السيد جعفر مرتضى العاملي
الموضوع : سيرة النبي (ص) وأهل البيت (ع)
الناشر: دار الحديث للطباعة والنشر
المطبعة: دار الحديث
الطبعة: ١
ISBN: 964-493-199-8
ISBN الدورة:
الصفحات: ٣٥٤
وعن عبد الله بن شريك النخعي ، قال : كان عبد الله بن ذباب الأنسي مع علي بن أبي طالب «عليهالسلام» بصفين ، فكان له غناء (١).
وفد واثلة بن الأسقع :
وقالوا : إنه قبل المسير إلى تبوك وفد واثلة بن الأسقع الليثي على رسول الله «صلىاللهعليهوآله» ، فقدم المدينة ورسول الله «صلىاللهعليهوآله» يتجهز إلى تبوك ، فصلى معه الصبح ، فقال له : «ما أنت؟ وما جاء بك؟ وما حاجتك»؟
فأخبره عن نسبه ، وقال : أتيتك لأؤمن بالله ورسوله.
قال : «فبايع على ما أحببت وكرهت».
فبايعه ورجع إلى أهله ، فأخبرهم ، فقال له أبوه : «والله لا أكلمك كلمة أبدا ، وسمعت أخته كلامه ، فأسلمت وجهزته.
فخرج راجعا إلى رسول الله «صلىاللهعليهوآله» ، فوجده قد صار إلى تبوك ، فقال : من يحملني عقبه وله سهمي؟
__________________
دار الكتب العلمية) ج ٢ ص ٣٣٦ وج ٧ ص ١٠٥ ، وج ١ ص ٤٨١ عن ابن شاهين ، وفي وابن مندة في دلائل النبوة ، والمعافي في الجليس ، والبيهقي في الدلائل ، وابن سعد ، وكنز الفوائد للكراجكي ص ٩٢ ، والبحار ج ١٨ ص ١٠٢ ، والطبقات الكبرى لابن سعد ج ١ ص ٣٤٢ ، وأسد الغابة ج ٢ ص ١٣٦ ، وأعيان الشيعة ج ٨ ص ٥٢.
(١) سبل الهدى والرشاد ج ٦ ص ٣٣٨ عن ابن سعد ، والإصابة ج ١ ص ٤٨١ ، والطبقات الكبرى لابن سعد ج ١ ص ٣٤٢ ، وأعيان الشيعة ج ٨ ص ٥٢.
فحمله كعب بن عجرة حتى لحق برسول الله «صلىاللهعليهوآله» ، وشهد معه تبوك ، وبعثه رسول الله «صلىاللهعليهوآله» ، مع خالد بن الوليد إلى أكيدر ، فغنم ، فجاء بسهمه إلى كعب بن عجرة ، فأبى أن يقبله ، وسوغه إياه وقال : إنما حملتك لله (١).
وفي نص آخر : عن ابن جرير عن واثلة بن الأسقع قال : خرجت من أهلي أريد الإسلام ، فقدمت على رسول الله «صلىاللهعليهوآله» وهو في الصلاة ، فوقفت في آخر الصفوف وصليت بصلاتهم. فلما فرغ رسول الله «صلىاللهعليهوآله» من الصلاة انتهى إليّ وأنا في آخر الصلاة. فقال : «ما حاجتك»؟
قلت : الإسلام.
قال : «هو خير لك».
ثم قال : «وتهاجر»؟
قلت : نعم.
قال : «هجرة البادي أو هجرة الباني»؟
قلت : أيهما خير؟
قال : «هجرة الباني أن يثبت مع النبي ، وهجرة البادي أن يرجع إلى باديته».
وقال : «عليك بالطاعة في عسرك ويسرك ، ومنشطك ومكرهك».
قلت : نعم.
__________________
(١) سبل الهدى والرشاد ج ١١ ص ٣٧٣ وج ٦ ص ٤٠٢ عن الطبقات الكبرى لابن سعد (ط دار صادر) ج ١ ص ٣٠٥ ، وتاريخ مدينة دمشق ج ٦٢ ص ٣٥٣ ، والبداية والنهاية لابن كثير ج ٥ ص ١٠٦ ، وأعيان الشيعة ج ١ ص ٢٤١ ، والسيرة النبوية لابن كثير ج ٤ ص ١٧٦.
فقدم يده وقدمت يدي.
فلما رآني لا أستثني لنفسي شيئا ، قال : «فيما استطعت».
فقلت : فيما استطعت ، فضرب على يدي (١).
وعن واثلة بن الأسقع قال : لما أسلمت أتيت النبي «صلىاللهعليهوآله» ، فقال لي : إذهب ، فاحلق عنك شعر الكفر ، واغتسل بماء وسدر (٢).
ونقول :
١ ـ إننا نرتاب فيما ذكرته الرواية الأولى : من أن واثلة قد أسلم حين كان «صلىاللهعليهوآله» يتجهز إلى تبوك ، فقد ذكروا : أنه كان من أصحاب الصفة ، وأنه خدم النبي «صلىاللهعليهوآله» ثلاث سنين (٣) ، وغزوة تبوك إنما كانت في سنة تسع.
__________________
(١) سبل الهدى والرشاد ج ٦ ص ٤٣٣ وفي هامشه عن : مجمع الزوائد ج ٥ ص ٢٥٥ وقال : رواه الطبراني ورجاله ثقات ، وكنز العمال ج ١٦ ص ٦٧٦ ، وتاريخ المدينة للنميري ج ٢ ص ٤٨٦.
(٢) قاموس الرجال ج ٩ ص ٢٤٠ عن تاريخ بغداد (ترجمة منصور بن عمار) وفي (ط مؤسسة النشر الإسلامي) ج ١٠ ص ٤٢١ ، وكنز العمال ج ١ ص ٩٤ ، تاريخ بغداد ج ١٣ ص ٧٣ ، وتاريخ مدينة دمشق ج ٦٢ ص ٣٥٥ ، و ٣٥٦ ، وذكر أخبار إصبهان ج ٢ ص ٣٨.
(٣) الإستيعاب (بهامش الإصابة) ج ٣ ص ٦٤٣ وراجع : قاموس الرجال ج ٩ ص ٢٣٩ ، والإستيعاب ج ٤ ص ١٥٦٣ ، وشرح مسند أبي حنيفة للقاري ص ٥٩٠ ، أسد الغابة ج ٥ ص ٧٧ ، وتاريخ الإسلام للذهبي ج ٦ ص ٢١٦ ، والوافي بالوفيات ج ٢٧ ص ٢٤٣ ، وتاريخ مدينة دمشق ج ٦٢ ص ٣٤٧ و ٣٤٩ ، والجرح والتعديل للرازي ج ٩ ص ٤٧.
٢ ـ إن أمر النبي «صلىاللهعليهوآله» واثلة أن يحلق عنه شعر الكفر ، يشير إلى أنه «صلىاللهعليهوآله» يريد أن يجعلهم يتحسسون قبح ما كانوا عليه ، وسوء آثاره حتى على أجسادهم ، علما بأن الآثار على الأرواح والأجساد لا تنحصر بما يتعاطى الإنسان معه من أمور مادية ، بل يتجاوز ذلك ليصبح لنفس التصورات ، وللإعتقادات التأثير الكبير والعميق على الروح ، والنفس ، وعلى البدن أيضا ، ولذلك طلب منه أن يحلق عنه شعرا نبت ونما في زمن كفره ، لأنه يحمل معه قذارات معنوية ، يريد رسول الله «صلىاللهعليهوآله» أن ينزهه عنها.
قدوم أسيد بن أبي أناس :
قال ابن عباس : أهدر رسول الله «صلىاللهعليهوآله» دم أسيد بن أبي أناس (أو إياس) لما بلغه أنه هجاه ، فأتى أسيد الطائف فأقام بها. فلما فتح رسول الله «صلىاللهعليهوآله» مكة خرج سارية بن زنيم إلى الطائف ، فقال له أسيد : ما وراءك؟
قال : «قد أظهر الله تعالى نبيه ونصره على عدوه ، فاخرج يا ابن أخي إليه ، فإنه لا يقتل من أتاه».
فحمل أسيد امرأته ، وخرج وهي حامل تنتظر ، وأقبل فألقت غلاما عند قرن الثعالب ، وأتى أسيد أهله ، فلبس قميصا واعتم ، ثم أتى رسول الله «صلىاللهعليهوآله» ، وسارية بن زنيم قائم بالسيف عند رأسه يحرسه ، فأقبل أسيد حتى جلس بين يدي رسول الله «صلىاللهعليهوآله» وقال : يا محمد ، أهدرت دم أسيد؟
قال : «نعم».
قال : تقبل منه أن جاءك مؤمنا؟
قال : «نعم».
فوضع يده في يد رسول الله «صلىاللهعليهوآله» ، فقال : «هذه يدي في يدك ، أشهد أنك رسول الله «صلىاللهعليهوآله» ، وأشهد ألا إله إلا الله».
فأمر رسول الله «صلىاللهعليهوآله» رجلا يصرخ : أن أسيد بن أبي أناس ، قد آمن ، وقد أمّنه رسول الله «صلىاللهعليهوآله».
ومسح رسول الله «صلىاللهعليهوآله» وجهه ، وألقى يده على صدره.
فيقال : إن أسيدا كان يدخل البيت المظلم فيضيء.
وقال أسيد :
أأنت الفتى تهدي معدا لربها |
|
بل الله يهديها وقال لك أشهد |
فما حملت من ناقة فوق كورها |
|
أبّر وأوفى ذمة من محمد |
وأكسى لبرد الحال قبل ابتذاله |
|
وأعطى لرأس السابق المتجرد |
تعلم رسول الله أنك قادر |
|
على كل حي متهمين ومنجد |
تعلم بأن الركب ركب عويمر |
|
هم الكاذبون المخلفو كل موعد |
أنّبوا رسول الله أن قد هجوته |
|
فلا رفعت سوطي إلي إذا يدي |
سوى أنني قد قلت يا ويح فتنة |
|
أصيبوا بنحس لا يطاق وأسعد |
أصابهم من لم يكن لدمائهم |
|
كفيئا فعزّت حسرتي وتنكدي |
ذؤيب وكلثوم وسلم وساعد |
|
جميعا فإن لا تدمع العين تكمد |
فلما أنشده : «أأنت الذي تهدي معدا لدينها» ، قال رسول الله «صلى الله
عليه وآله» : «بل الله يهديها».
فقال الشاعر : «بل الله يهديها وقال لك اشهد» (١).
ونقول :
سارية قائم بالسيف على رأس النبي صلىاللهعليهوآله :
ولسنا بحاجة إلى تفنيد ما زعمته الرواية من أن سارية بن زنيم كان قائما على رأس النبي «صلىاللهعليهوآله» بالسيف يحرسه .. فقد ذكرنا بعض ما يفيد في إظهار زيف هذه الإدعاءات في موضع سابق من هذا الكتاب ، فراجع ..
لمن الشعر؟! :
تقدم : أن الأشعار المذكورة هي لأسيد بن أبي أناس (إياس).
ولكنهم ذكروا في مورد آخر : أنها لأنس بن زنيم (٢).
__________________
(١) سبل الهدى والرشاد ج ٦ ص ٢٧١ و ٣٦٥ و ٣٦٦ عن ابن شاهين ، عن المدائني ، وابن عساكر ، والإصابة ج ١ ص ٤٧ عن المدائني وابن شاهين ، وتاريخ مدينة دمشق ج ٢٠ ص ٢٢ ، وإسد الغابة ج ١ ص ٨٩ و ٩٠ ، والوافي بالوفيات ج ٩ ص ٢٣٨ ، والإصابة ج ٢ ص ٣٣٦.
(٢) راجع : الإصابة ج ١ ص ٦٩ و ٣٩٠ ، وسبل الهدى والرشاد ج ٥ ص ٢٦٣ ، وج ٦ ص ٢٧١ عن الواقدي ، والطبراني ، وتصحيفات المحدثين للعسكري ج ٣ ص ٩٢٩ و ٩٣١ ، وشرح النهج للمعتزلي ج ١٧ ص ٢٨٢ ، والوافي بالوفيات ج ٩ ص ٢٣٧ ، والبداية والنهاية لابن كثير ج ٤ ص ٣٥٦ ، والسيرة النبوية للحميري ج ٤ ص ٨٧٩ ، والسيرة النبوية لابن كثير ج ٣ ص ٥٨٩.
وحاول العسقلاني أن يقول : إنه يحتمل وقوع ذلك لهما (١).
غير أننا نقول :
إن ذلك وإن كان ليس مستحيلا عقلا لكنه مما لا يتفق عادة ، ولا سيما إذا كانت قصيدة مطولة ، فإن احتمال أن تكون قد قيلت من قبل رجلين ، من دون تغيير يذكر ، سفه من القول ، ولا مجال لتصور وقوعه ، ولا يقبل من أحد الحديث عنه ، فضلا عن الإستناد إليه ..
هجاء بني عبد عدي :
تقدم قول أسيد بن أبي أناس (أو إياس) :
تعلم بأن الركب ركب عويمر |
|
هم الكاذبون المخلفو كل موعد |
ولم تذكر أن رسول الله «صلىاللهعليهوآله» زجره عن قوله هذا ، فكيف سكت «صلىاللهعليهوآله» عن هذه الجرأة على قوم مسلمين؟!
قالوا :
أصدق بيت قالته العرب :
قال دعبل بن علي في طبقات الشعراء قوله :
فما حملت من ناقة فوق كورها |
|
أعف وأوفى ذمة من محمد |
هذا أصدق بيت قالته العرب (٢).
__________________
(١) راجع : الإصابة ج ١ ص ٤٧ وسبل الهدى والرشاد ج ٦ ص ٢٧١ و ٢٧٢.
(٢) سبل الهدى والرشاد ج ٦ ص ٢٧١ و ٢٧٢ ، والإصابة ج ١ ص ٢٧٢ ، وخزانة الأدب للبغدادي ج ٦ ص ٤٢٩.
النبي صلىاللهعليهوآله لا يقتل من أتاه :
إن نفس أن يظهر للناس أنه «صلىاللهعليهوآله» لا يقتل من أتاه ، قد أسهم في إقبال الناس على الاستفادة من هذه الحالة في إصلاح أوضاعهم ، وإنهاء مقاومتهم لدين الله ، وحربهم على رسول الله «صلىاللهعليهوآله» وعلى المسلمين ، بل وصيرورتهم له أتباعا وأعوانا ومناصرين ، بعد أن كانوا له أعداء محاربين ومنابذين.
إكذابهم أنفسهم مطلوب له صلىاللهعليهوآله :
إن نفس أن يبحث هؤلاء الذين أهدر النبي «صلىاللهعليهوآله» دمهم لافترائهم على رسول الله «صلىاللهعليهوآله» ، وصدهم عن سبيل الله عن طريق الأكاذيب ، وإكذابهم أنفسهم ، وقبولهم بالإدانة على ما اقترفوه من ظلم وبغي في حق أهل الإيمان ـ إن ذلك نفسه ـ كان مطلوبا لرسول الله «صلىاللهعليهوآله» ، لتطمئن بعض النفوس الضعيفة ، ولينقطع أمل من يداجي وينافق ويتآمر ، ولكي تزول أية شبهة عن الإسلام وأهله يمكن أن تؤثر على الأجيال اللاحقة.
علم النبي صلىاللهعليهوآله بالغيب :
إن من المضحك أن يتصرف أسيد مع رسول الله «صلىاللهعليهوآله» على أساس أنه «صلىاللهعليهوآله» لا يعرفه .. مع أنه «صلىاللهعليهوآله» قد أظهر لهم في مفردات تعد بالمئات طيلة أكثر من عشرين سنة أنه مشرف على الغيب ، وهو يرفد إيمانهم بالكرامات الباهرة والدلالات الظاهرة وقد
صرح القرآن الكريم : بأن الأنبياء «عليهمالسلام» قادرون على إخبار الناس حتى بما يأكلون ، وبما يدخرونه في بيوتهم ، وبأنه سبحانه قد أرسل النبي «صلىاللهعليهوآله» شاهدا على قومه .. ولهذا البحث مجال آخر.
وفود غسان :
وقدم وفد غسان على النبي «صلىاللهعليهوآله» في شهر رمضان سنة عشر ، وهم ثلاثة نفر ، فأسلموا وقالوا : لا ندري أيتبعنا قومنا أم لا؟ وهم يحبون بقاء ملكهم ، وقرب قيصر ، فأجازهم رسول الله «صلىاللهعليهوآله» بجوائز ، وانصرفوا راجعين ، فقدموا على قومهم ، فلم يستجيبوا لهم ، وكتموا إسلامهم (١).
ونلاحظ هنا :
١ ـ أن هؤلاء القوم يرون أن دخولهم في الإسلام يذهب ملكهم عنهم ، مع أن الأمر ليس كذلك ، فقد رأينا أنه «صلىاللهعليهوآله» يريد للناس المزيد من القوة والشوكة والسعادة ، ولم يسلب أحدا ممن أسلم ملكه ، بل زاده الإسلام شوكة وعظمة ونفوذا ، وأصبح كل من يدخل منهم في الإسلام يجد في سائر الأمم التي أسلمت عونا له ، وقوة ، وعامل ثبات وبقاء ..
أما قيصر ، فكان يريدهم لنفسه ، فهو يريد أموالهم لا ليقسمها في فقرائهم ،
__________________
(١) سبل الهدى والرشاد ج ٦ ص ٣٩١ عن زاد المعاد وشرح المواهب اللدنية للزرقاني ج ٥ ص ٢٢٣ ، وعيون الأثر ج ١ ص ٣١٦ ، والطيقات الكبرى لابن سعد ج ١ ص ٣٣٩ ، وتاريخ مدينة دمشق ج ٦٨ ص ٩٤ ، والسيرة الحلبية ج ٣ ص ٢٧٧.
ولا ليستفيد منها في إقرار الأمن ، وإشاعة العدل ، وبناء المجتمعات على القيم ، والمثل العليا ، كما كان يفعل رسول الله «صلىاللهعليهوآله» ، بل ليصرفها على شهواته وملذاته ، ولكي توجب له المزيد من القوة على الظلم والتعدي ، وإشاعة الإنحراف ، والموبقات والمآثم ..
ويريد رجالهم ليكونوا وقودا لحروبه التي يخوضها لتوسعه ملكه ، وبسط نفوذه ، وحماية شخصه ، وتلبية رغباته ، والإستجابة لنزواته.
وأما رسول الله «صلىاللهعليهوآله» فيريدهم مجاهدين لا في سبيل شخصه بل في سبيل الله وفي سبيل المستضعفين ، ينشرون دينه بين عباده.
٢ ـ إن هؤلاء الأشخاص قد كتموا إسلامهم حين رجعوا إلى قومهم ، حيث دعوهم فلم يستجيبوا لهم. فيكونون بذلك قد مارسوا مبدأ التقية ، الذي يدرك الإنسان بفطرته ، وبعقله السديد ، ورأيه الرشيد صحته ، وصوابيته ، تماما كما فعل عمار بن ياسر حينما استعمل التقية مع المشركين.
فهذا المبدأ إذن هو مما ترشد إليه الفطرة ، ويحكم به العقل ، وقد أيده القرآن والنصوص الشريفة ، فما معنى إنكاره من بعض الذين لا يحتاجون إليه ، بعد أن جعلوا أنفسهم أتباع الحكام ، ووعاظ السلاطين؟! ثم إنهم حين يحتاجون إليه يمارسونه ، ويغوصون فيه إلى الأعماق ، كما أظهرته وقائع التاريخ ، وقد ذكرنا بعض مفردات ممارستهم للتقية ، في أوائل هذا الكتاب.
وفود جرير بن عبد الله البجلي :
عن جرير بن عبد الله البجلي قال : بعث إلي رسول الله «صلىاللهعليهوآله» ، فأتيته ، فقال : «ما جاء بك»؟
قلت : جئت لأسلم.
فألقى إلي كساءه وقال : «إذا أتاكم كريم قوم فأكرموه».
وقال «صلىاللهعليهوآله» : «أدعوك إلى شهادة ألا إله إلا الله ، وأني رسول الله ، وأن تؤمن بالله واليوم الآخر ، والقدر خيره وشره ، وتصلي الصلاة المكتوبة ، وتؤدي الزكاة المفروضة ، وتصوم شهر رمضان ، وتنصح لكل مسلم ، وتطيع الوالي وإن كان عبدا حبشيا» (١).
عن جرير بن عبد الله البجلي قال : لما دنوت من مدينة الرسول «صلىاللهعليهوآله» أنخت راحلتي وحللت عيبتي ، ولبست حلتي ، ودخلت المسجد ، والنبي «صلىاللهعليهوآله» يخطب ، فسلمت على رسول الله «صلىاللهعليهوآله» فرماني الناس بالحدق ، فقلت الجليسي : يا عبد الله ، هل ذكر رسول الله «صلىاللهعليهوآله» عن أمري شيئا؟
قال : نعم ، ذكرك بأحسن الذكر ، فبينا هو يخطب إذ عرض لك فقال : «إنه سيدخل عليكم من هذا الباب ـ أو قال من هذا الفج ـ من خير ذي يمن ، وإن على وجهه لمسحة ملك». فحمدت الله على ما أبلاني (٢).
__________________
(١) سبل الهدى والرشاد ج ٦ ص ٣١١ عن الطبراني ، والبيهقي ، وابن سعد وقال في هامشه : أخرجه ابن سعد في الطبقات ج ٢ ص ١١٠ ، والبحار ج ٢١ ص ٣٧١ ، والطبقات المبرى لابن سعد ج ١ ص ٣٤٧.
وراجع : الإصابة ج ١ ص ٢٣٢ والإستيعاب (مطبوع مع الإصابة) ج ١ ص ٢٣٣.
(٢) سبل الهدى والرشاد ج ٦ ص ٣١١ عن أحمد ، والبيهقي ، والطبراني ، وراجع : الإصابة ج ١ ص ٢٣٢ والإستيعاب (مطبوع مع الإصابة) ج ١ ص ٢٣٣ ، وفضائل الصحابة للنسائي ص ٦٠ ، والمستدرك للنيسابوري ج ١ ص ٢٨٥ ، ـ
وروى البزار ، والطبراني عن عبد الله بن حمزة ، والطبراني عن البراء بن عازب قال : بينا أنا يوما عند رسول الله «صلىاللهعليهوآله» في جماعة من أصحابه أكثرهم اليمن إذ قال رسول الله «صلىاللهعليهوآله» : «سيطلع عليكم من هذه الثنية ـ وفي لفظ : من هذا الفج ـ خير ذي يمن ، على وجهه مسحة ملك».
فما من القوم أحد إلا تمنى أن يكون من أهل بيته ، إذ طلع عليه راكب ، فانتهى إلى رسول الله «صلىاللهعليهوآله» ، فنزل عن راحلته ، فأتى النبي «صلىاللهعليهوآله» فأخذ بيده وبايعه وقال : «من أنت»؟
قال : جرير بن عبد الله البجلي.
فأجلسه إلى جنبه ، ومسح بيده على رأسه ووجهه ، وصدره وبطنه ، حتى انحنى جرير حياء أن يدخل يده تحت إزاره ، وهو يدعو له بالبركة ولذريته ، ثم مسح رأسه وظهره وهو يدعو له ، ثم بسط له عرض ردائه وقال له : «على هذا يا جرير فاقعد». فقعد معهم مليا ثم قام وانصرف.
وقال النبي «صلىاللهعليهوآله» : «إذا أتاكم كريم قوم فأكرموه» (١).
__________________
والسنن الكبرى للبيهقي ج ٣ صص ٢٢٢ ، والمصنف ج ٧ ص ٥٣٨ وج ٨ ص ٤٥٥ ، وبغية الباحث عن زوائد مسند الحارث ص ٣٠٨ ، والسنن الكبرى للنسائي ج ٥ ص ٨٢ ، وصحيح ابن خزيمة ج ٣ ص ١٤٩ ، وصحيح ابن حبان ج ١٦ ص ١٧٤ ، والمعجم الكبير للطبراني ج ٢ ص ٣٥٣ ، وكنز العمال ج ١٣ ص ٣٢٧.
(١) سبل الهدى والرشاد ج ٦ ص ٣١١ عن أحمد ، والبزار ، والبيهقي ، والطبراني برجال ثقات ، وقال في هامشه : أخرجه ابن ماجة (٣٧١٢) والبيهقي في السنن ج ٨ ص ١٦٨ ، والطبراني في الكبير ج ٢ ص ٣٧٠ و ٣٢٥ ، والحاكم في المستدرك
وعن جرير بن عبد الله البجلي قال : أتيت رسول الله «صلىاللهعليهوآله» فقلت : يا رسول الله ، أبايعك على الهجرة.
فبايعني رسول الله «صلىاللهعليهوآله» ، واشترط عليّ النصح لكل مسلم ، فبايعته على هذا.
قال ابن سعد : وكان نزول جرير بن عبد الله على فروة بن [عمرو] البياضي (١).
ما جاء بك؟! تفضح التلاعب بالرواية :
وقد ذكرت الرواية المتقدمة : أنه «صلىاللهعليهوآله» أرسل إلى جرير ، فلما جاءه قال له : ما جاء بك؟
فقد يقال : إن هذا التصرف متناقض ، لا يصدر عن النبي «صلى الله
__________________
ج ٤ ص ٢٩٢ ، وأبو نعيم في الحلية ج ٦ ص ٢٠٥ ، وابن عدي في الكامل ج ١ ص ١٨١ ، والمجموع لمحيى الدين النووي ج ١٤ ص ٤٣ ، ومستدرك الوسائل للميرزا النوري ج ٨ ص ٣٩٦ ، ومستدرك سفينة البحار للشاهرودي ج ٩ ص ١٠٦ ، ومجمع الزوائد للهيثمي ج ٨ ص ١٥ ، ومكارم الأخلاق لابن أبي الدنيا ص ٣٤ ، والأحاديث الطوال للطبراني ص ٢١ ، والمعجم الأوسط للطبراني ج ٥ ص ٢٦٢ و ٣٦٩ وج ٦ ص ٢٤٠ ، والمعجم الصغير للطبراني ج ٢ ص ١٢ ، والاستيعاب ج ١ ص ٢٣٧ وج ٣ ص ٩٢٨ ، وتاريخ بغداد ج ١ ص ٢٠١ وج ٧ ص ٩٧ ، وأسد الغابة ج ١ ص ٢٧٩ ، وسير أعلام النبلاء ج ٢ ص ٥٣٢ ، وغيرها.
وراجع : الإستيعاب (مطبوع مع الإصابة) ج ١ ص ٢٣٣ والإصابة ج ١ ص ٢٣٢.
(١) سبل الهدى والرشاد ج ٦ ص ٣١٢ عن الطبراني برجال الصحيح ، والطبقات الكبرى لإبن سعد ج ١ ص ٣٤٧.
عليه وآله» ، إذ معنى إرساله إليه أنه قد جاء تلبية لدعوته ، وأن دعوته له هي السبب في مجيئه ، فما معنى أن يسأله عن سبب مجيئه ويقول له : ما جاء بك؟
ويمكن أن يجاب : بأنه لا مانع من أن يدعوه ، ولكنه حين يأتيه ، لا يكون إتيانه طاعة واستجابة له ، بل لداع آخر ، فأراد «صلىاللهعليهوآله» منه أن يصرح بما دعاه إلى ذلك ، ولعله توطئة واستدراج له ليظهر ما يستحق به الأكرام والثناء ..
ولكن هذا الجواب ، وإن كان صحيحا في نفسه ، ولكن ليس محله هنا ، بل الصحيح هو : أن الصالحي الشامي اختار النص المحرّف الذي أورده البيهقي (١) وفضله على نص آخر ، ظاهر البطلان أيضا ، وهو مروي أيضا عن جرير بن عبد الله البجلي.
قال : «لما بعث النبي «صلىاللهعليهوآله» أتيته فقال : ما جاء بك؟! الخ ..» (٢). إذ يرد على هذه الرواية :
أولا : قال العسقلاني : «حصين فيه ضعف» (٣). يضاف إلى ذلك : أن هذا الخبر مروي عن جرير نفسه ، الذي يجر النار إلى قرصه ..
ثانيا : هناك فاصل كبير بين البعثة وبين وفادة الوفود ، يصل إلى عشرين
__________________
(١) سبل الهدى والرشاد ج ٦ ص ٣١٢.
(٢) الإصابة ج ١ ص ٢٣٢ و ٥٨٢ ، وسبل الهدى والرشاد ج ٦ ص ٣١١ وج ٩ ص ٣٨٨ ، وأعيان الشيعة ج ٤ ص ٧٢ ، ومسند الشهاب لابن سلامة ج ١ ص ٤٤٥ ، وكشف الخفاء للعجلوني ج ١ ص ٧٥ ، وتهذيب التهذيب ج ٢ ص ٦٤.
(٣) الإصابة ج ١ ص ٢٣٢ وفي (ط دار الكتب العلمية) ج ١ ص ٥٨٢ ، وسبل الهدى والرشاد ج ٦ ص ٣١٢ ، وأعيان الشيعة ج ٤ ص ٧٢.
سنة ، فقد بعث النبي «صلىاللهعليهوآله» ، ثم دعا إلى الله في مكة ثلاث عشرة سنة ، ثم قدم المدينة ، ثم حارب قريشا وغيرهم ، ثم فتح مكة في أواخر سنة ثمان ، ثم وفدت عليه الوفود مع أن جريرا لم يكن قد اسلم طيلة هذه المدة ، فقد جزم ابن عبد البر بما روي عن جرير نفسه ، بأنه أسلم قبل وفاة النبي «صلىاللهعليهوآله» بأربعين يوما (١).
وجزم الواقدي : بأن جريرا وفد على النبي «صلىاللهعليهوآله» سنة عشر في شهر رمضان (٢).
وحتى لو كان قد وفد عليه قبل ذلك ، وقبل سنة سبع ، فإن حديثه عن أنه قد وفد على النبي «صلىاللهعليهوآله» حين البعثة يبقى بلا مبرر معقول أو مقبول.
وأجاب العسقلاني عن ذلك : بأن المقصود به المجاز. أي لما بلغنا بعثة النبي «صلىاللهعليهوآله» ، فلعله بلغه ذلك في سنة سبع أو ثمان أو تسع أو عشر ، أو يحمل على المجاز بالحذف أي لما بعث «صلىاللهعليهوآله» ،
__________________
(١) الإصابة ج ١ ص ٢٣٢ والإستيعاب (مطبوع مع الإصابة) ج ١ ص ٢٣٣ وسبل الهدى والرشاد ج ٦ ص ٣١٢ ، وتهذيب التهذيب ج ٢ ص ٦٤ ، والذريعة للطهراني ج ٨ ص ٥١ ، وأعيان الشيعة ج ٤ ص ٧٢ ، وتاج العروس ج ١٤ ص ٤٤.
(٢) الإصابة ج ١ ص ٢٣٢ ، وفتح الباري ج ١ ص ١٩٣ وج ٧ ص ٩٩ ، وعمدة القاري ج ١٥ ص ١٤٤ ، وشرح مسند أبي حنيفة للقاري ص ٦٦ ، وإرواء الغليل للألباني ج ١ ص ١٣٩ ، والإكمال في أسماء الرجال للخطيب التبريزي ص ٣٥ ، والكاشف في معرفة من له رواية في كتب الستة للذهبي ج ١ ص ٢٩١ ، والمعارف لابن قتيبة ص ٢٩٢.
وجرى كذا وكذا منه ذلك الوقت إلى سنة عشر أتيته الخ .. (١).
ونقول :
إنه كلام لا يصح أيضا ، أما بالنسبة لحمل الكلام على المجاز. فلأن النبي «صلىاللهعليهوآله» قد حارب المشركين واليهود ، وغزا الروم في تبوك ، ومؤتة ، وأرسل السرايا في مختلف الجهات قبل سنة عشر ، فلا يعقل أن لا تصل أخبار بعثته إلى بجيلة إلا بعد اثنتين أو ثلاث وعشرين سنة. أو قبل وفاته «صلىاللهعليهوآله» بأربعين يوما.
وأما بالنسبة للمجاز في الحذف فهو مجاز مخل بإفهام المعنى هنا ، فلا يصار إليه ، ولا يصح الإعتماد عليه في بيان المقاصد.
الإيمان بالقدر وطاعة الأمراء :
وذكرت الروايات التي رواها جرير لنفسه :
أولا : أن النبي «صلىاللهعليهوآله» دعاه ليؤمن بالقدر خيره وشره .. ومن المعلوم : أن مراد التيار الأموي بهذا النوع من التعابير هو ما ينتهي إلى الإعتقاد بالجبر الإلهي ، حسبما أشرنا إليه في موضع آخر من هذا الكتاب ..
وأما إذا كان المراد بهذه العبارة هو ما يصيب الإنسان بسبب أمور خارجة عن اختياره ، كالذي يصيبه بسبب الكوارث الطبيعية ، مثل الزلازل ونحوها فلا إشكال فيه ..
ثانيا : ورد : أن مما أخذه «صلىاللهعليهوآله» على جرير أن يطيع الوالي
__________________
(١) الإصابة ج ١ ص ٢٣٢ ، وسبل الهدى والرشاد ج ٦ ص ٣١٢.
وإن كان عبدا حبشيا ، فإن كانت هذه دعوة لطاعة الطواغيت والظالمين فهي تتناقض مع مبادئ الإسلام والقرآن.
وإن كان المقصود هو أن يلزمه بطاعة الإمام الذي يعينه الله ورسوله أيا كان ذلك الإمام ، حتى لو كان عبدا حبشيا ، فهو كلام صحيح ولا غبار عليه.
غير أن من الواضح : أن ورود هذا الكلام على لسان رجل أعلن رفضه لنهج أهل البيت «عليهمالسلام» وخطهم ، والتزم بنهج وخط أعدائهم يعطي : أن المطلوب هو تأييد النهج المناوئ لأهل البيت ، وتقوية حكومة الظالمين ، وإلزام الناس بطاعة جبابرة بني أمية ، من خلال ما نسبوه للنبي «صلىاللهعليهوآله» من أنه أمرهم بطاعة كل وال ، ثم اعتبار ذلك من القضاء الإلهي ، الذي لا خيار لأحد فيه ، ولا مناص منه.
هل ذكر رسول الله صلىاللهعليهوآله من أمري شيئا :
وقد تقدم : أن جريرا سأل جليسه إن كان رسول الله «صلىاللهعليهوآله» ذكره في خطبته .. وهذا عجيب من جهتين :
إحداهما : أن المفروض : أنه ورد على قوم لا يعرفهم ولا يعرفونه ، فما معنى طرحه هذا السؤال على جليسه من دون أن يعرّفه بنفسه.
الثانية : لماذا يتوقع جرير أن يذكره النبي «صلىاللهعليهوآله» في خطبته ، ويخبرهم بأمره؟ فحتى لو كان هذا الرجل يعظمه كسرى أو قيصر ، فإنه لا يتوقع أن يذكره النبي «صلىاللهعليهوآله» في خطبته.
إلا أن يقال : لعل القرائن ـ وهو أمر غير بعيد ـ قد دلت جريرا على أن
رسول الله «صلىاللهعليهوآله» قد تقدم إلى الناس فيه بشيء ، فقد ذكرت الرواية : أنه «صلىاللهعليهوآله» بيّن لهم صفة من يدخل من الباب ، وأنه من خير ذي يمن ، على وجهه مسحة ملك.
ويمكن أن يعرفوا الداخل بسمات أهل اليمن ، وبسمة الملك المذكورة ، وعهدهم بصدق رسول الله «صلىاللهعليهوآله» ، مضافا إلى إمكان تقدم ذكر أمور أخرى أدلّ وإن لم تنقلها الرواية ، فلما دخلوا نظروا إليه جميعا ، فأحس بأنه قد كان جرى له ذكر بينهم.
جرير لا يستحق هذا الثناء :
قد تضمنت الروايات المتقدمة ثناء على جرير بن عبد الله البجلي ، وأنه «صلىاللهعليهوآله» ألقى إليه كساءه ، وأنه قال : «إذا جاءكم كريم قوم فاكرموه» ، وأنه ذكره بأحسن الذكر ، وأن على وجهه لمسحة ملك ، وأنه خير ذي يمن الخ ..
ونقول :
إن ذلك كله لا يمكن أن يصح ، ونعتقد أنه من مصنوعات جرير لنفسه ، لأنه في أكثره مروي عنه أو عن أعداء أهل البيت «عليهمالسلام» ، وخصوصا أصحاب النزعة الأموية من موظفي معاوية لوضع الأحاديث ، في الحط من علي «عليهالسلام» ، وذم أصحابه وأوليائه ، ورفع شأن مناوئيه ، وإطراء أعدائه ..
والسبب في ذلك : أن جريرا هذا قد فارق عليا «عليهالسلام» ولحق
بمعاوية (١).
وقد خرب علي «عليهالسلام» داره بالكوفة (٢).
ونهى أمير المؤمنين «عليهالسلام» عن الصلاة في مسجده (٣) ، وهو من المساجد الملعونة (٤).
__________________
(١) راجع : مروج الذهب ج ٢ ص ٣٧٣ وتذكرة الخواص ص ٨٤ والإصابة ج ٢ ص ٢٣٢ ، ونيل الأوطار للشوكاني ج ١ ص ٢٢٣ ، وشرح النهج للمعتزلي ج ٣ ص ١١٨ وج ٤ ص ٧٥.
(٢) راجع : قاموس الرجال ج ٢ ص ٥٨٥ ، وبحار الأنوار ج ٣٢ ص ٣٨١ ، وشرح النهج للمعتزلي ج ٣ ص ١١٨ ، وتاريخ مدينة دمشق ج ٥٧ ص ٤٤٢ ، وانساب الأشراف للبلاذري ص ٢٧٧ ، وأعيان الشيعة ج ١ ص ٤٧١ ، ووقعة صفين للمنقري ص ٦٠.
(٣) الخصال ج ١ ص ٣٠٠ ، والكافي ج ٣ ص ٤٩٠ ، وروضة الواعظين للنيسابوري ص ٣٣٦ ، والوسائل (ط مؤسسة آل البيت) ج ٥ ص ٢٥٠ و (ط دار الإسلامية) ج ٣ ص ٥٢٠ ، والبحار ج ٩٧ ص ٤٣٨.
(٤) تهذيب الأحكام للطوسي ج ٣ ص ٢٥٠ ، وتذكرة الفقهاء (ط. ق) للحلي ج ١ ص ٩٠ و (ط. ج) ج ٢ ص ٤٢٦ ، ومنتهى المطلب (ط. ق) للحلي ج ١ ص ٣٨٧ ، ونهاية الإحكام للحلي ج ١ ص ٣٥٤ ، وكشف الغطاء (ط. ق) للشيخ جعفر كاشف الغطاء ج ١ ص ٢١٢ ، والكافي ج ٣ ص ٤٩٠ ، وروضة الواعظين للنيسابوري ص ٣٣٦ ، والوسائل (ط مؤسسة آل البيت) ج ٥ ص ٢٤٩ ، و (ط دار الإسلامية) ج ٣ ص ٥١٩ ، ومستدرك الوسائل للنوري ج ٣ ص ٣٩٧ و ٣٩٩ ، والغارات ج ٢ ص ٤٨٦ ، وأمالي الطوسي ص ١٦٩ ، وفضل الكوفة ومساجدها للمشهدي ص ١٨ ، والمزار للمشهدي ص ١١٨ ، والبحار ج ٨٠ ص ٣٦١ وج ٩٧ ص ٤٣٨ ، وجامع أحاديث الشيعة للبروجردي ج ٤ ص ٥٤٣.
وقد بايع هو والأشعث بن قيس ضبا (١).
وكان يبغض عليا «عليهالسلام» (٢). وقد مدحه عمر بن الخطاب بقوله : جرير يوسف هذه الأمة (٣).
وقدمه عمر في العراق على جميع بجيلة (٤).
وقال عمر : ما زلت سيدا في الجاهلية سيدا في الإسلام (٥).
__________________
(١) راجع : شرح النهج ج ٤ ص ٧٥ ، والبحار ج ١٠٩ ص ٦٠.
(٢) راجع : قاموس الرجال ج ٢ ص ٥٨٥ ، وأعيان الشيعة ج ٤ ص ٧٥.
(٣) راجع : الإصابة ج ١ ص ٢٣٢ وأسد الغابة ج ١ ص ٢٧٩ والإستيعاب (مطبوع مع الإصابة) ج ١ ص ٢٣٣ ، وشرح النهج للمعتزلي ج ٣ ص ١١٨ ، وسير أعلام النبلاء ج ٢ ص ٥٣٥ ، والمعارف لابن قطيبة ص ٢٩٢ ، وتاريخ الإسلام للذهبي ج ٤ ص ١٨٧ ، والوافي بالوفيات ج ١١ ص ٥٨ ، والبداية والنهاية لابن كثير ج ٨ ص ٦١ ، وتاج العروس ج ١٤ ص ٤٤.
(٤) الإصابة ج ١ ص ٢٣٢ وفي (ط دار الكتب العلمية) ج ١ ص ٥٨٣ ، وخزانة الأدب ج ٨ ص ٢٢.
(٥) الإستيعاب (مطبوع مع الإصابة) ج ١ ص ٢٣٤ وفي (ط دار الجيل) ج ١ ص ٢٣٨ ، وأعيان الشيعة ج ٤ ص ٧٢.