رضي الدين أبي نصر الحسن بن الفضل الطبرسي
المحقق: محمد الحسين الاعلمي
الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة الأعلمي للمطبوعات
الطبعة: ٦
الصفحات: ٤٨٠
وعنه عليهالسلام قال : الحياء عشرة أجزاء : تسعة في النساء وواحد في الرجال ، فإذا خفضت (١) المرأة ذهب جزء من حيائها. وإذا تزوجت ذهب جزء. وإذا افترعت (٢) ذهب جزء. وإذا ولدت ذهب جزء. وبقي لها خمسة أجزاء ، فإن فجرت ذهب حياؤها كله ، وإن عفت بقي لها خمسة أجزاء.
من كتاب نوادر الحكمة ، عن أمير المؤمنين عليهالسلام قال : من أراد الباءة فليتزوج بامرأة قريبة من الارض ، بعيدة ما بين المنكبين ، سمراء اللون ، فإن لم يحظ بها فعلي مهرها. عن جابر قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : إذا صلت المرأة خمسها وصامت شهرها وأحصنت فرجها وأطاعت بعلها فلتدخل من أي أبواب الجنة شاءت.
وقال صلىاللهعليهوآلهوسلم : أيما امرأة أعانت زوجها على الحج والجهاد أو طلب العلم أعطاها الله من الثواب ما يعطي امرأة أيوب عليهالسلام.
عن الصادق عليهالسلام قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : أفضل نساء أمتي أصبحهن وجها وأقلهن مهرا.
( في أخلاقهن المذمومة )
عن الصادق عليهالسلام قال : أغلب الاعداء للمؤمن زوجة السوء.
وقال النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم : ما رأيت ضعيفات الدين ، ناقصات العقول أسلب لذي لب منكن.
وقال صلىاللهعليهوآلهوسلم : إن النساء غي وعورة ، فاستروا العورة بالبيوت واستروا الغي بالسكوت.
وقال صلىاللهعليهوآلهوسلم : لولا النساء لعبدالله حقا [ حقا ].
عن أمير المؤمنين عليهالسلام قال : يظهر في آخر الزمان واقتراب القيامة ، وهو شر الازمنة ، نسوة متبرجات ، كاشفات ، عاريات من الدين ، داخلات في الفتن ، مائلات إلى الشهوات ، مسرعات إلى اللذات ، مستحلات للمحرمات ، في جهنم خالدات.
__________________
١ ـ خفضت الجارية : ختنها ، والخافظة : الخاتنة ، ولا يطلق الخفض إلا على الجارية دون الغلام.
٢ ـ افترع البكر : أزال بكارتها.
من كتاب الرياض قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : شوهاء ولود خير من حسناء عقيم.
وقال صلىاللهعليهوآله : ذروا الحسناء العقيم ، وعليكم بالسوداء الولود ، فإني مكاثر بكم الامم حتى بالسقط.
وقال صلىاللهعليهوآله : أيما امرأة أدخلت على زوجها في أمر الفقه وكلفته ما لا يطيق لا يقبل الله منها صرفا ولا عدلا إلا أن تتوب وترجع وتطلب منه طاقته.
وقال صلىاللهعليهوآله : لو أن جميع ما في الارض من ذهب وفضة حملته المرأة إلى بيت زوجها ثم ضربت على رأس زوجها يوما من الايام ، تقول : من أنت؟ إنما المال مالي حبط عملها ولو كانت من أعبد الناس إلا أن تتوب وترجع وتعتذر إلى زوجها.
وقال سلمان الفارسي رضي الله عنه : سمعت رسول الله صلىاللهعليهوآله يقول : أيما امرأة منت على زوجها بمالها ، فتقول : إنما تأكل أنت من مالي ، لو أنها تصدقت بذلك المال في سبيل الله لا يقبل الله منها إلا أن يرضى عنها زوجها.
وعن أمير المؤمنين عليهالسلام قال : سمعت رسول الله صلىاللهعليهوآله يقول : أيما امرأة هجرت زوجها وهي ظالمة حشرت يوم القيامة مع فرعون وهامان وقارون في الدرك الاسفل من النار إلا أن تتوب وترجع.
ومر رسول الله صلىاللهعليهوآله على نسوة فوقف عليهن ، ثم قال : يا معشر النساء ما رأيت نواقص عقول ودين أذهب بعقول ذوي الالباب منكن ، إني قد رأيت إنكن أكثر أهل النار يوم القيامة ، فتقربن إلى الله ما استطعتن ، فقالت امرأة منهن : يا رسول الله ما نقصان ديننا وعقولنا؟ فقال : أما نقصان دينكن فبالحيض الذي يصيبكن فتمكث إحداكن ما شاء الله لا تصلي ولا تصوم. وأما نقصان عقولكن فبشهادتكن ، فإن شهادة المرأة نصف شهادة الرجل.
وقال النبي صلىاللهعليهوآله : ألا أخبركم بشر نسائكم؟ قالوا : بلى يا رسول الله [ أخبرنا ] قال : من شر نسائكم الذليلة في أهلها ، العزيزة مع بعلها ، العقيم الحقود ، التي لا تتورع عن قبيح ، المتبرجة إذا غاب عنها زوجها ، الحصان معه إذا حضر ، التي لا تسمع قوله ولا تطيع أمره ، فإذا خلا بها تمنعت تمنع الصعبة عند ركوبها ولا تقبل له عذرا ولا تغفر له ذنبا.
وقام رسول الله صلىاللهعليهوآله خطيبا فقال : أيها الناس إياكم وخضراء الدمن ، قيل : يا رسول الله وما خضراء الدمن؟ قال : المرأة الحسناء في منبت السوء.
وقال صلىاللهعليهوآلهوسلم : اعلموا أن المرأة السوداء إذا كانت ولودا أحب إلي من الحسناء العاقر.
عن الصادق عليهالسلام قال : إذا تزوج الرجل المرأة لمالها أو جمالها لم يرزق ذلك ، فإن تزوجها لدينها رزقه الله عزوجل مالها وجمالها.
وكان النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم يقول في دعائه : اللهم إني أعوذ بك من ولد يكون علي ربا ومن مال يكون علي ضياعا ومن زوجة تشيبني قبل أوان مشيبي.
من نوادر الحكمة ، عن الحسين بن بشار قال : كتبت إلى أبي الحسن عليهالسلام : أن لي ذا قربة قد خطب إلي وفي خلقه سوء ، قال : لا تزوجه إن كان سئ الخلق.
من كتاب روضة الواعظين قال الصادق عليهالسلام : شكا رجل إلى أمير المؤمنين عليهالسلام نساءه ، فقام خطيبا ، فقال : معاشر الناس لا تطيعوا النساء على كل حال ولا تأمنوهن على مال ولا تذروهن يدبرن أمر العيال ، فإنهن إن تركن وما أردن أوردن المهالك وعدون أمر المالك ، فإنا وجدناهن لا ورع لهن عند حاجتهن ولا صبر لهن عند شهوتهن ، البذخ (١) لهن لازم وإن كبرن ، والعجب بهن لاحق وإن عجزن ، لا يشكرن الكثير إذا منعن القليل ، ينسين الخير ويحفظن الشر ، يتهافتن بالبهتان (٢) ويتمادين بالطغيان ويتصدين (٣) للشيطان ، فداروهن على كل حال وأحسنوا لهن المقال لعلهن يحسن الفعال.
__________________
١ ـ البذخ ـ بالتحريك ـ : الكبر
٢ ـ التهافت : التساقط وأكثر استعماله في الشر.
٣ ـ تصدى له : تعرض وتقبل عليه بوجهه ورفع رأسه إليه. وأيضا : الاستشراف إلى الشيء النظر إليه.
الفصل الثالث
( في الاكفاء والنكت في النكاح )
عن الحسين بن بشار قال : كتبت إلى أبي جعفر عليهالسلام في رجل خطب إلى؟ فكتب عليهالسلام : من خطب إليكم فرضيتم دينه وأمانته كائنا من كان فزوجوه ( إلا تفعلوه تكن فتنة في الارض وفساد كبير ) (١).
وقال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : إنما أنا بشر مثلكم أتزوج فيكم وأزوجكم إلا فاطمة فإن تزويجها نزل من السماء. ونظر رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم إلى أولاد علي وجعفر ، فقال : بناتنا لبنينا وبنونا لبناتنا.
عن الصادق عليهالسلام قال : المؤمنون بعضهم أكفاء بعض. وقال عليهالسلام : الكفو أن يكون عفيفا وعنده يسار.
عن الحلبي قال : قال الصادق عليهالسلام : لاتتزوجوا المرأة المستعلنة بالزنا. ولا تزوجوا الرجل المستعلن بالزنا إلا أن تعرفوا منهما التوبة.
وعن زرارة قال : سألت أبا عبد الله عليهالسلام عن قوله عزوجل : ( الزاني لا ينكح إلا زانية أو مشركة والزانية لا ينكحها إلا زان أو مشرك ) (٢)؟ فقال : هي نساء مشهورات بالزنا ورجال مشهورون بالزنا ومعروفون به والناس اليوم بتلك المنزلة ، من أقيم عليه حد الزنا أو شهر بالزنا لا ينبغي لاحد أن يناكحه حتى يعرف منه توبة.
من كتاب تهذيب الاحكام جاء رجل إلى الحسن عليهالسلام يستشيره في تزويج ابنته؟ فقال : زوجها من رجل تقي ، فإنه إن أحبها أكرمها وإن أبغضها لم يظلمها.
وقال رسول لله صلىاللهعليهوآله : من زوج كريمته من فاسق فقد قطع رحمه.
وقال صلىاللهعليهوآله : من شرب الخمر بعدما حرمها الله فليس بأهل أن يزوج إذا خطب.
كتب علي بن أسباط إلى أبي جعفر عليهالسلام في أمر بناته ، أنه لا يجد أحدا مثله؟ فكتب إليه أبوجعفر عليهالسلام : فهمت ما ذكرت من أمر بناتك وأنك لا تجد أحدا
__________________
١ ـ سورة الانفال : آية : ٧٤.
٢ ـ سورة النور : آية ٣.
مثلك ، فلا تنظر في ذلك يرحمك الله ، فإن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم قال : إذا جاءكم من ترضون خلقه فزوجوه إلا تفعلوه تكن فتنة في الارض وفساد كبير.
وروي أنه سأل عليهالسلام أبا بصير : إذا تزوج أحدكم كيف يصنع؟ فقال : ما أدري ، قال : إذا هم بذلك فليصل ركعتين وليحمد الله عزوجل وليقل : اللهم إني أريد أن أتزوج ، اللهم فقدر لي من النساء أحسنهن خلقا وخلقا وأعفهن فرجا وأحفظهن لي في نفسها ومالي وأوسعهن رزقا وأعظمهن بركة ، واقض لي منها ولدا طيبا تجعله لي خلفا صالحا في حياتي وبعد موتي.
وخطب أبوطالب لما تزوج النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم بخديجة بنت خويلد بعد أن خطبها من أبيها ـ ومن الناس من يقول إلى عمها ـ فأخذ بعضادتي الباب ومن شاهده من قريش حضور ، فقال : الحمد لله الذي جعلنا من زرع إبراهيم عليهالسلام وذرية إسماعيل عليهالسلام وجعل لنا بيتا محجوجا وحرما آمنا [ يجبى إليه ثمرات كل شيء ] وجعلنا الحكام على الناس في بلدنا الذي نحن فيه ، ثم إن ابن أخي [ هذا ] محمد بن عبد الله بن عبد المطلب لا يوزن برجل من قريش إلا رحح به ولا يقاس به أحد وإن كان في المال قل ، فإن المال رزق حائل وظل زائل وله في خديجة رغبة ولها فيه رغبة. والصداق ما شئتم عاجله وآجله من مالي. وله خطر عظيم وشأن رفيع ولسان شافع جسيم. فزوجه ودخل بها من الغد.
ولما تزوج [ أبوجعفر محمد بن علي ] الرضا عليهالسلام ابنة المأمون خطب لنفسه ، فقال : الحمد لله متمم النعم برحمته والهادي إلى شكره بمنه وصلى الله على محمد خير خلقه ، الذي جمع فيه من الفضل ما فرقه في الرسل قبله وجعل تراثه إلى من خصه بخلافته وسلم تسليما. وهذا أمير المؤمنين زوجني ابنته على ما فرض الله عزوجل للمسلمات على المؤمنين من ( إمساك بمعروف أو تسريح بإحسان ). وبذلت لها من الصداق ما بذله رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم لازواجه وهو اثنتا عشرة اوقية ونش (١) على تمام الخمسمائة وقد نحلتها من مالي مائة ألف درهم ، زوجتني يا أمير المؤمنين؟ قال : بلى ، قال : قبلت ورضيت.
__________________
١ ـ الاوقية عندهم أربعون درهما. والنش : النصف من كل شيء.
ويستحب أن يخطب بخطبة الرضا عليهالسلام تبركا بها ، لانها جامعة في معناها وهي : الحمد لله الذي حمد في الكتاب نفسه وافتتح بالحمد كتابه وجعله أول محل نعمته وآخر جزاء أهل طاعته وصلى الله على محمد خير بريته وعلى آله أئمة الرحمة ومعادن الحكمة. والحمد لله الذي كان في نبئه الصادق وكتابه الناطق أن من أحق الاسباب بالصلة وأولى الامور بالتقدمة سببا أوجب نسبا وأمرا أعقب حسبا ، فقال جل ثناؤه : ( وهو الذي خلق من الماء بشرا فجعله نسبا وصهرا وكان ربك قديرا ) (١). وقال : ( وأنكحوا الايامى منكم والصالحين من عبادكم وإمائكم إن يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله والله واسع عليم ) (٢). ولو لم يكن في المناكحة والمصاهرة آية محكمة منزلة ولا سنة متبعة لكان فيما جعل الله فيها من بر القريب وتألف البعيد ما رغب فيه العاقل اللبيب وسارع اليه الموافق المصيب ، فأولى الناس بالله من اتبع أمره وأنفذ حكمه وأمضى قضاءه ورضي جزاءه ، ونحن نسأل الله تعالى أن ينجز لنا ولكم على أوفق الامور. ثم إن فلان بن فلان من قد عرفتم مروته وعقله وصلاحه ونيته وفضله وقد أحب شركتكم وخطب كريمتكم فلانة وبذل لها من الصداق كذا ، فشفعوا شافعكم وأنكحوا خاطبكم في يسر غير عسر ، أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم.
( خطبة محمد التقي عليهالسلام عند تزويجه بنت المأمون )
الحمد لله إقرارا بنعمته ولا إله إلا الله إخلاصا بوحدانيته وصلى الله على محمد سيد بريته وعلى الاصفياء من عترته. أما بعد فقد كان من فضل الله على الانام أن أغناهم بالحلال عن الحرام ، فقال سبحانه : ( وأنكحوا الايامى منكم والصالحين من عبادكم وإمائكم إن يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله والله واسع عليم ).
ثم إن محمد بن علي بن موسى يخطب أم الفضل ابنته عبد الله المأمون وقد بذل لها من الصداق مهر جدته فاطمة عليهاالسلامبنت محمد صلىاللهعليهوآله وهو خمسمائة درهم جيادا ، فهل زوجتني يا أمير المؤمنين بها على الصداق المذكور؟ قال المأمون : نعم ، قد زوجتك يا أبا جعفر أم الفضل بنتي على الصداق المذكور ، فهل قبلت النكاح؟ قال أبوجعفر
__________________
١ ـ سورة الفرقان : آية ٥٦.
٢ ـ سورة النور : آية ٣٢.
عليهالسلام : نعم قبلت النكاح ورضيت به.
عن الصادق عليهالسلام : من تزوج امرأة ولم ينو أن يوفيها صداقها فهو عند الله عزوجل زان.
وقال أمير المؤمنين عليهالسلام إن أحق الشروط أن يوفي بها ما استحللتم به الفروج. والسنة المحمدية في الصداق خمسمائة درهم ومن زاد على السنة رد إلى السنة ، فإن أعطاها من الخمسمائة درهم درهما واحدا أو أكثر من ذلك ثم دخل بها فلا شيء لها بعد ذلك ، إنما لها ما أخذت منه [ من ] قبل أن يدخل بها. وكل ما جعلته المرأة من صداقها دينا على الرجل فهو واجب لها عليه في حياته وبعد موته أو موتها. والاولى أن لا يطالب الورثة بما لم تطالب به المرأة في حياتها ولم تجعله دينا على زوجها. وكل ما دفعه إليها ورضيت به عن صداقها قبل الدخول بها فذاك صداقها. وإنما صار مهر السنة خمسمائة درهم لان الله عزوجل أوجب على نفسه أن لا يكبره مؤمن مائة تكبيرة ولا يسبحه مائة تسبيحة ولا يهلله مائة تهليلة ولا يحمده مائة تحميدة ولا يصلي على محمد وآل محمد مائة مرة ثم يقول : اللهم زوجني من الحور العين إلا زوجه الله حورا من الجنة وجعل ذلك مهرها. وإذا زوج الرجل ابنته فليس له أن يأكل صداقها.
من أمالي السيد أبي طالب الهروي ، عن زين العابدين عليهالسلام قال : خطب النبي صلىاللهعليهوآله حين زوج فاطمة عليهاالسلام من علي عليهالسلام فقال : الحمد لله المحمود بنعمته ، المعبود بقدرته ، المطاع بسلطانه ، المرهوب من عذابه وسطوته ، المرغوب إليه فيما عنده ، النافذ أمره في سمائه وأرضه. ثم إن الله عزوجل أمرني أن أزوج فاطمة من علي [ بن أبي طالب ] ، فقد زوجته على أربعمائة مثقال فضة إن رضي بذلك علي. ثم دعا صلىاللهعليهوآله بطبق [ من ] بسر ، ثم قال انتهبوا فبينا ننتهب إذ دخل علي عليهالسلام فتبسم النبي صلىاللهعليهوآله في وجهه ، ثم قال : يا علي أعلمت أن الله عزوجل أمرني أن أزوجك فاطمة فقد زوجتكها على أربعمائة مثقال فضة إن رضيت ، فقال علي عليهالسلام : رضيت بذلك عن الله وعن رسوله ، فقال النبي صلىاللهعليهوآله : جمع الله شملكما وأسعد جدكما وبارك عليكما وأخرج منكما كثيرا طيبا.
قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : أنكحت زيد بن حارثة زينب بنت جحش. وأنكحت المقداد ضباعة بن الزبير بن عبد المطلب ليعلموا أن أشرف الشرف الاسلام.
عن جابر الانصاري قال : لما زوج رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم فاطمة عليهاالسلام من علي عليهالسلام أتاه أناس من قريش فقالوا : إنك زوجت عليا بمهر خسيس ، فقال : ما أنا زوجت عليا ولكن الله زوجه ليلة أسري بي عند سدرة المنتهى ، أوحى الله عزوجل إلى السدرة أن انثري ، فنثرت الدرر والجواهر على الحور العين ، فهن يتهادينه ويتفاخرن ويقلن : هذا من نثار فاطمة عليهاالسلام بنت محمد صلىاللهعليهوآله . فلما كانت ليلة الزفاف أتى النبي صلىاللهعليهوآله ببغلته الشهباء وثنى عليها قطيفة وقال لفاطمة : اركبي وأمر سلمان رضي الله عنه أن يقودها والنبي صلىاللهعليهوآلهوسلم يسوقها ، فبيناهم في بعض الطريق إذ سمع النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم وجبة (١) فإذا هو بجبريل عليهالسلام في سبعين ألفا من الملائكة وميكائيل عليهالسلام في سبعين ألفا ، فقال النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم : ما أهبطكم إلى الارض؟ قالوا : جئنا نزف فاطمة عليهاالسلام إلى زوجها وكبر جبريل عليهالسلام وكبر ميكائيل عليهالسلام وكبرت الملائكة وكبر محمد صلىاللهعليهوآله فوضع التكبير على العرائس من تلك الليلة.
عن الصادق عليهالسلام قال : زفوا عرائسكم ليلا وأطعموا ضحى.
الفصل الرابع
( في آداب الزفاف والمباشرة وغيرهما )
عن الصادق عليهالسلام [ أنه ] قال لبعض أصحابه : إذا أدخلت عليك أهلك فخذ بناصيتها واستقبل بها القبلة وقل : اللهم بأمانتك أخذتها وبكلماتك استحللت فرجها ، فإن قضيت لي منها ولدا فاجعله مباركا سويا ولا تجعل للشيطان فيه شركا ولا نصيبا. وفي رواية اللهم على كتابك تزوجتها وبأمانتك أخذتها إلى آخره.
من كتاب النجاة المروي عن الائمة عليهمالسلام : إذا قرب الزفاف يستحب أن تأمرها أن تصلي ركعتين [ استحبابا ] وتكون على وضوء إذا أدخلت عليك وتصلي أنت أيضا مثل ذلك وتحمد الله وتصلي على النبي وآله وتقول : « اللهم ارزقني إلفها وودها ورضاهابي وارضني بها واجمع بيننا بأحسن اجتماع وأيسر ائتلاف فإنك تحب الحلال وتكره الحرام ».
__________________
١ ـ الوجبة ـ بفتح فسكون ـ السقطة مع الهدة ، أو صوت الساقط.
وتقول إذا أردت المباشرة : « اللهم ارزقني ولدا واجعله تقيا ذكيا ليس في خلقه زيادة ولا نقصان واجعل عاقبته إلى خير ». وتسمي الله عزوجل عند الجماع.
وروي عن أبي سعيد الخدري قال : أوصى رسول الله صلىاللهعليهوآله علي بن أبي طالب عليهالسلام فقال : يا علي إذا أدخلت العروس بيتك فاخلع خفها حين تجلس واغسل رجليها وصب الماء من باب دارك إلى أقصى دارك فإنك إذا فعلت ذلك أخرج الله من دارك سبعين ألف لون من الفقر وأدخل فيها سبعين ألف لون من الغنى وسبعين لونا من البركة وأنزل عليك سبعين رحمة ترفرف على رأس عروسك حتى تنال بركتها كل زاوية في بيتك وتأمن العروس من الجنون والجذام والبرص أن يصيبها مادامت في تلك الدار. وامنع العروس في اسبوعها من الالبان والخل والكزبرة (١) والتفاح الحامض من هذه الاربعة الاشياء ، فقال علي عليهالسلام : يا رسول الله ولاي شيء أمنعها هذه الاشياء الاربعة؟ قال : لان الرحم تعقم وتبرد من هذه الاربعة الاشياء عن الولد. والحصير في ناحية البيت خير من امرأة لا تلد. فقال علي عليهالسلام : يا رسول الله ما بال الخل تمنع منه؟ قال : إذا حاضت على الخل لم تطهر طهرا أبدا بتمام. والكزبرة تثير الحيض في بطنها وتشد عليها الولادة. والتفاح الحامض يقطع حيضها فيصير داء عليها. ثم قال : يا علي : لا تجامع امرأتك في أول الشهر ووسطه وآخره ، فإن الجنون والجذام والخبل يسرع إليها وإلى ولدها (٢).
يا علي لا تجامع امرأتك بعد الظهر ، فإنه إن قضى بينكما ولد في ذلك الوقت يكون أحول ، والشيطان يفرح بالحول في الانسان.
يا علي : لا تتكلم عند الجماع ، فإنه إن قضى بينكما ولد لا يؤمن أن يكون أخرس. ولا ينظرن أحد في فرج امرأته وليغض بصره عند الجماع ، فإن النظر إلى الفرج يورث العمى ، يعني في الولد.
يا علي : لا تجامع امرأتك بشهوة امرأة غيرك ، فإني أخشى إن قضى بينكما ولد أن يكون مخنثا ، مؤنثا ، مخبلا.
__________________
١ ـ الكزبرة ـ بضم الكاف وفتح الباء وقد تضم ـ : نبات من الاباريز ويطيب بها الغذاء.
٢ ـ الخبل ـ بالتحريك ـ : فساد الاعضاء والعقل.
( مكارم الاخلاق ـ ١٤ )
يا علي : من كان جنبا في الفراش مع امرأته فلا يقرأ القرآن ، فإني أخشى عليهما أن تنزل نار من السماء فتحرقهما.
يا علي : لا تجامع امرأتك إلا ومعك خرقة ومع أهلك خرقة ولا تمسحا بخرقة واحدة فتقع الشهوة على الشهوة ، فإن ذلك يعقب العداوة بينكما ، ثم يؤديكما إلى الفرقة والطلاق.
يا علي : لا تجامع امرأتك. من قيام ، فإن ذلك من فعل الحمير ، وإن قضى بينكما ولد كان بوالا في الفراش كالحمير [ البوالة ] تبول في كل مكان.
يا علي : لا تجامع امرأتك في ليلة الفطر ، فإنه إن قضى بينكما ولد لم يكن ذلك الولد إلا كثير الشر.
يا علي : لا تجامع امرأتك في ليلة الاضحى ، فإنه إن قضى بينكما ولد يكون ذا ستة أصابع أو أربعة.
يا علي : لا تجامع امرأتك تحت شجرة مثمرة ، فإن إن قضى بينكما ولد يكون جلادا ، أو قتالا ، أو عريفا (١).
يا علي : لا تجامع امرأتك في وجه الشمس وشعاعها إلا أن يرخى ستر فيستركما ، فإنه إن قضى بينكما ولد لا يزال في بؤس وفقر حتى يموت.
يا علي : لا تجامع امرأتك بين الاذان والاقامة ، فإن إن قضى بينكما ولد يكون حريصا على إهراق الدماء.
يا علي : إذا حملت امرأتك فلا تجامعها إلا وأنت على وضوء ، فإنه إن قضى بينكما ولد يكون أعمى القلب ، بخيل اليد.
يا علي : لا تجامع أهلك في ليلة النصف من شعبان ، فإنه إن قضى بينكما ولد يكون مشوها ذا شامة في شعره ووجهه.
يا علي : لا تجامع أهلك في أخر الشهر إذا بقي منه يومان ، فإنه إن قضى بينكما ولد يكون عشارا أو عونا للظالم ويكون هلاك فئام من الناس على يديه (٢).
__________________
١ ـ العريف ـ كشرير ـ : الكاهن.
٢ ـ الفئام ـ ككتاب ـ : الجماعة من الناس. وفي بعض النسخ قوم من الناس بيديه.
يا علي : لا تجامع أهلك على سقوف البنيان ، فإنه إن قضى بينكما ولد يكون منافقا ، مرائيا مبتدعا.
يا علي : إذا خرجت في سفر فلا تجامع أهلك تلك اليلة ، فإنه إن قضى بينكما ولد ينفق ماله في غير حق. وقرأ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : ( إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين ) (١).
يا علي : لا تجامع أهلك إذا خرجت إلى سفر مسيرة ثلاثة أيام ولياليهن ، فإنه إن قضى بينكما ولد يكون عونا لكل ظالم.
يا علي : وعليك بالجماع ليلة الاثنين ، فإنه إن قضى بينكما ولد يكون حافظا لكتاب الله ، راضيا بما قسم الله عزوجل له.
يا علي : إن جامعت أهلك في ليلة الثلاثاء فقضى بينكما ولد فإنه يرزق الشهادة بعد شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ولا يعذبه الله مع المشركين ويكون طيب النكهة من الفم ، رحيم القلب ، سخي اليد ، طاهر اللسان من الغيبة والكذب والبهتان.
يا علي : وإن جامعت أهلك ليلة الخميس فقضى بينكما ولد يكون حاكما من الحكام أو عالما من العلماء.
يا علي : وإن جامعتها يوم الخميس عند زوال الشمس عن كبد السماء فقضى بينكما ولد فإن الشيطان لا يقربه حتى يشيب ويكون فهما. ويرزقه الله عزوجل السلامة في الدين والدنيا.
يا علي : وإن جامعتها ليلة الجمعة وكان بينكما ولد فإنه يكون خطيبا [ قوالا ] مفوها. وإن جامعتها يوم الجمعة بعد العصر فقضى بينكما ولد فإنه يكون معروفا ، مشهورا ، عالما. وإن جامعتها في ليلة الجمعة بعد العشاء الاخرة فإنه يرتجى أن يكون لك ولد من الابدال إن شاء الله تعالى.
يا علي : لا تجامع أهلك في أول ساعة من الليل ، فإنه إن قضى بينكما ولد لا يؤمن أن يكون ساحرا مؤثرا للدنيا على الاخرة.
يا علي : إحفظ وصيتي هذه كما حفظتها عن أخي جبريل عليهالسلام.
__________________
١ ـ سورة الاسراء آية ٢٩.
عن الصادق عليهالسلام قال : لا تجامع في أول الشهر ولا في وسطه ولا في آخره ، فإنه من فعل ذلك فليستعد لسقط الولد. وإن تم أوشك أن يكون مجنونا. ألا ترى أن المجنون أكثر ما يصرع في أول الشهر ووسطه وآخره.
وعنه عليهالسلام قال : تكره الجنابة حين تصفر الشمس وحين تطلع وهي صفراء.
وعنه عليهالسلام قال : لا تجامع في السفينة ولا مستقبل القبلة ولا مستدبرها.
وقال رسول الله صلىاللهعليهوآله : يكره أن يغشى الرجل المرأة وقد احتلم حتى يغتسل من إحتلامه الذي رأى ، فإن فعل ذلك فخرج الولد مجنونا فلا يلومن إلا نفسه.
وقال رسول الله صلىاللهعليهوآله : من جامع امرأته وهي حائض فخرج الولد مجذوما أو أبرص فلا يلومن إلا نفسه.
وقال رسول الله صلىاللهعليهوآله : من أراد البقاء ولا بقاء فليباكر الغداء وليجود الحذاء وليخفف الرداء وليقل مجامعة النساء ، قيل : يا رسول الله وما خفة الرداء؟ فقال : قلة الدين.
عن الصادق عليهالسلام قال : إن أحدكم ليأتي أهله فتخرج من تحته ولو أصابت زنجيا لتشبثت به ، فإذا أتى أحدكم أهله فليكن بينهما مداعبة ، فإنه أطيب للامر.
وعنه عليهالسلام قال : فضلت المرأة على الرجل بتسع وتسعين جزءا من اللذة ولكن الله عزوجل ألقى عليهن الحياء.
قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : إذا قامت المرأة من مجلسها فلا يجلس أحد في ذلك المجلس حتى يبرد.
وعن النبي صلىاللهعليهوآله أوصى عليا عليهالسلام : يا علي لا وليمة إلا في خمس : في عرس أو خرس أو أعذار أو وكار أو ركاز ، فالعرس : التزويج. والخرس : النفاس بالولد. والاعذار : الختان. والوكار : في شراء الدار (١). والركاز : الرجل يقدم من مكة.
عن أنس أن النبي صلىاللهعليهوآله تزوج حفصة أو بعض أزواجه فأولم عليها بتمر وسويق.
وعنه أيضا قال : لقد حضرت لرسول الله صلىاللهعليهوآله وليمة ليس فيها خبز ولا لحم ،
__________________
١ ـ الخرس ـ كقفل ـ : طعام الولادة. والاعذار : طعام الختان خاصة. والوكر : عش الطائر الذي يأوى إليه. والوكيرة : طعام يعمل عند الفراغ من البناء. والوكار شراء الدار.
قيل : فما ذا كان؟ قال : أتي بالانطاع (١) فبسطت ، ثم أتي بتمر وسمن فأكلوا ، وليس التمر لرسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم كثيرا.
وعن أبي قلابة أن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم كان إذا تزوج البكر أقام عندها سبعا. وإذا تزوج الايم أقام عندها ثلاثا.
من كتاب طب الائمة قال رجل لابي جعفر عليهالسلام : أيكره الجماع في وقت من الاوقات وإن كان حلالا؟ قال : نعم ، من طلوع الفجر إلى طلوع الشمس ، ومن مغيب الشمس إلى مغيب الشفق ، وفي اليوم الذي تنكسف فيه الشمس ، وفي الليلة التي ينخسف فيها القمر ، وفي اليوم والليلة التي تكون فيها الريح السوداء. أو الريح الحمراء أو الريح الصفراء ، واليوم والليلة التي تكون فيها الزلزلة. وقد بات رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ليلة الخسف عند بعض نسائه فلم يكن منه فيها ما كان منه في غيرها ، فقالت له حين أصبح : يا رسول الله أبغض كان منك لي في هذه الليلة؟ قال : لا ، ولكن هذه الاية ظهرت في هذه الليلة فكرهت أن أتلذذ بالهوى فيها وقد عيرالله تعالى أقواما بما فعلوا في كتابه فقال : ( وإن يروا كسفا من السماء ساقطا يقولوا سحاب مركوم فذرهم ( يخوضوا ويلعبوا ) حتى يلاقوا يومهم الذي فيه يصعقون ) (٢).
قال الصادق عليهالسلام : لا بأس أن ينظر الرجل إلى امرأته وهي عريانة.
وسئل الصادق عليهالسلام : أينظر المملوك إلى شعر مولاته؟ قال : نعم وإلى ساقها.
عن علي عليهالسلام قال : يستحب للرجل أن يأتي أهله أول ليلة من شهر رمضان لقول الله عزوجل : ( أحل لكم ليلة الصيام الرفث إلى نسائكم ) (٣). والرفث : المجامعة.
الفصل الخامس
( في حق الزوج على المرأة وحق المرأة على الزوج )
( في حق الزوج على المرأة )
قال النبي صلىاللهعليهوآله : من صبر على سوء خلق امرأته أعطاه الله من الاجر ما أعطى
__________________
١ ـ النطع ـ بالفتح والكسر ـ : بساط من الاديم.
٢ ـ سورة الطور : آية ٣٤ و ٣٥ ولكن ليس فيها كلمة يخوضوا ويلعبوا وإن كانت الاية تتضمنها.
٣ ـ سورة البقرة : آية ١٨.
أيوب عليهالسلام على بلائه. ومن صبرت على سوء خلق زوجها أعطاها الله مثل ثواب آسية بنت مزاحم.
روى الحسن بن محبوب ، عن مالك بن عطية ، عن محمد بن مسلم ، عن الباقر عليهالسلام قال : جاءت امرأة إلى رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم فقالت : يا رسول الله ما حق الزوج على المرأة؟ فقال لها : أن تطيعه ولا تعصيه. ولا تتصدق من بيتها بشيء إلا بإذنه. ولا تصوم تطوعا إلا بإذنه. ولا تمنعه نفسها وإن كانت على ظهر قتب (١). ولا تخرج من بيتها إلا بإذنه ، فإن خرجت بغير إذنه لعنتها ملائكة السماء وملائكة الارض وملائكة الغضب وملائكة الرحمة حتى ترجع إلى بيتها. فقالت : يا رسول الله من أعظم الناس حقا على الرجل؟ قال : والده ، قالت : فمن أعظم الناس حقا المرأة؟ قال : زوجها ، وقالت : فما لي عليه من الحق مثل ما له علي؟ قال : لا ، ولا من كل مائة واحدة ، فقالت : والذي بعثك بالحق لا يملك رقبتي رجل أبدا.
وقال النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم : أيما امرأة أذت زوجها بلسانها لم يقبل الله منها صرفا ولا عدلا ولا حسنة من عملها حتى ترضيه وإن صامت نهارها وقامت ليلها وأعتقت الرقاب وحملت على جياد الخيل في سبيل الله ، فكانت أول من يرد النار. وكذلك الرجل إذا كان لها ظالما.
وقال النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم : أيما امرأة لم ترفق بزوجها وحملته على ما لا يقدر عليه وما لا يطيق لم تقبل منها حسنة وتلقى الله وهو عليها غضبان.
وزوج رسول الله صلىاللهعليهوآله امرأة من رجل فرأت منه بعض ما كرهت فشكت ذلك إلى النبي صلىاللهعليهوآله ، فقال : لعلك تريدين أن تختلعي (٢) فتكوني عند الله أنتن من جيفة حمار.
عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : ليس للمرأة مع زوجها أمر في عتق ولا صدقة ولا تدبير ولا هبة ولا نذير في مالها إلا بإذن زوجها إلا في حج أو زكاة أو بر إلى والديها أو صلة قرابتها.
عن النبي صلىاللهعليهوآله قال : حق الرجل على المرأة إنارة السراج وإصلاح الطعام وأن
__________________
١ ـ القتب ، بالتحريك : الرجل.
٢ ـ يقال : اختلعت المرأة من زوجها : بذلت له مالا ليطلقها. والجيفة : جثة الميت المنتنة.
تستقبله عند باب بيتها فترحب به وأن تقدم إليه الطشت والمنديل وأن توضئه وأن لا تمنعه نفسها إلا من علة.
عن الصادق عليهالسلام قال : إن قوما أتوا رسول الله صلىاللهعليهوآله فقالوا : يا رسول الله إنا رأينا أناسا يسجد بعضهم لبعض ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوآله : لو كنت آمر أحدا أن يسجد لاحد لامرت المرأة أن تسجد لزوجها.
وقال صلىاللهعليهوآله : لو أن امرأة وضعت إحدى ثدييها طبيخة والاخر مشوية ما أدت حق زوجها. ولو أنها عصت مع ذلك زوجها طرفة عين ألقيت في الدرك الاسفل من النار إلا أن تتوب وترجع.
وقال عليهالسلام لا تؤدي المرأة حق الله عزوجل حتى تؤدي حق زوجها.
عن أبي جعفر عليهالسلام قال : إن الله عزوجل كتب على الرجال الجهاد وعلى النساء الجهاد ، فجهاد الرجل أن يبذل ماله ودمه حتى يقتل في سبيل الله. وجهاد المرأة أن تصبر على ما ترى من أذي زوجها وغيرته.
وقال عليهالسلام : إن الناجي من الرجال قليل ومن النساء أقل وأقل. وفي حديث آخر قال : جهاد المرأة حسن التبعل.
وقال الصادق عليهالسلام : أيما امرأة باتت وزوجها عليها ساخط في حق لم تقبل منها صلاة حتى يرضى عنها.
وعنه عليهالسلام قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : أيما امرأة خرجت من بيتها بغير إذن زوجها فلا نفقة لها حتى ترجع.
وقال عليهالسلام : أيما امرأة تطيبت لغير زوجها لم يقبل منها صلاة حتى تغتسل من طيبها كغسلها من جنابتها.
وقال عليهالسلام : أيما امرأة وضعت ثوبها في غير منزل زوجها وبغير إذنه لم تزل في لعنة الله إلى أن ترجع إلى بيتها.
وعنه عليهالسلام قال : أيما امرأة قالت لزوجها : ما رأيت منك خيرا قط فقد حبط عملها.
وفي رواية عن أنس قال : خرج رجل غازيا في سبيل الله وأوصى امرأته أن لا تنزل من فوق بيته إلى حين يقدم وكان والدها في السفل فاشتكى ، فأرسلت إلى رسول
الله صلىاللهعليهوآله تخبره وتستأمره ، فأرسل إليها أن اتقي الله وأطيعي زوجك ( تمام الخبر. ).
وعنه عليهالسلام قال : إن رجلا من الانصار على عهد رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم خرج في بعض حوائجه وعهد إلى امرأته عهدا أن لا تخرج من بيتها حتى يقدم ، قال : وإن أباها مرض ، فبعث المرأة إلى رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم فقالت : إن زوجي خرج وعهد إلي أن لا أخرج من بيتي حتى يقدم وإن أبي مرض أفتأمرني أن أعوده؟ فقال صلىاللهعليهوآلهوسلم : لا ، اجلسي في بيتك وأطيعي زوجك ، قال : فمات ، فبعث إليه فقالت : يا رسول الله إن أبي قد مات فتأمرني أن أحضره؟ فقال صلىاللهعليهوآله : لا ، اجلسي في بيتك وأطيعي زوجك ، قال : فدفن الرجل فبعث إليها رسول الله صلىاللهعليهوآله إن الله تبارك وتعالى قد غفر لك ولابيك بطاعتك لزوجك.
قال النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم : خيركم خيركم لاهله وأنا خيركم لاهلي.
( في حق المرأة على الزوج )
عن أبي جعفر عليهالسلام قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : أوصاني جبريل عليهالسلام بالمرأة حتى ظننت أنه لا ينبغي طلاقها إلا من فاحشة بينة.
وقال عليهالسلام : من احتمل من امرأته ولو كلمة واحدة أعتق الله رقبته من النار وأوجب له الجنة وكتب له مائتي ألف حسنة ومحا عنه مائتي ألف سيئة ورفع له مائتي ألف درجة وكتب الله عز وجل له بكل شعرة على بدنه عبادة سنة.
سأل إسحاق بن عمار أبا عبد الله عليهالسلام عن حق المرأة على زوجها؟ قال : يشبع بطنها ويكسو جثتها وإن جهلت غفر لها ، إن إبراهيم خليل الرحمن عليهالسلام شكا إلى الله عزوجل خلق سارة؟ فأوحى الله إليه أن مثل المرأة مثلى الضلع إن أقمته انكسر وإن تركته استمتعت به ، قلت : من قال : هذا؟ فغضب ، ثم قال : هذا والله قول رسول الله صلىاللهعليهوآله وعنه قال : كان لابي عبد الله امرأة وكانت تؤذيه ، فكان يغفر لها.
وقال رسول الله صلىاللهعليهوآله : ما من عبد يكسب ثم ينفق على عياله إلا أعطاه الله بكل درهم ينفقه على عياله سبعمائة ضعف.
وقال صلىاللهعليهوآله : خير الرجال من أمتي الذين لا يتطاولون على أهليهم ويحنون
عليهم (١) ولا يظلمونهم ، ثم قرأ ( الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض الاية ) (٢).
عن الباقر عليهالسلام قال : من كانت عنده امرأة فلم يكسها ما يواري عورتها ويطعمها ما يقيم صلبها كان حقا على الامام أن يفرق بينهما.
عن أبي عبد الله عليهالسلام في قوله تعالى : ( ومن قدر عليه رزقه فلينفق مما آتاه لله ) (٣). قال : أن أنفق عليها ما يقيم ظهرها مع كسوة وإلا فرق بينهما.
وعنه عليهالسلام قال : ( لما نزلت هذه الاية يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا ) (٤) جلس رجل من المسلمين يبكي وقال : أنا قد عجزت عن نفسي كلفت أهلي ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : حسبك أن تأمرهم بما تأمر به نفسك وتنهاهم عما تنهى عنه نفسك.
وعنه عليهالسلام قال : إن امرأة أتت رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم [ لبعض ] الحاجة ، فقال لها : لعلك من المسوفات ، فقالت : يا رسول الله وما المسوفات؟ فقال : المرأة يدعوها زوجها لبعض الحاجة فلا تزال تسوفه حتى تنقضي حاجة زوجها فينام ، فتلك لا تزال الملائكة تلعنها حتى يستيقظ زوجها.
وعنه عليهالسلام قال : رحم الله عبدا أحسن فيما بينه وبين زوجته ، فإن الله عز وجل قد ملكه ناصيتها وجعله القيم عليها.
وقال النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم عيال الرجل أسراؤه وأحب العبا إلى الله عزوجل أحسنهم صنيعا إلى أسرائه.
وقال الكاظم عليهالسلام : إن عيال الرجل أسراؤه فمن أنعم الله عليه نعمة فليوسع على أسرائه ، فإن لم يفعل أوشك أن تزول [ عنه ] تلك النعمة.
__________________
١ ـ تطاول : تكبر وترفع. وأيضا : اعتدى. وحنى عليه : ترحم ومال.
٢ ـ سورة النساء : آية ٣٨.
٣ ـ سورة الطلاق : آية ٧.
٤ ـ سورة التحريم : آية ٦.
وقالت خولة (١) لرسول الله صلىاللهعليهوآله : إني أتعطر لزوجي كأني عروس أزف إليه ، فآتيه في لحافه فيولي عني ، ثم آتيه من قبل وجهه فيولي عني ، فأراه قد أبغضني يا رسول الله ، فما ذا تأمرني؟ قال : اتقي الله وأطيعي زوجك ، قالت : فما حقي عليه؟ قال : حقك عليه أن يطعمك مما يأكل ويكسوك مما يلبس ولا يلطم ولا يصيح في وجهك ، قالت : فما حقه علي؟ قال : حقه عليك أن لا تخرجي من بيته إلا بإذنه ، ولا تصومي تطوعا إلا بإذنه ، ولا تتصدقي من بيته إلا بإذنه ، وإن دعاك على ظهر قتب تجيبيه.
وقال النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم : إنما المرأة لعبة فمن اتخذها فليصنها.
وقال أمير المؤمنين عليهالسلام لمحمد بن الحنفية : يا بني إذا قويت فاقو على طاعة الله. وإن ضعفت فاضعف عن معصية الله. وإن استطعت أن لا تملك المرأة من أمرها ما جاوز نفسها فافعل ، فإنه أدوم لجمالها وأرخى لبالها وأحسن لحالها ، فإن المرأة ريحانة وليست بقهرمانة ، فدارها على كل حال وأحسن الصحبة لها فيصفو عيشك.
عن الصادق عليهالسلام قال : اتقوا الله في الضعيفين يعني المملوك والمرأة.
الفصل السادس
( في الاولاد وما يتعلق بهم )
( في فضل الاولاد )
عن السكوني قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : الولد الصالح ريحانة من رياحين الجنة.
عن الصادق عليهالسلام قال : ميراث الله من عبده المؤمن ولد صالح يستغفر له.
__________________
١ ـ خولة : جماعة من الصحابيات ، منهن : خولة بنت الاسود المكناة بأم حرملة الخزاعية. وخولة بنت ثامر الانصارية. وخولة بنت ثعلبة. وخولة بنت حكيم الانصارية. وخولة بنت حكيم ابن امية السلمية زوجة عثمان بن مظعون. وخولة بنت اليمان العسية اخت حذيفة بن اليمان. وخولة بنت عمرو. وخولة بنت قيس بن فهد النجارية زوجة حمزة بن عبد المطلب. وخولة بنت مالك بن بشر الزرقية. وخولة بنت المنذر بن زيد. وخولة بنت الهذيل بن هبيرة التغلبية أو الثعلبية. وخولة خادمة رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم. وخولة بنت الصامت وغيرهن ولعل المراد بها هنا هي خولة بنت عاصم زوجة هلال ابن امية التي لاعنها ففرق النبي بينهما.
وعنه عليهالسلام قال : البنات حسنات والبنون نعمة ، فالحسنات يثاب عليها والنعمة يسأل عنها.
وبشر النبي صلىاللهعليهوآله بابنة ، فنظر في وجوه أصحابه فرأى الكراهية فيهم ، فقال : ما لكم! ريحانة أشمها ورزقها على الله.
ومن الروضة قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : نعم الولد البنات المخدرات ، من كانت عنده واحدة جعلها الله سترا له من النار. ومن كانت عنده اثنتان أدخله الله بهما الجنة. وإن كن ثلاثا أو مثلهن من الاخوات وضع عنه الجهاد والصدقة.
عن حذيفة اليماني قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : خير أولادكم البنات.
عن الرضا عليهالسلام قال : إن الله تبارك وتعالى إذا أراد بعبد خيرا لم يمته حتى يريه الخلف. وروي : أن من مات بلا خلف فكأن لم يكن في الناس. ومن مات وله خلف فكأن لم يمت.
عن الصادق عليهالسلام قال : إن الله عزوجل ليرحم الرجل لشدة حبه لولده.
وقال له عمر بن يزيد : إن لي بنات ، فقال له : لعلك تتمنى موتهن ، أما أنك لو تمنيت موتهن ومتن لم توجر يوم القيامة ولقيت ربك حين تلقاه وأنت عاص.
[ وروي ] عن حمزة بن حمران بإسناده أنه أتى رجل النبي عليهالسلام وعنده رجل فأخبره بمولود له فتغير لون الرجل ، فقال النبي عليهالسلام : ما لك؟ فقال : خير ، قال : قل ، قال : خرجت والمرأة تمخض فاخبرت أنها ولدت جارية ، فقال له النبي عليهالسلام : الارض تقلها والسماء تظلها والله يرزقها وهي ريحانة تشمها ، ثم أقبل على أصحابه فقال : من كانت له ابنة واحدة فهو مقروح. ومن كان له ابنتان فيا غوثاه. ومن كان له ثلاث بنات وضع عنه الجهاد وكل مكروه. ومن كان له أربع بنات فيا عباد الله أعينوه ، يا عباد الله أقرضوه ، يا عباد الله أرحموه.
وقال رسول الله عليهالسلام : من عال ثلاث بنات أو ثلاث أخوات وجبت له الجنة قيل : يا رسول الله واثنتين؟ قال : واثنتين ، قيل : يا رسول الله وواحدة؟ قال : وواحدة.
عن النبي عليهالسلام قال : من سعادة الرجل أن لا تحيض ابنته في بيته.
عن النبي صلىاللهعليهوآله قال : أحبوا الصبيان وارحموهم ، فإذا وعدتموهم ففوا لهم ، فإنهم لا يرون إلا أنكم ترزقونهم.
وعن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم : أنه نظر إلى رجل له ابنان فقبل أحدهما وترك الاخر ، فقال النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم : فهلا ساويت بينهما.
وقال عليهالسلام : اعدلوا بين أولادكم [ في السر ] كما تحبون أن يعدلوا بينكم في البر واللطف.
وروي أن رسول الله عليهالسلام قبل الحسن والحسين عليهماالسلام ، فقال الاقرع ابن حابس : إن لي عشرة من الاولاد ما قبلت واحدا منهم ، فقال : ما علي إن نزع الله الرحمة منك. أو كلمة نحوها.
عن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم قال : سموا أولادكم أسماء الانبياء ، وأحسن الاسماء عبد الله وعبد الرحمن.
وعن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم قال : من حق الولد على والده ثلاثة : يحسن إسمه ويعلمه الكتابة ويزوجه إذا بلغ.
وقال صلىاللهعليهوآلهوسلم قبلوا أولادكم ، فإن لكم بكل قبلة درجة في الجنة ما بين كل درجتين خمسمائة عام.
عن الرضا ، عن أبيه عن آبائه عليهمالسلام قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : ما من قوم كانت لهم مشورة فحضر معهم من اسمه محمد أو أحمد فأدخلوه في مشورتهم إلا كان خيرا لهم.
وقال صلىاللهعليهوآله : يلزم الوالدين من عقوق الولد ما يلزم الولد لهما من العقوق.
وقال صلىاللهعليهوآله : والذي بعثني بالحق أن العاق لوالديه ما يجد ريح الجنة.
قال أمير المؤمنين عليهالسلام : قبلة الولد رحمة ، وقبلة المرأة شهوة ، وقبلة الوالدين عبادة ، وقبلة الرجل أخاه دين. وزاد عنه الحسن البصري وقبلة الامام العادل طاعة.
عن الصادق عليهالسلام قال : بر الرجل بولده بره بوالديه.
عن رفاعة (١) قال : سألت أباالحسن عليهالسلام عن الرجل يكون له بنون وأمهم
__________________
١ ـ هو رفاعة بن موسى النخاس الاسدي الكوفي من أصحاب الصادق والكاظم عليهماالسلام ، وروي عنهما وكان ثقة في حديثه مسكونا إلى روايته لا يعترض عليه شيء من الغمز وكان حسن الطريقة وله كتاب.