المحقق: عبدالله محمود شحاته
الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: مؤسسة التاريخ العربي للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ١
الصفحات: ١٠٦٧
(بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ)
(إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ) ـ ١ ـ فذهب ضؤها (وَإِذَا النُّجُومُ انْكَدَرَتْ) ـ ٢ ـ يعنى اكدارت الكواكب وتناثرت (وَإِذَا الْجِبالُ سُيِّرَتْ) ـ ٣ ـ من أما كنها واستوت بالأرض كما كانت أول مرة (وَإِذَا الْعِشارُ عُطِّلَتْ) ـ ٤ ـ يعنى وإذا النوق الحوامل أهملت ، يعنى الناقة الحاملة نسيها أربابها ، وذلك أنه ليس شيء أحب إلى الأعراب من الناقة الحاملة ، يقول أهملها أربابها للأمر الذي عاينوه (وَإِذَا الْوُحُوشُ حُشِرَتْ) ـ ٥ ـ يعنى جمعت (وَإِذَا الْبِحارُ سُجِّرَتْ) ـ ٦ ـ يعنى فجرت بعضها فى جوف بعض العذب والمالح ملئت فى البحر المسجور يعنى الممتلئ فصارت البحور كلها بحرا واحدا مثل طشت فيه ماء ، (وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ) ـ ٧ ـ أزوجت «أنفس (١)» المؤمنين مع الحور العين ، وأزوجت أنفس الكافرين مع الشياطين يعنى ابن آدم وشيطانه مقرونا فى السلسلة الواحدة زوجان ، نظيرها فى سورة الصافات قوله ـ عزوجل ـ : (احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْواجَهُمْ ...) (٢) يعنى قرناءهم (وَإِذَا الْمَوْؤُدَةُ سُئِلَتْ) ـ ٨ ـ يعنى دفن البنات ، وذلك أن أهل الجاهلية كان أحدهم إذا ولدت «له (٣)» الابنة دفنها فى التراب وهي حية فذلك قوله : (وَإِذَا الْمَوْؤُدَةُ سُئِلَتْ ،
__________________
(١) «أنفس» : ساقطة من أ.
(٢) سورة الصافات : ٢٢.
(٣) فى أ : «لهم».
بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ) ـ ٩ ـ سئل قاتلها بأى ذنب قتلها وهي حية لم تذنب قط (وَإِذَا الصُّحُفُ نُشِرَتْ) ـ ١٠ ـ وذلك أن المرء إذا مات طويت صحيفته ، فإذا كان يوم القيامة نشرت للجن والإنس فيعطون كتبهم ، فتعطيهم الحفظة منشورا بأيمانهم وشمائلهم (وَإِذَا السَّماءُ كُشِطَتْ) ـ ١١ ـ عن من فيها لنزول الرب ـ تبارك وتعالى ـ والملائكة ، ثم طويت (وَإِذَا الْجَحِيمُ سُعِّرَتْ) ـ ١٢ ـ يعنى أوقدت لأعدائه (وَإِذَا الْجَنَّةُ أُزْلِفَتْ) ـ ١٣ ـ يعنى قربت لأوليائه (عَلِمَتْ نَفْسٌ ما أَحْضَرَتْ) ـ ١٤ ـ يعنى علمت ما عملت فاستيقنت من خير أو شر تجزى به كل هذا يوم القيامة ، ثم أقسم الرب ـ تعالى ـ فقال : (فَلا أُقْسِمُ) يعنى أقسم (بِالْخُنَّسِ) ـ ١٥ ـ وهي خمس من الكواكب ، بهرام ، والزهرة ، وزحل ، والبرجهس يعنى المشترى ، وعطارد ، والخنس التي خنست بالنهار فلا ترى ، وظهرت بالليل فترى ، قال : («الْجَوارِ) (١) (» الْكُنَّسِ) ـ ١٦ ـ لأنهن يجرين فى السماء الكنس يعنى تتوارى كما تتوارى الظباء فى كناسهن ، (وَاللَّيْلِ إِذا عَسْعَسَ) ـ ١٧ ـ يعنى إذا أظلم (وَالصُّبْحِ إِذا تَنَفَّسَ) ـ ١٨ ـ يعنى إذا أضاء لونه فأقسم الله ـ تعالى ـ بهؤلاء الآيات أن هذا القرآن ، (إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ) (٢) ـ ١٩ ـ على الله يعنى جبريل ـ عليهالسلام ـ ، هو علم محمدا ـ صلىاللهعليهوسلم ـ (ذِي قُوَّةٍ) يعنى ذا بطش ، وذلك أن النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ حين بعث ، قال إبليس : من لهذا النبي الذي خرج من أرض تهامة؟ فقال شيطان ـ واسمه الأبيض ـ هو صاحب الأنبياء : أنا له ، فأتى النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ فوجده فى
__________________
(١) فى أ : «الجواري».
(٢) (إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ) : ساقطة من أ.
بيت الصفا فلما انصرف قام الأبيض فى صورة جبريل ـ صلىاللهعليهوسلم ـ ليوحى إليه ، فنزل جبريل ـ عليهالسلام ـ فقام بينه وبين النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ فدفعه جبريل ـ صلىاللهعليهوسلم ـ بيده دفعة هينة فوقع من مكة بأقصى الهند من فرقه ، ثم قال : (عِنْدَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ) ـ ٢٠ ـ جبريل ـ عليهالسلام ـ يقول وهو وجيه عند الله ـ عزوجل ـ ثم قال : (مُطاعٍ ثَمَ) يعنى هنالك فى السموات ، كقوله : (... وَأَزْلَفْنا) يعنى قربنا «ثم ... (١)» يعنى هنالك ، وكقوله : («وَإِذا رَأَيْتَ ثَمَ) (٢) ...» (٣) يعنى هنالك ، وذلك أن النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ ليلة عرج به إلى السموات رأى إبراهيم ـ صلىاللهعليهوسلم ـ وموسى ـ «عليهما (٤)» السلام ـ فصافحوه «وأداره جبريل على الملائكة فى السموات فاستبشروا به» (٥) وصافحوه «ورأى مالكا (٦)» خازن النار ، فلم يكلمه ولم يسلم عليه فقال النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ لجبريل ـ عليهالسلام ـ : من هذا؟ قال : هذا مالك خازن جهنم لم يتكلم قط ، وهؤلاء النفر معه ، فخزنة جهنم نزعت منهم الرأفة والرحمة ، وألقى عليهم العبوس والغضب على أهل جهنم أما إنهم لو كلموا أحدا منذ خلقوا لكلموك لكرامتك على الله ـ عزوجل ـ فقال النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ : قل له
__________________
(١) «ثم» : ساقطة من الأصل ، والآية من سورة الشعراء : ٦٤.
(٢) فى أ ، ف : «فى».
(٣) سورة الإنسان : ٢٥.
(٤) فى أ ، ف : «عليهم».
(٥) فى ف : «وإذا رأوا الملائكة فى السماوات فاستبشروا به» ، وفى أ : «وأداره فى الملائكة فى السموات فاستبشروا به».
(٦) فى ف : «فرأى مالك» ، وفى أ : «ورأى مالك».
فليكشف عن باب منها ، فكشف عن مثل منخر الثور منها ، فتخلخلت فجاءت بأمر عظيم ، حسبت أنها الساعة حتى أهيل منها النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ فقال لجبريل : «مره فليردها (١)» فأمره جبريل ـ صلى الله عليه ـ فأطاعه مالك ـ عليهالسلام ـ فردها ، فذلك قوله : («مُطاعٍ ثَمَّ» أَمِينٍ) ـ ٢١ ـ يسمى أمينا لما استودعه ـ عزوجل ـ من أمره فى خلقه (وَما صاحِبُكُمْ بِمَجْنُونٍ) ـ ٢٢ ـ يعنى النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ وذلك أن كفار مكة قالوا : إن محمدا مجنون ، وإنما «تقوله (٢)» من تلقاء نفسه ، (وَلَقَدْ رَآهُ بِالْأُفُقِ الْمُبِينِ) ـ ٢٣ ـ يعنى من قبل المطلع ، وذلك أن النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ رأى جبريل ـ عليهالسلام ـ فى صورته من قبل المشرق بجبال مكة قد ملأ الأفق رجلاه فى الأرض ، ورأسه فى السماء ، وجناح له من قبل المشرق ، وجناح له من قبل المغرب ، فغشى على النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ فتحول جبريل ـ عليهالسلام ـ فى صورة البشر ، فقال : أنا جبريل ، وجعل يمسح عن وجهه (٣) ، ويقول : أنا أخوك أنا جبريل ، حتى أفاق فقال المؤمنون : ما رأيناك منذ بعثت أحسن منك اليوم وفقال النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ : أتانى جبريل ـ عليهالسلام ـ فى صورته. فعلقنى هذا من حسنه ، (وَما هُوَ عَلَى الْغَيْبِ «بِضَنِينٍ») (٤) ـ ٢٤ ـ «بظنين (٥)»
__________________
(١) «مره فليردها» : من ف ، وليست فى أ.
(٢) فى أ : «يقوله».
(٣) أى عن وجه النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ.
(٤) فى أ : «بظنين» ، وقراءة حفص «بضنين».
(٥) «بظنين» : زيادة اقتضاها السياق.
يعنى وما محمد ـ صلىاللهعليهوسلم ـ على القرآن بمتهم ، ومن قرأ «بضنين» ، يعنى ببخيل ، [٢٣١ أ] (وَما هُوَ بِقَوْلِ شَيْطانٍ رَجِيمٍ) ـ ٢٥ ـ يعنى ملعون ، وذلك أن كفار مكة قالوا إنما يجيء به الري ، وهو الشيطان واسمه الري فيلقيه على لسان محمد ـ صلىاللهعليهوسلم ـ ، فيها تقديم ، يقول لكفار مكة (فَأَيْنَ تَذْهَبُونَ) ـ ٢٦ ـ يعنى أين تعجلون عن كتابي وأمرى لقولهم إن محمدا مجنون (إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِلْعالَمِينَ) ـ ٢٧ ـ يعنى ما فى القرآن إلا تذكرة وتفكر للعالمين (لِمَنْ شاءَ مِنْكُمْ) يا أهل مكة (أَنْ يَسْتَقِيمَ) ـ ٢٨ ـ على الحق ، ثم رد المشيئة إلى نفسه فقال : (وَما تَشاؤُنَ) «الاستقامة (١)» (إِلَّا أَنْ يَشاءَ اللهُ رَبُّ الْعالَمِينَ) ـ ٢٩ ـ.
قوله : (وَاللَّيْلِ إِذا عَسْعَسَ) أظلم عن كل دابة ، الخنافس ، والحيات ، والعقارب ، والسباع ، «والوحوش (٢)».
__________________
(١) فى أ : «الإقامة»
(٢) فى أ : «والوحش» ، وفى ف : «والوحوش» ، والجملة مضطر فى أ ، وهي من ف.
سورة الانفطار
(٨٢) سورة الانفطار مكية
وآياتها تسع عشرة
(بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ)
(إِذَا السَّماءُ انْفَطَرَتْ (١) وَإِذَا الْكَواكِبُ انْتَثَرَتْ (٢) وَإِذَا الْبِحارُ فُجِّرَتْ (٣) وَإِذَا الْقُبُورُ بُعْثِرَتْ (٤) عَلِمَتْ نَفْسٌ ما قَدَّمَتْ وَأَخَّرَتْ (٥) يا أَيُّهَا الْإِنْسانُ ما غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ (٦) الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ (٧) فِي أَيِّ صُورَةٍ ما شاءَ رَكَّبَكَ (٨) كَلاَّ بَلْ تُكَذِّبُونَ بِالدِّينِ (٩) وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحافِظِينَ (١٠) كِراماً كاتِبِينَ (١١) يَعْلَمُونَ ما تَفْعَلُونَ (١٢) إِنَّ الْأَبْرارَ لَفِي نَعِيمٍ (١٣) وَإِنَّ الْفُجَّارَ لَفِي جَحِيمٍ (١٤) يَصْلَوْنَها يَوْمَ الدِّينِ (١٥) وَما هُمْ عَنْها بِغائِبِينَ (١٦) وَما أَدْراكَ ما يَوْمُ الدِّينِ (١٧) ثُمَّ ما أَدْراكَ ما يَوْمُ الدِّينِ (١٨) يَوْمَ لا تَمْلِكُ نَفْسٌ لِنَفْسٍ شَيْئاً وَالْأَمْرُ يَوْمَئِذٍ لِلَّهِ (١٩))
تفسير مقاتل بن سليمان ج ٤ ـ م ٣٩
[سورة الانفطار (١)]
سورة الانفطار مكية عددها «تسع (٢) عشرة آية كوفى».
__________________
(١) معظم مقصود السورة الخبر عن حال السماء ونجومها فى آخر الزمان وبيان غفلة الإنسان ، وذكر الملائكة الموكلين بما يصدر من اللسان والأركان ، وبيان إيجاد الحق ـ تعالى ـ الحكم يعم يحشر الإنس والجان.
(٢) فى أ : «سبعة عشر آية كوفى».
وفى المصحف : (٨٢) سورة الانفطار مكية وآياتها (١٩) نزلت بعد سورة النازعات.
وفى بصائر ذوى التمييز فى لطائف الكتاب العزيز للفيروزآبادي وآياتها تسع عشرة.
(بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ)
(إِذَا السَّماءُ انْفَطَرَتْ) ـ ١ ـ يعنى انشقت يعنى انفرجت من الخوف لنزول الرب ـ عزوجل ـ والملائكة ، ثم طويت (وَإِذَا الْكَواكِبُ انْتَثَرَتْ) ـ ٢ ـ يعنى تساقطت (وَإِذَا الْبِحارُ) يعنى العذب والمالح (فُجِّرَتْ) ـ ٣ ـ بعضها فى جوف بعض ، فصارت البحار بحرا واحدا ، فامتلأت (وَإِذَا الْقُبُورُ بُعْثِرَتْ) ـ ٤ ـ يعنى بحثت عن من فيها من الموتى (عَلِمَتْ نَفْسٌ ما قَدَّمَتْ) من خير (وَأَخَّرَتْ) ـ ٥ ـ من سيئة (يا أَيُّهَا الْإِنْسانُ ما غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ) ـ ٦ ـ نزلت فى أبى الأشدين ، اسمه أسيد بن كلدة ، وكان أعور شديد البطش ، فقال : لئن أخذت بحلقة من باب الجنة ليدخلنها بشر كثير ، ثم قتل يوم فتح مكة ، يعنى غره الشيطان. ثم قال : (الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ) ـ ٧ ـ يعنى فقومك (فِي أَيِّ صُورَةٍ ما شاءَ رَكَّبَكَ) ـ ٨ ـ يعنى لو شاء ركبك فى غير صورة الإنسان (كَلَّا) لا يؤمن هذا الإنسان بمن خلقه وصوره ، ثم قال : (بَلْ تُكَذِّبُونَ بِالدِّينِ) ـ ٩ ـ يعنى بالحساب (وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحافِظِينَ) ـ ١٠ ـ من الملائكة يحفظون أعمالكم ، ثم نعتهم فقال : [٢٣١ ب] : (كِراماً) يعنى مسلمين (كاتِبِينَ) ـ ١١ ـ يكتبون أعمال بنى آدم بالسريانية ، فبأى لسان تكلم ابن آدم؟ فإنه إنما يكتبونه بالسريانية والحساب بالسريانية ، وإذا دخلوا الجنة تكلموا بالعربية على لسان محمد ـ صلىاللهعليهوسلم ـ (يَعْلَمُونَ ما تَفْعَلُونَ) ـ ١٢ ـ من الخير والشر
فيكتبون (إِنَّ الْأَبْرارَ) يعنى المطيعين لله فى الدنيا (لَفِي نَعِيمٍ) ـ ١٣ ـ يعنى نعيم الآخرة (وَإِنَّ الْفُجَّارَ) يعنى الظلمة فى الدنيا (لَفِي جَحِيمٍ) ـ ١٤ ـ يعنى النار : يعنى ما عظم منها (يَصْلَوْنَها) يصلون الجحيم (يَوْمَ الدِّينِ) ـ ١٥ ـ يعنى يوم الحساب يوم يدان بين العباد بأعمالهم (وَما هُمْ عَنْها بِغائِبِينَ) ـ ١٦ ـ يعنى الفجار محضرون الجحيم لا يغيبون عنها ، ثم قال : (وَما أَدْراكَ ما يَوْمُ الدِّينِ) ـ ١٧ ـ تعظيما له ، كرره فقال : (ثُمَّ ما أَدْراكَ ما يَوْمُ الدِّينِ) ـ ١٨ ـ يعنى يوم يوم الحساب ، ثم أخبر نبيه ـ صلىاللهعليهوسلم ـ عن يوم الدين فقال (يَوْمَ لا تَمْلِكُ) يعنى لا تقدر (نَفْسٌ لِنَفْسٍ شَيْئاً) يعنى من المنفعة ، ثم قال : (وَالْأَمْرُ يَوْمَئِذٍ لِلَّهِ) ـ ١٩ ـ يعنى يوم الدين كله لله وحده ، يعنى لا يملك الأمر يومئذ أحد غيره ، وحده.
سورة المطفّفين
(٨٣) سورة المطففين مكية
وآياتها ست وثلاثون
(بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ)
(وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ (١) الَّذِينَ إِذَا اكْتالُوا عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ (٢) وَإِذا كالُوهُمْ أَوْ وَزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ (٣) أَلا يَظُنُّ أُولئِكَ أَنَّهُمْ مَبْعُوثُونَ (٤) لِيَوْمٍ عَظِيمٍ (٥) يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعالَمِينَ (٦) كَلاَّ إِنَّ كِتابَ الفُجَّارِ لَفِي سِجِّينٍ (٧) وَما أَدْراكَ ما سِجِّينٌ (٨) كِتابٌ مَرْقُومٌ (٩) وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ (١٠) الَّذِينَ يُكَذِّبُونَ بِيَوْمِ الدِّينِ (١١) وَما يُكَذِّبُ بِهِ إِلاَّ كُلُّ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ (١٢) إِذا تُتْلى عَلَيْهِ آياتُنا قالَ أَساطِيرُ الْأَوَّلِينَ (١٣) كَلاَّ بَلْ رانَ عَلى قُلُوبِهِمْ ما كانُوا يَكْسِبُونَ (١٤) كَلاَّ إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ (١٥) ثُمَّ إِنَّهُمْ لَصالُوا الْجَحِيمِ (١٦) ثُمَّ يُقالُ هذَا الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ (١٧) كَلاَّ إِنَّ كِتابَ الْأَبْرارِ لَفِي عِلِّيِّينَ (١٨) وَما أَدْراكَ ما عِلِّيُّونَ (١٩) كِتابٌ مَرْقُومٌ (٢٠) يَشْهَدُهُ الْمُقَرَّبُونَ (٢١) إِنَّ الْأَبْرارَ
لَفِي نَعِيمٍ (٢٢) عَلَى الْأَرائِكِ يَنْظُرُونَ (٢٣) تَعْرِفُ فِي وُجُوهِهِمْ نَضْرَةَ النَّعِيمِ (٢٤) يُسْقَوْنَ مِنْ رَحِيقٍ مَخْتُومٍ (٢٥) خِتامُهُ مِسْكٌ وَفِي ذلِكَ فَلْيَتَنافَسِ الْمُتَنافِسُونَ (٢٦) وَمِزاجُهُ مِنْ تَسْنِيمٍ (٢٧) عَيْناً يَشْرَبُ بِهَا الْمُقَرَّبُونَ (٢٨) إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا كانُوا مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا يَضْحَكُونَ (٢٩) وَإِذا مَرُّوا بِهِمْ يَتَغامَزُونَ (٣٠) وَإِذَا انْقَلَبُوا إِلى أَهْلِهِمُ انْقَلَبُوا فَكِهِينَ (٣١) وَإِذا رَأَوْهُمْ قالُوا إِنَّ هؤُلاءِ لَضالُّونَ (٣٢) وَما أُرْسِلُوا عَلَيْهِمْ حافِظِينَ (٣٣) فَالْيَوْمَ الَّذِينَ آمَنُوا مِنَ الْكُفَّارِ يَضْحَكُونَ (٣٤) عَلَى الْأَرائِكِ يَنْظُرُونَ (٣٥) هَلْ ثُوِّبَ الْكُفَّارُ ما كانُوا يَفْعَلُونَ (٣٦))
[سورة المطففين (١)]
سورة المطففين مدنية عددها «ست (٢)» وثلاثون آية كوفى (٣).
__________________
(١) معظم مقصود السورة :
تمام الكيل والميزان ، والاحتراز عن البخس والنقصان ، وذكر السجين لأهل العصيان وذكر العليين لأهل الإيمان ، ودلال المؤمنين والمطيعين فى نعيم الجنان ، وذل العصاة فى عذاب النيران ، ومكافأتهم على وفق الجرم والكفران ، فى قوله تعالى : (هَلْ ثُوِّبَ الْكُفَّارُ ما كانُوا يَفْعَلُونَ) سورة المطففين : ٣٦.
(٢) فى أ : «ستة».
(٣) فى المصحف : (٨٣) سورة المطففين مكية وآياتها (٣٦) نزلت بعد سورة العنكبوت وهي آخر سورة نزلت بمكة.