شمس الدين محمّد بن أحمد بن عثمان الذّهبي
المحقق: الدكتور عمر عبدالسلام تدمري
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الكتاب العربي ـ بيروت
الطبعة: ١
الصفحات: ٥٧٨
الإمام أبو عبيد البغداديّ الفقيه الأديب ، صاحب المصنّفات الكثيرة في القراءات والفقه واللّغات والشّعر.
قرأ القرآن على : الكسائيّ ، وإسماعيل بن جعفر ، وشجاع بن أبي نصر.
وسمع الحروف من طائفة.
وقد سمع : إسماعيل بن عيّاش ، وإسماعيل بن جعفر ، وهشيم بن بشير ، وشريك بن عبد الله ، وهو أكبر شيخ له ، وعبد الله بن المبارك ، وأبا بكر بن عياش ، وجرير بن عبد الحميد ، وسفيان بن عيينة ، وعبّاد بن عبّاد ، وعبّاد بن العوّام ، وخلقا آخرهم موتا هشام بن عمّار.
وعنه : عبد الله بن عبد الرحمن الدّارميّ ، وأبو بكر بن أبي الدّنيا ، وعبّاس الدّوريّ ، والحارث بن أبي أسامة ، وأحمد بن يوسف التّغلبيّ ، وعليّ بن عبد العزيز البغويّ ، ومحمد بن يحيى بن سليمان المروزيّ ، وأحمد بن يحيى البلاذريّ الكاتب ، وآخرون.
قال عليّ البغويّ : ولد أبو عبيد بهراة ، وكان أبوه عبدا لبعض أهل هراة (١) وقال أبو بكر الخطيب (٢) : كان أبوه روميّا ، خرج يوما أبو عبيد مع ابن مولاه في الكتّاب ، فقال للمؤدّب : علّم (٣) القاسم فإنّها كيّسة (٤).
وقال محمد بن سعد (٥) : كان أبو عبيد مؤدّبا ، صاحب نحو وعربيّة ، وطلب
__________________
= البشر ٢ / ٣٤ ، وتاريخ ابن الوردي ١ / ٢٢٢ ، وطبقات الحنابلة لابن أبي يعلى ١ / ٢٥٩ ـ ٢٦٢ رقم ٣٦٩ ، وغاية النهاية ٢ / ١٧ ، ١٨ ، رقم ٢٥٩٠ ، وتهذيب التهذيب ٨ / ٣١٥ ـ ٣١٨ رقم ٥٧٢ ، وتقريب التهذيب ٢ / ١١٧ رقم ٢٠ ، والبلغة في أئمة اللغة ١٨٦ ، والنجوم الزاهرة ٢ / ٢٤١ ، وطبقات الحفاظ ١٧٩ ، ١٨٠ ، وروضات الجنات ٥٢٩ ، وبغية الوعاة ٢ / ٢٥٣ ، ٢٥٤ ، والمزهر ٢ / ٤١١ ، ٤١٩ ، ٢٦٤ ، وخلاصة تذهيب التهذيب ٣١٢ ، وطبقات المفسّرين للداوديّ ٢ / ٣٢ ـ ٣٧ ، ومفتاح السعادة لطاش كبرى زاده ٢ / ٣٠٦ ، وشذرات الذهب ٢ / ٥٤ ، ٥٥.
(١) تاريخ بغداد ١٢ / ٤٠٣.
(٢) في تاريخ بغداد ١٢ / ٤٠٣
(٣) هكذا في الأصل ، ونزهة الألباء ١١٠ ، أما في تاريخ بغداد ١٢ / ٤٠٣ ، وطبقات الحنابلة لابن أبي يعلى ١ / ٢٥٩ ، وسير أعلام النبلاء ١٠ / ٤١٩ «علّمي».
(٤) هي لهجة الأعاجم.
(٥) في الطبقات ٧ / ٣٥٥.
للحديث والفقه. ولي قضاء طرسوس أيّام ثابت بن نصر بن مالك. ولم يزل معه ومع ولده. وقدم بغداد ، ففسّر بها غريب الحديث. وصنّف كتبا ، وحدّث ، وحجّ فتوفّي بمكّة سنة أربع وعشرين ومائتين (١).
وقال ابن يونس : قدم مصر مع ابن معين سنة ثلاث عشرة ، وكتب بمصر (٢).
وقال إبراهيم بن أبي طالب : سألت أبا قدامة السّرخسيّ ، عن الشّافعيّ ، وأحمد ، وإسحاق ، وأبي عبيد فقال : أمّا أفقههم وأفهمهم فالشّافعيّ ، إلّا أنّه قليل الحديث ، وأمّا أورعهم فأحمد بن حنبل ، وأمّا أحفظهم فإسحاق ، وأمّا أعلمهم بلغات العرب فأبو عبيد (٣).
وقال أحمد بن سلمة : سمعت إسحاق بن راهويه يقول : الحقّ يحب لله ، أبو عبيد أفقه منّي وأعلم منّي (٤).
وقال الحسن بن سفيان : سمعت ابن راهويه يقول : إنّا نحتاج إلى أبي عبيد ، وأبو عبيد لا يحتاج إلينا (٥).
وقال عبّاس الدّوريّ : سمعت أحمد بن حنبل يقول : أبو عبيد أستاذ (٦).
وعن حمدان بن سهل قال : سألت يحيى بن معين ، عن أبي عبيد فقال : مثلي يسأل عن أبي عبيد؟ أبو عبيد يسأل عن النّاس (٧).
وقال أبو داود : ثقة مأمون (٨).
__________________
(١) وبها أرّخه البخاري. وفي وفيات الأعيان : وتوفي بمكة ، وقيل بالمدينة بعد الفراغ من الحج ، سنة اثنتين أو ثلاث وعشرين ومائتين. (٤ / ٦١ ، ٦٢).
(٢) تهذيب الكمال ٢ / ١١١٠.
(٣) تاريخ بغداد ١٢ / ٤١٠ ، ونزهة الألبّاء ١١١ / ١١٢ ، وإنباه الرواة ٣ / ١٨.
(٤) تاريخ بغداد ١٢ / ٤١١ ، ونزهة الألبّاء ١١٢ ، وإنباه الرواة للقفطي ٣ / ١٩.
(٥) تاريخ بغداد ١٢ / ٤١١ ، ونزهة الألبّاء ١١٢ ، وإنباه الرواة ٣ / ١٩ ، ووفيات الأعيان ٤ / ٥٦١ ، وتهذيب الأسماء ٢ / ٢٥٨.
(٦) طبقات الشافعية الكبرى للسبكي ١ / ٢٧١.
(٧) تاريخ بغداد ١٢ / ٤١٤ ، نزهة الألبّاء ١١٣ ، ١١٤ ، طبقات الشافعية للسبكي ١ / ٢٧١ ، تهذيب الأسماء ٢ / ٢٥٨.
(٨) تاريخ بغداد ١٢ / ٤١٥ ، طبقات الشافعية ٢٧١.
وقال الدّارقطنيّ : ثقة إمام جبل (١).
وسلّام أبوه روميّ.
وقال أبو عبد الله الحاكم : كان أبو محمد بن قتيبة يتعاطى التّقدم في علوم كثيرة ، ولم يرضه أهل علم منها ، وإنّما الإمام المقبول عند الكلّ فأبو عبيد.
وقال إبراهيم الحربيّ : رأيت ثلاثة تعجز النّساء أن تلدن مثلهم. رأيت أبا عبيد ما مثّلته إلّا بجبل نفخ فيه روح ، ورأيت بشر بن الحارث ، فما شبّهته إلّا برجل عجن من قرنه إلى قدمه علما ، ورأيت أحمد بن حنبل ، فرأيت كأنّ الله قد جعله علم الأوّلين من كلّ صنف ، يقول ما شاء ، ويمسك ما شاء (٢).
وقال عبد الله بن أحمد : عرضت كتاب «غريب الحديث» لأبي عبيد على أبي ، فاستحسنه وقال : جزاه الله خيرا (٣).
وقال مكرم بن أحمد القاضي : قال إبراهيم الحربيّ : وكان أبو عبيد كأنّه جبل نفخ فيه الروح ، يحسن كلّ شيء إلّا الحديث صناعة أحمد بن حنبل ويحيى (٤).
قال : وكان أبو عبيد يؤدّب غلاما ، ثم اتّصل بثابت بن نصر بطرسوس ، فولّى أبا عبيد قضاءها ثمان عشرة سنة ، فاشتغل عن كتابة الحديث (٥).
كتب في حداثته عن هشيم ، وغيره ، فلمّا صنّف احتاج أن يكتب عن يحيى بن صالح ، وهشام بن عمّار (٦).
وأضعف كتبه كتاب «الأموال» ، يجيء إلى باب فيه ثلاثون حديث أو خمسون أصلا عن النّبي صلىاللهعليهوسلم ، فيجيء بحديث ، حديثين ، يجمعهما من حديث الشّام ، ويتكلم في ألفاظهما. وليس له كتاب مثل «غريب المصنّف» (٧).
__________________
(١) طبقات الشافعية للسكبي ١ / ٢٧١.
(٢) تاريخ بغداد ١٢ / ٤١٢ ، نزهة الألبّاء ١١٣ ، وانظر : وفيات الأعيان ٤ / ٦١.
(٣) تاريخ بغداد ١٢ / ٤٠٧ ، نزهة الألبّاء ١١١ ، إنباه الرواة ٣ / ١٦.
(٤) تاريخ بغداد ٢ / ٤١٣ ، تهذيب الأسماء ٢ / ٢٥٨.
(٥) تاريخ بغداد ١٢ / ٤١٣ ، إنباه الرواة ٣ / ١٩.
(٦) تاريخ بغداد ١٢ / ٤١٣.
(٧) تاريخ بغداد ١٢ / ٤١٣.
قال : وانصرف أبو عبيد يوما ، فمرّ بدار إسحاق الموصليّ ، فقالوا له : يا أبا عبيد صاحب هذه الدّار يقول : إنّ في كتابك «غريب المصنّف» ألف حرف خطأ.
فقال : كتاب فيه أكثر من مائة ألف يقع فيه ألف خطأ ليس بكثير ، ولعلّ إسحاق عنده رواية ، وعندنا رواية ، فلم يعلم. والروايتان صواب ، ولعلّه أخطأ في حروف ، وأخطأنا في حروف ، فيبقى الخطأ شيء يسير (١).
قال : وكتاب «غريب الحديث» فيه أقلّ من مائتي حرف : سمعت ، والباقي :
قال الأصمعيّ ، وقال أبو عمرو. وفيه خمسة وأربعون حديثا لا أصل لها ، أتي فيها أبو عبيد من أبي عبيدة معمر بن المثنّى (٢).
وقال عبد الله بن جعفر بن درستويه الفارسيّ ، من علماء بغداد النحويّين على مذهب الكوفيّين : ورواة اللّغة ، والغريب ، والعلماء بالقراءات ، ومن جمع صنوفا من العلم ، وصنّف الكتب في كلّ فنّ من العلوم والآداب ، فأكثر ، وشهر : أبو عبيد القاسم بن سلّام (٣).
وكان مؤدّبا لآل هرثمة ، وصار في ناحية عبد الله بن طاهر. وكان ذا فضل ودين وستر ، ومذهب حسن (٤).
روى عن : أبي زيد ، وأبي عبيدة ، والأصمعيّ ، واليزيديّ ، وابن الأعرابيّ ، وأبي زياد (٥) الكلابيّ. وعن : الأمويّ ، وأبي عمرو الشّيبانيّ ، والكسائي ، والأحمر ، والفرّاء. وروى الناس من كتبه المصنّفة بضعة وعشرين كتابا في القرآن ، والفقه ، وغريب الحديث ، والغريب المصنّف ، والأمثال ،
__________________
(١) تاريخ بغداد ١٢ / ٤١٣ ، إنباه الرواة ٣ / ٢٠ ، معجم الأدباء ١٦ / ٢٥٨.
(٢) تاريخ بغداد ١٢ / ٤١٣.
(٣) تاريخ بغداد ١٢ / ٤٠٤.
(٤) تاريخ بغداد ١٢ / ٤٠٤.
(٥) في تاريخ بغداد ١٢ / ٤٠٤ : «أبي زكريا» ، والمثبت يتفق مع : نزهة الألباء ١١٠ ، والفهرست لابن النديم ٤٤ ، وطبقات الشافعية للسبكي ١ / ٢٦٠ ، ٢٦١ ، ومعجم الأدباء ١٦ / ٢٥٤ ، وهو : يزيد بن عبد الله بن الحر.
ومعاني الشّعر ، وغير ذلك ، وله كتب لم يروها ، قد رأيتها في ميراث بعض الطاهريّين ، تباع كثيرة ، في أصناف الفقه كلّه (١).
قال : وبلغنا أنّه كان إذا صنّف كتابا أهداه إلى عبد الله بن طاهر ، فيحمل إليه مالا خطيرا استحسانا لذلك ، وكتبه مستحسنة مطلوبة في كلّ بلد. والرّواة عنه مشهورون ثقات ذوو ذكر ونبل (٢).
وقال : قد سبق إليّ جمع كتبه ، فمن ذلك : «المصنّف الغريب» وهو أجلّ كتبه في اللّغة ، فإنّه احتذى فيه كتاب النّضر بن شميل الّذي يسمّيه كتاب «الصّفات». بدأ فيه بخلق الإنسان ، ثم بخلق الفرس ، ثمّ بالإبل ، فذكر صنفا بعد صنف. وهو أكبر من كتاب أبي عبيد وأجود.
ومنها : كتاب «الأمثال» ، وقد صنّف فيها قبله الأصمعيّ ، وأبو زيد ، وأبو عبيدة ، وجماعة ، إلّا أنّه جمع رواياتهم في كتابه ، وكتاب «غريب الحديث» أوّل من عمله أبو عبيدة ، وقطرب ، والأخفش ، والنّضر ، ولم يأتوا بالأسانيد ، وعمل أبو عدنان البصريّ كتابا في «غريب الحديث» وذكر فيه الأسانيد ، وصنّفه على أبواب السّنن ، إلّا أنّه ليس بالكبير ، فجمع أبو عبيد عامّة ما في كتبهم وفسّره ، وذكر الأسانيد ، وصنّف «المسند» على حدته ، و «أحاديث كلّ رجل من الصّحابة والتّابعين» على حدته ، وأجاد تصنيفه ، فرغب فيه أهل الحديث والفقه واللّغة ، لاجتماع ما يحتاجون إليه فيه.
وكذلك كتابه في «معاني القرآن» ، وذلك أنّ أوّل من صنّف في ذلك من أهل اللّغة أبو عبيدة ، ثمّ قطرب ، ثمّ الأخفش ، وصنّف من الكوفيّين : الكسائيّ ، ثمّ الفرّاء ، فجمع أبو عبيد من كتبهم ، وجاء فيه بالآثار وأسانيدها ، وتفاسير الصّحابة ، والتّابعين ، والفقهاء ، وروى النّصف منه ، ومات (٣).
وأمّا الفقه فإنّه عمد إلى مذهب مالك ، والشّافعيّ ، فتقلّد أكثر ذلك ، وأتى
__________________
(١) تاريخ بغداد ١٢ / ٤٠٤.
(٢) تاريخ بغداد ١٢ / ٤٠٤.
(٣) تاريخ بغداد ١٢ / ٤٠٤ ، ٤٠٥.
بشواهده ، وجمعه من حديثه ورواياته ، واحتجّ باللّغة والنّحو ، فحسّنها بذلك (١).
وله في القراءات كتاب جيّد ، ليس لأحد من الكوفيّين قبله مثله ، وكتاب في الأموال ، من أحسن ما صنّف في الفقه وأجوده (٢).
وقال أبو بكر بن الأنباريّ : كان أبو عبيد يقسّم الليل ، فيصلّي ثلثه ، وينام ثلثه ، ويصنّف ثلثه (٣).
وقال الحافظ عبد الغني بن سعيد : في كتاب «الطهارة» لأبي عبيد حديثان ، ما حدّث بهما غيره ، ولا حدّث بهما عنه غير محمد بن يحيى المروزيّ. أحدهما حديث شعبة ، عن عمرو بن أبي وهب ، والآخر حديث عبيد الله بن عمر ، عن سعيد المقبريّ ، حدّث به يحيى القطّان ، عن عبيد الله ، وحدّث به الناس ، عن يحيى ، عن ابن عجلان (٤).
وقال ثعلب : لو كان أبو عبيد في بني إسرائيل لكان عجبا (٥).
وقال القاضي أبو العلاء الواسطيّ : أنبا محمد بن جعفر التّميميّ ، ثنا أبو عليّ النّحويّ ، نا الفساطيطيّ قال : قال أبو عبيد مع عبد الله بن طاهر ، فبعث إليه أبو دلف يستهديه أبا عبيد مدّة شهرين ، فأخذه إليه ، فأقام شهرين ، فلمّا أراد
__________________
(١) تاريخ بغداد ١٢ / ٤٠٥.
(٢) تاريخ بغداد ١٢ / ٤٠٥.
(٣) تاريخ بغداد ١٢ / ٤٠٨ ، نزهة الأنباء ١١١ ، إنباه الرواة ٣ / ١٨ ، وفيات الأعيان ٤ / ٦١ ، طبقات الشافعية ١ / ٢٧١ ، تهذيب الأسماء ٢ / ٢٥٨.
(٤) تاريخ بغداد ١٢ / ٤١٣ ، وقد روى الخطيب الحديثين ، فقال في الأول :
«أخبرنا بحديث شعبة : عليّ بن أحمد الرزّاز. أخبرنا حبيب بن الحسن القزّاز ، ومحمد بن أحمد بن قريش البزّاز ، قالا : حدّثنا محمد بن يحيى المروزي ، أخبرنا أبو عبيد ، حدثنا حجّاج ، عن شعبة ، عن عمرو بن أبي وهب الخزاعي ، عن موسى بن ثوران البجلي ، عن طلحة بن عبيد الله كريز الخزاعي ، عن عائشة قالت : كان النبي صلىاللهعليهوسلم إذا توضّأ يخلّل لحيته.
وأمّا حديث عبيد الله بن عمر فأخبرناه أحمد بن عمر بن روح النهرواني ، وعلي بن أبي البصري ، قالا : أخبرنا الحسين بن محمد بن عبيد العسكري ، حدّثنا محمد بن يحيى المروزي ، حدّثنا أبو عبيد ، حدّثنا يحيى بن سعيد ، عن عبيد الله بن عمر ، عن سعيد بن أبي سعيد ، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن ، قال : رأت عائشة عبد الرحمن توضّأ ، فقالت يا عبد الرحمن أسبغ الوضوء ، فإنّي سمعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول : «ويل للأعقاب من النار».
(٥) تاريخ بغداد ١٢ / ٤١١ ، نزهة الألبّاء ١١٢ ، إنباه الرواة ٣ / ١٩ ، طبقات الشافعية ١ / ٢٧١.
الانصراف وصله بثلاثين ألف درهم ، فلم يقبلها وقال : أنا في جنبة رجل لم يحوجني إلى صلة غيره. فلمّا عاد إلى ابن طاهر وصله بثلاثين ألف دينار ، فقال : أيّها الأمير قد قبلتها ، ولكن قد أغنيتني بمعروفك وبرّك ، وقد رأيت أن أشتري بها سلاحا وخيلا ، وأوجّه به إلى الثّغر ، ليكون الثّواب متوفّرا على الأمير. ففعل (١).
وقال عليّ بن عبد العزيز : سمعت أبا عبيد يقول : المتّبع للسّنّة كالقابض على الجمر ، وهو اليوم عندي أفضل من ضرب السّيف في سبيل الله (٢).
وقال عبّاس الدّوريّ : سمعت أبا عبيد يقول : عاشرت الناس ، وكلّمت أهل العلم ، فما رأيت قوما أوسخ وسخا ، ولا أضعف حجّة من الرافضة ، ولا أحمق منهم (٣). ولقد ولّيت قضاء الثّغر (٤) فنفيت ثلاثة (٥) : جهميّين ورافضيّا ، أو رافضيّين ، وجهميّا (٦).
وقال : إنّي لأتبيّن في عقل الرجل أن يدع الشّمس ويمشي في الظّلّ (٧).
وقال بعضهم : كان أبو عبيد أحمر الرأس واللّحية ، مهيبا ، وقورا ، يخضب بالحنّاء (٨).
وقال الزّبيديّ : عددت حروف «الغريب» فوجدته سبعة عشر ألف وتسعمائة وسبعين (٩).
__________________
(١) تاريخ بغداد ١٢ / ٤٠٦ ، نزهة الألبّاء ١١٠ ، ١١١ ، إنباه الرواة ٣ / ١٦ ، معجم الأدباء ١٦ / ٢٥٦ ، طبقات الشافعية ١ / ٢٧١ ، طبقات الحنابلة ١ / ٢٦١ ، تهذيب الأسماء واللغات ٢ / ٢٥٧ ، ٢٥٨.
(٢) تاريخ بغداد ١٢ / ٤١٠ ، طبقات الحنابلة ١ / ٢٦٢.
(٣) العبارة في تاريخ ابن معين : «فما رأيت قوما أوسخ وسخا ، ولا أقذر ولا أضعف حجّة ، ولا أحمق من الرافضة».
(٤) في تاريخ ابن معين : «الثغور».
(٥) في التاريخ : «ثلاثة رجال».
(٦) في تاريخ ابن معين ٢ / ٤٨٠ زيادة : «وقلت : مثلكم لا يساكن أهل الثغور ، فأخرجتهم».
(٧) تاريخ بغداد ١٢ / ٤١٠.
(٨) إنباه الرواة ٣ / ٢٣ ، وفيات الأعيان ٤ / ٦١.
(٩) إنباه الرواة ٣ / ٢١ ، ومعجم الأدباء ١٦ / ٢٥٩ ، وبغية الوعاة ٢ / ٢٥٤ وفيه «سبع مائة» بدل «وتسع مائة».
وقال أبو عبيد : دخلت البصرة لأسمع من حمّاد بن زيد ، فإذا هو قد مات ، فشكوت ذلك إلى عبد الرحمن بن مهديّ ، فقال : مهما سبقت به فلا تسبقنّ بتقوى الله (١).
وقال محمد بن الحسين الآبريّ ، سمعت ابن خزيمة : سمعت أحمد بن نصر المقرئ يقول : قال إسحاق : إنّ الله لا يستحيي من الحقّ ، أبو عبيد أعلم منّي ، ومن أحمد بن حنبل ، والشّافعيّ (٢).
وقال عبد الله بن طاهر الأمير ، ورويت عنه من وجهين : للنّاس أربعة : ابن عبّاس في زمانه ، والشّعبيّ في زمانه ، والقاسم بن معن في زمانه ، وأبو عبيد في زمانه (٣).
وقال عبدان بن محمد المروزيّ : ثنا أبو سعيد الضّرير قال : كنت عند عبد الله بن طاهر ، فورد عليه نعيّ أبي عبيد ، فأنشأ يقول :
يا طالب العلم قد مات ابن سلّام |
|
وكان فارس علم غير محجام |
مات الّذي كان فينا ربع (٤) أربعة |
|
لم يلق (٥) مثلهم إسناد (٦) أحكام |
خير (٧) البريّة عبد الله أوّلهم (٨) |
|
وعامر ، ولنعم التّلو (٩) يا عام. |
__________________
(١) تاريخ بغداد ١٢ / ٤٠٨ ، ٤٠٩.
(٢) تاريخ بغداد ١٢ / ٤١١ ، ونزهة الألبّاء ١١٢ ، وإنباه الرواة ٣ / ١٩ ، معجم الأدباء ١٦ / ٢٥٦.
(٣) تاريخ بغداد ١٢ / ٤١١ ، ونزهة الألبّاء ١٤٠ ، وطبقات الشافعية ١ / ٢٧١ ، معجم الأدباء ١٦ / ٢٥٧.
(٤) في تاريخ بغداد :
أودى الّذي كان فينا ربع أربعة
وفي معجم الأدباء : «كان الّذي» ، وفي إنباه الرواة : «الّذي كان فيكم».
(٥) في تاريخ بغداد ونزهة الألبّاء «لم يلف».
(٦) هكذا في الأصل وتاريخ بغداد ، وفي معجم الأدباء ، وإنباه الرواة «إستار» وهي لفظة فارسية معناها «أربعة». وفي طبقات الشافعية ، وسير أعلام النبلاء «أستاذ».
(٧) في تاريخ بغداد «حبر».
(٨) في تاريخ بغداد ، وإنباه الرواة «عالمها».
(٩) في تاريخ بغداد «الثاويا» ، وفي نزهة الألبّاء «الثبت».
هما اللّذان أنافا فوق غيرهما (١) |
|
والقاسمان ابن معن وابن سلّام (٢) |
ومناقب أبي عبيد كثيرة ، وقد حكى عنه البخاريّ في كتاب «أفعال العباد».
وذكره أبو داود في كتاب «الزّكاة» ، وغيره في تفسير أسنان الإبل.
وعاش ثمانيا وستّين سنة ، رحمهالله.
٣٣١ ـ القاسم بن سلّام بن مسكين (٣).
أبو محمد الأزديّ البصري.
عن : أبيه ، وعبد العزيز بن سلم ، وعبد القاهر بن السّريّ ، وحمّاد بن زيد.
وعنه : أبو حاتم ، ويعقوب الفسويّ ، وتمتام ، ويوسف بن يعقوب القاضي.
قال أبو حاتم (٤) : صدوق.
أنبأنا عبد الرحمن بن قدامة الفقيه ، أنا عمر بن محمد ، أنا أبو بكر الأنصاري ، أنا الجوهريّ ، أنا عليّ بن كيسان ، أنا يوسف القاضي ، ثنا القاسم بن سلّام بن مسكين ، ثنا أبي ، عن قتادة ، عن خليد العصريّ ، عن أبي الدّرداء ، عن رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال : «ما غربت شمس إلّا بجنبيها ملكان يناديان ، يسمعان الخلائق غير الثّقلين : اللهمّ عجّل لمنفق خلفا ، اللهمّ عجّل لممسك تلفا» (٥). صحيح عال.
__________________
(١) في تاريخ بغداد : «هما أتانا بعلم في زمانهما» ، ومثله في إنباه الرواة ، ولكن قال : «هما أنافا».
(٢) الأبيات في : تاريخ بغداد ١٢ / ٤١٢ ، ونزهة الألبّاء ١١٣ ، وإنباه الرواة ٣ / ٢٠ ، وطبقات الشافعية ١ / ٢٧٢ ، والبيتان الأولان فقط في : معجم الأدباء ١٦ / ٢٥٧.
(٣) انظر عن (القاسم بن سلّام بن مسكين) في :
التاريخ الكبير للبخاريّ ٧ / ١٧٢ رقم ٧٧٧ ، والكنى والأسماء لمسلم ، ورقة ٩٩ ، والكنى والأسماء للدولابي ٢ / ١٠١ ، والجرح والتعديل ٧ / ١١٠ ، رقم ٦٣٦ ، والثقات لابن حبّان ٩ / ١٨ ، وتهذيب الكمال للمزّي (المصوّر) ٢ / ١١١٠ ، وميزان الاعتدال ٣ / ٣٧٠ رقم ٦٨٠٦ ، وتهذيب التهذيب ٨ / ٣١٨ ، ٣١٩ رقم ٥٧٣ ، وتقريب التهذيب ٢ / ١١٧ رقم ٢١ ، وخلاصة تذهيب التهذيب ٣١٢.
(٤) الجرح والتعديل ٧ / ١١٠ رقم ٦٣٦.
(٥) أخرجه أحمد في المسند ٢ / ٣٠٥ ، ٣٠٦ من طريق : حمّاد بن سلمة عن إسحاق بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي عمرة ، عن أبي هريرة أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال : «إن ملكا بباب من أبواب =
وقال ابن حبّان (١) : مات سنة ثمان وعشرين (٢).
٣٣٢ ـ القاسم بن عمر بن عبد الله بن مالك بن أبي أيّوب الأنصاريّ (٣).
حدّث ببغداد في سنة أربع وعشرين ومائتين.
عن : محمد بن المنكدر ، وداود بن أبي هند ، وما استحى من ذلك فسمع منه : إسحاق بن سفيان الختّليّ ، وآحاد الطّلبة.
روى عنه الختّليّ حديثا منكرا وقال : كان معمّرا (٤).
قلت : الحديث باطل ، وهو آفته (٥).
٣٣٣ ـ القاسم بن عمرو بن محمد العنقريّ (٦).
__________________
= السماء يقول : من يقرض اليوم يجزى غدا ، وملكا بباب آخر يقول : اللهمّ أعط منفقا خلفا ، وعجّل لممسك تلفا». وأخرجه البخاري في وجوب الزكاة ٢ / ١٢٠ باب : قول الله تعالى : (فَأَمَّا مَنْ أَعْطى وَاتَّقى وَصَدَّقَ بِالْحُسْنى فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرى ..) من طريق : معاوية بن أبي مزرّد ، عن أبي الحباب ، عن أبي هريرة رضياللهعنه عن النبي صلىاللهعليهوسلم قال : «ما من يوم يصبح العباد فيه إلا ملكان ينزلان فيقول أحدهما : اللهمّ أعط منفقا خلفا ، ويقول الآخر : اللهمّ أعط ممسكا تلفا».
(١) في «الثقات» ٩ / ١٨.
(٢) وزاد ابن حبّان : «مستقيم الحديث».
وقال ابن أبي حاتم : سألت أبي وأبا زرعة عنه ، فقالا : صدوق. (الجرح والتعديل ٧ / ١١٠ رقم ٦٣٦).
(٣) انظر عن (القاسم بن عمر بن عبد الله الأنصاري) في :
تاريخ بغداد ١٢ / ٤٢٣ ، ٤٢٤ رقم ٦٨٧٠ ، والمغني في الضعفاء ٢ / ٥٢٠ رقم ٥٠٠٢ ، وميزان الاعتدال ٣ / ٣٧٦ رقم ٦٧٢٧ ، ولسان الميزان ٤ / ٤٦٣ ، ٤٦٤ رقم ١٤٣٧.
(٤) قيل : أتى عليه مائة وتسع وعشرون أو مائة وسبع وعشرون سنة. (تاريخ بغداد ١٢ / ٤٢٣ ، ٤٢٤).
(٥)
ذكر الخطيب حديث الختّليّ ، من طريق داود بن أبي هند ، قال : حدّثني عامر الشعبيّ ، عن طاوس ، عن ابن عباس ، قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «أداء الحقوق ، وحفظ الأمانات ، ديني ودين النبيين من قبلي ، وقد أعطيتم ما لم يعط أحد من الأمم ، إن الله تعالى جعل قربانكم الاستغفار ، وجعل صلاتكم الخمس بالأذان والإقامة ، ولم تصلّها أمّة قبلكم ، فحافظوا على صلواتكم وأيّ عبد صلّى الفريضة ، ثم استغفر الله عشر مرات لم يقم من مقامه حتى تغفر له ذنوبه ولو كانت مثل رمل عالج وجبال تهامة».
قال الخطيب : لا أعلم روى هذا الحديث عن داود بن أبي هند غير هذا الشيخ ، وهو منكر جدا. (تاريخ بغداد ١٢ / ٤٢٤).
(٦) انظر عن (القاسم بن عمرو العنقزي) في :
أبو محمد الكوفيّ.
سمع : أباه.
وعنه : أحمد بن سعيد الدّارميّ ، وأحمد بن الأزهر (١).
٣٣٤ ـ القاسم بن عيسى (٢).
__________________
= التاريخ الكبير للبخاريّ ٧ / ١٧٢ رقم ٧٧٥ ، وتاريخه الصغير ٢١٩ ، والجرح والتعديل ٧ / ١١٥ رقم ٦٦٢ ، والثقات لابن حبّان ٩ / ١٦.
(١) قال أحمد بن سعيد : مات سنة ست أو خمس ومائتين. (ذكره البخاري في تاريخه الكبير ، والصغير ، وابن حبّان في الثقات) ، وبهذا يكون من أهل الطبقة قبل الماضية.
(٢) انظر عن (القاسم بن عيسى الأمير) في :
المعارف لابن قتيبة ٩٧ و ٤٢٠ ، وعيون الأخبار ، له ١ / ٢٢٩ و ٣٣٤ و ٣ / ١٠ و ٥٥ و ٢٤٧ ، والأخبار الموفقيّات للزبير بن بكار ٧٢ ، وتاريخ اليعقوبي ٢ / ٤٤٥ ، وفتوح البلدان للبلاذري ٣٩٨ ، وطبقات الشعراء لابن المعتزّ ١٧٠ ـ ١٧٩ ، ٢١٨ ، ٢١٩ ، ٢٢٣ ـ ٢٢٥ ، ٢٢٧ ، ٣٤٤ ، ٣٤٥ ، ٣٥٣ ، ٣٨١ ، ٣٨٢ ، والبرصان والعرجان للجاحظ ٨٦ ، وأخبار القضاة لوكيع ٣ / ٢٩٦ ، ٢٩٧ ، وتاريخ الطبري ٨ / ٣٩١ ، ٣٩٢ ، ٦٥٩ ، والعقد الفريد ١ / ١٦٠ ، ١٦١ ، ٢٥٦ ، ٢٦٣ ، ٢٨٥ ، ٣٠٧ ، ٣٠٨ و ٢ / ١٦٥ ، ١٦٦ و ٢ / ١٧٢ و ٣ / ٥٢ و ٦ / ١٦٩ ، وفيه (القاسم بن إسماعيل ، والقاسم بن عيسى ، والقاسم بن عبد الله) ، والخراج لقدامة ٣٧٨ ، ومروج الذهب للمسعوديّ ٩٨٦ ، ٢٦٩٨ ـ ٢٧٠٠ ، ٢٨٢٣ ـ ٢٨٢٦ ، ٣٢٤٠ ، وأخبار البحتري للصولي ٩٧ ، ١٧٧ ، والعيون والحدائق لمجهول ٣ / ١٨٣ ، وبغداد لابن طيفور ١٣٣ ، ١٤٠ ، وخاص الخاص للثعالبي ٩ ، ١١٨ ، وتحسين القبيح ، له ٣٤ ، ونثر النظم وحلّ العقد ، له ١١ رقم ٦ ، وشرح مقامات الحريري ١ / ٢٤٩ ، و ٢٦ رقم ٢٤ ، و ٥٢ رقم ٦٧ ، والأغاني ، لأبي الفرج ٨ / ٢٤٨ ـ ٢٥٧ و ١٩ / ٧٧ ، ١٠٦ ، ١٠٩ ، ١١١ ـ ١١٣ ، ١١٧ ، ١١٨ ، ٣٠١ و ٢٠ / ١٤ وما بعدها في ترجمة (علي بن جبلة) ، و ١٩٣ و ٢١ / ٥٥ ـ ٥٧ ، ٩٢ و ٢٣ / ٤٣ ، ٤٤ ، ٦٠ ـ ٦٢ و ٢٤ / ١٢٩ ، ١٩٤ ، ومعجم الشعراء للمرزباني ٢١٦ ، وذكر أخبار أصبهان لأبي نعيم ٢ / ١٦٠ ، والفهرست لابن النديم ١٣٠ ، وسمط اللآلي ٣٣١ ، والفرق بين الفرق ٢٦٨ ، والفرج بعد الشدّة للتنوخي ٢ / ٦٦ ـ ٧٥ ، ٣٤٨ ، ونشوار المحاضرة ، له ٢ / ١٠٢ و ٧ / ٢٤٧ ، ٢٤٧ وأمالي المرتضى ١ / ٢٩٠ ، ٦٠٨ ، وربيع الأبرار ٤ / ١٩٢ ، ٣٣٤ ، وجمهرة أنساب العرب لابن حزم ٣١٣ ، وتاريخ بغداد ١٢ / ٤١٦ ـ ٤٢٣ رقم ٦٨٦٩ ، والأنساب لابن السمعاني ٨ / ٤٠١ ، والتذكرة الحمدونية لابن حمدون ٢ / ١٩٤ ، ١٩٥ ، ٤٥٣ ـ ٤٥٥ ، ٤٨٣ ، ونثر الدّرّ ١ / ٣٨٤ ـ ٣٨٦ ، وزهر الآداب ٩١ ، ٩٢ ، والبصائر والذخائر ٣ / ١ رقم ٣٢٥ ، ومحاضرات الأدباء للراغب ١ / ٨٨ ، ٤٩٣ ، ٤٩٤ ، وأمالي القالي ١ / ٢٤٧ ، والمستطرف للأبشيهي ١ / ٢٢٥ ، ولباب الآداب لابن منقذ ١٩٥ ، ٢٠٩ ، ونزهة الألبّاء لابن الأنباري ١١٠ ، والفهرست لابن النديم ١٦٩ ، والكامل في التاريخ ٦ / ٥١٦ ، والجامع الكبير لابن الأثير ٢٤٢ ، وبدائع البدائه لابن ظافر ٦٥ ، ١٥٥ ـ ١٥٧ ، ٢٨٩ ، ٣٨٠ ، ومعجم ما استعجم للبكري ١١٢٣ ، والمحاسن والمساوئ للبيهقي ٣٠٧ ، ٣٠٨ ، =
الأمير أبو دلف العجليّ. صاحب الكرج وواليها.
حدّث عن : هشيم ، وغيره.
روى عنه : محمد بن المغيرة الأصبهانيّ.
وكان فارسا شجاعا ، وجوادا ممدّحا ، وشاعرا محسنا. له أخبار في السّخاء والحماسة.
ولّي حرب الخرّميّة فدوّخهم وأبادهم ، وولي إمرة دمشق للمعتصم (١).
قال إسحاق بن إبراهيم الموصليّ ، عن أبيه : كنت في مجلس هارون الرشيد ، إذ دخل عليه غلام أمرد ، فسلّم ، فقال الرشيد : لا سلّم الله على الآخر ، أفسدت علينا الجبل ، يا غلام.
قال : فأنا أصلحه يا أمير المؤمنين. ثم جاوزه إلى أن قال : أفسدته يا أمير المؤمنين وأنت عليّ ، أفأعجز عن صلاحه وأنت معي؟ فخلع عليه وولّاه الجبل.
فلمّا خرج قلت : من هذا؟ قالوا : أبو دلف. فلما ولّى قال الرشيد : أرى غلاما يرمي من وراء همّة بعيدة (٢).
وقد كان أبو دلف فصيحا حسن الجواب. قال له المأمون يوما وهو مقطّب : أأنت الّذي يقول فيك الشّاعر :
__________________
= ٤٤٧ ، والأذكياء لابن الجوزي ٦٩ ، وذم الهوى ، له ٤٩٢ ، ووفيات الأعيان ١ / ٨٢ و ٢ / ١٤ و ٣ / ١٤٥ ، ١٩١ ، ٣٠٥ ، ٣٠٦ ، ٣٥١ ـ ٣٥٣ و (٤ / ٧٣ ـ ٧٩) ، ٣١٣ ، و ٦ / ٣٨ ، وآثار البلاد للقزويني ٣٤١ ، وثمرات الأوراق لابن حجّة ٩٢ ـ ٩٤ ، وتهذيب الكمال (المصوّر) ٢ / ١١١٣ ، وسير أعلام النبلاء ١٠ / ٥٦٣ ، ٥٦٤ رقم ١٩٤ ، ودول الإسلام ١ / ١٣٦ ، والعبر ١ / ٤٩٤ ، ومرآة الجنان ٢ / ٨٦ ـ ٩٠ ، ومعجم البلدان ٤ / ٤٤٦ ، واللباب ٢ / ٣٢٦ ، ونهاية الأرب ٤ / ٢٣٣ ، والبداية والنهاية ١٠ / ٢٩٣ ، ٢٩٤ ، والمختصر في أخبار البشر ٢ / ٣٤ ، وتاريخ ابن الوردي ١ / ٢٢٢ ، والروض المعطار ٤٩١ ، وتهذيب التهذيب ٨ / ٣٢٧ ، ٣٢٨ رقم ٥٨٩ ، وتقريب التهذيب ٢ / ١١٨ رقم ٣٦ ، والنجوم الزاهرة ٢ / ٢٤٣ ، ٢٤٤ ، وخزانة الأدب ١ / ١٧٢ ، وشذرات الذهب ٢ / ٥٧ ، وخلاصة تذهيب التهذيب ٣١٣.
(١) أمراء دمشق للصفدي ٦٧ رقم ٢١٠.
(٢) روى المؤلّف ـ رحمهالله ـ هذا الخبر في : سير أعلام النبلاء ١٠ / ٥٦٣ ، ٥٦٤ ، وورد في : «عيون الأخبار» ١ / ٢٢٩ : «ونظر رجل إلى أبي دلف في مجلس المأمون فقال : إن همّته ترمي به وراء سنه». والخبر في : نثر الدرّ للآبي ١ / ٣٨٤ ـ ٣٨٦ ، وزهر الآداب للحصري ٩١ ، ٩٢ ، والبصائر والذخائر للتوحيدي ٣ / ١ / ٣٢٥ ، والتذكرة الحمدونية ٢ / ١٩٤.
إنّما الدّنيا أبو دلف |
|
بين مغزاه (١) ومحتضره |
فإذا ولّى أبو دلف |
|
ولّت الدّنيا على أثره (٢) |
فقال : يا أمير المؤمنين شهادة زور ، وقول غرور ، وملق معتفّ ، وطالب عرف. وأصدق منه ابن أخت لي حيث يقول :
دعيني أجوب الأرض ألتمس الغني |
|
فما الكرج (٣) الدّنيا ولا النّاس قاسم |
فتبسّم المأمون (٤). |
ومن شعره :
أيّها الراقد المؤرّق عيني |
|
نم هنيئا لك الرّقاد اللّذيذ |
علم الله أنّ قلبي ممّا قد |
|
جنت مقلتاك فيه وقيذ |
وقال ثعلب : ثنا ابن الأعرابيّ ، عن الأصمعيّ قال : كنت واقفا بين يدي المأمون ، إذ دخل عليه أبو دلف العجليّ ، فنظر إليه المأمون شزرا.
فقال : أنت الّذي يقول فيك عليّ بن جبلة :
له راحة لو أنّ معشار عشرها |
|
على البرّ كان البرّ أندى من البحر |
له همم لا منتهى لكبارها |
|
وهمّته الصّغرى أجلّ من الدّهر |
ولو أنّ خلق في مسك فارس |
|
وبارزه كان الخلي من العمر |
أبا دلف بوركت في كلّ وجهة |
|
كما بوركت في شهرها ليلة القدر |
__________________
(١) في العقد الفريد ، وبدائع البدائه : «بين مبدأه» ، وفي طبقات ابن المعتز ، والعقد الفريد ٢ / ١٦٦ ، وخاص الخاص : «بين باديه» ، وفي موضع آخر ، «بين معراه».
(٢) البيتان في : طبقات الشعراء لابن المعتز ١٧١ و ١٧٥ و ١٧٨ ، وتاريخ الطبري ٨ / ٦٥٩ ، والعقد الفريد ١ / ٣٠٧ ، و ٢ / ١٦٦ ، وتاريخ بغداد ١٢ / ٤٢١ ، وخاص الخاص ١١٨ ، والأغاني ٨ / ٢٥٤ و ٢٥٥ و ٢٠ / ٢٢ و ٢٤ و ٢٥ و ٣٦ و ٣٩ وفيه هنا مثل المتن «مغزاه» ، وبدائه البدائه ٢٨٩ ، ومعجم ما استعجم للبكري ٤ / ١١٢٣ ، والروض المعطار للحميري ٤٩١ ، وثمرات الأوراق لابن حجّة ٩٣ ، ومرآة الجنان ٢ / ٨٨ ، ونهاية الأرب ٤ / ٢٣٣ ، وغيره.
(٣) الكرج : بفتح أوله وثانيه ، بعد جيم ، حصن من معاقل الجبل ، وهو حصن أبي دلف القاسم.
(معجم ما استعجم ٤ / ١١٢٣).
(٤) العقد الفريد ٢ / ١٦٦ ، تاريخ بغداد ١٢ / ٤٢٢ ، الروض المعطار ٤٩١.
فقال : يا أمير المؤمنين بكذوب عليّ ، لا والّذي في السّماء بيته ، ما أعرف من هذا حرفا.
فقال : قد قال فيك :
ما قال لا قطّ من جود أبو دلف |
|
إلّا التشهّد لكن قوله نعم |
قال : لا أعرف هذا يا أمير المؤمنين.
وقال أبو العيناء : حدّثني إبراهيم بن الحسن بن سهل قال : كنّا في موكب المأمون ، فترجّل له أبو دلف ، فقال له المأمون : ما أخّرك عنّا؟.
قال : علّة عرضت لي.
فقال : شفاك الله وعافاك ، أركب.
فوثب من الأرض على الفرس ، فقال : ما هذه وثبة عليل.
فقال : بدعاء أمير المؤمنين شفيت (١).
وعن : أبي دلف أنّه فرّق يوما مبلغا كبيرا من المال ، ثمّ أنشأ يقول لنفسه :
كفاني من مالي دلاص وسابح |
|
وأبيض من صافي الحديد ومغفر (٢) |
وقال مرّة ، وقد تكاثر عليه الشّعراء وهو مضيق اليد ، فتمثّل :
لقد خبّرت أنّ عليك دينا |
|
فزد في رقم دينك واقض ديني |
يا غلام اقترض لي عشرين ألفا بأربعين ألفا وفرّقها عليهم (٣).
ومن شعره :
نحن قوم تليننا الحدق النّجل |
|
على أنّنا نلين الحديدا |
نملك الأسد ثمّ تملكنا البيض |
|
المصونات أعينا وخدودا |
فترانا يوم الكريهة أحرارا |
|
وفي السّلم للغواني عبيدا |
وقال المحامليّ : ثنا عبد الله بن أبي سعد الورّاق : حدّثني محمد بن سلمة البلخيّ : حدّثني محمد بن عليّ القهستانيّ : حدّثني دلف بن أبي دلف قال :
__________________
(١) تاريخ بغداد ١٢ / ٤٢٠.
(٢) تاريخ بغداد ١٢ / ٤١٩ ، وذكر بيتين قبله.
(٣) تاريخ بغداد ١٢ / ٤٢١.
رأيت أبي في النّوم ، فأدخلني دارا وحشة سوداء مخزية ، ثمّ أصعدني درجا فيها ، فأدخلني غرفة ، حيطانها من أثر النّار ، وفي أرضها أثر الرّماد ، وإذا أبي عريان ، فقال لي كالمستفهم : دلف؟.
قلت : نعم أصلح الله الأمير.
فأنشأ يقول :
أبلغن أهلي ولا تخف عنهم |
|
ما لقينا في البرزخ الخنّاق (١) |
قد سئلنا عن كلّ ما قد فعلنا |
|
فارحموا وحشتي وما قد ألاقي |
أفهمت؟ قلت : نعم. فقال :
فلو أنّا (٢) إذا متنا تركنا |
|
لكان الموت راحة كلّ حيّ |
ولكن (٣) إذا متنا بعثنا |
|
ونسأل بعد ذا عن كلّ شيء (٤) |
قالوا : توفّي أبو دلف سنة خمس وعشرين ومائتين.
٣٣٥ ـ القاسم بن أبي سفيان محمد بن حميد المعمريّ البغداديّ (٥).
عن : عبد الرحمن قصّة أضحيّة خالد القسريّ بالجعد بن درهم.
رواها عنه : قتيبة ، والحسن بن الصّبّاح البزّار ، وعثمان بن سعيد الدّارميّ (٦).
وثّقه قتيبة (٧).
وأمّا يحيى بن معين فقال : كذّاب خبيث (٨).
__________________
(١) في مرآة الجنان «الحيات».
(٢) في تاريخ بغداد ومرآة الجنان : «فلو كنّا».
(٣) في تاريخ بغداد : «ولكنا» وفي مرآة الجنان : «ولكنا».
(٤) تاريخ بغداد ١٢ / ٤٢٣ ، ومرآة الجنان : ٢ / ٨٩.
(٥) انظر عن (القاسم بن أبي سفيان) في :
الجرح والتعديل ٧ / ١١٩ ، ١٢٠ رقم ٦٨١ ، والثقات لابن حبّان ٩ / ١٥ ، وتاريخ بغداد ١٢ / ٤٢٥ رقم ٦٨٧٢ ، والأنساب لابن السمعاني ١١ / ٤٠٥ ، ٤٠٦ ، والضعفاء والمتروكين لابن الجوزي ٣ / ١٦ رقم ٢٧٥٥ ، والمغني في الضعفاء ٢٠ / ٥٢١ رقم ٥٠١٠ ، وميزان الاعتدال ٣ / ٣٧٨ رقم ٦٨٣٦ ، وذيل الكاشف ٢٣١ رقم ١٢٥٠.
(٦) القصّة في تاريخ بغداد ١٢ / ٤٢٥.
(٧) تاريخ بغداد ١٢ / ٢٤٥.
(٨) الجرح والتعديل ٧ / ١١٩ رقم ٦٨١ ، وزاد : «قال عثمان [الدارميّ] : وقد أدركت قاسما المعمري =
قلت : توفّي سنة ثمان وعشرين (١).
٣٣٦ ـ القاسم بن هانئ الأعمى (٢).
أبو محمد ، مولى آل عمر بن الخطّاب ، العرويّ.
روى عن : اللّيث بن سعد ، وغيره بمصر.
قال ابن يونس : منكر الحديث وقد اختلط (٣).
مات في ذي القعدة سنة سبع وعشرين ومائتين.
٣٣٧ ـ القاسم بن يزيد بن عوانة (٤).
أبو صفوان الكلابيّ المعافريّ البصريّ. نزيل دمشق.
روى عن : حسّان الأزرق ، ويحيى بن كثير.
وعنه : أحمد بن أبي الحواري ، ومحمد بن إسماعيل التّرمذيّ ، وجماعة.
توفّي سنة سبع وعشرين.
٣٣٨ ـ قتيبة بن مهران الآزاذانيّ الأصبهانيّ المقرئ (٥).
__________________
= وليس كما قال يحيى».
وقال الخطيب : «كان في أصل الأشناني : قاسم العمري ، في الموضعين معا ، والصواب : المعمري كما ذكرناه ، وكذلك ذكره ابن أبي حاتم عن الدارميّ ، وقاسم المعمري قديم يروي عن عبد الله بن دينار ، ومحمد بن المنكدر ، وغيرهما ، حدّث عنه ورد بن عبد الله ، وقتيبة بن سعيد ، وطبقتهما. وهو القاسم بن عبد الله بن عمر بن حفص ، ولم يدركه الدارميّ ، والله أعلم». (تاريخ بغداد ١٢ / ٤٢٥ ، ٤٢٦).
(١) تاريخ بغداد ١٢ / ٤٢٦ ، ذيل الكاشف ٢٣١ رقم ١٢٥٠ ، وتاريخ البغوي ٥١ رقم ٣١.
(٢) انظر عن (القاسم بن هانئ) في :
الضعفاء الكبير للعقيليّ ٣ / ٤٨١ رقم ١٥٤٠ ، والمغني في الضعفاء ٢ / ٥٢٢ رقم ٥٠٢٢ ، وميزان الاعتدال ٣ / ٣٨١ رقم ٦٨٥٣ ، ولسان الميزان ٤ / ٤٦٧ رقم ١٤٥٣.
(٣) وقال العقيلي : «لا يقيم الحديث». (الضعفاء الكبير ٣ / ٤٨١ رقم ١٥٤٠).
(٤) انظر عن (القاسم بن يزيد) في :
الأسامي والكنى للحاكم ، ج ١ ورقة ٢٨٦ ب.
(٥) انظر عن (قتيبة بن مهران) في :
الجرح والتعديل ٧ / ١٤٠ رقم ٧٨٦ ، والثقات لابن حبّان ٩ / ٢٠ ، وطبقات الزبيدي ٩٥ ، ٩٦ ، وذكر أخبار أصبهان لأبي نعيم ٢ / ١٦٤ ، ١٦٥ ، وطبقات المحدّثين بأصبهان لأبي الشيخ ٢ / ٨٦ ، ٨٧ رقم ١٠٥ ، والأنساب لابن السمعاني ١ / ١٠٠ ، ومعجم البلدان ١ / ٥٢ ، ٥٣ ، و ٢ / ٢٦ ، =
صاحب الإمالة.
أخذ القراءة عن الكسائيّ.
وحدّث عن : شعبة ، واللّيث بن سعد ، وأبي معشر نجيج ، وجماعة.
وكنيته أبو عبد الرحمن.
قرأ عليه : إدريس بن عبد الكريم الحدّاد ، والعبّاس بن الوليد بن مرداس ، وأحمد بن محمد بن حوثرة الأصمّ ، وزهير بن محمد الزّهرانيّ ، وبشر بن إبراهيم الثّقفيّ ، وقرّاء أصبهان.
وانتهت إليه رئاسة الإقراء بأصبهان. وله إمالات مزعجة معروفة. وقد صحب الكسائيّ مدّة طويلة.
وأخذ أيضا عن : إسماعيل بن جعفر ، وسليمان بن مسلم.
حدّث عنه : إسماعيل بن يزيد القطّان ، ويونس بن حبيب ، وعقيل بن يحيى ، وعبد الرحمن بن محمد الأصبهانيّون.
وكان موجودا في حدود العشرين ومائتين ، لأنّ إدريس أدركه وقرأ عليه.
وقال يونس بن حبيب : كان من خيار النّاس (١) ، وكان مقريء أصبهان في زمانه.
وروى العبّاس بن الوليد ، عن قتيبة أنّه قرأ : (وَما أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ) (٢).
بالكسر جعلهما من ملوك الدّنيا.
وقال عقيل بن يحيى : سمعت قتيبة يقول : قرأت على الكسائيّ ، وقرأ عليّ الكسائي (٣).
__________________
= وإنباه الرواة للقفطي ٣ / ٣٧ ، ومعرفة القراء الكبار ١ / ٢١٢ رقم ١٠٧ ، وغاية النهاية ٢ / ٢٦ ، ٢٧ رقم ٢٦١٢ ، والبلغة ١٩١ ، وبغية الوعاة ٢ / ٢٦٤ رقم ١٩٤٤ ، والآزاذاني : بالألف الممدودة والزاي المفتوحة والذال المعجمة بين الألفين وفي آخرها النون.
نسبة إلى آزاذان ، وهي قرية من قرى أصبهان. (الأنساب ١ / ١٠٠).
(١) الجرح والتعديل ٧ / ١٤٠ رقم ٧٨٦ ، الأنساب ١ / ١٠٠.
(٢) الآية : (وَما أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ) رقم ١٠٢ من سورة البقرة.
(٣) الأنساب ١ / ١٠٠ ، إنباه الرواة ٣ / ٣٧.
وقيل : إنّه صحب الكسائيّ خمسين سنة (١).
٣٣٩ ـ قرّة بن حبيب (٢).
أبو علي البصري القنويّ (٣) الرّمّاح.
حدّث عنه : عبد الله بن عون ، وشعبة ، وأبي الأشهب العطارديّ ، وعبد الرحمن بن عبد الله بن دينار.
وهو آخر من حدّث عن ابن عون من الثّقات.
وعنه : البخاريّ في غير «الصّحيح» ، وأبو داود في غير «السّنن» ، وإسماعيل سمّويه ، وعثمان بن خرّزاذ ، ومحمد بن غالب تمتام ، وأبو العبّاس أحمد بن محمد بن عليّ الخزاعيّ ، وأحمد بن داود المكّيّ ، والحسن بن سهل المجوّز ، وعليّ بن عبد العزيز البغويّ ، وجماعة.
وثّقه أبو حاتم (٤).
وتوفّي سنة أربع وعشرين.
روى البخاريّ في «صحيحه» ، عن رجل ، عنه (٥).
__________________
(١) وقال ابن أبي حاتم : سألت أبي عنه فقال : لا أعرفه ، والحديث الّذي رواه مشهور. (الجرح والتعديل ٧ / رقم ٧٨٦).
(٢) انظر عن (قرّة بن حبيب) في :
التاريخ الكبير للبخاريّ ٧ / ١٨٣ ، ١٨٤ رقم ٨٢٠ ، والمعرفة والتاريخ للبسوي ٣ / ٣٦٤ ، والجرح والتعديل ٧ / ١٣٢ رقم ٧٥٢ ، والثقات لابن حبّان ٩ / ٢٤ ، ورجال صحيح البخاري للكلاباذي ٢ / ٦٢٢ رقم ٩٨٨ ، وحلية الأولياء ٦ / ١٦٤ ، والإكمال لابن ماكولا ٧ / ١٣٧ ، والجمع بين رجال الصحيحين ٢ / ٤٢٣ ، ٤٢٤ رقم ١٦٢٥ ، والأنساب لابن السمعاني ١٠ / ٢٥٢ ، ومعجم البلدان ٢ / ٣٣٧ ، واللباب ١ / ٤١٠ ، وتهذيب الكمال (المصوّر) ٢ / ١١٢٧ ، وسير أعلام النبلاء ١٠ / ٤٣٦ رقم ١٢٨ ، والكاشف ٢ / ٣٤٣ رقم ٤٦٤٠ ، والمعين في طبقات المحدّثين ٧٧ رقم ٨٢٩ ، وتهذيب التهذيب ٨ / ٣٧٠ ، ٣٧١ رقم ٦٥٩ ، وتقريب التهذيب ٢ / ١٢٥ رقم ١٠٣ ، وخلاصة تذهيب التهذيب ١٧٥.
(٣) في الجرح والتعديل ٧ / ١٣٢ ، وثقات ابن حبّان ٩ / ٢٤) : «القشيري» ، وهو أيضا : «القنوي» صاحب القناة.
(٤) فقال : «كان صدوقا» ثقة ، غزا مع الربيع بن صبيح ، كتبنا عنه أيام الأنصاري ، ثم بقي حتى كتبنا عنه أيام أبي الوليد». (الجرح والتعديل ٧ / ١٣٢ رقم ٧٥٢).
(٥) قال الكلاباذي : روى عنه الحسن ، غير منسوب ، ويقال : إنه الزعفرانيّ في آخر غزوة خيبر.
(رجال صحيح البخاري ٢ / ٦٢٢ رقم ٩٨٨).
٣٤٠ ـ قيس بن حفص الدّارميّ (١) ـ خ. ـ
مولاهم البصريّ ، أبو محمد.
عن : أبي الأشهب ، وحمّاد بن زيد ، وأبي عوانة ، وجماعة.
وعنه : خ. ، وأحمد بن سعيد الدّارميّ ، وحرب الكرمانيّ ، ومحمد بن أيّوب بن الضّريس ، وآخرون.
وكان ثقة (٢).
توفّي سنة سبع وعشرين (٣).
__________________
(١) انظر عن (قيس بن حفص) في :
التاريخ الكبير للبخاريّ ٧ / ١٥٦ رقم ١٥٦ رقم ٢٠٣ ، وتاريخه الصغير ٢٣٠ ، وتاريخ الثقات للعجلي ٣٩٢ رقم ١٣٩٢ ، وأخبار القضاة لوكيع ١ / ٢٩٢ ، والكنى والأسماء للدولابي ٢ / ١٠١ ، والجرح والتعديل ٧ / ٩٥ رقم ٥٤٦ ، والثقات لابن حبّان ٩ / ١٥ ، ورجال صحيح البخاري للكلاباذي ٢ / ٦١٥ رقم ٩٧٧ ، والجمع بين رجال الصحيحين ٢ / ٤١٨ رقم ١٦٠٢ ، والمعجم المشتمل لابن عساكر ٢١٩ رقم ٧٤٠ ، وتهذيب الكمال (المصوّر) ٢ / ١١٣٣ ، والكاشف ٢ / ٣٤٧ رقم ٤٦٦٩ ، وتهذيب التهذيب ٨ / ٣٩٠ رقم ٦٩٢ ، وتقريب التهذيب ٢ / ١٢٨ رقم ١٣٥ ، وخلاصة تذهيب ٣١٧.
(٢) قال العجليّ في (تاريخ الثقات ٣٩٢ رقم ١٣٩٢) : «لا بأس به ، كتبنا عنه شيئا يسيرا».
وسئل أبو حاتم عنه ، فقال : شيخ. (الجرح والتعديل ٧ / ٩٥ رقم ٥٤٦).
وذكره ابن حبّان في «الثقات» وقال : «يغرب».
(٣) تاريخ البخاري.
ـ حرف اللام ـ
٣٤١ ـ اللّيث بن خالد البلخيّ (١).
أبو بكر.
عن : مالك بن أنس ، وحمّاد بن زيد.
وعنه : أبو حاتم (٢) ، وعبد الله بن أحمد بن حنبل ، وغيرهما.
حدّث ببغداد.
* ـ الليث بن خالد البغدادي.
أبو الحارث. (٣)
سيأتي بعد.
٣٤٢ ـ اللّيث بن داود القيسيّ (٤).
عن : شعبة ، ومبارك بن فضالة.
__________________
(١) انظر عن (الليث بن خالد) في :
الجرح والتعديل ٧ / ١٨١ رقم ٢١٠٢٤ ، وتاريخ بغداد ١٣ / ١٥ رقم ٦٩٦٩ ، وذيل الكاشف ٢٤١ رقم ١٣٠٢ ، وتعجيل المنفعة ٣٥٥ رقم ٩١٨ ، ومشايخ بلخ من الحنفية ١ / ٧٥ رقم ١٠٧.
(٢) سمع منه بالريّ وروى عنه. (الجرح والتعديل ٧ / ١٨١).
(٣) وأثنى عليه ابن نمير خيرا. (تاريخ بغداد ١٣ / ١٥).
(٤) انظر عن (الليث بن داود) في :
تاريخ بغداد ١٣ / ١٤ ، ٢٥ رقم ٧٩٦٧ ، والمغني في الضعفاء ٢ / ٥٣٥ رقم ٥١٢٤ ، وميزان الاعتدال ٣ / ٢٤٠ رقم ٦٩٩٥.