أبي عبد الله محمّد بن إسحاق ابن العبّاس الفاكهي المكّي
المحقق: عبد الملك بن عبد الله بن دهيش
الموضوع : الحديث وعلومه
الطبعة: ٤
الصفحات: ٤١٠
ذكر
الترغيب في نكاح نساء أهل مكة ،
ولغتهن وما قيل فيهن من الشعر وتفسير ذلك
١٦٩٣ ـ حدّثنا عبد الجبار بن العلاء ، قال : ثنا سفيان ، عن أيوب بن موسى ، عن نافع ، عن ابن عمر ـ رضي الله عنهما ـ قال : قال عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ : انكحوا نساء أهل مكة.
١٦٩٤ ـ حدّثنا الزبير ، قال : ثنا رجل أظنه اسماعيل بن يعقوب التيمي ، عن عبد الرحمن بن أبي الزناد ، عن أبيه ، قال : قدمت امرأة من أهل مكة من هذيل المدينة ، فقال فيها عبيد الله بن عبد الله (١) شعرا :
أحبّك حبّا لا يحبّك مثله |
|
قريب ولا في العاشقين بعيد |
أحبّك حبّا لو شعرت ببعضه |
|
لجدت ولم يصعب عليك شديد |
وحبّك يا أمّ الصّبيّ مدلّهي |
|
شهيدي أبو بكر فنعم الشهيد |
ويعلم وجدي قاسم بن محمّد |
|
وعروة ما ألقى بكم وسعيد |
ويعلم ما أخفي سليمان علمه |
|
وخارجة يبدي بها ويعيد |
فإن تسألي عمّا أقول فتحتري |
|
وللحبّ عندي طارف وتليد |
__________________
١٦٩٣ ـ إسناده صحيح.
١٦٩٤ ـ إسناده ضعيف.
رواه أبو الفرج في الأغاني ٩ / ١٤٨ من طريق : الزبير به ، بنحوه على اختلاف في بعض الأبيات ، ولم يورد البيت الأول.
(١) هو عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود المسعودي ، الفقيه المشهور ، المتوفى سنة (١٠٢).
يعني : أبا بكر بن عبد الرحمن بن الحارث ، وسعيد بن المسيب ، وعروة ابن الزبير ، وسليمان بن يسار مولى ميمونة ، وخارجة بن زيد بن ثابت ، وعبيد الله بن عبد الله ، والقاسم بن محمد ، هؤلاء فقهاء أهل المدينة ، الذين يؤخذ عنهم العلم. قال : فقال سعيد : ما أمنت أن تسألنا ، ولو سألتنا لرجونا أن لا نشهد لك بزور.
١٦٩٥ ـ حدّثنا أبو الطاهر الدمشقي ، عن ابراهيم بن المنذر الحزامي ، قال : ثنا محمد بن معن الغفاري ، عن ابن عيينة / قال : كنت جالسا أنا ومسعر عند اسماعيل بن أمية ، فأقبلت عجوز ، حتى سلمت على اسماعيل بن أمية ، فلما ولّت ، قال لنا اسماعيل : هذه بغوم عمر بن أبي ربيعة ، التي يقول فيها :
حبّذا يا بغوم أنت واسماء |
|
وعيش يكفّنا وخلاء |
ولقد قلت ليلة الجزل لمّا |
|
اخضلت ريطتي عليّ السّماء |
قال : فقال مسعر : وربّ هذه البنيّة ما كان عند هذا الوجه خير قط.
١٦٩٦ ـ حدّثنا أبو هشام الرفاعي ، قال : ثنا يحيى بن يمان ، قال : ثنا
__________________
١٦٩٥ ـ اسناده حسن.
أبو الطاهر ، هو : الحسن بن أحمد بن ابراهيم بن فيل.
رواه أبو الفرج في الأغاني ١ / ١٦٣ من طريق : عبد الله بن أبي سعد ، عن ابراهيم بن المنذر به بنحوه. وقد تصرّف محققه فجعل لفظة (عيش يكفّنا) (عيص يكننا) باعتماده على ديوان عمر بن أبي ربيعة ، مع أن جميع نسخ الأغاني الخطيّة روته كما رواه الفاكهي.
والجزل : موضع قرب مكة ، هكذا قال ياقوت في معجم البلدان ٢ / ١٣٤.
وذكر هذا البيت ، وانظر ديوان عمر بن أبي ربيعة. وبغوم هذه يذكر عنها أنّها كانت من أجمل نساء أهل مكة ، وأنظر تفاصيل قصتها في الأغاني.
١٦٩٦ ـ إسناده ضعيف.
أبو هشام الرفاعي ، هو : محمد بن يزيد بن كثير العجلي ، ليس بالقوي. التقريب ٢ / ٢١٩. وصالح بن حيّان ، هو : القرشي ، وهو ضعيف ، كما في التقريب ١ / ٣٥٨.
ابراهيم بن الزبرقان ، عن صالح بن حيّان ، عن [ابن](١) بريدة في قوله (عُرُباً)(٢) قال : الشيكلة بلغة مكة ، والمغنوجة بلغة المدينة.
١٦٩٧ ـ حدّثنا الزبير بن أبي بكر ، قال : [وفي](٣) وليدة بنت سعيد بن الأسود بن أبي البختري يقول عبد الرحمن بن عبد الله بن الأسود :
هي الرّكن ركن النّساء الّتي |
|
إذا خرجت مشهدا تستلم |
يطفن إذا خرجت حولها |
|
كطوف الحجيج ببيت الحرم |
ذكر
التكبير بمكة في أيام العشر وما جاء فيه
والتكبير ليلة الفطر وتفسير ذلك
١٦٩٨ ـ حدّثنا أبو هشام الرفاعي ، قال : ثنا ابن فضيل ، عن يزيد بن أبي زياد ، عن مجاهد ، عن عبد الله بن عمرو بن العاص ـ رضي الله عنهما ـ
__________________
١٦٩٧ ـ وليدة بنت سعيد ، وعبد الرحمن بن عبد الله لم أقف عليهما.
١٦٩٨ ـ إسناده ضعيف.
أبو هشام الرفاعي ، هو : محمد بن يزيد بن كثير العجلي : ليس بالقوي. وابن فضيل ، هو : محمد بن فضيل. ويزيد بن أبي زياد ، هو : الهاشمي ، مولاهم الكوفي : ضعيف ، كبر فتغيّر ، صار يتلقن ، وكان شيعيا. التقريب ٣٦٥.
رواه أحمد ٢ / ١٦١ من طريق : أبي عبد الله ، مولى عبد الله بن عمرو ، عن ابن عمرو ، به. وذكره السيوطي في الجامع الكبير ١ / ٧١٥ وعزاه للطبراني في المعجم الكبير.
(١) في الأصل (أبي) وهو خطأ والصواب ما أثبتّ وهو ابن عبد الله بن بريدة ، كما في الطبري.
(٢) سورة الواقعة : (٣٧).
(٣) ليست في الأصل وزدناها ليتّسق المعنى.
قال : قال النبي صلّى الله عليه وسلم : ما من أيام العمل فيهن أفضل من عشر ذي الحجة.
١٦٩٩ ـ حدّثنا عبد الله بن هاشم ، قال : ثنا ابن فضيل ، عن يزيد بن أبي زياد ، عن مجاهد ، عن ابن عمر ـ رضي الله عنهما ـ عن النبي صلّى الله عليه وسلم ، بنحوه ، وزاد فيه : فاكثروا فيه التحميد والتهليل والتكبير.
١٧٠٠ ـ حدّثنا يعقوب بن حميد ، قال : ثنا محمد بن خازم ـ أبو معاوية ـ عن الأعمش ، عن مسلم البطين ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ قال : إنّ النبي صلّى الله عليه وسلم قال : ما من أيام العمل فيهن أحب إلى الله ـ تعالى ـ منه في هذه الأيام ـ يعني : أيام العشر ـ قيل : يا رسول الله ، ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال صلّى الله عليه وسلم : ولا الجهاد في سبيل الله ، إلا رجل خرج بنفسه وماله فلم يرجع من ذلك بشيء.
١٧٠١ ـ حدّثنا يعقوب بن حميد ، قال : ثنا ابن أبي حازم ، عن ابراهيم
__________________
١٦٩٩ ـ إسناده ضعيف.
يزيد بن أبي زياد ، ضعيف.
رواه أحمد ٢ / ٧٥ ، ١٣١ من طريق : أبي عوانه ، عن يزيد به.
١٧٠٠ ـ إسناده صحيح.
رواه أحمد ١ / ٢٢٤ ، والبخاري ٢ / ٤٥٧ ، وأبو داود ٢ / ٤٣٧ ، والترمذي ٣ / ٢٨٩ ، وابن ماجه ١ / ٥٥٠ ، وعبد الرزاق ٤ / ٣٧٦ ، والبيهقي ٤ / ٢٨٤ كلّهم من طريق : الأعمش به.
وذكره السيوطي في الكبير ١ / ٤١٧ ، ٧١٥ وعزاه للبخاري وأحمد وابن حبّان.
١٧٠١ ـ إسناده ضعيف.
أبو حازم ، هو : عبد العزيز بن أبي حازم ، صدوق فقيه. التقريب ١ / ٥٠٨. وشيخه ابراهيم بن اسماعيل : أنصاري مدني ضعيف. التقريب ١ / ٣٢.
رواه ابن عدي في الكامل ١ / ٢٣٣ من طريق : الدراوردي ، عن ابراهيم بن اسماعيل ، به. وذكره السيوطي في الكبير ١ / ٧١٤ وعزاه لأبي يعلى وأبي عوانة وابن حبّان والضياء المقدسي في المختارة.
ابن اسماعيل بن مجمّع ، عن أبي الزبير ، عن جابر بن عبد الله ـ رضي الله عنهما ـ قال : إن النبي صلّى الله عليه وسلم قال : ما من أيام أفضل من أيام العشر ، قال : قلنا : يا رسول الله ، ولا المجاهد في سبيل الله ـ تعالى ـ؟ قال صلّى الله عليه وسلم : الا معفّر بالتراب.
١٧٠٢ ـ حدّثنا يعقوب بن حميد ، قال : ثنا ابن وهب ، قال : أخبرني عمرو بن الحارث ، عن أبي الزبير ، عن جابر بن عبد الله ـ رضي الله عنهما ـ يقول : العشر التي أقسم الله ـ تعالى ـ بها في كتابه : عشر ذي الحجة ، والوتر : يوم عرفة ، والشفع : يوم النحر.
١٧٠٣ ـ حدّثنا محمد بن أبي عمر ، قال : ثنا سفيان في قوله ـ تعالى ـ (وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللهَ عَلى ما هَداكُمْ)(١) قال : نرجو أن يكون التكبير ليلة الفطر.
* وزعم المكيون أنهم رأوا مشايخهم يكبرون ليلة / الفطر إلى خروج الإمام يوم العيد ، ويظهرون التكبير ويرونه سنّة ، وهم على ذلك اليوم.
١٧٠٤ ـ حدّثني ابراهيم بن يعقوب ، عن عفان بن مسلم ، قال : ثنا سلام
__________________
١٧٠٢ ـ إسناده صحيح.
رواه الطبري ٣٠ / ١٦٩ من طريق : جبير بن نعيم ، عن أبي الزبير به ، مختصرا.
١٧٠٣ ـ إسناده صحيح.
رواه الطبري ٢ / ١٥٧ من طريق : ابن المبارك ، عن سفيان به.
١٧٠٤ ـ إسناده حسن.
حميد الأعرج ، هو : ابن قيس المكي. وسلام بن سليمان : صدوق يهم. التقريب ١ / ٣٤٢.
رواه البخاري ٢ / ٤٥٧ تعليقا. قال الحافظ في الفتح : ولم أره موصولا عنهما.
(١) سورة البقرة (١٨٥).
ابن [سليمان](١) أبو المنذر القارئ ، قال : ثنا حميد الأعرج ، عن مجاهد ، قال : كان أبو هريرة وابن عمر ـ رضي الله عنهما ـ يخرجان أيام العشر إلى السوق ، فيكبّران ، فيكبر الناس معهما ، لا يأتيان السوق إلا لذلك.
١٧٠٥ ـ حدّثنا أبو بشر ، قال : ثنا بشر بن عمر ، عن شعبة ، قال : سألت الحكم وحمادا عن التكبير أيام العشر ، فلم يعرفاه.
١٧٠٦ ـ حدّثنا أبو بشر ، قال : ثنا بشر بن عمر ، عن حماد بن سلمة ، عن ثابت ، قال : كان الناس يكبرون أيام العشر حتى نهاهم الحجاج.
والأمر بمكة على ذلك إلى اليوم يكبر الناس في الأسواق في العشر.
ذكر
سنة صلاة الكسوف بمكة والأستسقاء
١٧٠٧ ـ حدّثنا محمد بن أبي عمر ، قال : ثنا هشام بن سليمان ، عن ابن جريج ، قال : كسفت الشمس بعد العصر هاهنا ، وسليمان بن هشام ها هنا ـ يعني : بمكة ـ ومعه ابن شهاب ، فقاموا يدعون بغير صلاة.
١٧٠٨ ـ حدّثنا محمد بن أبي عمر ، قال : ثنا سفيان ، عن سليمان
__________________
١٧٠٥ ـ إسناده صحيح.
١٧٠٦ ـ إسناده صحيح.
١٧٠٧ ـ إسناده حسن.
١٧٠٨ ـ إسناده صحيح.
سليمان الأحول ، هو : ابن أبي مسلم المكي. ـ
(١) في الأصل (سليم) وهو خطأ.
الأحول ، عن طاوس ، قال : كسفت الشمس ، فصلّى ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ في صفّة زمزم ست ركعات في أربع سجدات.
١٧٠٩ ـ حدّثنا محمد بن يحيى الزّمّاني البصري ، قال : ثنا أبو بكر الحنفي ، قال : ثنا عبد الله بن نافع ، عن أبيه ، عن ابن عمر ـ رضي الله عنهما ـ قال : انكسف القمر وابن عمر ـ رضي الله عنهما ـ بالحصبة ، فدخل حين انكسف ، فصلى عند الكعبة حتى تجلّى.
١٧١٠ ـ حدّثنا يحيى بن الربيع ، قال : ثنا سفيان ، قال : رأيت هشام بن عبد الملك استسقى ، فاستقبل القبلة ، وقلب رداءه ، واستقبل البيت ودعا.
١٧١١ ـ حدّثنا محمد بن يحيى ، قال : كسفت الشمس بمكة ، ومحمد بن
__________________
رواه الشافعي في الأم ١ / ٢٤٦ من طريق : صفوان بن عبد الله بن صفوان ، عن ابن عباس. ورواه ابن أبي شيبة ٢ / ٤٦٨ من طريق : ابن جريج ، عن سليمان الأحول ، به.
ورواه البيهقي ٣ / ٣٢٨ ، ٣٣٢ من طريق : الشافعي ، وابن حزم في المحلى ٥ / ١٠٠ من طريق : ابن جريج ، عن سليمان الأحول ، به.
قال الشافعي ـ رحمه الله ـ : ولا أحسب ابن عبّاس صلّى صلاة الكسوف ، إلّا أنّ الوالي تركها ، لعلّ الشمس تكون كاسفة بعد العصر ، فلم يصلّ فصلّى ابن عباس ، أو لعلّ الوالي كان غائبا ، أو امتنع من الصلاة. أه.
١٧٠٩ ـ إسناده ضعيف.
أبو بكر الحنفي ، هو : عبد الكبير بن عبد المجيد. وعبد الله بن نافع المدني : ضعيف.
التقريب ١ / ٤٥٦.
١٧١٠ ـ شيخ المصنّف لم أقف عليه.
١٧١١ ـ السفياني هذا : ولي قضاء مكة زمن الهادي والرشيد ، وبقي قاضيا عليها إلى زمن المأمون ، ثم صرفه عن القضاء سنة (١٩٨) فكانت مدة قضائه بمكة (٢٨) سنة أو أكثر. أنظر العقد الثمين ٢ / ١٠٠.
عبد الرحمن المخزومي السفياني على مكة يومئذ على إمارتها وقضائها ، فصلى بالناس صلاة الكسوف.
ذكر
قول أهل مكة في المتعة
١٧١٢ ـ حدّثنا يعقوب بن حميد ، قال : ثنا محمد بن خازم ، عن الحجاج ابن أرطأة ، عن المنهال بن عمرو ، عن سعيد بن جبير ، أنه قال : قيل لابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ : لقد رجعت في المتعة حتى لقد قال فيها الشاعر :
أقول يوما وقد طال الثّواء بنا |
|
يا صاح هل لك في فتوى ابن عبّاس |
هل لك في رخصة الأطراف آنسة |
|
تكون مثواك حتى مصدر النّاس |
فقام ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ عشية عرفة ، فقال : إنّما كانت المتعة لمن اضطر إليها ، كالميتة والدم ولحم الخنزير.
__________________
١٧١٢ ـ إسناده حسن بالمتابعة.
حجاج بن أرطأة : صدوق كثير الخطأ والتدليس وقد عنعن هنا ، لكن تابعه الحسن ابن عمارة عند البيهقي ٧ / ٢٠٥ إذ روى هذا الحديث من طريقه ـ أعني الحسن بن عمارة ـ عن المنهال بن عمرو ، به.
والخبر ذكره ابن حجر في الفتح ٩ / ١٧١ وعزاه للفاكهي والخطابي ، ولمحمد بن خلف المعروف ب (وكيع) في كتابه : «الغرر من الأخبار» ، وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد ٤ / ٢٦٥ ، ونسبه للطبراني. وأشار إليه عبد الرزاق ٧ / ٥٠٣ من طريق : الزهري ـ وذكر الشطر الثاني من البيت الأول ـ. وذكره ابن قتيبة في عيون الأخبار ٤ / ٩٥.
والثواء : طول المقام. ثوى يثوي ثواء. اللسان ١٤ / ١٢٥. ورخصة الأطراف : ناعمتها.
اللسان ٧ / ٤٠.
١٧١٣ ـ وحدّثنا يعقوب بن حميد ، قال : ثنا أنس بن عياض ، عن عبد العزيز بن عمر ، عن ابراهيم بن ميسرة ، عن من لا يتّهم ، عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ وعن ليث بن أبي سليم ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ انه قيل له في شأن المتعة : لقد اتخذ الناس في حديثك رخصة حتى قيل فيها السعة. فقال : ما لهم قاتلهم الله ، فو الله ما حدّثتهم أنّ النبي صلّى الله عليه وسلم رخّص فيها / إلا في أيام كانوا في الضرورة على مثل من حلت له الميتة والدم ولحم الخنزير.
١٧١٤ ـ حدّثنا عبد الجبار بن العلاء ، قال : ثنا سفيان ، عن جابر الجعفي ، قال : رجع ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ عن قوله في المتعة والصرف ، وعن كلمة أخرى.
١٧١٥ ـ حدّثنا يعقوب بن حميد ، قال : ثنا حماد بن أسامة ، عن عبد الله
__________________
١٧١٣ ـ في إسناده من لا يعرف. وعبد العزيز بن عمر ، هو : ابن عبد العزيز بن مروان الأموي.
وابراهيم بن ميسرة ، هو : الطائفي ، نزيل مكة ، ثبت حافظ. التقريب ١ / ٤٤.
١٧١٤ ـ إسناده ضعيف.
جابر الجعفي : ضعيف رافضي. التقريب ١ / ١٢٣ ، لكن الأثر روي بأسانيد أخرى صحيحة.
فقد رواه عبد الرزاق ٨ / ١١٨ بإسناده صحيح ، ومسلم ١١ / ٢٣ من طريق : أبي نضرة بنحوه. والبيهقي ٥ / ٢٨١ ، والحاكم ٣ / ٥٤٢ من طريق : عبد الله بن مليل عن ابن عباس ، فذكر رجوعه عن الصرف فقط.
والصرف : دفع ذهب وأخذ فضة بدله ، أو عكسه. وله شرطان : منع النسيئة مع اتفاق النوع واختلافه ، وهو مجمع عليه. والشرط الثاني : منع التفاضل في النوع الواحد منهما وهو قول الجمهور. أنظر فتح الباري ٤ / ٣٨٢.
١٧١٥ ـ إسناده صحيح.
رواه ابن أبي شيبة ٤ / ٢٩٣ من طريق : محمد بن بشر ، عن عبد الله بن الوليد ، به.
ابن الوليد بن عبد الله بن معقل بن مقرّن ، قال : حدّثني محمد بن عبد الرحمن ابن أبي [ذئب](١) القرشي ، انه سمع عبد الله بن الزبير ـ رضي الله عنهما ـ يقول : إلّا إنّ الذئب يكنى أبا جعدة ، ألا وإنّ المتعة هي الزنا.
١٧١٦ ـ حدّثنا حسين بن حسن ، قال : ثنا المعتمر بن سليمان ، قال : أنبأنا أبو هارون ـ يعني العبدي ـ عن أبي سعيد الخدري ـ رضي الله عنه ـ قال : يرحم الله ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ والله لوددت أنه لم يكن ذكر للناس في شأن المتعة متعة النساء شيئا. وقال : إلّا إن يتخذوه رجال (٢) في آخر الزمان سفاحا.
١٧١٧ ـ حدّثني أبو عبيدة محمد بن محمد المخزومي ، قال : ثنا زكريا بن المبارك مولى ابن المشمعل ، قال : حدّثني داود بن شبل ، قال : كنت عند ابن جريج جالسا وهو قائم يصلي وأنا بين يديه ، فإذا امرأة قد مرت ، فقال : أدركها فسلها من هي؟ أو لها زوج؟ قال : فأدركتها فكلمتها ، فقالت لي : من بعثك؟ الشيخ المفتول (٣)؟ تقول لك : أنا فارعة.
١٧١٨ ـ حدّثنا يعقوب بن حميد ، قال : ثنا عبد الله بن الحارث
__________________
١٧١٦ ـ إسناده متروك.
أبو هارون ، هو : عمارة بن جوين : متروك ، ومنهم من كذّبه ، وكان شيعيا. التقريب ٢ / ٤٩.
١٧١٧ ـ لم أقف على تراجم الثلاثة الأول من هذا الإسناد ، ولم أعرف من هي الفارعة هذه.
١٧١٨ ـ في إسناده من لم يسمّ. ـ
(١) في الأصل (ذؤيب) وهو تصحيف.
(٢) كذا في الأصل.
(٣) كذا ، ولعلّها (المفتون).
المخزومي ، قال : حدّثني غير واحد ، أنّ محمد بن هشام سأل عطاء بن أبي رباح عن متعة النساء ، فحدّثه فيها ولم ير بها بأسا. قال : [فقدم](١) القاسم ابن محمد. قال : فأرسل إليه محمد بن هشام ، فسأله ، فقال : لا ينبغي ، هي حرام.
قال ابن هشام (٢) : عطاء حدّثني فيها ، وزعم ان لا بأس بها! فقال القاسم : سبحان الله ، ما أرى عطاء يقول هذا. قال : فأرسل إليه ابن هشام ، فلما جاءه ، قال : يا أبا محمد حدّث القاسم الذي حدّثتني في المتعة. فقال : ما حدّثتك فيها شيئا. قال ابن هشام : بلى قد حدّثتني. فقال : ما فعلت ، فلما خرج القاسم قال له عطاء : صدقت أخبرتك ، ولكن كرهت أن أقولها بين يدي القاسم ، فيلعنني ، ويلعنني أهل المدينة.
١٧١٩ ـ حدّثني حسين بن حسن أبو سعيد الأزدى ، قال : حدّثني محمد بن الحكم ، ومحمد بن أبي السري ، قال : إنّ صدقة بن أبي صدقة حدّثهما عن
__________________
ـ ومحمد بن هشام بن اسماعيل المخزومي أمير مكة والمدينة والطائف أنظر ترجمته في العقد الثمين ٢ / ٣٨٢.
١٧١٩ ـ رجاله مجهولون لا يعرفون ، ولا لهم ذكر في كتب الرجال ، إلّا شيخ المصنّف.
ورواه ابن عبد ربه في العقد الفريد ٨ / ٨٨ ـ ٩١ : عن إسحاق بن ابراهيم ، قال : قال لي ابن وهب الشاعر : والله لأحدثنك حديثا ما سمعه مني أحد قط ، وهو بأمانة أن يسمعه أحد منك ما دمت حيّا ، قلت : (إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمانَةَ عَلَى السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَها) قال : يا أبا محمد ، إنه حديث ما طنّ في أذنك أعجب منه! قلت : كم هذا التعقيد بالأمانة؟ آخذه على ما أحببت ، ثم ذكر القصة التي جرت لأبي وهب الشاعر ، وليس لأبي صدقه كما عند الفاكهي. وهذه القصة سندها تالف ، ويشم منها رائحة الوضع.
(١) في الأصل (قد).
(٢) في الأصل هنا (قال ابن هشام : قال عطاء حدّثني فيها) فحذفت (قال) الثانية ليتسق السياق.
أبيه ، قال : بينا أنا في سوق الليل (١) بمكة بعد أيام الموسم ، إذا أنا بامرأة من نساء أهل مكة معها صبي يبكي ، وهي تسكته ، فيأبى ان يسكت ، فسفرت ، وإذا في فيها عشرة دراهم (٢) فدفعتها إلى الصبي ، فسكت ، وإذا وجه رقيق دريّ ، وإذا شكل رطب ، ولسان (٣) طويل فلما رأتني أحدّ النظر إليها ، قالت : إتبعني. قلت : إنّ شريطتي الحلال من كل شيء ، قالت : في حر (٤) أمك من أرادك على الحرام؟ فخجلت وغلبتني نفسي على رأيي فاتبعتها ، فدخلت زقاق العطّارين ، ثم صعدت درجة ، وقالت : اصعد ، فصعدت ، فقالت : إني مشغولة وزوجي رجل من بني (٥) فلان ، وأنا امرأة من بني (٥) فلان ولكن عندي هن ضيّق ، يعلوه وجه أحسن من العافية ، بخلق ابن سريج ، وترنّم معبد ، وتيه ابن عائشة ، وتخنث (٦) طويس ، اجتمع هذا كله في بدن واحد ، باصفر سليم. قلت : وما أصفر سليم؟ قالت : دينار يومك وليلتك ، فإذا أقمت فعليك الدينار / وظيفة ، وتزوجها تزويجا صحيحا. قلت : فداك أبي وأمي ، إن اجتمع لي ما ذكرت فليست في الدنيا ، فهذه شرائط الجنة. [قالت](٧) : هذه شريطتك. قلت : وأين هذه الصفة؟ فصفقت بيدها إلى جارة (٨) لها ، فأجابتها ، فقالت : قولي لفلانة إلبسي عليك ثيابك ،
__________________
(١) في العقد الفريد (بسوق الكيل) ولعلّه تصحيف ، فسوق الليل لا زال معروفا بمكة.
(٢) في العقد الفريد (كسرة درهم) وهي أقرب.
(٣) في العقد (ولسان فصيح) ، وكيف عرف فصاحة لسانها أو طوله ولم يسمع منها شيئا بعد؟.
(٤) في العقد (ارجع في حر أمّك) والحر : الفرج.
(٥) في العقد سمّى القومين ، وأدب الفاكهي منعه من التصريح بهما.
(٥) في العقد سمّى القومين ، وأدب الفاكهي منعه من التصريح بهما.
(٦) ابن سريج ، ومعبد وابن عائشة وطويس أسماء مغنين.
(٧) في الأصل (قال).
(٨) في العقد (جاريتها).
وعجّلي ، وبحياتي عليك لا تمسي طيبا ولا غمرا (١) فتحتسينا (٢) بدلالك وعطرك. قال : فإذا جارية قد أقبلت ما أحسب وقعت عليها الشمس قطّ ، كأنها صورة ، فسلّمت وقعدت كالخجلة. فقالت الأولى : هذا الذي ذكرتك (٣) له ، وهو في هذه الهيئة التي ترين. قالت : حيّاه الله وقرّب داره.
قالت : وقد بذل لك من الصداق دينارا. قالت : أي أمّ ، أخبرتيه بشريطتي؟ قالت : لا والله أى بنيّة أنسيتها. ثم نظرت إليّ فغمزتني ، فقالت : تدري ما شريطتها؟ قلت : لا. قالت : أقول لك بحضرتها ما إخالها تكرهه ، هي أفتك من عمرو بن معدى (٤) ، وأشجع من ربيعة (٥) بن مكدّم ، وليس توصل إليها حتى تسكر ، ويغلب على عقلها ، فإذا بلغت تلك الحال ففيها المطمع. قلت : ما أهون هذا وأسهله. فقالت الجارية : تركت شيئا أيضا. قالت : نعم والله ، أعلم إنك لا تقدر عليها إلا أن تتجرّد فتراك مجرّدا مقبلا ومدبرا. قلت : وهذا أيضا أفعله. قالت : هلم دينارك ، فأخرجت دينارا ، فنبذته إليها ، فصفقت تصفيقة أخرى ، فأجابتها امرأة ، فقالت : قولي لأبي الحسن [وأبي](٦) الحسين هلما الساعة قلت يا نفسي أبو الحسن والحسين علي بن أبي طالب! فإذا شيخان خصيان (٧) قد أقبلا ، فقعدا فقصت عليهما المرأة القصة ، فخطب أحدهما ،
__________________
(١) الغمر ، ويقال : الغمرة : قيل : الزعفران ، وقيل : الورس ، وقيل : شيء يصنع من تمر ولبن تطلى به العروس لترق بشرتها. اللسان ٥ / ٣٢.
(٢) كذا في الأصل ، وفي العقد الفريد (فحسبك). ولعلّها (فبحسبنا دلالك).
(٣) في العقد (هذا الذي ذكرته لك).
(٤) هو : الزبيدي : فارس اليمن المشهور ، صحابي ، شارك في حروب الشام والقادسية ، وأبلى البلاء الحسن. مات سنة (٢١). الاصابة ٣ / ١٨.
(٥) هو : الكناني ، أحد فرسان مضر المشهورين. قتله أهبان بن غادية الخزاعي ، وقيل : نبيشة بن حبيب السلمي. وذلك في الجاهلية. أنظر الكامل للمبرد ٣ / ١٢٥١.
(٦) سقطت من الأصل ، وأثبتّها من العقد الفريد.
(٧) في العقد (شيخان غاضبان نبيلان).
وأجاب الآخر ، واقررت بالتزويج ، وأقرّت المرأة ، ودعوا بالبركة ، ثم نهضا ، فاستحييت أن أحمّل الجارية مؤونة من الدنيا ، فدفعت إليها دينارا آخر ، فقلت : هذا لطيبك. قالت : يا فتى (١) لست ممن يمس طيبا لرجل ، إنما أتطيب لنفسي إذا خلوت ، فقلت : اجعلي هذا لغدائنا اليوم ، قالت : أما هذا فنعم.
ونهضت الجارية ، وأمرت بصلاح ما نحتاج إليه ، ثم عادت ، وتغدّينا ، وجاءت بدواة وقضيب ، وقعدت تجاهي ، ودعت بنبيذ قد أعدّته ، واندفعت تغنينا بصوت لم أسمع قط بمثله ، وما سمعت بمثل ترنمها لأحد ، فكدت أن أجنّ سرورا وطربا ، وجعلت أريغ ان تدنو مني فتأبى ، إلى أن تغنّت بشعر لا أعرفه :
راحوا يصيدون الظّباء وإنّني |
|
لأرى تصيّدها عليّ حراما |
أعزز عليّ بأن أروّع شبهها |
|
أو ان يذقن على يديّ حماما |
[فقلت](٢) : جعلني الله فداك ، من تغنّى بهذا الشعر؟ قالت : جماعة اشتركوا فيه ، هو لمعبد وتغنّى به ابن سريج ، وابن عائشة ، فلما غلب عليها النبيذ [وجاء](٣) المغرب تغنّت ببيت لم أفهم معناه للشقاء الذي كتب على رأسي ، والهوان الذي أعدّ لي :
كأنّي بالمجرّد قد علته |
|
نعال القوم أو خشب السّواري |
/ فقلت : جعلت فداك ، ما أفهم هذا الشعر؟ ولا أحسبه مما يتغنّى به.
فقالت : أنا أوّل من تغنّى فيه. قلت : إنما هو بيت عائر (٤)! قالت : معه
__________________
(١) في العقد (يا أخي).
(٢) في الأصل (فقالت).
(٣) في الأصل (وجاءت).
(٤) عائر : لا يعرف من قائله. يقال للسهم : عائر ، إذ لم يدر راميه. وكذا الحجارة. وجمعها : عوائر.
تاج العروس ٣ / ٤٢٨. وجاءت هذه اللفظة في العقد (عابر) بالباء.
آخر. قلت : فترين أن تغنيه لعلي أفهمه؟ قالت : ليس هذا وقته وهو من آخر ما أتغنى به. وجعلت لا أنازعها في شيء إجلالا لها وإعظاما ، فلما أمسينا ، وصلّينا المغرب ، وجاءت العشاء الآخرة وضعت القضيب ، وقمت فصليت العشاء ، ولا أدري كم صليت عجلة وتشوّقا ، فلما سلمت ، قلت : تأذنين جعلت فداك في الدنو منك؟ قالت : تجرّد ، وذهبت كأنها تريد أن تخلع ثيابها ، فكدت أن أشق ثيابي عجلة للخروج منها ، فتجردت وقمت بين يديها ، فقالت : إمش إلى زوايا البيت ، وأقبل حتى أراك مقبلا ومدبرا ، وإذا في الغرفة حصير عليها طريق ، وإذا تحته خرق إلى السوق ، فإذا أنا في السوق قائما مجرّدا ، وإذا الشيخان الشاهدان قد أعدّا نعالهما ، وكمنا لي في ناحية ، فلما هبطت عليهما بادراني ، فقطعا نعالهما على قفاي ، واستعانا بأهل السوق ، فضربت والله حتى أنسيت اسمي ، فبينا أنا أخبط بنعال مخصوفة ، وأيد ثقال ، وخشب دقاق وغلاظ ، إذا صوتها من فوق البيت :
ولو علم المجرّد ما أردنا |
|
لبادرنا المجرّد في الصّحاري |
قلت في نفسي : هذا والله وقت غناء هذا البيت ، وهو من آخر ما قالت إنها تغني ، فلما كادت نفسي تطفأ جاءني بخلق إزار فألقاه علي ، وقال : بادر ثكلتك أمك قبل أن ينذر بك السلطان ، فتفتضح ، فكان آخر العهد بها ، فإذا والله أنا المجرّد ، وأنا لا أدري ، فانصرفت إلى رحلي مصحونا (١) مرضوضا ، فلما أردت الخروج عن مكة جعلت زقاق العطّارين طريقي ، فدنوت من تابع وأنا متنكر ، وبدني مرضوض ، فقلت : لمن هذه الدار؟ قالوا : لفلانة جارية من آل فلان (٢).
__________________
(١) أي مضروبا. صحنه ، أي : ضربه.
(٢) في العقد (من آل أبي لهب). وتقدّم أنه دخل دار المرأة المخزومية مما يفيد اضطراب القصة ، وأنّ ـ ـ
١٧٢٠ ـ حدّثنا حسن بن حسين الأزدي ، قال : ثنا محمد بن سهل ، قال : ثنا هشام ـ يعني : ابن الكلبي ـ عن أبيه ، عن أبي صالح ، قال : قام عبد الله بن الزبير ـ رضي الله عنهما ـ على المنبر ، وابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ أسفل منه ، فقال : إنّ ها هنا رجلا قد أعمى الله بصره ، وهو معمى قلبه ، يحلّ المتعة اليوم واليومين بالدرهم والدرهمين ، والشهر والشهرين بالدينار والدينارين ، فقال ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ : يا أبا صالح ، وجّهني قبل وجهه ، ففعلت ، فقال : إنّ الذي أعمى الله بصره وهو معمي قلبه أنت ، بيني وبينك أسماء بنت أبي بكر ـ رضي الله عنهما ـ فلقد كانت مجامرها
__________________
١٧٢٠ ـ إسناده موضوع.
وقد أطلق العلماء على مثل هذا السند من هشام فما فوقه إلى أبي صالح : سلسلة الكذب. فهشام بن محمد بن السائب الكلبي ، متروك. كما قال الدار قطني. وقال ابن عساكر : رافضي ، ليس بثقة. (لسان الميزان ٦ / ١٩٦). وأبوه : متهم بالكذب ، ورمي بالرفض. كما في التقريب ٢ / ١٦٣. وأبو صالح ، هو : باذام ، أو : باذان. ضعيف مدلس. التقريب ١ / ٩٣.
والخبر رواه المسعودي في مروج الذهب ٣ / ٨٩ ـ ٩٠ ، بإسناد تالف لا يعتمد عليه ، لانقطاعه ، ولجهالة رواته. ثم إن المسعودي رافضي لا يعوّل عليه في نقل مثل هذه الأخبار.
وقد روى هذا الخبر يعقوب الفسوي في المعرفة والتاريخ ١ / ٥٣٣ من طريق : محمد بن اسحاق ، عن عثمان بن أبي سليمان بن جبير بن مطعم ـ وهو ثقة ـ قال : فذكر القصة ، وليس فيها ذكر أسماء بنت أبي بكر ، وإنّما فيها ذكر امرأة يقال لها : عمّة الجعيد. فتأمل كيف تقلب الأخبار. وروى البيهقي في السنن ٧ / ٢٠٥ بسند صحيح إلى عروة بن الزبير ، قال : إن عبد الله بن الزبير قام بمكة ، فقال : ان ناسا أعمى الله قلوبهم كما أعمى أبصارهم يفتون بالمتعة ـ ويعرّض بالرجل ـ يعني : ابن عباس ـ فناداه ، فقال : إنك جلف جاف ، فلعمري لقد كانت المتعة تفعل في عهد إمام المتّقين (يريد : رسول الله صلّى الله عليه وسلم) فقال ابن الزبير : فجرّب بنفسك ، فو الله لئن فعلتها لأرجمنك بأحجارك. أه.
واضعها أراد النيل من بيوتات أهل مكة. ولو نزّه الفاكهي كتابه عن مثل هذه القصة ، والتي بعدها لكان أجمل وأحسن.
(١) في الأصل (كنت).