الخامس والعشرون : كتابة شيء من القرآن ، وغسله ، وشرب مائه كما في الأخبار ، وروى : أنّ من كان في بطنه ماء أصفر ، فليكتب على بطنه أية الكرسي ، ويغسلها ، ويشربها ، ويجعلها ذخيرة في بطنه ، فإنّه يبرأ بإذن الله (١) ، وأنّه نهي عن كتابة شيء من كتاب الله بالبزاق (٢) وأن يُمحى به (٣).
السادس والعشرون : قراءة الحُزن ، روي : أنّ قراءة موسى بن جعفر عليهالسلام كانت حُزناً ، فإذا قرأ فكأنّه يخاطب إنساناً (٤).
السابع والعشرون : استحباب القراءة بالمصحف ، فإنّ من فعله مُتّع ببصره ، وخفّف عن والديه ، وإن كانا كافرين ، وعن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم : «ليس شيء أشدّ على الشيطان من قراءة المصحف نظراً» (٥).
وسأل الصادقَ عليهالسلام رجل ، فقال : إنّي أحفظ القرآن على ظهر قلبي أفضل أو أنظر؟ فقال عليهالسلام له : «بل اقرأه ، وأُنظر في المصحف ، فهو أفضل ، أما علمت أنّ النظر في المصحف عبادة» (٦). وروى : أنّ النظر في المصحف من غير قراءة عبادة (٧).
الثامن والعشرون : أنّه يجب الإنصات للقراءة على المأموم إذا سمع قراءة الإمام
__________________
(١) الكافي ٢ : ٦٢٥ ح ٢١ ، عدة الداعي : ٢٩٣ ، الوسائل ٤ : ٨٧٦ أبواب قراءة القرآن ب ٤٠ ح ١.
(٢) البزاق : البصاق ، والصاد مبدلة إلى زاي فيها. انظر المصباح المنير : ٤٨.
(٣) الفقيه ٤ : ٣ ح ١ ، الوسائل ٤ : ٨٧٧ أبواب قراءة القرآن ب ٤٠ ح ٢.
(٤) الكافي ٢ : ٦٠٦ ح ١٠ ، دعوات الراوندي : ٢٣ ، الوسائل ٤ : ٨٥٧ أبواب قراءة القرآن ب ٢٢ ح ٣.
(٥) الكافي ٢ : ٦١٣ ح ١ ، ثواب الأعمال : ١٢٩ ح ٢ ، عدّة الداعي : ٢٩٠ ، الوسائل ٤ : ٨٥٣ أبواب قراءة القرآن ب ١٩ ح ١ ، ٢.
(٦) الكافي ٢ : ٦١٤ ح ٥ ، الوسائل ٤ : ٨٥٤ أبواب قراءة القرآن ب ١٩ ح ٤.
(٧) الفقيه ٢ : ١٣٣ ح ٥٥٦ ، الوسائل ٤ : ٨٥٤ أبواب قراءة القرآن ب ١٩ ح ٦.
كما في الأخبار (١).
التاسع والعشرون : يستحب التفكّر في معاني القرآن ، وأمثاله ، ووعده ، ووعيده ، وما يقتضي الاعتبار ، والتأثر ، والاتّعاظ ، وسؤال الجنّة والاستعاذة من النار عند سماع آيتيهما كما في الأخبار (٢).
وروى عن ابن عبّاس : أنّ أبا بكر قال : يا رسول الله ، أسرع إليك الشيب ، فقال : «شيّبتني هود ، والواقعة ، والمرسلات ، وعمّ يتساءلون» (٣).
وعنه صلىاللهعليهوآلهوسلم أنّه قال إنّي لأعجب أنّي كيف لا أشيب إذا قرأت القرآن (٤).
الثلاثون : روي أنّه لا ينبغي قراءة القرآن من سبعة : الراكع ، والساجد ، وفي الكنيف ، وفي الحمّام ، والجنب ، والنفساء ، والحائض (٥).
الحادي والثلاثون : حكم العربيّة وشهرة القراءة ، وأحكام العجز والقدرة ، واعتبار السبعة أو العشرة ، لا فرق فيها بين الصلاة وغير الصلاة ، وقد مرّ تحقيقه ، فلا حاجة إلى الإعادة.
ويفرق بين المقامين : باشتراط التوالي في القسم الأوّل بين الحروف ، والكلمات ، والآيات ، والسور في مقام جواز القرآن مثلاً ، وإنّما يُعتبر هذا في القسم الأوّل بلا ريب.
__________________
(١) مجمع البيان ٤ : ٥١٥ ، الوسائل ٤ : ٨٦١ أبواب قراءة القرآن ب ٢٦ ح ١ ـ ٣.
(٢) الكافي ٣ : ٣٠١ ح ١ ، التهذيب ٢ : ٢٨٦ ح ١١٤٧ ، أعلام الدين : ١٠١ ، مجمع البيان ١٠ : ٣٧٨ ، الوسائل ٤ : ٨٢٨ أبواب قراءة القرآن ب ٣ ح ٢ ـ ٨.
(٣) الخصال : ١٩٩ ح ١٠ ، أمالي الصدوق : ١٩٤ ح ٤ ، الوسائل ٤ : ٨٢٩ أبواب قراءة القرآن ب ٣ ح ٥.
(٤) الكافي ٢ : ٦٣٢ ح ١٩ ، الوسائل ٤ : ٨٢٩ أبواب قراءة القرآن ب ٣ ح ٤.
(٥) الخصال : ٣٥٧ ح ٤٢ ، الوسائل ٤ : ٨٨٥ أبواب قراءة القرآن ب ٤٧ ح ١.
وأمّا في غير الصلاة ؛ فيُعتبر في الضرب الأوّل بلا ريب ، وفي الثاني في وجه قويّ ، وفي الثالث والرابع لا عِبرة به.
فلو قطعَ قراءته على أية أو سورة ، ثمّ عادَ بعد زمان فأتمّ ، ثمّ استمرّ إلى آخر القرآن ، فقد ختمَ. ولو كانَ أجيراً في القراءة أو قراءة سورة فانكشف مع الفاصلة غلطه في بعض آياتها ، جاءَ بآية الغلط فقط.
(ولا يجوز الاقتصار على حرف أو كلمة ، ولو نزلها إلى الأخر عن محلّ الغلط كان أحوط) (١).
الثاني والثلاثون : أنّه تُستحبّ الاستعاذة من الشيطان عند قراءة أيّ سورة كانت ، وعند القراءة مطلقاً ، ويكفي مطلق التعوّذ.
وعن العسكري عليهالسلام أنّه قال لشخص إنّ الذي ندبك الله إليه ، وأمرك به عند قراءة القرآن أن تقول : أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم (٢). الثالث والثلاثون : أنّه يُكره ترك القراءة حتّى يبعث على النسيان ، وفي الأخبار أنّ المنسي يأتي بصورة حسناء يوم القيامة ، ثمّ يخاطب الناسي ، ويلومه على نسيانه وحرمانه (٣).
الرابع والثلاثون : ترتيل القراءة ، فعن أمير المؤمنين عليهالسلام : «بَيّنهُ تبييناً ، ولاتهذّه هذّ (٤) الشعر ، ولا تنثره نثر الرمل ، ولا يكن همّ أحدكم آخر السورة» (٥).
__________________
(١) ما بين القوسين ليس في «م» ، «س».
(٢) تفسير الإمام العسكري (ع) : ١٦ ، الوسائل ٤ : ٨٤٨ أبواب قراءة القرآن ب ١٤ ح ١.
(٣) الكافي ٢ : ٦٠٨ ح ١ ـ ٦ ، عقاب الأعمال : ٢٨٣ ، المحاسن : ٩٦ ح ٥٧ ، عدّة الداعي : ٢٩١ ، الوسائل ٤ : ٨٤٥ أبواب قراءة القرآن ب ١٢ ح ١.
(٤) هذّ الشيء يهذّه هذّاً ؛ إذا قطعه قطعاً سريعاً ، ومنه هذّ القرآن يهذّه إذا أسرع قراءته. جمهرة اللغة ١ : ١١٩.
(٥) الكافي ٢ : ٤٤٩ ح ١ ، الوسائل ٤ : ٨٥٦ أبواب قراءة القرآن ب ٢١ ح ١.
وعن الصادق عليهالسلام أعرب القرآن ، فإنّه عربي (١) وعنه عليهالسلام : أنّه يكره أن يقرأ الفاتحة وقل هو الله أحد ، أو خصوص قل هو الله أحد في نفس واحد (٢).
وعنه عليهالسلام : إنّه التمكّث وتحسين الصوت (٣).
وروى : أنّ النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم كان يقطّعه آية آية (٤).
الخامس والثلاثون : أنّه يُستحبّ إهداء ثواب القراءة إلى النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ، والأئمّة ، والزهراء عليهاالسلام ، والمؤمنين ؛ ليكون معهم في الجنّة.
السادس والثلاثون : تُستحبّ قراءته استحباباً مؤكّداً ، ففي وصيّة النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم لأمير المؤمنين عليهالسلام وعليك بتلاوة القرآن على كلّ حال (٥). وعن أبي جعفر عليهالسلام من قرأَ القرآن قائماً في صلاته ، كتبَ الله له بكلّ حرف مائة حسنة وفي خبر آخر إضافة : ومحا عنه مائة سيّئة ، ورفع له مائة درجة ومن قرأهُ جالساً ، كتبَ الله له بكلّ حرف خمسين ، ومن قرأَ في غير صلاته ، كانَ له بكلّ حرف عشر حسنات (٦).
السابع والثلاثون : أنّه يُستحب استماع قراءته ، فعن الصادق عليهالسلام أنّه من استمعَ حرفاً منه من غير قراءة ، كتبَ الله له حسنة ، ومحا عنه سيّئة ، ورفع له درجة (٧)
__________________
(١) الكافي ٢ : ٤٥٠ ح ٥ ، أعلام الدين : ١٠١ ، مجمع البيان ١٠ : ٥٦٩ ، الوسائل ٤ : ٨٥٦ أبواب قراءة القرآن قراءة ب ٢١ ح ٢.
(٢) الكافي ٢ : ٤٥١ ح ١٢ ، وج ٣ : ٣١٤ ح ١١ ، الوسائل ٤ : ٧٥٤ أبواب القراءة ب ١٩ ح ١ ٢.
(٣) مجمع البيان ١٠ : ٥٦٩ ، الوسائل ٤ : ٨٥٦ أبواب قراءة القرآن ب ٢١ ح ٤.
(٤) مجمع البيان ١٠ : ٥٦٩ ، الوسائل ٤ : ٨٥٦ أبواب قراءة القرآن ب ٢١ ح ٥.
(٥) الكافي ٨ : ٧٩ ح ٣٣ ، المحاسن : ١٧ ، الوسائل ٤ : ٨٣٩ أبواب قراءة القرآن ب ١١ ح ١.
(٦) الكافي ٢ : ٤٤٧ ح ١ ، وص ٦١١ ح ١ ، الوسائل ٤ : ٨٤٠ أبواب قراءة القرآن ب ١١ ح ٤.
(٧) الكافي ٢ : ٤٤٨ ح ٦ ، عدّة الداعي : ٢٨٨ ، الوسائل ٤ : ٨٤١ أبواب قراءة القرآن ب ١١ ح ٦.
وروى : أنّ لمستمع قراءة الفاتحة ما لقارئها من الثواب (١).
الثامن والثلاثون : أنّه تُستحبّ كثرة القراءة ، فعن الكاظم عليهالسلام : «أنّ درجات الجنّة على قدر آيات القرآن» (٢).
وسئل زين الساجدين عليهالسلام : أيّ الأعمال أفضل؟ فقال : «الحال المرتحل» فقيل له : ما الحال المرتحل؟ فقال : «فتح القرآن وختمه» (٣).
وسئل النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم : أيّ الرجال خير؟ فقال : «الحال المرتحل» فسئل : وما الحال المرتحل؟ فقال : «الذي يفتح القرآن ويختمه» (٤).
وعن أبي جعفر عليهالسلام : «إنّما شيعة عليّ عليهالسلام الناجون الناحلون الذابلون إلى أن قال كثيرة صلاتهم ، كثيرة تلاوتهم للقران» (٥).
التاسع والثلاثون : أنّه يُستحب تعليم الأولاد للقران ، فقد روي : أنّ الله تعالى يدفع عن أهل الأرض العذاب بعد استحقاقهم أن لا يبقى منهم أحداً بنقل أقدام الشيب إلى الصلوات ، وتعلّم الأولاد القرآن (٦).
الأربعون : روي أنّ كلّ من دخل الإسلام طائعاً ، وقرأ القرآن ظاهراً ، فله في كلّ سنة مائتا دينار في بيت مال المسلمين ، فإن منع أخذها في الدنيا ، أخذها
__________________
(١) عيون أخبار الرضا (ع) ١ : ٣٠٢ ح ٦٠ ، الوسائل ٤ : ٨٤٣ أبواب قراءة القرآن ب ١١ ح ١٣.
(٢) الكافي ٢ : ٦٠٦ ح ١٠ ، أمالي الصدوق : ٢٩٤ ح ١٠ ، الوسائل ٤ : ٨٤٠ أبواب قراءة القرآن ب ١١ ح ٣.
(٣) الكافي ٢ : ٦٠٥ ح ٧ ، معاني الأخبار : ١٩٠ ، عدّة الداعي : ٢٩٩ ، الوسائل ٤ : ٨٤٠ أبواب قراءة القرآن ب ١١ ح ٢.
(٤) ثواب الأعمال : ١٢٧ ح ١ ، الوسائل ٤ : ٨٤٢ أبواب قراءة القرآن ب ١١ ح ٩.
(٥) الخصال ٢ : ٤٤٤ ح ٤٠ ، أعلام الدين : ١٤٢ ، الوسائل ٤ : ٨٤٣ أبواب قراءة القرآن ب ١١ ح ١٤.
(٦) الفقيه ١ : ١٥٥ ح ٧٢٣ ، علل الشرائع ٢ : ٥٢١ ح ٢ ، ثواب الأعمال : ٦١ ، ٤٧ ، الوسائل ٤ : ٨٣٥ أبواب قراءة القرآن ب ٧ ح ٢.
يوم القيامة (١).
الحادي والأربعون : أنّه يُستحبّ الإكثار من قراءة بعض السور :
منها : سورة الفاتحة ، روي : أنّها لو قُرأت على ميّت سبعين مرّة ، ثمّ ردّت فيه الروح ، لم يكن عجباً.
وأنّ من لم تبرئه الفاتحة لم يبرئه شيء.
وأنّ من لم يقرأ الحمد ، وقل هو الله أحد ، لم يبرئه شيء (٢).
وأنّ النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم إذا أصابته عين أو صداع بسط يديه ، فقرأ الفاتحة ، والمعوّذتين ، ثمّ يمسح بهما وجهه ، فيذهب ما فيه (٣).
وأنّ النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم قال : «من نالته علّة ، فليقرأ في جيبه الحمد سبع مرّات ، وإلا فليقرأها سبعين مرّة» ثمّ قال : «وأنا الضامن له العافية» (٤).
وعن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم أنه قال لجابر : «أفضل سورة في الكتاب الفاتحة ، وهي شفاء من كلّ داء عدا الموت ، وهي أشرف ما في كنوز العرش» (٥).
ومنها : سورة الإخلاص ، فإنّه يستحبّ الإكثار من قراءتها ، فعن الباقر عليهالسلام من قرأها مرّة بورك عليه ، ومرّتين عليه وأهله ، وثلاث مرّات عليه وأهله وجيرانه ، واثنى عشر مرّة بُني له اثنى عشر قصراً في الجنّة ، ومائة مرّة غُفرت لهُ ذنوبه خمسة وعشرين سنة ، ما خلا الدماء والأموال ، وأربعمائة مرّة له ثواب أربعمائة شهيد ، كلّهم عُقر جواده ، وأُريق دمه ، وألف مرّة لم يمت حتّى يرى مقعده من الجنة (٦). وروي : أنّ سعد بن معاذ صلّى عليه سبعون ألف ملك ؛ لأنّه كان يقرأ سورة
__________________
(١) الخصال : ٦٠٢ ح ٦ ، مجمع البيان ١ : ١٦ ، الوسائل ٤ : ٨٣٩ أبواب قراءة القرآن ب ٩ ح ١.
(٢) انظر الكافي ٢ : ٦٢٣ ح ١٦ ، وص ٦٢٦ ح ٢٢ ، والوسائل ٤ : ٨٧٣ أبواب قراءة القرآن ب ٣٧ ح ١ ، ٣ ، ٥ ، ٩.
(٣) دعوات الراوندي : ٢٠٦ ح ٥٥٩ ، الوسائل ٤ : ٨٧٤ أبواب قراءة القرآن ب ٣٧ ح ٤.
(٤) أمالي الطوسي ١ : ٢٩٠ ح ٥٥٣ ، الوسائل ٤ : ٨٧٤ أبواب قراءة القرآن ب ٣٧ ح ٧.
(٥) مجمع البيان ١ : ١٨ ، الوسائل ٤ : ٨٧٤ أبواب قراءة القرآن ب ٣٧ ح ٨ ـ ١٠.
(٦) الكافي ٢ : ٦١٩ ح ١ ، الوسائل ٤ : ٨٦٧ أبواب قراءة القرآن ب ٣١ ح ١.
التوحيد قائماً ، وقاعداً ، وراكباً ، وماشياً ، وذاهباً ، وجائياً (١).
وروى : أنّها مرّة ثلث القرآن ، ومرّتين ثلثان ، وثلاثة كلّه (٢) ، وأنّها ثلث التوراة ، وثلث الإنجيل ، وثلث الزبور (٣).
وقال عليهالسلام لمفضّل : «احتجب عن الناس كلّهم بقراءة التوحيد عن يمينك ، وعن شمالك ، ومن قُدّامك ، وورائك ، وفوقك ، وتحتك ، وإذا دخلت على سلطانٍ جائر فاقرأها حين تنظر إليه ثلاث مرّات ، واعقد بيدك اليسرى ، ثمّ لا تفارقها حتّى تخرج من عنده» (٤).
وعنه عليهالسلام : «من مَضت له جمعة ، ولم يقرأ فيها بقل هو الله أحد ، ثمّ ماتَ ، ماتَ على دين أبي لهب» (٥).
وعنه عليهالسلام : «من أصابه مرض أو شدّة ، ولم يقرأ في مرضه أو شدّته قل هو الله أحد فهو من أهل النار» (٦).
وعنه عليهالسلام أنّه قال : «من مضَت به ثلاثة أيّام ، ولم يقرأ فيها قل هو الله أحد فقد خذل ، ونزعت ربقة الإيمان من عنقه ، وإن ماتَ في هذه الثلاثة ، ماتَ كافراً بالله العظيم» (٧).
ولا بدّ من تنزيل هذه الأخبار على من استهانَ بها ، أو تركها لعدم تصديق قول المعصوم في أمر ثوابها.
__________________
(١) الكافي ٢ : ٦٢٢ ح ١٣ ، ثواب الأعمال : ١٥٦ ح ٦ ، أمالي الصدوق : ٣٢٣ ح ٥ ، التوحيد : ٩٥ ح ١٣ ، الوسائل ٤ : ٨٦٧ أبواب قراءة القرآن ب ٣١ ح ٢.
(٢) معاني الأخبار : ٢٣٥ ، أمالي الصدوق : ٣٧ ح ٥ ، الوسائل ٤ : ٨٦٨ أبواب قراءة القرآن ب ٣١ ح ٥.
(٣) التوحيد : ٩٥ ح ١٥ ، الوسائل ٤ : ٨٦٩ أبواب قراءة القرآن ب ٣١ ح ١٠.
(٤) الكافي ٢ : ٦٢٤ ح ٢٠ ، عدّة الداعي : ٢٩٣ ، الوسائل ٤ : ٨٦٧ أبواب قراءة القرآن ب ٣١ ح ٤.
(٥) ثواب الأعمال : ١٥٦ ح ٢ ، عقاب الأعمال : ٢٨٢ ، المحاسن : ٩٥ ح ٥٤ ، أعلام الدين : ٣٨٦ ، مجمع البيان ١٠ : ٥٦١ ، الوسائل ٤ : ٨٦٨ أبواب قراءة القرآن ب ٣١ ح ٦.
(٦) ثواب الأعمال : ١٥٦ ح ٣ ، عقاب الأعمال : ٢٨٣ ، أعلام الدين : ٣٨٦ ، المحاسن : ٩٦ ح ٥٥ ، عدّة الداعي : ٢٩٩ ، الوسائل ٤ : ٨٦٨ أبواب قراءة القرآن ب ٣١ ح ٧.
(٧) عقاب الأعمال : ٢٨٢ ، المحاسن : ٩٥ ح ٥٤ ، الوسائل ٤ : ٨٦٩ أبواب قراءة القرآن ب ٣١ ح ٩.
ومنها : سورة الأنعام ؛ فإنّه يُستحبّ الإكثار من قراءتها ، فعن الصادق عليهالسلام : أنّها نزلت جملة يشيعها سبعون ألف ملك ، حتّى أُنزلت على محمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فعظّموها ، وبجّلوها ، فإنّ اسم الله في سبعين موضعاً منها ، ولو يعلم الناس ما في قراءتها ما تركوها (١).
ومنها : سورة المُلك ؛ فإنّه يُستحب الإكثار من قراءتها ، روي : أنّ من قرأها قبل أن ينام ، فهو في أمانٍ حتّى يُصبح ، وفي أمانٍ يوم القيامة ؛ ومن قرأها ، أمن في قبره من مُنكر ونَكير إن أتوه من رجليه أو من جوفه أو من لسانه قلن : هذا العبد كان يقرأ من قبلنا سورة الملك (٢).
ومنها : التوحيد ؛ فإنّه تُستحبّ قراءتها عند النوم مائة مرّة لتغفر له ذنوبه خمسين عاما ممّا سبق أو خمسين ، أو إحدى عشر ؛ لأنّ من قرأها إحدى عشر حفظ في داره ، ودويرات أهله.
ومنها : قراءة أية آخر الكهف عند النوم ، وهو (قُلْ إِنَّما أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ) إلى أخره ؛ ليسطع لهُ نور إلى المسجد الحرام ، وفي آخر إلى بيت الله الحرام (٣).
ومنها : قراءة آية السبحات عند النوم ، حتّى لا يموت حتّى يدرك القائم عليهالسلام.
ومنها : سورة يس ؛ فإنّه يُستحبّ الإكثار من قراءتها ؛ فعن الصادق عليهالسلام إنّ لكلّ شيء قلباً ، وقلب القرآن يس ، من قرأها قبل أن ينام أو في نهاره قبل أن يُمسي ، كان في نهاره من المحفوظين والمرزوقين حتّى يُمسي ؛ ومن قرأها في ليله قبل أن ينام ، وكّلَ الله به ألف ملك ، يحفظونه من كلّ شيطان رجيم ، ومن كلّ آفة ، وإن ماتَ في يومه ، أدخلَه الله الجنّة (٤).
__________________
(١) الكافي ٢ : ٦٢٢ ح ١٢ ، ثواب الأعمال : ١٣١ ، أعلام الدين : ٣٦٩ ، الوسائل ٤ : ٨٧٣ أبواب قراءة القرآن ب ٣٦ ح ١.
(٢) الكافي ٢ : ٦٣٣ ح ٢٦ ، ثواب الأعمال : ١٤٧ ، الوسائل ٤ : ٨٧٦ أبواب قراءة القرآن ب ٣٩ ح ١ ـ ٢.
(٣) ثواب الأعمال : ١٣٤ ، عدّة الداعي : ٣٠١ ، الوسائل ٤ : ٨٧٣ أبواب قراءة القرآن ب ٣٥ ح ٣.
(٤) ثواب الأعمال : ١٣٨ ح ١ ، ٢ ، الوسائل ٤ : ٨٨٦ أبواب قراءة القرآن ب ٤٨ ح ١.
وعن جابر ، عن أبي جعفر عليهالسلام أنّ من قرأَ يس في عمره مرّة واحدة ، كتبَ الله له بكلّ خلق في الدنيا ، وكلّ خلق في الآخرة ، وفي السماء بكلّ واحد ألف ألف حسنة ، ومحا عنه مثل ذلك ، ولم يصبه فقر ، ولا عُدم (١) ، ولا هَدم ، ولا نَصَب (٢) ، ولا جُنون ، ولا جُذام (٣) ، ولا وَسواس (٤) ، ولا داء يضرّه ، وخفّف الله عنه سكرات الموت ، وأهواله ، وتولّى الله قبض روحه ، وكان ممّن يضمن الله السّعة في معيشته ، والفرج عند لقائه ، والرضا بالثواب في آخرته ، وقال الله تعالى لملائكته أجمعين ، مَن في السماوات ، ومَن في الأرض : قد رضيتُ عن فلان ، فاستغفروا له (٥).
الثاني والأربعون : إنّه يُستحبّ ختمه في كلّ شهر مرّة ، أو في كلّ سبعة أيّام أو في كلّ ثلاثة ، أو في ليلة واحدة ؛ مع الترتيل ، والتأمّل في المعاني ، وسؤال الجنّة ، والتعوّذ من النار عند قراءة آيتيهما.
وعن الصادق عليهالسلام أنّه قال لا يُعجبني أن يُقرأ القرآن في أقلّ من شهر ، وإنّ أصحاب محمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم يقرأ أحدهم في شهر أو أقلّ (٦).
الثالث والأربعون : إنّه تُستحب قراءته في البيت ، فعن الصادق عليهالسلام : «إنّ البيت إذا كان فيه مسلم يقرأ القرآن تراءى لأهل السماوات ، كما يتراءى الكوكب الدرّي لأهل الأرض ، وتنزل البركة ، وتحضر الملائكة فيه» (٧).
__________________
(١) يقال : أعدم بالألف : افتقر ، فهو معدم وعديم. المصباح المنير : ٣٩٧.
(٢) النّصب : التعب. مفردات الراغب : ٤٩٤.
(٣) الجذم : القطع ، ومنه يقال : جذم الإنسان إذا أصابه الجذام ، لأنه يقطع اللحم ويسقطه. المصباح المنير : ٩٤.
(٤) الوسواس : مرض يحدث من غلبة السوداء يختلط معه الذهن. المصباح المنير : ٦٥٨.
(٥) ثواب الأعمال : ١٣٨ ح ٢ ، الوسائل ٤ : ٨٨٦ أبواب قراءة القرآن ب ٤٨ ح ٢.
(٦) الكافي ٢ : ٦١٧ ح ١ ، الإقبال ١ : ٢٣٢ ، الوسائل ٤ : ٨٦٢ أبواب قراءة القرآن ب ٢٧ ح ١ ٣.
(٧) الكافي ٢ : ٦١٠ ح ٢ ، عدة الداعي : ٢٨٧ ، الوسائل ٤ : ٨٥٠ أبواب قراءة القرآن ب ١٦ ح ١ ، ٢.
وقال النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم نوّروا بيوتكم بتلاوة القرآن ، ولا تتخذوها قبوراً ، كما فَعَلَت اليهود والنصارى ، ولا تكونوا كاليهود ، عطّلوا توراتهم ، واستعملوا الكنائس (١).
الرابع والأربعون : أنّه يُستحبّ شيء من القرآن كلّ ليلة ، فعن أبي جعفر عليهالسلام ، عن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم : «إنّ من قرأ عشر آيات في ليلة ، لم يُكتب من الغافلين ؛ ومن قرأ خمسين ، كُتب من الذاكرين ؛ ومن قرأ مائة ، كُتب من القانتين ؛ ومن قرأ مائتين ، كُتب من الخاشعين ؛ ومن قرأ ثلاثمائة ، كُتب من الفائزين ؛ ومن قرأ خمسمائة ، كُتب من المجتهدين ؛ ومن قرأ ألف أية ، كُتب له قنطار من تبر ، القنطار خمسة عشر ألف مثقال من الذهب ، المثقال أربعة وعشرون قيراطاً ، أصغرها مثل جبل أُحد ، وأكبرها ما بين السماء والأرض» (٢).
الخامس والأربعون : إنّه تُستحبّ قراءته في شهر رمضان ؛ فإنّ لكلّ شيء ربيعاً ، وربيع القرآن شهر رمضان.
السادس والأربعون : قراءة خمسين آية في كلّ يوم ؛ لقول الصادق عليهالسلام : «القرآن عهد الله إلى خلقه ، فقد ينبغي للمرء المسلم أن ينظر إلى عهده ، ويقرأ منه في كلّ يوم خمسين أية» (٣).
السابع والأربعون : ختمه بمكّة ، فعن أبي جعفر عليهالسلام : «من ختمَ القرآن بمكّة من جمعة إلى جمعة أو أقلّ من ذلك أو أكثر ، وختمه في يوم جمعة ، كُتبَ لهُ من الأجر
__________________
(١) الكافي ٢ : ٦١٠ ح ١ ، عدّة الداعي : ٢٨٦ ، الوسائل ٤ : ٨٥٠ أبواب قراءة القرآن ب ١٦ ح ٤.
(٢) الكافي ٢ : ٦١٢ ح ٥ ، أمالي الصدوق : ٥٧ ح ٧ ، عدّة الداعي : ٢٨٩ ، الوسائل ٤ : ٨٥٢ أبواب قراءة القرآن ب ١٧ ح ٣.
(٣) الكافي ٢ : ٦٠٩ ح ١ ، عدّة الداعي : ٢٩١ ، الوسائل ٤ : ٨٤٩ أبواب قراءة القرآن ب ١٥ ح ١.
والحسنات من أوّل جمعة كانت في الدنيا إلى آخر جمعة تكون فيها ، وإن ختمه في سائر الأيام فكذلك» (١).
الثامن والأربعون : في بيان ما نصّ على استحبابه من السور مُرتّباً ، ويتوقّف على بيانها مفصّلة (٢) :
منها : قراءة سورة البقرة ، وآل عمران ؛ ليجيء يوم القيامة مظلّلاً على رأسه بغمامتين أو مثلهما.
ومنها : قراءة أربع آيات من أوّل البقرة ، وآية الكرسي ، وآيتين بعدها ، وثلاث آيات من آخرها ؛ حتّى لا يرى في نفسه وماله شيئاً يكرهه ، ولا يقربه الشيطان ، ولا ينسى القرآن.
ومنها : قراءة سورة المائدة في كلّ خميس ، فإن قارئها كذلك لم يلتبس إيمانه بظلم ، ولم يشرك به أبداً.
ومنها : سورة الأنفال ؛ وسورة براءة ؛ فإنّ من قرأهما في كلّ شهر لم يدخله نفاق أبداً ، وكان شيعة أمير المؤمنين عليهالسلام.
ومنها : سورة يونس ؛ فإنّ من قرأها في كلّ شهرين أو ثلاثة لم يخف عليه أن يكون من الجاهلين ، وكان يوم القيامة من المقرّبين.
ومنها : سورة يوسف ؛ فإنّ من قرأها في كلّ يوم أو في كلّ ليلة ، بعثه الله تعالى يوم القيامة وجماله مثل جمال يوسف ، ولا يصيبه فزع يوم القيامة ، وكان من خيار عباد الله الصالحين ، وقال : إنّها كانت في التوراة مكتوبة.
ومنها : سورة الرعد ؛ فإنّ من أكثر قراءتها لم يُصبه الله بصاعقة أبداً ، ولو كان ناصباً. وإذا كان مؤمناً أُدخل الجنّة بغير حساب ، ويشفع في جميع من يعرف من أهل بيته وإخوانه.
__________________
(١) الكافي ٢ : ٦١٢ ح ٤ ، الفقيه ٢ : ١٤٦ ح ٦٤٤ ، الوسائل ٤ : ٨٥٢ أبواب قراءة القرآن ب ١٨ ح ١.
(٢) انظر في فضائل قراءة السور الوسائل ٤ : ٨٨٧ أبواب قراءة القرآن ب ٥١.
ومنها : سورة النحل ؛ فإنّ من قرأها في كلّ شهر ، كُفي المغرم في الدنيا ، وسبعين نوعاً من أنواع البلايا ، أهونها الجنون والجذام والبرص ، وكان مسكنه في جنّة عدن (١) ، وهي وسط الجنان.
ومنها : سورة مريم ؛ فإنّ من أدمن قراءتها ، لم يمت حتّى يصيب منها ما يغنيه في نفسه ، وماله ، وولده ، وكان في الآخرة من أصحاب عيسى بن مريم ، وأُعطي في الآخرة مثل ملك سليمان في الدنيا.
ومنها : سورة طه ؛ فإنّ الله تعالى يحبّها ، ويحبّ قراءتها. ومن أدمن قراءتها ، أعطاه الله تعالى يوم القيامة كتابه بيمينه ، ولم يحاسبه بما عمل في الإسلام ، وأُعطي في الآخرة من الأجر حتّى يرضى.
ومنها : سورة الأنبياء ؛ فإنّ من قرأها حُبّاً لها ، كان ممّن وافق النبيين أجمعين في جنّات النعيم ، وكان مَهيباً في أعين الناس في الحياة الدنيا.
ومنها : سورة الحجّ ؛ فإنّ من قرأها في كلّ ثلاثة أيّام ، لم تخرج سنة ، حتّى يخرج إلى بيت الله الحرام ؛ وإن ماتَ في سفره ، دخلَ الجنة ؛ وإن كان مُخالفاً ، خفّف عنه بعض ما هو فيه.
ومنها : النور ؛ ليُحصن بها الأموال والفروج والنساء ، فإنّ من أدمن قراءتها في كلّ يوم وفي كلّ ليلة ، لم يزنِ أحد من أهل بيته أبداً حتى يموت ، فإذا هو مات شيّعه إلى قبره سبعون ألف ملك كلّهم يدعون ويستغفرون الله له ، حتّى يدخل إلى قبره.
ومنها : سورة (تَبارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقانَ عَلى عَبْدِهِ) ؛ فإنّ من قرأها في كلّ ليلة ، لم يُعذّبه الله تعالى أبداً ، ولم يُحاسبه ، وكان منزله في الفردوس الأعلى.
ومنها : سورة لقمان ، فإنّ من قرأها في كلّ ليلة أو في ليلة على اختلاف النسختين وكّل الله تعالى به في ليلته ملائكة يحفظونه من إبليس وجنوده حتّى يصبح ؛ فإذا قرأها بالنهار ، لم يزالوا يحفظونه من إبليس وجنوده حتّى يُمسي.
__________________
(١) جنة عدن : استقرار وثبات ، وعَدَن بمكان كذا استقرّ. مفردات الراغب : ٣٢٦.
ومنها : سورة الأحزاب ؛ فإنّ من كان كثير القراءة لها ، كان يوم القيامة في جوار محمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم وأزواجه.
ومنها : سورتا الحمدين حمد سبأ وحمد فاطر فإنّ من قرأهما في ليلة واحدة ، لم يزل في ليلته في حفظ الله تعالى وكلاءته. ومن قرأهما في نهاره ، لم يُصبه في نهاره مكروه ، وأُعطي من خير الدنيا وخير الآخرة ما لم يخطر على قلبه ، ولم يبلغ مُناه.
ومنها : سورة الزمر ؛ فإنّ من قرأها ، أعطاه الله تعالى من شرف الدنيا والآخرة ، وأعزّه بلا مال ، ولا عشيرة ، حتّى يَهابه من يَراه ، وحرم جسده على النار ، وبنى له في الجنّة ألف مدينة.
ومنها : حم المؤمن ؛ فإنّ من قرأها في كلّ ليلة ، غفر الله ما تقدّم من ذنبه وما تأخّر ، وألزمه كلمة التقوى ، وجعل الآخرة خيراً له من الدنيا.
ومنها : حم السجدة ؛ فإنّ من قرأها ، كانت له نوراً يوم القيامة مدّ بصره ، وسروراً ، وعاشَ في الدنيا محموداً مغبوطاً (١).
ومنها : سورة حمعسق ؛ فإنّ من قرأها ، بعثه الله تعالى يوم القيامة ووجهه كالثلج ، أو كالشمس ، حتّى يقف بين يدي الله تعالى ، فيقول : عبدي أدمنت قراءة حمعسق ، إلى أن يقول : أدخلوه الجنّة.
ومنها : حم الزخرف ؛ فإنّ من أدمن قراءتها ، أمنه الله في قبره من هوامّ الأرض (٢) ، ومن ضمّة القبر ، حتى يقف بين يدي الله تعالى ، ثمّ تجيء حتّى تكون هي التي تدخله الجنّة بأمر الله تعالى.
ومنها : سورة الجاثية ؛ فإنّ من قرأها ، كان ثوابها أن لا يرى النار أبداً ، ولا يسمع زفير جهنّم ، ولا شهيقها ، وهو مع محمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم.
__________________
(١) يقال : فلان في غبطة من عيش ، إذا كان فيما يغبط عليه من السرور ، ويقال : اغتبط فلان بالأمر ، إذا سرّ به ، والاسم الغبطة. جمهرة اللغة ١ : ٣٥٨ وج ٢ : ١١٢٧.
(٢) الهامة : ماله سمّ يقتل كالحيّة ، والجمع الهوام ، وقد تطلق الهوام على ما لا يقتل كالحشرات. المصباح المنير : ٦٤١.
ومنها : سورة الذين كفروا ؛ فإنّ من قرأها ، لم يذنب أبداً ، ولم يدخله شكّ في دينه أبداً ، ولم يبتله الله تعالى بفقرٍ أبداً ، ولا خوف من سلطان أبداً.
ومنها : إنا فتحنا ؛ لتحصين الأموال والنساء ، وما ملكت اليمين من البنين ، وإنّ من أدمن قراءتها ناداه مُنادٍ يوم القيامة ، حتّى تسمع الخلائق : «أنت من عبادي المخلصين ، ألحقوه بالصالحين».
ومنها : سورة الحجرات ؛ فإنّ من قرأها في كلّ يوم أو ليلة ، كان من زوّار محمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم.
ومنها : سورة الذاريات ، فإنّ من قرأها في يومه أو ليلته ، أصلح الله له معيشته ، وأتاه برزقٍ واسع ، ونوّر له في قبره بسراج مُزهر إلى يوم القيامة.
ومنها : قراءة سورة الطور ؛ فإنّ من قرأها ، جمعَ الله له خير الدنيا والآخرة.
ومنها : سورة النجم ؛ فإنّ من قرأها مُدمناً لها في كلّ يوم أو ليلة ، عاشَ محموداً بين يدي الناس ، وكانَ مغفوراً له ، وكان محبوباً بين الناس.
ومنها : سورة اقتربت ؛ فإنّ من قرأها ، أخرجه الله من قبره على ناقة من نوق الجنة.
ومنها : سورة الحشر ؛ فإن من قرأها ، لم تبقَ جنّة ، ولا نار ، ولا عرش ، ولا كرسيّ ، ولا الحُجب ، ولا السماوات السبع ، ولا الأرض السبع ، والهواء ، والريح ، والطير ، والشجر ، والجبال ، والشمس ، والقمر ، والملائكة ، إلا صلّوا عليه ، واستغفروا له ، وإن ماتَ من يومه أو ليلته ماتَ شهيداً.
ومنها : سورة سأل سائل ؛ فإنّ من أكثر قراءتها ، لم يسأله الله تعالى عن ذنب عمله ، وأسكنه الجنّة مع محمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم إن شاء الله تعالى.
ومنها : سورة قل أُوحي ؛ فإنّ من أكثر قراءتها ، لم يصبه في الحياة الدنيا شيء من أعين الجنّ ، ولا نفثهم ، ولا سحرهم ، ولا من كيدهم ، وكان مع محمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فيقول : يا ربّ لا أُريد به بدلاً ، ولا أُريد أن أبغي عنه حِوَلاً.
ومنها : سورة لا أُقسم ؛ فإنّ من أدمن قراءتها ، وكان يعمل بها ، بعثه الله تعالى مع رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم في أحسن صورة ، ويبشّره ، ويضحك في وجهه حتّى يجوز على الصراط والميزان.
ومنها : سورة المرسلات ؛ فإنّ من قرأها ، عرّف الله بينه وبين محمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم.
ومنها : سورة عمّ ؛ فإنّ من أدمنها كلّ يوم ، لم تخرج سنة حتّى يزور بيت الله الحرام إن شاء الله تعالى.
ومنها : النازعات ؛ فإنّ من قرأها لم يمت إلا ريّاناً ، ولم يبعثه الله إلا ريّاناً ، ولم يدخله الجنّة إلا ريّاناً.
ومنها : سورة عبس ، وإذا الشمس كوّرت ؛ فإنّ من قرأهما ، كان تحت جناح الله تعالى من الجنان ، وفي ظلل الله ، وكرامته في جنّاته ، ولا يعظم ذلك على الله إن شاء الله تعالى.
ومنها : سورة الشمس ، واللّيل ، والضحى ، وأ لم نشرح ؛ فإنّ من أكثر قراءتها في يومه وليلته لم يبقَ شيء بحضرته إلا شهدَ له يوم القيامة ، حتّى شعره وبشره ولحمه ودمه وعروقه وعصبه وعظامه وجميع ما أقلّت الأرض منه ، ويقول الرب تعالى : «قبلت شهادتكم لعبدي وأجزتها له».
ومنها : سورة اقرأ ؛ فإنّ من قرأها في يومه أو ليلته ثمّ ماتَ في يومه أو ليلته ماتَ شهيداً ، وبعثه الله شهيداً ، وأحياه شهيداً ، وكان كمن ضرب بسيفه في سبيل الله مع رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم.
ومنها : سورة لم يكن ؛ فإنّ من قرأها كان بريئاً من الشرك ، وأُدخل في دين محمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وبعثه الله مؤمناً ، وحاسبه حساباً يسيراً.
ومنها : سورة العاديات ؛ فإنّ من أدمن قراءتها ، بعثه الله مع أمير المؤمنين عليهالسلام يوم القيامة خاصّة ، وكان في حجره ورفقائه.
ومنها : سورة القارعة ؛ فإنّ من أكثر قراءتها ، أمنه الله من فتنة الدجال أن يؤمن
به ، ومن فيح جهنم يوم القيامة إن شاء الله تعالى.
ومنها : سورة لإيلاف ؛ فإنّ من أكثر قراءتها ، بُعث يوم القيامة على مركب من مراكب الجنة ، حتّى يقعد على موائد النور يوم القيامة.
التاسع والأربعون : في بيان ما يُستحبّ أن يقال بعد السور (١) ، وهو أقسام :
منها : ما بعد ختم التوحيد ، وهو «كذلك الله ربّي» مرّتين ، وفي بعضها ثلاثاً ، وفي بعضها قول : «الله أحد» ، وفي بعض الروايات : «كذاك أو كذلك الله ربّي» مرّة.
ومنها : ما بعد ختم والشمس وضحيها وهو أن يقول : صدق الله ، وصدق رسوله.
ومنها : ما بعد قراءة (آللهُ خَيْرٌ أَمّا يُشْرِكُونَ) وهو أن يقول : الله خير ، الله خير ، الله أكبر.
ومنها : ما بعد قراءة (الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ) وهو قول : كذب العادلون بالله.
ومنها : ما بعد قراءة (الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَداً وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيٌّ مِنَ الذُّلِّ وَكَبِّرْهُ تَكْبِيراً) وهو أن يقول : «الله أكبر» ثلاثاً.
ومنها : ما في قراءة سورة الرحمن ؛ وهو أن يقول بعد كلّ قول (فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ) لا بشيء من آلاء (٢) ربّ أُكذّب ، وهذا وارد في قراءتها بعد الغَداة ، وفي مطلق قراءتها أنّه مع إضافته أنّه إذا فعل ذلك ليلاً ، ثمّ مات ، مات شهيداً ، وإذا فعل نهاراً فكذلك.
ومنها : بعد قراءة المسبحات الأخيرة ، وهو أن يقول : «سبحان الله الأعلى» وفي رواية : «سبحان ربّي الأعلى».
منها : ما بعد قراءة (إِنَّ اللهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ) وهو أن يصلّي عليه
__________________
(١) انظر الوسائل ٤ : ٧٥٤ أبواب القراءة في الصلاة ب ٢٠.
(٢) في «م» ، «س» : آياتك.
في الصلاة أو في غيرها.
ومنها : ما بعد قراءة والتين وهو أن يقول : «بلى ونحن على ذلك من الشاهدين» وفي الأخبار بلا بلى.
ومنها : ما بعد قراءة آمنّا بالله وهو أن يقول : آمنّا بالله حتّى يبلغ إلى قوله مسلمون.
ومنها : ما بعد قراءة (تَبَّتْ يَدا أَبِي لَهَبٍ) وهو أن يدعو على أبي لهب ، فإنّه كان من المكذّبين بما جاء به النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم.
ومنها : ما بعد قراءة سورة الجحد ، وهو أن يقول سرّاً : يا أيّها الكافرون فإذا فرغ منها قال : «الله ربّي ، وديني الإسلام» ثلاثاً.
ومنها : ما بعد قراءة لا أقسم بيوم القيامة وهو أن يقول : سبحانك اللهم وبلى.
ومنها : ما بعد قراءة الفاتحة ، وهو أن يقول : الحمد لله ربّ العالمين.
ومنها : ما بعد قراءة (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا) وهو أن يقول : «لبّيك اللهمّ لبّيك» سرّاً.
ومنها : ما بعد قراءة (قُلْ يا أَيُّهَا الْكافِرُونَ) وهو قول «يا أيّها الكافرون» وبعد قول (لا أَعْبُدُ ما تَعْبُدُونَ) يقول : «أعبد الله وحده» وبعد قول (لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ) قول : «ربّي الله ، وديني الإسلام».
ومنها : بعد قراءة (أَلَيْسَ ذلِكَ بِقادِرٍ عَلى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتى) وهو أن يقول : «سبحانك اللهمّ وبلى».
الخمسون : فيما تُستحبّ قراءته في الصلاة من السور ، وهو أقسام :
أحدها : ما تُستحبّ قراءته في مُطلق الصلاة ، فرضها ونفلها ، وهي عدّة :
منها : المعوّذتان ، وقد كذب ابن مسعود في إخراجهما من القرآن.
ومنها : سورة التوحيد ، وسورة القدر في كلّ ركعة ، فقد روي عن العالم عليهالسلام : «عجباً لمن لم يقرأ إنّا أنزلناه في صلاته كيف تُقبل» وروى : «ما زَكَت صلاة
لم يقرأ فيها بقل هو الله أحد» (١).
ومنها : قراءة الدخان ، وقال : والممتحنة ، والصف ، و «ن» ، والحاقّة ، ونوح ، والمزمّل ، والانفطار ، والانشقاق ، والأعلى ، والغاشية ، والفجر ، والتين ، والتكاثر ، وأ رأيت ، والكوثر ، والنصر.
ومنها : قراءة التوحيد لمن غلط في السورة.
الثاني : ما يستحبّ في مُطلق الفريضة ، وهي عدّة :
منها : القدر ، والتوحيد ، والجحد.
ومنها : الحديد ، والمجادلة ، والتغابن ، والطلاق ، والتحريم ، والمدّثر ، والمطففين ، والبروج ، والبلد ، والقدر ، والهُمَزَة ، والجحد ، التوحيد.
الثالث : ما يُستحبّ في مُطلق النافلة من السور ، وهي عدّة :
منها : التوحيد ، والقدر ، وآية الكرسي في كلّ ركعة من التطوّع.
ومنها : الزلزلة والعصر ، والظاهر إلحاق الحواميم ، والرحمن بهما.
الرابع : ما يُستحبّ في خصوص بعض الفرائض ، وهي أُمور :
منها : قراءة التوحيد والجحد في ركعتي الطواف ، والظاهر شمول النافلة ، وركعتي الفجر إذا أصبح بها.
روي : أنّهما تُقرءان في سبعة مواضع : الركعتين قبل الفجر ، وركعتي الزوال ، وركعتين بعد المغرب ، وركعتين من أوّل صلاة اللّيل ، وركعتي الإحرام ، والفجر إذا أصبحت بها ، وركعتي الطواف (٢).
وفي خبر آخر : أنّه يبتدئ في هذا كلّه بقل هو الله أحد ، وفي الثانية بقل يا أيّها الكافرون ، إلا في الركعتين قبل الفجر ، فإنّه يبتدئ فيها بقل يا أيّها الكافرون ، وفي الثانية التوحيد (٣).
__________________
(١) الاحتجاج ٢ : ٤٨٢ ، الغيبة : ٣٧٧ ، الوسائل ٤ : ٧٦١ أبواب القراءة ب ٢٣ ح ٦.
(٢) الكافي ٣ : ٣١٦ ح ٢٢ ، التهذيب ٢ : ٧٤ ح ٢٧٣ ، الوسائل ٤ : ٧٥١ أبواب القراءة ب ١٥ ح ١.
(٣) الكافي ٣ : ٣١٦ ح ٢٢ ، التهذيب ٢ : ٧٤ ح ٢٧٤ ، الوسائل ٤ : ٧٥١ أبواب القراءة ب ١٥ ح ٢.
ومنها : قراءة الجمعة والأعلى ليلة الجمعة.
ومنها : قراءة الجمعة والمنافقين في عشاء الجمعة ، وظهرها ، وصبحها ، وصلاة الجمعة ، وصلاة عصرها.
ومنها : قراءة الجمعة والتوحيد في صبح يوم الجمعة وعصرها.
ومنها : قراءة الجمعة والتوحيد ليلة الجمعة.
ومنها : قراءة الجمعة والأعلى في صبح يوم الجمعة.
ومنها : قراءة الجمعة والتوحيد في مغرب يوم الجمعة.
ومنها : قراءة الجمعة والأعلى في عشاء ليلة الجمعة.
ومنها : قراءة هل أتى وهل أتاك في صبحي الاثنين والخميس ، الأُولى في الركعة الأُولى ، والثانية في الثانية.
ومنها : قراءة عمّ وهل أتى ولا أقسم وشبهها في الغداة ، وسبّح اسم ، أو الشمس ، أو هل أتاك ونحوها في الظهر والعشاء ، والتوحيد والنصر والزلزال ونحوها في المغرب والعصر.
الخامس : ما يُستحبّ في خصوص بعض النوافل ، وهو أُمور :
منها : قراءة سورة الجحد في الأُولى ، والتوحيد في الثانية من المغرب ، وفيما عداهما ما اختار. وروى : أنّه يقرأ في الثالثة الفاتحة وأوّل الحديد إلى قول (عَلِيمٌ بِذاتِ الصُّدُورِ) ، وفي الرابعة الفاتحة وآخر الحشر (١).
ومنها : قراءة التوحيد في الأُولى ، والجحد في الأخيرة في الركعتين قبل الفجر ، وركعتي الزوال ، وركعتين بعد المغرب ، وركعتين من أوّل صلاة اللّيل ، وركعتي الإحرام.
ومنها : أن يقرأ في نوافل الزوال في الركعة الأُولى : الفاتحة والتوحيد.
وفي الثانية : الفاتحة والجحد.
__________________
(١) مصباح المتهجد : ٨٧ ، الوسائل ٤ : ٧٥٠ أبواب القراءة ب ١٤ ح ٢.
وفي الثالثة : الفاتحة ، والتوحيد ، وآية الكرسي.
وفي الرابعة : الفاتحة ، والتوحيد ، وآخر البقرة ، وأمن الرسول إلى أخره (١).
وفي الخامسة : الفاتحة ، والتوحيد ، وخمس آيات من آل عمران (إِنَّ فِي خَلْقِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ) إلى قوله (إِنَّكَ لا تُخْلِفُ الْمِيعادَ) (٢).
وفي السادسة : الفاتحة ، والتوحيد ، وآية السخرة (إِنَّ رَبَّكُمُ اللهُ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ) إلى قوله (إِنَّ رَحْمَتَ اللهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ) (٣).
وفي السابعة : الفاتحة والتوحيد ، وآيات من سورة الأنعام (وَجَعَلُوا لِلّهِ شُرَكاءَ الْجِنَّ) إلى قوله (وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ) (٤).
وفي الثامنة : الفاتحة ، والتوحيد ، وآخر سورة الحشر من قوله (لَوْ أَنْزَلْنا هذَا الْقُرْآنَ عَلى جَبَلٍ) إلى أخره (٥).
قال : فإذا فرغت فقل : «اللهمّ مقلّب القلوب والأبصار ، ثبّت قلبي على دينك ، ولا تزغ قلبي بعد إذ هديتني ، وهب لي من لدنك رحمة ، إنّك أنت الوهّاب» سبع مرّات ، ثمّ تقول : «أستجير بالله من النار» سبع مرّات.
وروى : أنّه يُستحبّ في كلّ ركعة قراءة الفاتحة ، والقدر ، والتوحيد ، وآية الكرسي (٦).
وروى : أنّه يقرأ في كلّ ركعة الحمد والتوحيد ، حتّى تكون قراءته في الجميع ثمانين أية (٧).
ومنها : قراءة الجحد والتوحيد في ركعتي الفجر.
__________________
(١) البقرة : ٢٨٥ ـ ٢٨٦.
(٢) آل عمران : ١٩٠ ـ ١٩٤.
(٣) الأعراف : ٥٦.
(٤) الأنعام : ١٠٣.
(٥) الحشر : ٢١ ـ ٢٤.
(٦) مصباح المتهجد : ٣٤ ، الوسائل ٤ : ٧٥٠ أبواب القراءة ب ١٤ ح ٢.
(٧) الكافي ٣ : ٣١٤ ح ١٤ ، الوسائل ٤ : ٧٥٠ أبواب القراءة ب ١٣ ح ٣.