شمس الدين محمّد بن أحمد بن عثمان الذّهبي
المحقق: الدكتور عمر عبدالسلام تدمري
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الكتاب العربي ـ بيروت
الطبعة: ٢
الصفحات: ٥٣٤
[حوادث]
سنة سبع وثمانين وثلاثمائة
فيها توفّي فخر الدولة علي ابن ركن الدولة ابن بويه بالرّيّ ، ورتّبوا ولده رستم في السلطنة وهو [ابن] (١) أربع سنين ، وكان فخر الدولة قد أقطعه أبوه بلدانا ، فلما توفّى أخوه بويه كتب إليه الصّاحب إسماعيل بن عبّاد يحثّه على الإسراع ، فقدم وتملّك مكان أخيه ، واستوزر ابن عبّاد ، وكان شهما شجاعا ، جمّاعا للأموال ، لقّبه الطائع «فلك الأمّة». وكانت سلطنته أربع عشرة سنة ، وعاش ستّا وأربعين سنة. ولما اشتدّ به مرضه أصعد إلى قلعة ، فبقي بها أياما يمرّض ، فمات ، وكانت الخزائن مقلة مختومة ، وقد جعل مفاتيحها في كيس من حديد وسمّر ، وحصّلت عند ولده رستم ، فلم يوجد ليلة وفاته شيء يكفّن فيه ، وتعذّر النزول إلى البلد لشدّة شغب الجند ، فاشتروا من قيّم الجامع ثوبا ، فلفّ فيه ، وشدّ بالجبال ، وجرّ على درج القلعة حتى تقطّع ، وكان يقول : قد جمعت لولدي ما يكفيهم ويكفي عسكرهم خمس عشرة سنة.
وكان ترك ألفى ألف دينار وثمانمائة ألف وخمسة وسبعين ألف دينار (٢) ، ومن الجواهر واليواقيت واللؤلؤ أربعة عشر ألف ، وخمسمائة قطعة (٣) ، قيمتها ثلاثة آلاف ألف ، ومن الأواني الذّهب ما وزنه ألف دينار (٤) ، ومن أواني الفضّة ثلاثة آلاف درهم (٥) ، ومن الثياب ثلاثة آلاف حمل ، وخزانة السلاح ألفا حمل ،
__________________
(١) سقطت من الأصل ، واستدركناها من (المنتظم ٧ / ١٩٠).
(٢) في المنتظم) زيادة : «وخمسة وسبعين ألفا ومائتين وأربعة وثمانين دينارا».
(٣) في (المنتظم) : «وخمسمائة وعشرين قطعة».
(٤) في (المنتظم) : «ألف ألف دينار».
(٥) في (المنتظم) : «ثلاثة آلاف ألف».
وخزانة الفرش ألف وخمسمائة حمل ، إلى غير ذلك. (١)
* * *
__________________
(١) قارن بالمنتظم ٧ / ١٩٨.
وانظر ترجمة فخر الدولة في : المنتظم ٧ / ١٩٠ و ١٩٧ ، ١٩٨ رقم ٣١٣ ، والكامل في التاريخ ٩ / ١٣١ ، و ١٣٢ ، ودول الإسلام ١ / ٢٣٥ ، والبداية والنهاية ١١ / ٣٢٢ ، وتاريخ العظيمي ٣١٥ ، والإنباء في تاريخ الخلفاء ١٨٤ ، ١٨٥ ، وتاريخ مختصر الدول ١٧٨ ، والمختصر في أخبار البشر ٢ / ١٣٣ ، وذيل تجارب الأمم ٢٩٦ ، وتاريخ يحيى بن سعيد الأنطاكي (بتحقيقنا).
[حوادث]
سنة ثمان وثمانين وثلاثمائة
فيها قبض القادر بالله على كاتبه أبي الحسن علي بن عبد العزيز ، وقلّد أبا العلاء سعيد بن الحسن بن تريك ، ثم بعد شهرين ونصف عزله ، وأعاد أبا الحسن (١).
وفي ذي الحجّة جاء برد مفرط ببغداد ، وتجلّد الماء وبول الدّوابّ والخيل (٢).
وفيها جلس القادر بالله للرسولين اللّذين من جهة أبي طالب رستم بن فخر الدولة وأبي النّجم بدر بن حسنوية ، فعهد لرستم على الرّيّ وأعمالها ، وأرسل اللواء والخلع ، وعهد لبدر على الجبل ، ولقّبه «أبا طالب مجد الدولة» (٣).
أعجوبة
وهي : هلاك تسعة ملوك على نسق في سنتي سبع وثمانين وثمان وثمانين وثلاثمائة.
وفيهم يقول أبو منصور عبد الملك بن محمد الثّعالبيّ (٤) :
ألم تر مذ عامين أملاك عصرنا |
|
يصيح بهم للموت والقتل صائح |
__________________
(١) المنتظم ٧ / ٢٠٢.
(٢) المنتظم ٧ / ٢٠٢.
(٣) المنتظم ٧ / ٢٠٢.
(٤) صاحب كتاب «يتيمة الدهر في محاسن أهل العصر» (٣٥٠ ـ ٤٢٩ ه.) انظر ترجمته في :
معاهد التنصيص ٣ / ٢٦٦ ، نزهة الألباء ٢٤٩ ، دمية القصر ١٨٣ ، الذخيرة لابن بسام (القسم=
فنوح بن منصور طوته يد الرّدى |
|
على حسرات ضمّنتها الجوانح |
ويا بؤس منصور وفي يوم سرخس |
|
تمزّق عنه ملكه وهو طائح |
وفرّق عنه الشمل بالشمل واغتدى |
|
أميرا ضريرا تعتريه الجوائح (١) |
وصاحب جرجانية في ندامة |
|
ترصده طرف من الحين طامح (٢) |
خوارزم شاه شاه وجه نعيمه |
|
وعنّ له يوم من النّحس طالح (٣) |
وكان علا في الأرض يخبطها أبو |
|
عليّ إلى أن طوّحته الطوائح |
وصاحب بست ذلك الضيغم الّذي |
|
براثنه للمسرفين مفاتح (٤) |
أناخ به من صدمة الدّهر كلكل |
|
فلم تغن عنه والمقدّر سانح (٥) |
جيوش إذا أربت على عدد الحصى |
|
تغص بها قيعانها والضّحاضح |
وصاحب مصر قد مضى لسبيله |
|
ووال الجبال غيّبته الضّرائح (٦) |
ودارت على صمصام دولة بويه |
|
دوائر سوء نبلهنّ فوادح (٧) |
وقد جاز والي الجوزجان فناظر |
|
الحياة فوافته المنايا الطوائح |
وفائق المجبوب قد جبّ عمره |
|
فأمسى ولم يندبه في الأرض نائح |
مضوا في مدى عامين واختطفتهم |
|
عقاب إذا طارت تخرّ الجوارح |
أما لك فيهم عبرة مستفادة |
|
بلى ، إنّ نهج الاعتبار لواضح |
__________________
الأخير في تراجم المشارقة) ، وفيات الأعيان ٣ / ١٧٨ رقم ٣٨١ ، العبر ٣ / ١٧٢ ، شذرات الذهب ٣ / ٢٤٦ ، البداية والنهاية ١٢ / ٤٤ ، مرآة الجنان ٣ / ٥٣ وفيه وفاته سنة ٤٣٠ ه ، وطبقات النحويين واللغويين ٣٨٧ ـ ٣٨٩ ، والمختصر في أخبار البشر ٢ / ١٦٢ ، وتاريخ ابن الوردي ١ / ٥٢١ ، وسير أعلام النبلاء ١٧ / ٤٣٧ ، ٤٣٨ ، رقم ٢٩٢ ، ومفتاح السعادة ١ / ١٨٧ و ٢١٣ ، وروضات الجنات ٤٦٢ ، ٤٦٣ ، وهدية العارفين ١ / ٦٢٥.
(١) كتب على الهامش بجانب هذا البيت. «هو أبو الحرث منصور بن نوح».
(٢) كتب بالحاشية قرب هذا البيت : «هو فخر الدولة على بن بويه الديلميّ».
(٣) كتب بجانبه : «هو أبو العباس مأمون بن محمد بن خوارزم ...».
(٤) كتب بجانبه : «هو أبو علي محمد بن محمد بن إبراهيم بن سمجور».
(٥) كتب بجانبه : «هو الأمير ناصر الدولة أبو منصور سبكتكين».
(٦) كتب هذا البيت على الحاشية اليمنى من الأصل. وبجانبه : «هو العزيز معدّ بن المعزّ تميم».
(٧) كتب بجانبه : «هو أبو كاليجار عضد الدولة فنّا خسرو».
[حوادث]
سنة تسع وثمانين وثلاثمائة
كانت قد جرت عادة الشيعة في الكرخ وباب الطّاق ، بنصب القباب ، وإظهار الزّينة يوم الغدير ، والوقيد في ليلته ، فأرادت السّنيّة أن تعمل في مقابلة هذا أشياء ، فادّعت أنّ اليوم الثامن من يوم الغدير كان اليوم الّذي حصل فيه النبي صلىاللهعليهوسلم وأبو بكر في الغار ، فعملت فيه ما تعمل الشيعة في يوم الغدير ، وجعلت بإزاء عاشوراء يوما بعده بثمانية أيام ، إلى مقتل مصعب بن الزّبير ، وزارت قبره بمسكن ، كما يزار قبر الحسين ، فكان ابتداء ما عمل في الغار يوم الجمعة لأربع بقين من ذي الحجّة (١) ، وأقامت السّنّيّة هذا الشعار القبيح زمانا طويلا ، فلا قوّة إلّا بالله.
وفيها عزل ملك ما وراء النهر من المملكة ، وهو منصور بن نوح ، وحبس بسرخس.
وبويع أخوه عبد الملك ، فبقي في الملك تسعة أشهر ، وحاربه الملك الخان ، وأسره ، واستولى على بخارى في ذي القعدة ، من هذا العام.
ومات عبد الملك بأفكند في السجن بعد قليل (٢).
* * *
__________________
(١) المنتظم ٧ / ٢٠٦ ، والكامل في التاريخ ٩ / ١٥٥.
(٢) الخبر مطوّلا في : الكامل في التاريخ ٩ / ١٤٥ ـ ١٤٩. وتاريخ گزيده ١٤٨.
[حوادث]
سنة تسعين وثلاثمائة
فيها ظهر بسجستان معدن للذهب ، فكانوا يصفّون من التراب الذّهب الأحمر (١).
وفيها قلّد القاضي أبو عبد الله الحسين بن هارون الضّبّي مدينة المنصور ، مضافا إلى قضاء الكوفة وغيرها ، وولّي القاضي أبو محمّد عبيد الله بن محمد الأكفاني الرّصافة وأعمالها (٢).
وفيها ولّي نيابة دمشق فحل بن تميم (٣) من جهة الحاكم ، فمرض ومات بعد أشهر ، ووليّ بعده عليّ بن جعفر بن فلاح (٤).
آخر الحوادث
* * *
__________________
(١) المنتظم ٧ / ٢٠٧ ، الكامل في التاريخ ٩ / ١٦٢.
(٢) المنتظم ٧ / ٢٠٧.
(٣) هو : أبو الحارث فحل بن إسماعيل بن تميم بن فحل الكتامي ، وقد قلّد مدينة صور مع دمشق. (اتعاظ الحنفا ٢ / ١٧) وورد في (ذيل تاريخ دمشق ٥٧) : «تميم بن إسماعيل المغربي القائد المعروف بفحل». وانظر : أمراء دمشق للصفدي ٦٥ رقم ٢٠٥.
(٤) هو : أبو الحسن علي بن جعفر بن فلاح بن أبي مرزوق الكتامي. من كبار وزراء الدولة الفاطمية. كان يلقّب «وزير الوزراء ، ذي الرئاستين ، الأمر المظفّر ، قطب الدولة». وكان أبوه جعفر من الأجواد ، مدحه الشاعر ابن هانئ الأندلسي. (انظر : الحلّة السيراء لابن الأبّار ، تحقيق الدكتور حسين مؤنس ـ حاشية ٣ / من الجزء ١ / ٣٠٤ ، ٣٠٥ ـ طبعة القاهرة ١٩٦٣ ، والإشارة إلى من نال الوزارة لابن منجب الصيرفي ـ تحقيق عبد الله مخلص ـ ص ٣٠ ـ ٣٢ ـ طبعة القاهرة ١٩٢٤ ، وتاريخ يحيى بن سعيد الأنطاكي (بتحقيقنا) ، وكتابنا : تاريخ طرابلس السياسي والحضاريّ عبر العصور ـ ج ١ / ٢٩٠ ـ ٢٩١ ، الطبعة الثانية ١٩٨٤).
[تراجم وفيات]
سنة إحدى وثمانين وثلاثمائة
أحمد بن إبراهيم بن تمّام (١) ، أبو بكر البعلبكيّ المقرئ الفقهية ، قاضي بعلبكّ.
سمع خيثمة الأطرابلسي ، وأبا الميمون بن راشد ، وجماعة.
وعنه : محمد بن يونس الإسكاف ، وأحمد بن الحسن الطّيّان.
أحمد بن الحسين بن أحمد بن محمد بن حمزة ، أبو نصر النّيسابوري المؤذّن الورّاق ، المعروف بابن حسكويه. كان كثير الحديث.
سمع السّرّاج ، وابن خزيمة ، والماسرجسي ، ومحمد بن إبراهيم العبدوي.
روى عنه : الحاكم ، وأبو (٢) سعد الكنجروذي ، وغيرهما.
توفّي في شعبان.
أحمد بن الحسين بن مهران (٣) ، أبو بكر الأصبهانيّ ثم النّيسابوريّ
__________________
(١) تاريخ دمشق (مخطوط التيمورية) ٣ / ١٦٤ و ١٧ / ٣٦٦ و ٢٩ / ١٠٥ و ٣٧ / ٢٨٢ ، موسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي ـ د. عمر عبد السلام تدمري ـ ق ١ ج ١ / ٢٧٢ رقم ٧٧ ، طبعة المركز الإسلامي للإعلام والإنماء ، بيروت ١٩٨٤ ، ومن حديث خيثمة بن سليمان القرشي الأطرابلسي ـ د. عمر عبد السلام تدمري ـ ص ٣٥ ـ طبعة دار الكتاب العربيّ ١٤٠٠ ه / ١٩٨٠ م.
(٢) في الأصل «أبا».
(٣) تاريخ دمشق (مخطوط التيمورية) ٣٠ / ١ و ٤٠ / ١٢٦ ، طبقات الشافعية للإسنويّ ٢ / ٤٠٠ ، طبقات الشافعية الكبرى للسبكي ٣ / ٣٣٨٠ ، العبر ٣ / ٤٤ ، طبقات القراء ١ / ٤٧٠ ، مرآة الجنان ٢ / ٤٤٢ ، حسن المحاضرة ١ / ٢٨٠ ، الأنساب ٢ / ٥٤٥ ، معجم الأدباء ٣ / ١٢ ، تذكرة الحفاظ ٣ / ٩٧٥ ، سير أعلام النبلاء (المصور) ١٠ ق ٢ / ٢٥٠ ، النجوم الزاهرة ٤ / ١٦٠ ، شذرات الذهب ٣ / ٩٧ ، كشف الظنون ١٠٢٥ و ١٤٢٤ ، معجم المؤلفين
المقرئ العابد ، مصنّف كتاب «الغايات في القراءات» ، قرأ لهشام بدمشق ولابن ذكوان على أبي الحسن محمد بن النّضر الأخرم ، وببغداد على زيد بن أبي بلال الكوفي ، وابن مقسّم ، وأبي بكر النّقّاش ، وأبي الحسن بن ثوبان ، وأبي عيسى بكار بن أحمد ، وهبة الله ابن جعفر ، وبخراسان على غير واحد ، وسمع من أبي العبّاس السّراج ، وابن خزيمة ، وأحمد بن حسين الماسرجسي ، ومكّي بن عبدان.
روى عنه الحاكم ، وأبو حفص بن مسرور ، وأبو سعد الكنجروذي وعبد الرحمن بن الحسن بن عليك ، والمقرئ أبو سعد أحمد بن إبراهيم.
قال الحاكم : كان إمام عصره في القراءات ، وكان أعبد من رأينا من القرّاء ، وكان مجاب الدعوة ، انتقيت عليه خمسة أجزاء ، وتوفّي في شوّال ، وله ستّ وثمانون سنة. وتوفّى في هذا اليوم أبو الحسن العامري صاحب الفلسفة ، فحدّثني عمر بن أحمد الزّاهد : سمعت الثقة من أصحابنا يذكر أنّه رأى بكر بن مهران في المنام في الليلة التي دفن فيها ، فقلت : أيّها الأستاذ ، ما فعل الله بك؟ قال : إنّ الله عزوجل أقام أبا الحسن العامري بحذائي وقال : هذا فداؤك من النّار (١).
وقال الحاكم : قرأنا على ابن مهران ببخارى كتاب «الشامل في القراءات».
وقرأت أنا كتاب «الغاية» له علي أبي الفضل بن عساكر ، بإجازته من المؤيّد الطّوسي ، وزينب الشعرية قالا : أنبا (٢) زاهر الشحامي ، أنا (٣) أبو بكر أحمد بن إبراهيم بن موسى المقرئ ، أنا المصنّف رحمهالله ، وقد قرأ عليه جماعة ، منهم أبو الوفاء مهدي بن طوارة شيخ الهذلي.
__________________
(١) / ٢٠٨ ، ٢٠٩ ، موسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان ـ ق ١ ـ ج ١ / ٢٩٥ رقم ١١٠ ، المنتظم ٧ / ١٦٥ ، رقم ٢٦١ ، البداية والنهاية ١١ / ٣١٠ ، معرفة القراء الكبار ١ / ٢٧٩ ، ٢٨٠ رقم ٢٣ ، تاريخ التراث العربيّ ١ / ٣٠ رقم ١٩ ، الأعلام ١ / ١١٢.
(١) معرفة القراء ١ / ٢٨٠.
(٢) اختصار كلمة «أنبأنا».
(٣) اختصار كلمة «أخبرنا».
أحمد بن محمد بن الحارث الفقيه ، أبو الحسين الفقيه المديني (١) الضّرير.
حدّث في هذا العالم عن أبي القاسم البغوي ، وابن أبي داود.
وعنه : أحمد بن علي النزوي ، وأبو نصر الكسائي.
أحمد بن محمد بن الفضل (٢) بن الجرّاح ، أبو بكر الخرّاز البغدادي.
سمع أبا حامد الحضرميّ ، وأبا بكر بن دريد ، ولزم ابن الأنباري ، فأخبر عنه وروى تصانيفه. وكان ثقة ديّنا : ظاهر المروءة ، من الفرسان المذكورين.
روى عنه : أبو القاسم التنوخي ، وأبو محمّد الجوهري.
إبراهيم بن محمد بن محفوظ بن معقل ، أبو إسحاق النّيسابورى ، شيخ محتشم. كان أحد المجتهدين في العبادة.
سمع : أبا بكر بن خزيمة ، وأبا العبّاس بن السرّاج ، وأحمد بن محمد الماسرجسي.
توفّي في ربيع الأوّل.
وعنه الحاكم قال : رأيت أصوله صحيحة ، وأكثرها بخطّة.
بزال الأمير (٣) ولّي حرب منير الّذي كان على نيابة دمشق ، فهزمه بزال ، واستولى على دمشق في هذه السنة ، وقد ولّي طرابلس أيضا.
بكجور التركي (٤) ، الأمير أبو الفوارس ، مولى سيف الدولة بن حمدان.
__________________
(١) تكرر قبلها «أبو الحسين».
(٢) تاريخ بغداد ٥ / ٨١ رقم ٢٤٧٠ ، المنتظم ٧ / ٦٥ رقم ٢٦٠ ، معجم الأدباء ٤ / ٢٣٩ ، الوافي بالوفيات ٨ / ٨٠ رقم ٣٥٠٦ ، النجوم الزاهرة ٤ / ١٦٠.
(٣) سبق ضبط اسمه في حوادث سنة ٣٨١ ه.
وقد ولي طرابلس حول سنة ٣٧٠ حتى ٣٨١ ه. (انظر : تاريخ طرابلس السياسي والحضاريّ عبر العصور ـ الجزء الأول ـ ص ١٩٩ للمحقق د. عمر عبد السلام تدمري ـ طبعةدار البلاد ، طرابلس ١٩٧٨).
(٤) ذيل تجارب الأمم ٣ / ٢٠٨ ـ ٢١١ ، ذيل تاريخ دمشق ٣٠ ـ ٣٤ ، الكامل في التاريخ ٩ / ٥٨ وما بعدها و ٨٥ ، ٨٦ ، تاريخ ابن خلدون ٤ / ١١٢ ، ١١٣ ، أمراء دمشق ١٨ رقم ٦٥ ، النجوم الزاهرة ٤ / ١٦٠ ، الدرة المضية ٢٢٢ و ٢٣٠ ، اتعاظ الحنفا ١ / ٢٥٩ ، تاريخ يحيى بن سعيد الأنطاكي (بتحقيقنا) ، خطط الشام ١ / ٢٣٥ ، ٢٣٦ ، تاريخ طرابلس السياسي=
ولي إمرة حمص ، ثم ولي دمشق للعزيز العبيدي ، فجار وظلم وصادر ، وخرج عن طاعة العزيز ، فجهّز إليه منير الخادم من مصر ، في سنة ثمان وسبعين ، فبعث بكجور عسكرا ، فالتقوا ، فانتصر منير ، ثم تصالحا ، وذهب بكجور إلى الرّقّة ، فأقام بها دعوة العزيز ، ثم قتل بنواحي ، حلب ، في سنة إحدى هذه (١).
بشر بن الحسين الشيرازي (٢) قاضي القضاة ، أبو سعيد. قدّمه عضد الدولة للقضاء ، فولّاه الطائع قضاء القضاة ، سنة تسع وستّين. وكان فقيها ظاهريا متديّنا معظّما للآثار ، وما أراه قدم بغداد ، بل استناب عليها أربعة قضاة ، ثم إنّه عزل في سنة ستّ وسبعين.
مات بشيراز عن سبعين سنة في هذا العام. أرّخه ابن الخازن.
وقال أبو إسحاق الشيرازي في «طبقات الفقهاء» في أصحاب داود : ومنهم قاضي القضاة أبو سعد بشر بن الحسين ، كان إماما ، أخذ العلم عن علي بن محمد صاحب ابن المغلّس بفارس.
جوهر ، أبو الحسن (٣) القائد الرومي المعروف بالكاتب ، مولى المعزّ
__________________
والحضاريّ ـ د. تدمري ـ ج ١ / ٢٠٠ ـ ٢٠٢ ، الوافي بالوفيات ١٠ / ٢٠٢ رقم ٤٦٨٤ ، المختصر في أخبار البشر ٢ / ١٢٨ ، واتعاظ الحنفا ١ / ٢٥٤ ـ ٢٥٦ ـ و ٢٥٨ ـ ٢٦٠ ، وتاريخ ابن الوردي ١ / ٣١٠.
(١) انظر عن بكجور في كتابنا : تاريخ طرابلس ١ / ٢٨١ ـ ٢٨٢ الطبعة الثانية.
(٢) طبقات الفقهاء ١٧٧ ، ١٧٨ و ١٧٩.
(٣) النجوم الزاهرة في حلى حضرة القاهرة ٢٢ و ٣٣ و ٤١ و ٤٣ و ٥٦ و ١٠١ ـ ١٠٦ ، تهذيب ابن عساكر ٣ / ٤١٦ ، الكامل في التاريخ ٨ / ٥٩٠ و ٥٩١ و ٩ / ٩٠ ، وفيات الأعيان ٣ / ٣٧٥ ـ ٣٨٠ رقم ١٤٥ ، العبر ٣ / ١٦ ، دول الإسلام ١ / ٢٣٢ ، اتعاظ الحنفا ١ / ٢٧٢ ، النجوم الزاهرة لابن تغري بردي ٤ / ٢٨ ـ ٥٤ ، كتاب الولاة والقضاة ٢٩٧ ، ٢٩٨ ، ٥٤٧ ، ٥٨٤ ، ذيل تاريخ دمشق ١ ، ٢ ، ١٢ ، ٣١٠ ، ٣١١ ، شذرات الذهب ٣ / ٩٨ ، ٩٩ ، الدرة المضية ١٢٠ ـ ١٢٥ و ١٣٠ ، و ١٣٥ و ١٣٧ ـ ١٤٠ و ١٤٢ ـ ١٤٥ و ١٧٣ و ١٧٧ ـ ١٧٩ و ٢٥٣ ، نشوار المحاضرة ٤ / ١٧١ ، معجم البلدان ٤ / ٢٢ ، تلخيص معجم الألقاب ٣ / ٥٦١ ، حسن المحاضرة ١ / ٥٥٩ و ٢ / ٢٠١ ، الوافي بالوفيات ١١ / ٢٢٤ ـ ٢٢٦ رقم ٣٢٠ ، بدائع الزهور ـ ج ١ ـ ق ١ / ١٨٩ ، المختصر في أخبار البشر ٢ / ١٢٨ ، وتاريخ ابن الوردي ١ / ٣١١ ، ومرآة الجنان ٣ / ٤١١ ، وتاريخ يحيى بن سعيد الأنطاكي (بتحقيقنا) والبداية والنهاية ١١ / ٣١٠ ، وسير أعلام النبلاء ١٦ / ٤٦٧ ، ٤٦٨ رقم ٣٤٢.
أبى تميم. قدم من المغرب بتجهيز المعزّ إلى ديار مصر في الجيوش والأهبة في سنة ثمان وخمسين ، فاستولى على إقليم مصر ، وابتنى القاهرة ، واستمرّ عالي الأمر نافذ الكلمة.
وكان بعد موت كافور صاحب مصر قد انخرم النظام ، وأقيم في الملك أحمد بن علي بن الإخشيد وهو صغير ، وكان ينوب عنه ابن عمّ والده والحسن بن عبيد الله بن طغج ، والوزير حينئذ جعفر بن الفرات ، فقلّت الأموال على الجند ، فكتب جماعة إلى المعزّ يطلبون منه عسكرا ليسلّموا إليه مصر ، فنفّذ جوهرا في نحو مائة ألف فارس أو أكثر ، فنزل بتروجة (١) بقرب الإسكندرية ، فراسله أهل مصر في طلب الأمان وتقرير أملاكهم لهم ، فأجابهم جوهر ، وكتب لهم العهد ، فعلم الإخشيديّة بذلك ، فتأهّبوا للقتال ، فجاءتهم الكتب والعهود ، فاختلفت كلمتهم. ثم أمّروا عليهم ابن الشويزاني ، وتوجّهوا للقتال نحو الجزيرة ، وحفظوا الجسور ، فوصل جوهر إلى الجيزة ، ووقع بينهم القتال في حادي عشر شعبان ، ثم سار جوهر إلى منية الصّيّادين ، وأخذ مخاضة منية شلقان (٢) ، ووصل إلى جوهر طائفة من العسكر في مراكب ، وحفظ أهل مصر البلد ، فقال جوهر للأمير جعفر بن فلاح : لهذا اليوم خبّأك المعزّ ، فعبر عريانا في سراويل وهو في مركب ، ومعه الرجال خوضا ، فوصلوا إليهم ، ووقع القتال ، فقتل خلق كثير من الإخشيدية ، وانهزم الباقون ، ثم أرسلوا يطلبون الأمان ، فأمّنهم جوهر ، وحضر رسوله ومعه بند أبيض ، وطاف بالأمان ، ومنع من النّهب ، فسكن النّاس ، وفتحت الأسواق ، ودخل من الغد جوهر القائد في طبوله وبنوده ، وعليه ديباج مذهّب ، ونزل موضع القاهرة اليوم ، واختطّها ، وحفر أساس القصر ليلته ، فأرسل إلى مولاه يبشّره بالفتح ، وبعث إليه برءوس القتلى ، وقطع خطبة بني العبّاس ، ولبس السّواد ، وألبس الخطباء البياض ، وأن يقال في الخطبة «اللهمّ صلّ على محمد المصطفى ، وعلى عليّ المرتضى ، وعلى فاطمة البتول ، وعلى الحسن والحسين سبطي
__________________
(١) تروجة : بالفتح ثم الضم وسكون الواو ، وجيم. قرية بمصر من كورة البحيرة من أعمال الإسكندرية. (معجم البلدان ٢ / ٧٢).
(٢) في الأصل «سلقان» بالسين المهملة ، والتصحيح من (اتعاظ الحنفا ١ / ١٠٩).
الرسول ، وصلّ على الأئمّة آباء أمير المؤمنين المعزّ بالله».
ثم في ربيع الآخر سنة تسع وخمسين أذّنوا بمصر ب «حيّ على خير العمل» ، فاستمرّ ذلك ، وكتب إلى المعزّ يبشّره بذلك ، وفرغ من بناء جامع القاهرة في رمضان سنة إحدى وستّين ، والأغلب أنّه الجامع الأزهر (١).
وكان جوهر حسن السيرة في الرّعيّة ، ولما مات رثاه جماعة من الشعراء.
توفّي سنة إحدى وثمانين ، وهو على معتقد العبيديّة.
الحسن بن محمد بن جعفر (٢) بن محمد بن حفص المغازلي الأصبهاني ، في المحرّم.
الحسين بن عمر بن عمران (٣) بن حبيش ، أبو عبد الله البغدادي ، وعنه عبيد الله الأزهري ، وأبو القاسم التنوخي.
وثّقه العتيقي.
الحسين بن موسى بن سعيد ، أبو علي الخيّاط المصري. إمام جامع مصر ، وعاش تسعا وسبعين سنة.
حمدان بن أحمد بن مشارك الهروي ، روى عن : أبي إسحاق بن ياسين.
روى عنه : أبو يعقوب القرّاب.
حيّان القرطبي ، أبو بكر الزّاهد العابد ، من كبار الأولياء ، ومن أصحاب أبي بكر بن مجاهد الصّوفي.
توفّي بقرطبة في ربيع الأوّل من السنة.
خلف بن إبراهيم بن عصمة الشبلي (٤) النّيسابوري. سمع أبا العبّاس السّرّاج وجماعة.
__________________
(١) انظر : عيون الأخبار وفنون الآثار (السبع السادس) ١٤٥ وما بعدها ، واتعاظ الحنفا ١ / ١١٧.
(٢) ذكر أخبار أصبهان ١ / ٢٧٤.
(٣) تاريخ بغداد ٨ / ٨٢ رقم ٤١٦٩ ، المنتظم ٧ / ١٦٦ رقم ٢٦٢.
(٤) في الأصل «البلى».
توفّي في جمادى الآخرة.
شريف بن سيف الدولة : (١) علي بن عبد الله بن حمدان الأمير ، أبو المعالي سعد الدولة ، ملك حلب ونواحيها بعد أبيه ، وطالت أيّامه ، ثم عرض له قولنج أشفى منه على التلف ، ثم تماثل ، فواقع جارية فلما فرغ بطل نصفه ، فدخل إليه الطّبيب فأمر أن يسجر عنده النّد والعنبر ، فأفاق قليلا ، فقال له الطبيب : أرني يدك ، فناوله يده اليسري ، فقال : هات اليمين. فقال : ما تركت لي اليمين يمينا. وكان قد حلف وغدر. وتوفّي في رمضان ، وله أربعون سنة وأشهر ، وتولّى بعده ابنه أبو الفضائل سعد ، وبموت سعد انقرض ملك سيف الدولة.
سنان (٢) بن محمد الضّبعي البصري : لا أعلم متى توفّي.
لقيه أبو ذرّ الهروي بعد الثمانين وثلاثمائة ، وقال : قرأت عليه من أصل سماعه : ثنا أبو خليفة ، فذكر أحاديث.
عبد الله بن أحمد بن حمّويه (٣) بن يوسف بن أعين ، أبو محمد السّرخسي (٤). سمع (٥) سنة ستّ عشرة وثلاثمائة من الفربري «صحيح البخاري» ، وسمع من عيسى بن عمر بن العبّاس السمرقندي كتاب «الدارميّ» ، وسمع من إبراهيم بن خزيم الشّاشي «مسند عبد» وتفسيره.
__________________
(١) زبدة الحلب ١ / ١٥٥ ـ ١٨١ ، مرآة الجنان ٢ / ٤١٤ ، الأعلاق الخطيرة ٣ / ٧٣ ـ ٧٦ و ٣١٥ ـ ٣٢١ ، الوافي بالوفيات ١٦ / ١٤٦ ، ١٤٧ رقم ١٦٩ ، النجوم الزاهرة ٤ / ١٦١ ، شذرات الذهب ٣ / ١٠٠ ، دول الإسلام ١ / ٢٣٣ ، الكامل في التاريخ ٩ / ٨٥ ـ ٩٠ ، ذيل تجارب الأمم ٢١٥ ، ٢١٦ ، ذيل تاريخ دمشق ٤١ ، العبر ٣ / ٣ / ١٦ ، ١٧ ، تاريخ الأنطاكي ١ / ١٧٤ (بتحقيقنا) ، مآثر الإنافة ١ / ٣٢٤ ، ٣٢٥ ، تاريخ مختصر الدول ١٧٧ ، تاريخ الزمان ٧٢.
(٢) في الأصل «شيان».
(٣) دول الإسلام ١ / ٢٣٣ ، العبر ٣ / ١٧ ، تذكرة الحفاظ ٣ / ٩٧٥ ، شذرات الذهب ٣ / ١٠٠ ، الوافي بالوفيات ١٧ / ٤٥ رقم ٣٩ ، النجوم ٤ / ١٦١.
(٤) السرخسي : نسبته إلى بلدة قديمة من بلاد خراسان يقال لها : سرخس ، وسرخس. (الأنساب ٧ / ٦٩).
(٥) في الأصل «سمع منه».
روى عنه : أبو ذرّ عبد بن أحمد الهروي ، وأبو يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم القرّاب ، ومحمد بن عبد الصمد الترابي المروزي ، وعلي بن عبد الله ومحمد بن أحمد بن محمد بن محمود الهرويّان ، وأبو الحسن عبد الرحمن بن محمد بن المظفّر الداوديّ.
وقال أبو ذرّ : قرأت عليه وهو ثقة وصاحب أصول حسان.
قلت : وله جزء مفيد عدّ فيه أبواب الصحيح ، وعدّ ما في كلّ كتاب من الأحاديث ، فأورد ذلك الشيخ محيي الدين في مقدمة ما شرح من الصحيح ، وأعلى شيء يروى في سنة ثلاث وعشرين وسبعمائة. وحدّث الحموي هذا ، وقعت لنا المذكورة من طريقه. ولد سنة ثلاث وتسعين ومائتين.
وقال القرّاب : توفّي لليلتين بقيتا من ذي الحجّة.
عبد الله بن محمد بن بكر بن عبد الرزاق بن داسة ، أبو محمد البصيري ، التّمّار. توفّي في صفر ، وروى عن أبيه صاحب أبي داود.
روى عن : أبي بكر محمد بن الحسين بن مكرّم ، والحسين بن إسماعيل المحاملي ، وخلق.
وعنه أبو ذرّ الهروي.
عبد الرحمن بن عبد الله المالكي (١) الفقيه ، أبو القاسم المصري الجوهري. وتوفّي بمصر ، وهو صاحب «مسند الموطّأ» سمعه من طائفة ، منهم أبو العبّاس بن نفيس المقرئ ، وأبو بكر بن عبد الرحمن ، وأبو الحسن بن فهد ، وآخرون ، وتوفّي في رمضان.
عبد الرحيم بن محمد بن حمدون بن نجار الفقيه ، أبو الفضل النّيسابوري البخاري ، نسبه إلى جدّه ، وكان من أعيان أصحاب أبي الوليد الفقيه.
__________________
(١) العبر ٣ / ١٧ ، شذرات الذهب ٣ / ١٠١ ، حسن المحاضرة ١ / ١٩١ ، شجرة النور ٩٣ ، ٩٤ رقم ٢١٣ ، سير أعلام النبلاء ١٦ / ٤٣٥ ، ٤٣٦ رقم ٣٢١ ، الديباج المذهب ١ / ٤٧٠ ، ٤٧١ ، الرسالة المستطرفة ١٦.
درس في حياته ، وسمع من أبي حامد بن الشرفي ، ومكّي بن عبدان ، وحدّث.
توفّي في جمادى الأولى ، وقد توفّي والده سنة ثمان وأربعين.
عبد العزيز بن علي بن محمد (١) بن إسحاق بن الفرج ، أبو عديّ المصري ، ويعرف بابن الإمام. كان مقرئا مجوّدا لقراءة ورش لأنّها على أبي بكر بن سيف صاحب ابن يعقوب الأرزي.
قرأ عليه طاهر بن غلبون ، وعبد الجبّار بن أحمد الطّرسوسي ، وإسماعيل بن عمرو الحدّاد ، وأبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي ، ومكّي بن طالب ، وأبو عمر الطّلمنكيّ ، وأبو العبّاس محمد بن سعيد بن أحمد بن نفيس ، وغيرهم.
وطال عمره وتفرّد بعلوّ هذه الطريق ، وقد حدّث عن ابن قديد ، ومحمد بن زبّان.
روى عنه يحيى بن الطّحّان.
وقال أبو إسحاق الحبّال. توفّي لعشر خلون من ربيع الأوّل.
عبيد الله (٢) بن أحمد بن معروف (٣) ، أبو محمد البغدادي المعتزلي قاضي القضاة.
ولي بعد أبي بشر عمر بن أكثم ، وسمع من يحي بن صاعد ، وابن نيروز ، وأبي حامد محمد بن أحمد بن هارون الحضرميّ ، ومحمد بن نوح وجماعة.
__________________
(١) تذكرة الحفاظ ٣ / ٩٩٥ ، العبر ٣ / ١٧ ، معرفة القراء الكبار ١ / ٢٧٨ ، ٢٧٩ رقم ٢٢ ، شذرات الذهب ٣ / ١٠١ ، حسن المحاضرة ١ / ٢٠٩ ، وغاية النهاية ١ / ٣٩٤ ، ٣٩٥.
(٢) في الأصل «عبد» وهو تحريف.
(٣) تاريخ بغداد ١٠ / ٣٦٥ ـ ٣٦٨ رقم ٥٥٢٩ ، المنتظم ٧ / ١٦٦ رقم ٢٦٣ ، العبر ٣ / ١٨ ، الكامل في التاريخ ٩ / ٩١ ، دول الإسلام ١ / ٢٣٣ ، شذرات الذهب ٣ / ١٠١ وفيه «عبد الله» وكذا في البداية والنهاية ١١ / ٣١٠ ، تذكرة الحفاظ ٣ / ٩٧٥ ، النجوم الزاهرة ٤ / ١٦٢ ، يتيمة الدهر ٣ / ١١٢ ـ ١١٤ ، الأعلام ٤ / ٣٤٤ ، معجم المؤلفين ٦ / ٢٣٧ ، تاريخ التراث العربيّ ١ / ٣٣٦ رقم ٢٤٧ ، وسير أعلام النبلاء ١٦ / ٤٢٦ ، ٤٢٧ رقم ٣١٥ ، ميزان الاعتدال ٣٠ / ٣ ، لسان الميزان ٤ / ٩٦.
ولد سنة ستّ وثلاثمائة.
قال الخطيب : كان من أجلاد الرجال وألبّاء النّاس ، مع تجربة وحنكة وفطنة ، وبصيرة ثاقبة ، وعزيمة ماضية ، وكان يجمع وسامة في منظره ، وظرفا في ملبسه ، وطلاقة في مجلسه ، ولباقة في خطابه ، ونهوضا بأعباء الأحكام ، وهيبة في القلوب ، قد ضرب في الأدب بسهم ، وأخذ من علم الكلام بحظّ.
وقال العتيقي : كان مجرّدا في الاعتزال ، ولم يكن له سماع كثير.
قلت : روى عنه الحسن بن محمد الخلّال ، والعتيقي ، وعبد الواحد بن شيطا ، وأبو جعفر بن المسلمة. ووثّقه الخطيب.
توفّي في صفر ، وله شعر رائق ، فحل.
عبيد الله بن عبد الرّحمن بن محمد (١) بن عبيد الله بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف الزّهري ، أبو الفضل ، بغداديّ مسند كبير القدر.
سمع : جعفر بن محمد الفريابي ، وإبراهيم بن شريك الأسدي وعبد الله بن المخرّمي ، وعبد الله بن إسحاق المدائني ، ومحمد بن حميد بن المجدّر (٢) ، والبغوي.
وعنه : أبو بكر البرقاني ، وأبو محمد الخلّال ، وعبد العزيز الأزجي ، وأبو القاسم التنوخي ، وجماعة آخرهم وفاة أبو جعفر بن المسلمة.
قال الخطيب : كان ثقة ، ولد سنة تسعين ومائتين. أخبرني العتيقي قال : سمعت أبا الفضل الزّهري يقول : حضرت مجلس الفريابي وفيه عشرة آلاف رجل لم يبق منهم غيري ، وجعل يبكي.
وذكره الأزجي فقال : شيخ ثقة ، مجاب الدّعوة.
__________________
(١) تاريخ بغداد ١٠ / ٣٦٨ ـ ٣٦٩ رقم ٥٥٣١ ، المنتظم ٧ / ١٦٧ رقم ٢٦٤ ، العبر ٣ / ١٨ ، تذكرة الحفاظ ٣ / ٩٧٥ ، النجوم الزاهرة ٤ / ١٦١ ، شذرات الذهب ٣ / ١٠١ ، سير أعلام النبلاء ١٦ / ٣٩٢ ـ ٣٩٤ رقم ٢٨٢.
(٢) في الأصل «المحمدر».
وقال الدارقطنيّ : ثقة صاحب كتاب ، وآباؤه كلّهم قد حدّثوا. توفّي في ربيع الأوّل ، وقيل في ربيع الآخر.
قلت : وقع لنا من روايته «صفة المنافق» للفريابي.
عتّاب بن هارون بن عتّاب (١) بن بشر ، أبو أيّوب الغافقي الأندلسي من أهل شذونة.
روى عن أبيه ، وحجّ فسمع من أبي حفص عمر الجمحيّ ، وأبي الحسن الخزاعي ، وكان صالحا عابدا.
رحل إليه ابن الفرضيّ فأكثر عنه ، وعاش سبعين سنة.
عثمان بن جعفر (٢) ، أبو عمرو الجواليقيّ البغدادي. حدّث في هذه السنة عن عبد الله بن إسحاق المدائني ، ومحمد بن محمد بن الباغندي.
وعنه أبو العلاء الواسطي ، وأحمد بن محمد العتيقي ، وأبو طالب العشاري.
وثّقه العتيقي.
علي بن أحمد بن صالح (٣) بن حمّاد المقرئ القزويني. كان فهما بالقراءات.
عمّر دهرا ، وسمع من يوسف بن عاصم الرازيّ ، ومحمد بن مسعود الأسدي ، ويوسف بن حمدان ، وأخذ القراءات عن أبي عبد الله الحسين الأزرق ، والعبّاس بن الفضل بن شاذان ، ولقي ابن مجاهد ببغداد ، وناظره ، وأقرأ القرآن ثلاثين سنة.
روى : عنه أبو يعلى الحنبلي ، ومن قوله نقلت ترجمته ، وقال : ولدت سنة ثلاث وثمانين ومائتين.
توفّي في رمضان سنة إحدى وثمانين وثلاثمائة.
__________________
(١) تاريخ علماء الأندلس ١ / ٣٠٠ ، ٣٠١ رقم ٨٨٨ ، بغية الملتمس ٤٣٦ رقم ١٢٦٣.
(٢) تاريخ بغداد ١١ / ٣٠٩ رقم ٦١٠٦.
(٣) تذكرة الحفاظ ٣ / ٩٧٥ ، معرفة القراء الكبار ٣٤٠ ، ٣٤١ رقم ٢٦ و ١ / ٣٤٩ رقم ٢٧٥ ، وغاية النهاية ١ / ٥١٩.
علي بن محمد بن عبيد الله (١) الزّهري ، أبو الحسن الضّرير.
كان ببغداد ، ذكر أنّه من ولد عبد الرحمن بن عوف ، وأنّه سمع من أبي يعلى الموصلي.
وعنه : العتيقي ، وأبو القاسم التنوخي ، وكان كذّابا.
محمد بن إبراهيم بن علي (٢) بن عاصم بن زاذان ، أبو بكر بن المقرئ الحافظ ، مسند أصبهان. طوّف الشام ومصر والعراق ، وسمع في قريب من خمسين مدينة.
سمع : محمد بن نصير بن أبان المديني ، ومحمد بن علي الفرقدي ، وإبراهيم بن متّويه ، وطبقتهم بأصبهان ، وأوّل سماعه بعد الثلاثمائة ، وسمع أحمد بن الحسن الصّوفي ، وحامد بن شعيب اللّخمي ، وعمر بن إسماعيل بن أبي غيلان ، وطبقتهم ببغداد ، وأبا يعلى بالموصل ، وعبدان بالأهواز ، وأبا عروبة بحرّان ، ومحمد بن الحسن بن قتيبة بعسقلان ، وإسحاق بن أحمد الخزاعي بمكّة ، وعبد الله بن زيدان البجلي ، وعلي بن العبّاس المقانعي ، وعبد الله بن محمد بن مسلم ببيت المقدس ، وإبراهيم بن مسرور صاحب لوين بحلب ، وأحمد بن يحيى بن زهير الحافظ بتستر ، وسعيد بن عبد العزيز ، وأحمد بن هشام بن عمّار ، ومحمد بن خريم بدمشق ، ومحمد بن المعافي بصيداء ، ومكحولا ببيروت ، وميمون بن هارون بعكّا ، ومحمد بن عمير صاحب هشام بن عمّار ، بالرملة ، ومضاء بن عبد الباقي بأذنه ، وجعفر بن أحمد بن سنان بواسط ، ومحمد بن علي بن روح المؤدّب بعسكر مكرم ، ومحمد بن
__________________
(١) تاريخ بغداد ١٢ / ٩٢ ، ٩٣ رقم ٦٥٠٩.
(٢) ذكر أخبار أصبهان ٢ / ٢٩٧ ، حلية الأولياء ٩ / ١٢٩ ، الأنساب ١٩ ب ، ٨٦ أ ، ٣٥٨ ب ، تاريخ دمشق (مخطوط التيمورية) ٤٩٣ و ٣٦ / ٥١٤ ـ ٥١٩ ، و ٣٩ / ٣٢ ، تذكرة الحفاظ ٣ / ٩٧٣ ـ ٩٧٦ ، غاية النهاية ٢ / ٤٥ ، شذرات الذهب ٣ / ١٠١ ، الأعلام ٦ / ١٨٤ ، معجم المؤلفين ٨ / ٢١٠ ، تاريخ التراث العربيّ ١ / ٣٣٥ رقم ٢٤٦ موسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان ق ١ ـ ٤ / ٦٠ رقم ١٥٢٨ ، العبر ٣ / ١٨ ، ١٩ ، النجوم الزاهرة ٤ / ١٦١ ، الكامل في التاريخ ٩ / ٩١ ، مرآة الجنان ٢ / ٤١٥ ، سير أعلام النبلاء ١٦ / ٣٩٨ ـ ٤٠٢ رقم ٢٨٨ ، الوافي بالوفيات ١ / ٣٤٢ ، ٣٤٣ ، طبقات الحفاظ ٣٨٧ ، ٣٨٨ ، الرسالة المستطرفة ٩٥.
تمّام البهراني ، ومحمد بن يحيى بن رزين بحمص ، والحسين بن عبد الله القطّان الأزدي بالرّقّة ، ومحمد بن محمد بن الأشعث ، ومحمد بن زبّان ، وعلي بن أحمد علّان ، وأحمد بن عبد الوارث الغسّال بمصر ، ومحمد بن أبي سلمة بن قوبا بعسقلان ، وصنّف «معجم شيوخه» ، وسمع «شرح الآثار» للطّحاوي منه ، وخرّج الفوائد ، وجمع «مسند أبي حنيفة».
روى عنه : أبو إسحاق بن حمزة ، وأبو الشيخ ، وهما أكبر منه ، وحمزة السّهمي ، وأحمد بن موسي بن مردود ، وأبو نعيم ، وأبو طاهر بن عبد الرحيم وإبراهيم بن منصور الكراني سبط بحرويه ، ومنصور بن الحسين ، وأبو طاهر أحمد بن محمد الثقفي ، وأحمد بن محمد بن النّعمان ، وآخرون.
قال أبو طاهر الثقفي : سمعت ابن المقرئ يقول : طفت الشرق والغرب أربع مرات.
وقال رجلان : سمعنا ابن المقرئ يقول : مشيت بسبب نسخة المفضّل بن فضالة سبعين مرحلة ، ولو عرضت على بقّال برغيف لم يأخذها.
وقال أبو طاهر بن سلمة : سمعت ابن المقرئ يقول : دخلت بيت المقدس عشر مرات ، وحججت أربع حجج ، واستلمت الحجر في ليلة مائة وخمسين ، وأقمت بمكّة خمسة وعشرين شهرا.
وعن أبي بكر بن أبي علي قال : كان ابن المقرئ يقول : كنت أنا والطّبراني وأبو الشيخ في مدينة الرسول عليهالسلام ، فضاق بنا الوقت ، فواصلنا ذلك اليوم ، فلما كان وقت العشاء حضرت القبر ، وقلت : يا رسول الله الجوع. فقال لي الطّبراني : اجلس فإمّا أن يكون الرزق أو الموت ، فقمت أنا وأبو الشيخ ، فحضر الباب علويّ ، ففتحنا له ، وإذا معه غلامان بزنبيلين فيهما شيء كثير ، وقال : يا قوم شكوتموني إلى النّبي صلّي الله عليه وسلم فإنّي رأيته ، فأمرني بحمل شيء إليكم.
وروى أبو موسى المديني ترجمة ابن المقرئ : نا معمّر بن الفاخر ، سمعت أبا نصر بن الحسن بن أبي عمر ، سمعت ابن سلامة يقول : قيل
للصاحب بن عبّاد : أنت رجل معتزليّ وابن المقرئ محدّث ، وأنت تحبّه ، فقال : إنّه كان صديق والدي ، وقيل مودّة الآباء قرابة الأبناء ، ولأنّي كنت نائما ، فرأيت النّبيّ صلىاللهعليهوسلم في المنام يقول لي : أنت نائم وولّي من أولياء الله علي بابك ، فانتبهت ودعوت البوّاب ، وقلت : من بالباب؟ قال : أبو بكر بن المقرئ.
وقال أبو عبد الله بن مهدي : سمعت ابن المقرئ يقول : مذهبي في الأصول مذهب أحمد بن حنبل وأبي زرعة.
قال ابن مردويه : هو ثقة مأمون ، صاحب أصول. توفّي يوم الإثنين في شوّال.
وقال أبو نعيم : محدّث كبير ثقة ، صاحب [أصول] ، سمع ما لا يحصى كثرة ، وتوفّي عن ستّ وتسعين سنة.
قلت : وكان الصّاحب إسماعيل بن عبّاد يحترمه ، وكان خازنا كتب الصّاحب ، وقد خرّجت من معجمة أربعين حديثا عن أربعين شيخا ، في أربعين مدينة ، سمّيتها «أربعي البلدان» لأبي بكر بن المقرئ ، وسمعناها.
وعند أبي سعيد المدائني حديثه في غاية العلو.
مات في شوّال.
محمد بن أحمد بن محمد بن إبراهيم بن عبده بن سليط السّليطي ، أبو جعفر النّيسابوري.
عن : أبي بكر الأسفرايني ، والشرفي ، ومكّي بن عبدان ، وطبقتهم.
وعنه : الحاكم ، وانتقى عليه ، وأبو يعلى الصّابوني ، والكنجروذي وجماعة.
وحدّث أيضا بمكّة والعراق.
محمد بن حسين بن شنظير (١) ، أبو عبد الله الأموي الطليطليّ ، والد المحدّث أبي إسحاق إبراهيم. كان فقيها عارفا بمذهب مالك.
__________________
(١) الصلة لابن بشكوال ٢ / ٤٧٧ ، ٤٧٨ رقم ١٠٣٣.