوهنها المناصل والرماح |
ولكن فاض سيل الجود فيها |
|
فأمسى في جوانبها انسياح |
وقد صحّت وسحّت بالأماني |
|
وفاض الجود منها والسماح |
ومن شعره قوله (٤) : [الكامل]
يا دوحة بظلالها أتفيّأ |
|
بل معقلا آوي إليه وألجأ |
رمدت جفوني مذ حللت هنا ولو |
|
كحلت برؤيتكم لكانت تبرأ |
ومنها : [الكامل]
لم أخترع فيك المديح وإنّما |
|
من بحرك الفيّاض هذا اللؤلؤ |
ومن موشحاته قوله :
أذاب الخلد |
|
نهد منهّد |
وغصن تأوّد |
|
في دعص ملبّد |
عن سقم مكمد
لاه
__________________
(١) في الذخيرة : جنبت.
(٢) في الذخيرة : المهنّدة والصّفاح.
(٣) في الذخيرة : قفوا هذا المؤيّد.
(٤) الأبيات في الذخيرة (ج ٢ / ق ١ / ص ٨٠٤) دون تغيير عمّا هنا.
فدع عذلى |
|
يا من يلوم |
فلومك لي |
|
في الحبّ لوم |
أقصى أملي |
|
ظبي رخيم |
ابتزّ الجلد |
|
بلحظ مرقّد |
ولمّة عسجد |
|
قتلي قد تعمّد |
دمي |
|
تقلّد |
آه
ولما انبرى |
|
للعامريّ |
خيال سرى |
|
فعل الكميّ |
شدوت الورى |
|
شدو الشجيّ |
البدر سجد |
|
والريم أسجد |
لنعلي محمد |
|
بالخدّ المورّد |
والجيد |
|
الأغيد |
تاه
وموشحته :
صل يا منى المتيّم من راح |
|
مقصوص الجناح |
صاغ الجمال من كل لألاء
خدّ أديمه من الصهباء
ووجنة أرقّ من الماء
كأنها شقيقة تفّاح |
|
لم تلمس براح |
ومنها :
لما صدرت عن موقف الزّحف
غازلت شادنا جائر الطرف
وقلت ثابعا سنّة الظّرف
بالحرم يا رشا من سقا الرّاح |
|
عينيك الملاح |
بسم الله الرحمن الرحيم
صلى الله على سيدنا محمد
أما بعد حمد الله والصلاة على سيدنا محمد وآله وصحبه ، فهذا :
الكتاب الثالث
من كتب عمل البشرات
وهو
كتاب الربوع المسكونة في حلى قرية راكونة
منها :
٤٤٦ ـ حفصة بنت الحاج الرّكونية (١)
ذكر الملّاحي في تاريخه : أنها دخلت على عبد المؤمن وأنشدته ، وقد استنشدها من شعرها (٢) : [المجتث]
امنن عليّ بطرس |
|
يكون في الدهر (٣) عدّه |
تخط يمناك فيه |
|
الحمد لله وحده |
وقد تقدم شعرها مع أبي جعفر بن سعيد الذي كان يهواها ويتغزل فيها وبسببها قتل ، قتله
__________________
(١) انظر ترجمتها في نفح الطيب (ج ٥ / ص ٣٠٩) والمطرب (ص ١٠) والمقتضب من كتاب تحفة القادم (ص ١٢٩). توفيت سنة ٥٨٦ ه.
(٢) البيتان في نفح الطيب (ج ٥ / ص ٣٠٩).
(٣) في النفح : للدهر.
عثمان بن عبد المؤمن ملك غرناطة وكان مشاركا له في هواها ومن رقيق شعرها قولها (١) : [المتقارب]
سلام يفتّح عن زهره ال (٢) |
|
كمام وينطبق ورق الغصون |
على نازح قد ثوى في الحشا |
|
وإن كان تحرم منه الجفون |
فلا تحسبوا البعد ينسيكم (٣) |
|
فذلك والله ما لا يكون |
وقولها (٤) : [الطويل]
ولو لم تكن (٥) نجما لما كان ناظري |
|
وقد غبت عنه مظلما بعد نوره |
سلام على تلك المحاسن من شج |
|
تناءت بنعماه وطيب سروره |
وقولها (٦) : [الطويل]
سلوا البارق الخفّاق والليل ساكن |
|
أظلّ بأحبابي يذكّرني وهنا |
لعمري لقد أهدى لقلبي خفقه |
|
وأمطر (٧) عن منهلّ عارضه الجفنا |
وكتبت إلى عثمان بن عبد المؤمن وقد استأذنت عليه في يوم عيد (٨) : [الكامل المجزءو]
يا ذا العلا وابن الخلي |
|
فة والإمام المرتضى |
يهنيك عيد قد جرى |
|
منه (٩) بما تهوى القضا |
وأفاك من تهواه في |
|
طوع الإجابة والرّضا (١٠) |
واستأذنت على أبي جعفر بن سعيد بقولها (١١) : [الخفيف]
زائر قد أتى بجيد الغزال |
|
مطلع تحت جنحه للهلال |
__________________
(١) الأبيات في نفح الطيب (ج ٥ / ص ٣١٣).
(٢) في النفح : في زهره.
(٣) في النفح : ينساكم.
(٤) البيتان في نفح الطيب (ج ٥ / ص ٣١٣).
(٥) في النفح : يكن.
(٦) البيتان في نفح الطيب (ج ٥ / ص ٣١٣).
(٧) في النفح : وأمطرني.
(٨) الأبيات في النفح (ج ٥ / ص ٣١٤)
(٩) في النفح : فيه.
(١٠) في النفح : وأتاك ... قيد الإنابة والرضا.
(١١) الأبيات في نفح الطيب (ج ٥ / ص ٣١٦) دون تغيير عمّا هنا.
بلحاظ من سحر بابل صيغت |
|
ورضاب يفوق بنت الدّوالي |
يفضح الورد ما حوى منه خدّ |
|
وكذا الثغر فاضح لّلآلي |
ما ترى في دخوله بعد إذن |
|
أو تراه لعارض في انفصال |
بسم الله الرحمن الرحيم
صلى الله على سيدنا محمد
أما بعد حمد الله والصلاة على سيدنا محمد وآله وصحبه ، فهذا :
الكتاب التاسع
من الكتب التي يشتمل عليها :
كتاب المملكة الإلبيرية
وهو
كتاب الرياش ، في حلى وادي آش
ينقسم إلى أربعة كتب :
كتاب ... ، في مدينة آش.
كتاب الجمانة ، في حلى حصن جليانة.
كتاب انعطاف الخمصانه ، في حلى حصن منتانة.
كتاب مطمع الهمة ، في حلى قرية جمّة
بسم الله الرحمن الرحيم
صلى الله على سيدنا محمد
أما بعد حمد الله والصلاة على سيدنا محمد وآله وصحبه ، فهذا :
الكتاب الأول
من الكتب التي يشتمل عليها :
كتاب وادي آش
وهو
كتاب ... في مدينة آش
السلك
من الوزراء
٤٤٧ ـ الوزير أبو محمد عبد الله بن شعبة (١)
كان لأبي محمد عبد الله بن شعبة الوادي آشي ابن شاعر فعرض عليه شعرا نظمه فأعجبه ، فقال (٢) : [السريع]
شعرك كالبستان في شكله |
|
يجمع بين الآش والورد |
فاصنع به إن كنت لي طائعا |
|
ما يصنع الفارس بالبند |
__________________
(١) ذكره المقري في نفح الطيب (ج ٥ / ص ٤٩).
(٢) البيتان في نفح الطيب (ج ٥ / ص ٤٩). دون تغيير عمّا هنا.
ومن شعره قوله : [الطويل]
أبى لي ذاك اللحظ أن أعرف الصّبرا |
|
فأبديت أشجاني ولم أكتم السّرّا |
وبتّ كما شاء الغرام مسهّدا |
|
ولي مقلة عبرى ، ولي مهجة حرّى |
ولاموا على أن أرقب النجم حائرا |
|
وما ذاك إلا أن فقدت بك البدرا |
ومن نثره : كتبت أيها السيد الأعلى ، والقدح المعلّى ، عن شوق ينثر الدموع ، ووجد يقضّ الضلوع ، وودّ كالماء الزلال لا يزال صافيا ، وشكر من الأيام والليالي لا يبرح ضافيا : [البسيط]
وكيف أنسى أياد عندكم سلفت |
|
والدهر في نومه والسّعد يقظان |
٤٤٨ ـ الوزير أبو محمد عبد البرّ بن فرسان (١)
كان جليل القدر ، شهير الذكر ، خدم أبا الحسن علي بن غانية الميورقي الذي شهرت فتنته بإفريقية ، وحضر معه ومع أخيه يحيى بعده الوقائع الصعبة ، وضجر ، فكتب إلى يحيى (٢) : [الكامل]
امنن بتسريح عليّ فعلّه |
|
سبب الزّيارة للحطيم ويثرب |
ولئن تقوّل كاشح أنّ الهوى |
|
درست معالمه وأنكر مذهبي |
فمقالتي ما إن مللت وإنما |
|
عمري أبى حمل النّجاد بمنكبي (٣) |
وعجزت عن أن أستثير كمينها |
|
وأشقّ بالصّمصام صدر الموكب |
ومن نثره : ولما تلاقينا مع القوم الذين دعاهم شيطان الفتنة إلى أن يسجدوا للشّفار ويحملهم سيل المنة [إلى دار البوار] أقبلنا إقبال الرّيح العقيم ، ما تذر من شيء أنت عليه إلا جعلته كالرّميم ، فانجلت الحرب عن تمزيق الأعداء كلّ ممزّق ، وأبصرناهم كصرعى السكارى من مدام السيف ، وخفقت بنودنا وسعيهم أخفق.
__________________
(١) انظر ترجمته في نفح الطيب (ج ٣ / ص ٣٥٤) والمقتضب من كتاب تحفة القادم (ص ١٦٨) وقد توفي سنة ٦١١ ه.
(٢) الأبيات في نفح الطيب (ج ٣ / ص ٣٥٥).
(٣) في النفح : ومنكبي.
ومن العلماء
٤٤٩ ـ أبو عبد الله محمد بن أحمد بن الحدّاد القيسيّ (١)
من السّمط : المستولى على الآماد ، المجلّي في حلبات الأفذاذ والأفراد ؛ ووصفه الحجاريّ وابن بسام بالتفنن في العلوم ولا سيما القديمة ، وديوان شعره كبير جليل ، وكان أكثر عمره عند المعتصم بن صمادح ملك المريّة ثم فرّ عنه إلى ابن هود صاحب سرقسطة ثم عاد : ومن قصائده الجليلة قصيدته التي منها قوله :
دعني أسر بين الأسنّة والظّبا |
|
فالقلب في تلك القباب رهين |
فلعله يروي صداي بلحظه |
|
وجه به ماء الجمال معين |
أنت الهوى لكنّ سلوان الهوى |
|
قصر ابن معن والحديث شجون |
فالحسن أجمع ما يريك عيانه |
|
لا ما أرته سوالف وعيون |
والروض ما اشتملت عليه سهوله |
|
لا ما أرته أباطح وحزون |
قصر تبيّنت القصور قصورها |
|
عنه وفضل الأفضلين يبين |
هو جنّة الدنيا تبوّأ ظلّها |
|
ملك تملّكه التّقى والدّين |
فمن ابن ذي يزن وما غمدانه |
|
النّقل شكّ والعيان يقين |
وفي ابن صمادح قصيدته التي أولها (٢) : [الطويل]
لعلّك بالوادي المقدّس شاطىء |
|
فكالعنبر الهنديّ ما أنا واطىء |
ولي في السّرى من نارهم ومنارهم |
|
حواد هواد (٣) والنجوم طوافىء |
وأعلى شعره قوله (٤) : [الكامل]
سامح أخال إذا أتاك بزلّة (٥) |
|
فخلوص شيء قلّما يتمكّن |
في كلّ (٦) شيء آفة موجودة |
|
إنّ السّراج على سناه يدخّن |
__________________
(١) ترجمته في المطمح (ص ٨٠) والتكملة (ص ٣٩٨) والذخيرة (ج ٢ / ق ١ / ص ٢٠٤) والوافي (ج ٢ / ص ٨٦) والمسالك (ج ١ / ص ٤٠٠) وكانت وفاته في حدود سنة ٤٨٠ ه بالمرية.
(٢) البيتان في الذخيرة (ج ٢ / ق ١ / ص ٧٠٩).
(٣) في الذخيرة : هداة حداة.
(٤) البيتان في الذخيرة (ج ٢ / ق ١ / ص ٧٢٩) والتكملة وفي الذيل والتكملة.
(٥) في الذخيرة : واصل أخاك وإن أتاك بمنكر.
(٦) في الذخيرة : ولكلّ.
وكان يهوى رومية يكنى عنها بنويرة : وله فيها شعر كثير منه (١) : [الكامل]
وارت (٢) جفوني من نويره كاسمها |
|
نارا تضلّ وكلّ نار ترشد |
والماء أنت وما يصحّ لقابض |
|
والنار أنت وفي الحشا تتوقّد |
ومن الشعراء
٤٥٠ ـ ناهض بن إدريس (٣)
أخبرني والدي : أنه اجتمع به ، وكان من مدّاح ناصر بني عبد المؤمن ، قال : وأنشدني لنفسه من قصيدة في ابن جامع وزير مراكش : [الكامل]
أدنو إليك وأنت منّي تبعد |
|
وتنام والجفن القريح مسهّد |
وتطيل عمر الوجد لا من علّة |
|
والدار دانية ، ودهرك مسعد |
هلّا اختلست من الليالي فرصة |
|
فالحمد يبقى ، والليالي تنفذ |
وتقول لي مهما أتيت إلى غد |
|
يا ربّ كم يأتي بإخلاف غد |
ومن الشواعر
٤٥١ ـ حمده بنت زياد المؤدب (٤)
قال والدي هي شاعرة جميع الأندلس ، وكان عمّي أحمد يقول هي خنساء المغرب وذكرها الملاحي في تاريخ غرناطة. وأنشد لها قولها ، وقد خرجت إلى وادي مدينة وادي آش مع جوار ، فسبحت معهنّ وكان لها منهن هوى (٥) : [الوافر]
أباح الدمع أسراري بوادي |
|
له في الحسن آثار بوادي (٦) |
__________________
(١) البيتان في الذخيرة (ج ٢ / ق ١ / ص ٧٠٤).
(٢) في الذخيرة : ورأت.
(٣) انظر ترجمته في نفح الطيب (ج ٢ / ص ١٥).
(٤) ترجمته حمدة في المقتضب من كتاب تحفة القادم (ص ٢١٤ ـ ٢١٥) والمطرب (ص ١١) ونفح الطيب (ج ٦ / ص ٦٢).
(٥) الأبيات في المقتضب (ص ٢١٥) والمطرب (ص ١١) ونفح الطيب (ج ٦ / ص ٦٢).
(٦) في المقتضب : «أباح الدهر ... به للحسن ...». وفي المطرب : «به للحسن» وفي نفح الطيب : «له للحسن».
فمن نهر (١) يطوف بكلّ روض |
|
ومن روض يطوف (٢) بكلّ واد |
ومن بين الظباء مهاة إنس |
|
لها لبّي وقد سلبت فؤادي (٣) |
لها لحظ ترقّده لأمر |
|
وذاك الأمر يمنعني رقادي |
إذا سدلت ذوائبها عليها |
|
رأيت البدر في أفق الدّآد (٤) |
كأنّ الصبح مات له شقيق |
|
فمن حزن تسربل بالسواد (٥) |
وأحسن شعرها قولها : [الطويل]
ولما أبى الواشون إلا فراقنا |
|
وما لهم عندي وعندك من ثار |
وشنّوا على أسماعنا كلّ غارة |
|
وقلّ حماتي عند ذاك وأنصاري |
غزوتهم من مقلتيك وأدمعي |
|
ومن نفسي بالسيف والماء والنار |
الأهداب
موشحة لابن نزار (٦) ، وتروي لابن حزمون
اشرب على نغمة المثاني ثان
ولا تكن في هوى الغواني وان
وقل لمن لام في معان عان
ماذا من الحسن في برود |
|
رود |
يهيج وجدي إذا الأنام ناموا
قوم إذا عسعس الظلام لاموا
وما به هام مستهام هاموا
__________________
(١) في المقتضب : فمن واد.
(٢) في النفح : يرفّ.
(٣) في المقتضب : «مهاة رمل سبت عقلي ..» وفي المطرب : «مهاة رمل تبدّت لي ... قيادي» وفي النفح : «سبت لبّي وقد ملكت فؤادي».
(٤) في المقتضب : «ذؤابتها عليه كمثل البدر في الظلم الدآدي». وفي المطرب : «رأيت الصبح أشرق في الدآدي». وفي النفح : السواد.
(٥) في المقتضب : «تخال الصبح مات له خليل». وفي المطرب : «تخال البدر مات له خليل». وفي النفح : «تسربل بالحداد».
(٦) انظر ترجمته في نفح الطيب (ج ١ / ص ١٤٨).
فقل لعين بلا هجود |
|
جودي |
أفنيت في الرونق الصقيل قيلي
يا ربّة المنظر الجميل ميلي
فإنما أنت والرسول سولي
رأيت في وجهك السعيد |
|
عيدي |
وليلة قد لثمت شارب شارب
سرّ فتى في على المراتب راتب
فقلت والنجم في المغارب غارب
يا ليلة الوصل والسعود |
|
عودي |