الدكتور محمّد سالم محيسن
الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: دار الجيل
الطبعة: ١
الصفحات: ٦٦١
رقم الترجمة / ٧٩
« أبو الحسن الحلواني » ت ٢٥٠ هـ ونيف (١)
هو : أحمد بن يزيد بن يزداذ الصفّار أبو الحسن الحلواني.
ذكره « الذهبي » ت ٧٤٨ هـ ضمن علماء الطبقة السادسة من حفاظ القرآن. كما ذكره « ابن الجزري » ت ٨٣٣ هـ ضمن علماء القراءات.
يقول « ابن الجزري » : قرأ « الحلواني » بمكة على « أحمد بن محمد القوّاس ، وبالمدينة المنورة على « قالون » رحل إليه مرتين ، وإسماعيل وأبي بكر بن أبي أويس ، وبالكوفة والعراق على « خلف ، وخلاد ، وجعفر بن محمد الخشكني ، وأبي شعيب القوّاس ، وحسين بن الأسود » وآخرين (٢).
كما تتلمذ على « الحلواني » الكثيرون ، منهم : « الفضل بن شاذان ، وابنه العبّاس بن الفضل ، ومحمد بن بسّام ، ومحمد بن عمرو بن عون الواسطي ، وأحمد بن الهيثم ، والحسن بن العباس الجمّال ، والحسين بن علي بن حماد الأزرق ، وغيرهم كثير » (٣).
توفي « الحلواني » سنة نيّف وخمسين ومائتين من الهجرة. بعد حياة حافلة بتعليم القرآن ، رحمهالله رحمة واسعة. وجزاه الله أفضل الجزاء.
__________________
(١) انظر ترجمته فيما يأتي : ـ الجرح والتعديل ٢ / ٨٢ ، وميزان الاعتدال ١ / ١٦٤ ، ومعرفة القراء الكبار ١ / ٢٢٢ ، وغاية النهاية ١ / ٧٤٩.
(٢) انظر طبقات القراء ج ١ ص ١٤٩.
(٣) انظر طبقات القراء ج ١ ص ١٤٩.
رقم الترجمة / ٨٠
« أبو الحسن الخاشع » ت في حدود ٣٩٠ هـ (١)
هو : علي بن اسماعيل بن الحسن بن اسحاق أبو الحسن البصري القطان ، المعروف بالخاشع.
ذكره « الذهبي » ت ٧٤٨ هـ ضمن علماء الطبقة التاسعة من حفاظ القرآن. كما ذكره « ابن الجزري » ت ٨٣٣ هـ ضمن علماء القراءات.
اعتنى « أبو الحسن الخاشع » بالقراءات القرآنية منذ باكورة حياته ، ورحل إلى كثير من المدن الإسلامية يأخذ من علمائها. ويتلقى عن قرائها حتى ذاع صيته واشتهر بين المسلمين ويحدثنا التاريخ أنه رحل إلى المدن التالية : مكة المكرمة ، أنطاكية ، عسقلان ، حمص ، مصر. وكان نتيجة هذه الرحلات أنه أخذ عن الكثيرين من العلماء ، وفي هذا يقول « الإمام ابن الجزري » : « أخذ أبو الحسن الخاشع القراءة عرضا بمكة عن أبي بكر بن عيسى بن بندار صاحب قنبل ، أحد الرواة المشهورين عن ابن كثير المكي ».
وأخذ بأنطاكية القراءة عن الأستاذ إبراهيم بن عبد الرزاق ، وأخذ بعسقلان عن أبي الحسن علي بن محمد بن عامر العامري. وأخذ « بحمص » عن قيس بن محمد الصوفي إمام جامع « حمص ». وأخذ بالصعيد الأعلى بمصر عن أحمد بن عثمان بن عبد الله الأسواني عن قراءته على أحمد بن عبيد الله البصري.
وأخذ « أبو الحسن الخاشع » القراءة بغير هذه المدن عن : أحمد بن محمد بن بقرة ، ومحمد بن عبد العزيز بن الصباح ، وأبي العباس المطوعي ، وعلي بن خشنام المالكي ، ومحمد بن عبيد الله الرازي ، وغير هؤلاء كثير (٢).
__________________
(١) انظر ترجمته فيما يأتي : ـ غاية النهاية ج ١ ص ٥٢٦.
(٢) انظر طبقات القراء ج ١ ص ٥٢٦.
تصدر « أبو الحسن الخاشع » لتعليم القرآن ، واشتهر بالإتقان وجودة القراءة ، وأقبل عليه الطلاب ، ومن الذين قرءوا عليه : أبو بكر محمد بن عمر بن ذلال ، وأبو علي الأهوازي ، وأبو نصر أحمد بن مسرور الخباز وآخرون (١).
احتل أبو الحسن الخاشع مكانه سامية بين العلماء لخلقه واهتمامه بالقرآن الكريم مما استوجب الثناء عليه.
وفي هذا يقول الحافظ « الذهبي » : أقرأ أبو الحسن الخاشع ببغداد مدة ، واشتهر ذكره وطال عمره. وصنف في القراءات (٢). ويقول الإمام « ابن الجزري » « أبو الحسن الخاشع » استاذ مشهور رحال محقق ، اعتنى بالفن » ا هـ (٣).
لم يذكر المؤرخون تاريخ وفاته ، إلا أن « ابن الجزري » قال : « بقي إلى حدود التسعين وثلاثمائة ، رحمهالله رحمة واسعة ، وجزاه الله أفضل الجزاء ».
__________________
(١) انظر القراء الكبار ج ١ ص ٣٣٩.
(٢) انظر القراء الكبار ج ١ ص ٣٣٩.
(٣) انظر طبقات القراء ج ١ ص ٥٢٦.
رقم الترجمة / ٨١
« أبو الحسن الدار قطني » ت ٣٨٥ هـ (١)
هو : علي بن عمر بن أحمد بن مهدي بن مسعود الإمام الحافظ ، أبو الحسن الدار قطني البغدادي صاحب التصانيف وأحد الأعلام الثقات.
ذكره « الذهبي » ت ٧٤٨ هـ ضمن علماء الطبقة التاسعة من حفاظ القرآن. كما ذكره « ابن الجزري » ت ٨٣٣ هـ ضمن علماء القراءات.
ولد « الدار قطني » سنة ست وثلاثمائة من الهجرة.
وما أن بدأت مواهبه حتى أخذ يرحل إلى الأقطار يأخذ عن علمائها ويتلقى عن شيوخها وقد رحل في ذلك إلى كل من مصر ، والشام ، وأخذ القرآن وحروف القراءات عن عدد كبير من خيرة العلماء ، وفي هذا يقول الإمام « ابن الجزري » : « عرض الدار قطني القراءات على أبي بكر النقاش ، وأبي الحسن أحمد بن جعفر بن المنادي ، ومحمد بن الحسن الطبري ، ومحمد بن عبد الله الحربي ، وأبي بكر محمد بن عمران التمار ، ومحمد بن أحمد بن قطن ، وأبي الحسن بن بويان ، وأحمد بن محمد الديباجي ، وسمع كتاب السبعة من أبي بكر بن مجاهد (٢).
__________________
(١) انظر ترجمته فيما يأتي : ـ تاريخ بغداد ١٢ / ٣٤ ـ ٣٥ ، وأنساب السمعاني ٥ / ٢٧٣ ، والمنتظم ٧ / ١٨٣ ، وفهرست ابن خير ، ١٧ ، ١١٨ ، ١٢١ ، ١٧٣ ، ٢٠٣ ، ٢٠٤ ، ٢١٠ ، ٢١٦ ، ٢٢٧ ، وإرشاد الأريب ٢ / ٤٠٨ ، والكامل لابن الأثير ٩ / ١١٥ ، واللباب ١ / ٤٠٤ ، ووفيات الأعيان ٣ / ٢٩٧ ـ ٢٩٩ ، والمختصر في أخبار البشر ٢ / ١٣٠ ، وكتب الذهبي وخاصة تاريخ الاسلام الورقة ١٧٨ ـ ١٨٠ ( آيا صوفيا ٣٠٠٨ ) وهي ترجمة رائعة ، ومرآة الجنان ٢ / ٤٢٤ ـ ٤٢٦ ، وطبقات السبكي ٣ / ٤٦٢ ـ ٤٦٦ ، وطبقات الاسنوي ١ / ٥٠٨ ، والبداية والنهاية ١١ / ٣١٧ ، ووفيات ابن قنفذ ٢٢٠ ، وغاية النهاية ١ / ٥٥٨ ـ ٥٥٩ ، ونهاية الغاية الورقة ١٦٣ ، وطبقات ابن قاضي سهبة ١ / ١٤٧ ـ ١٤٩ ، والنجوم الزاهرة ٤ / ١٧٢ ، وطبقات ابن هداية الله ١٠٢ ، وشذرات الذهب ٣ / ١١٦ ، وغيرها.
(٢) انظر طبقات القراء ج ١ ص ٥٥٨.
وكان إماما في القراء ، والنحويين ، سألته عن العلل والشيوخ ، وصادفته فوق ما وصف لي ، وله مصنفات يطول ذكرها (١) ، منها : « المختلف والمؤتلف في أسماء الرجال وغريب اللغة ، وكتاب القراءات ، وكتاب السنن ، والمعرفة بمذاهب الفقهاء » (٢).
وقال : البرقاني أحد تلاميذه : كان الدار قطني يملي عليّ العلل من حفظه » (٣). وقال أبو ذر الهروي : قيل للحاكم : هل رأيت مثل الدار قطني؟ فقال : هو لم ير مثل نفسه ، فكيف أنا (٤).
ومما يدل على فصاحة لسان « الدار قطني » الكثير من الآراء والأخبار ، أذكر منها الخبر التالي : يقول « الخطيب البغدادي » : حدثني « الازهري » أن « أبا الحسن الدار قطني » لما دخل مصر كان بها شيخ علوي من أهل مدينة رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، فقال له « مسلم بن عبيد الله » وكان عنده كتاب النسب عن الخضر بن داود عن الزبير بن بكار. وكان « مسلم » أحد الموصوفين بالفصاحة المطبوعة على العربية. فسأل الناس « أبا الحسن الدار قطني » أن يقرأ كتاب النسب ، ورغبوا في سماعة بقراءته ، فأجابهم إلى ذلك ، واجتمع في المجلس من كان بمصر من أهل العلم والأدب ، والفضل ، فحرصوا على أن يحفظوا على أبي الحسن لحنة ، أو يظفروا منه بسقطة ، فلم يقدروا على ذلك ، حتى جعل « مسلم » يعجب ويقول له : « وعربية أيضا » ا هـ (٥).
وكان الدار قطني ملمّا بكثير من العلوم يحفظها عن ظهر قلب ، وفي هذا يقول
__________________
(١) انظر القراء الكبار ج ١ ص ٣٥١.
(٢) انظر معجم المؤلفين ص ١٥٧.
(٣) انظر القراء الكبار ج ١ ص ٣٥٢.
(٤) انظر القراء الكبار ج ١ ص ٣٥٢.
(٥) انظر تاريخ بغداد ج ١٢ ص ٣٥.
« الخطيب البغدادي » : « حدثنا محمد بن علي الصوري قال : سمعت أبا محمد رجاء بن محمد بن عيسى المعدل يقول : سألت أبا الحسن الدار قطني : فقلت له : رأى الشيخ مثل نفسه؟
كما أخذ الدار قطني حديث الهادي البشير صلىاللهعليهوسلم عن عدد من خيرة العلماء. وفي هذا يقول « الخطيب البغدادي » : سمع « أبا القاسم البغوي » وأبا بكر بن أبي داود ، ويحيى بن صاعد ، وبرز بن الهيثم القاضي ، وأحمد بن اسحاق البهلول. وعبد الوهاب بن أبي حية ، والفضل بن أحمد الزبيدي ، وأبا عمر محمد بن يوسف القاضي ، وأبا سعيد العدوي ، ويوسف بن يعقوب النيسابوري ، وأبا حامد بن هارون الحضرمي ، وأحمد بن عيسى السكين البلدي. وإسماعيل بن العباس الوراق ، وإبراهيم بن حماد القاضي ، وخلقا كثيرا من هذه الطبقة ومن بعدهم (١).
تصدر « الدار قطني » إلى تعليم القرآن وسنة النبي عليه الصلاة والسلام. يقول « الإمام ابن الجزري » : « تصدر « الدار قطني » في أواخر عمره للإقراء ، وألف في القراءات كتابا جليلا لم يؤلف مثله ، وهو أول من وضع أبواب الأصول قبل « الفرش ». ولم يعرف مقدار الكتاب إلا من وقف عليه ، ولم يكمل حسن كتاب « جامع البيان » لأبي عمرو الداني ت ٤٤٤ هـ إلا لكونه نسجا على منواله.
وروى عن الدار قطني حروف القراءات من كتابه هذا محمد بن إبراهيم بن أحمد. ثم يقول : « ابن الجزري » : « وقد رحل « الدار قطني » إلى مصر والشام. وهو كبير فأفاد ، وروى عنه خلق وأئمة كبار مثل : العلامة أبي حامد الأسفراييني ، وأبي ذر المعروي ، وأبي عبد الله الحاكم ، وأبي بكر البرقاني ، وعبد الغني الازدي ،
__________________
(١) انظر تاريخ بغداد ج ١٢ ص ٣٤.
وتمام الرّازي ، وأبي نعيم الأصبهاني ، وأبي محمد الخلال ، وأبي الطيب الطبري ، وأبي الحسن بن المهتدي بالله (١).
وقد منح الخالق العظيم « الدار قطني » ذاكرة قوية ، وحافظة أمينة. وفي هذا يقول « الحاكم » : صار « الدار قطني » أوحد عصره في الحفظ ، والفهم ، والورع ، فقال لي : قال الله تعالى : ( فَلا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ ) (٢) فقلت له : لم أرد هذا ، وإنما أردت أن أعلمه لأقول رأيت شيخا لم ير مثله ، فقال لي : إن كان في فن واحد فقد رأيت من هو أفضل مني ، وأما من اجتمع فيه ما اجتمع فيّ فلا » (٣).
ومن الأدلة أيضا على حافظة « الدار قطني » القوية الخبر التالي : قال البغدادي : « حدثنا الأزهري قال : بلغني أن « الدار قطني » حضر في حداثته مجلس « اسماعيل الصفار ، فجلس ينسخ جزءا كان معه ، وإسماعيل يملي ، فقال له بعض الحاضرين : لا يصح سماعك وأنت تنسخ. فقال له « الدار قطني » : فهمي للاملاء خلاف فهمك. ثم قال : كم تحفظ ، كم أملى الشيخ من حديث إلى الآن ، فقال : لا أعرف ، فقال « الدار قطني » : أملى ثمانية عشر حديثا ، فعدت الأحاديث فوجدت كما قال. ثم قال « الدار قطني » : الحديث الاول منها عن فلان ، عن فلان ، ومتنه كذا ، والحديث الثاني عن فلان ، عن فلان ، و، متنه كذا ، ولم يزل يذاكر أسانيد الأحاديث ومتونها على ترتيبها في الاملاء حتى أتى على آخرها. فتعجب الناس منه (٤).
كان الدار قطني مع غزارة علمه قوي الملاحظة ، ودقيقا في ضبطه للكلمات والأسماء ، والأخبار في ذلك كثيرة. أذكر منها الخبر التالي : قال البغدادي : قال الخلال : وغاب مستملي « أبي الحسن الدار قطني » في بعض مجالسه فاستمليت
__________________
(١) انظر طبقات القراء ج ١ ص ٥٥٩.
(٢) سورة النجم الآية ٣٢.
(٣) انظر تاريخ بغداد ج ١٢ ص ٣٥.
(٤) انظر تاريخ بغداد ج ١٢ ص ٣٦.
عليه. فروى حديث عائشة أم المؤمنين رضياللهعنها أن النبي صلىاللهعليهوسلم أمرها أن تقول : اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عنى » فقلت : اللهم انك عفو ـ وخففت الواو ـ فأنكر ذلك وقال : « عفوّ » بتشديد الواو (١).
وقال « الأزهري » : رأيت « محمد بن أبي الفوارس » وقد سأل « أبا الحسن الدار قطني » عن علة حديث فأجابه ثم قال له : « يا أبا الفتح ليس بين الشرق والغرب من يعرف هذا غيري » (٢).
لقد كانت ثقافة « الدار قطني » متعددة ، فكما كان من علماء القراءات والحديث كان من علماء الفقه ، وفي هذا يقول البغدادي : وسمعت بعض من يعتني بعلوم القرآن يقول : لم يسبق « أبو الحسن » إلى طريقته التي سلكها في عقد الأبواب المتقدمة في أول القراءات ، وصار القراء بعده يسلكون طريقته في تصانيفهم ، ويحذون حذوه ، ومنها المعرفة بمذاهب الفقهاء ، فان كتاب السنن الذي صنفه يدل على أنه كان ممن اعتنى بالفقه ، لأنه لا يقدر على جمع ما تضمن ذلك الكتاب إلا من تقدمت معرفته بالاختلاف في الأحكام ، وبلغني أنه درس فقه الشافعي على أبي سعيد الاصطخري ، وقيل بل درس الفقه على صاحب لأبي سعيد ، وكتب الحديث عن أبي سعيد نفسه ، ومنها أيضا المعرفة بالأدب والشعر ، وقيل : إنه يحفظ دواوين جماعة من الشعراء (٣).
ثم يقول « البغدادي » : سمعت القاضي أبا الطيب طاهر بن عبد الله الطبري يقول : كان « الدار قطني » أمير المؤمنين في الحديث ، وما رأيت حافظا ورد بغداد إلا مضى إليه ، وسلم له يعني سلم له التقدمة في الحفظ وعلو المنزلة في العلم ، ثم يقول « البغدادي » : حدثني « الصوري » قال : سمعت عبد الغني بن
__________________
(١) انظر تاريخ بغداد ج ١٢ ص ٣٨.
(٢) انظر تاريخ بغداد ج ١٢ ص ٣٩.
(٣) انظر تاريخ بغداد ج ١٢ ص ٣٥.
سعيد الحافظ « بمصر » يقول : أحسن الناس كلاما على حديث رسول الله صلىاللهعليهوسلم ثلاثة : علي بن المديني ، في وقته ، وموسى بن هارون في وقته ، وعلي بن عمر الدار قطني في وقته. قال « البرقاني » : كنت أسمع عبد الغني بن سعيد الحافظ كثيرا اذا حكى عن « أبي الحسن الدار قطني » شيئا يقول : قال أستاذي : وسمعت أستاذي ، فقلت له في ذلك ، فقال : وهل تعلمنا هذين الحرفين من العلم إلا من « أبي الحسن الدار قطني » (١).
لقد احتل « الإمام الدار قطني » مكانة سامية ومنزلة رفيعة بين العلماء مما استوجب الثناء عليه تقديرا لعلمه وخلقه وفضله حول هذه المعاني السامية يقول « البغدادي » : « كان الدار قطني فريد عصره وقريع دهره ونسيجا وحده وإمام وقته ، انتهى إليه علم الأثر ، والمعرفة بعلل الحديث. وأسماء الرجال ، وأحوال الرواة مع الصدق والأمانة والفقه والعدالة وقبول الشهادة ، وصحة الاعتقاد وسلامة المذهب والاضطلاع بعلوم سوى علم الحديث منها القراءات.
ثم يقول « البغدادي » : وحدثني أبو الوليد سليمان بن خلف الأندلسي قال : سمعت : أبا ذر العروي : يقول : سمعت الحاكم أبا عبد الله محمد بن عبد الله الحافظ وسئل عن الدار قطني فقال : قال لي « الأزهري » : كان « الدار قطني » ذكيا اذا ذوكر شيئا من العلم أي نوع كان وجد عنده منه نصيب وافر ، ولقد حدثني « محمد بن طلحة » أنه حضر مع « أبي الحسن » في دعوة عند بعض الناس ليلة. فجرى شيء من ذكر « الأكلة » فاندفع « أبو الحسن » يورد أخبار « الأكلة » وحكاياتهم ونوادرهم حتى قطع ليلته أو أكثرها بذلك » ا هـ (٢).
توفي « الدار قطني » ثامن ذي القعدة لسنة خمس وثمانين وثلاثمائة وله ثمانون سنة ، رحمهالله رحمة واسعة ، وجزاه الله أفضل الجزاء.
__________________
(١) انظر تاريخ بغداد ج ١٢ ص ٣٦.
(٢) انظر تاريخ بغداد ج ١٢ ص ٣٥ ـ ٣٦.
رقم الترجمة / ٨٢
« الحسن بن العلاّف » ت ٣١٨ هـ (١)
هو : الحسن بن علي بن بشار بن زياد المقرئ أبو بكر البغدادي ، المعروف بابن العلاف الضرير الأديب الشاعر النحوي. ذكره « الذهبي » ت ٧٤٨ هـ ضمن علماء الطبقة السابعة من حفاظ القرآن. كما ذكره « ابن الجزري » ت ٨٣٣ هـ ضمن علماء القراءات.
أخذ « الحسن بن العلاف » القراءة عن خيرة العلماء وفي مقدمتهم : « أبو عمر الدوري » أحد الرواة المشهورين عن « أبي عمرو بن العلاء » قيل : إن « الحسن ابن العلاف » آخر من قرأ على « الدوري » (٢).
وقد عمّر « الحسن بن العلاف » طويلا ، فقيل عاش مائة سنة قضاها في تعليم القرآن الكريم وقد تتلمذ عليه الكثيرون منهم : « أبو الفرج الشنبوذي ، وأحمد بن نصر الشذائي ، وأحمد بن عبد الرحمن الوليّ » وغير هؤلاء كثير (٣). كان « الحسن بن العلاف » أديبا وشاعرا ، وهو صاحب المرثية المشهورة في الهرّ ، والتي يقول فيها :
يا هرّ قد فارقتنا ولم تعد |
|
وكنت عندي بمنزلة الولد |
قال « الخطيب البغدادي » : أخبرنا « علي بن أبي المعدل » : حدثني « أبي » قال حدثني عبد العزيز بن أبي بكر الحسن العلاف الشاعر ، وكان أحد ندماء
__________________
(١) انظر ترجمته فيما يأتي : ـ تاريخ بغداد ٧ / ٣٧٩ ، وأنساب السمعاني في العلاف ، والمنتظم ٦ / ٢٣٧ ، واللباب لابن الأثير ٢ / ٢٦٦ ووفيات الأعيان ٢ / ١٠٧ ، وتاريخ الاسلام ، الورقة ٩٢ ( أحمد الثالث ٢٩١٧ / ٩ ، ونكت الهميان ١٣٩ ومرآة الجنان ٢ / ٢٧٧ ، ومعرفة القراء الكبار ١ / ٢٤٣ ، وغاية النهاية ١ / ٢٢٢ ، وشذرات الذهب ١ / ٢٧٧.
(٢) انظر القراء الكبار ج ١ ص ٢٤٣.
(٣) انظر طبقات القراء ج ١ ص ٢٢٢.
المعتضد ، قال حدثني « أبي » قال : كنت ذات يوم في دار المعتضد ، وقد أطلنا الجلوس بحضرته ، ثم نهضنا إلى مجالسنا في حجرة كانت موسومة بالندماء ، فلما أخذنا مضاجعنا ، وهدأت العيون ، أحسسنا بفتح الابواب ، وتفتيح الأقفال بسرعة ، فارتاعت الجماعة لذلك ، وجلسنا في « فرشنا » فدخل إلينا خادم من خدم « المعتضد » فقال : إن أمير المؤمنين يقول لكم : أرقت الليلة بعد انصرافكم فعملت :
و لما انتهينا للخيال الذي سرى |
|
إذا الدار قفر والمزار بعيد |
وقد ارتجّ على تمامه ، فأجيزوه ، ومن أجازه بما يوافق غرضي أجزلت جائزته ، وفي الجماعة كل شاعر مجيب مذكور ، وأديب فاضل مشهور ، فأفحمت الجماعة ، وأطالوا الفكر ، فقلت مبتدرا لهم :
فقلت لعيني عاودي النوم واهجمي |
|
لعلّ خيالا طارقا سيعود |
فرجع الخادم إلى « المعتضد » بهذا الجواب ، ثم عاد إليّ ، فقال : أمير المؤمنين يقول لك ، أحسنت ، وما قصّرت ، وقد وقع بيتك الموقع الذي أريده ، وقد أمر لك بجائزة وها هي (١). كما أخذ « الحسن بن العلاف » الحديث عن خيرة العلماء منهم :
« حميد بن مسعدة البصري ، ونصر بن عليّ الجهضمي ، ومحمد بن إسماعيل الحسّاني » وآخرون (٢). وقد روى عنه الكثيرون منهم ، « عبد الله بن الحسن بن النخاس وأبو الحسن الجرّاحي القاضي ، وأبو عمر بن حيويه ، وأبو حفص بن شاهين ».
توفي « الحسن بن العلاّف » سنة ثمان عشرة وثلاثمائة على خلاف في ذلك. رحمهالله رحمة واسعة إنه سميع مجيب.
__________________
(١) انظر تاريخ بغداد ج ٧ ص ٣٨٠.
(٢) انظر تاريخ بغداد ج ٧ ص ٣٧٩.
رقم الترجمة / ٨٣
« أبو الحسن الفريابيّ » (١)
هو : محمد بن جعفر بن المستفاض أبو الحسن الفريابي البغدادي نزيل حلب.
ذكره « الذهبي » ت ٧٤٨ هـ ضمن علماء الطبقة الثامنة من حفاظ القرآن. كما ذكره « ابن الجزري » ت ٨٣٣ هـ ضمن علماء القراءات.
تلقى « أبو الحسن الفريابي » القرآن عن خيرة العلماء ، وفي مقدمتهم : اسماعيل ابن إسحاق القاضي عن « قالون » أحد الرواة المشهورين عن « نافع » المدني ، ولا زالت قراءة « قالون » يتلقاها المسلمون بالقبول حتى الآن (٢).
كما أخذ « الفريابي » حديث الهادي البشير صلىاللهعليهوسلم عن عدد من العلماء ، منهم : أبو يوسف يعقوب بن إسحاق القلوسي ، ومحمد بن أحمد بن الجنيد الرقاق ، وعباس بن محمد الدوري ، وإسحاق بن سيار النصيبي ، والمطلب بن شعيب المصري ، وموسى بن الحسن الصّقلي ، والحسن بن كليب الأنصاري وآخرون (٣).
تصدر « الفريابي » لتعليم القرآن ، وسنة النبي عليه الصلاة والسلام ، فمن الذين أخذوا عنه القراءة : علي بن محمد بن إسحاق الحلبي ، وعبد المنعم بن غلبون ، وعمر الكتاني (٤). ومن الذين أخذوا عنه حديث الهادي البشير صلىاللهعليهوسلم : محمد بن اسماعيل الوراق ، ويوسف بن عمر القواس ، وأبو حفص
__________________
(١) انظر ترجمته فيما يأتي : ـ تاريخ بغداد ٢ / ١٤١ ، وغاية النهاية ٢ / ١١١.
(٢) انظر طبقات القراء ج ٢ ص ١١١.
(٣) انظر تاريخ بغداد ج ٢ ص ١٤١.
(٤) انظر طبقات القراء ج ٢ ص ١١١.
ابن شاهين ، وأبو حفص الكتاني (١). اشتهر « الفريابي » بالثقة وصحة الضبط ، ومن الذين وثقوه « الخطيب البغدادي » لم يذكر المؤرخون تاريخ وفاة « أبي الحسن الفريابي ».
رحمهالله رحمة واسعة ، وجزاه الله أفضل الجزاء.
__________________
(١) انظر تاريخ بغداد ج ٢ ص ١٤١.
رقم الترجمة / ٨٤
« أبو الحسن القزويني » ت ٣٨١ هـ (١)
هو : علي بن أحمد بن صالح بن حماد أبو الحسن القزويني.
ذكره « الذهبي » ت ٧٤٨ هـ ضمن علماء الطبقة التاسعة من حفاظ القرآن. كما ذكره « ابن الجزري » ت ٨٣٣ هـ ضمن علماء القراءات.
ولد « أبو الحسن القزويني » سنة ثلاث وثمانين ومائتين. أخذ « أبو الحسن القزويني » القراءة عن خيرة العلماء ، وفي هذا يقول الإمام « ابن الجزري » : « أخذ القراءة عرضا عن « الحسين بن علي الازرق » ، والعباس بن الفضل الرازي ، ولقي « ابن مجاهد » ببغداد فناظره » (٢).
تصدر « أبو الحسن القزويني » لتعليم القرآن ، وذاع صيته ، وطال عمره ، وتتلمذ عليه الكثيرون ، يقول « ابن الجزري » : تصدر « أبو الحسن القزويني » للاقراء نحو ثلاثين سنة.
وقرأ عليه أبو الفضل الخزاعي بقزوين سنة اثنتين وستين وثلاثمائة. كما قرأ عليه أحمد بن محمد بن زكريا ، وروى عنه القاضي أبو يعلى الخليلي (٣).
توفي « أبو الحسن القزويني » في رمضان سنة إحدى وثمانين وثلاثمائة بعد أن عاش ثمانية وتسعين سنة ، قضاها في تعليم القرآن. رحمهالله رحمة واسعة ، وجزاه الله أفضل الجزاء.
__________________
(١) انظر ترجمته فيما يأتي : ـ الارشاد في معرفة علماء البلاد ( اختيار السلفي ) وتاريخ الاسلام للذهبي الورقة ١٦١ ( آيا صوفيا ٣٠٠٨ ). غاية النهاية ١ / ٥١٩.
(٢) انظر طبقات القراء ج ١ ص ٥١٩.
(٣) انظر طبقات القراء ج ١ ص ٥١٩.
رقم الترجمة / ٨٥
« أبو الحسن الكسوري » (١)
هو : نظيف بن عبد الله أبو الحسن الكسوري : بكسر الكاف ، نزيل دمشق مولى « بني كسرة » ، الحلبي ، مقرئ كبير مشهور.
ذكره « الذهبي » ت ٧٤٨ هـ ضمن علماء الطبقة الثامنة من حفاظ القرآن. كما ذكره « ابن الجزري » ت ٨٣٣ هـ ضمن علماء القراءات.
أخذ « أبو الحسن الكسوري » القراءة عن خيرة العلماء ، منهم : أحمد بن محمد اليقطيني ، وموسى بن جرير النحوي ، وأبو العباس الأشناني ، وعبد الصمد بن محمد العينوني ، في سنة تسعين ومائتين ، ولم يكمل القرآن عليه ، بل سمع منه كتاب « عمرو بن الصباح ».
وقرأ أيضا على أبي الحارث محمد بن أحمد الرقي ، قال « ابن الجزري » « وقرأ على « قنبل » في قول جماعة من المحققين. وقيل : على « اليقطيني عن قنبل » ثم قال : أي « ابن الجزري » : وقراءته على قنبل تحتمل كما قرأ على أبي عمرو بن الحارث وابن عقيل الرقيين » ا هـ (٢).
تصدر « أبو الحسن الكسوري » لتعليم القرآن وحروفه ، فتتلمذ عليه عدد كثير منهم : عبد الباقي بن الحسن ، وعبد المنعم بن غلبون ، وعلي بن محمد بن إسماعيل ابن عمير ، وأبو علي الرهاوي فيما ذكره « أبو العز » عن الحسن بن القاسم عنه (٣).
__________________
(١) انظر ترجمته فيما يأتي : ـ ميزان الاعتدال ٤ / ٢٦٤ ـ ٢٦٥ ، وغاية النهاية ٢ / ٣٤١ ـ ٣٤٢.
(٢) انظر طبقات القراء ج ٢ ص ٣٤٢.
(٣) انظر طبقات القراء ج ٢ ص ٣٤٢.
اشتهر « أبو الحسن الكسوري » بالقراءة وصحة الضبط والإتقان مما استوجب الثناء عليه ، وفي هذا المعنى يقول « الذهبي » : « كان أبو الحسن الكسوري من كبار القراء » ا هـ (١).
لم يذكر المؤرخون تاريخ وفاة « أبي الحسن الكسوري » رحمهالله رحمة واسعة وجزاه الله أفضل الجزاء.
__________________
(١) انظر القراء الكبار ج ١ ص ٣٠٥.
رقم الترجمة / ٨٦
« أبو الحسن النخّاس » ت ٢٨٠ هـ ونيف (١)
هو : إسماعيل بن عبد الله بن عمرو بن سعيد بن عبد الله التجيبي ، أبو الحسن النخاس ، شيخ قراء مصر ، محقق ثقة ، كبير القدر ، جليل المنزلة.
ذكره « الذهبي » ت ٧٤٨ هـ ضمن علماء الطبقة السابعة من حفاظ القرآن. كما ذكره « ابن الجزري » ت ٨٣٣ هـ ضمن علماء القراءات.
قرأ « أبو الحسن النخاس » القرآن على خيرة علماء عصره ، منهم : « الازرق » صاحب « ورش » وهو أجل أصحابه ، ولا زال المسلمون يتلقون القرآن من طريق « الازرق » عن « ورش » حتى الآن ، وقد تلقيت ذلك وقرأت به والحمد لله رب العالمين.
كما قرأ « أبو الحسن النخاس » على عدد كثير منهم : إبراهيم بن حمدان ، وأحمد بن إسحاق بن إبراهيم الخياط ، وأحمد بن عبد الله بن هلال ، وأحمد بن أسامة التجيبي ، وحمدان بن عون بن حكيم ، ومحمد بن أحمد بن شنبوذ ، ومحمد بن خيرون الأندلسي ، وأبو علي وصيف الحمراوي (٢).
قال « الذهبي » عن « أبي الحسن النخاس » : « تصدّر للإقراء مدّة. فقرأ عليه خلق لإتقانه وتحريره ، وبصره بقراءة ورش » ا هـ (٣).
توفي « أبو الحسن النخاس » سنة بضع وثمانين ومائتين ، بعد حياة حافلة بتعليم القرآن الكريم. رحم الله « أبا الحسن النخاس » رحمة واسعة ، وجزاه الله تعالى أفضل الجزاء.
__________________
(١) انظر ترجمته فيما يأتي : ـ الوافي بالوفيات ٩ / ١٤٦ ، ومعرفة القراء ١ / ٢٣١ ، وغاية النهاية ١ / ١٦٥ ، وحسن المحاضرة ١ / ٤٨٧.
(٢) انظر طبقات القراء ج ١ ص ١٦٥.
(٣) انظر القراء الكبار ج ١ ص ٢٣١.
رقم الترجمة / ٨٧
« حسنون بن الهيثم » ت ٢٩٠ هـ (١)
هو : الحسن بن الهيثم أبو علي الدويري المعروف بحسنون.
ذكره « الذهبي » ت ٧٤٨ هـ وضمن علماء الطبقة السابعة من حفاظ القرآن. كما ذكره « ابن الجزري » ت ٨٣٣ هـ ضمن علماء القراءات.
تلقى « حسنون » القرآن عن خيرة العلماء وفي مقدمتهم : « هبيرة التمار » صاحب « حفص » قال « الداني » : وروايته أشهر الروايات ، وأصحها (٢). وقد تصدّر « حسنون » لتعليم القرآن فتتلمذ عليه الكثيرون منهم : « أبو بكر الديلي » شيخ « أبي العلاء الواسطي » وأبو بكر النقاش ، ومحمد بن أحمد بن هارون ، وعبد الجليل الزيات ، وابن أبي أمية ». وسمع منه الحروف « أبو بكر ابن مجاهد » (٣).
كما أخذ « حسنون » حديث النبي صلىاللهعليهوسلم عن خيرة العلماء منهم : « محمد بن كثير الفهري » ، « وداود بن رشيد » وآخرون (٤).
كما اشتهر « حسنون » بتعليم القرآن ، اشتهر أيضا برواية حديث النبي صلىاللهعليهوسلم فسمع منه الحديث الكثيرون منهم : « أبو بحرية البربهاري ، وعبد الرحمن بن العباس المخلص ».
__________________
(١) انظر ترجمته : في غ تاريخ الاسلام ، الورقة ١٩٥ ( أوقاف ) ، ومعرفة القراء الكبار ١ / ٢٥٢ ، وغاية النهاية : ١ / ٢٣٤.
(٢) انظر القراء الكبار ج ١ ص ٢٥٢.
(٣) انظر طبقات القراء ج ١ ص ٢٣٤.
(٤) انظر القراء الكبار ج ١ ص ٢٥٢.
توفي « حسنون » سنة تسعين ومائتين من الهجرة ، بعد حياة حافلة بتعليم القرآن ، وسنة النبي عليه الصلاة والسلام (١). رحم الله « حسنون » رحمة واسعة وجزاه الله عن القرآن أفضل الجزاء.
__________________
(١) انظر القراء الكبار ج ١ ص ٢٥٣.
رقم الترجمة / ٨٨
« أبو الحسين الجبّي » ت ٣٨١ هـ (١)
هو : أحمد بن عبد الله بن الحسين بن إسماعيل أبو الحسين الجبي ، هكذا نسبه « الحافظ الذهبي » وقال « الإمام ابن الجزري » : الجبني الكبائي بموحدة ثم همزة مقصورة.
ذكره « الذهبي » ت ٧٤٨ هـ ضمن علماء الطبقة التاسعة من حفاظ القرآن. كما ذكره « ابن الجزري » ت ٨٣٣ هـ ضمن علماء القراءات.
أخذ « أبو الحسين الجبي » القراءة عن خيرة العلماء ، وفي هذا يقول « ابن الجزري » : « قرأ على أحمد بن فرح سنة ثلاثمائة ، وأحمد بن محمد الرازي ، وابن شنبوذ ، وأبي بكر الداجوني والحسين بن إبراهيم صاحب ابن جبير ، والخضر بن الهيثم ، ومحمد بن جرير الطبري الإمام باختياره سنة ثمان وثلاثمائة ، ومحمد بن موسى الزينبي ، ومحمد بن عبد الله الرازي ، وعبد الله بن محمد بن هاشم الزعفراني ، وعبد الله بن عمر بن كثير الهمذاني ، ومحمد بن أحمد بن عمران بن رجاء ، وأبي بكر محمد بن الحسن النقاش ، ومحمد بن أحمد الشعيري ، وهبة الله بن جعفر وأحمد ابن عبد الصمد الرازي » (٢).
تصدر « أبو الحسين الجبي » لتعليم القرآن ، ومن الذين اشتهروا بالأخذ عنه ، « أبو علي الأهوازي » (٣).
توفي « أبو الحسين الجبي » سنة إحدى وثمانين وثلاثمائة بالأهواز بعد حياة حافلة بتعليم القرآن. رحمهالله رحمة واسعة ، وجزاه الله أفضل الجزاء.
__________________
(١) انظر ترجمته فيما يأتي : ـ السمعاني في « الجبي » من الأنساب ٣ / ٢٠٤ ، والمشتبه ١٤٠ ، وغاية النهاية ١ / ٧٢ ، ٧٧ ، وتوضيح المشتبه ١ / الورقة ١٢٢.
(٢) انظر طبقات القراء ج ١ ص ٧٢.
(٣) انظر القراء الكبار ج ١ ص ٣٣٧.