أبي جعفر محمّد بن علي بن الحسين بن بابويه القمّي [ الشيخ الصدوق ]
المحقق: علي اكبر الغفّاري
الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: منشورات جماعة المدرّسين في الحوزة العلمية ـ قم المقدّسة
الطبعة: ٢
الصفحات: ٥٨٩
مخافة حسابه ، ويترك حرامها مخافة عذابه » (١).
٥٨٦٢ ـ وروى محمد بن سنان ، عن عبد الله بن مسكان عن أبي عبد الله ( عليهالسلام ) قال : « إن أحق الناس بأن يتمنى للناس الغنى البخلاء ، لان الناس إذا استغنوا كفوا عن أموالهم ، وإن أحق الناس بأن يتمنى للناس الصلاح أهل العيوب لان الناس إذا صلحوا كفوا عن تتبع عيوبهم ، وإن أحق الناس بأن يتمنى للناس الحلم أهل السفه الذين يحتاجون أن يعفى عن سفههم ، فأصبح أهل البخل يتمنون فقر الناس ، وأصبح أهل العيوب يتمنون معايب الناس ، وأصبح أهل السفه يتمنون سفه الناس ، وفي الفقر الحاجة إلى البخيل ، وفى الفساد طلب عورة أهل العيوب ، و في السفه المكافأة بالذنوب » (٢).
٥٨٦٣ ـ وروى عن أبي هاشم الجعفري (٣) أنه قال : « أصابتني ضيقة شديدة فصرت إلى أبى الحسن علي بن محمد ( عليهماالسلام ) فاستأذنت عليه فأذن لي فلما جلست قال : يا أبا هاشم أي نعم الله عليك تريد أن تودي شكرها؟ قال أبو هاشم : فوجمت (٤) فلم أدر ما أقول له ، فابتدأني ( عليهالسلام ) فقال : أن الله عزوجل رزقك الايمان فحرم به بدنك على النار ، ورزقك العافية فأعانك على الطاعة ، ورزقك القنوع فصانك عن التبذل (٥) ، يا أبا هاشم إنما ابتدأتك بهذا لأني ظننت أنك تريد أن تشكو لي من فعل بك هذا ، قد أمرت لك بمائه دينار فخذها ».
٥٨٦٤ ـ وروى محمد بن سنان ، عن طلحة بن زيد قال : سمعت أبا عبد الله الصادق عليهالسلام يقول : « العامل على غير بصيرة كالسائر على غير الطريق فلا تزيده
__________________
(١) رواه في العيون والأمالي عن المفسر الجرجاني ( صاحب تفسير العسكري ) عنه عليهالسلام عن آبائه عن أبي عبد الله عليهمالسلام ، وقيل رواه : الكليني في الحسن كالصحيح.
(٢) رواه في الأمالي المجلس الحادي والستين.
(٣) رواه في الأمالي المجلس الرابع والستين مسندا عنه.
(٤) أي سكت وأطرقت رأسي.
(٥) أي حفظك بالقناعة عن تبذل وجهك عند لئام الناس. ( م ت )
سرعة السير من الطريق إلا بعدا » (١).
٥٨٦٥ ـ وقال الصادق ( عليهالسلام ) (٢) : « النوم راحة للجسد ، والنطق راحة للروح والسكوت راحة للعقل » (٣).
٥٨٦٦ ـ وروى محمدبن سنان ، عن المفضل بن عمرقال : قال الصادق جعفر بن محمد عليهماالسلام « من لم يكن له واعظ من قبله وزاجر من نفسه ، ولم يكن له قرين مرشد استمكن عدوه من عنقه » (٤).
٥٨٦٧ ـ وروى جعفر بن محمد بن مالك الفزاري الكوفي قال : حدثنا جعفر بن محمد بن سهل ، عن سعيد بن محمد ، عن مسعدة قال : قال لي أبو الحسن موسى بن جعفر ( عليهماالسلام ) « إن عيال الرجل اسراؤه ، فمن أنعم الله عليه نعمة فليوسع على اسرائه ، فإن لم يفعل أوشك أن تزول تلك النعمة ».
٥٨٦٨ ـ وروى صفوان بن يحيى ، عن أبي الصباح الكناني قال : قلت للصادق جعفر بن محمد ( عليهماالسلام ) : « اخبرني عن هذا القول قول من هو؟ » أسأل الله الايمان والتقوى ، وأعوذ بالله من شر عاقبة الأمور ، إن أشرف الحديث ذكر الله تعالى ، ورأس الحكمة طاعته ، وأصدق القول وأبلغ الموعظة وأحسن القصص كتاب الله ، وأوثق العرى الايمان بالله ، وخير الملل ملة إبراهيم ( عليهالسلام ) وأحسن السنن سنة الأنبياء وأحسن الهدى هدى محمد ، وخير الزاد التقوى ، وخير العلم ما نفع ، وخير الهدى ما اتبع ، وخير الغنى غنى النفس ، وخير ما ألقي في القلب اليقين ، وزينة الحديث الصدق ، وزينة العلم الاحسان ، وأشرف الموت قتل الشهادة ، وخير الأمور خيرها عاقبة ، وما قل وكفى خير مما كثر وألهى ، والشقي من شقى في بطن أمه ، والسعيد من وعظ بغيره ، وأكيس الكيس التقى ، وأحمق الحمق الفجور ، وشر الروايا (٥) روايا
__________________
(١) رواه في الأمالي المجلس الخامس والستين مسندا عن محمد بن سنان.
(٢) رواه في الأمالي المجلس الثامن والستين مسندا عن سعدان بن مسلم عنه (ع).
(٣) أي السكوت عن فضول الكلام وعما لا يعني.
(٤) رواه في الأمالي المجلس الثامن والستين مسندا عن محمد بن سنان.
(٥) جمع روية وهي ما يروى الانسان في نفسه من قول أو فعل.
الكذب ، وشر الأمور محدثاتها (١) ، وشر العمى عمى القلب وشر الندامة ندامة يوم القيامة ، وأعظم المخطئين عند الله عزوجل لسان الكذاب ، وشر الكسب كسب الربا ، وشر المآكل أكل مال اليتيم ظلما ، وأحسن زينة الرجل السكينة مع الايمان ، ومن تتبع المشمعة يشمع الله به (٢) ، ومن يعرف البلاء يصبر عليه (٣) ، ومن لا يعرفه ينكره ، والريب كفر ، ومن يستكبر يضعه الله ، ومن يطع الشيطان يعص الله ، ومن يعص الله يعذبه الله ، ومن يشكره يزده الله ، ومن يصبر على الرزية يغيثه الله ، ومن يتوكل على الله فحسبه الله ، ومن يتوكل على الله يؤجره الله ، لا تسخطوا الله برضا أحد من خلقه ، ولا تتقربوا إلى أحد من الخلق بتباعد من الله ، فإن الله عزوجل ليس بينه وبين أحد من الخلق شئ فيعطيه به خيرا أو يصرف به عنه سوءا إلا بطاعته وابتغاء مرضاته ، إن طاعة الله تبارك وتعالى نجاح كل خير يبتغى ونجاة من كل شر يتقى ، وإن الله عزوجل يعصم من أطاعه ، ولا يعتصم منه من عصاه ، ولا يجد الهارب من الله مهربا فإن أمر الله تعالى ذكره نازل باذلاله ولو كره الخلائق ، وكلما هو ، آت قريب ، ما شاء الله كان ، وما لم يشأ لم يكن ، تعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الاثم والعدوان واتقوا الله إن الله شديد العقاب « فقال الصادق جعفر بن محمد ( عليهماالسلام ) : هذا قول رسول الله ( صلىاللهعليهوآله ) » (٤).
٥٨٦٩ ـ وقال رسول الله ( صلىاللهعليهوآله ) (٥) : ( قال الله جل جلاله : أيما عبد أطاعني
__________________
(١) أي البدع في الدين أو كل ما لم يكن في زمن النبي والأئمة عليهمالسلام.
(٢) في النهاية في الحديث « من يتتبع المشمعة يشمع الله به » المشمعة المزاج والضحك ، أراد من استهزأ بالناس جازاه الله مجازاة فعله ، وقيل : أراد من كان من شأنه العبث والاستهزاء بالناس أصاره الله إلى حالة يعبث به ويستهزأ منه فيها.
(٣) المراد بمعرفة البلاء معرفة ما يترتب عليه من العوض ، أو معرفة أنه من الله تعالى ولا يريد سبحانه به الا الأصلح.
(٤) رواه في الأمالي بتمامه في المجلس الرابع والسبعين عن أبيه ، عن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن صفوان.
(٥) رواه في الأمالي المجلس الرابع والسبعين عن ابن الوليد عن الصفار عن أحمد بن محمد بن عيسى عن ابن فضال عن مروان بن مسلم عن أبي عبد الله عن آبائه عليهمالسلام عنه (ص).
لم أكله إلى غيري ، وأيما عبد عصاني وكلته إلى نفسه ثم لم أبال في أي واد هلك.
٥٨٧٠ ـ وروى محمد بن أبي عمير ، عن عيسى الفراء ، عن عبد الله بن أبي يعفور قال سمعت أبا عبد الله ( عليهالسلام ) يقول : « قال أبو جعفر الباقر ( عليهالسلام ) : من كان ظاهره أرجح من باطنه خف ميزانه » (١).
٥٨٧١ ـ وقال رسول الله ( صلىاللهعليهوآله قال ) الله عزوجل : « إذا عصاني من خلقي من يعرفني سلطت عليه من خلقي من لا يعرفني » (٢).
٥٨٧٢ ـ وروى ابن أبي عمير ، إسحاق بن عمار قال : قال الصادق ( عليهالسلام ) : « يا إسحاق صانع المنافق بلسانك ، وأخلص ودك للمؤمن ، وإن جالسك يهودي فأحسن مجالسته ».
٥٨٧٣ ـ وروى المفضل بن عمر ، عن الصادق جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن جده ( عليهماالسلام ) قال : قيل للحسين بن علي ( عليهماالسلام ) : كيف أصبحت يا ابن رسول الله؟ قال : أصبحت ولى رب فوقى ، والنار أمامي ، والموت يطلبني ، والحساب محدق بي ، وأنا مرتهن بعملي ، لا أجد ما أحب ولا أدفع ما أكره ، والأمور بيد غيري ، فإن شاء عذبني ، وإن شاء عفا عنى ، فأي فقير أفقر منى » (٣).
٥٨٧٤ ـ وروى المفضل عن الصادق ( عليهالسلام ) أنه قال : « وقع بين سلمان فارسي رحمة الله عليه وبين رجل خصومة فقال الرجل لسلمان : من أنت؟ وما أنت؟ فقال سلمان : أما أولي وأولك فنطفة قذرة ، وأما آخري وآخرك فجيفة منتنة فإذا كان يوم القيامة ونصبت الموازين فمن ثقلت موازينه فهو الكريم ، ومن خفت موازينه فهو اللئيم »
__________________
(١) رواه في الأمالي المجلس الرابع والسبعين في الصحيح عن ابن أبي عمير.
(٢) رواه المصنف في الأمالي المجلس الأربعين مسندا عن زيد بن علي عن أبيه عليهالسلام والكليني في الموثق كالصحيح عن عباد بن صهيب عن أبي عبد الله عليهالسلام.
(٣) رواه المصنف في الأمالي المجلس التاسع والثمانين مسندا عن المفضل.
٥٨٧٥ ـ قال المفضل : وسمعت الصادق ( عليهالسلام ) علينا عظيمة إن دعوناهم لم يجيبونا ، وإن تركناهم لم يهتدوا بغيرنا » (١).
٥٨٧٦ ـ وقال أمير المؤمنين ( عليهالسلام ) (٢) « جمع الخير كله في ثلاث خصال : النظر والسكوت والكلام ، فكل نظر ليس فيه اعتبار فهو سهو (٣) وكل كلام ليس فيه ذكر فهو لغو ، وكل سكوت ليس فيه فكرة فهو غفلة (٤) ، فطوبى لمن كان نظره عبرا ، وسكوته فكرا ، وكلامه ذكرا ، وبكى على خطيئته ، وأمن الناس شره ».
٥٨٧٧ ـ وقال الصادق ( عليهالسلام ) (٥) : « أوحى الله عزوجل إلى آدم ( عليهالسلام ) يا آدم إني أجمع (٦) لك الخير كله في أربع كلمات : واحدة لي ، وواحد لك ، وواحدة فيما بيني وبينك ، وواحدة فيما بينك وبين الناس ، فأما التي لي : فتعبدني ولا تشرك بي شيئا ، وأما التي لك : فأجازيك بعملك أحوج ما تكون إليه (٧) وأما التي فيما بيني وبينك : فعليك الدعاء وعلى الإجابة ، وأما التي بينك وبين الناس : فترضى للناس
__________________
(١) مروى في الأمالي المجلس التاسع والثمانين مسندا عن المفضل.
(٢) رواه في الأمالي المجلس الثامن عن أبيه ، عن الحميري عن يعقوب بن يزيد ، عن ابن أبي عمير ، عن هشام بن سالم ، عن سليمان بن خالد ، عن جعفر بن محمد ، عن آبائه عليهمالسلام عنه عليهالسلام. وفي الخصال ص ٩٨ بسند آخر صحيح أيضا عن أبي حمزة عن أبي جعفر عليهالسلام عن أمير المؤمنين صلوات الله عليه.
(٣) كذا في جميع النسخ وفي الخصال أيضا ويخطر بالبال أنه كان في الأصل « فهو لهو » فصحف.
(٤) في الأمالي والخصال هذه الجملة مقدمة على الجملة السابقة وهو الصواب بالنظر إلى أول الخبر وآخره.
(٥) رواه المصنف في الخصال ص ٢٤٣ مسندا عن يعقو ب بن شعيب ، والكليني ج ٢ ص ١٤٦.
(٦) في الخصال والكافي « اني سأجمع ».
(٧) « أحوج » ظرف زمان مضاف إلى « ما » المصدرية ، ونسبة الاحتياج إلى الكون على المجاز ، و « تكون » تامة ، و « إليه » متعلق بالأحوج وضميره راجع إلى الجزاء الذي في ضمن « أجازيك » وفي بعض النسخ والخصال والكافي « أجزيك ».
ما ترضى لنفسك ».
٥٨٧٨ ـ وقال الصادق جعفر بن محمد ( عليهماالسلام ) (١) : « العافية نعمة خفية إذا وجدت نسيت وإذا فقدت ذكرت ».
٥٨٧٩ ـ وروى السكوني عن جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن آبائه ( عليهمالسلام ) قال : « قال رسول الله ( صلىاللهعليهوآله ) : كلمتا غريبتان فاحتملوهما : كلمة حكمة من سفيه فاقبلوها وكلمه سفه من حكيم فاغفروها ». (٢)
٥٨٨٠ ـ وروى عمرو بن شمر ، عن جابر بن يزيد الجعفي ، عن أبي جعفر محمد ابن علي الباقر ، عن أبيه ، عن جده ( عليهمالسلام ) أن أمير المؤمنين ( عليهالسلام ) قال في خطبة خطبها بعد موت النبي ( صلىاللهعليهوآله ) (٣) : « أيها الناس إنه لا شرف أعلى من الاسلام ولا كرم أعز من التقوى ، ولا معقل أحرز من الورع ، ولا شفيع أنجح من التوبة ، ولا كنز أنفع من العلم ، ولا عز أرفع من الحلم ، ولا حسب أبلغ من الأدب (٤) ، ولا نصب أوضع من الغضب ، ولا جمال أزين من العقل ، ولا سوأة أسوأ من الكذب ، ولا حافظ أحفظ من الصمت ، ولا لباس أجمل من العافية ، ولا غائب أقرب من الموت ، أيها الناس إنه من مشى على وجه الأرض فإنه يصير إلى بطنها ، والليل والنهار مسرعان في هدم الاعمار ، ولكل ذي رمق قوت ، ولكل حبة آكل ، وأنت قوت الموت وإن من عرف الأيام لن يغفل عن الاستعداد ، لن ينجو من الموت غنى بماله ولا فقير لاقلاله (٥)
__________________
(١) رواه في الأمالي المجلس الأربعين بسند عامي عن محمد بن حرب الهلالي أمير المدينة عنه عليهالسلام.
(٢) رواه في الخصال ص ٣٤ عن ابن الوليد ، عن الصفار ، عن إبراهيم بن هاشم ، عن النوفلي ، عن السكوني.
(٣) رواها الكليني في روضة الكافي ص ١٨ والمصنف في الأمالي بتمامها وهي معروفة بخطبة الوسيلة.
(٤) في نسخة « أرفع » مكان « أبلغ ».
(٥) بأن يرحم إذ لا يلتفت إليه من حيث أن ليس له وقع ومنزلة بل وجوده كعدمه.
أيها الناس من خاف ربه كف ظلمه ، ومن لم يرع في كلامه أظهر هجره (١) ، ومن لم يعرف الخير من الشر فهو بمنزلة البهم ، ما أصغر المصيبة مع عظم الفاقه غدا ، هيهات وما تناكرتم إلا لما فيكم من المعاصي والذنوب ، فما أقرب الراحة من التعب والبؤس من النعيم (٢) ، وما شر بشر بعده الجنة ، وما خير بخير بعده النار ، وكل نعيم دون الجنة محقور ، وكل بلاء دون النار عافية ».
٥٨٨١ ـ وفي رواية إسماعيل بن مسلم قال (٣) : « قال رسول الله ( صلىاللهعليهوآله ) : ثلاث أخافهن على أمتي من بعدي : الضلالة بعد الهدى ، ومضلات الفتن وشهوة البطن والفرج ».
٥٨٨٢ ـ و « مر رسول الله ( صلىاللهعليهوآله ) بقوم يتشاءلون حجرا (٤) فقال : ما هذا ، وما يدعوكم إليه؟ قالوا : لنعرف أشدنا وأقوانا ، قال : أفلا أدلكم على أشدكم وأقواكم قالوا : بلى يا رسول الله ، قال : أشدكم وأقواكم الذي إذا رضى لم يدخله رضاه في إثم ولا باطل ، وإذا سخط لم يخرجه سخطه من قول الحق ، وإذا ملك لم يتعاط ما ليس له » (٥). وفي خبر آخر : « وإذا قدر لم يتعاط ما ليس له بحق ».
٥٨٨٣ ـ وروى الحسن بن محبوب ، عن أبي ولاد الحناط قال (٦) : سألت أبا عبد الله جعفر بن محمد الصادق ( عليهماالسلام ) عن قول الله عزوجل : « وبالوالدين إحسانا »
__________________
(١) الهجر ـ بالضم ـ : الاسم من الاهجار وهو الافحاش في المنطق ، والخنا ( الصحاح ).
(٢) أي ما أقرب راحة الدنيا من تعب الآخرة ، وما أقرب شدة الدنيا من نعم الآخرة. ( مراد )
(٣) يعنى الصادق عليهالسلام لان كلما رواه السكوني فهو من حديث أبي عبد الله عليهالسلام.
(٤) رواه المصنف في الأمالي المجلس السادس مسندا عن غياث بن إبراهيم عن جعفر ابن محمد عن آبائه عليهمالسلام وفيه « يربعون » مكان « يتشائلون » أي يرفعونها على التناوب ويربعون بهذا المعنى أيضا وأصل يتشائلون يتشاولون وقلبت الواو همزة لوقوعها بعد الألف.
(٥) التعاطي : التناول والاخذ ، وفي الأمالي « إذا قدر لم يتعاط ما ليس له بحق » أي لم يأخذ ما ليس له.
(٦) رواه الكليني أيضا في الصحيح ج ٢ ص ١٥٧.
ما هذا الاحسان؟ فقال : الاحسان أن تحسن صحبتهما وأن لا تكلفهما أن يسألاك شيئا مما يحتاجون إليه ، وإن كانا مستغنيين ، إن الله عزوجل يقول : « لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون » (١) ثم قال ( عليهالسلام ) : « إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف » إن أضجراك « ولا تنهرهما » (٢) إن ضرباك « وقل لهما قولا كريما » والقول الكريم أن تقول لهما : غفر الله لكما فذاك منك قول كريم « واخفض لهما جناح الذل من الرحمة » وهو أن لا تملأ عينيك من النظر إليهما وتنظر إليهما برحمة ورأفة ، وأن لا ترفع صوتك فوق أصواتهما ولا يدك فوق أيديهما ولا تتقدم قدامهما.
٥٨٨٤ ـ وروى الحسن بن محبوب ، عن مالك بن عطية ، عن عائذ الأحمسي ، عن أبي حمزة الثمالي قال : قال زين العابدين علي بن الحسين ( عليهماالسلام ) : « ألا إن أحبكم إلى الله عزوجل أحسنكم عملا ، وإن أعظمكم عند الله خطا أعظمكم فيما عند الله رغبة ، وإن أنجى الناس من عذاب أشد هم لله خشية ، وإن أقربكم من الله أوسعكم خلقا ، وإن أرضاكم عند الله أسبغكم على عياله ، وإن أكرمكم عند الله أتقاكم ».
٥٨٨٥ ـ وروى الحسن بن محبوب ، عن سعد بن أبي خلف عن أبي الحسن موسى بن جعفر ( عليهماالسلام ) أنه قال لبعض ولده : « يا بنى إياك أن يراك الله عزوجل في معصية نهاك عنها ، وإياك أن يفقدك الله تعالى عند طاعة أمرك بها ، وعليك بالجد ولا تخرجن نفسك من التقصير في عبادة الله ، فإن الله عزوجل لا يعبد حق عبادته ، وإياك والمزاح (٣) فإنه يذهب بنور إيمانك ويستخف بمروءتك ، وإياك والكسل
__________________
(١) ظاهر الخبر أن المراد بالبر في الآية بر الوالدين ، ويمكن أن يكون المراد أعم منه ويكون ايرادها لشمولها له بعمومها ، وعلى التقديرين الاستشهاد اما لأصل البر أو لان الآية شاملة للانفاق قبل السؤال وحال الغنى لعدم التقييد فيها بالفقر والسؤال. ( المرآة )
(٢) أي لا تزجرهما باغلاظ وصياح وسوء خطاب أورد.
(٣) المزاج ـ بضم الميم ـ : الهزل والمداعبة والمراد كثرته فإنه القليل منه ربما عد من حسن الخلق.
والضجر فإنهما يمنعانك حظك من الدنيا والآخرة ».
٥٨٨٦ ـ وروى علي بن الحكم ، عن هشام بن سالم عن الصادق جعفر بن محمد عليهماالسلام قال : « الدنيا طالبة ومطلوبة ، فمن طلب الدنيا طلبه الموت حتى يخرجه منها (١) ، ومن طلب الآخرة طلبته الدنيا حتى توفيه رزقه ».
٥٨٨٧ ـ وقال الصادق ( عليهالسلام ) : « حسب المؤمن من الله نصرة أن يرى عدوه يعمل بمعاصي الله عزوجل » (٢).
٥٨٨٨ ـ وقال نبي الله ( صلىاللهعليهوآله ) (٣) : « بادروا إلى رياض الجنة ، قالوا : يا رسول الله وما رياض الجنة؟ قال : حلق الذكر » (٤).
٥٨٨٩ ـ وروى محمد بن أحمد بن يحيى ، عن محمد بن آدم ، عن أبيه عن أبي الحسن الرضا ، عن آبائه ، عن علي ( عليهمالسلام ) قال : « قال رسول الله ( صلىاللهعليهوآله ) لعلى ( عليهالسلام ) : يا علي لاتشاورن جبابا فإنه يضيق عليك المخرج ، ولا تشاورن بخيلا فإنه يقصر بك عن غايتك ، ولا تشاورن حريصا فإنه يزين لك شرها ، واعلم أن الجبن والبخل والحرص غريزة يجمعها سوء الظن ».
__________________
(١) من طلب الدنيا لم يصل إليها غالبا ولو وصل إلى بعضها فلا يرضى بها ويشتغل بتحصيل غيرها ويأتيه الموت ولم يصل إلى مراده ، ولو وصل فتركها والخروج منها أشد و الحسرة أعظم. ( م ت )
(٢) تقدم تحت رقم ٥٨٥١ عن عبد الله بن وهب عنه عليهالسلام.
(٣) رواه في الأمالي المجلس الثامن والخمسين مسندا عن أمير المؤمنين عليهالسلام عن النبي صلىاللهعليهوآله.
(٤) أي المجامع التي يطلب فيها العلوم الدينية فان الحلق التي وصلت إلينا من طريق الأصحاب إلى النبي والأئمة عليهمالسلام هي هذه المجامع أو التي يوعظ فيها ، وأما التي اشتهرت من الاجتماع للذكر الجلي فلم يصل إلينا عنهم عليهمالسلام ، وهذه بطريق العامة أشبه كما روى الكليني في القوى عن أمير المؤمنين عليهالسلام قال : من ذكر الله في السر فقد ذكر الله كثيرا ، ان المنافقين كانوا يذكرون الله علانية ولا يذكرونه في السر فقال الله عزوجل « يراؤن الناس ولا يذكرون الله الا قليلا ». ( م ت )
٥٨٩٠ ـ وروى الحسن بن محبوب ، عن الهيثم بن واقد قال : سمعت الصادق جعفر بن محمد ( عليهماالسلام ) يقول : « من أخرجه الله عزوجل من ذل المعاصي إلى عز التقوى أغناه الله بلا مال ، وأعزه بلا عشيرة ، وآنسه بلا أنيس ، ومن خاف الله عزوجل أخاف الله منه كل شئ ، ومن لم يخف الله عزوجل أخافه الله من كل شئ ، ومن رضى من الله عزوجل باليسير من الرزق رضى الله منه باليسير من العمل ، ومن لم يستح من طلب المعاش خفت مؤونته ونعم أهله ، ومن زهد في الدنيا أثبت الله الحكمة في قبله ، وأنطق بها لسانه وبصره عيوب الدنيا داءها ودواءها ، وأخرجه من الدنيا سالما إلى دار السلام ».
٥٨٩١ ـ وروى أبو حمزة الثمالي (١) ، قال : قال لي أبو جعفر ( عليهالسلام ) : « لما حضرت أبى ( عليهالسلام ) الوفاة ضمني إلى صدره ثم قال : يا بنى اصبر على الحق وإن كان مرا يوف إليك أجرك بغير حساب ».
٥٨٩٢ ـ وروى ابن مسكان ، عن عبد الله بن أبي يعفور قال : قال الصادق جعفر ابن محمد ( عليهماالسلام ) لرجل : « أجعل قلبك قرينا تزاوله (٢) ، واجعل علمك والدا تتبعه ، واجعل نفسك عدوا تجاهده ، واجعل مالك كعارية تردها ».
٥٨٩٣ ـ وقال ( عليهالسلام ) : « جاهد هواك كما تجاهد عدوك ».
٥٨٩٤ ـ وروى الحسن بن راشد ، عن أبي حمزة الثمالي ، عن أبي جعفر ( عليهالسلام ) قال : « أتى رجل رسول الله ( صلىاللهعليهوآله ) فقال : علمني يا رسول الله شيئا فقال ( عليهالسلام ) : عليك باليأس مما في أيدي الناس فإنه الغنى الحاضر ، قال : زدني يا رسول الله ، قال : إياك والطمع فإنه الفقر الحاضر ، قال : زدني يا رسول الله ، قال : إذا هممت بأمر فتدبر
__________________
(١) رواه الكليني ج ٢ ص ٩١ مسندا عن عيسى بن بشير عن أبي حمزة ، وصدره هكذا قال : « قال أبو جعفر عليهالسلام : لما حضرت أبي علي بن الحسين عليهماالسلام حين حضرته الوفاة ضمني إلى صدره وقال : يا بنى أوصيك بما أوصاني به أبي حين حضرته الوفاة وبما ذكر أن أباه أوصاه به » وهكذا رواه المصنف في الأمالي المجلس الرابع والثلاثين مسندا عن عيسى بشير عن أبي حمزة. وبشر بشيرا أحدهما تصحيف الاخر.
(٢) أي مصاحبا تعاشره أو تشاوره.
عاقبته فإن يك خيرا أو رشدا اتبعته وإن يك شرا أو غيا تركته ».
٥٨٩٥ ـ وروى الحسين بن يزيد عن علي بن غراب قال : قال الصادق جعفر ابن محمد ( عليهماالسلام ) : « من خلا بذنب فراقب الله تعالى ذكره فيه (١) واستحيى من الحفظة غفر الله عزوجل له جميع ذنوبه وإن كانت مثل ذنوب الثقلين ».
٥٨٩٦ ـ وروى العباس بن بكار الضبي قال : حدثنا محمد بن سليمان الكوفي البزاز قال : حدثنا عمرو بن خالد ، عن زيد بن علي ، عن أبيه علي بن الحسين ، عن أبيه الحسين بن علي ، عن أبيه أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليهمالسلام ) قال : من مات يوم الخميس (٢) بعد زوال الشمس إلى يوم الجمعة وقت الزوال وكان مؤمنا أعاذه الله عزوجل من ضغطة القبر ، وقبل شفاعته في مثل ربيعة ومضر ، ومن مات يوم السبت من المؤمنين لم يجمع الله عزوجل بينه وبين اليهود في النار أبدا ، ومن مات يوم الأحد من المؤمنين لم يجمع الله عزوجل بينه وبين النصارى في النار أبدا ومن مات يوم الاثنين من المؤمنين لم يجمع الله عزوجل بينه وبين أعدائنا من بنى أمية في النار أبدا ، ومن مات يوم الثلاثاء من المؤمنين حشره الله عزوجل معنا في الرفيق الاعلى ، ومن مات يوم الأربعاء من المؤمنين وقاه الله نحس يوم القيامة وأسعده بمجاورته وأحله دار المقامة من فضله لا يمسه فيها نصب لا يمسه فيها لغوب ، ثم قال ( عليهالسلام ) : المؤمن على أي الحالات مات في أي يوم وساعة قبض فهو صديق شهيد ولقد سمعت حبيبي رسول الله ( صلىاللهعليهوآله ) يقول : لوان المؤمن خرج من الدنيا وعليه مثل ذنوب أهل الأرض لكان الموت كفارة لتلك الذنوب ، ثم قال ( عليهالسلام ) : من قال :
__________________
(١) أي علم أن الله سبحانه مطلع عليه فتركه ولم يفعل.
(٢) عمرو بن خالد راوي الخبر عامي بتر ولم يوثقه أحد من علمائنا الامامية ، نعم نقل عن ابن فضال توثيقه ولكن ابن فضال فطحي وإن كان موثقا ولا يقبل قوله في أمثال هذه الأمور وعنونه العامة في رجالهم وقالوا : عمرو بن خالد متروك كذاب منكر الحديث ، وأن صح الخبر فمعناه من مات صحيح الاعتقاد صحيح العمل من المؤمنين وهم الذين يعتقدون أن الولاية كانت حق على أمير المؤمنين عليهالسلام وأولاده المعصومين عليهمالسلام لا غيرهم.
لا إله إلا الله باخلاص فهو برئ من الشرك ، ومن خرج من الدنيا لا يشرك بالله شيئا دخل الجنة ، ثم تلا هذه الآية « إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء » من شيعتك ومحبيك يا علي ، قال أمير المؤمنين ( عليهالسلام ) : فقلت : يا رسول الله هذا لشيعتي؟ قال : إي وربى إنه لشيعتك وإنهم ليخرجون يوم القيامة من قبورهم وهم يقولون لا إله إلا الله محمد رسول الله ، علي بن أبي طالب حجه الله فيؤتون بحلل خضر من الجنة وأكاليل من الجنة وتيجان من الجنة ونجايب من الجنة ، فيلبس كل واحد منهم حلة خضراء ويوضع على رأسه تاج الملك وإكليل الكرامة ثم يركبون النجايب فتطير بهم إلى الجنة « لا يحزنهم الفزع الأكبر وتتلقاهم الملائكة هذا يومكم الذي كنتم توعدون ».
٥٨٩٧ ـ و « سئل الصادق ( عليهالسلام ) ما حد حسن الخلق؟ قال : تلين جانبك ، و تطيب كلامك ، وتلقى أخاك ببشر حسن ».
٥٨٩٨ ـ و « سئل ( عليهالسلام ) ما حد السخاء؟ قال : تخرج من مالك الحق الذي أوجبه الله عزوجل عليك فتضعه في موضعه » (١).
٥٨٩٩ ـ وروى يعقوب بن يزيد ، عن أحمد بن الحسن الميثمي ، عن الحسين بن أبي حمزة قال : سمعت أبا عبد الله ( عليهالسلام ) يقول : « أنفق وأيقن بالخلف ، واعلم أنه من لم ينفق في طاعة الله ابتلى بأن ينفق في معصية الله عزوجل (٢) ومن لم يمش في حاجة ولي الله ابتلى بأن يمشى في حاجه عدو الله عزوجل ».
٥٩٠٠ ـ وروى أحمد بن إسحاق بن سعد ، عن عبد الله بن ميمون عن الصادق جعفر بن محمد ، عن أبيه ( عليهماالسلام ) قال : « قال الفضل بن العباس : أهدي إلى رسول الله ( صلىاللهعليهوآله ) بغلة أهداها له كسرى أو قيصر فركبها النبي ( صلىاللهعليهوآله ) بجل من شعر وأردفني خلفه ، ثم قال لي : يا غلام احفظ الله يحفظك (٣) واحفظ الله تجده أمامك
__________________
(١) رواه الكليني ج ٤ ص ٣٩ عن سهل بن زياد ، عن ابن محبوب ، عن بعض أصحابنا.
(٢) لان الله تعالى يقول « وما أنفقتم من شئ فهو يخلفه ».
(٣) أي أذكر الله سبحانه ولا تنسه يحفظك ويصنك عن المكاره ، وقال في الوافي أريد
تعرف إلى الله عزوجل في الرخاء يعرفك في الشدة (١) ، إذا سألت فاسأل الله ، وإذا استعنت فاستعن بالله عزوجل ، فقد مضى القلم بما هو كائن (٢) فلو جهد الناس أن ينفعوك بأمر لم يكتبه الله لك لم يقدروا عليه ، ولو جهدوا أن يضروك بأمرهم لم يكتبه الله عليك لم يقدروا عليه ، فإن استطعت أن تعمل بالصبر مع اليقين فافعل ، فإن لم تستطع فاصبر (٣) ، فإن في الصبر على ما تكره خيرا كثيرا ، واعلم أن النصر مع الصبر ، وأن الفرج مع الكرب ، وإن مع العسر يسرا ان مع العسر يسرا ».
٥٩٠١ ـ وروى محمد بن علي الكوفي (٤) ، عن إسماعيل بن مهران ، عن مرازم عن جابر بن يزيد ، عن جابر بن عبد الله الأنصاري قال : قال رسول الله ( صلىاللهعليهوآله ) : إذا وقع الولد في بطن أمه صار وجهه قبل ظهر أمه إن كان ذكرا ، وإن كانت أنثى صار وجهها قبل بطن أمها ، ويداه على وجنتيه ، وذقنه على ركبتيه كهيئة الحزين المهموم ، فهو كالمصرور منوط بمعاء من سرته إلى سرامه فبتلك السرة يغتذى من طعام أمه وشرابها إلى الوقت المقدر لولادته ، فيبعث الله عزوجل إليه ملكا فيكتب على جبهته شقى أو سعيد ، مؤمن أو كافر ، غنى أو فقير ، ويكتب أجله ورزقه وسقمه وصحته ، فإذا انقطع الرزق المقدر له من سرة أمه زجره الملك
__________________
بحفظ الله رعاية أوامره ونواهيه وتذكر المعرفة بكونه تعالى رقيبا عليه ، وبحفظ الله إياه اعانته له عند أوامره ونواهيه بالتوفيق والتسديد.
(١) أريد بتعرفة إلى الله سبحانه ذكره إياه ومسألته كرة بعد أولى ، وبمعرفة الله إياه استجابته له أو معاملته معه معاملة العارف به المعارف له. ( الوافي )
(٢) أي أن الامر كله بيد الله سبحانه ليس لغيره تبديل ولا تغيير فيه والدعاء والاستعانة من جملة ما قدره وحكم به.
(٣) المراد بالصبر هنا الاصطبار كما يظهر من الجملة الآتية.
(٤) هو أبو سمينة الصيرفي قال العلامة والنجاشي ضعيف جدا ، فاسد الاعتقاد لا يعتمد في شئ ، وكان ورد قم ـ وقد اشتهر بالكذب بالكوفة ـ ونزل على أحمد بن محمد بن عيسى مدة يسيرة ثم شهر بالغلو فخفي وأخرجه أحمد من قم.
زجرة فانقلب فزعا من الزجرة وصار رأسه قبل المخرج ، فإذا وقع على الأرض دفع إلى هول عظيم وعذاب أليم ، إن أصابته ريح أو مسته يد وجد لذلك من الألم ما يجد المسلوخ عند جلده ، يجوع فلا يقدر على الاستطعام ، ويعطش فلا يقدر على الاستسقاء ، ويتوجع فلا يقدر على الاستغاثة ، فيوكل الله تبارك وتعالى برحمته والشفقة عليه والمحبة له أمه فتقيه الحر والبرد بنفسها ، وتكاد تفديه بروحها ، وتصير من العطف عليه بحال لا تبالي أن تجوع إذا شبع ، وتعطش إذا روى ، وتعرى إذا كسى ، وجعل الله تعالى ذكره رزقه في ثديي أمه في إحديهما شرابه وفي الأخرى طعامه حتى إذا رضع آتاه الله عزوجل كل يوم بما قدر له فيه من رزق ، فإذا أدرك فهمه الأهل والمال والشره والحرص ، ثم هو مع ذلك يعرض للآفات (١) والعاهات والبليات من كل وجه ، والملائكة تهديه وترشده ، والشياطين تضله وتغويه ، فهو هالك إلا أن ينجيه الله عزوجل ، وقد ذكر الله تعال ذكره نسبة الانسان في محكم كتابه فقال عزوجل : « ولقد خلقنا الانسان من سلالة من طين. ثم جعلناه نطفة في قرار مكين ثم خلقنا النطفة علقة فخلقنا العلقة مضغة. فخلقنا المضغة عظاما فكسونا العظام لماثم أنشأناه خلقا آخر فتبارك الله أحسن الخالقين. ثم إنكم بعد ذلك لميتون.ثم إنكم يوم القيامة تبعثون».
قال جابر بن عبد الله الأنصاري فقلت : يا رسول الله هذه حالنا فكيف حالك وحال الأوصياء بعدك في الولادة؟ فسكت رسول الله ( صلىاللهعليهوآله ) مليا ، ثم قال : يا جابر لقد سألت عن أمر جسيم لا يحتمله إلا ذو حظ عظيم ، إن الأنبياء والأوصياء مخلوقون من نوع عظمة الله جل ثناؤه (٢) يودع الله أنوارهم أصلابا طيبة ، وأرحاما طاهرة ،
__________________
(١) في بعض النسخ « تتعرضه الآفات ».
(٢) روى الكليني ج ٢ ص ٢ عن القمي ، عن أبيه ، عن حماد بن عيسى ، عن ربعي ابن عبد الله ، عن رجل عن علي بن الحسين عليهماالسلام قال : « ان الله عزوجل خلق النبيين من طينة عليين قلوبهم وأبدانهم وخلق قلوب المؤمنين من تلك الطينة وجعل أبدان المؤمنين من دون ذلك ـ الحديث » وروى الصفار في البصائر مسندا عن محمد بن مروان عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : سمعته يقول : « ان الله خلقنا من نور عظمته ثم صور خلقنا من طينة
يحفظها بملائكته ، ويربيها بحكمته ، ويغذوها بعلمه ، فأمرهم يجل عن أن يوصف وأحوالهم تدق عن أن تعلم ، لأنهم نجوم الله في أرضه ، وأعلامه في بريته ، وخلفاؤه على عباده ، وأنواره في بلاده ، وحججه عل خلفه ، يا جابر : هذا من مكنون العلم ومحزونه فاكتمه إلا من أهله.
٥٩٠٢ ـ وروى المفضل بن عمر ، عن ثابت الثمالي ، عن حبابة الوالبية رضياللهعنها قال : سمعت مولاي أمير المؤمنين ( عليهالسلام ) يقول : « إنا أهل بيت لا
__________________
مخزونة مكنونة من تحت العرش فأسكن ذلك النور فيه فكنا نحن خلقا وبشرا نورانيين لم يجعل لاحد في مثل الذي خلقنا منه نصيب ـ الحديث » وبمعناها أخبار أخر ، وقال الراغب الأصفهاني في تفصيل النشأتين الباب الرابع عشر في بيان الشجرة النبوية صنفا ونوعا واحدا واقعا بين الانسان وبين الملك ومشاركا لكل واحد منهما على وجه ، فإنهم كالملائكة في اطلاعهم على ملكوت السماوات والأرض وكالبشر في أحوال المطعم والمشرب ، ومثله في كونه واقعا بين نوعين مثل المرجان فإنه حجر يشبه الأحجار بتشذب أغصانه وكالنخل فإنه شجر شبيه بالحيوان في كونه محتاجا إلى التلقيح وبطلانه إذا قطع رأسه ، وجعل الله النبوة في ولد إبراهيم ومن قبله في نوح كما نبه عليه بقوله « ولقد أرسلنا نوحا وإبراهيم وجعلنا في ذريتهما النبوة والكتاب » وقال « ذرية بعضها من بعض » فهم عليهمالسلام وان كانوا من حيث الصورة كالبشر فهم من حيث الأرواح كالملك قد أيدوا بقوة روحانية وخصوا بها كما قال الله تعالى في عيسى عليهالسلام « وأيدنا بروح القدس » وقال في محمد صلىاللهعليهوآله « نزل به الروح الأمين على قلبك لتكون من المنذرين بلسان عربي مبين ».
وتخصيصهم بهذا الروح ليمكنهم أن يقبلوا من الملائكة لما بينهم من المناسبة بتلك الأرواح ويلقون إلى الناس لما بينهم من المناسبة البشرية لذلك قال سبحانه « ولو جعلناه ملكا لجعلناه رجلا وللبسنا عليهم ما يلبسون » تنبيها على أن ليس في قوة عامة البشر الذين لم يخصوا بذلك الروح أن يقبلوا الا من البشر ، ولما عمى الكفار عن ادراك هذه المنزلة وعما للأنبياء من الفضيلة أنكروا نبوة الأنبياء فالأنبياء صلوات الله عليهم بالإضافة إلى سائر الناس كالانسان بالإضافة إلى الحيوانات كالقلب بالإضافة إلى سائر الجوارح ـ إلى آخر ما قاله ـ رحمهالله ـ فراجع.
نشرب المسكر ، ولا نأكل الجري ، ولا نمسح على الخفين (١) ، فمن كان من شيعتنا فليقتد بنا وليستن بسنتنا ».
٥٩٠٣ ـ وروى حماد بن عثمان ، عن الصادق جعفر بن محمد ( عليهماالسلام ) قال : « في حكمة آل داود : ينبغي للعاقل أن يكون مقبلا على شأنه ، حافظا للسانه (٢) ، عارفا بأهل زمانه ».
٥٩٠٤ ـ وروى صفوان بن يحيى ، ومحمد بن أبي عمير ، عن موسى بن بكر ، عن زرارة عن الصادق جعفر بن محمد ( عليهماالسلام ) قال : « الصنيعة (٣) لا تكون صنيعة إلا عند ذي حسب أو دين ، الصلاة قربان كل تقى (٤) ، الحج جهاد كل ضعيف ، لكل شئ زكاة وزكاة الجسد الصيام ، جهاد المرأة حسن التبعل ، استنزلوا الرزق بالصدقة ، من أيقن بالخلف جاد بالعطية ، إن الله تبارك وتعالى ينزل المعونة على قدر المؤنة ، حصنوا أموالكم بالزكاة ، التقدير نصف العيش ، ما عال امرء (٥) اقتصد قلة العيال أحد اليسارين ، الداعي بلا عمل كالرامي بلا وتر ، التودد نصف العقل (٦) الهم نصف الهرم ، إن الله تبارك وتعالى ينزل الصبر على قدر المصيبة ، من ضرب يده على فخذه عند [ ال ] مصيبة حبط أجره ، من أحزن والديه فقد عقهما ».
٥٩٠٥ ـ وقال الصادق ( عليهالسلام ) : « إن الله تبارك وتعالى قسم بينكم أخلاقكم كما قسم بينكم أرزاقكم ».
٥٩٠٦ ـ وروى عن أبي جميلة المفضل بن صالح ، عن سعد بن طريف ، عن الأصبغ
__________________
(١) أي ولو في حال التقية لمخالفته لصريح القرآن وامكان غسل الرجل وهو مقدم.
(٢) أي متوجها إلى عيوب نفسه ، أو متوجها إلى ما يحتاج إليه في نفسه ودينه.
(٣) الصنيعة الاحسان والانفاق.
(٤) أي هي سبب القرب للمتقين.
(٥) أي ما افتقر من اقتصد في معيشته ، أو لم يفتقر من كان كذلك.
(٦) التودد : المحبة والمودة فمع المؤمنين ظاهرا وباطنا ومع غيرهم بالمداراة والتقية.
ابن نباتة ، عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليهالسلام ) قال : « هبط جبرئيل على آدم عليهالسلام فقال : يا آدم إني أمرت أن أخيرك واحدة من ثلاث فاختر واحدة ودع اثنتين ، فقال له : وما تلك الثلاث؟ قال : العقل والحياء والدين ، فقال آدم ( عليهالسلام ) : فإني قد اخترت العقل ، فقال جبرئيل ( عليهالسلام ) للحياء والدين : انصرفا ودعاه ، فقالا : يا جبرئيل إنا أمرنا أن نكون مع العقل حيث كان ، قال : فشأنكما وعرج » (١).
٥٩٠٧ ـ وروى أحمد بن محمد بن عيسى ، عن علي بن إسماعيل ، عن عبد الله بن الوليد ، عن أبي بصير عن أبي عبد الله الصادق جعفر بن محمد ( عليهماالسلام ) قال : « أربع يذهبن ضياعا. مودة تمنح من لا وفاء له ، ومعروف يوضع عند من لا يشكره ، وعلم يعلم من لا يستمع له ، وسر يودع من لا حضانة له ».
٥٩٠٨ ـ وقال الصادق ( عليهالسلام ) (٢) : « إن لله تبارك وتعالى بقاعا تسمى المنتقمة فإذا أعطى الله عبدا ما لا لم يخرج حق الله عزوجل منه سلط الله عليه بقعة من تلك البقاع فأتلف ذلك المال فيها ، ثم مات وتركها ، »
٥٩٠٩ ـ وقال الصادق ( عليهالسلام ) « من لم يبال ما قال وما قيل فيه فهو شرك شيطان ومن لم يبال أن يراه الناس مسيئا فهو شرك شيطان ، ومن اغتاب أخاه المؤمن من غير ترة بينهما (٣) فهو شرك شيطان ، ومن لم يشغف بمحبة الحرام وشهوة الزنا فهو شرك شيطان ثم قال ( عليهالسلام ) : لولد الزنا علامات ، أحدها : بغضنا أهل البيت ، وثانيها : أنه يحن إلى الحرام الذي خلق منه ، وثالثها : الاستخفاف بالدين ، ورابعها : سوء المحضر للناس ، ولا يسئ محضر إخوانه إلا من ولد على غير فراش أبيه ، أو من حملت به
__________________
(١) الشأن : الامر والحال أي الزما شأتكما ، ويحتمل أن يكون إشارة تمثيلية وأن الله خلق صورة مناسبة لكل واحد منها وبعثها مع جبرئيل عليهالسلام ( المرآة ) أقول : رواه المؤلف في الأمالي المجلس السادس والتسعين.
(٢) رواه المصنف في الأمالي المجلس التاسع مسندا عن أبي الحسين علي بن المعلى الأسدي عنه عليهالسلام.
(٣) ترة ـ كعدة ـ أي عداوة.
أمه في حيضها ».
٥٩١٠ ـ وقال أمير المؤمنين عليهالسلام : « من رضى من الدنيا بما يجزيه كان أيسر الذي فيها يكفيه ، ومن لم يرض من الدنيا بما يجزيه لم يكن شئ فيها يكفيه ».
٥٩١١ ـ وروى إسحاق بن عمار عن الصادق ( عليهالسلام ) أنه قال : « تنزل المعونة من السماء على قدر المؤونة ».
٥٩١٢ ـ وروى الحسن بن علي بن فضال ، عن ميسر قال : قال الصادق جعفر ابن محمد ( عليهماالسلام ) : « إن فيما نزل به الوحي من السماء : لوان لابن آدم واديين يسيلان ذهبا وفضة لابتغى إليهما ثالثا ، يا ابن آدم : إنما بطنك بحر من البحور وواد من الأودية لا يملأه شئ الا التراب ».
٥٩١٣ ـ وقال رسول الله صلىاللهعليهوآله : « سباب المؤمن فسوق ، وقتاله كفر ، وأكل لحمه من معصية الله تعالى ، وحرمة ماله كحرمة دمه » (١).
٥٩١٤ ـ وروى أحمد بن محمد بن سعيد الكوفي قال : حدثنا علي بن الحسن بن فضال ، عن أبيه ، عن أبي الحسن علي بن موسى الرضا ( عليهماالسلام ) قال : للامام علامات يكون أعلم الناس ، وأحكم الناس ، وأتقى الناس ، وأحلم الناس ، وأشجع الناس وأسخى الناس ، وأعبد الناس ، ويولد مختونا ، ويكون مطهرا ، ويرى من خلفه كما يرى من بين يديه ، ولا يكون له ظل (٢) وإذا وقع على الأرض من بطن أمه وقع على راحتيه رافعا صوته بالشهادتين ، ولا يحتلم ، وتنام عينه ولا ينام قلبه ، ويكون محدثا ويستوى عليه درع رسول الله ( صلىاللهعليهوآله ) ، ولا يرى له بول ولا غائط ، لان الله عزوجل قد وكل الأرض بابتلاع ما يخرج منه وتكون لرائحته أطيب من رائحة المسك ، ويكون أولى بالناس منهم بأنفسهم ، وأشفق عليهم من آبائهم وأمهاتهم ، ويكون أشد الناس تواضعا لله جل ذكره ، ويكون آخذ الناس بما يأمر به وأكف
__________________
(١) رواه الكليني ج ٢ ص ٣٥٩ في الصحيح عن أبي جعفر عليهالسلام عنه (ص).
(٢) كأنه مخصوص بما إذا كان عاريا في الشمس ولم ير في تلك الحال والا لتواتر نقل ذلك.
الناس عما ينهى عنه ، ويكون دعاؤه مستجابا حتى أنه لو دعا على صخرة لانشقت بنصفين ، ويكون عنده سلاح رسول الله (صلىاللهعليهوآله ) ، وسيفه ذو الفقار ، ويكون عنده صحيفة يكون فيها أسماء شيعته إلى يوم القيامة ، وصحيفة فيها أسماء أعدائه إلى يوم القيامة وتكون عنده الجامعة وهي صحيفة طولها سبعون ذراعا فيها جميع ما يحتاج إليه ولد آدم ، ويكون عنده الجفر الأكبر والأصغر : إهاب ما عز وإهاب كبش ، فيهما جميع العلوم حتى أرش الخدش وحتى الجلدة ونصف الجلدة وثلث الجلدة ، ويكون عنده مصحف فاطمة ( عليهاالسلام ).
٥٩١٥ ـ وروى لنا عبد الواحد بن محمد بن عبدوس النيسابوري رضياللهعنه قال : حدثنا علي بن محمد بن قتيبة ، عن الفضل بن شاذان قال : سمعت الرضا ( عليهالسلام ) يقول : « لما حمل رأس الحسين ( عليهالسلام ) إلى الشام أمر يزيد لعنه الله فوضع ونصب عليه مائدة ، فأقبل هو وأصحابه يأكلون ويشربون الفقاع فلما فرغوا أمر بالرأس فوضع في طست تحت سريره وبسط عليه رقعة الشطرنج وجلس يزيد لعنه الله يلعب بالشطرنج ويذكر الحسين بن علي وأباه وجده ( عليهمالسلام ) ويستهزئ بذكرهم ، فمتى قامر صاحبه تناول الفقاع فشربه ثلاث مرات ثم صب فضلته على ما يلي الطست من الأرض فمن كان من شيعتنا فليتورع عن شرب الفقاع واللعب بالشطرنج ، ومن نظر إلى الفقاع أو إلى الشطرنج فليذكر الحسين ( عليهالسلام ) وليلعن يزيد وآل زياد ، يمحو الله عزوجل بذلك ذنوبه ولو كانت بعدد النجوم ».
٥٩١٦ ـ وقال الرضا ( عليهالسلام ) : « من أصبح معافى في بدنه ، مخلا في سربه ، (١) عنده قوت يومه ، فكأنما حيزت له الدنيا ».
٥٩١٧ ـ وقال ( عليهالسلام ) : « جبلت القلوب على حب من أحسن إليها وبغض من أساء إليها ».
٥٩١٨ ـ وروى سعد بن طريف ، عن الأصبغ بن نباتة قال : قال أمير المؤمنين ( عليهالسلام ) في بعض خطبه : « أيها الناس اسمعوا قولي واعقلوه عنى فان الفراق قريب ، أنا
__________________
(١) أي لم يكن أسيرا في أيدي الظالمين أو محبوسا ، والسرب ـ بالفتح ـ الطريق.
إمام البرية ، ووصى خير الخليقة ، وزوج سيدة نساء الأمة ، وأبو العترة الطاهرة والأئمة الهادية ، أنا أخو رسول الله ( صلىاللهعليهوآله ) وصيه ووليه ووزيره وصاحبه وصفيه ، وحبيبه وخليله ، أنا أمير المؤمنين وقائد الغر المحجلين وسيد الوصيين ، حربي حرب الله ، وسلمى سلم الله ، وطاعتي طاعة الله ، وولايتي ولاية الله ، وشيعتي أولياء الله ، وأنصاري أنصار الله ، والذي خلقني ولم أك شيئا لقد علم المستحفظون من أصحاب محمد ( صلىاللهعليهوآله ) ان الناكثين والقاسطين والمارقين ملعونون على لسان النبي الأمي وقد خاب من افترى ».
٥٩١٩ ـ وقال أمير المؤمنين ( عليهالسلام ) : « قال رسول الله ( صلىاللهعليهوآله ) : اللهم ارحم خلفائي ، قيل : يا رسول الله ومن خلفاؤك؟ قال : الذين يأتون من بعدي يروون حديثي وسنتي » (١).
٥٩٢٠ ـ وروى المعلى بن محمد البصري ، عن جعفر بن سلمة ، عن عبد الله بن الحكم عن أبيه ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس قال : قال النبي ( صلىاللهعليهوآله ) : « إن عليا وصيي وخليفتي وزوجته فاطمة سيدة نساء العالمين ابنتي ، والحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة ولداي ، من والاهم فقد والاني ، ومن عاداهم فقد عاداني ، ومن ناوأهم فقد ناوأني (٢) ، ومن جفاهم فقد جفاني ، ومن برهم فقد برني ، وصل الله من وصلهم ، وقطع الله من قطعهم ، ونصر الله من أعانهم ، وخذل من خذلهم ، اللهم من كان له من أنبيائك ورسلك ثقل وأهل بيت فعلى وفاطمة والحسن والحسين أهل بيتي وثقلي فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا [ يا رب العالمين ] ».
ثم كتاب من لا يحضره الفقيه تأليف الشيخ العالم السعيد المؤيد أبى جعفر محمد بن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه القمي الفقيه رضياللهعنه وأرضاه.
__________________
(١) رواه المصنف في الأمالي والعيون بطرق عديدة.
(٢) المناوأة : المنازعة والمفاخرة والمعاداة.
تمت بحول الله وقوته تعاليقنا على أصل كتاب من لا يحضره الفقيه يوم الخميس من شهر صفر المظفر من شهور سنة ١٣٩٤ القمري وهو يوم النيروز من سنة ١٣٥٣ الشمسي والحمد لله أولا وآخرا ، وله الشكر ظاهرا وباطنا.
علي أكبر الغفاري.