الدكتور محمّد سالم محيسن
الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: دار الجيل
الطبعة: ١
الصفحات: ٦٦١
أمية الطرسوسي ، ولم يقتصر « أبو علي الحصائري » على تعليم القرآن الكريم ، بل كان يروي حديث الهادي البشير صلىاللهعليهوسلم.
ومن الذين أخذوا عنه الحديث : ابن المقرئ ، وابن جميع الغساني ، وتمام الرازي ، وأبو بكر بن أبي الحديد ، وأبو حفص بن شاهين ، وعبد الواحد بن عمر ابن أبي نصر ، وعبد الرحمن بن عثمان بن أبي نصر التميمي وآخرون (١).
وكما كان « أبو علي الحصائري » من القراء ومن المحدثين ، فقد كان من فقهاء الشافعية أيضا حيث كان يروي كتاب « الأم » في الفقه للامام الشافعي رحمهالله ، ويشتغل به ، وفي هذا يقول « الذهبي » : « كان « أبو علي الحصائري » يروي كتاب « الأم » للشافعي ، ويعرفه ، ويشتغل في المذهب » ا هـ (٢).
اشتهر « أبو علي الحصائري » بالعلم ، والتقوى ، وحسن الخلق ، والتمسك بالكتاب والسنة ، وحول هذه المعاني يقول عبد العزيز الكتاني : كان أبو علي الحصائري حافظا لمذهب الشافعي وثقة نبيلا (٣).
قال « ابن عساكر » : كان إمام مسجد باب الجابية ا هـ (٤).
والجابية : الحوض الذي يجبي فيه الماء للإبل ، فهو على هذا منقول وجعل علما على قرية من أعمال دمشق من ناحية الجولان (٥).
توفي « أبو علي الحصائري » في ذي القعدة سنة ثمان وثلاثين وثلاثمائة بعد حياة حافلة بتعليم القرآن وسنة النبي عليه الصلاة والسلام. رحمهالله رحمة واسعة إنه سميع مجيب.
__________________
(١) انظر القراء الكبار ١ / ٢٨٩.
(٢) انظر القراء الكبار ١ / ٢٨٩.
(٣) انظر القراء الكبار ١ / ٢٩٠.
(٤) انظر القراء الكبار ١ / ٢٩٠.
(٥) انظر معجم البلدان ٢ / ٩١.
رقم الترجمة / ١٩٧
« عليّ بن حمزة الكسائيّ » ت ١٨٩ هـ (١)
الإمام الحجة ، شيخ قراء الكوفة ، وإمام المسلمين في القراءات والعربية ، فريد عصره في لغة العرب ، وأعلم أقرانه بالغريب. هو أبو الحسن مولى بني أسد ، وكان من أولاد الفرس من سواد العراق ، إليه انتهت رئاسة القراءة بالكوفة بعد وفاة شيخه « حمزة ».
ذكره « الذهبي » ت ٧٤٨ هـ ضمن علماء الطبقة الرابعة من علماء القراءات. كما ذكره « ابن الجزري » ت ٨٣٣ هـ ضمن علماء القرآن.
قال « ابن الجزري » : كان الكسائي إمام الناس في القراءة في زمانه ، وأعلمهم بالقراءات ا هـ (٢).
وقال « ابن معين » : ما رأيت بعيني هاتين أصدق لهجة من الكسائي ، وقال « الذهبي » : ولد « الكسائي » في حدود سنة عشرين ومائة ، وسمع من
__________________
(١) انظر ترجمته فيما يأتي : التاريخ الصغير ٢ / ٢٤٧ ، والتاريخ الكبير ٦ / ٢٦٨ ، والجرح والتعديل ٦ / ١٨٢ ، ومراتب النحويين ١٢٠ ، وطبقات النحويين ١٢٧ ، ونور القبس ٢٨٣ ، والفهرست لابن النديم ٢٩ ، وتاريخ بغداد ١١ / ٤٠٣ ، والمقتبس ٢٨٣ ، والأنساب ٤٨٢ ، ونزهة الألباء ٥٨ ، واللباب ٣ / ٤٠ ، وإرشاد الاريب ١٣ / ١٦٧ ، ووفيات الأعيان ٣ / ٢٩٥ ، ودول الاسلام ١ / ١٢٠ ، والعبر ١ / ٣٠٢ ، وسير أعلام النبلاء ٩ / ١٣١ ، معرفة القراء الكبار ١ / ١٢٠ ، ومرآة الجنان ١ / ٤٢١ ، البداية والنهاية ١١ / ٢٠١ ، ووفيات ابن قنفذ ١٤٧ ، والبلغة في أئمة اللغة ١٥٦ وغاية النهاية ١ / ٥٣٥ ، وتهذيب التهذيب ٧ / ٣١٣ ، والنجوم الزاهرة ٢ / ٢٣٠ ، وبغية الوعاة ٢ / ١٦٢ ، والمزهر ٢ / ٤٠٧ ، وطبقات المفسرين للداودي ١ / ٣٩٩ ، وشذرات الذهب ١ / ٣٢١ وروضات الجنات ٦ / ٤٧١.
(٢) انظر النشر في القراءات العشر ج ١ ص ١٧٢.
« جعفر الصادق ، والأعمش ، وزائدة ، وسليمان بن الارقم » ، وقرأ « القرآن » وجوّده على « حمزة الزيات ، وعيسى بن عمر الهمداني » ا هـ (١).
وروى « أبو عمرو الداني » وغيره أن « الكسائي » قرأ على : محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى ، واختار لنفسه قراءة ، ورحل إلى « البصرة » فأخذ العربية عن « الخليل بن أحمد » (٢).
وقال « الذهبي » : وأخذ « الكسائي » الحروف أيضا ـ أي حروف القراءات ـ عن « أبي بكر بن عياش » وغيره ، وخرج إلى البوادي ، فغاب مدّة طويلة ، وكتب الكثير من اللغات ، والغريب ، عن الأعراب « بنجد » وتهامة ، ثم قدم وقد أنفد خمس عشرة « قنّينة » حبر ، وقرأ عليه « أبو عمر الدوري ، وأبو الحارث ، ونصير بن يوسف الرازي ، وقتيبة بن مهران الأصبهاني ، وأبو عبيد القاسم بن سلام » وخلق سواهم ا هـ (٣).
وأقول : لقد تلقى « الكسائي » القراءات على خلق كثير منهم : « حمزة بن حبيب الزيات » وهو الإمام السادس ، وسند حمزة صحيح ومتصل برسول الله صلىاللهعليهوسلم.
كما قرأ « الكسائي » على « محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى » أحد شيوخ « حمزة الكوفي » وعلى « عيسى الهمداني ».
وقرأ « عيسى الهمداني » على « عاصم بن بهدلة أبي النّجود » وهو الإمام الخامس ، وعاصم سنده صحيح ومتصل بالنبي صلىاللهعليهوسلم. ومن هذا يتبين أن قراءة « الكسائي » صحيحة ومتواترة ومتصلة السند حتى رسول الله صلى
__________________
(١) انظر معرفة القراء الكبار ج ١ ص ١٢٠.
(٢) انظر معرفة القراء الكبار ج ١ ص ١٢٠.
(٣) انظر معرفة القراء الكبار ج ١ ص ١٢١.
الله عليه وسلم ، ولا زال المسلمون يتلقون قراءة « الكسائي » بالرضا والقبول ، وقد تلقيتها وقرأت بها والحمد لله رب العالمين.
كما تتلمذ على الكسائي عدد كثير ، لأنه كان مدرسة وحده منهم : أبو الحارث : الليث بن خالد البغدادي ، وحفص الدوري ، وقتيبة بن مهران الأصبهاني ، وأبو حمدون الطيب بن إسماعيل ، وأبو عبيد القاسم بن سلام ت ٢٢٤ هـ وغيرهم كثير. قال « خلف بن هشام » كنت أحضر بين يدي الكسائي ، وهو يقرأ على الناس ، وينقطون مصاحفهم بقراءته عليهم ا هـ.
وقال « أبو عبيد القاسم بن سلام » كان « الكسائي » يتخيّر القراءات ، فأخذ من قراءة « حمزة » ببعض وترك بعضا ، وكان من أهل القراءات ، وهي كانت علمه وصناعته ، ولم نجالس أحدا كان أضبط ولا أقوم بها منه ا هـ
ولقد كان « الكسائي » رحمهالله تعالى ثقة ، وأمينا في نقله قراءات القرآن ، وتاريخه الناصع خير شاهد على ذلك. قال « أبو العباس بن مسروق » : حدثنا « سلمة بن عاصم » قال : قال « الكسائي » : صليت « بهارون الرشيد » فأعجبتني قراءتي ، فغلطت في آية ما أخطأ فيها صبيّ قط ، أردت أن أقول : « لعلهم يرجعون » فقلت : « لعلهم يرجعين » فو الله ما اجترأ « هارون الرشيد » أن يقول أخطأت ، ولكنه والله لما سلم قال : أيّ لغة هذه؟ قلت : يا أمير المؤمنين قد يعثر الجواد ، قال : أما هذه فنعم ا هـ
فهذا الخبر إن دلّ على شيء فإنما يدلّ على شجاعة « الكسائي » وأمانته ، وقال « الفراء » ، إنما تعلم « الكسائي » النحو على كبر ، لأنه جاء إلى قوم ، وقد أعيا ، فقال : قد عييت ، فقالوا له : تجالسنا وأنت تلحن؟ قال : كيف لحنت؟ قالوا له : إن كنت أردت من التعب فقل : « أعييت » وإن كنت أردت انقطاع الحيلة والتحيّر في الأمر ، فقل « عييت » فأنف من ذلك وقام من فوره فسأل
عمن يعلّم النحو ، فدلّ على « معاذ الهرّاء » فلزمه ، ثم خرج إلى البصرة ، فلقي « الخليل بن أحمد » ثم خرج إلى بادية الحجاز ا هـ (١).
ولقد بلغ « الكسائي » مكانة سامية في العلم ، مما استحق ثناء العلماء عليه : قال « أبو بكر بن الأنباري » : اجتمعت في الكسائي أمور : كان أعلم الناس بالنحو ، وواحدهم في الغريب ، وكان أوحد الناس في القرآن فكانوا يكثرون عليه حتى لا يضبط الأخذ عليه ، فيجمعهم ، ويجلس على كرسي ، ويتلو القرآن من أوله إلى آخره وهم يسمعون ويضبطون عنه حتى المقاطع ، والمبادئ ا هـ (٢).
وقال « الإمام الشافعي » : من أراد أن يتبحر في النحو فهو عيال على « الكسائي » ا هـ (٣).
وقال « الذهبي » : كان في « الكسائي » حشمة ، لما نال من الرئاسة بإقراء « محمد الأمين ولد الرشيد » وتأديبه ، وتأديبه أيضا للرشيد ، فنال ما لم ينله أحد من الجاه ، والمال ، والإكرام ، وحصل له رئاسة العلم والدنيا ا هـ (٤).
ولقد خلّف الكسائي للمكتبة الاسلامية ، والعربية ، الكثير من المصنفات ، منها كتاب معاني القرآن ، وكتاب القراءات ، وكتاب العدد ، وكتاب النوادر ، وكتاب في النحو ، وكتاب الهجاء ، وكتاب مقطوع القرآن وموصوله ، وكتاب المصادر ، وكتاب الحروف وكتاب الهاءات ، وغير ذلك كثير.
توفي الكسائي ببلدة يقال لها « رنبويه » بالريّ سنة تسع وثمانين ومائة بعد حياة حافلة بتعليم القرآن وعلومه. رحم الله « الكسائي » وجزاه الله أفضل الجزاء.
__________________
(١) انظر معرفة القراء الكبار ج ١ ص ١٢٥.
(٢) انظر معرفة القراء الكبار ج ١ ص ١٢٢.
(٣) انظر معرفة القراء الكبار ج ١ ص ١٢٢.
(٤) انظر معرفة القراء الكبار ج ١ ص ١٢٣.
رقم الترجمة / ١٩٨
« علي بن داود » ت ٤٠٢ هـ (١)
هو : علي بن داود بن عبد الله أبو الحسن الداراني القطان ، إمام جامع دمشق ومقرئه.
ذكره « الذهبي » ت ٧٤٨ هـ ضمن علماء الطبقة التاسعة من حفاظ القرآن. كما ذكره « ابن الجزري » ت ٨٣٣ هـ ضمن علماء القراءات.
أخذ « علي بن داود » القرآن عن خيرة العلماء ، فقد قرأ القرآن بالروايات على طائفة من العلماء ، منهم أبو الحسن بن الأخرم ، وأحمد بن عثمان السباك ، وصالح بن ادريس ، ومحمد بن القاسم بن المحرز ، ومحمد بن جعفر الخزاعي (٢).
تصدر « علي بن داود » لتعليم القرآن واشتهر بالثقة وصحة القراءة ، وأقبل عليه حفاظ القرآن يأخذون عنه ، وفي هذا يقول الإمام « ابن الجزري » : قرأ عليه الأهوازي ، وتاج الأئمة أحمد بن علي ، وأحمد بن محمد الأصبهاني ، ورشاد بن نظيف ، وعلي بن الحسن الربعي ، وأحمد بن محمد القنطري ، وعبد الرحمن بن أحمد بن الحسن الرازي ، وأبو عبد الله الكارزيني (٣).
اشتهر « علي بن داود » بعفة النفس والقناعة كما عرف عنه أنه لا يأخذ أجرا على تعليم القرآن ، وإنما يعتبر ذلك حسبة لله تعالى ، حول هذا المعنى يقول عبد
__________________
(١) انظر ترجمته فيما يأتي : ترجمة ابن عساكر في تاريخ دمشق ، وفي تقبيحه كذب المفتري ٢١٤ ـ ٢١٧.
وانظر تاريخ الاسلام الورقة ٢٠ ( أبا صوفيا ) ، وتذكرة الحفاظ ٣ / ١٠٦٢ ، وغاية النهاية ١ / ٥٤١ ـ ٥٤٢. ونهاية الغاية الورقة ١٥٥ ، وشذرات الذهب ٣ / ١٦٤.
(٢) انظر القراء الكبار ١ / ٣٦٦.
(٣) انظر طبقات القراء ١ / ٥٤٢.
المنعم بن النحويّ : « خرج القاضي أبو محمد العلوي وجماعة من الشيوخ إلى « داريا » ليأخذوا الشيخ كي يكون إماما للجامع الأموي. فلبس أهل « داريا » السلاح ليقاتلوا دونه ، فقال القاضي : يا أهل « داريا » أ لا ترضون أن يسمع في البلاد أن أهل دمشق احتاجوا إليكم في إمام ، فقالوا : قد رضينا ، فأخذوه ، وسكن في المنارة الشرقية ، وكان يقرى شرقي الرواق الاوسط ولا يأخذ على الامامة رزقا ، ولا يقبل ممن يقرأ عليه برا ، ويقتات من أرض له « بداريا » ويحمل ما يحتاج إليه من الحنطة فيخرج بنفسه إلى الطاحون ويطحنه ثم يعجنه ويخبزه » (١).
ألا يعتبر أن « علي بن داود » ضرب أروع الأمثال في القناعة وعفة النفس؟ بهذه الأخلاق الفاضلة احتل « علي بن داود » مكانة سامية في جميع الاوساط مما استوجب الثناء عليه ، وفي هذا يقول تلميذه « رشاد بن نظيف » : « لم ألق مثله حذقا وإتقانا في رواية « ابن عامر » الدمشقي ، وهو الإمام الرابع بالنسبة إلى أئمة القراءات » (٢).
وقال « الكتاني » : كان علي بن داود ثقة ، انتهت إليه الرئاسة في قراءة الشاميين ، ومضى على سداد (٣).
وقال « الإمام الداني » : كان ثقة ضابطا متقشفا (٤).
وقال « الإمام ابن الجزري » : « كان « علي بن داود » إماما مقرئا ضابطا متقنا محررا زاهدا ثقة » ا هـ (٥).
توفي « علي بن داود » في جمادى الأولى سنة اثنتين وأربعمائة ، وهو في التسعين رحمهالله رحمة واسعة ، إنه سميع مجيب.
__________________
(١) انظر القراء الكبار ١ / ٣٦٦.
(٢) انظر طبقات القراء ١ / ٥٤٢.
(٣) انظر القراء الكبار ١ / ٣٦٦.
(٤) انظر طبقات القراء ١ / ٥٤٢.
(٥) انظر طبقات القراء ١ / ٥٤٢.
رقم الترجمة / ١٩٩
« أبو علي الصوّاف » ت ٣١٠ هـ (١)
هو : الحسن بن الحسين بن علي بن عبد الله بن جعفر أبو علي الصوّاف البغدادي ، شيخ متصدر ماهر عارف بالفن.
ذكره « الذهبي » ت ٧٤٨ هـ ضمن علماء الطبقة السابعة من حفاظ القرآن. كما ذكره « ابن الجزري » ت ٨٣٣ هـ ضمن علماء القراءات.
أخذ « أبو علي الصواف » القرآن عن مشاهير العلماء ، منهم : « أبو حمدون الطيب بن إسماعيل ، ومحمد بن غالب » صاحب الشجاع كما روى حروف القراءات عن « القاسم بن يزيد الوزّان » وعن « أبي عمر الدوري » أحد رواة « أبي عمرو بن العلاء » (٢).
وقد اشتهر « أبو علي الصواف » بتعليم القرآن ، فتتلمذ عليه عدد كثير منهم : « بكار بن أحمد ، وعبد الواحد بن أبي هاشم ، وأبو العباس الحسن بن سعيد ، ومحمد بن أحمد بن حامد ، وأحمد بن عبد الرحمن بن عبيد ، وعليّ بن محمد الحذّاء ، ومحمد بن عليّ بن الجلندا ، وأبو بكر النقاش ، وإبراهيم بن محمد الأحوال » وغيرهم كثير (٣).
كما أخذ « أبو عليّ الصواف » حديث رسول الله صلىاللهعليهوسلم عن
__________________
(١) انظر ترجمته في : تاريخ بغداد ٧ / ٢٩٧ ، وتاريخ الاسلام ، الورقة ٤٣ ( أحمد الثالث ٢٩١٧ / ٩ ) ومعرفة القراء الكبار ١ / ٢٤١ ، وتذكرة الحفاظ ٢ / ٧٥٩ ، وغاية النهاية ١ / ٢١٠.
(٢) انظر طبقات القراء ج ١ ص ٢١٠.
انظر القراء الكبار ج ١ ص ٢٤١.
(٣) انظر طبقات القراء ج ١ ص ٢١٠.
الكثيرين من العلماء ، منهم : « موسى بن عبد الرحمن المسروقي ، وأبو سعيد الأشجّ ، ورباح بن الجراح الموصلي ، وأحمد بن منصور » وآخرون (١).
وكما اشتهر « أبو علي الصواف » بتعليم القرآن ، اشتهر أيضا برواية أحاديث النبي عليه الصلاة والسلام ، وقد روى عنه الحديث الكثيرون منهم : « بكار بن أحمد ، وأبو طاهر بن أبي هاشم ، وأبو القاسم بن النخاس ، وأحمد بن جعفر بن محمد الخلال ، وعبد العزيز بن جعفر الحنبلي ، ومحمد بن المظفر ، وأبو الفضل الزهري ، ومحمد بن عبيد الله بن الشخّير » وغيرهم كثير (٢).
وكان « لأبي علي الصواف » مكانة سامية بين العلماء مما استوجب الثناء عليه ، وفي هذا يقول « الخطيب البغدادي » : كان « أبو علي الصواف » ثقة ، فاضلا ، نبيلا ، وكان يسكن الجانب الشرقي (٣).
يقول « الخطيب البغدادي » : أخبرني أحمد بن عبد الواحد الوكيل ، أخبرنا « علي بن عمر بن محمد الحربي » قال : وجدت في كتاب أخي بخطه : « مات « أبو علي الصواف » المقرئ ليومين خلوا من شهر رمضان سنة عشر وثلاثمائة ، ودفن في مقابر « الخيزران » ا هـ (٤). رحم الله « أبا علي الصواف » رحمة واسعة إنه سميع مجيب.
__________________
(١) انظر تاريخ بغداد ج ٧ ص ٢٩٧.
(٢) انظر تاريخ بغداد ج ٧ ص ٢٩٧.
(٣) انظر تاريخ بغداد ج ٧ ص ٢٩٧.
(٤) انظر تاريخ بغداد ج ٧ ص ٢٩٨.
رقم الترجمة / ٢٠٠
« الإمام عليّ بن أبي طالب » رضياللهعنه ت ٤٠ هـ (١)
والحديث عن « عليّ بن أبي طالب » كرّم الله وجهه يكسوه الجلال ، والإجلال ، ويحيطه التقدير والتعظيم ، والإكبار. إنه ابن عم النبي عليه الصلاة والسلام. وعلي بن أبي طالب رضياللهعنه أحد السابقين إلى الإسلام ، بل أول من دخل الاسلام من الصبيان. أمير المؤمنين ، ورابع الخلفاء الراشدين ، وأحد العشرة المبشرين بالجنة رضوان الله عليهم أجمعين.
أتم حفظ القرآن الكريم بعد أن نقل النبي صلىاللهعليهوسلم إلى الرفيق الأعلى.
وقد روى عنه ، وقرأ عليه القرآن كل من :
١ ـ أبي عبد الرحمن السلمي ت ٧٣ هـ.
٢ ـ أبي الأسود الدؤلي ت ٦٩ هـ.
٣ ـ عبد الرحمن بن أبي ليلى ت ٨٣ هـ.
قال : « أبو عبد الرحمن السلمي » : « ما رأيت أحدا كان أقرأ من عليّ ».
والإمام عليّ بن أبي طالب رضياللهعنه باب مدينة العلم والعلوم ، كان من أعدل الناس ، ومن أقدرهم على حلّ المعضلات ، حتى ضرب به المثل فقالوا :
__________________
(١) انظر ترجمته فيما يأتي : الاصابة الترجمة ٥٦٩٠ ، الكامل لابن الأثير ، في حوادث سنة ٤٠ ، وتاريخ الطبري ٦ / ٨٣ والبدء والتاريخ ٥ / ٧٣ ، وصفة الصفوة ١ / ١١٨ ، وتاريخ اليعقوبي ٢ / ١٥٤ ، ومقاتل الطالبين ١٤ ، وحلية الأولياء ١ / ٦١ ، وتاريخ الخميس ٢ / ٢٧٦ ، والمرزباني ٢٧٩ وتذكرة الحفاظ ١ / ١٠ ، وغاية النهاية ٥٤٦ ومعرفة القراء ١ / ٢٥ ، حياة الصحابة ١ / ٤٧.
« قضية ولا أبا حسن لها ». وكان أعظم الناس حلما ، وكان بحق من أعلم الناس بعد النبي عليه الصلاة والسلام.
الأمر الذي أثبته النبي صلىاللهعليهوسلم حين قال : « أنا دار الحكمة وعليّ بابها » ا هـ (١).
وعن « سهل بن سعد » رضياللهعنه أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال يوم خيبر : « لأعطينّ هذه الراية رجلا يفتح الله على يديه ، يحب الله ورسوله ، ويحبه الله ورسوله ، فبات الناس يدوكون ليلتهم أيّهم يعطاها ، فلما أصبح الناس غدوا على رسول الله صلىاللهعليهوسلم كلّهم يرجو أن يعطاها ، فقال : « أين عليّ بن أبي طالب؟ فقالوا : هو يا رسول الله يشتكي عينيه ، قال : « فأرسلوا إليه ». فأتي به فبصق في عينيه ودعا له ، فبرأ كأن لم يكن به وجع ، فأعطاه الراية ، فقال عليّ : يا رسول الله أقاتلهم حتى يكونوا مثلنا. فقال : انفذ على رسلك حتى تنزل بساحتهم ، ثم ادعهم إلى الاسلام وأخبرهم بما يجب عليهم من حق الله فيه ، فو الله لأن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من أن يكون لك حمر النعم » ا هـ (٢).
وعن « سعد بن أبي وقاص » رضياللهعنه قال : خلف رسول الله صلىاللهعليهوسلم « عليّ بن أبي طالب » في غزوة « تبوك » فقال : يا رسول الله تخلفني في النساء والصبيان؟ فقال : « أما ترضى أن تكون مني بمنزلة « هارون » من « موسى » غير أنه لا نبي بعدي » ا هـ (٣).
وعن « ابن عمر » رضياللهعنهما قال : آخى النبي صلىاللهعليهوسلم بين
__________________
(١) رواه الترمذي ، والطبراني وصححه.
(٢) رواه الشيخان انظر التاج ج ٣ ص ٣٣١.
(٣) رواه الترمذي انظر التاج ج ٣ ص ٣٣٢.
أصحابه ، فجاء « علي » تدمع عيناه فقال : يا رسول الله آخيت بين أصحابك ولم تؤاخ بيني وبين أحد فقال له رسول الله صلىاللهعليهوسلم : أنت أخي في الدنيا والآخرة ا هـ (١).
وعن « بريدة » رضياللهعنه أن النبي صلىاللهعليهوسلم قال : « إن الله أمرني بحب أربعة وأخبرني أنه يحبهم ، قيل : يا رسول الله سمّهم لنا ، قال : « عليّ » منهم : قالها ثلاثا ، وأبو ذرّ والمقداد بن الأسود ، وسلمان ، أمرني بحبهم ، وأخبرني أنه يحبهم » ا هـ (٢).
أجمع المسلمون على أن « عليّ بن أبي طالب » قتل شهيدا وما على وجه الأرض بدريّ أفضل منه ، قتله « ابن ملجم » صبيحة سابع عشرة من رمضان سنة أربعين من الهجرة بالكوفة. رحم الله الإمام « علي بن أبي طالب » وجزاه الله أفضل الجزاء.
__________________
(١) رواه الترمذي انظر التاج ج ٣ ص ٣٣٥.
(٢) رواه الترمذي انظر التاج ج ٣ ص ٣٣٥.
رقم الترجمة / ٢٠١
« أبو علي النّقّار » ت قبل ٣٥٠ هـ (١)
هو : الحسن بن داود بن الحسن بن عون بن منذر بن صبيح ، وصبيح مولى معاوية بن أبي سفيان أعتقه بخط يده.
ذكره « الذهبي » ت ٧٤٨ هـ ضمن علماء الطبقة الثامنة من حفاظ القرآن. كما ذكره « ابن الجزري » ت ٨٣٣ هـ ضمن علماء القراءات.
تلقى « أبو علي النقار » القراءة على خيرة العلماء ، يقول « ابن الجزري » : « قرأ « أبو علي النقار » لحمزة على محمد بن لاحق ، وجعفر بن محمد بن يوسف ، وكان قيما بقراءة « عاصم » ثقة مأمونا » ا هـ (٢).
تصدر « أبو علي النقار » لتعليم القرآن ، وأقرأ الناس دهرا طويلا ، واشتهر بالثقة وصحة الضبط والإتقان ، فأقبل عليه حفاظ القرآن من كل مكان ، ومن الذين أخذوا عنه القراءة : « زيد بن أبي بلال ، وعبد الواحد بن أبي هاشم ، وأحمد بن نصر الشذائي ، وأحمد بن يوسف الكوفي ، ومحمد بن جعفر التميمي ، ومحمد بن أحمد بن أبي دارة ، وعلي بن محمد بن يوسف العلاف ، ومحمد بن صبغون الملطي ، وأبو بكر بن مهران » وآخرون (٣).
قال « الإمام الداني » : توفي « أبو علي النقار » قبل سنة خمسين وثلاثمائة من الهجرة بعد حياة حافلة بتعليم القرآن الكريم ، رحمهالله رحمة واسعة وجزاه الله أفضل الجزاء.
__________________
(١) انظر ترجمته فيما يأتي : إرشاد الاريب ٣ / ٦٩ ، وغاية النهاية ١ / ٢١٢ ، وبغية الوعاة ١ / ٥٠٣ ، وروضات الجنات ٣ / ٦٧.
(٢) انظر القراء الكبار ١ / ٣٠٤.
(٣) انظر طبقات القراء ١ / ٢١٢.
رقم الترجمة / ٢٠٢
« عمر بن عراك » ت ٣٨٨ هـ (١)
هو : عمر بن محمد بن عراك بن محمد أبو حفص الحضرمي المصري الإمام أستاذ في قراءة ورش.
ذكره « الذهبي » ت ٧٤٨ هـ ضمن علماء الطبقة التاسعة من حفاظ القرآن. كما ذكره « ابن الجزري » ت ٨٣٣ هـ ضمن علماء القراءات.
« أخذ « ابن عراك » القراءة عن خيرة العلماء ، وفي مقدمتهم : حمدان بن عون ، وعبد المجيد بن مسكين ، وقسيم بن مطير ، وأبو غانم المظفر بن أحمد ، ومحمد ابن جعفر العلاف. وسمع الحروف من : « أحمد بن محمد بن زكريا الصرفي ، وأحمد بن إبراهيم بن جامع ، والحسن بن أبي الحسن العسكري ».
تصدر « ابن عراك » لتعليم القرآن ، واشتهر بالثقة وصحة الضبط ، وأقبل عليه الطلاب يأخذون عنه. ويتلقون القراءات وحروف القرآن.
ومن الذين قرءوا عنه : تاج الأئمة أحمد بن علي بن هاشم ، وفارس بن أحمد ، وعتبة بن عبد الملك والحسين بن إبراهيم الأنباري. وكان يقول : أنا كنت السبب في تأليف « أبي جعفر النحاس » كتاب اللامات (٢).
توفي « ابن عراك » « بمصر » سنة ثمان وثمانين وثلاثمائة من الهجرة. رحمهالله رحمة واسعة. وجزاه الله أفضل الجزاء.
__________________
(١) انظر ترجمته فيما يأتي : تاريخ الاسلام ، الورقة ١٩٧ ( آيا صوفيا ٣٠٠٨ ) وغاية النهاية ١ / ٥٩٧ ، ونهاية الغاية الورقة ١٧٦.
(٢) انظر طبقات القراء ١ / ٥٩٧.
رقم الترجمة / ٢٠٣
« عمر الكاغدي » ت ٣٠٥ هـ (١)
هو : عمر بن محمد بن نصر بن الحكم أبو حفص الكاغدي.
ذكره « الذهبي » ت ٧٤٨ هـ ضمن علماء الطبقة السابعة من حفاظ القرآن. كما ذكره « ابن الجزري » ت ٨٣٣ هـ ضمن علماء القراءات.
تلقى « الكاغدي » القرآن على خيرة العلماء ، وفي مقدمتهم : « أبو عمر الدوري » أحد رواة « أبي عمرو بن العلاء البصري ». ولا زالت قراءة « أبي عمر الدوري » يتلقاها المسلمون بالقبول حتى الآن ، وقد تلقيتها وقرأت بها والحمد لله رب العالمين.
وقد تصدر « الكاغدي » للاقراء فأخذ عنه القراءة عدد كبير منهم : « أحمد ابن نصر الشذائي ، وهبة الله بن جعفر ، ورحمة بن محمد ، وأحمد بن محمد بن الهودار » وآخرون (٢).
كما أخذ « الكاغذي » الحديث عن خيرة العلماء ، منهم : « عمرو بن علي ، وخلاد بن أسلم ، ومحمود بن خدّاش ، وأحمد بن بديل ، ومحمد بن إسماعيل بن سمرة ، ومحمد بن عمرو بن حنان » وآخرون (٣).
وقد روى الحديث عن « الكاغدي » عدد كثير منهم : « الحسن بن أحمد
__________________
(١) انظر ترجمته في تاريخ بغداد ١١ / ٢٢٠ ، وتاريخ الإسلام ، الورقة ٢٣ ( أحمد الثالث ٢٩١٧ / ٩ ) ومعرفة القراء الكبار ١ / ٢٣٩ ، وغاية النهاية ١ / ٥٩٨.
(٢) انظر طبقات القراء ج ١ ص ٥٩٨.
(٣) انظر تاريخ بغداد ج ١١ ص ٢٢٠.
انظر القراء الكبار ج ١ ص ٢٣٩.
السبيعي ، وعبد العزيز بن جعفر الخرقي ، وأبو حفص بن الزيات » ، وآخرون (١). وكان « الكاغدي » من الثقات ، كما شغل منصب القضاء ببغداد.
توفي « الكاغدي » سنة خمس وثلاثمائة على خلاف في ذلك. رحم الله « الكاغذي » رحمة واسعة إنه سميع مجيب.
__________________
(١) انظر تاريخ بغداد ج ١١ ص ٢٢٠.
انظر القراء الكبار ج ١ ص ٢٣٩.
رقم الترجمة / ٢٠٤
« عمر الكتاني » ت ٣٩٠ هـ (١)
هو : عمر بن إبراهيم بن أحمد بن كثير أبو حفص الكتاني البغدادي.
ذكره « الذهبي » ت ٧٤٨ هـ ضمن علماء الطبقة التاسعة من حفاظ القرآن. كما ذكره « ابن الجزري » ت ٨٣٣ هـ ضمن علماء القراءات.
ولد « الكتاني » سنة ثلاثمائة من الهجرة ، وأخذ القراءة وحروف القرآن عن خيرة العلماء ، وفي هذا يقول « الإمام ابن الجزري » : سمع الكتاني حروف القرآن من : إبراهيم بن عرفة نفطويه ، وقرأ على الأشناني ولم يختم عليه ، وعرض القرآن على « علي بن سعيد القزاز ، وبكار وعمر بن جناد ، ومحمد بن الحسن بن النقاش ، وأحمد بن عثمان بن بويان ، ومحمد بن علي الرقي ، وزيد بن أبي بلال ، وأحمد بن محمد بن هارون الوراق » ، وروى القراءة عن عبيد الله بن بكير ، وسمع كتاب السبعة من « ابن مجاهد » ا هـ (٢).
وأخذ « الكتاني » حديث الهادي البشير صلىاللهعليهوسلم عن عدد من العلماء ، وفي هذا يقول « الخطيب البغدادي ». « سمع « الكتاني » أبا القاسم البغوي ، وأحمد بن اسحاق بن البهلول التنوخي ، ويحيى بن محمد بن صاعد ، وأبا سعيد العدوي ، وأبا حامد محمد بن هارون الحضرمي ، والفضل بن منصور الزبيدي ، وإبراهيم بن عبد الصمد الهاشمي ، وأبا بكر النيسابوري ، وأبا بكر بن مجاهد » وغيرهم.
__________________
(١) انظر ترجمته فيما يأتي : تاريخ بغداد ١١ / ٢٦٩ ، وتاريخ الإسلام ، الورقة ٢٠٧ ( أيا صوفيا ٣٠٠٨ ) والعبر ٣ / ٤٦. وغاية النهاية ١ / ٥٨٧ ـ ٥٨٨. وشذرات الذهب ٣ / ١٣٤.
(٢) انظر طبقات القراء ١ / ٥٨٧.
كما حدثنا عنه الأزهري ، وعبد العزيز الأزجي ، والتنوخي ، وأبو الفضل بن الكوفي. ثم يقول « الخطيب البغدادي » : وكان ثقة ينزل ناحية نهر الدجاج ، وذكره محمد بن أبي الفوارس ، فقال : « كان لا بأس به » (١).
تصدر « الكتاني » لتعليم القرآن ، واشتهر بالثقة وصحة القراءة ، وتتلمذ عليه الكثيرون ، ومن الذين أخذوا عنه القراءة : عيسى بن سعيد الأندلسي ، وأبو نصر أحمد بن محمد بن اسحاق المقري ، ومحمد بن جعفر الخزاعي ، وأحمد بن الفتح ، والحسن بن الفحام ، وسمع منه كتاب السبعة عبد الله بن هزار مرد الصيرفيني ، وأحمد ابن محمد بن يوسف ، وعلي بن القاسم بن إبراهيم شيخ أبي علي الحداد. وقرأ عليه الحسن بن علي العطار ، والحسن بن أبي الفضل الشرمقاني ، وعبيد الله بن أحمد بن علي الكوفي ، وكان « الكتاني » يقرئ بمسجده ببغداد (٢).
توفي « الكتاني » في رجب سنة تسعين وثلاثمائة وله تسعون سنة. رحمهالله رحمة واسعة ، وجزاه الله أفضل الجزاء.
__________________
(١) انظر تاريخ بغداد ١١ / ٢٦٩.
(٢) انظر طبقات القراء ١ / ٥٨٧.
رقم الترجمة / ٢٠٥
« عمران بن ملحان التميمي البصري » ت ١٠٥ هـ (١)
« أبو رجاء العطاردي »
عالم من علماء القرآن والقراءات ، أحد كبار التابعين ، وشيخ الإسلام الإمام القدوة ، مقرئ البصرة ومعلمها.
ذكره « الذهبي » ت ٧٤٨ هـ ضمن علماء الطبقة الثانية من حفاظ القرآن. كما ذكره « ابن الجزري » ت ٨٣٣ هـ ضمن علماء القراءات.
ولد « أبو رجاء العطاردي » قبل الهجرة بإحدى عشرة سنة. أسلم في حياة النبي صلىاللهعليهوسلم لكنه لم يره (٢).
يقول « محرز بن عون » في سبب إسلامه : حدثنا « يوسف بن عطية » عن أبيه : دخلت على « أبي رجاء » فقال : بعث النبي صلىاللهعليهوسلم ، وكان لنا صنم مدوّر ، فحملناه على « قتب » (٣) وتحولنا ففقدنا « الحجر » انسلّ فوقع في رمل فرجعنا في طلبه فإذا هو في رمل قد غاب فيه ، فاستخرجته ، فكان ذلك أول
__________________
(١) انظر ترجمته فيما يأتي : طبقات ابن سعد ٧ / ١٣٨ ، وتاريخ يحيى بن معين ـ برواية الدوري ٢ / ٧٠٤ ، وتاريخ خليفة ٣٣٦ ، وطبقات خليفة ١٩٦ ، والتاريخ الكبير ٦ / ٤١٠ ، والمعارف ٤٢٧ ، والمعرفة والتاريخ ٢ / ١٥١ ، و ٣ / ٧٢ ، والجرح والتعديل ٦ / ٣٠٣ ، مشاهير علماء الأمصار ٨٧ ، وحلية الأولياء وتاريخ الإسلام ٤ / ٢١٧ ، وتذكرة الحفاظ ١ / ٦٦ ، وسير أعلام النبلاء ٤ / ٢٥٣ والعبر ١ / ١٢٩ ، ووفيات ابن قنفذ ١١٤ ، وغاية النهاية ١ / ٦٠٤ ، والإصابة ٤ / ٧٤ وتهذيب التهذيب ٨ / ١٤٠ ، والنجوم الزاهرة ١ / ٢٤٣ ، وطبقات الحفاظ للسيوطي ٢٥ وخلاصة تذهيب الكمال ٢٩٦ ، وشذرات الذهب ١ / ١٣٠ ، ومعرفة القراء الكبار ١ / ٥٨.
(٢) انظر غاية النهاية في طبقات القراء ج ١ ص ٦٠٤.
(٣) القتب : الرحل الصغير على قدر سنام البعير.
إسلامي ، فقلت : إن إلها لم يمتنع من تراب يغيب فيه لإله سوء ، فرجعت إلى المدينة ، وقد توفي النبي صلىاللهعليهوسلم (١).
يقول « ابن الحزري » : عرض « أبو رجاء » « القرآن » على « ابن عباس » رضياللهعنه ، وتلقنه من « أبي موسى الأشعري » رضياللهعنه (٢).
وقال « أبو رجاء العطاردي » : كان « أبو موسى » يعلمنا القرآن خمس آيات خمس آيات ا هـ (٣).
وقد تلقى القراءة عن « أبي رجاء » عدد كثير منهم : « أبو الأشهب العطاردي » وكان « أبو رجاء » يختم القرآن في كل عشر ليال (٤).
وحدث « أبو رجاء » عن « عمر ، وعليّ ، وعبد الله بن عباس ، وعمران بن حصين ، وأبي موسى الأشعري » وحدث عنه : « ابن عون ، وعوف الأعرابي ، وسعيد بن أبي عروبة ، وسلم بن زرير ، وصخر بن جويرية » وخلق كثير (٥)
توفي « أبو رجاء » سنة خمس ومائة ، وله أكثر من مائة وعشرين سنة ، بعد حياة حافلة في تعليم القرآن. رحم الله « أبا رجاء العطاردي » رحمة واسعة ، وجزاه الله أفضل الجزاء.
__________________
(١) انظر سير أعلام النبلاء ج ٤ ص ٢٥٦.
(٢) انظر غاية النهاية في طبقات القراء ج ١ ص ٦٠٤.
(٣) انظر غاية النهاية في طبقات القراء ج ١ ص ٦٠٤.
(٤) انظر سير أعلام النبلاء ج ٤ ص ٢٥٧.
(٥) انظر سير أعلام النبلاء ج ٤ ص ٢٥٤.