الدكتور محمّد سالم محيسن
الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: دار الجيل
الطبعة: ١
الصفحات: ٦٦١
رقم الترجمة / ٢٤٦
« محمّد بن وهب » ت ٢٨٠ هـ (١)
هو : محمد بن وهب بن يحيى بن العلاء بن عبد الحكم بن عبيد بن هلال ابن تميم أبو بكر الثقفي البصري القزّاز.
ذكره « الذهبي » ت ٧٤٨ هـ ضمن علماء الطبقة السابعة من حفاظ القرآن. كما ذكره « ابن الجزري » ت ٨٣٣ هـ ضمن علماء القراءات.
أخذ « محمد بن وهب » القرآن عن خيرة العلماء : فقد سمع حروف القراءات من « يعقوب الحضرمي » الإمام الثامن من أئمة القراءات المشهورين. ولا زالت قراءة « يعقوب » يتلقاها المسلمون بالقبول حتى الآن ، وقد تلقيتها وقرأت بها والحمد لله رب العالمين.
كما أخذ « محمد بن وهب » حروف القراءات أيضا من « محمد بن موسى اللؤلؤي » ثم قرأ على « روح » الراوي المشهور عن « يعقوب الحضرمي » ولازم « روحا » وصار أجلّ أصحابه ، وأخصهم به ، وأعرفهم بقراءته ، وأحذقهم (٢).
تصدر « ابن وهب » لتعليم القرآن فتتلمذ عليه الكثيرون ، منهم : « محمد ابن يعقوب المعدّل » وهو من أضبط أصحابه ، ومحمد بن جامع الحلواني ، ومحمد ابن المؤمّل الصيرفي ، وأحمد الزبيري ، وأبو الحسن الرازي ، وحمزة بن علي » وغيرهم كثير (٣).
__________________
(١) انظر ترجمته فيما يأتي : تاريخ بغداد ٣ / ٣٣٢ ، ومعرفة القراء الكبار ١ / ٢٥٧ ، وغاية النهاية ٢ / ٢٧٦.
(٢) انظر طبقات القراء ج ٢ ص ٢٧٦ والقراء الكبار ج ١ ص ٢٥٧.
(٣) انظر طبقات القراء ج ٢ ص ٢٧٦ والقراء الكبار ج ١ ص ٢٥٧.
كما أخذ « محمد بن وهب » حديث النبي صلىاللهعليهوسلم عن خيرة العلماء ، فقد حدث عن « أبي الوليد الطيالسي ، والربيع بن يحيى الأشناني ، وهدبة بن خالد القيسي ، وعبيد الله بن معاذ العنبري ، وإبراهيم بن الحسن العلاّف ، ونصر بن علي الجهضمي » وآخرين (١).
وكما تصدر « محمد بن وهب » لتعليم القرآن تصدر أيضا لتعليم حديث الهادي البشير صلىاللهعليهوسلم ، وقد روى عنه الكثيرون منهم : « محمد بن مخلد الدوري ، وإسماعيل بن محمد الصفّار ، وأبو سعيد بن الأعرابي ساكن مكة » وآخرون (٢).
يقول « الخطيب البغدادي » : قرأت في كتاب « محمد بن مخلد » سنة سبع وثمانين ومائتين فيها مات « العقيلي محمد بن وهب ». رحم الله « محمد بن وهب » رحمة واسعة وجزاه الله أفضل الجزاء.
__________________
(١) انظر تاريخ بغداد ج ٣ ص ٣٣٢.
(٢) انظر تاريخ بغداد ج ٣ ص ٣٣٢.
رقم الترجمة / ٢٤٧
« محمد الهرواني » ت ٤٠٢ هـ (١)
هو : محمد بن عبد الله الحسين بن عبد الله بن يحيى بن خالد أبو عبد الله الجعفي الكوفي القاضي المعروف بالهرواني ، ولد سنة خمس وثلاثمائة من الهجرة.
ذكره « الذهبي » ت ٧٤٨ هـ ضمن علماء الطبقة التاسعة من حفاظ القرآن. كما ذكره « ابن الجزري » ت ٨٣٣ هـ ضمن علماء القراءات.
أخذ « الهرواني » القراءة عن عدد من العلماء ، وفي مقدمتهم : محمد بن الحسن بن يونس النحوي ، وحماد بن أحمد الكوفي (٢).
كما أخذ « الهرواني » حديث الهادي البشير صلىاللهعليهوسلم عن عدد من العلماء.
يقول « الخطيب البغدادي » : سمع « الهرواني » علي بن محمد بن هارون الحميري ، ومحمد بن القاسم بن زكريا المحاربي ونحوهما ، وقدم بغداد وحدث بها ، وكان ثقة فاضلا جليلا ، يقرئ القرآن ، ويفتي في الفقه على مذهب « أبي حنيفة » وكان من عاصره من الكوفيين يقول : « لم يكن بالكوفة من هو أفقه منه » (٣).
ومن الأحاديث التي رواها الهرواني وذكرها الخطيب البغدادي ما يلي : قال
__________________
(١) انظر ترجمته فيما يأتي : تاريخ بغداد ٥ / ٤٧٢ ـ ٤٧٣ ، وتاريخ الاسلام الورقة ٢٢ ـ ٢٣ ( أبا صوفيا ٣٠٠٩ ) ، وتذكرة الحفاظ ٣ / ١٠٦٢ ، والوافي بالوفيات ٣ / ٣٢٠ ، والجواهر المضيئة ٢ / ٦٥ ، وغاية النهاية ٢ / ١٧٧ ـ ١٧٨ ، ونهاية الغاية الورقة ٢٤٣ ، وشذرات الذهب ٣ / ١٦٥.
(٢) انظر طبقات القراء ج ٢ ص ١٧٧ والقراء الكبار ج ١ ص ٣٦٨.
(٣) انظر تاريخ بغداد ج ٥ ص ٤٧٢.
البغدادي : حدثني عبيد الله بن أبي الفتح حدثنا محمد بن عبد الله الهرواني الكوفي ببغداد ، حدثنا علي بن محمد بن هارون الحميري ، حدثنا أبو كريب محمد بن العلاء ، حدثنا عبد الله بن ادريس بن الفرات القزاز عن أبيه عن أبي حازم عن أبي هريرة رضياللهعنه قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : إن بني إسرائيل كانت تسوسهم الأنبياء كلما ذهب نبي خلفه نبيّ ، وإنه ليس كائن بعدي نبيّ. قالوا : يا رسول الله فما يكون؟ قال : يكون خلفاء ويكثرون. قالوا : يا رسول الله فما نصنع؟ قال : أوفوا بيعة الاول فالاول ، أدوا الذي عليكم ويسألهم الله الذي عليهم (١).
تصدر محمد « الهرواني » لتعليم القرآن واشتهر بالثقة وأقبل عليه الطلاب يأخذون عنه ، ومن الذين أخذوا عنه القراءة : « أبو علي البغدادي ، وأبو علي غلام الهراس ، ومحمد بن علي بن الحسن العلوي ، وأبو علي الشرمقاني ، وأبو علي العطار ، وأبو الفضل الخزاعي (٢).
احتل « محمد الهرواني » مكانة سامية مما استوجب الثناء عليه ، قال « العتيقي » : ما رأيت بالكوفة مثله (٣).
وقال « أبو علي المالكي » : كان من جملة أصحاب الحديث فقيها على مذهب العراقيين جليل القدر (٤).
وقال « أبو العز » عن أبي علي الواسطي : كان « محمد الهرواني » جليلا في زمانه ، يرحل إليه في طلب القرآن والحديث من كل بلد (٥).
__________________
(١) انظر تاريخ بغداد ج ٥ ص ٤٧٢.
(٢) انظر طبقات القراء ج ٢ ص ١٧٧ والقراء الكبار ج ١ ص ٣٦٨.
(٣) انظر طبقات القراء ج ٢ ص ١٧٧.
(٤) انظر طبقات القراء ج ٢ ص ١٧٧.
(٥) انظر طبقات القراء ج ٢ ص ١٧٧.
وقال « ابن الجزري » : أبو عبد الله الجعفي الكوفي نحوي مقرئ ثقة يعرف بالهرواني بفتح الهاء والراء ، وهو الذي كان يأخذ بإعادة الاخلاص ثلاث مرات عند الختم ، انفرد بذلك في رواية « الأعشى ». ذكر ذلك عنه « أبو الفخر حامد ابن حسنويه القزويني » والظاهر ذلك اختيار منه (١).
قال « أحمد بن علي بن التوزي » : توفي القاضي أبو عبد الله بن الهرواني بالكوفة في ليلة الخميس الثاني عشر من رجب سنة اثنتين وأربعمائة ، وقد نيف على التسعين سنة. رحمهالله رحمة واسعة ، وجزاه الله أفضل الجزاء.
__________________
(١) انظر طبقات القراء ج ٢ ص ١٧٧.
رقم الترجمة / ٢٤٨
« محمد بن يحيى الكسائي الصغير » ت ٢٨٨ هـ (١)
هو : محمد بن يحيى أبو عبد الله البغدادي الملقب بالكسائي الصغير.
ولد « محمد بن يحيى » سنة تسع وثمانين ومائة.
ذكره « الذهبي » ت ٧٤٨ هـ ضمن علماء الطبقة السابعة من حفاظ القرآن. كما ذكره « ابن الجزري » ت ٨٣٣ هـ ضمن علماء القراءات.
أخذ « محمد بن يحيى » القراءة عن خيرة العلماء وفي مقدمتهم : « أبو الحارث الليث بن خالد » وهو أجلّ أصحابه ، وهاشم البربري (٢).
تصدر « محمد بن يحيى » للاقراء فتتلمذ عليه الكثيرون منهم : « محمد بن الحسن البطّى ، وزياد بن زياد القفطي ، وأبو بكر بن مجاهد ، وأبو مزاحم الخاقاني ، وأحمد بن يحيى ثعلب ، وأبو الحسن بن شنبوذ ، وأحمد بن علي السمسار ، وأحمد بن سهلان ، ومحمد بن كامل بن خلف القاضي وكيع ، والعباس ابن الفضل ، وأحمد بن دبيس » ، وآخرون (٣).
وكان « محمد بن يحيى » من خيرة العلماء في القراءات ، والنحو ، وقد أثنى عليه الكثيرون ، وفي هذا يقول « ابن الجزري » : « محمد بن يحيى » مقرئ محقق جليل شيخ متصدر ثقة (٤).
__________________
(١) انظر ترجمته فيما يأتي : تاريخ بغداد ٣ / ٤٢١ ، وإنباه الرواة ٣ / ٢٢٩ ، وتلخيص ابن مكتوم ٢٣٦ ، وغاية النهاية ٢ / ٢٧٩ ونهاية الغاية ، الورقة ٢٦٩.
(٢) انظر القراء الكبار ج ١ ص ٢٥٦.
(٣) انظر طبقات القراء ج ٢ ص ٢٧٩.
(٤) انظر طبقات القراء ج ٢ ص ٢٧٩.
وقد أخذ « محمد بن يحيى » حديث النبي صلىاللهعليهوسلم عن خيرة العلماء فسمع « خلف بن هشام البزّار ، وعليّ بن المغيرة الأثرم ، وأبا مسحل ، صاحب الكسائي ، وأبا الحارث الليث بن خالد » (١)
كما أخذ عنه الحديث عدد كبير منهم : « أبو بكر بن مجاهد ، وأبو علي أحمد ابن الحسن المعروف بدبيس » وغيرهما (٢).
توفي « محمد بن يحيى » سنة ثمان وثمانين ومائتين من الهجرة ، بعد حياة حافلة بتعليم القرآن وسنة النبي عليه الصلاة والسلام. رحم الله « محمد بن يحيى » رحمة واسعة وجزاه الله أفضل الجزاء.
__________________
(١) انظر إنباه الرواة ج ٣ ص ٢٢٩.
(٢) انظر تاريخ بغداد ج ٣ ص ٤٢١.
رقم الترجمة / ٢٤٩
« محمد بن يوسف » ت ٣٧٠ هـ (١)
هو : محمد بن يوسف بن نهار أبو الحسن الحرتكي بكسر الحاء وسكون الراء وبالمثناة من فوق ، البصري ، إمام جامع البصرة.
ذكره « الذهبي » ت ٧٤٨ هـ ضمن علماء الطبقة التاسعة من حفاظ القرآن. كما ذكره « ابن الجزري » ت ٨٣٣ هـ ضمن علماء القراءات.
أخذ « محمد بن يوسف » القراءة عن خيرة العلماء. وفي مقدمتهم : « أبو بكر ابن مجاهد ، وأبو الحسن بن شنبوذ ، وأحمد بن بويان ، ومحمد بن أحمد الرامي » (٢).
تصدر « محمد بن يوسف » لتعليم القرآن ولسنة النبي عليه الصلاة والسّلام ، واشتهر بالثقة وصحة الاتقان ، وأقبل عليه طلاب العلم وحفاظ القرآن ، وتتلمذ عليه الكثيرون ، ومن الذين أخذوا عنه القراءة عرفنا : « طاهر بن غلبون ، وعيسى بن سعيد القرطبي ، وأحمد بن عبد الله بن اسحاق ، وعثمان بن مالك ، وعبد الله بن أحمد الدّلال » (٣).
كما أخذ محمد بن يوسف حديث النبي صلىاللهعليهوسلم عن بعض العلماء ، فقد سمع « أبا بكر بن داود ، وعبد الله بن محمد أبا القاسم البغوي » (٤).
وقد حدث عن « محمد بن يوسف » عدد من العلماء ، وفي مقدمتهم : « محمد ابن الحسين بن جرير الدشتي » لقيه بالأهواز (٥).
__________________
(١) انظر ترجمته فيما يأتي : غاية النهاية ج ٢ ص ٢٨٨.
(٢) انظر طبقات القراء ج ٢ ص ٢٨٨.
(٣) انظر طبقات القراء ج ٢ ص ٢٨٨.
(٤) انظر القراء الكبار ج ١ ص ٣٤٦.
(٥) انظر القراء الكبار ج ١ ص ٣٤٦.
اشتهر « محمد بن يوسف » بالتحقيق ، والضبط ، وكثرة العلم ، مما استوجب ثناء العلماء عليه ، وفي هذا يقول أحد تلاميذه طاهر بن غلبون : « قرأت عليه بالبصرة ، وكان قيما بالقراءة ، قد أدرك الأكابر من الشيوخ » (١).
وقال « الامام ابن الجزري » : « محمد بن يوسف » إمام جامع البصرة ، شيخ محقق ، معروف بالضبط والإتقان (٢).
ذكر « الإمام الداني » : إن « محمد بن يوسف » توفي بالبصرة بعد سنة سبعين وثلاثمائة من الهجرة بعد حياة حافلة بتعليم القرآن. رحمهالله رحمة واسعة ، وجزاه الله أفضل الجزاء.
__________________
(١) انظر طبقات القراء ج ٢ ص ٢٨٨.
(٢) انظر طبقات القراء ج ٢ ص ٢٨٨.
رقم الترجمة / ٢٥٠
« ابن محيصن » ت ١٢٣ هـ (١)
هو : محمد بن عبد الرحمن بن محيصن المكي. قارئ أهل مكة ، الثقة عالم القراءات والعربية.
ذكره « الذهبي » ت ٧٤٨ هـ ضمن علماء الطبقة الثالثة من حفاظ القرآن. كما ذكره « ابن الجزري » ت ٨٣٣ هـ ضمن علماء القراءات.
قرأ « ابن محيصن » القرآن على : « سعيد بن جبير ، ومجاهد ، ودرباس ، مولى ابن عباس ».
وقرأ عليه عدد كثير منهم : « شبل بن عباد ، وأبو عمرو بن العلاء » البصري ، وهو الإمام الثالث ، من أئمة القراءات العشرة.
كما قرأ عليه « عيسى بن عمر » القارئ.
كما روى الحديث عن « أبيه ، وصفية بنت شيبة ، وعطاء ، ومحمد بن قيس ابن مخرمة » (٢).
قال « ابن مجاهد » : وكان ممن تجرد للقراءة في عصر « ابن كثير » محمد بن عبد الرحمن بن محيصن (٣).
ويقول « ابن الجزري » : وقراءة « ابن محيصن » في كتاب : المبهج ، والروضة.
__________________
(١) انظر ترجمته فيما يأتي : تهذيب الكمال ١٤ / الورقة ٩ ، والوافي بالوفيات ٣ / ٢٢٣ ، وغاية النهاية ٢ / ١٦٧ وتهذيب التهذيب ٧ / ٤٧٤ ، وتقريب التهذيب ٢ / ٥٩ ، وشذرات الذهب ١ / ١٦٢.
(٢) انظر معرفة القراء الكبار ج ١ ص ٩٩.
(٣) انظر غاية النهاية في طبقات القراء ج ٢ ص ١٦٧.
وقال « ميمون بن عبد الملك » سمعت « أبا حاتم » يقول : ابن محيصن من قريش ، وكان نحويا ، قرأ القرآن على « ابن مجاهد » (١).
وقال « أبو عبيد القاسم بن سلام » : « وكان من قراء مكة عبد الله بن كثير ، وحميد بن قيس ، ومحمد بن محيصن ، وكان ابن محيصن أعلمهم بالعربية ، وأقواهم عليها » (٢).
توفي « ابن محيصن » سنة ثلاث وعشرين ومائة بمكة بعد حياة حافلة بتعليم القرآن ، ورواياته. رحم الله « ابن محيصن » رحمة واسعة ، وجزاه الله أفضل الجزاء.
__________________
(١) انظر غاية النهاية في طبقات القراء ج ٢ ص ١٦٧.
(٢) انظر غاية النهاية في طبقات القراء ج ٢ ص ١٦٧.
رقم الترجمة / ٢٥١
« ابن أبي مرة النقاش » ت ٣٥٢ هـ (١)
هو : محمد بن عبد الله بن محمد بن مرة ويقال : ابن أبي مرة ، أبو الحسن الطوسي ثم النقاش يعرف بابن أبي عمر النقاش ، مقرئ جليل متصدر صالح.
ذكره « الذهبي » ت ٧٤٨ هـ ضمن علماء الطبقة الثامنة من حفاظ القرآن. كما ذكره « ابن الجزري » ت ٨٣٣ هـ ضمن علماء القراءات.
أخذ « ابن أبي مرة » القرآن وحروف القراءات عن عدد من العلماء ، وفي هذا يقول : « الإمام ابن الجزري » : « أخذ « ابن أبي مرة » القراءة عرضا عن أبي على الصواف ، وأبي بكر بن مجاهد وإبراهيم بن زياد القنطري ، وروى اختيار خلف البزار عرضا عن اسحاق بن إبراهيم المروزي ، وعلي بن محمد بن الحسين بن نازك ، ومحمد بن إبراهيم ، وإبراهيم بن اسحاق ، وأبي بكر بن المؤدب ، وروى رواية « اسماعيل » عن « نافع » (٢).
كما أخذ « ابن أبي مرة » حديث الهادي البشير صلىاللهعليهوسلم عن عدد من العلماء ، وفي هذا يقول « الخطيب البغدادي » : « سمع « ابن أبي مرة » أبا علي الحسن بن الحسين الصواف ، وأبا جعفر بن بدينا ، حدثنا عنه علي بن المظفر ـ المعروف بالأصبهاني ـ وكان ـ أي ابن أبي مرة ـ ثقة صالحا دينا فاضلا ، أخبرنا علي بن المظفر أخبرنا أبو الحسن محمد بن عبد الله بن محمد بن مرة المقرئ النقاش ـ املاء ـ حدثنا أحمد بن المقدام حدثنا بشر بن المفضل عن الجراح
__________________
(١) انظر ترجمته فيما يأتي : تاريخ بغداد ٥ / ٤٥٤ ـ ٤٥٥ ، وتاريخ الاسلام وفيات سنة ٣٥٢ ( آيا صوفيا ٣٠٠٨ ) وغاية النهاية ٢ / ١٨٦.
(٢) انظر طبقات القراء ج ٢ ص ١٨٦.
والقراء الكبار ج ١ ص ٣٢٣.
قال : حدثني فرقد السنجي قال : قال لي إبراهيم : يا فرقد هل تدري ما سوء الحساب؟ قلت لا ، قال : أن يحاسب العبد بذنبه كله ، لا يغفر له منه شيء » (١).
تصدر « ابن أبي مرة » لتعليم القرآن وذاع صيته واشتهر بالأمانة والصدق ، وأقبل عليه طلاب العلم وحفاظ القرآن ، وتتلمذ عليه الكثيرون ، وفي هذا يقول « الامام ابن الجزري » : « روى القراءة عنه عرضا ابنه الحسن وأحمد بن عبد الله السوسنجردي ، وأبو الفرج النهرواني ، وأبو الحسن الحمامي ، وبكر بن شاذان ، وعلي بن محمد بن يوسف بن العلاف وأبو بكر بن مهران » ا هـ (٢).
توفي « ابن أبي مرة » عشية يوم الاربعاء ، ودفن يوم الخميس لاربع بقين من شهر ربيع الاول سنة اثنتين وخمسين وثلاثمائة من الهجرة ، بعد حياة حافلة بتعليم القرآن. رحمهالله رحمة واسعة ، وجزاه الله أفضل الجزاء.
__________________
(١) انظر تاريخ بغداد ج ٥ ص ٤٥٤.
(٢) انظر طبقات القراء ج ٢ ص ١٨٦.
والقراء الكبار ج ١ ص ٣٢٣.
رقم الترجمة / ٢٥٢
« ابن مرشد » (١)
هو : محمد بن أحمد بن مرشد بن الزّرز ، أبو بكر الدمشقي المقرئ.
ذكره « الذهبي » ت ٧٤٨ هـ ضمن علماء الطبقة الثامنة من حفاظ القرآن. كما ذكره « ابن الجزري » ت ٨٣٣ هـ ضمن علماء القراءات.
أخذ « ابن مرشد » القراءة القرآنية عن خيرة العلماء. وفي مقدمتهم : « هارون الأخفش » فقد قرأ عليه بدمشق قبل سنة تسعين ومائتين من الهجرة (٢).
تصدر « ابن مرشد » لتعليم القرآن الكريم فأقبل عليه حفاظ القرآن.
وفي مقدمتهم : « عبد الباقي بن السقاء » فقد قرأ عليه ثلاث ختمات (٣).
اشتهر « ابن مرشد » بالتقوى والصلاح ، وكثرة الصيام ، وفي هذا يقول تلميذه : « عبد الباقي بن السقاء » : « كان « ابن مرشد ، من خيار المسلمين صابرا على صيام الدهر ، ولزوم الجماعة » ا هـ (٤).
لم يذكر المؤرخون تاريخ وفاة « ابن مرشد » رحمهالله رحمة واسعة ، وجزاه الله أفضل الجزاء.
__________________
(١) انظر ترجمته فيما يأتي : غاية النهاية ج ٢ ص ٨٨.
(٢) انظر طبقات القراء ج ٢ ص ٨٨.
(٣) انظر القراء الكبار ج ١ ص ٣٠٥.
(٤) انظر طبقات القراء ج ٢ ص ٨٨.
رقم الترجمة / ٢٥٣
« أبو مزاحم الخاقاني » ت ٣٢٥ (١)
هو : موسى بن عبيد الله بن يحيى بن خاقان البغدادي ، ذكره « الذهبي » ت ٧٤٨ هـ ضمن علماء الطبقة الثامنة من حفاظ القرآن. كما ذكره « ابن الجزري » ت ٨٣٣ هـ ضمن علماء القراءات.
حفظ « أبو مزاحم » القرآن الكريم وجوده على « الحسن بن عبد الوهاب » ثم تلقى القراءات القرآنية على مشاهير علماء عصره. فقد أخذ القراءة عرضا عن : محمد بن الفرج ، عن الدوري عن الكسائي ، وإدريس بن عبد الكريم ومحمد بن يحيى الكسائي ، وعبد الوهاب بن محمد بن عيسى الخزاز.
وسمع حروف القراءات من : أحمد بن يوسف بن التغلبي ، عن ابن ذكوان أحد رواة ابن عامر الدمشقي الإمام الرابع بالنسبة لأئمة القراءات ، كما سمع الحروف أيضا من : محمد بن أحمد بن واصل عن أبيه ، وغير هؤلاء كثير (٢).
وقد برع « أبو مزاحم » في قراءة القرآن حتى أصبح إماما في قراءة « الكسائي » ضابطا لها ، مضطلعا بها ، يقول عنه « ابن الجزري » : أبو مزاحم الخاقاني أول من صنف في التجويد فيما أعلم ، وقصيدته الرائية مشهورة ، وشرحها الحافظ « أبو عمرو الداني » ، وقد أخبرني بها أبو حفص عمر بن الحسن المراغي (٣).
__________________
(١) تاريخ بغداد ١٣ / ٥٩ ، وفهرست ابن خير ص ٧٢ ، وتاريخ الاسلام الورقة / ١٣٨ ، وتذكرة الحفاظ ٣ / ٨٢٢ ، وغاية النهاية ٢ / ٣٢٠ ، والنجوم الزاهرة ٣ / ٢٦١ ، ونهاية الغاية ، الورقة / ٢٨٢ وشذرات الذهب ٢ / ٣٠٧.
(٢) انظر طبقات القراء ج ٢ ص ٣٢٠.
(٣) انظر طبقات القراء ج ٢ ص ٣٢١.
تصدر « أبو مزاحم الخاقاني » لتعليم القرآن وتجويده ، فتتلمذ عليه الكثيرون ، منهم : أحمد بن نصر ، ومحمد بن أحمد بن إبراهيم ، وأحمد بن الحسن بن شاذان ، ومحمد بن أحمد الشنبوذي ، وزيد بن علي ، وغير هؤلاء كثير (١).
وكما أخذ « أبو مزاحم » حروف القرآن ، أخذ أيضا سنة النبي عليه الصلاة والسلام ، فسمع الحديث من : أبي مزاحم عباس بن محمد الدوري ، ومحمد بن اسماعيل الترمذي ، وعبيد الله بن أبي سعد الوراق ، واسحاق بن يعقوب العطار ، والحارث بن أبي سلمة ، وعبيد الله بن أحمد بن حنبل ، وغيرهم كثير.
كما تصدر « أبو مزاحم » لرواية حديث الهادي البشير صلىاللهعليهوسلم ، فروى عنه الحديث عدد كثير ، منهم : محمد بن الحسين الآجري ، وأبو طاهر بن أبي هاشم المقرئ ، وأبو حفص بن شاهين ، ويوسف بن عمر القواس ، وغيرهم كثير (٢).
وقد كان « أبو مزاحم » من العاملين بتعاليم الكتاب والسنة ، البعيدين عن زخارف الدنيا المقبلين على الله تعالى ، وحول هذه المعاني يقول ابن الجزري : « وكان أبوه وجده وزيرين لبني العباس ، وكذا أخوه « أبو علي محمد بن عبيد الله ». وترك « أبو مزاحم » الدنيا وأعمل نفسه في رواية الحديث ، وأقرأ الناس ، وتمسك بالسنة. وكان بصيرا بالعربية شاعرا مجودا (٣).
كما كان « أبو مزاحم » من الثقات المشهود لهم بصحة الرواية ، قال الخطيب البغدادي : « وكان « أبو مزاحم » ثقة ديّنا من أهل السنة » (٤).
توفي أبو مزاحم الخاقاني في ذي الحجة سنة خمس وعشرين وثلاثمائة بعد حياة حافلة بتعليم القرآن وسنة النبي عليه الصلاة والسلام ، رحمهالله رحمة واسعة ، إنه سميع مجيب.
__________________
(١) انظر طبقات القراء ج ٢ ص ٣٢١.
(٢) انظر تاريخ بغداد ج ٢٣ ص ٥٩.
(٣) انظر طبقات القراء ج ٢ ص ٣٢١.
(٤) انظر تاريخ بغداد ج ١٣ ص ٥٩.
رقم الترجمة / ٢٥٤
« أبو مسلم الكاتب » ٣٩٩ هـ (١)
هو : محمد بن أحمد بن علي بن حسين أبو مسلم كاتب الوزير « أبي الفضل » البغدادي نزيل مصر ، ولد سنة خمس وثلاثمائة.
ذكره « الذهبي » ت ٧٤٨ هـ ضمن علماء الطبقة التاسعة من حفاظ القرآن. كما ذكره « ابن الجزري » ت ٨٣٣ هـ ضمن علماء القراءات.
أخذ « أبو مسلم الكاتب » القراءة عن خيرة العلماء ، يقول الإمام « ابن الجزري » : « روى القراءة عن أبي بكر بن مجاهد ، ومحمد بن أحمد بن قطن ، وعلي بن أحمد بن بزيع ، وسمع من « ابن دريد » ونفطويه وابن الأنباري ، وأبي القاسم البغوي ، وابن أبي داود ، ودخل المغرب فسمع من أبي القاسم زياد بن مؤنس (٢).
كما أخذ « أبو مسلم الكاتب » حديث الهادي البشير صلىاللهعليهوسلم عن خيرة العلماء ، يقول الخطيب البغدادي : « نزل « أبو مسلم الكاتب » مصر وحدث بها عن أبي القاسم البغوي ، وعبد الله بن أبي داود ، ويحيى بن محمد بن صاعد ، وبدر بن الهيثم ، وسعيد ابن أخي زبير الحافظ ، وأبي بكر بن دريد ، وأبي بكر بن مجاهد ، وإبراهيم بن غرفة النحوي » (٣).
ثم يقول « الخطيب البغدادي » : حدثنا عنه أحمد بن محمد العتيقي ،
__________________
(١) انظر ترجمته فيما يأتي : تاريخ بغداد ١ / ٣٢٣ ، وتاريخ الاسلام الورقة ٢٤٩ ( آيا صوفيا ٣٠٠٨ ) وميزان الاعتدال ٣ / ٤٦١ ، والوافي بالوفيات ٢ / ٥٢. وغاية النهاية ٢ / ٧٣ ـ ٧٤.
(٢) انظر طبقات القراء ج ٢ ص ٧٣.
(٣) انظر تاريخ بغداد ج ١ ص ٣٢٣.
والقاضي أبو عبد الله محمد بن سلامة القضاعي المصري. ثم يقول : وحدثني « الصوري » قال حدثني أبو الحسين العطار وكيل أبي مسلم الكاتب وكان من أهل العلم والمعرفة بالحديث كتب وجمع. ولم يكن بمصر بعد عبد الغني بن سعيد أفهم منه ، قال : ما رأيت في أصول « أبي مسلم » عن « البغوي » شيئا صحيحا غير جزء واحد. كان سماعه فيه صحيحا وما عدا ذلك مفسودا (١).
تصدر « أبو مسلم الكاتب » لتعليم القرآن. وأقبل عليه الطلاب وتتلمذ عليه الكثيرون ، وفي هذا يقول « الإمام ابن الجزري » : روى القراءة عن أبي مسلم الكاتب الحافظ أبو عمرو الداني ، وقال : كتبنا عنه كثيرا ، ورشاد بن نظيف ، وأبو علي الأهوازي ، وأحمد بن بابشاذ ، وأحمد بن علي بن هاشم تاج الأئمة » (٢).
احتل « أبو مسلم الكاتب » مكانة سامية مما استوجب الثناء عليه. يقول « ابن الجزري » « أبو مسلم الكاتب نزيل مصر معمر مسند عالي السند » (٣).
توفي أبو مسلم الكاتب في ذي القعدة سنة تسع وتسعين وثلاثمائة. رحمهالله رحمة واسعة ، وجزاه الله أفضل الجزاء.
__________________
(١) انظر تاريخ بغداد ج ١ ص ٣٢٣.
(٢) انظر طبقات القراء ج ٢ ص ٧٣.
(٣) انظر طبقات القراء ج ٢ ص ٧٣.
رقم الترجمة / ٢٥٥
« المظفر أبو غانم » ت ٣٣٣ هـ (١)
هو : المظفر بن أحمد بن حمدان ، أبو غانم المصري مقرئ جليل نحوي ضابط.
ذكره « الذهبي » ت ٧٤٨ هـ ضمن علماء الطبقة الثامنة من حفاظ القرآن.كما ذكره « ابن الجزري » ت ٨٣٣ هـ ضمن علماء القراءات.
أخذ « أبو المظفر أبو غانم » القراءة عن عدد من العلماء ، منهم : أحمد بن هلال ، وهو أجل أصحابه وأضبطهم للقراءة ، وسمع حروف القراءات من « موسى بن أحمد » عن « ابن مجاهد ». (٢)
تصدر « المظفر » لتعليم القرآن ، فتتلمذ عليه الكثيرون ، منهم : أبو بكر محمد ابن علي الأذفوي ، وعمر بن عراك ، ومحمد بن خراسان الصقلي ، وغير هؤلاء كثير (٣).
كان « المظفر » من خيرة العلماء ، ومن المؤلفين الأجلاء.
قال « ابن الجزري » : « أبو غانم المصري مقرئ جليل نحوى ضابط ، ألف كتابا في اختلاف السبعة » ا هـ (٤).
توفي « المظفر أبو غانم » يوم الأحد لاربع بقين من ربيع الاول سنة ثلاث وثلاثين وثلاثمائة من الهجرة بعد حياة حافلة بتعليم القرآن الكريم. رحمهالله رحمة واسعة ، إنه سميع مجيب.
__________________
(١) انظر ترجمته فيما يأتي : تاريخ الاسلام الورقة ١٨٣. وغاية النهاية ٢ / ٣٠١.
(٢) انظر طبقات القراء ج ٢ ص ٣٠١.
(٣) انظر القراء الكبار ج ١ ص ٢٨٦.
(٤) انظر طبقات القراء ج ٢ ص ٣٠١.
رقم الترجمة / ٢٥٦
« معاذ بن جبل » رضياللهعنه ت ١٧ هـ (١)
أحد الصحابة الذين جمعوا « القرآن » حفظا على عهد النبي صلىاللهعليهوسلم. كما وردت عنه الرواية في حروف القرآن.
ذكره « ابن الجزري » ت ٨٣٣ هـ ضمن علماء القراءات.
قال « أنس بن مالك » رضياللهعنه : جمع القرآن على عهد رسول الله صلىاللهعليهوسلم أربعة كلهم من الأنصار : « أبي بن كعب ، وزيد بن ثابت ، ومعاذ بن جبل ، وأبو زيد أحد عمومتي ».
وقال عبد الله بن عمرو رضياللهعنه : قال رسول الله عليه وسلّم : « خذوا القرآن من أربعة : من « ابن مسعود ، وأبي بن كعب ، ومعاذ بن جبل ، وسالم مولى أبي حذيفة » ا هـ (٢).
وقال « مجاهد » لما فتح رسول الله صلىاللهعليهوسلم « مكة » استخلف عليها « عتّاب بن أسيد » يصلي بهم ، وخلّف معاذا يقرئهم ، ويفقههم (٣).
__________________
(١) انظر ترجمته فيما يأتي : مسند أحمد ٥ / ٢٢٧ ـ ٢٤٨ ، طبقات ابن سعد ٣ / ٢ / ١٢٠ ، طبقات خليفة ١٠٣ ، ٣٠٣ ، تاريخ خليفة ٩٧ ، ١٣٨ ـ ١٥٥ ، التاريخ الكبير ٧ / ٣٥٩ ، مشاهير علماء الأنصار ٣٢١ ، حلية الأولياء ١ / ٢٢٨ ـ ٢٤٤ ، الاستيعاب ١٠ / ١٠٤ ، ابن عساكر ١٦ / ٣٠٤ / ٢ ، أسد الغابة ٥ / ١٩٤ ، تهذيب الاسماء واللغات ٢ / ٩٨ ، تاريخ الاسلام ٢ / ٣١٩ العبر ١ / ٢٢ ، تذكرة الحفاظ ١ / ١٩ ، غاية النهاية ٢ / ٣٠١ ، تهذيب التهذيب ١٠ / ١٨٦ الاصابة ٩ / ٢١٩ ، طبقات الحفاظ للسيوطي ٦ ، كنز العمال ١٣ / ٥٨٣ ، شذرات الذهب ١ / ٢٩ سير اعلام النبلاء ١ / ٤٤٣.
(٢) أخرجه البخاري ، انظر سير أعلام النبلاء ج ١ ص ٤٤٥.
(٣) أخرجه الترمذي ، انظر سير أعلام النبلاء ج ١ ص ٤٤٧.