شمس الدين محمّد بن أحمد بن عثمان الذّهبي
المحقق: الدكتور عمر عبدالسلام تدمري
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الكتاب العربي ـ بيروت
الطبعة: ١
الصفحات: ٤٤٢
يروي عن أصحاب النّسفيّ.
٢٣٣ ـ عبد الرحمن بن عبد الله بن سليمان بن داود بن حوط الله.
المحدّث ، أبو عمر الأنصاريّ الأندلسيّ ، المالقيّ.
روى الكثير ، وسمع من : أبي العبّاس بن مقدام.
وتتفرّد عن جماعة.
توفّي في آخر سبع وستّين عن سبع وسبعين سنة ، رحمهالله تعالى.
٢٣٤ ـ عبد الكريم بن عبد الله (١) بن بدران.
أبو محمد الأنصاريّ ، البهنسيّ ، الصّالح ، الخيّر.
سمع من : مكرم ، وعبد الصّمد الغضاريّ.
وحدّث.
توفّي في ربيع الآخر.
٢٣٥ ـ عبد المجيد بن أبي الفرج (٢) بن محمد.
الشّيخ العلّامة ، مجد الدّين ، أبو محمد الرّوذراوريّ.
شيخ إمام ، مشهور ، بارع في اللّغة ، كثير المحفوظ من أشعار العرب ، فصيح العبارة ، مليح الخطّ ، جيّد المشاركة ، مليح الشّكل والبزّة.
نفّذه الملك الظّاهر رسولا إلى الملك بركة فمرض في الطّريق فرجع. وكان له حلقة إشغال بالحائط الشّماليّ. وله شعر جيد (٣).
__________________
(١) انظر عن (عبد الكريم بن عبد الله) في : المقتفي للبرزالي ١ / ورقة ١٢ ب.
(٢) انظر عن (عبد المجيد بن أبي الفرج) في : ذيل مرآة الزمان ٢ / ٤١٨ ، ٤١٩ ، والمقتفي للبرزالي ١ / ورقة ١٢ ب ، وتالي كتاب وفيات الأعيان ١٠٢ رقم ١٥١ ، والإشارة إلى وفيات الأعيان ٣٦٣ ، والعبر ٥ / ٢٨٦ ، وعيون التواريخ ٢٠ / ٣٨٤ ، والسلوك ج ١ ق ٢ / ٥٨٢ ، والنجوم الزاهرة ٧ / ٢٢٨ ، وشذرات الذهب ٥ / ٣٢٤.
(٣) ومن شعره :
أهوى العقود لأنهنّ تألفا |
|
يحكين درّ كلامك المنظوما |
وأذم أرمد لا يعد لعينه |
|
كحلا تراب جنابك الملثوما |
وأعد أمر المكرمات مشتّتا |
|
إن لم أجده بسعيه ملموما |
توفّي رحمهالله في صفر وهو في عشر السّبعين.
٢٣٦ ـ عبد المنعم بن كامل (١).
قاضي القضاة بالجانب الشّرقيّ ، نظام الدّين البندنيجيّ.
شيّعه الخلق ، ودفن بدكّة الجنيد ، وله ستّ وسبعون سنة.
وكان مفتيا ، علّامة ، ورعا ، تقيّا ، شافعيّا ، كبير الشّأن (٢).
ولّي القضاء بعد نجم الدّين البادرائيّ ، ثمّ بعد أيّام أخذت بغداد فأقرّه على القضاء هولاكو. وقد أعاد مدّة بالمستنصريّة. ثمّ ولي قضاء الجانب الغربيّ ، واستمرّ مدّة. وقيل له : من يصلح بعدك؟ فقال : تقلّدت حيّا فلا أتقلّد ميّتا. ثمّ أشار بسراج الدّين محمد بن أبي فراس الهنايسيّ (٣) الشّافعيّ مدرّس البشيريّة ، فولّي بعده قضاء العراق.
٢٣٧ ـ عبد الوهاب بن محمد (٤) بن عطيّة بن المسلّم بن رجا.
الإمام ، أبو محمد الإسكندرانيّ ، المعدّل.
حدّث عن : عبد الرحمن مولى ابن باقا.
وناب في القضاء ببلده. ومات في المحرّم.
__________________
= وإذا أجلت الفكر في أخلاقه |
|
لم تلق إلّا روضة ونسيما |
(تالي كتاب وفيات الأعيان).
(١) انظر عن (عبد المنعم بن كامل) في : الحوادث الجامعة ١٧٤ ، ١٧٥.
(٢) وقال صاحب الحوادث الجامعة : «اشتغل بالفقه في عنفوان شبابه بمدرسة دار الذهب ببغداد حتى برع ، وأفتى ، ثم رتّب معيدا بالمدرسة المستنصرية ، ثم شهد عنده أقضى القضاة كمال الدين عبد الرحمن بن اللمغاني ، ثم جعل في ديوان العرض على إطلاق معايش الجند ، فلما تكمّلت له سنة أطلق له عنها المشاهرة فامتنع من أخذها وقال : لا يحلّ لي أن أجمع بين خدمة ووظيفة المستنصرية. فأنهي ذلك إلى الخليفة فاستحسنه وتقدّم أن يطلق له مشاهرة مع أرباب الرسوم.
(٣) في الأصل : «الهناييسي» ، والتصحيح من الحوادث الجامعة ، ومن ترجمته.
(٤) انظر عن (عبد الوهاب بن محمد) في : المقتفي للبرزالي ١ / ورقة ١٢ أ ، وعقد الجمان (٢) ٥٥.
٢٣٨ ـ عليّ بن أقسيس (١) بن أبي الفتح بن إبراهيم.
الصّدر ، محيي الدّين البعلبكيّ ، ناظر الزّكاة بدمشق.
كان رئيسا عاقلا ، أنيق الملبس والمأكل ، ظريف المسكن ، مليح الحركات ، كثير الصّدقة والتّلاوة. له حكايات ، في المكارم.
توفّي في ربيع الآخر بدمشق ، وقد جاوز السّتين.
وأظنّه روى عن : البهاء عبد الرحمن المقدسيّ.
٢٣٩ ـ عليّ بن داود بن (٢) عليّ بن أبي بكر.
فخر الدين ، أبو الحسن الخلاطيّ ، الوكيل.
سمع من : عمر بن طبرزد ، وأبي اليمن الكنديّ.
وحدّث بدمشق والقاهرة. وقدم من خلاط بعد السّتّمائة.
وتوفّي إلى رحمة (٣) الله بالقاهرة في المحرّم.
٢٤٠ ـ عليّ بن عبد الواحد (٤) بن أبي الفضل بن حازم.
أبو الحسن الأنصاريّ ، الدّمشقيّ ، البزّاز.
ولد سنة تسع وثمانين وخمسمائة.
وروى عن : الخشوعيّ.
روى عنه : ابن الخبّاز ، وأبو العبّاس بن فرج ، وأبو الحسن عليّ بن مسعود ، وعليّ بن مكتوم الخطيب ، وصالح بن عربشاه ، وطبقتهم.
وتوفّي في رابع شعبان بدمشق.
__________________
(١) انظر عن (علي بن أقسيس) في : ذيل مرآة الزمان ٢ / ٤١٩ ، ٤٢٠ وفيه «أفسيس» بالفاء ، والمقتفي للبرزالي ١ / ورقة ١٢ ب ، ١٣ أ ، وتالي وفيات الأعيان ١٠٢ رقم ١٥٠ ، وعيون التواريخ ٢٠ / ٣٨٣ وفيه : «أقسيس».
(٢) انظر عن (علي بن داود) في : المقتفي للبرزالي ١ / ورقة ١٢ أ.
(٣) في الأصل : «رحمت».
(٤) انظر عن (علي بن عبد الواحد) في : المقتفي للبرزالي ١ / ورقة ١٤ أ ، وذيل التقييد ٢ / ٢٠١ رقم ١٤٣٤.
٢٤١ ـ عليّ بن وهب (١) بن مطيع بن أبي الطّاعة.
الإمام العلّامة ، مجد الدّين ، أبو الحسن ، والد شيخ الإسلام قاضي القضاة أبي الفتح ابن دقيق العيد القشيريّ ، البهزيّ ، بهز بن حكيم بن معاوية بن حيدة ، المنفلوطيّ المالكيّ ، نزيل قوص.
ولد سنة إحدى وثمانين وخمسمائة. وتفقّه على أبي الحسن بن المفضّل الحافظ ، وسمع منه ومن غيره.
ودرّس وأفتى ، وصنّف في المذهب ، وانتفع به أهل الصّعيد.
وكان شيخ تلك الدّيار تفقّه عليه ولده وغير واحد.
ذكره الشّريف عزّ الدّين ، فقال : كان أحد العلماء المشهورين والأئمّة المذكورين ، جامعا لفنون من العلم ، معروفا بالصّلاح والدّين ، معظّما عند الخاصّة والعامّة ، مطّرحا للتّكلّف ، كثير السّعي في قضاء حوائج النّاس على سمت السّلف الصّالح (٢).
توفّي في ثالث عشر المحرّم بقوص.
٢٤٢ ـ عليّ ابن شيخ الخطباء (٣) رضيّ الدّين يوسف بن حيدرة.
__________________
(١) انظر عن (علي بن وهب) في : ذيل مرآة الزمان ٢ / ٤٢٠ ، ٤٢١ ، والمقتفي للبرزالي ١ / ورقة ١٢ أ ، ومعجم شيوخ الدمياطيّ ٢ / ورقة ١١٦ أ ، ومشيخة قاضي القضاة ابن جماعة ١ / ٤٣٤ ـ ٤٣٦ رقم ٤٧ ، وتذكرة الحفاظ ٤ / ١٤٧٦ ، والعبر ٥ / ٢٨٦ ، والإشارة إلى وفيات الأعيان ٣٦٢ ، والطالع السعيد ٤٢٤ رقم ٣٣١ ، ومرآة الجنان ٤ / ١٦٦ ، وعيون التواريخ ٢٠ / ٣٨٩ ، والوافي بالوفيات ٢٢ / ٢٩٨ رقم ٢٢١ ، وعقد الجمان (٢) ٥٥ ، والنجوم الزاهرة ٧ / ٢٢٨ ، والدليل الشافي ١ / ٤٨٨ رقم ١٦٩٤ ، وتاريخ الخلفاء ٤٨٣١ ، وحسن المحاضرة ١ / ٤٥٧ ، ونيل الابتهاج للتنبكتي ١ / ٢٠٣ ، وبدائع الزهور ج ١ ق ١ / ٣٣١ ، وشذرات الذهب ٥ / ٣٢٤ ، وشجرة النور الزكية ١ / ١٨٩. وديوان الإسلام ٢ / ٢٩٥ رقم ٩٥٦.
وله ذكر في : ملء العيبة للفهري ٢ / ٣٢٤.
(٢) وقال ابن جماعة : وكان رجلا مباركا حسن الخلق وسليم الصدر ، مكرما للطلبة والفقهاء الواردين ينزلهم بمدرسته ويحمل إليهم ما يحتاجون إليه بنفسه. (١ / ٤٣٤).
(٣) انظر عن (علي ابن شيخ الخطباء) في : عيون الأنباء في طبقات الأطباء ٢ / ١٩٥ ، والوافي
الرّحبيّ ، ثمّ الدّمشقيّ ، الحكيم شرف الدّين.
ولد سنة ثلاث وثمانين وخمسمائة. وقرأ الطّبّ على والده وبرع فيه وأتقنه ، وصنّف.
وأخذ أيضا عن الموفّق عبد اللّطيف ، وحرّر عليه كثيرا من العلوم ، وقرأ العربيّة على السّخاويّ. ولمّا احتضر المهذّب عبد الرّحيم الدّخوار جعله مدرّس مدرسته. وكان منهمكا على علم النّجوم ، زائغا عن الطّريق ، معثرا ، نسأل الله السّلامة.
ومن جهله أنّه قال للمشتغلين : بعد قليل أموت ، وذلك عند قران الكوكبين. ثمّ يقول : قولوا للنّاس هذا حتّى يعرفوا مقدار علمي في حياتي وعلمي بوقت موتي.
إلّا أنّه كان محقّقا للطّبّ ، صنّف فيه كتاب خلق الإنسان وهيئة أعضائه ومنفعتها أحسن فيه ما شاء.
ومات في المحرّم عن أربع وثمانين سنة (١).
ـ حرف الغين ـ
٢٤٣ ـ غازي بن حسن (٢).
التّركمانيّ ، الرّجل الصّالح.
__________________
= بالوفيات ٢٢ / ٣٥١ رقم ٢٤٥ ، والبداية والنهاية ١٣ / ٢٥٥ ، والسلوك ج ١ ق ٢ / ٥٨٣ ، والدارس ١ / ١٣٠ ، وشذرات الذهب ٥ / ٣٢٧ وفيه وفاته سنة ٦٦٨ ، وعقد الجمان ٢ / ٥٢ ، ٥٣ ، وعيون التواريخ ٢٠ / ٣٨٩ ـ ٣٩١ ، وكشف الظنون ٧٢٣ ، وإيضاح المكنون ١ / ٤٣٩ ، وهدية العارفين ١ / ٧١١ ، ومعجم المؤلّفين ٧ / ٢٦٥.
(١) ومن شعره :
يساق بني الدنيا إلى الحتف عنوة |
|
ولا يشعر الباقي بحالة من يمضي |
كأنهم الأنعام في جهل بعضها |
|
بما تمّ من سفك الدماء على البعض |
(٢) انظر عن (غازي بن حسن) في : ذيل مرآة الزمان ٢ / ٤٢١ ، والمقتفي للبرزالي ١ / ورقة ١٥ أ.
قال الشّيخ قطب الدّين (١) : كان متعبّدا ، صالحا ، صوّاما ، منعزلا عن النّاس. يدخل بعلبكّ أيّام الجمع. وكان سليم الصّدر. توفّي في الزّاوية الّتي له بدورس. وقيل إنّه جاوز مائة سنة ، رحمهالله تعالى.
ـ حرف الكاف ـ
٢٤٤ ـ كمش التّركيّة (٢).
جارية ابن الدّولعيّ.
روت عن : زينب بنت إبراهيم القيسيّة (٣).
وماتت في شوّال.
ـ حرف الميم ـ
٢٤٥ ـ محمد بن إبراهيم (٤) بن محمد بن عليّ.
قوام الدّين ، أبو عبد الله الرّازيّ ، الصّوفيّ ، المقرئ.
قرأ القرآن.
وسمع من : أبي القاسم عيسى بن عبد العزيز اللّخميّ.
وتوفّي في جمادى الآخرة عن اثنتين وسبعين سنة (٥).
٢٤٦ ـ محمد بن شكران (٦) بن أبي السّعادات بن معمّر.
القدوة ، بقيّة السّلف ، شيخ العراق ، أبو الفقراء.
مات في تاسع شعبان سنة سبع ، فدفن برباطه بناحية الخالص ، وبني عليه قبّة عالية.
__________________
(١) في ذيل المرآة ٢ / ٤٢١.
(٢) انظر عن (كمش التركية) في : المقتفي للبرزالي ١ / ورقة ١٥ أ.
(٣) روى عنها علاء الدين الكندي.
(٤) انظر عن (محمد بن إبراهيم) في : المقتفي للبرزالي ١ / ورقة ١٣ ب.
(٥) مولده سنة ٥٩٥ ه.
(٦) انظر عن (محمد بن شكران) في : الحوادث الجامعة ١٧٥ وفيه : «محمد بن السكران» بالسين المهملة.
وكان زاهدا عابدا ، قانعا باليسير ، ممدود السّماط للواردين ، رفيع المحلّ ، كثير التّواضع ، فارغا عن نفسه. وله أتباع كثيرون ومحبّون.
وقيل : كان يجوع ولا يطلب شيئا من الفقراء ، وهم ينسونه ، وهو يصبر. ولا مهم مرّة ، فاعتذروا بكثرة الواردين.
قيل إنّ النّصير الطّوسيّ زاره وقال : ما حدّ الفقر؟ فقال : الّذي أعرفه أنّ زيق (١) الفقر ضيّق ما يدخله رأس كبير. رحمهالله.
٢٤٧ ـ محمد بن صدقة.
الشّيخ شمس الدّين الحرّانيّ ، سبط الشّيخ حياة.
توفّي في المحرّم.
٢٤٨ ـ محمد بن عبد العزيز (٢) بن أحمد بن عمر بن سالم بن محمد بن باقا.
شمس الدّين البغداديّ.
ولد سنة ستّ وتسعين.
وسمع من : أبي الفتوح محمد بن الجلاجليّ.
وحدّث.
ومات في الثّاني والعشرين من شعبان ، رحمهالله تعالى.
٢٤٩ ـ محمد بن الحافظ أبي الخطّاب (٣) عمر بن عليّ بن محمد ـ ولقبه : الجميّل ـ بن فرح بن قومس بن مزلال بن ملّال بن أحمد بن بدر بن دحية بن خليفة.
أبو الطّاهر الكلبيّ.
ساق نسبه الشّريف عزّ الدّين ، وفي النّفس من صحّة ذلك. وقد تكلّم
__________________
(١) في الحوادث الجامعة : «ربق».
(٢) انظر عن (محمد بن عبد العزيز) في : المقتفي للبرزالي ١ / ورقة ١٤ أ.
(٣) انظر عن (محمد بن أبي الخطاب) في : ذيل مرآة الزمان ٢ / ٤٢١ ـ ٤٢٨ ، والمقتفي للبرزالي ١ / ورقة ١٤ ب ، والبداية والنهاية ١٣ / ٢٥٥ ، وعقد الجمان (٢) ٥٢.
غير واحد من العلماء في أبي الخطّاب وفي انتسابه إلى دحية ، والله المستعان.
ولد محمد بالقاهرة سنة عشر ، وسمع من أبيه. وتولّى مشيخة دار الحديث الكامليّة مديدة.
وكان يحفظ جملة من كلام والده ، ويورد إيرادا جيّدا.
توفّي في رمضان.
٢٥٠ ـ محمد بن محمد (١) بن أبي بكر.
المحدّث المفيد زين الدّين ، أبو الفتح الأبيورديّ ، الكوفنيّ (٢) ، الصّوفيّ ، الشّافعيّ.
ولد سنة ستّمائة أو سنة إحدى. وقدم دمشق.
وسمع سنة أربعين من : كريمة ، والضّياء المقدسيّ ، والتّقيّ أحمد بن العزّ ، والمؤتمن بن قميرة ، والرّشيد بن مسلمة ، وأبي النّعمان بشير بن حامد الفقيه ، وجماعة بدمشق ومصر من أصحاب السّلفيّ ، وابن عساكر.
وسمع خلقا كثيرا من أصحاب البوصيريّ ، والخشوعيّ. ثمّ نزل إلى أصحاب ابن طبرزد والكنديّ وابن ملاعب ثمّ نزل إلى أصحاب ابن عمّار الحرّانيّ ، وابن باقا ، وزين الأمناء.
وكتب الكثير ، وحصّل جملة صالحة ، وحرص. وكلف بالحديث ، وبالغ في الإكثار ، وخرّج «المعجم» ، وروى اليسير ، ولم يعمّر ، ولا أفاق من الطّلب إلّا والمنيّة قد نزلت به ، رحمهالله.
__________________
(١) انظر عن (محمد بن محمد) في : المقتفي للبرزالي ١ / ورقة ١٣ أ ، والعبر ٥ / ٢٨٦ ، ٢٨٧ ، وتذكرة الحفاظ ٤ / ١٤٧٥ ، والمعين في طبقات المحدّثين ٢١٢ رقم ٢٢٢٣ ، والإشارة إلى وفيات الأعيان ٣٦٣ ، والإعلام بوفيات الأعلام ٢٧٨ ، والوافي بالوفيات ١ / ٢٠٠ ، ٢٠١ رقم ١٢٤ ، وعقد الجمان (٢) ٥٥ ، وبدائع الزهور ج ١ ق ١ / ٣٣٠ ، وشذرات الذهب ٥ / ٣٢٥.
(٢) الكوفنيّ : بضم الكاف وسكون الواو وفتح الفاء وبعد النون ياء النسب ، نسبة إلى كوفن بلدة قريبة من أبيورد.
وأيضا فلم يطلب الفنّ إلّا وهو ابن أربعين سنة. فالله يعوّضه بالمغفرة.
ذكره الشّريف فقال : كان حريصا على التّحصيل ، صابرا على كلف الاستفادة. حدّث ، وسمعت منه. وكان من أهل الدّين والصّلاح والخير والعفاف. وله فهم ومعرفة ، وفيه تيقّظ ونباهة وخرّج لنفسه «معجما» عن مشايخه الّذين سمع منهم. ووقف كتبه وأجزاءه. وكان حسن الطّريقة مشغولا.
وكوفن : بلدة قريبة من أبيورد.
وتوفّي في حادي عشر جمادى الأولى (١) بالقاهرة.
قلت : وله شعر يسير.
روى عنه : أبو محمد الدّمياطيّ بيتين ، وقال : توفّي بخان سعيد السّعداء.
٢٥١ ـ محمد بن محمد (٢) بن عليّ ابن العربيّ.
عماد الدّين ، ولد الشّيخ محيي الدّين.
توفّي في ربيع الأوّل بدمشق.
وقد حدّث عن ابن الزّبيديّ (٣).
٢٥٢ ـ محمد بن أبي الفتوح (٤) نصر بن غازي بن هلال.
أبو الفضائل الأنصاريّ ، المصريّ ، المقرئ ، المحدّث ، الجريريّ (٥).
__________________
(١) في شذرات الذهب وفاته سنة ٦٦٦ ه.
(٢) انظر عن (محمد بن محمد) في : ذيل مرآة الزمان ٢ / ٤٢٨ ، والمقتفي للبرزالي ١ / ورقة ١٢ ب ، وعيون التواريخ ٢٠ / ٣٩١ ، والوافي ١ / ١٩٣ رقم ١١٨ ، والمقفّى الكبير ٧ / ١٢٢ رقم ٣٢١١.
(٣) وقال ابن شاكر الكتبي : كان فاضلا سمع الحديث ... وقد نيّف على الخمسين من العمر ، ولما كان بحلب كتب إليه أخوه سعد الدين :
ما للنوى رقّة ترثي لمكتئب |
|
حرّان في قلبه والدمع في حلب |
قد أصبحت حلبا ذات العماد بكم |
|
وجلّق إرما هذا من العجب |
(٤) انظر عن (محمد بن أبي الفتوح) في : عقد الجمان (٢) ٥٤ ، والمقفّى الكبير ٧ / ٣٣٧ ، ٣٣٨ رقم ٣٤٣١.
(٥) في المقفّى : «الحريري» بالحاء المهملة.
ولد (١) سنة ثمان وثمانين وخمسمائة.
وسمع من : القاضي زين الدّين عليّ بن يوسف الدّمشقيّ ، وعبد العزيز ابن باقا.
وسمع بالثّغر من : أبي القاسم بن عيسى ، وأبي الفضل جعفر الهمدانيّ.
وسمع كثيرا من أصحاب البوصيريّ.
وكان يمكنه السّماع منه فما يسّر له.
توفّي في ثالث محرّم بالقاهرة. وقد روى اليسير (٢).
٢٥٣ ـ محمد بن وثّاب (٣).
القاضي تاج الدّين البجيليّ (٤) الحنفيّ.
درّس وأفتى وناب في القضاء بدمشق ، وحمدت أحكامه.
ومات في ربيع الآخر وهو في عشر السّبعين.
٢٥٤ ـ المبارك بن يحيى (٥) بن أبي الحسن.
الإمام ، العلّامة ، نصير الدّين ، أبو البركات ابن الطّبّاخ ، المصريّ ، الشّافعيّ.
توفّي في حادي عشر جمادى الآخرة ، وله ثمانون سنة (٦).
وكان من كبار أئمّة المذهب. درّس وأفتى واشتغل وصنّف. وتخرّج به جماعة.
توفّي بالقاهرة.
__________________
(١) بقرية باهي من كورة بوش بصعيد مصر الأدنى.
(٢) وقال المقريزي : وكان ملازما لطلب العلم ، حريصا على تحصيل ما يقدر عليه من الفوائد سمع كثيرا.
(٣) انظر عن (محمد بن وثّاب) في : ذيل مرآة الزمان ٢ / ٤٢٨ ، والمقتفي للبرزالي ١ / ورقة ١٣ أ ، والوافي بالوفيات ٥ / ١٧٣ رقم ٢٣٠٩ ، وعقد الجمان (٢) ٥٢ ، والبداية والنهاية ١٣ / ٢٥٥ ، والجواهر المضية ٢ / ١٤٠.
(٤) في الأصل : «التجيلي» ، والمثبت عن : البداية والنهاية.
(٥) انظر عن (المبارك بن يحيى) في : المقتفي للبرزالي ١ / ورقة ١٣ أ ، ب ، وطبقات الشافعية الكبرى ٥ / ١٥٤ ، والبداية والنهاية ١٣ / ٢٥٦ ، وطبقات الشافعية لابن قاضي شهبة ٢ / ٤٧٧ رقم ٤٧٧ ، وتذكرة الحفاظ ٤ / ١٤٧٦ ، والبداية والنهاية ١٣ / ٢٥٦ ، وعقد الجمان (٢) ٥٣.
(٦) مولده في الخامس والعشرين من ذي القعدة سنة سبع وثمانين وخمسمائة.
٢٥٥ ـ المظفّر بن عبد الكريم (١) بن نجم بن عبد الوهّاب بن الشّيخ أبي الفرج.
الفقيه ، المدرّس ، الإمام ، تاج الدّين ، أبو منصور بن الحنبليّ ، الأنصاريّ ، الخزرجي ، السّعديّ ، الدّمشقيّ ، مدرّس المدرسة الحنبليّة الّتي لجدّهم عبد الوهّاب.
ولد سنة تسع وثمانين وخمسمائة.
وسمع من : الخشوعيّ ، وحنبل ، وعمر بن طبرزد.
روى عنه : الدّمياطيّ ، وابن الخبّاز ، والشّرف بن عرب شاه ، والقاضي تاج الدّين الجعبريّ ، وأبو العبّاس بن فرج.
توفّي فجأة بدمشق ثالث صفر.
ـ حرف الياء ـ
٢٥٦ ـ يحيى بن نجيب (٢) بن بشارة بن محرز.
أبو زكريّا السّعديّ ، المصريّ.
ولد سنة خمس وثمانين وخمسمائة.
وروى عن : القاسم بن عساكر بالإجازة.
توفّي في ذي القعدة.
٢٥٧ ـ يوسف بن الصّارم (٣) عبد الله بن إبراهيم.
الفقيه ، وجيه الدين ، أبو الحجّاج الدّمشقيّ ، الشّافعيّ ، الصّوفيّ.
__________________
(١) انظر عن (المظفّر بن عبد الكريم) في : ذيل مرآة الزمان ٢ / ٤٢٨ ، ٤٢٩ ، والمقتفي للبرزالي ١ / ورقة ١٢ أ ، والعبر ٥ / ٢٨٧ ، والإعلام بوفيات الأعلام ٢٧٨ ، وذيل طبقات الحنابلة ٢ / ٢٧٨ ، ومختصره ٧٨ ، والمنهج الأحمد ٣٩١ ، والمقصد الأرشد ، رقم ١١٥١ ، والدرّ المنضّد ١ / ٤١٠ ، ٤١١ رقم ١١٠٦.
(٢) انظر عن (يحيى بن نجيب) في : المقتفي للبرزالي ١ / ورقة ١٥ أ.
(٣) انظر عن (يوسف بن الصارم) في : المقتفي للبرزالي ١ / ورقة ١٤ أ.
نزيل القاهرة. ويعرف بالوجيزيّ نسبة إلى حفظ كتاب «الوجيز».
ولد بدمشق سنة ثمانين وخمسمائة.
وسمع من : أبي الحسن بن المفضّل ، وأبي المجد القزوينيّ ، وجماعة.
وأجاز له منصور الفراويّ. وحدّث. وكان من فضلاء الشّافعيّة.
توفّي في الثّامن والعشرين من رجب.
الكنى
٢٥٨ ـ أبو الفضل الشّاغوريّ (١).
العابد. شيخ صالح عارف ، معروف. كثير الرّؤية للنبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم.
توفّي إلى رحمة (٢) الله في جمادى الأولى.
٢٥٩ ـ أبو محمد (٣).
ولد الشيخ القدوة سلطان بن محمود البعلبكّيّ.
كان صالحا عابدا قانعا ، كثير الانقطاع.
توفّي في رمضان ببعلبكّ في المعترك (٤).
* * *
وفيها ولد :
الشّيخ كمال الدّين محمد بن عليّ بن عبد الواحد الأنصاريّ ابن الزّملكانيّ ، شيخ الشّافعيّة.
وتقيّ الدين عثمان بن السّكاكينيّ.
وبدر الدّين يوسف بن القاضي دانيال ، بالشّوبك ،
__________________
(١) انظر عن (الشاغوري) في : ذيل مرآة الزمان ٢ / ٣٢٩.
(٢) في الأصل : «رحمت».
(٣) انظر عن (أبي محمد) في : ذيل مرآة الزمان ٢ / ٤٢٩ ، ٤٣٠ ، والمقتفي للبرزالي ١ / ورقة ١٤ ب ، وعيون التواريخ ٢٠ / ٣٩١.
(٤) وقال البرزالي : ودفن بتربة الشيخ عبد الله اليونيني ، وهو من أبناء الثمانين ، وكان صالحا عاكفا على العبادة والاشتغال بالقرآن لا يتكلّم فيما لا يعنيه.
وجمال الدّين يحيى بن محمد بن الفويرة السّلميّ ،
والشّيخ المقرئ رافع بن هجرس الصّميديّ ،
ومحمد بن عمر بن الرّشيد البعليّ ،
والشّيخ شمس الدّين محمد بن أحمد بن عليّ الرّقيّ ، في حدودها ؛
والشّيخ علاء الدّين عليّ بن أيّوب المقدسيّ ، تقريبا ،
ومحمد بن إسماعيل بن الخبّاز ، في شعبان.
والشّرف عيسى بن عليّ المحدّث ، في المحرّم ؛
وقاضي القضاة برهان الدّين إبراهيم بن عليّ بن عبد الحقّ الحنفيّ.
سنة ثمان وستين وستمائة
ـ حرف الألف ـ
٢٦٠ ـ أحمد بن عبد الدّائم (١) بن نعمة بن أحمد بن محمد بن إبراهيم بن أحمد بن بكير.
المعمّر ، العالم ، مسند الوقت ، زين الدّين ، أبو العبّاس المقدسيّ. الفندقيّ ، الحنبليّ ، النّاسخ.
ولد بفندق الشّيوخ من جبل نابلس سنة خمس وسبعين ، وأدرك الإجازة الّتي من السّلفيّ لمن أدرك حياته. وأدرك الإجازة الخاصّة من خطيب الموصل أبي الفضل الطّوسيّ ، وأبي الفتح بن شاتيل ، ونصر الله القزّاز ، وخلق سواهم.
__________________
(١) انظر عن (أحمد بن عبد الدائم) في : ذيل مرآة الزمان ٢ / ٤٣٦ ، ٤٣٧ ، والمقتفي للبرزالي ١ / ورقة ١٧ أ ، ومعجم شيوخ الدمياطيّ ١ / ورقة ١٠٩ أ ، وفهرست برنامج الوادي آشي ٣٤٠ ، ٣٤١ ، ومشيخة قاضي القضاة ابن جماعة ١ / ١٤٥ ـ ١٥٠ رقم ٨ ، ودول الإسلام ٢ / ١٧١ ، والمعين في طبقات المحدّثين ٢١٢ رقم ٢٢٢٤ ، والعبر ٥ / ٢٨٨ ، والإعلام بوفيات الأعلام ٢٧٩ ، والإشارة إلى وفيات الأعيان ٣٦٣ ، وذيل طبقات الحنابلة ٢ / ٢٧٨ ، ومختصره ٧٨ ، والوافي بالوفيات ٧ / ٣٤ ـ ٣٦ رقم ٢٩٦٧ ونكت الهميان ٩٩ ، وتاريخ علماء بغداد لابن رافع السلامي ٢٩ ، ٣٠ ، وعقود الجمان للزركشي ٢٩ ، والبداية والنهاية ١٣ / ٢٥٧ ، وفوات الوفيات ١ / ٨٥ ، وعيون التواريخ ٢٠ / ٣٩٣ ، ٣٩٤ ، وذيل التقييد ١ / ٣٢٦ ، ٣٢٧ رقم ٦٤٩ ، والمنهج الأحمد ٣٩١ ، والمقصد الأرشد ، رقم ٨٨ ، والسلوك ج ١ ق ٢ / ٥٨٩ ، وعقد الجمان (٢) ٦٥ ، ٦٦ ، (وذكر ثانية) ص ٦٨ ، والنجوم الزاهرة ٧ / ٢٣٠ ، والدرّ المنضّد ١ / ٤١١ رقم ١١٠٨ ، وشذرات الذهب ٥ / ٣٢٠ ، وكشف الظنون ٢ / ١٢١٦ ، وفهرس الفهارس ٢ / ٦٢٧ ، وديوان الإسلام ٣ / ٣٤٥ رقم ٧١٥٢٧ والتاج المكلّل ٢٤٩ ، والأعلام ١ / ١٤٥ ، ومعجم المؤلفين ١ / ٢٦٣.
وسمع من : يحيى الثّقفيّ ، وأبي الحسين أحمد بن الموازينيّ ، ومحمد بن عليّ بن صدقة ، وإسماعيل الجنزويّ (١) ، والمكرّم بن هبة الله الصّوفيّ ، وعبد الخالق بن فيروز ، ويوسف بن معالي الكنانيّ ، وعبد الرحمن بن عليّ الخرقيّ ، وبركات الخشوعيّ ، ومحمد بن الخطيب ، وعمر بن طبرزد ، والحافظ عبد الغنيّ ، وأسماء بنت الرّان ، وطائفة سواهم.
ورحل إلى بغداد فسمع من : عبد المنعم بن كليب بقراءته ، ومن : أبي طاهر المبارك بن المعطوش ، وعبد الله بن أبي المجد ، وعبد الخالق بن البندار ، وعبد الوهّاب ابن سكينة ، وعليّ بن يعيش الأنباريّ ، وعبد الله بن دهبل ، والمبارك بن إبراهيم السّيبيّ ، وعبد الله ابن الطّويلة ، وضياء بن الخريف ، وعمر بن عليّ الواعظ ، وأبي الفتح المندائيّ ، ومحمد بن أبي محمد بن الغزون ، وطائفة.
وقرأ القرآن على الشّيخ العماد ، وتفقّه على الشّيخ الموفّق. وكتب بخطّه المليح السّريع ما لا يوصف لنفسه وبالأجرة ، حتّى كان يكتب في اليوم إذا تفرّغ تسعة كراريس أو أكثر ، ويكتب الكرّاسين والثّلاثة مع اشتغاله بمصالحه.
وكتب «الخرقيّ» في يوم وليلة ، ولازم النّسخ خمسين سنة أو أكثر. وكان تامّ القامة ، مليح الشّكل ، حسن الأخلاق ، ساكنا ، عاقلا ، لطيفا ، متواضعا ، فاضلا ، نبيها ، يقظا. خرّج لنفسه مشيخة ، وخرّج له ابن الظّاهريّ ، وابن الخبّاز وغير واحد.
فذكر ابن الخبّاز أنّه سمع ابن عبد الدّائم يقول : كتبت بخطّي ألفي جزء (٢).
__________________
(١) الجنزوي : بفتح الجيم وسكون النون وكسر الزاي ، وهذه النسبة إلى مدينة جنزة ، وهي من أذربيجان .. (اللباب ٣ / ٢٩٧) ويقال أيضا : «الجنزي».
(٢) في عيون التواريخ ٢٠ / ٣٩٣ «كتبت بإصبعيّ هاتين أكثر من ألفي مجلّد ، وأضرّ في آخر عمره».
وذكر أنّه كتب بخطّه «تاريخ دمشق» مرّتين.
قلت : الواحدة في وقف أبي المواهب بن صصريّ.
وكتب من التصانيف الكبار شيئا كثيرا.
وولي خطابة كفربطنا بضع عشرة سنة ، ثمّ تحوّل عنها. وقد ولد له ابنه الشّيخ أبو بكر بها.
وأنشأ خطبا عديدة. وحدّث سنين كثيرة ، وقرأ بنفسه كثيرا. وكان على ذهنه أشياء مليحة من الحديث والأخبار والشّعر (١).
روى عنه : الشّيخ شمس الدّين عبد الرحمن بن أبي عمر ، والشّيخ محيي الدّين يحيى النّوويّ ، والشّيخ تقيّ الدّين محمد بن دقيق العيد ، والدّمياطيّ ، وابن الظّاهريّ ، وابن جعوان ، وابن تيميّة شيخنا ، وأخوه أبو القاسم ، والقاضيان تقيّ الدّين سليمان ونجم الدّين ابن صصريّ ، وشهاب الدّين ابن فرج ، وشمس الدّين ابن أبي الفتح ، وشرف الدّين أبو الحسين اليونينيّ ، وشرف الدّين الفزاريّ الخطيب ، وأخوه الشّيخ تاج الدّين ، وولده الشّيخ برهان الدّين ،
__________________
(١) وقال ابن شاكر الكتبي : وله شعر لا بأس به ، فمنه :
أن يذهب الله من عينيّ نورهما |
|
فإن قلبي بصير ما به ضرر |
أرى بقلبي دنياتي وآخرتي |
|
والقلب يدرك ما لا يدرك البصر |
والله إن لكم في القلب منزلة |
|
ما نالها قبلكم أنثى ولا ذكر |
وصالكم لي حياة لا نفاد لها |
|
والهجر موت فلا عين ولا أثر |
ومن شعره فيما يكتبه في الإجازة :
أجزت لهم عنّي رواية كلّ ما |
|
روايته لي مع ترقّ وإتقان |
ولست مجيزا للرواة زيادة |
|
برئت إليهم من مزيد ونقصان |
ومن شعره :
عجزت عن حمل قرطاس وعن قلم |
|
من بعد إلفي بالقرطاس والقلم |
كتبت ألفا وألفا من مجلّدة |
|
فيها علوم الورى من غير ما ألم |
ما العلم فخر امرئ إلّا لعامله |
|
إن لم يكن عمل فالعلم كالعدم |
العلم زين وتشريف لصاحبه |
|
فاعمل به فهو للطلّاب كالعلم |
ما زلت أطلبه دهري وأكتبه |
|
حتى ابتليت بضعف الجسم والهرم |
والخطيب شمس الدّين إمام الكلّاسة ، وشرف الدّين سيف قاضي القدس ، والشّيخ عليّ الموصليّ ، وعلاء الدّين ابن العطّار ، والقاضي شهاب الدّين أحمد بن الشّرف حسن ، والقاضي نجم الدّين أحمد الدّمشقيّ ، وخلق كثير في الأحياء بمصر والشّام.
ورحل إليه غير واحد ، وتفرّد بالكثير. وذهب بصره في أواخر عمره.
قال ابن الخبّاز : حدّثني يوم موته الشّيخ حسن بن أبي عبد الله الأزديّ الصّقليّ أنّ الشّيخ محمد بن عبد الله المغربيّ قال : رأيت البارحة كأنّ النّاس في الجامع ، فإذا ضجّة فسألت عنها ، فقيل لي : مات هذه اللّيلة مالك بن أنس رحمهالله. فلمّا أصبحت جئت إلى الجامع وأنا مفكّر ، فإذا إنسان ، ينادي : رحم الله من صلّى أو حضر جنازة زين الدّين ابن عبد الدّائم.
قلت : المعروف بالمنام هو محمد بن صالح الهشكوريّ خطيب جامع جرّاح ، والله أعلم.
وحدّثنا أبو بكر بن أحمد في سنة ثلاث وسبعمائة قال : رأيت أبي ، رحمهالله ، في اللّيلة الّتي دفنّاه فيها ، فأقسمت عليه : أخبرني ما فعل الله بك؟ فقال : غفر لي وأدخلني الجنّة.
توفّي ، رحمهالله ، لتسع خلون من رجب (١).
وقد أخبرنا أحمد بن العادل قال : أنا ابن عبد الدّائم سنة سبع عشرة وستّمائة ، فذكر حديثا.
__________________
(١) وقال قاضي القضاة ابن جماعة : شيخ جليل من أعيان المشايخ المسندين ، والطلبة الرحّالين ، قرأ الحديث بنفسه ، وكتب التسميعات بخطّه ، وكان يحدّث من لفظه ، ولديه فضل ، وعنده معرفة بالحديث والأدب ، ونسخ ما لا يدخل تحت حصر من الكتب الكبار والصغار ، وأجزاء الحديث ، وكانت معيشته من ذلك ، وكان خطه حسنا ، وطريقته مستحلاة ، وولي خطابة قرية كفربطنا من قرى دمشق مدة ، وكذلك ولي مشيخة دار الحديث الأشرفية بسفح جبل قاسيون مدة ، وانقطع في آخر عمره وضعف عن الحركة ، وكان الطلبة يقصدونه ، وكفّ بصره في سنة أربع وستين وستمائة ، وحدّث بالكثير نحوا من خمسين سنة.
٢٦١ ـ أحمد بن عمر (١) بن محمد بن كاكا.
أبو العبّاس الزّنجانيّ ، ثمّ الدّمشقيّ.
حدّث عن حنبل المكبّر.
وكتب عنه الطّلبة.
ومات في المحرّم (٢).
٢٦٢ ـ إبراهيم بن أحمد بن عليّ بن حسين.
تاج الدّين أبو البركات ، إمام جامع قليوب الأنصاريّ ، المصريّ ، الشّافعيّ.
ولد سنة ستّمائة.
وسمع من : أبي الحسين محمد بن أحمد بن جبير البلنسيّ ، وغيره.
وحدّث.
وتوفّي في شوّال بمصر.
٢٦٣ ـ إبراهيم بن محمد (٣) بن صالح.
القطيعيّ ، الدّقّاق.
سمع : أحمد بن صرما.
وحدّث. أجاز للبرهان الجعبريّ.
وتوفّي يوم عاشوراء.
__________________
(١) انظر عن (أحمد بن عمر) في : المقتفي للبرزالي / ورقة ١٥ ب وفيه : «أحمد بن عمر بن محمد بن أبي بكر» ، ولقبه : «شرف الدين» ، وذيل التقييد ١ / ٣٦٣ رقم ٧٠٢.
(٢) وقال البرزالي : روى عن ابن الزبيدي ، وسمع منه الدواداريّ وروى عنه في معجمه ، وله إجازة الكندي ، وابن الحرستانيّ ، وأبي الفتوح البكري ، وابن ملاعب ، والشيخ أبي عمر بن قدامة ، وجماعة كثيرة ، وتاريخ إجازته في سنة ست وستمائة.
وقال قاضي مكة : سمع على الحسن بن المبارك الزبيدي «صحيح البخاري» ، وحدّث به بقراءة شرف الدين البارزي في سنة ست وستين وستمائة ، مع سبعة وعشرين شيخا.
(٣) انظر عن (إبراهيم بن محمد) في : المقتفي للبرزالي ١ / ورقة ١٥ ب.
٢٦٤ ـ إدريس بن أبي عبد الله (١) بن أبي حفص بن عبد المؤمن.
الملك أبو العلاء الواثق بالله ، أبو دبّوس. صاحب المغرب القيسيّ المؤمنيّ ، آخر ملوك بني عبد المؤمن.
تغلّب على الأمر ، وتوثّب على ابن عمّه عمر ، وقتله في سنة خمس وستّين. وكان شهما شجاعا مقداما. خرج عليه أبو يوسف يعقوب بن عبد الحقّ سيّد آل مرين وصاحب تلمسان ، فجرت بينهم حروب إلى أن قتل أبو دبوس في المحرّم بظاهر مرّاكش في المصافّ. واستولى المرينيّ على مملكة المغرب ، وانقضت دولة آل عبد المؤمن.
٢٦٥ ـ إسماعيل بن يحيى (٢) بن أبي الوليد.
الإمام ، أبو الوليد الأزديّ ، الغرناطيّ ، العطّار ، المقرئ.
تلا بالسّبع على الخطيب أبي بكر بن حسنون الحميريّ صاحب شريح وانفرد بالإجازة من أبي بكر بن عطيّة المحاربيّ. وأسمع في صغره.
وروى أيضا عن : الحافظ عبد الرّحيم بن الفرس ، وأبي جعفر بن حكم.
وله فلاحة وعقار.
قرأ عليه بالسّبع : أبو جعفر بن الزّبير (٣).
وأضرّ بأخرة وهرم.
ورّخه ابن الزّبير ، وعاش أربعا وثمانين سنة.
__________________
(١) انظر عن (إدريس بن أبي عبد الله) في : البيان المغرب ٣ / ٤٤١ ، وذيل مرآة الزمان ٢ / ٤٣٣ ، ٤٣٤ ، وروض القرطاس (طبعة فاس) ١٩٠ ، والمقتفي للبرزالي ١ / ١٥ ب (باختصار شديد) ، والمختصر في أخبار البشر ٤ / ٦ ، ودول الإسلام ٢ / ١٧١ ، ١٧٢ ، والعبر ٥ / ٢٨٨ ، ٢٨٦ ، والإشارة إلى وفيات الأعيان ٣٦٣ ، والبداية والنهاية ١٣ / ٢٥٦ ، ج ١ ق ٢ / ٥٨٨ ، وصبح الأعشى ٥ / ٩٦ ، وعقد الجمان (٢) ٦٢ ، وتاريخ ابن سباط ١ / ٤٢٩ ، وشذرات الذهب ٥ / ٣٢٧ ، ومآثر الإنافة ٢ / ٢٥٣ ، وشرح رقم الحلل ٢٠٧ ، والوافي بالوفيات ٨ / ٣٢٦ رقم ٣٧٤٨ وفيه «إدريس بن عبد الله».
(٢) انظر عن (إسماعيل بن علي) في : غاية النهاية ١ / ١٧٠ رقم ٧٩٠.
(٣) روى عنه كتاب «التبصرة».
٢٦٦ ـ أيبك (١).
الأمير عزّ الدّين الظّاهريّ ، نائب حمص.
توفّي بها في صفر. وكان غشوما ظلوما.
٢٦٧ ـ أيبك (٢).
الأمير عزّ الدّين الصّالحيّ ، الزّرّاد ، متولّي قلعة دمشق.
توفّي في ذي القعدة.
وكان مهيبا محتشما ، حسن السّيرة.
٢٦٨ ـ أيّوب بن محمود (٣) بن نصر الله.
صفيّ الدّين ابن البعلبكّيّ ، الدّمشقيّ.
رحل وسمع من عبد السّلام الدّاهريّ ، وابن روزبه ، وأبي الحسن القطيعيّ ، والأنجب بن أبي السّعادات ، وجماعة.
كتب عنه : ابن ابحبّاز ، وابن نفيس ، والطّلبة.
مات في صفر في ربيع الآخر (٤).
ـ حرف الحاء ـ
٢٦٩ ـ الحسن بن أبي البركات (٥) عليّ بن عبد الله بن الحسن بن الحسين بن أبي الفتح بن أبي السّنان.
__________________
(١) انظر عن (أيبك الظاهري) في : ذيل مرآة الزمان ٢ / ٤٣٧ ، والمقتفي للبرزالي ١ / ورقة ١٦ أ ، وعيون التواريخ ٢٠ / ٣٩٤ ، والوافي بالوفيات ٩ / ٤٧٦ رقم ٤٤٣٣ ، والنجوم الزاهرة ٧ / ٢٢٩ ، والدليل الشافي ١ / ١٦٢ ، والمنهل الصافي ٣ / ١٣٣ ، ١٣٤ رقم ٥٧٨.
(٢) انظر عن (أيبك الزرّاد) في : ذيل مرآة الزمان ٢ / ٤٣٧ ، والمقتفي للبرزالي ١ / ورقة ١٨ ب ، والوافي بالوفيات ٩ / ٤٧٦ رقم ٤٤٣٤ ، وعيون التواريخ ٢٠ / ٣٩٤ ، والنجوم الزاهرة ٧ / ٢٣٠ ، والدليل الشافي ١ / ١٦٣ ، والمنهل الصافي ٣ / ١٣٦ رقم ٥٨٢.
(٣) انظر عن (أيوب بن محمود) في : ذيل مرآة الزمان ٢ / ٤٣٨ ، والمقتفي للبرزالي ١ / ورقة ١٦ ب ، وذيل التقييد لقاضي مكة ١ / ٤٨٢ رقم ٩٤٢.
(٤) وقال البرزالي : أجاز لي ما يرويه.
(٥) انظر عن (الحسن بن أبي البركات) في : المقتفي للبرزالي ١ / ورقة ١٧ ب.