الشيخ عزّ الدين الحسن بن سليمان الحلي
المحقق: مشتاق المظفّر
الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة النشر الإسلامي
الطبعة: ١
ISBN: 964-470-280-8
الصفحات: ٥٨٤
الله عليه قال : سمعته يقول : « إنّ العبد إذا اُدخل حفرته أتاه ملكان اسمهما منكر ونكير ، فأوّل ما يسألانه عن ربّه ثمّ عن نبيّه ، ثمّ عن وليّه ، فإن أجاب نجا ، وإن لم يجب عذّباه » فقال له رجل : فما حال من عرف ربّه ونبيّه ولم يعرف وليّه؟ فقال : « مذبذب لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء ( ومن يضلل الله فلن تجد له سبيلاً ) (١) فذلك لا سبيل له.
وقد قيل للنبيّ صلىاللهعليهوآله : من الوليّ يا نبيّ الله؟ فقال : وليّكم في هذا الزمان عليّ عليهالسلام ومن بعده وصيّه ، ولكلّ زمان عالم يحتجّ الله به لئلاّ يقول كما قال الضلاّل قبلهم حين فارقتهم أنبياؤهم ( ربّنا لولا أرسلت إلينا رسولاً فنتّبع آياتك من قبل أن نذلّ ونخزى ) (٢) بما كان من ضلالتهم وهي جهالتهم بالآيات وهم الأوصياء ، فأجابهم الله عزّ وجلّ ( قل كلّ متربّص فتربّصوا فستعلمون من أصحاب الصراط السوي ومن اهتدى ) (٣) وإنّما كان تربّصهم أن قالوا : نحن في سعة من معرفة الأوصياء حتى نعرف إماماً ، فعيّرهم (٤) الله بذلك.
فالأوصياء هم أصحاب الصراط وقوفاً عليه ، لا يدخل الجنّة إلاّ من عرفهم
__________________
جعفر وأبي عبدالله عليهمالسلام ، عدّه الشيخ من أصحاب الإمام الحسين والسجّاد والباقر والصادق عليهمالسلام ، واقتصر البرقي على الإمام علي بن الحسين عليهالسلام. توفّي سنة بضع عشرة ومائة.
رجال الشيخ : ٧٩ / و ١٠١ / ٣ و ١٣٨ / ٦٠ و ٣١٣ / ٥٣٧ ، رجال البرقي : ٨ ، سير أعلام النبلاء ٥ : ١٨٤ / ٦٤.
١ ـ النساء ٤ : ٨٨ و ١٤٣.
٢ ـ طه ٢٠ : ١٣٤.
٣ ـ طه ٢٠ : ١٣٥.
٤ ـ في البصائر : فعرّفهم.
وعرفوه ، ولا يدخل النار إلاّ من أنكرهم وأنكروه ، لأنّهم عرفاء الله عرّفهم عليهم عند أخذه المواثيق عليهم ، ووصفهم في كتابه فقال عزّ وجلّ ( وعلى الأعراف رجال يعرفون كلاًّ بسيماهم ) (١) وهم الشهداء على أوليائهم ، والنبيّ صلىاللهعليهوآله الشهيد عليهم ، أخذ لهم مواثيق العباد بالطاعة ، وأخذ النبي صلىاللهعليهوآله عليهم الميثاق بالطاعة ، فجرت نبوّته عليهم ، وذلك قول الله عزّ وجلّ ( فكيف إذا جئنا من كلّ اُمّة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيداً * يومئذ يودّ الذين كفروا وعصوا الرسول لو تسوّى بهم الأرض ولا يكتمون الله حديثاً ) (٢) » (٣).
[ ٤٥٩ / ٢١ ] ورويت بالطريق المذكور عن محمّد بن الحسن الصفّار رحمهالله ، عن محمّد بن الحسين ، عن محمّد بن الهيثم ، عن أبيه ، عن أبي حمزة الثمالي ، عن أبي جعفر عليهالسلام ، قال : سمعته يقول : « إنّ حديثنا صعب مستصعب لا يحتمله إلاّ ثلاث : نبيّ مرسل ، أو ملك مقرّب ، أو مؤمن امتحن الله قلبه للإيمان.
ثمّ قال : يا أبا حمزة ألا ترى أنّه اختار لأمرنا من الملائكة : المقرّبين ، ومن النبيّين : المرسلين ، ومن المؤمنين : الممتحنين » (٤).
[ ٤٦٠ / ٢٢ ] محمّد بن الحسن الصفّار ، عن إبراهيم بن هاشم ، عن أبي عبدالله البرقي ، عن ابن سنان أو غيره يرفعه إلى أبي عبدالله عليهالسلام قال : « إنّ حديثنا صعب مستصعب ، لا يحتمله إلاّ صدور منيرة ، وقلوب سليمة ، وأخلاق حسنة ، إنّ الله تعالى
__________________
١ ـ الأعراف ٧ : ٤٦.
٢ ـ النساء ٤ : ٤١ ـ ٤٢.
٣ ـ بصائر الدرجات : ٤٩٨ / ٩ ، وتقدّم برقم ١٥٣ من هذا الكتاب.
٤ ـ بصائر الدرجات : ٢٥ / ١٩ و ٢٨ / ٩.
أخذ من شيعتنا الميثاق كما أخذ على بني آدم حيث يقول عزّ وجلّ ( وإذ أخذ ربّك من بني آدم من ظهورهم ذريّتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربّكم ) (١) فمن وفى لنا وفى الله له بالجنّة ، ومن أبغضنا ولم يؤدّ إلينا حقّنا ففي النار خالداً مخلّداً » (٢).
[ ٤٦١ / ٢٣ ] وبالإسناد عن محمّد بن الحسن الصفّار ، عن أحمد بن محمّد ، عن علي بن الحكم ، عن داود العجلي ، عن زرارة ، عن حمران ، عن أبي جعفر عليهالسلام قال : « إنّ الله تبارك وتعالى حيث خلق الخلق ، خلق ماءً عذباً وماءً مالحاً اُجاجاً ، فامتزج الماءان ، فأخذ طيناً من أديم الأرض فعركه عركاً شديداً ، فقال لأصحاب اليمين ـ وهم كالذرّ يدبّون ـ : إلى الجنّة بسلام ، وقال لأصحاب الشمال ـ وهم كالذر يدبّون ـ : إلى النار ولا اُبالي.
ثمّ قال ( ألست بربّكم قالوا بلى شهدنا أن تقولوا يوم القيامة إنّا كنّا عن هذا غافلين ) (٣) ثمّ أخذ الميثاق على النبيّين فقال ( ألست بربّكم ).
ثمّ قال : وإنّ هذا محمّداً رسول الله وعليّاً أمير المؤمنين ( قالوا : بلى ، فثبتت لهم النبوّة ، وأخذ الميثاق على اُولي العزم ألا أنّي ربّكم ومحمّد رسولي وعلي أمير المؤمنين ) (٤) وأوصياؤه من بعده ولاة أمري ، وخزّان علمي ، وأنّ المهدي أنتصر به لديني ، واُظهر به دولتي ، وأنتقم به من أعدائي ، واُعبد به طوعاً وكرهاً ، قالوا : أقررنا يا ربّ وشهدنا ، ولم يجحد آدم ولم يقر ، فثبتت العزيمة لهؤلاء الخمسة في المهدي ، ولم
__________________
١ و ٣ ـ الأعراف ٧ : ١٧٢.
٢ ـ بصائر الدرجات : ٢٥ / ٢٠.
٤ ـ ما بين القوسين لم يرد في نسخة « س ».
يكن لآدم عزم على الإقرار به وهو قوله جلّ وعزّ ( ولقد عهدنا إلى آدم من قبل فنسي ولم نجد له عزماً ) (١) قال : إنّما يعني فترك.
ثمّ أمر ناراً فاُجّجت ، فقال لأصحاب الشمال : ادخلوها فهابوها ، وقال لأصحاب اليمين : ادخلوها ، فدخلوها فكانت عليهم برداً وسلاماً ، فقال أصحاب الشمال : يا ربّ أقلنا ، فقال : أقلتكم ، اذهبوا فادخلوها فهابوها ، فثمّ ثبتت الطاعة والمعصية والولاية » (٢).
[ ٤٦٢ / ٢٤ ] محمّد بن الحسن الصفّار ، عن أحمد بن محمّد ، عن الحسن بن موسى ، عن علي بن حسّان ، عن عبدالرحمن بن كثير ، عن أبي عبدالله عليهالسلام في قوله عزّ وجلّ ( وإذ أخذ ربّك من بني آدم من ظهورهم ذريّتهم وأشهدهم على أنفسهم ) (٣) قال : « أخرج الله من ظهر آدم ذريّته إلى يوم القيامة وهم كالذرّ ، فعرّفهم نفسه ، ولولا ذلك لم يعرف أحدٌ ربّه ، وقال ( الست بربكم قالوا بلى ) وإنّ هذا محمّداً رسولي وعلياً أمير المؤمنين خليفتي وأميني » (٤).
[ ٤٦٣ / ٢٥ ] محمّد بن الحسن الصفّار ، عن محمّد بن عيسى ، عن سليمان الجعفري ، قال : كنت عند أبي الحسن عليهالسلام ، فقال : « يا سليمان اتّق فراسة المؤمن فإنّه ينظر بنور الله » فسكتّ حتى أصبت خلوة ، فقلت : جعلت فداك سمعتك تقول : « اتق فراسة المؤمن فإنّه ينظر بنور الله » قال : « نعم يا سليمان إنّ الله خلق المؤمنين من نوره ،
__________________
١ ـ طه ٢٠ : ١١٥.
٢ ـ بصائر الدرجات : ٧٠ / ٢ ، وأورده الكليني في الكافي ٢ : ٨ / ١.
٣ ـ الأعراف ٧ : ١٧٢.
٤ ـ بصائر الدرجات : ٧١ / ٦ ، وأورده فرات الكوفي في تفسيره : ١٤٨ / ١٨٦ ، بزيادة في آخره.
وصبغهم في رحمته ، وأخذ ميثاقهم لنا بالولاية ، فالمؤمن أخو المؤمن لأبيه واُمّه ، أبوه النور ، واُمّه الرحمة ، وإنّما ينظر بذلك النور الذي خلق منه » (١).
[ ٤٦٤ / ٢٦ ] محمّد بن الحسن الصفّار ، عن الحسن بن علي ، عن إبراهيم ، عن محمّد بن سليمان ، عن أبيه ، عن أبي عبدالله عليهالسلام قال : « إنّ الله عزّ وجلّ جعل لنا شيعة فجعلهم من نوره ، وصبغهم في رحمته ، وأخذ ميثاقهم لنا بالولاية ( على معرفته يوم عرّفهم نفسه ) (٢) ، فهو المتقبّل من محسنهم ، والمتجاوز عن مسيئهم ، من لم يلق الله بما هو عليه لم يتقبّل منه حسنة ، ولم يتجاوز عنه سيّئة » (٣).
[ ٤٦٥ / ٢٧ ] محمّد بن الحسن الصفّار ، عن محمّد بن الحسين ، عن محمّد بن اسماعيل ، عن صالح بن عقبة ، عن عبدالله بن محمّد الجعفي ، ( عن أبي جعفر عليهالسلام ، وعن عقبة ) (٤) ، عن أبي جعفر عليهالسلام قال : « إنّ الله عزّ وجلّ خلق الخلق ، فخلق من أحب ممّا أحب ، وكان ما أحب أن يخلقه من طينة الجنّة ، وخلق من أبغض ممّا أبغض ، وكان ما أبغض أن يخلقه من طينة النار ، ثمّ بعثهم في الظلال » قال ، قلت : أي شيء الظلال؟ قال : « ألم تر ظلّك في الشمس شيء وليس بشيء.
ثمّ بعث فيهم النبيّين يدعونهم إلى الإقرار بالله وهو قوله ( ولئن سألتهم من خلقهم ليقولنّ الله ) (٥) ثم دعاهم إلى الإقرار بالنبيّين ، فأقرّ بعضهم وأنكر بعضهم ، ثمّ
__________________
١ ـ بصائر الدرجات : ٧٩ / ١.
٢ ـ في نسخة « س » : يوم عرفهم نفسه على معرفته. بدل ما بين القوسين ، ولم ترد الجملة في نسخة « ق ».
٣ ـ بصائر الدرجات : ٨٠ / ٣.
٤ ـ ما بين القوسين لم يرد في نسخة « س ».
٥ ـ الزخرف ٤٣ : ٨٧.
دعاهم إلى ولايتنا فأقرّ بها والله من أحب ، وأنكرها من أبغض وهو قوله ( فما كانوا ليؤمنوا بما كذّبوا به من قبل ) (١) ».
ثمّ قال أبو جعفر عليهالسلام : « كان التكذيب ثمّ » (٢).
[ ٤٦٦ / ٢٨ ] محمّد بن الحسن الصفّار ، عن أحمد بن محمّد (٣) ، عن الحسين بن نعيم الصحاف ، قال : سألت أبا عبدالله عليهالسلام عن قول الله تبارك وتعالى ( فمنكم كافر ومنكم مؤمن ) (٤) فقال : « عرف الله ـ والله ـ إيمانهم بولايتنا وكفرهم بها ، يوم أخذ الله عليهم الميثاق في صلب آدم وهم ذرّ » (٥).
[ ٤٦٧ / ٢٩ ] محمّد بن الحسن الصفّار ، عن أحمد بن محمّد ويعقوب بن يزيد ، عن الحسن بن علي بن فضّال ، عن أبي جميلة ، عن محمّد الحلبي ، عن أبي عبدالله عليهالسلام قال : « إنّ رسول الله صلىاللهعليهوآله قال : إنّ الله مثّل لي امّتي في الطين وعلّمني أسماءهم كلّها كما علّم آدم الأسماء كلّها ، فمرّ بي أصحاب الرايات فاستغفرت لعلي عليهالسلام وشيعته.
إنّ ربّي وعدني في شيعة عليّ عليهالسلام خصلة ، قيل : يا رسول الله وما هي؟ قال : المغفرة لمن آمن منهم واتقى ، لا يغادر منهم صغيرة ولا كبيرة ولهم تبدلّ السيّئات
__________________
١ ـ يونس ١٠ : ٧٤.
٢ ـ بصائر الدرجات : ٨٠ / ١ ، وأورده الكليني في الكافي ١ : ٤٣٦ / ٢ ، والصدوق في علل الشرائع : ١١٨ / ٣.
وثَمَّ : اسم يشار به للمكان البعيد بمعنى هناك. القاموس المحيط ٤ : ٢١ ـ ثمّ.
٣ ـ في البصائر والكافي وتفسير القمّي زيادة : عن الحسن بن محبوب.
٤ ـ التغابن ٦٤ : ٢.
٥ ـ بصائر الدرجات : ٨١ / ٢ ، وأورده الكليني في الكافي ١ : ٤١٣ / ٤ ، و ٤٢٦ / صدر حديث ٧٤ ، والقمّي في تفسيره ٢ : ٣٧١.
حسنات » (١).
[ ٤٦٨ / ٣٠ ] محمّد بن الحسن الصفّار ، عن الحسن بن محبوب ، عن صالح بن سهل ، عن أبي عبدالله عليهالسلام : « إنّ بعض قريش قال لرسول الله صلىاللهعليهوآله : بأي شيء سبقت الأنبياء وأنت بعثت آخرهم وخاتمهم؟ قال : إنّي كنت أوّل من أقرّ (٢) بربّي ، وأوّل من أجاب حيث أخذ الله تعالى ميثاق النبيّين وأشهدهم على أنفسهم ( الست بربّكم قالوا بلى ) (٣) وكنت أنا أوّل نبيّ قال بلى ، فسبقتهم بالإقرار بالله » (٤).
[ ٤٦٩ / ٣١ ] محمّد بن الحسن الصفّار ، عن أحمد بن محمّد والحسن بن علي بن النعمان ، عن ابن مسكان ، عن عبدالرحيم القصير ، عن أبي جعفر عليهالسلام قال : « قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : إنّ اُمّتي عرضت عليّ عند الميثاق ، فكان أوّل من آمن بي وصدّقني عليّ عليهالسلام ، وكان أول من آمن بي وصدّقني حيث بعثت فهو الصدّيق الأكبر » (٥).
[ ٤٧٠ / ٣٢ ] محمّد بن الحسن الصفّار ، عن محمّد بن الحسين ، عن عبدالله بن جبلّة ، عن معاوية بن عمّار ، عن جعفر ، عن أبيه ، عن جدّه عليهمالسلام قال : « قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : يا علي لقد مثلت لي اُمّتي في الطين حتى رأيت صغيرهم وكبيرهم أرواحاً قبل أن يخلق الأجساد (٦) ، وإنّي مررت بك وبشيعتك فاستغفرت لكم ، فقال
__________________
١ ـ بصائر الدرجات : ٨٣ / ١.
٢ ـ في نسخة « ض » : آمن.
٣ ـ الاعراف ٧ : ١٧٢.
٤ ـ بصائر الدرجات : ٨٣ / ٢ ، وأورده الكليني في الكافي ١ : ٤٤١ / ٦ و ٢ : ١٠ / ١ ، والصدوق في علل الشرائع : ١٢٤ / ١ ـ باب ١٠٤. وتقدّم عن الكافي برقم ٤٤٥.
٥ ـ بصائر الدرجات : ٨٤ / ٣ ، وعنه في البحار ٣٨ : ٢٢٦ / ٣٠.
٦ ـ في نسخة « ق » زيادة : بألف عام.
عليّ عليهالسلام : يا نبيّ الله زدني فيهم ، قال : نعم ، يا علي تخرج أنت وشيعتك من قبوركم ووجوهكم كالقمر ليلة البدر ، قد فرّجت عنكم الشدائد ، وذهبت عنكم الأحزان ، تستظلّون تحت العرش ، يخاف الناس ولا تخافون ، ويحزن الناس ولا تحزنون ، وتوضع لكم مائدة والناس في الحساب » (١).
[ ٤٧١ / ٣٣ ] محمّد بن الحسن الصفّار ، عن بعض أصحابنا ، عن محمّد بن الحسين ، عن علي بن أسباط ، عن علي بن معمّر ، عن أبيه ، قال : سألت أبا عبدالله عليهالسلام عن قول الله تبارك وتعالى ( هذا نذير من النذر الاُولى ) (٢) قال : « يعني محمّداً صلىاللهعليهوآله حيث دعاهم إلى الإقرار بالله في الذرّ الأوّل » (٣).
[ ٤٧٢ / ٣٤ ] محمّد بن الحسن الصفّار ، عن أحمد بن محمّد ، عن الحسن بن محبوب ، عن صالح بن سهل ، عن أبي عبدالله عليهالسلام : « أنّ رجلاً جاء إلى أمير المؤمنين عليهالسلام ـ وهو مع أصحابه ـ فسلّم عليه ثمّ قال : أنا والله اُحبّك وأتولاّك ، فقال له أمير المؤمنين عليهالسلام : كذبت ما أنت كما قلت (٤) إنّ الله خلق الأرواح قبل الأبدان بألفي عام ثمّ عرض علينا المحبّ لنا ، فوالله ما رأيت روحك فيمن عرض علينا فأين كنت؟ قال : فسكت الرجل عند ذلك ولم يراجعه » (٥).
[ ٤٧٣ / ٣٥ ] محمّد بن الحسن الصفّار ، عن محمّد بن الحسين ، عن جعفر بن بشير ،
__________________
١ ـ بصائر الدرجات : ٨٤ / ٥ ، وأورده الصدوق في فضائل الشيعة : ٦٨ / ٢٧.
٢ ـ النجم ٥٣ : ٥٦.
٣ ـ بصائر الدرجات : ٨٤ / ٦ ، وأورده القمّي في تفسيره ٢ : ٣٤٠.
٤ ـ ما بين القوسين ساقط من البصائر.
٥ ـ بصائر الدرجات : ٨٦ / ١ ، وأورده الكليني في الكافي ١ : ٤٣٨ / ١.
( عن آدم أبي الحسين ، عن إسماعيل بن أبي حمزة ) (١) ، عمّن حدّثه ، عن أبي عبدالله عليهالسلام قال : « جاء رجل إلى أمير المؤمنين عليهالسلام فقال : يا أمير المؤمنين والله إنّي لاُحبّك ، فقال له : كذبت ، فقال له الرجل : سبحان الله كأنّك تعرف (٢) ما في نفسي ، قال : فغضب أمير المؤمنين عليهالسلام ـ وكان يخرج منه الحديث العظيم عند الغضب ـ قال : فرفع يده إلى السماء وقال : كيف لا يكون ذلك وهو ربّنا تبارك وتعالى خلق الأرواح قبل الأبدان بألفي عام ، ثمّ عرض علينا المحب من المبغض ، فوالله ما رأيتك فيمن أحبّنا فأين كنت؟ » (٣).
[ ٤٧٤ / ٣٦ ] محمّد بن الحسن الصفّار ، عن أحمد بن محمّد ومحمّد بن الحسين جميعاً عن الحسن بن محبوب ، عن علي بن رئاب ، عن بكير بن أعين ، قال : كان أبو جعفر عليهالسلام يقول : « إنّ الله عزّ وجلّ أخذ ميثاق شيعتنا بالولاية لنا وهم ذرّ ، يوم أخذ الميثاق على الذرّ بالإقرار له بالربوبيّة ولمحمّد صلىاللهعليهوآله بالنبوة ، وعرض الله تعالى على محمّد صلىاللهعليهوآله اُمّته في الطين وهم أظلّة ، وخلقهم من الطينة التي خلق منها آدم عليهالسلام ، وخلق الله أرواح شيعتنا قبل أبدانهم بألفي عام ، وعرضهم عليه وعرّفهم رسول الله صلىاللهعليهوآله وعرّفهم عليّاً عليهالسلام ، ونحن نعرفهم في لحن القول » (٤).
[ ٤٧٥ / ٣٧ ] محمّد بن الحسن الصفّار ، عن محمّد بن حمّاد الكوفي ، عن أبيه ، عن
__________________
١ ـ في البصائر : عن آدم ، عن أبي الحسين ، عن اسماعيل ، عن أبي حمزة.
٢ ـ في نسخة « س » : تعلم.
٣ ـ بصائر الدرجات : ٨٩ / ٨ ، وعنه في البحار ٢٦ : ١١٩ / ٦.
٤ ـ بصائر الدرجات : ٨٩ / ١ ، وأورده البرقي في المحاسن ١ : ٢٢٧ / ١٦ ، والكليني في الكافي ١ : ٤٣٧ / ٩.
نصر بن مزاحم (١) ، عن عمرو بن شمر ، عن جابر ، عن أبي عبدالله عليهالسلام (٢) ، قال : « إنّ الله أخذ ميثاق شيعتنا من صلب آدم ، فنعرف بذلك حبّ المحب وإن أظهر خلاف ذلك بلسانه ، ونعرف بغض المبغض وإن أظهر حبّنا أهل البيت » (٣).
[ ٤٧٦ / ٣٨ ] علي بن إبراهيم بن هاشم ، عن أبيه ، عن النضر بن سويد ، عن يحيى الحلبي (٤) ، عن ابن سنان في قوله سبحانه ( وإذ أخذ ربّك من بني آدم من ظهورهم ذرّيتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربّكم قالوا بلى ) (٥).
قال أبو عبدالله عليهالسلام : « أوّل من سبق إلى بلى رسول الله صلىاللهعليهوآله ، وذلك أنّه كان أقرب الخلق إلى الله تبارك وتعالى ، وكان بالمكان الذي قال له جبرئيل لمّا اُسري به إلى السماء : تقدّم يا محمّد فقد وطأت موطئاً لم يطأه ملك مقرّب ولا نبيّ مرسل ، ولولا أنّ روحه ونفسه كانت من ذلك المكان لما قدّر أن يبلغه ، فكان من الله عزّ وجلّ كما
__________________
١ ـ نصر بن مزاحم : المنقري العطار أبو المفضل ، كوفي ، مستقيم الطريقة ، صالح الأمر ، له كتب منها : كتاب الجمل ، وصفين ، ومقتل الحسين عليهالسلام ، وعين الوردة ، وأخبار المختار وغير ذلك ، عدّه الشيخ من أصحاب الإمام الباقر عليهالسلام. توفي سنة اثنتي عشرة ومائتين.
انظر رجال النجاشي : ٤٢٧ / ١١٤٨ ، فهرست الشيخ : ٢٥٤ / ٧٧٣ ، رجال الشيخ : ١٣٩ / ٣.
٢ ـ في البصائر والاختصاص : عن أبي جعفر عليهالسلام.
٣ ـ بصائر الدرجات : ٩٠ / ٣ ، وأورده المفيد في الاختصاص : ٢٧٨.
٤ ـ يحيى الحلبي : هو يحيى بن عمران بن أبي شعبة الحلبي ، روى عن أبي عبدالله وأبي الحسن عليهماالسلام ، ثقة ثقة ، صحيح الحديث. عدّه الشيخ من أصحاب الإمام الصادق والكاظم عليهماالسلام.
رجال النجاشي : ٤٤٤ / ١١٩٩ ، رجال الشيخ : ٣٣٥ / ٤٠ و ٣٦٤ / ١٠.
٥ ـ الأعراف ٧ : ١٧٢.
قال الله تعالى ( قاب قوسين أو أدنى ) (١) أي بل أدنى ، فلمّا خرج الأمر من الله تعالى وقع إلى أوليائه عليهمالسلام.
قال الصادق عليهالسلام : كان الميثاق مأخوذاً عليهم لله بالربوبيّة ولرسوله بالنبوّة ولأمير المؤمنين والأئمّة عليهمالسلام بالإمامة ، فقال : ألست بربّكم ومحمّد نبيّكم وعليّ إمامكم والأئمّة الهادين أئمّتكم؟ فقالوا : بلى ، فقال الله تعالى ( أن تقولوا يوم القيامة ـ أي لئلاّ تقولوا يوم القيامة ـ إنّا كنّا عن هذا غافلين ) (٢) فأوّل ما أخذ الله عزّ وجلّ الميثاق على الأنبياء له بالربوبيّة وهو قوله ( وإذ أخذنا من النبيّين ميثاقهم ) (٣) فذكر جملة الأنبياء ثم أبرز أفضلهم بالأسامي ، فقال : ومنك يا محمّد ، فقدّم محمّداً صلىاللهعليهوآله لأنّه أفضلهم ، ومن نوح وإبراهيم وموسى وعيسى بن مريم ، فهؤلاء الخمسة أفضل الأنبياء ورسول الله صلىاللهعليهوآله أفضلهم.
ثمّ أخذ بعد ذلك ميثاق رسول الله صلىاللهعليهوآله على الأنبياء بالإيمان به وعلى أن ينصروا أمير المؤمنين عليهالسلام فقال ( وإذ أخذ الله ميثاق النبيّين لما آتيتكم من كتاب وحكمة ثمّ جاءكم رسول مصدّق لما معكم ـ يعني رسول الله صلىاللهعليهوآله ـ لتؤمنّن به ولتنصرنّه ) (٤) يعني أمير المؤمنين صلّى الله عليه ، تخبروا اُممكم بخبره وخبر وليّه من الأئمّة عليهمالسلام » (٥).
[ ٤٧٧ / ٣٩ ] علي بن إبراهيم بن هاشم ، عن أبيه ، عن محمّد بن أبي عمير ، عن
__________________
١ ـ النجم ٥٣ : ٩.
٢ و ٣ ـ الأعراف ٧ : ١٧٢.
٤ ـ آل عمران ٣ : ٨١.
٥ ـ تفسير القمّي ١ : ٢٤٦ ـ ٢٤٧ ، وعنه في البحار ٥ : ٢٣٦ / ١٢.
عبدالله بن مسكان ، عن أبي عبدالله عليهالسلام (١) ، وعن أبي بصير ، عن أبي جعفر عليهالسلام في قوله عزّ وجلّ ( لتؤمنّن به ولتنصرنّه ) (٢) قال : « ما بعث الله نبيّاً من لدن آدم فهلمّ جرّا إلاّ ويرجع إلى الدنيا فيقاتل وينصر رسول الله صلىاللهعليهوآله وأمير المؤمنين عليهالسلام ، ثم أخذ أيضاً ميثاق الأنبياء على رسول الله صلىاللهعليهوآله فقال ( قل ـ يا محمّد ـ آمنّا بالله وما اُنزل علينا وما اُنزل على إبراهيم واسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط وما اُوتي موسى وعيسى والنبيّون من ربّهم لا نفرّق بين أحد منهم ونحن له مسلمون ) (٣) » (٤).
[ ٤٧٨ / ٤٠ ] علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن ابن مسكان ، عن أبي عبدالله عليهالسلام في قول الله عزّ وجلّ ( وإذ أخذ ربّك من بني آدم من ظهورهم ذرّيتهم وأشهدهم على أنفسهم الست بربّكم قالوا بلى ) (٥) قلت : معاينة كان هذا؟ قال : « نعم ، فثبتت المعرفة ونسوا الموقف وسيذكرونه ، ولولا ذلك لم يدر أحد من خالقه ورازقه ، فمنهم من أقرّ بلسانه في الذرّ ولم يؤمن بقلبه ، فقال الله تعالى ( فما كانوا ليؤمنوا بما كذّبوا من قبل ) (٦) » (٧).
[ ٤٧٩ / ٤١ ] علي بن إبراهيم ، عن علي بن الحسين ، عن أحمد بن أبي عبدالله ، عن
__________________
١ ـ أبو عبدالله عليهالسلام ، لم يرد في نسخة « ق ».
٢ ـ آل عمران ٣ : ٨١.
٣ ـ آل عمران ٣ : ٨٤.
٤ ـ تفسير القمّي ١ : ٢٤٧ ، وعنه في البحار ٥ : ٢٣٦ / ١٣.
٥ ـ الأعراف ٧ : ١٧٢.
٦ ـ الأعراف ٧ : ١٠١.
٧ ـ تفسير القمّي ١ : ٢٤٨ ، وعنه في البحار ٥ : ٢٣٧ / ١٤.
محمّد بن علي ، عن علي بن أسباط ، عن علي بن معمّر ، عن أبيه ، قال : سألت أبا عبدالله عليهالسلام عن قول الله عزّ وجلّ ( هذا نذير من النذر الاُولى ) (١) قال : « إنّ الله تبارك وتعالى لمّا ذرأ الخلق في الذرّ الأوّل فأقامهم صفوفاً قدّامه ، وبعث الله محمّداً صلىاللهعليهوآله فآمن به قوم وأنكره قوم ، فقال الله ( هذا نذير من النذر الاُولى ) يعني به محمّداً صلىاللهعليهوآله حيث دعاهم إلى الله عزّ وجلّ في الذرّ الأول » (٢).
[ ٤٨٠ / ٤٢ ] علي بن إبراهيم ، قال : حدّثنا علي بن الحسين ، عن أحمد بن أبي عبدالله ، عن ابن محبوب ، عن الحسين بن نعيم الصحّاف (٣) ، قال : سألت الصادق صلوات الله عليه عن قوله تعالى ( فمنكم كافر ومنكم مؤمن ) (٤) فقال : « عرف الله عزّ وجلّ إيمانهم بولايتنا ، وكفرهم بتركها ، يوم أخذ عليهم الميثاق وهم ذرّ في صلب آدم عليهالسلام » (٥).
[ ٤٨١ / ٤٣ ] علي بن إبراهيم ، قال : أخبرنا أحمد بن إدريس ، قال : حدّثنا أحمد بن محمّد ، عن الحسين بن سعيد ، عن النضر بن سويد ، عن القاسم بن سليمان (٦) ،
__________________
١ ـ النجم ٥٣ : ٥٦.
٢ ـ تفسير القمّي ٢ : ٣٤٠ ، وعنه في البحار ٥ : ٢٣٤ / ٧.
٣ ـ الحسين بن نعيم الصحّاف : الكوفي مولى بني أسد ، ثقة ، روى عن أبي عبدالله عليهالسلام ، وكان متكلّماً مُجيداً ، عدّه الشيخ من أصحاب الإمام الصادق عليهالسلام.
اُنظر رجال النجاشي : ٥٣ / ١٢٠ ، رجال الطوسي : ١٦٩ / ٦٥.
٤ ـ التغابن ٦٤ : ٢.
٥ ـ تفسير القمّي ٢ : ٣٧١ ، وأورده الكليني في الكافي ١ : ٤١٣ / ٤ و ٤٢٦ / صدر حديث ٧٤.
٦ ـ القاسم بن سليمان : وصفه النجاشي : بالبغدادي ، والشيخ الطوسي : بالكوفي ، والله العالم هل
عن جابر ، قال : سمعت أبا جعفر عليهالسلام يقول في هذه الآية ( والّو استقاموا على الطريقة لأسقيناهم ماءً غَدَقاً ) (١) : « يعني من جرى فيه شيء من شرك الشيطان ( على الطريقة ) يعني على الولاية في الأصل عند الأظلّة حين أخذ الله ميثاق ذريّة آدم ( أسقيناهم ماءً غدقاً ) يعني لكنّا وضعنا أظلّتهم (٢) في الماء الفرات العذب » (٣).
[ ٤٨٢ / ٤٤ ] علي بن إبراهيم في قوله سبحانه وتعالى ( ونقلّب أفئدتهم وأبصارهم ) (٤) قال : قال علي بن أبي طالب عليهالسلام : « إنّ أول ما تغلبون عليه من الجهاد بأيديكم ، ثمّ الجهاد بألسنتكم ، ثمّ الجهاد بقلوبكم ، فمن لم يعرف قلبه معروفاً ، ولم ينكر منكراً انتكس قلبه فجعل أسفله أعلاه ، فلم يقبل خيراً أبداً ( كما لم يؤمنوا به أوّل مرّة ) (٥) يعني في الذرّ والميثاق » (٦).
[ ٤٨٣ / ٤٥ ] ومن كتاب المشيخة للحسن بن محبوب ، عن محمّد بن النعمان مؤمن الطاق ، عن سلام (٧) ، عن أبي جعفر عليهالسلام في قول الله جلّ وعزّ ( مخلّقة وغير
__________________
أنّه ينتسب إلى هاتين المدينتين أو إلى إحداهنّ. عدّه الشيخ من أصحاب الإمام الصادق عليهالسلام اُنظر رجال النجاشي : ٣١٤ / ٨٥٨ ، رجال الطوسي : ٢٧٦ / ٤٦.
١ ـ الجن ٧٢ : ١٦.
٢ ـ في نسختي « س و ض » : أصلهم.
٣ ـ تفسير القمّي ٢ : ٣٩١ ، وعنه في البحار ٥ : ٢٣٤ / ٩.
٤ و ٥ ـ الأنعام ٦ : ١١٠.
٦ ـ تفسير القمّي ١ : ٢١٣ ، وأورده الشريف الرضي في نهج البلاغة ٣ : ٢٤٤ / ٣٧٥.
٧ ـ سلام : هو ابن المستنير الجعفي مولاهم كوفي ، عدّه البرقي من أصحاب الإمام السجّاد والباقر عليهماالسلام ، وزاد الشيخ عليه الإمام الصادق عليهالسلام.
رجال البرقي : ٨ ، رجال الطوسي : ٩٣ / ٢٢ و ١٢٥ / ٢٣ و ٢١٠ / ١٢٦.
مخلّقة ) (١) قال : « المخلّقة : هم الذرّ الذين خلقهم الله من صلب آدم وحوّاء ، وأخذ عليهم الميثاق ، ثمّ أجراهم في أصلاب الرجال ، وأرحام النساء ، وهم الذين يخرجون إلى الدنيا حتى يُسألوا عن الميثاق.
وأمّا قوله ( وغير مخلّقة ) فهو كلّ نسمة لم يخلقهم الله من صلب آدم عليهالسلام حين خلق الذرّ وأخذ عليهم الميثاق ، ومنهم : النُطَف من العَزْل والسِقْط ، قبل أن ينفخ فيه روح الحياة والبقاء ، وما يموت في بطن اُمّه قبل الأربعة أشهر ، وهم الذين لم ينفخ فيهم روح الحياة والبقاء ، قال : فهؤلاء قال الله عزّ وجلّ ( غير مخلّقة ) وهم الذين لا يُسألون عن الميثاق ، وإنّما هم خلق بدا لله فيهم فخلقهم في الأصلاب والأرحام » (٢).
[ ٤٨٤ / ٤٦ ] الحسن بن محبوب ، عن علي بن رئاب ، عن أبي بصير ، قال : سمعت أبا عبدالله عليهالسلام يقول ( وإذ أخذ ربّك من بني آدم من ظهورهم ذريّتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربّكم قالوا بلى ) (٣) قال : ثمّ أخذ عليهم بعد التصديق والإيمان لأنبيائه لكلّ رسول يأتيهم مصدّقاً لما معهم ليؤمننّ به ولينصرنّه » (٤).
[ ٤٨٥ / ٤٧ ] الحسن بن محبوب ، عن الحسين بن نعيم الصحّاف ، قال : سألت أبا عبدالله عليهالسلام عن قول الله عزّ وجلّ ( فمنكم كافر ومنكم مؤمن ) (٥) قال : فقال :
__________________
١ ـ الحج ٢٢ : ٥.
٢ ـ الكافي ٦ : ١٢ / ١ ، إلى قوله : وهم الذين لم ينفخ فيهم روح الحياة والبقاء ، وعنه في تفسير البرهان ٣ : ٨٥٦ / ٥ ، والبحار ٦ : ٣٤٣ / ٢٨.
٣ ـ الأعراف ٧ : ١٧٢.
٤ ـ لم أعثر له على مصدر.
٥ ـ التغابن ٦٤ : ٢.
« عرف الله إيمانهم بولايتنا وكفرهم بها ، يوم أخذ عليهم الميثاق في صلب آدم عليهالسلام وهم ذرّ » (١).
[ ٤٨٦ / ٤٨ ] الحسن بن محبوب ، عن داود قال : سألت أبا عبدالله عليهالسلام عن قول الله عزّ وجلّ ( أم حسبتم أن تدخلوا الجنّة ولمّا يعلمِ اللهُ الذين جاهَدوا منكم ) (٢) قال : « إنّ الله قد علم بما هو مكوّنه قبل أن يكوّنه وهم ذرّ ، وعلم من يجاهد ومن لم يجاهد ، كما علم أنّه يميت خلقه قبل أن يميتهم ، ولم يرهم موتى وهم أحياء » (٣).
[ ٤٨٧ / ٤٩ ] الحسن بن محبوب ، عن صالح بن سهل ، عن أبي عبدالله عليهالسلام قال : « إنّ بعض قريش قال لرسول الله صلىاللهعليهوآله : بأيّ شيء سبقت الأنبياء وأنت بُعثت آخرهم وخاتمهم؟ فقال : إنّي كنت أول من آمن (٤) ، وأول من أجاب حيث أخذ الله ميثاق النبيّين عليهمالسلام وأشهدهم على أنفسهم ( ألست بربّكم قالوا بلى ) (٥) فكنت أنا أول نبيّ قال بلى ، فسبقتهم إلى الإقرار بالله جلّ وعزّ » (٦).
[ ٤٨٨ / ٥٠ ] محمّد بن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه رحمهالله ، عن علي بن أحمد بن موسى ، عن حمزة بن القاسم العلوي ، قال : حدّثنا محمّد بن عبدالله بن عمران البرقي ، قال : حدّثنا محمّد بن علي الهمداني ، عن علي بن أبي حمزة ، عن أبيه ، عن أبي عبدالله وأبي الحسن عليهماالسلام قالا : « لو قد قام القائم عليهالسلام لحكم بثلاث لم يحكم بها أحد
__________________
١ ـ الكافي ١ : ٤١٣ / ٤ و ٤٢٦ / صدر حديث ٧٤ ، وتفسير القمّي ٢ : ٣٧١. وتقدّم برقم ٤٨٠.
٢ ـ آل عمران ٣ : ١٤٢.
٣ ـ تفسير العيّاشي ١ : ١٩٩ / ١٤٧ ، وعنه في البحار ٤ : ٩٠ / ٣٥.
٤ ـ في نسخة « ض و ق » : أقرّ. وفي « س » : بُرئ.
٥ ـ الأعراف ٧ : ١٧٢.
٦ ـ الكافي ٢ : ١٠ / ١ و ١ : ٤٤١ / ٦ ، وتقدّم عن الصفّار برقم ٤٦٨. وعن الكليني برقم ٤٤٥.
قبله : يقتل الشيخ الزاني ، ويقتل مانع الزكاة ، ويورّث الأخ أخاه في الأظلّة » (١).
[ ٤٨٩ / ٥١ ] وبالإسناد الأول عن محمّد بن يعقوب ، عن محمّد بن الحسن وعلي بن محمّد ، عن سهل بن زياد ، عن ابن محبوب ، عن ابن رئاب ، عن بكير بن أعين ، قال : كان أبو جعفر عليهالسلام يقول : « إنّ الله أخذ ميثاق شيعتنا بالولاية لنا وهم ذرّ ، يوم أخذ الميثاق على الذرّ ، والإقرار بالربوبيّة ، ولمحمّد صلىاللهعليهوآله بالنبوّة » (٢).
[ ٤٩٠ / ٥٢ ] محمّد بن يعقوب ، عن محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد ، عن ابن محبوب ، عن علي بن رئاب ، عن أبي عبيدة وزرارة جميعاً عن أبي جعفر عليهالسلام في حديث طويل يذكر فيه تحاكم مولانا زين العابدين علي بن الحسين عليهماالسلام مع محمّد بن الحنفية إلى الحجر الأسود لمّا قال محمّد لعلي بن الحسين عليهماالسلام : « لا تنازعني الإمامة فإنّي أولى بها منك ـ وكانا يومئذ بمكّة ـ فانطلقا حتى أتيا الحجر ، فقال علي بن الحسين عليهماالسلام لمحمّد : إبدأ أنت فابتهل إلى الله عزّ وجلّ واسأله أن ينطق لك الحجر ثمّ سله ، فابتهل محمّد بن الحنفية في الدعاء وسأل الله عزّ وجلّ ثمّ دعا الحجر فلم يجبه ، فقال علي بن الحسين صلوات الله عليهما : يا عم لو كنت وصيّاً وإماماً لأجابك.
قال له محمّد : فادع الله أنت يابن أخي وسله ، فدعا الله عزّ وجلّ علي بن الحسين عليهالسلام بما أراد ، ثم قال : أسألك بالذي جعل فيك ميثاق الأنبياء ، وميثاق الأوصياء ، وميثاق الناس أجمعين لما أخبرتنا من الوصيّ والإمام بعد الحسين بن علي عليهالسلام؟ قال : فتحرّك الحجر حتى كاد أن يزول عن موضعه ، ثم أنطقه الله عزّوجلّ
__________________
١ ـ الخصال : ١٦٩ / ٢٢٣ ، وعنه في البحار ٥٢ : ٣٠٩ / ٢.
٢ ـ الكافي ١ : ٤٣٦ / ١ ، وعنه في البحار ٦١ : ١٣٥ / صدر الحديث ١٠.
بلسان عربي مبين ، فقال : اللهّم إنّ الوصيّة والإمامة بعد الحسين بن علي عليهالسلام لعلي بن الحسين بن علي ابن فاطمة بنت رسول الله صلىاللهعليهوآله .
قال : فانصرف محمّد بن علي وهو يتولّى علي بن الحسين صلوات الله عليهم أجمعين » (١).
[ ٤٩١ / ٥٣ ] محمّد بن يعقوب ، عن علي بن إبراهيم ، عن يعقوب بن يزيد ، عن ابن أبي عمير ، عن أبي الربيع القزّاز ، عن جابر ، عن أبي جعفر عليهالسلام قال : قلت له لِمَ سمّي أمير المؤمنين؟ قال : « الله سمّاه ، وهكذا أنزل في كتابه ( وإذ أخذ ربّك من بني آدم من ظهورهم ذرّيتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربّكم ) (٢) وأنّ محمّداً رسولي وأنّ عليّاً أمير المؤمنين » (٣).
[ ٤٩٢ / ٥٤ ] محمّد بن يعقوب ، عن محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد ، عن ابن محبوب ، عن الحسين بن نعيم الصحّاف ، قال : سألت أبا عبدالله عليهالسلام عن قول الله عزّ وجلّ ( فمنكم كافر ومنكم مؤمن ) (٤) فقال : « عرف الله إيمانهم بولايتنا وكفرهم بها ، يوم أخذ عليهم الميثاق في صلب آدم عليهالسلام وهم ذرّ » (٥).
__________________
١ ـ الكافي ١ : ٣٤٨ / ٥ ، وأورده الصفّار في بصائر الدرجات ٥٠٢ / ٣ ، وابن بابويه في الإمامة والتبصرة : ١٩٣ / ٤٩ ، والطبرسي في الاحتجاج ٢ : ١٤٧ / ١٨٥.
٢ ـ الأعراف ٧ : ١٧٢.
٣ ـ الكافي ١ : ٤١٢ / ٤ ، وعنه في تأويل الآيات ١ : ١٨٠ / ١٩.
٤ ـ التغابن ٦٤ : ٢.
٥ ـ الكافي ١ : ٤١٣ / ٤ و ٤٢٦ / صدر حديث ١٠ ، وأورده القمّي في تفسيره ٢ : ٣٧١. وتقدّم برقم ٤٨٠ و ٤٨٥.
[ ٤٩٣ / ٥٥ ] محمّد بن يعقوب ، عن محمّد بن يحيى ، عن سلمة بن الخطّاب (١) ، عن علي بن حسّان ، عن عبدالرحمن بن كثير ، عن أبي عبدالله عليهالسلام في قوله عزّ وجلّ ( صبغة الله ومن أحسن من الله صبغة ) (٢) قال : « صُبغ المؤمنون بالولاية (٣) في الميثاق » (٤).
[ ٤٩٤ / ٥٦ ] محمّد بن يعقوب ، عن محمّد بن الحسن وعلي بن محمّد ، عن سهل بن زياد ، عن ابن محبوب ، عن ابن رئاب ، عن بكير بن أعين ، قال : كان أبو جعفر عليهالسلام يقول : « إنّ الله أخذ ميثاق شيعتنا بالولاية وهم ذرّ ، يوم أخذ الميثاق على الذرّ ، والإقرار بالربوبيّة لله ، ولمحمّد صلىاللهعليهوآله بالنبوّة » (٥).
[ ٤٩٥ / ٥٧ ] محمّد بن يعقوب ، عن محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد ، عن ابن محبوب ، عن ابن رئاب ، عن بكير بن أعين ، قال : كان أبو جعفر عليهالسلام يقول : « إنّ الله تبارك وتعالى أخذ ميثاق شيعتنا بالولاية لنا وهم ذرّ ، يوم أخذ الميثاق على الذرّ بالإقرار له بالربوبيّة ، ولمحمّد صلىاللهعليهوآله بالنبوّة ، وعرض الله عزّ وجلّ على محمّد صلىاللهعليهوآله اُمّته في الطين وهم أظلّة ، وخلقهم من الطينة التي خلق منها آدم عليهالسلام ، وخلق الله أرواح شيعتنا قبل أبدانهم بألفي عام ، وعرضهم عليه ، وعرّفهم رسول الله صلىاللهعليهوآله وعرّفهم
__________________
١ ـ سلمة بن الخطّاب : هو أبو الفضل البراوستاني الأزدورقاني ـ قرية من سواد الري ـ عدّه الشيخ فيمن لم يرو عنهم عليهمالسلام. رجال النجاشي : ١٨٧ / ٤٩٨ ، رجال الطوسي : ٤٧٥ / ٨.
٢ ـ البقرة ٢ : ١٣٨.
٣ ـ في نسخة « ق » زيادة : لنا.
٤ ـ الكافي ١ : ٤٢٢ / ٥٣ ، وعنه في البحار ٢٣ : ٣٧٩ / ٦٥.
٥ ـ الكافي ١ : ٤٣٦ / ١ ، وعنه في البحار ٦١ : ١٣٥ / صدر حديث ١٠. وتقدّم برقم ٤٨٩.
عليّاً عليهالسلام ونحن نعرفهم في لحن القول » (١).
[ ٤٩٦ / ٥٨ ] محمّد بن يعقوب ، عن بعض أصحابه رفعه عن محمّد بن سنان ، عن داود بن كثير الرقّي (٢) ، قال : قلت [ لأبي عبدالله عليهالسلام ] (٣) ما معنى السلام على الله وعلى رسوله صلىاللهعليهوآله ؟ فقال عليهالسلام : « إنّ الله عزّ وجلّ لمّا خلق نبيّه ووصيّه وابنته وابنيه وجميع الأئمّة عليهمالسلام وخلق شيعتهم ، أخذ عليهم الميثاق ، وأن يصبروا ويصابروا ويرابطوا وأن يتقوا الله ، ووعدهم أن يسلّم لهم الأرض المباركة والحرم الآمن ، وأن يُنزل لهم البيت المعمور ، ويظهر لهم السقف المرفوع ، وينجّيهم من عدوّهم ، والأرض التي يبدلها من السلام ، ويسلّم ما فيها لهم.
و ( لا شية فيها ) (٤) قال : لا خصومة فيها لعدوّهم ، وأن يكون لهم منها ما يحبّون ، وأخذ رسول الله صلىاللهعليهوآله على جميع الأئمّة وشيعتهم الميثاق بذلك ، وإنّما السلام
__________________
١ ـ الكافي ١ : ٤٣٧ / ٩ ، وأورده البرقي في المحاسن ١ : ٢٢٧ / ١٦.
٢ ـ داود بن كثير الرقّي : كوفي مولى بني أسد ، عدّه البرقي والشيخ من أصحاب الإمام الصادق والكاظم عليهماالسلام. وقد وثّقه الشيخ في المورد الثاني.
وروي عن الإمام الصادق عليه السلام أنّه قال : « أنزلوا داود الرقّي مني منزلة المقداد من رسول الله صلى الله عليه وآله ».
روى عن الإمام موسى الكاظم وعلي الرضا عليهما السلام. مات بعد شهادة الإمام الرضا عليه السلام بقليل.
اُنظر رجال النجاشي : ١٥٦ / ٤١٠ ، رجال البرقي : ٣٢ و ٤٧ ، رجال الطوسي : ١٩٠ / ٩ و ٣٤٩ / ١ ، رجال الكشي : ٤٠٢ / ٧٥٠ ، مشيخة الفقيه : ٩٥ ، وانظر قول السيد الخوئي ـ في معجم رجال الحديث ٨ : ١٢٨ ـ في ابن الرقّي.
٣ ـ أثبتناه من الكافي.
٤ ـ البقرة ٢ : ٧١.