رضي الدين أبي نصر الحسن بن الفضل الطبرسي
المحقق: محمد الحسين الاعلمي
الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة الأعلمي للمطبوعات
الطبعة: ٦
الصفحات: ٤٨٠
( في لحم القبج )
عن أبي الحسن الاول عليهالسلام قال : أطعموا المحموم لحم القبج ، فإنه يقوي الساقين ويطرد الحمى طردا (١).
( في لحم القطا )
عن علي بن مهزيار قال : تغذيت مع أبي جعفر عليهالسلام فاتي بقطا ، فقال : إنه مبارك. وكان يعجبه. وكان يقول : اطعموا الصاحب اليرقان ، يشوي له (٢).
( في لحم الحباري )
عن أبي الحسن عليهالسلام قال : لا أرى بأكل لحم الحبارى (٣) بأسا ، لانه جيد للبواسير ووجع الظهر وهو مما يعين على الجماع.
( في لحم الدراج )
قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : من اشتكى فؤاده وكثر غمه فليأكل لحم الدراج (٤).
عن أبي عبد الله صلىاللهعليهوآلهوسلم قال : إذا وجد أحدكم غما أو كربا لا يدري ما سببه فليأكل لحم الدراج ، فإنه يسكن عنه إن شاء الله.
عن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم قال : من سره أن يقل غيظه فليأكل لحم الدراج.
( في السمك )
عن الصادق عليهالسلام قال : أكل لحم الحيتان يورث السل.
عنه عليهالسلام قال : أكل سمك الطري يذيب الجسد.
__________________
١ ـ القبج ـ بفتح فسكون وقيل بالتحريك ـ : الحجل ، أو طائر يشبه الحجل.
٢ ـ القطا : ضرب من الحمام ، ذوات أطواق يشبه القمري ، واحدته القطاة.
٣ ـ الحبارى ـ بضم الحاء وفتح الراء : طائر معروف أكبر من الدجاج كبير العنق ، برأسه وبطنه حبرة.
٤ ـ الدراج ـ بالضم فالتشديد ـ : طائر شبيه بالحجل وأكبر منه ، قصير المنقار ولونه مشوب بسواد وبياض.
( مكارم الاخلاق ـ ١١ )
عنه عليهالسلام قال : كان رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم إذا أكل السمك قال : اللهم بارك لنا فيه وأبدلنا خيرا منه.
عن الحميري (١) قال : كتبت إلى أبي محمد عليهالسلام أشكو إليه : أن بي دما صفراء فإذا احتجمت هاجت الصفراء وإذا أخرت الحجامة أضر بي الدم ، فما ترى في ذلك؟ فكتب عليهالسلام إلي : احتجم وكل على أثر الحجامة سمكا طريا. فأعدت عليه المسألة ، فكتب إلي : احتجم وكل على أثر الحجامة سمكا طريا بماء وملح ، فاستعملت ذلك ، فكنت في عافية وصار ذلك غذائي.
( في الاسقنقور )
عن أحمد بن إسحاق قال : كتبت إلى أبي محمد عليهالسلام سألته عن الاسقنقور يدخل في دواء الباءة ، له مخاليب وذنب ، أيجوز أن يشرب؟ فقال : إن كان له قشور فلا بأس (٢).
( في الجراد )
عن أبي جعفر عليهالسلام قال : إن عليا عليهالسلام كان يقول. الجراد ذكي والحيتان. وما مات في البحر فهو ميتة. عنه عليهالسلام أيضا قال : الحيتان والجراد ذكي كله.
( رقية الجراد )
روي عن أبي الحسن عليهالسلام أنه قال : تفرقوا وكبروا ، ففعلوا ذلك ، فذهب الجراد.
( في البيض )
عن علي بن محمد بن اشيم قال : شكوت إلى الرضا عليهالسلام قلة استمرائي الطعام؟
فقال : كل مح البيض ، قال : ففعلت ، فانتفعت به (٣)
__________________
١ ـ هو أبوالعباس عبد الله بن جعفر الحميري ، شيخ القميين ووجههم ، ثقة من أصحاب أبي محمد العسكري عليهالسلام ، صاحب قرب الاسناد. قدم الكوفة وسمع أهلها منه فأكثروا وصنف كتبا كثيرا.
٢ ـ الاسقنقور ـ بكسر الهمزة وفتح القاف ـ : نوع من الزحافات ذو حياتين يكون في البلاد الحارة ، قصير الذنب ، أكبر من العطاءة وأضخم ، ويوجد كثيرا منه على شواطئ نهر النيل بمصر.
٣ ـ استمرأ الطعام : استطيبه ووجده أوعده مريئا أي هنيئا وساغ من غير غصص. والمح ـ بضم فتشديد ـ : صفرة البيض وخالص كل شيء.
عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : من عدم الولد فليأكل البيض وليكثر منه.
عن علي عليهالسلام قال : إن نبيا من الانبياء شكا إلى ربه قلة النسل في أمته؟ فأمر الله عزوجل أن يأمرهم بأكل الخبز بالبيض.
( في الهريسة )
قال الباقر عليهالسلام : إن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم شكا إلى ربه وجع ظهره؟ فأمره أن يأكل اللحم بالبر يعني الهريسة.
وقال النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم : نزل علي جبريل عليهالسلام ، فأمرني بأكل الهريسة ، لاشد ظهري وأقوي بها على عبادة ربي.
( في المثلثة )
قال النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم : لو أغنى عن الموت شيء لاغنت المثلثة. قيل : يا رسول الله وما المثلثة؟ قال : الحسو باللبن (١).
وقال الصادق عليهالسلام للوليد بن صبيح : أي شيء تطعم عيالك في الشتاء؟ قال : قلت : اللحم ، قال : إن لم يكن اللحم؟ قال : قلت : السمن ، قال : ما يمنعك من الكواكب؟ فإنه أقوى في الجسد كله يعني المثلثة وهي قفيز أرز وقفيز حمص وقفيز باقالاء أو غيره يدق جميعا ويطبخ ويتحسى به كل غداة (٢).
( في الرؤوس )
عن علي بن سليمان قال : أكلنا عند الرضا عليهالسلام رؤوسا ، فدعا بالسويق ، فقلت : إني قد امتلات ، فقال : إن قليل السويق يهضم الرؤوس وهو دواؤه (٣).
عن الصادق عليهالسلام : الرأس موضع الذكاة وهو أقرب من المرعى وأبعد من الاذى.
__________________
١ ـ الحسو ـ بالفتح على زنة مفعول ـ : طعام يعمل من الدقيق والماء أو اللبن.
٢ ـ يتحسى : يتجرع ويشرب شيئا بعد شيء.
٣ ـ السويق : دقيق منضوج يعمل من الحنطة او الشعير.
( في الكباب )
عن يونس بن بكر ، قال الرضا عليهالسلام : ما لي أراك مصفارا؟ قال : قلت : وعك أصابني ، قال : كل اللحم ، فأكلته ، ثم رآني بعد جمعة على حالي مصفارا ، قال : ألم آمرك بأكل اللحم؟ قلت : ما أكلت غيره منذ أمرتني ، فقال : كيف أكلته؟ قلت : طبيخا ، قال : كله كبابا ، ثم أرسل إلي بعد جمعة ، فإذا الدم قد عاد في وجهي ، فقال لي : نعم.
( فيما يحل من الطير والبيض )
عن زرارة قال : سألت أبا جعفر عليهالسلام : ما يؤكل من الطير؟ فقال : كل ما دف ولا تأكل ما صف (١). قال : قلت : البيض في الاجام؟ قال : ما استوى طرفاه فلا تأكله. وما اختلفت طرفاه فكله. قلت : فطير الماء؟ قال : ما كانت له قانصة فكل وما لم تكن له قانصة فلا تأكل. وفي حديث آخر أنه قال : إن كان الطير يصف ويدف وكان دفيفه أكثر من صفيفه أكل. وإن كان صفيفه أكثر من دفيفه لا يؤكل. ويؤكل من صيد الماء ما كانت له قانصة وصيصية. ولا يؤكل ما ليست له قانصة ولا صيصية (٢).
( في الثريد )
قال الصادق عليهالسلام : عليكم بالثريد ، فإني لم أجد شيئا أرفق منه.
عن غياث بن إبراهيم يرفعه ، قال : لا تأكلوا رأس قصعة الثريد وكلوا من حولها ، فإن البركة في رأسها.
__________________
١ ـ دف الطائر : حرك جناحيه في طيرانه نقيض صف الطائر أي بسط جناحيه في الطيران ولم يحركهما. والاجام : جمع أجمة كقصبة وقيل : هي جمع الجمع. وهي الشجر الكثير الملتف.
٢ ـ القانصة للطير كالمعدة للانسان. الصيصية والصيصية : الشوكة التي في رجل الطائر في موضع العقب.
الفصل التاسع
( في الحلاوي )
قال النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم : إذا وضعت الحلواء فأصيبوا منها ولا تردوها.
( في العسل )
عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : كان رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم يعجبه العسل. وقال عليهالسلام : عليكم بالشفائين ، من العسل والقرآن.
وعنه عليهالسلام قال : لعق العسل شفاء من كل داء. قال الله عزوجل : ( يخرج من بطونها شراب مختلف ألوانه فيه شفاء للناس ) (١).
عن أبي الحسن عليهالسلام قال : من تغير عليه ماء ظهره ينفع له اللبن الحليب بالعسل. وفي رواية : اللبن الحليب.
عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : ما استشفى الناس بمثل لعق العسل.
من الفردوس ، عن أنس قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : من شرب العسل في كل شهر مرة يريد ما جاء به القرآن عوفي من سبع وسبعين داء.
وعنه قال : قال النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم : من أراد الحفظ فليأكل العسل.
وقال صلىاللهعليهوآله : نعم الشراب العسل ، يرعى القلب ويذهب برد الصدر.
من صحيفة الرضا عليهالسلام ، عن آبائه ، عن علي عليهمالسلام قال : ثلاثة يزدن في الحفظ ويذهبن بالبلغم : قراءة القرآن والعسل واللبان (٢).
وباسناده قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : إن يكن في شيء شفاء ففي شرطة الحجام أو شربة عسل.
وروى البرقي (٣) عن بعض أصحابنا قال : دفعت إلي امرأة غزلا وقالت لي :
__________________
١ ـ سورة النحل : آية ٧١. واللعق : اللحس.
٢ ـ اللبان ـ بالضم ـ : الكندر.
٣ ـ هو أبوجعفر أحمد بن محمد بن خالد البرقي ، صاحب كتاب المحاسن ، أصله كوفي ، ثقة في نفسه ، إلا أنه يروي عن الضعفاء ، توفي سنة ٢٧٤.
ادفعه بمكة ليخاط به كسوة الكعبة ، فكرهت أن أدفعه إلى الحجبة وأنا أعرفهم ، فلما صرت إلى المدينة دخلت على أبي جعفر عليهالسلام فقلت له : جعلت فداك ، إن امرأة دفعت إلي غزلا ، وحكيت له ما قالت ، فقال : إشتر به عسلا وزعفرانا وخذ من طين قبر الحسين عليهالسلام واعجنه بماء السماء واجعل فيه شيئا من عسل وفرقه على الشيعة ليداووا به مرضاهم.
عن أمير المؤمنين عليهالسلام قال : العسل شفاء من كل داء ولا داء فيه ، يقل البلغم ويجلو القلب.
عن الرضا عليهالسلام قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : إن الله عزوجل جعل البركة في العسل. وفيه شفاء من الاوجاع وقد بارك عليه سبعون نبيا.
من الفردوس : عن علي بن أبي طالب عليهالسلام قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : خمس يذهبن بالنسيان ويزدن في الحفظ ويذهبن بالبلغم : السواك والصيام وقراءة القرآن والعسل واللبان.
( في طين قبر الحسين عليهالسلام )
عن أبي عبد الله عليهالسلام : إن طين قبر الحسين عليهالسلام شفاء من كل داء وإن أخذ على رأس ميل.
وعنه عليهالسلام قال : طين قبر الحسين عليهالسلام شفاء من كل داء ، فإذا أخذته فقل : بسم الله اللهم اجعله رزقا واسعا وعلما نافعا وشفاءا من كل داء إنك على كل شيء قدير.
عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : إن طين قبر الحسين عليهالسلام مسكة مباركة ، من أكله من شيعتنا كانت له شفاء من كل داء. ومن أكله من عدونا ذاب كما يذوب الالية ، فإذا أكلت من طين قبر الحسين عليهالسلام فقل : « اللهم إني أسألك بحق الملك الذي قبضها وبحق النبي الذي خزنها وبحق الوصي الذي هو فيها أن تصلي على محمد وآل محمد وأن تجعل لى فيه شفاءا من كل داء وعافية من كل بلاء وأمانا من كل خوف برحمتك يا أرحم الراحمين وصلى الله على محمد وآله وسلم. وتقول أيضا : اللهم إني أشهد أن هذه التربة تربة وليك. وأشهد أنها شفاء من كل داء وأمان من كل خوف لمن شئت من خلقك ولي برحمتك. وأشهد أن كل ما قيل فيهم وفيها هو الحق من عندك وصدق المرسلون ».
وسئل عنه عليهالسلام يأخذ إنسان من طين قبر الحسين عليهالسلام فينتفع به ويأخذه غيره ولا ينتفع به؟ قال : والله الذي لا إله إلا هو ما أخذه أحد وهو يرى أن الله عز وجل ينفعه به إلا ينفعه.
سئل عن أبي عبد الله عليهالسلام من كيفية تناوله؟ قال : إذا تناول التربة أحدكم فليأخذ بأطراف أصابعه وقدره مثل الحمصة (١) ، فليقبلها وليضعها على عينيه وليمرها على سائر جسده وليقل : « اللهم بحق هذه التربة وبحق من حل فيها وثوى فيها وبحق جده وأبيه وأمه وأخيه والائمة من ولده وبحق الملائكة الحافين إلا جعلتها شفاءا من كل داء وبراءا من كل آفة وحرزا مما أخاف وأحذر » ، ثم استعملها.
وعنه عليهالسلام أنه يقول عند الاكل : « بسم الله وبالله اللهم رب هذه التربة المباركة الطاهرة ورب النور الذي أنزل فيه ، ورب الجسد الذي يسكن فيه رب الملائكة الموكلين اجعله لي شفاءا من داء كذا وكذا ». ويجرع من الماء جرعة خلفه ويقول : « اللهم اجعله رزقا واسعا وعلما نافعا وشفاءا من كل داء وسقم ، إنك على كل شيء قدير ».
وعنه عليهالسلام قال : طين قبر الحسين عليهالسلام شفاء من كل داء. وهو الدواء الاكبر.
سئل أبو عبد الله عليهالسلام عن طين الارمني ، فيؤخذ للكسير والمبطون ، أيحل أخذه؟ قال : لا بأس به ، أما أنه من طين قبر ذي القرنين. وطين قبر الحسين عليهالسلام خير منه.
وعنه عليهالسلام قال : الطين حرام كلحم الخنزير. ومن أكل الطين فمات لم أصل عليه إلا طين قبر الحسين عليهالسلام ، فمن أكله بغير شهوة لم يكن عليه فيه شيء.
( في السكر )
عن الصادق عليهالسلام قال : ليس شيء أحب إلي من السكر.
وعنه عليهالسلام في علة يجدها بعض أصحابه قال : أين هو من المبارك؟ فقيل له :
__________________
١ ـ الحمصة ـ واحدة الحمص ـ : حب معروف. وأراد بها صغرها وقلتها
وما المبارك؟ قال : السكر ، قيل : أي السكر؟ قال : سليمانيكم هذا. وشكا واحد إليه الوجع؟ فقال : إذا أويت إلى فراشك فكل سكرتين ، قال : ففعلت ، فبرئت.
عن علي بن يقطين قال : سمعت أبا الحسن عليهالسلام يقول : من أخذ سكرتين عند النوم كانت له شفاء من كل داء إلا السام.
عنه عليهالسلام قال : لو أن رجلا عنده ألف درهم فاشترى بها سكر لم يكن مسرفا.
عنه عليهالسلام قال : تأخذ للحمى وزن عشرة دراهم سكرا بماء بارد على الريق.
عنه عليهالسلام قال : ثلاثة لا تضر كثيرا من الناس : العنب الرازقي ، وقصب السكر ، والتفاح.
وعنه عليهالسلام قال : قصب السكر يفتح السدود ولا داء فيه ولا غائلة (١).
( في التمر )
عن أمير المؤمنين عليهالسلام قال : كلوا التمر ، فإن فيه شفاء من الادواء.
عن محمد بن إسحاق يرفعه ، قال : من أكل التمر على شهوة رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم لم يضره.
عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : العجوة أم التمر وهي التي أنزلها آدم من الجنة.
وعنه عليهالسلام قال : العجوة من الجنة وفيها شفاء من السحر.
وعنه عليهالسلام قال : من أكل في يوم سبع تمرات عجوة على الريق من تمر العالية (٢) لم يضره في ذلك اليوم سم ولا سحر ولا شيطان.
وعنه عليهالسلام قال : من أكل سبع تمرات عجوة قتلت الديدان في بطنه.
وعن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم قال : من تصبح بعشر تمرات عجوة لم يضره ذلك اليوم سحر ولا سم.
عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : بيت لا تمر فيه جياع أهله.
__________________
١ ـ السدود السداود السدة : داء في الانف يمنع تنشم الريح. أو انسداد في العروق أو الامعاء وغيرها.
٢ ـ العالية والعوالي : قرى بظاهر المدينة مما يلي نجدا والحجاز وما والاها.
عن ابن عباس قال : قال صلىاللهعليهوآله : كلوا التمر على الريق ، فإنه يقتل الدود. وقال صلىاللهعليهوآلهوسلم : نزل علي جبريل بالبرني من الجنة (١).
وقال صلىاللهعليهوآلهوسلم : أطعموا المرأة ـ في شهرها التي تلد فيه ـ التمر ، فإن ولدها يكون حليما نقيا.
وقال صلىاللهعليهوآلهوسلم : عليكم بالبرني ، فإنه يذهب بالاعياء ويدفأ من القر ويشبع من الجوع ، وفيه اثنان وسبعون بابا من الشفاء.
من صحيفة الرضا عليهالسلام : عنه ، عن آبائه عليهمالسلام قال : كان رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم إذا أكل التمر يطرح النوى على ظهر كفه ثم يقذف به. وقال أيضا : من أكل التمر البرني على الريق ذهب عنه الفالج.
عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : أطعموا نساءكم التمر البرني في نفاسهن ، تجملوا أولادكم.
عن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم يصف البرني ، قال : فيه تسع خصال : يقوي الظهر ، ويخبل الشيطان ، ويمرئ الطعام ، ويطيب النكهة ، ويزيد في السمع والبصر ، ويقرب من الله عزوجل ، ويباعد من الشيطان ، ويزيد في المباضعة ويذهب بالداء.
وعنه صلىاللهعليهوآلهوسلم قال : إذا وضعت الحلواء فأصيبوا منها ولا تردوها. وكان أحب الشراب إليه الحلو البارد.
وقال صلىاللهعليهوآلهوسلم إني لاحب الرجل التمري.
عن الحسين بن علي ، عن أبيه عليهماالسلام قال : إن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم كان يبتدئ طعامه إذا كان صائما بالتمر.
( في الفالوذج )
روي أن الحسين بن علي عليهماالسلام رأى رجلا يعيب الفالوذج (٢) ، فقال عليهالسلام : لعاب البر بلعاب النحل بخالص السمن ما عاب هذا مسلم.
__________________
١ ـ البرني : نوع من أجود التمر.
٢ ـ الفالوذج : حلو يعمل من الدقيق والسمن والماء والعسل.
الفصل العاشر
( في الفواكه )
من أمالي الشيخ أبي جعفر بن بابويه ، عن الصادق عليهالسلام قال : كان رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم إذا رأى الفاكهة الجديدة قبلها ووضعها على عينيه وفمه ، ثم قال : اللهم كما أريتنا أولها في عافية فأرنا آخرها في عافية.
عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : من أكل الفاكهة وبدأ لم يضره.
وقال صلىاللهعليهوآله : لما أخرج آدم من الجنة زوده الله تعالى من ثمار الجنة ، وعلمه صنعة كل شيء ، فثماركم من ثمار الجنة غير أن هذه تتغير وتلك لا تتغير.
( في الرمان )
عن الصادق عليهالسلام قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : ما من رمانة إلا وفيها حبة من رمان الجنة ، فإذا تبدد منها شيء فخذوه ، ما وقعت وما دخلت تلك الحبة معدة امرئ مسلم إلا أنارتها أربعين صباحا.
وعنه عليهالسلام أنه كان يأكل الرمان في كل ليلة جمعة.
عنه عليهالسلام ، عن أمير المؤمنين عليهالسلام قال : كلوا الرمان بشحمه ، فإنه دباغ المعدة (١). وما من حبة استقرت في معدة امرئ مسلم إلا أنارتها ونفت الشيطان والوسوسة عنها أربعين صباحا.
وعنه عليهالسلام [ أنه ] كان إذا أكل الرمان بسط تحته منديلا ، فإذا سئل عن ذلك؟ قال : إن فيه حبات من الجنة ، فقيل : يا أمير المؤمنين إن اليهود والنصارى وما سوى ذلك يأكلونه ، فقال : إذا أرادوا أكلها بعث الله عزوجل ملكا فينتزعها منها ، لئلا يأكلوها.
قال الصادق عليهالسلام : خمسة من فاكهة الجنة في الدنيا : الرمان الامليسي والتفاح السفساني ـ يروى أنه الشامي ـ والعنب والسفرجل والرطب المشان (٢).
__________________
١ ـ دبغ المعدة دباغا : لينها وأزال ما فيها.
٢ ـ الامليسي : منسوب إلى الامليس أي الفلاة التي لا نبات فيها. وفي بعض نسخ الحديث ( والتفاح اللبناني ). والمشان ـ بالكسر والضم ـ : نوع من الرطب أو هو من أطيبه.
وعنه عليهالسلام أيضا قال : أيما مؤمن أكل رمانة حتى يستوفيها أذهب الله عزوجل الشيطان عن إثارة قلبه مائة يوم. ومن أكل ثلاثة أذهب الله الشيطان عن إثارة قلبه سنة. ومن أذهب الله عزوجل الشيطان عن إثارة قلبه سنة لم يذنب. ومن لم يذنب دخل الجنة.
عن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم قال : الرمان سيد الفاكهة. ومن أكل رمانة أغضب شيطانه أربعين صباحا. وكان إذا أكله لا يشركه [ فيه ] أحد.
عن الصادق ، عن أبيه ، عن علي بن الحسين عليهمالسلام أنه كان يقول : من أكل رمانة يوم الجمعة على الريق نورت قلبه أربعين صباحا ، فطرد عنه وسوسة الشيطان ومن طرد عنه وسوسة الشيطان لم يعص الله عزوجل. ومن لم يعص الله أدخله الجنة.
عن مرجانة مولاة صفية قالت : رأيت عليا عليهالسلام يأكل رمانا فرأيته يلتقط مما يسقط منه.
عن أمير المؤمنين عليهالسلام قال : سمعت رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم يقول : من أكل رمانة حتى يستتمها نور الله قلبه أربعين ليلة.
وقال النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم : خلق آدم والنخلة والعنب والرمانة من طينة واحدة.
عن أبي سعيد الخدري ، عن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم قال : كلوا الرمان فليست منه حبة تقع في المعدة إلا أنارت القلب وأخرست الشيطان.
من إملاء الشيخ أبي جعفر الطوسي عليه الرحمة : أطعموا صبيانكم الرمان ، فإنه أسرع لالسنتهم.
( في السفرجل )
عن النبي صلىاللهعليهوآله قال : كلوا السفرجل ، فإنه يقوي القلب ويشجع الجبان. وفي رواية : كلوا السفرجل ، فإن فيه ثلاث خصال ، قيل : وما هي يا رسول الله؟ قال : يجم الفؤاد (١) ويسخي البخيل ويشجع الجبان.
وعنه صلىاللهعليهوآله قال : كلوا السفر جل وتهادوه بينكم ، فإنه يجلو البصر وينبت
__________________
١ ـ يجم الفؤاد أي يجمعه ويكمل صلاحه ونشاطه. وقيل : يريحه. وفي بعض النسخ يجم الوداد.
المودة في القلب. وأطعموه حبالاكم ، فإنه يحسن أولادكم ، وفي رواية : يحسن أخلاق أولادكم.
عن أمير المؤمنين عليهالسلام قال : السفرجل قوة القلب وحياة الفؤاد ويشجع الجبان.
عن الصادق عليهالسلام قال : من أكل السفرجل أجرى الله الحكمة على لسانه أربعين صباحا.
وقال عليهالسلام : رائحة السفرجل رائحة الانبياء.
عن أنس بن مالك قال : قال النبي صلىاللهعليهوآله : كلوا السفرجل على الريق.
عن الرضا عليهالسلام قال : أتى النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم سفرجلا ، فضرب بيده على سفرجلة فقطعها ، وكان يحبه حبا شديدا ، فأكل وأطعم من بحضرته من أصحابه ، ثم قال : عليكم بالسفرجل ، فإنه يجلو القلب ويذهب بطخاء الصدر (١).
وعنه عليهالسلام قال : عليكم بالسفرجل ، فإنه يزيد في العقل.
قال عليهالسلام : من أكل السفرجل على الريق طاب ماؤه وحسن وجهه.
من كتاب الجامع لابي جعفر الاشعري ، عنه عليهالسلام قال : ما بعث الله نبيا قط إلا وفي يده سفرجلة أو بيده سفرجلة.
وقال عليهالسلام أيضا : رائحة الانبياء رائحة السفرجل. ورائحة الحور العين الاس. ورائحة الملائكة الورد. وما بعث الله نبيا إلا أوجد منه ريح السفرجل.
عن الباقر عليهالسلام قال : السفرجل يذهب بهم الحزين.
عن الصادق عليهالسلام : أنه نظر إلى غلام جميل ، فقال : ينبغي أن يكون أبوهذا أكل سفرجلا ليلة الجماع.
قال النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم : كلوا السفرجل ، فإنه يجلو الفؤاد ، وما بعث نبيا إلا أطعمه من سفرجل الجنة فيزيد فيه قوة أربعين رجلا.
وقال النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم : كلوا السفرجل ، فإنه يزيد في الذهن ويذهب بطخاء الصدر ويحسن الولد. وقال : من أكل سفرجلا ثلاثة أيام على الريق صفا ذهنه وامتلاء جوفه حكما وعلما ووقى من كيد إبليس وجنوده.
__________________
١ ـ الطخاء ، كسماء : الكرب على القلب ، وأصله الظلمة والغيم أي ثقل وغشي وأراد به ذهاب الحزن.
( في التفاح )
عن سليمان بن درستويه قال : دخلت على أبي عبد الله عليهالسلام وبين يديه تفاح أخضر ، فقلت : جعلت فداك ما هذا؟ فقال : يا سليمان وعكت البارحة ، فبعث إلي هذا الاكلة أستطفئ به الحرارة ويبرد الجوف ويذهب بالحمى. وفي الحديث : أن التفاح يورث النسيان وذلك لانه يولد في المعدة لزوجة.
عن موسى بن جعفر ، عن أبيه ، عن جده عليهمالسلام قال : إنا أهل بيت لا نتداوى إلا بإفاضة الماء البارد للحمى وأكل التفاح. وقال النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم : كلوا التفاح على الريق ، فإنه يصوح المعدة.
عن الرضا عليهالسلام قال : التفاح نافع من خصال : من السحر والسم واللم ومما يعرض من الامراض والبلغم العارض وليس من شيء أسرع منفعة منه.
عن زياد القندي قال : دخلت المدينة ومعي أخي سيف ، فأصاب الناس رعاف شديد ، كان الرجل يرعف يومين ويموت ، فرجعت إلى منزلي فإذا سيف في الرعاف وهو يرعف رعافا شديدا ، فدخلت على أبي عبد الله عليهالسلام فقال : يا زياد أطعم سيفا التفاح ، فأطعمته فبرئ.
( في التين )
عن أبي ذر رحمهالله قال : أهدي إلى النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم طبق عليه تين ، فقال لاصحابه : كلوا ، فلو قلت : فاكهة نزلت من الجنة لقلت : هذه ، لانها فاكهة بلا عجم ، فكلوها ، فإنها تقطع البواسير وتنفع من النقرس (١).
وعن الرضا عليهالسلام قال : التين يذهب بالبخر (٢) ويشد العظم ويذهب بالداء حتى لا يحتاج معه إلى دواء.
وفي الحديث : من أراد أن يرق قلبه فليدمن من أكل البلس وهو التين.
__________________
١ ـ العجم ـ بالتحريك ـ : كل ما كان في جوف مأكول كنوى التمر وغيره. والنقرس ـ بالكسر ـ ورم يحدث في مفاصل القدم وإبهامها.
٢ ـ البخر ـ بالتحريك ـ : الريح المنتن في الفم.
عن كعب قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : كلوا التين الرطب واليابس ، فإنه يزيد في الجماع ويقطع البواسير وينفع من النقرس والابردة (١).
( في العنب )
عن الصادق عليهالسلام قال : إن نوحا شكا إلى الله الغم ، فأوحى الله إليه : كل العنب الاسود ، فإنه يذهب بالغم.
وعنه عليهالسلام قال : شكا نبي من الانبياء إلى الله عزوجل الغم ، فأوحى الله إليه أن يأكل العنب.
وعنه عليهالسلام قال : شيئان يؤكلان باليدين : العنب والرمان.
من الفردوس ، عن عائشة قالت : قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : خير طعامكم الخبز. وخير فاكهتكم العنب.
وقال صلىاللهعليهوآله : خلقت النخلة والرمان والعنب من فضل طينة آدم عليهالسلام.
من صحيفة الرضا ، عن أمير المؤمنين عليهماالسلام قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : كلوا العنب حبة حبة فإنه أهنأ وأمرأ. وقال صلىاللهعليهوآلهوسلم : ربيع امتي العنب والبطيخ.
عن علي بن موسى ، عن آبائه ، عن أمير المؤمنين عليهمالسلام أنه كان يأكل العنب بالخبز.
وبهذا الاسناد ، عن أمير المؤمنين عليهالسلام أنه قال : العنب أدم وفاكهة وطعام وحلواء.
وقال الرضا عليهالسلام : كان علي بن الحسين عليهماالسلام يعجبه العنب ، فأتته جارية له بعنقود عنب فوضعته بين يديه ، فجاء سائل ، فأمر به فدفع إليه ، فوشى غلامه بذلك إلى أم ولد له (٢) ، فأمرته فاشتراه من السائل ، ثم أتته به فوضعته بين يديه ، فجاء سائل فسأل ، فأمر به فدفع إليه ، ففعلت ذلك ثلاثا ، فلما كانت الرابعة أكله.
__________________
١ ـ الابردة ـ بالكسر ـ : علة معروفة من غلبة الرطوبة وهي برد في الجوف.
٢ ـ الوشاية : السعاية.
( في الكمثرى )
عن أمير المؤمنين عليهالسلام قال : الكمثرى يجلو القلب ويسكن أوجاع الجوف بإذن الله تعالى.
عن الصادق عليهالسلام قال : الكمثرى يدبغ المعدة ويقويها هو والسفرجل (١).
( في الاجاص )
عن زيادة القندي قال. دخلت على الرضا عليهالسلام ويين يديه تور فيه إجاص أسود في إبانه (٢) ، فقال : إنه هاجت بي حرارة وأرى الاجاص يطفئ الحرارة ويسكن الصفراء. وأن اليابس يسكن الدم [ ويسكن الداء الدوي ] وهو للداء دواء بإذن الله عزوجل.
( في الزبيب )
عن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم قال : من أكل كل يوم على الريق إحدى وعشرين زبيبة حمراء لم يعتل إلا علة الموت.
وعن علي عليهالسلام قال : من أكل إحدى وعشرين زبيبة حمراء لم يرد في جسده شيئا يكرهه.
وعن أمير المؤمنين عليهالسلام قال : الزبيب يشد القلب ويذهب بالمرض ويطفئ الحرارة ويطيب النفس.
من إملاء الشيخ أبي جعفر الطوسي في رواية : يذهب بالغم ويطيب النفس.
عن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم قال : عليكم بالزبيب ، فإنه يطفئ المرة ويأكل البلغم ويصح الجسم ويحسن الخلق ويشد العصب ويذهب بالوصب (٣).
( في العناب )
عن علي عليهالسلام قال : العناب يذهب بالحمى.
__________________
١ ـ الكمثرى ـ بالضم فالتشديد ـ : والاجاص ـ بالكسر ـ والسفرجل : كلها أنواع من جنس واحد. ويدبغ المعدة أي يلينها.
٢ ـ التور ـ بالفتح ـ : إناء صغير ، يشرب منه. وإبانه ـ بالكسر فالتشديد ـ أي في حينه أو أوانه.
٣ ـ الوصب ـ بالتحريك ـ : المرض ونحول الجسم. وأيضا : التعب والفتور في البدن.
عن أبي الحصين قال : كانت عيني قد أبيضت ولم أكن أبصر بها شيئا ، فرأيت عليا أمير المؤمنين عليهالسلام في المنام ، فقلت : يا سيدي عيني قد آلت إلى ما ترى ، فقال : خذ العناب فدقه واكتحل به ، فأخذته ودققته بنواه وكحلتها به فانجلت عن عيني الظلمة ونظرت أنا إليها فإذا هي صحيحة.
وقال الصادق عليهالسلام : فضل العناب على الفاكهة كفضلنا على الناس.
( في الغبيراء )
عن صحيفة الرضا ، عن أبيه ، عن جده عليهمالسلام قال : حدثني أبي علي بن الحسين عليهماالسلام قال : دخل رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم على علي بن أبي طالب عليهالسلام وهو محموم ، فأمره أن يأكل الغبيراء (١).
عن ابن بكير قال : سمعت أبا عبد الله عليهالسلام يقول في الغبيراء : إن لحمه ينبت اللحم ، وعظمه ينبت العظم ، وجلده ينبت الجلد ، ومع ذلك فإنه يسخن الكليتين ويدبغ المعدة ، وهو أمان من البواسير والتقطير ويقوي الساقين ويقمع عرق الجذام بإذن الله تعالى.
الفصل الحادي عشر
( في البقول )
في الحديث : خضروا موائدكم بالبقل ، فإنه مطردة للشيطان مع التسمية. وفي رواية : زينوا موائدكم.
عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : لكل شيء حلية وحلية الخوان البقل.
عن أحمد بن هارون قال : دخلت على الرضا عليهالسلام فدعا بالمائدة ، فلم يكن عليها بقل ، فأمسك يده ثم قال : يا غلام ، أما علمت أني لا آكل على مائدة ليس عليها خضراء فائت بها. قال : فذهب وأتى بالبقل ، فمد يده فأكل وأكلت معه.
( في الدباء )
عن الصادق عليهالسلام قال : الدباء (٢) يزيد في الدماغ.
__________________
١ ـ الغبيراء ـ بالضم فالفتح ممدودا ـ : ثمرة تشبه العناب ، يقال بالفارسية : « سنجد ».
٢ ـ الدباء ـ بالضم والمد مشدودة وقد تفتح ـ : القرع ، وهو نوع من اليقطين.
عن الحسين بن علي عليهماالسلام قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : كلوا اليقطين ، فلو علم الله أن شجرة أخف من هذه لانبتها على أخي يونس عليهالسلام إذا اتخذ أحدكم مرقا فليكثر فيه من الدباء ، فإنه يزيد في الدماغ وفي العقل.
عن الصادق عليهالسلام قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : من أكل الدباء بالعدس رق قلبه عند ذكر الله عزوجل وزاد في جماعه.
من صحيفة الرضا عليهالسلام ، عن آبائه عليهمالسلام قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : إذا طبختم فأكثروا القرع ، فإنه يسر القلب الحزين.
عن أنس قال : إن خياطا دعا النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم فأتاه بطعام قد جعل فيه قرعا بإهالة ، قال أنس : فرأيت النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم يأكل القرع يتتبعه من حوالي الصحفة ، قال أنس : فما زال يعجبني القرع منذ رأيته يعجبه صلىاللهعليهوآلهوسلم. قال : كان رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم يعجبه الدباء ويلتقطه من الصفحة. وكان النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم في دعوة فقدموا إليه قرعا ، فكان يتتبع أثار القرع ليأكله.
( في الهندباء (١) )
عن الصادق عليهالسلام قال : من بات وفي جوفه سبع ورقات هندباء أمن من القولنج في ليلته تلك.
وعنه عليهالسلام قال : من أحب أن يكثر ماله وولده فليكثر من أكل الهندباء ، فما من صباح إلا ويقطر عليه قطرة من الجنة ، فإذا أكلتموه فلا تنفضوه ، وكان أبي ينهانا أن ننفضه.
وعنه عليهالسلام قال : من أكل من الهندباء كتب من الامنين يومه ذلك وليلته.
وعنه عليهالسلام قال : الهندباء شفاء من ألف داء. وما من داء في جوف الانسان إلا قمعه الهندباء.
عنه عليهالسلام قال : من أكل سبع ورقات هندباء يوم الجمعة قبل الصلاة دخل الجنة.
__________________
١ ـ الهندباء ـ بالكسر فالقصر أو المد ـ : بقل معروف يؤكل ، معتدل نافع للمعدة والكبد.
( مكارم الاخلاق ـ ١٢ )
عن الرضا عليهالسلام قال : الهندباء شفاء من ألف داء وما من داء في جوف الانسان إلا قمعه الهندباء. ودعا به يوما لبعض الحشم وقد كان تأخذه الحمى والصداغ ، فأمر بأن يدق ويضمد على قرطاس ويصب عليه دهن بنفسج ويوضع على رأسه ، وقال : أما إنه يقمع الحمى ويذهب بالصداغ.
عن السياري (١) يرفعه ، قال : عليك بالهندباء ، فإنه يزيد في الماء ويحسن الولد وهو جار لين ، يزيد في الولد الذكور.
في كتاب الفردوس ، عن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم قال : من أكل الهندباء ونام عليه لم يؤثر فيه سم ولا سحر ولم يقربه شيء من الدواب حية ولا عقرب.
عن أنس قال : قال النبي صلىاللهعليهوآله : الهندباء من الجنة. والهندبة تذهب بالسمع والبصر.
( في الكراث )
عن الباقر عليهالسلام قال : إنا لنأكل الثوم والصل والكراث.
عن موسى بن بكر قال : اشتكى غلام لابي الحسن عليهالسلام ، فقال : أين هو؟ فقلنا به طحال (٢) ، فقال : أطعموه الكراث ثلاثة أيام ، فأطعمناه فعقد الدم ثم برئ روي عن أمير المؤمنين عليهالسلام أنه كان يأكل الكراث بالملح الجريش (٣).
عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : لكل شيء سيد ، والكراث سيد البقول.
عن الباقر عليهالسلام قال : في الكراث أربع خصال : يطرد الريح ويطيب النكهة ويقطع البواسير وهو أمان من الجذام لمن أدمن.
عن موسى بن بكر قال : أتيت إلى أبي الحسن عليهالسلام ، فقال لي ، أراك مصفرا كل الكراث ، فأكلته فبرئت.
عن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم قال : فضل الكراث على سائر البقول كفضل الخبز على سائر الاشياء.
__________________
١ ـ هو أبو عبد الله أحمد بن محمد بن سيار الكاتب البصري ، كان من كتاب آل طاهر في زمن العسكري عليهالسلام وكان من رجاله. ويعرف بالسياري نسبة إلى جده ، وله كتب.
٢ ـ الطحال ـ بالضم ـ : داء يصيب الطحال ، بالكسر.
٣ ـ الجريش : ، الذي لم ينعم دقه. وملح جريش : لم يطيب.
( في الباذروج ) (١)
عن الصادق عليهالسلام قال : كان أمير المؤمنين عليهالسلام يعجبه الباذروج.
عن الصادق ، عن أبيه ، عن جده ، عن علي بن أبي طالب عليهمالسلام قال : ذكر لرسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم الحوك وهو الباذروج ، فقال : بقلتي وبقلة الانبياء قبلي ، وإني لاحبها وأكلها وإني أنظر إلى شجرتها نابتة في الجنة.
عن أمير المؤمنين عليهالسلام قال : كان رسول الله صلىاللهعليهوآله يعجبه الحوك.
عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : الحوك بقلة الانبياء. أما إن فيه ثمان خصال : يمرئ الطعام ويفتح السدد ويطيب النكهة ويشهي الطعام ويسهل الدم وهو أمان من الجذام وإذا استقرت في جوف الانسان فمع الداء كله ، ثم قال : إنه يزين به أهل الجنة موائدهم.
وقال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم الحوك بقلة طيبة كأني أراها نابتة في الجنة والجرجير (٢) بقلة خبيثة كأني أراها نابتة في النار.
وقال صلىاللهعليهوآلهوسلم : من أكل من بقلة الباذروج أمر الله عزوجل الملائكة يكتبون له الحسنات حتى يصبح.
عن أيوب بن نوح قال : حدثني من حضر أبا الحسن الاول عليهالسلام معه على المائدة ، فدعا بالباذروج وقال : إني أحب أن أستفتح به الطعام ، فإنه يفتح السدد ويشهي الطعام ويذهب بالسل. وما أبالي إذا إفتتحت به بما أكلت بعده من الطعام ، فإني لا أخاف داء ولا غائلة. قال : فلما فرغنا من الغذاء دعا به ، فرأيته يتتبع ورقه من المائدة ويأكله ويناولني ويقول : اختم به طعامك ، فإنه يمرئ ما قبله ويشهي ما بعده ويذهب بالثقل ويطيب الجشاء (٣) والنكهة.
__________________
١ ـ الباذروج ـ بفتح الذال المعجمة ـ : نبت معروف يؤكل ، يقوي القلب. والمشهور أنه الريحان الجيلي وهو شبيه بالريحان البستاني إلا أن ورقه أعرض. والحوك ـ بالفتح ـ : نبات كالحبق وهو بالتحريك : نبات طيب الرائحة.
٢ ـ الجرجير : بقلة معروفة تنبت على الماء وتؤكل.
٣ ـ الجشاء ـ بالضم ـ : ريح مع الصوت يخرج من الفم عند الشبع. والنكهة : ريح الفم.
( في الفرفخ ) (١)
عن الصادق عليهالسلام قال : لاينبت على وجه الارض بقلة أنفع ولا أشرف من الفرفخ وهي بقلة فاطمة عليهاالسلام.
وعنه عليهالسلام قال : قال النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم : عليكم بالفرفخ ، فإنه إن كان شيء يزيد في العقل فهي.
( في الجرجير )
عن الصادق عليهالسلام قال : من أكل الجرجير بالليل ضرب عليه عرق الجذام من أنفه.
وعنه عليهالسلام قال : أكل الجرجير بالليل يورث البرص.
( في الكرفس )
عن الحسين بن علي عليهماالسلام قال : قال النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم لعلي عليهالسلام في أشياء وصاحبها : كل الكرفس ، فإنها بقلة إلياس ويوشع بن نون عليهماالسلام (٢).
وقال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : الكرفس بقلة الانبياء. ويذكر أن طعام الخضر وإلياس الكرفس والكمأة (٣).
وقال النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم : العجوة من الجنة ، فيها شفاء من السم والكمأة من المن وماءها شفاء للعين.
( في السداب )
عن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم قال : السداب جيد لوجع الاذن (٤).
عن الرضا عليهالسلام قال : السداب يزيد في العقل غير أنه ينثر ماء الظهر.
__________________
١ ـ الفرفخ : الرجلة وهي بقلة الحمقاء ، لانها لا تنبت إلا بالمسيل.
٢ ـ الكرفس ـ بفتحتين ـ : بقل معروف يؤكل ، عظيم المنافع ، مدر ، محلل للرياح والنفخ ، منقي للكلي والكبد والمثانة ، مفتح سددها ، مقو للباه.
٣ ـ الكما والكمأة : نبات أبيض يميل إلى الغبرة مثل الشحم ، يوجد في الربيع في الارض وهو أصل مستدير لا ساق له ولا عرق. ويقال أيضا « شحم الارض ».
٤ ـ السداب ـ بالفتح والمشهور أنه بالذال ـ : وهو نبات ورقه كالصعتر ورائحته كريهة.