السيد هاشم الحسيني البحراني
المحقق: الشيخ حامد الفدوي الأردستاني
الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: المكتبة المرتضويّة لإحياء الآثار الجعفريّة
المطبعة: ستاره
الطبعة: ١
ISBN: 978-964-96904-4-1
الصفحات: ٩٤١
البرهان من أرادها وقف عليها من هناك.
الإسم العشرون وخمسمأة : انه عزوجل نهى عن مخالفة أمره ، في قوله تعالى : (فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ)(١) الآية.
٧٨٤ / ٢٣ ـ محمد بن يعقوب : عن محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ، عن علي بن الحكم ، عن حسان بن (٢) علي ، قال : سمعت أبا عبد الله عليهالسلام يقول : «لا تذكروا سرنا بخلاف علانيتنا ، ولا علانيتنا بخلاف سرنا ، حسبكم أن تقولوا ما نقول ، وتصمتوا عما نصمت ، إنكم قد رأيتم أن الله عزوجل لم يجعل لأحد من الناس في خلافنا خيرا ، إن الله عزوجل يقول : (فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ)» (٣).
__________________
(١) النور ٢٤ : ٦٣.
(٢) في المصدر : عن.
(٣) الكافي ٨ : ٨٧ / ٥١.
سورة الفرقان
بسم الله الرحمن الرحيم
الإسم الحادي والعشرون وخمسمأة : انه مراد ، في قوله تعالى : (وَقالَ الظَّالِمُونَ إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلَّا رَجُلاً مَسْحُوراً)(١).
[الإسم] الثاني والعشرون وخمسمأة : انه السبيل ، في قوله تعالى : (فَضَلُّوا فَلا يَسْتَطِيعُونَ سَبِيلاً)(٢).
٧٨٥ / ١ ـ علي بن إبراهيم ، قال : حدثني محمد بن عبد الله ، عن أبيه ، عن محمد بن الحسين ، عن محمد بن سنان ، عن عمار بن مروان ، عن منخل بن جميل الرقي ، عن جابر بن يزيد الجعفي ، قال : قال أبو جعفر عليهالسلام : «نزل جبرئيل عليهالسلام على رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم بهذه الآية هكذا : (وَقالَ الظَّالِمُونَ) لآل محمد حقهم (إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلَّا رَجُلاً مَسْحُوراً* انْظُرْ كَيْفَ ضَرَبُوا لَكَ الْأَمْثالَ فَضَلُّوا فَلا يَسْتَطِيعُونَ) ، قال : «إلى ولاية علي عليهالسلام ، وعلي عليهالسلام هو السبيل» (٣).
__________________
(١) (١ و ٢) الفرقان ٢٥ : ٨ ، ٩.
(٢) (١ و ٢) الفرقان ٢٥ : ٨ ، ٩.
(٣) تفسير القمي ٢ : ١١١.
عنه ، قال : حدثنا محمد بن همام ، عن جعفر بن [محمد بن] مالك ، قال : حدثني محمد بن المثنى ، عن أبيه ، عن عثمان بن يزيد (١) ، عن جابر بن يزيد ، عن أبي جعفر عليهالسلام مثله (٢).
٧٨٦ / ٢ ـ محمد بن العباس ، قال : حدثنا محمد بن القاسم ، عن أحمد بن محمد السياري ، عن محمد بن خالد ، عن محمد بن علي الصيرفي ، عن محمد بن فضيل ، عن أبي حمزة الثمالي ، عن أبي جعفر محمد بن علي عليهماالسلام ، أنه قرأ : («وَقالَ الظَّالِمُونَ) لآل محمد حقهم (إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلَّا رَجُلاً مَسْحُوراً) ، يعنون محمدا صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فقال الله عزوجل لرسوله : (انْظُرْ كَيْفَ ضَرَبُوا لَكَ الْأَمْثالَ فَضَلُّوا فَلا يَسْتَطِيعُونَ سَبِيلاً) إلى ولاية علي عليهالسلام ، وعلي عليهالسلام هو السبيل» (٣).
٧٨٧ / ٣ ـ علي بن إبراهيم ، قال : [حدثني محمد بن عبد الله ، عن أبيه ، عن محمد بن الحسين ، عن محمد بن سنان ، عن عمار بن مروان ، عن منخل بن جميل الرقي ، عن جابر بن يزيد الجعفي ، قال : قال أبو جعفر عليهالسلام] : «نزل جبرئيل عليهالسلام [على رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم] بهذا الآية هكذا : (وَقالَ الظَّالِمُونَ) لآل محمد حقهم (إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلَّا رَجُلاً مَسْحُوراً* انْظُرْ كَيْفَ ضَرَبُوا لَكَ الْأَمْثالَ فَضَلُّوا فَلا يَسْتَطِيعُونَ سَبِيلاً) ، قال : إلى ولاية علي عليهالسلام ، وعلي هو السبيل» (٤).
الإسم الثالث والعشرون وخمسمأة : انه الساعة ، في قوله تعالى : (بَلْ كَذَّبُوا بِالسَّاعَةِ وَأَعْتَدْنا لِمَنْ كَذَّبَ بِالسَّاعَةِ سَعِيراً)(٥).
__________________
(١) في المصدر : زيد.
(٢) تفسير القمي ٢ : ١١١.
(٣) تأويل الآيات ١ : ٣٧١ / ١.
(٤) تفسير القمي ٢ : ١١١.
(٥) الفرقان ٢٥ : ١١.
٧٨٨ / ٤ ـ محمد بن إبراهيم النعماني في كتاب (الغيبة) ، قال : حدثنا عبد الواحد بن عبد الله ، قال : أخبرنا محمد بن جعفر القرشي ، قال : حدثنا محمد بن الحسين بن أبي الخطاب ، عن عمر بن أبان الكلبي ، عن أبي الصامت ، قال : قال أبو عبد الله جعفر بن محمد عليهماالسلام : «الليل اثنتا عشرة ساعة ، والنهار اثنتا عشرة ساعة ، والشهور اثنا عشر شهرا ، والأئمة اثنا عشر إماما ، والنقباء اثنا عشر نقيبا ، وإن عليا عليهالسلام ساعة من اثنتي عشرة ساعة ، وهو قول الله عزوجل : (بَلْ كَذَّبُوا بِالسَّاعَةِ وَأَعْتَدْنا لِمَنْ كَذَّبَ بِالسَّاعَةِ سَعِيراً»)(١).
٧٨٩ / ٥ ـ عنه ، قال : أخبرنا عبد الواحد بن عبد الله بن يونس الموصلي ، قال : حدثنا أحمد بن محمد بن رباح الزهري ، قال : حدثنا أحمد بن علي الحميري ، قال : حدثني الحسن بن أيوب ، عن عبد الكريم بن عمرو الخثعمي ، عن المفضل بن عمر ، قال : قلت لأبي عبد الله عليهالسلام : قول الله عزوجل : (بَلْ كَذَّبُوا بِالسَّاعَةِ وَأَعْتَدْنا لِمَنْ كَذَّبَ بِالسَّاعَةِ سَعِيراً؟) قال لي : «إن الله خلق السنة اثني عشر شهرا ، وجعل الليل اثنتي عشرة ساعة ، وجعل النهار اثنتي عشرة ساعة ، ومنا اثني عشر محدثا ، وكان أمير المؤمنين عليهالسلام ساعة من تلك الساعات» (٢).
٧٩٠ / ٦ ـ علي بن إبراهيم ، قال : حدثنا أحمد بن علي ، قال : حدثني الحسين بن أحمد ، عن أحمد بن هلال ، عن عمر الكلبي ، عن أبي الصامت ، قال : قال أبو عبد الله عليهالسلام : «إن الليل والنهار اثنتا عشرة ساعة ، وإن علي بن أبي طالب عليهالسلام أشرف ساعة من اثنتي عشر ساعة ، وهو قول الله عزوجل : (بَلْ كَذَّبُوا بِالسَّاعَةِ وَأَعْتَدْنا لِمَنْ كَذَّبَ بِالسَّاعَةِ سَعِيراً)» (٣).
__________________
(١) الغيبة : ٨٥ / ١٥.
(٢) الغيبة : ٨٤ / ١٣.
(٣) تفسير القمي ٢ : ١١٢.
٧٩١ / ٧ ـ ابن شهر آشوب : عن علي بن حاتم ، في كتاب (الأخبار) لأبي الفرج بن شاذان ، أنه نزل قوله تعالى : (بَلْ كَذَّبُوا بِالسَّاعَةِ) يعني كذبوا بولاية علي عليهالسلام ، قال : وهو المروي ، عن الرضا عليهالسلام (١).
الإسم الرابع والعشرون وخمسمأة : انه جعل عدوه له فتنة ، في قوله تعالى : (وَجَعَلْنا بَعْضَكُمْ لِبَعْضٍ فِتْنَةً)(٢).
٧٩٢ / ٨ ـ علي بن إبراهيم ، في قوله تعالى : (وَجَعَلْنا بَعْضَكُمْ لِبَعْضٍ فِتْنَةً) أي : اختبارا (٣).
[الإسم] الخامس والعشرون وخمسمأة : انه من الذين صبروا ، في قوله تعالى : (أَتَصْبِرُونَ وَكانَ رَبُّكَ بَصِيراً)(٤).
٧٩٣ / ٩ ـ محمد بن العباس ، قال : حدثنا محمد بن همام ، عن محمد بن إسماعيل العلوي ، عن عيسى بن داود النجار ، قال : حدثني مولاي أبو الحسن موسى بن جعفر ، عن أبيه ، عن أبي جعفر عليهمالسلام ، قال : «جمع رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم أمير المؤمنين علي بن أبي طالب وفاطمة والحسن والحسين عليهمالسلام ، فأغلق عليهم الباب ، فقال : يا أهلي وأهل الله ، إن الله عزوجل يقرأ عليكم السلام ، وهذا جبرئيل معكم في البيت ، ويقول : إن الله عزوجل يقول : إني قد جعلت عدوكم لكم فتنة ، فما تقولون؟ قالوا : نصبر ـ يا رسول الله ـ لأمر الله ، وما نزل من قضائه ، حتى تقدم على الله عزوجل ، ونستكمل جزيل ثوابه ، قد سمعناه يعد الصابرين الخير كله ؛ فبكى رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم حتى سمع نحيبه من خارج البيت ، فنزلت هذه الآية : (وَجَعَلْنا
__________________
(١) مناقب ابن شهر آشوب ٣ : ١٠٣.
(٢) الفرقان ٢٥ : ٢٠.
(٣) تفسير القمي ٢ : ١١١.
(٤) الفرقان ٢٥ : ٢٠.
بَعْضَكُمْ لِبَعْضٍ فِتْنَةً أَتَصْبِرُونَ وَكانَ رَبُّكَ بَصِيراً) أنهم سيصبرون ، أي سيصبرون كما قالوا صلوات الله عليهم أجمعين» (١).
الإسم السادس والعشرون وخمسمأة : انه الغمام ، في قوله تعالى : (وَيَوْمَ تَشَقَّقُ السَّماءُ بِالْغَمامِ)(٢).
٧٩٤ / ١٠ ـ علي بن إبراهيم ، قال : حدثنا محمد بن همام ، قال : حدثنا جعفر بن محمد بن مالك ، عن محمد بن حمدان ، عن محمد بن سنان ، عن يونس بن ظبيان ، عن أبي عبد الله عليهالسلام ، قال : سألته عن قول الله عزوجل : (وَيَوْمَ تَشَقَّقُ السَّماءُ بِالْغَمامِ وَنُزِّلَ الْمَلائِكَةُ تَنْزِيلاً) ، قال : «الغمام : أمير المؤمنين عليهالسلام» (٣).
الإسم السابع والعشرون وخمسمأة : انه السبيل ، في قوله تعالى : (يَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلى يَدَيْهِ يَقُولُ يا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلاً).
[الإسم] الثامن والعشرون وخمسمأة : انه الذكر ، في قوله تعالى : (لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جاءَنِي).
[الإسم] التاسع والعشرون وخمسمأة : انه القرآن ، في قوله تعالى : (وَقالَ الرَّسُولُ يا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هذَا الْقُرْآنَ مَهْجُوراً)(٤).
٧٩٥ / ١١ ـ الطبرسي في (مجمع البيان) : في معنى قوله تعالى : (وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلى يَدَيْهِ) قال : انه يأكل يديه حتى يذهبا إلى المرفقين ، ثم ينبتان ، فلا يزال هكذا ، كلما نبتت يده أكلها ، ندامة على ما فعل (٥).
__________________
(١) تأويل الآيات ١ : ٣٧٢ / ٣.
(٢) الفرقان ٢٥ : ٢٥.
(٣) تفسير القمي ٢ : ١١٣.
(٤) الفرقان ٢٥ : ٣٠.
(٥) مجمع البيان ٧ : ٢٦٣.
٧٩٦ / ١٢ ـ محمّد بن العبّاس ، قال : حدّثنا محمّد (١) بن القاسم ، عن أحمد بن محمّد بن السيّاري ، عن محمّد بن خالد ، عن حمّاد ، عن حريز ، عن أبي عبد الله عليهالسلام ، قال : «قوله عزوجل : (يا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلاً) يعني عليّ بن أبي طالب عليهالسلام» (٢).
٧٩٧ / ١٣ ـ عنه : بالإسناد ، عن محمّد بن خالد ، عن محمّد بن عليّ ، عن محمّد بن فضيل ، عن أبي حمزة الثمالي ، عن أبي جعفر عليهالسلام ، في قوله عزوجل : (يا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلاً) [قال :] «يعني عليّ بن أبي طالب عليهالسلام» (٣).
٧٩٨ / ١٤ ـ وعن محمّد بن إسماعيل رحمهالله ، بإسناده عن جعفر بن محمّد الطيّار ، عن أبي الخطّاب ، عن أبي عبد الله عليهالسلام ، أنّه قال : «والله ما كنّى الله في كتابه حتّى قال : (يا وَيْلَتى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلاناً خَلِيلاً) ، وإنّما هي في مصحف عليّ عليهالسلام : يا ويلتي ليتني لم أتّخذ الثاني خليلا ، وسيظهر يوما» (٤).
٧٩٩ / ١٥ ـ وعن محمّد بن جمهور ، عن حمّاد بن عيسى ، عن حريز ، عن رجل ، عن أبي عبد الله عليهالسلام ، أنّه قال : «(يَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلى يَدَيْهِ يَقُولُ يا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلاً يا وَيْلَتى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلاناً خَلِيلاً) ـ قال ـ يقول الأوّل للثاني» (٥).
٨٠٠ / ١٦ ـ محمّد بن يعقوب : عن محمّد بن عليّ بن معمر ، عن محمّد بن عليّ بن عكاية التميميّ ، عن الحسين بن النضر الفهري ، عن أبي عمرو الأوزاعي ، عن
__________________
(١) في المصدر : أحمد.
(٢) تأويل الآيات ١ : ٣٧٣ / ٥.
(٣) تأويل الآيات ١ : ٣٧٣ / ٦.
(٤) تأويل الآيات ١ : ٣٧٤ / ٨.
(٥) تأويل الآيات ١ : ٣٧٤ / ٩.
عمرو بن شمر ، عن جابر بن يزيد ، عن أبي جعفر عليهالسلام ، عن أمير المؤمنين عليهالسلام في خطبة طويلة قال عليهالسلام. فيها يذكر بعض مناقبه إلى أن قال : فخرج رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم إلى حجّة الوداع ، ثمّ صار إلى غدير خمّ ، فأمر فأصلح له شبيه المنبر ، ثمّ علاه ، فأخذ بعضدي حتّى رؤي بياض إبطيه ، رافعا صوته ، قائلا في محفله : من كنت مولاه فعليّ مولاه ، اللهمّ وال من والاه ، وعاد من عاداه ؛ فكانت على ولايتي ولاية الله ، وعلى عداوتي عداوة الله ، فأنزل الله عزوجل في ذلك اليوم : (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِيناً)(١) فكانت ولايتي كمال الدين ، ورضى الربّ جلّ ذكره.
فأنزل الله تبارك وتعالى اختصاصا لي ، وإكراما (٢) نحلنيه ، وإعظاما وتفضيلا من رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم منحنيه ، وهو قوله تعالى : (ثُمَّ رُدُّوا إِلَى اللهِ مَوْلاهُمُ الْحَقِّ أَلا لَهُ الْحُكْمُ وَهُوَ أَسْرَعُ الْحاسِبِينَ)(٣).
وفيّ مناقب لو ذكرتها لعظم بها الارتفاع ، وطال لها الاستماع ، ولئن تقمّصها دوني الأشقيان ، ونازعاني فيما ليس لهما بحقّ ، وركباها ضلالة ، واعتقداها جهالة ، ولبئس ما عليه وردا ، ولبئس ما لأنفسهما مهّدا ، يتلاعنان في دورهما ، ويتبرّأ كلّ واحد منهما من صاحبه ، يقول لقرينه إذا التقيا : (يا لَيْتَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ بُعْدَ الْمَشْرِقَيْنِ فَبِئْسَ الْقَرِينُ)(٤) ، فيجيبه الأشقى على رثوثته (٥) : (يا وَيْلَتى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلاناً خَلِيلاً* لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جاءَنِي وَكانَ الشَّيْطانُ لِلْإِنْسانِ خَذُولاً) ، فأنا الذكر
__________________
(١) المائدة ٥ : ٣.
(٢) في المصدر : وتكرّما.
(٣) الأنعام ٦ : ٦٢.
(٤) الزخرف ٤٣ : ٣٨.
(٥) الرّثوثة : البلى. «لسان العرب ـ رثث ـ ٢ : ١٥١».
الذي عنه ضلّ ، والسبيل الذي عنه مال ، والإيمان الذي به كفر ، والقرآن الذي إيّاه هجر ، والدين الذي به كذب ، والصراط الذي عنه نكب (١).
والخطبة في كتاب البرهان أكثرها ذكر في كتاب البرهان في تفسير هذه الآية. وقد تقدّم حديث حسن في ، قوله تعالى : (إِلَّا بِحَبْلٍ مِنَ اللهِ وَحَبْلٍ مِنَ النَّاسِ) من سورة آل عمران ، وفي قوله تعالى : (فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ) من سورة إبراهيم ، والروايات بهذا المعنى كثيرة مذكورة في كتاب البرهان.
الإسم الثلاثون وخمسمأة : أنّه مراد ، في قوله تعالى : (وَلَقَدْ صَرَّفْناهُ بَيْنَهُمْ لِيَذَّكَّرُوا فَأَبى أَكْثَرُ النَّاسِ إِلَّا كُفُوراً)(٢).
٨٠١ / ١٧ ـ شرف الدين النجفيّ في كتاب (ما نزل في العترة الطاهرة) ، قال : روى محمّد بن عليّ ، عن محمّد بن فضيل ، عن أبي حمزة ، عن أبي جعفر عليهالسلام ، قال : «نزل جبرئيل عليهالسلام على محمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم بهذه الآية هكذا : فأبى أكثر الناس من امّتك بولاية عليّ عليهالسلام إلّا كفورا» (٣).
الإسم الحادي والثلاثون وخمسمأة ، والثاني والثلاثون وخمسمأة : انّه نسبا وصهرا ، في قوله تعالى : (وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْماءِ بَشَراً فَجَعَلَهُ نَسَباً وَصِهْراً وَكانَ رَبُّكَ قَدِيراً)(٤).
__________________
(١) الكافي ٨ : ١٨ / ٤.
(٢) الفرقان ٢٥ : ٥٠.
(٣) تأويل الآيات ١ : ٣٧٥ / ١١.
(٤) الفرقان ٢٥ : ٥٤.
٨٠٢ / ١٨ ـ محمّد بن العبّاس ، قال : حدّثنا عليّ بن عبد الله بن أسد ، عن إبراهيم بن محمّد الثقفيّ ، عن أحمد (١) بن معمر الأسدي ، عن الحسن بن محمّد الأسدي ، عن الحكم بن ظهير ، عن السّدّي ، عن أبي مالك ، عن ابن عبّاس ، قال : قوله عزوجل : (وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْماءِ بَشَراً فَجَعَلَهُ نَسَباً وَصِهْراً) نزلت في النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وعليّ عليهالسلام ، زوّج النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم عليا عليهالسلام ابنته ، وهو ابن عمّه ، فكان له نسبا وصهرا» (٢).
٨٠٣ / ١٩ ـ عنه ، قال : حدّثنا عبد العزيز بن يحيى ، قال : حدّثنا المغيرة بن محمّد ، عن رجاء بن سلمة ، عن نايل بن نجيح ، عن عمرو بن شمر ، عن جابر الجعفي ، عن عكرمة ، عن ابن عبّاس ، في قوله عزوجل : (وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْماءِ بَشَراً فَجَعَلَهُ نَسَباً وَصِهْراً). قال : لمّا خلق الله آدم ، خلق نطفته من الماء ، فمزجها بنوره ، ثمّ أودعها آدم عليهالسلام ، ثمّ أودعها ابنه شيث ، ثمّ أنوش ، ثمّ قينان ، ثمّ أبا فأبا ، حتّى أودعها إبراهيم عليهالسلام ، ثمّ أودعها إسماعيل عليهالسلام ، ثمّ امّا فامّا ، وأبا فأبا ، من طاهر الأصلاب ، إلى مطهّرات الأرحام ، حتّى صارت إلى عبد المطلّب. فانفلق (٣) ذلك النور فرقتين : فرقة إلى عبد الله ، فولد محمّدا صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وفرقة إلى أبي طالب ، فولد عليّا عليهالسلام ، ثم ألّف الله النكاح بينهما ، فزوّج الله عليّا بفاطمة عليهماالسلام ، فذلك قوله عزوجل : (وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْماءِ بَشَراً فَجَعَلَهُ نَسَباً وَصِهْراً وَكانَ رَبُّكَ قَدِيراً)(٤).
٨٠٤ / ٢٠ ـ ابن بابويه ، قال : حدّثنا أبو العبّاس محمّد بن إبراهيم بن إسحاق الطالقاني رحمهالله ، قال : حدّثنا عبد العزيز بن يحيى بالبصرة ، قال : حدّثنا المغيرة بن
__________________
(١) في النسخة : محمّد.
(٢) تأويل الآيات ١ : ٣٧٦ / ١٣ ؛ شواهد التنزيل ١ : ٥٣٨ / ٥٧٣.
(٣) في المصدر : ففرق.
(٤) تأويل الآيات ١ : ٣٧٧ / ١٤.
محمّد ، قال : حدّثنا رجاء بن سلمة ، عن عمرو بن شمر ، عن جابر الجعفي ، عن أبي جعفر محمّد بن عليّ عليهماالسلام ، قال : «خطب أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليهالسلام بالكوفة ، بعد منصرفه من النّهروان ، وبلغه أنّ معاوية يسبّه ، ويعيبه (١) ، ويقتل أصحابه ، فقام خطيبا ـ وذكر الخطبة ، إلى أن قال فيها عليهالسلام ـ وأنا الصّهر ، يقول الله عزوجل : (وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْماءِ بَشَراً فَجَعَلَهُ نَسَباً وَصِهْراً»)(٢).
٨٠٥ / ٢١ ـ الشيخ في (أماليه) ، قال : حدّثنا محمّد بن عليّ بن خنيس (٣) ، قال : حدّثنا أبو الحسن عليّ بن القاسم بن يعقوب بن عيسى بن الحسن بن جعفر بن إبراهيم القسي (٤) الخزّاز إملاء في منزله ، قال : حدّثنا أبو زيد محمّد بن الحسين بن مطاع المسلي إملاء ، قال : حدّثنا أبو العبّاس أحمد بن جبر القوّاس خال ابن كرديّ ، قال : حدّثنا محمّد بن سلمة الواسطيّ ، [قال : حدّثنا يزيد بن هارون] ، قال : حدّثنا حمّاد بن سلمة ، قال : حدّثنا ثابت ، عن أنس بن مالك ، قال : ركب رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ذات يوم بغلته ، فانطلق إلى جبل آل فلان ، وقال : «يا أنس ، خذ البغلة ، وانطلق إلى موضع كذا وكذا ، تجد عليّا جالسا يسبّح بالحصى ، فأقرئه منّي السّلام ، واحمله على البغلة ، وآت به إليّ» قال أنس : فذهبت ، فوجدت عليّا عليهالسلام كما قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فحملته على البغلة ، فأتيت به إليه ، فلمّا أن بصر به رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، قال : «السّلام عليك ، يا رسول الله» قال : «وعليك السّلام ـ يا أبا الحسن ـ اجلس ، فإنّ هذا موضع قد جلس فيه سبعون نبيّا مرسلا ، ما جلس فيه من الأنبياء أحد إلّا وأنا خير منه ، وقد جلس في موضع كلّ نبيّ أخ له ، ما جلس من
__________________
(١) في المصدر : ويلعنه.
(٢) معاني الأخبار : ٥٩ / ٩.
(٣) في المصدر : خشيش.
(٤) في المصدر : القيسي.
الإخوة أحد إلّا وأنت خير منه».
قال أنس : فنظرت إلى سحابة قد أظلّتهما ، ودنت من رؤوسهما ، فمدّ النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم يده إلى السّحابة ، فتناول عنقود عنب ، فجعله بينه وبين عليّ عليهالسلام ، وقال : «كل يا أخي ، فهذه هدية من الله تعالى إليّ ، ثمّ إليك».
قال أنس : فقلت يا رسول الله ، علي أخوك؟ قال : «نعم ، عليّ أخي». قلت : يا رسول الله ، صف لي كيف عليّ أخوك؟ قال : «إنّ الله عزوجل خلق ماء تحت العرش قبل أن يخلق آدم بثلاثة آلاف عام ، وأسكنه في لؤلؤة خضراء ، في غامض علمه ، إلى أن خلق آدم. فلما خلق آدم ، نقل ذلك الماء من اللؤلؤة ، فأجراه في صلب آدم ، إلى أن قبضه الله ، ثمّ نقله إلى صلب شيث ، فلم يزل ذلك الماء ينتقل من ظهر إلى ظهر ، حتّى صار في صلب عبد المطّلب ، ثمّ شقّه الله عزوجل نصفين : فصار نصف في أبي عبد الله ، ونصف في أبي طالب ، فأنا من نصف الماء ، وعليّ من النصف الآخر ، فعليّ أخي في الدنيا والآخرة». ثمّ قرأ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : (وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْماءِ بَشَراً فَجَعَلَهُ نَسَباً وَصِهْراً)(١).
وباقي الروايات في الآية تؤخذ من كتاب البرهان.
الإسم الثالث والثلاثون وخمسمأة : انّه ربّه في الولاية ، في قوله تعالى : (وَكانَ الْكافِرُ عَلى رَبِّهِ ظَهِيراً)(٢).
٨٠٦ / ٢٢ ـ عليّ بن إبراهيم ، قال : قد يسمّى الإنسان بهذا الإسم لغة ، كقوله : (اذْكُرْنِي عِنْدَ رَبِّكَ)(٣) وكلّ مالك لشيء يسمّى ربّه ، فقوله : (وَكانَ الْكافِرُ عَلى
__________________
(١) أمالي الطوسي : ٣١٢ / ٨٤.
(٢) الفرقان ٢٥ : ٥٥.
(٣) يوسف ١٢ : ٤٢.
رَبِّهِ ظَهِيراً) قال : الكافر الثاني ، كان على أمير المؤمنين عليهالسلام ظهيرا (١).
٨٠٧ / ٢٣ ـ محمّد بن الحسن الصفّار : عن عبد الله بن عامر ، عن أبي عبد الله البرقي ، عن الحسين بن عثمان ، عن محمّد بن الفضيل ، عن أبي حمزة ، قال : سألت أبا جعفر عليهالسلام عن قول الله تبارك وتعالى : (وَكانَ الْكافِرُ عَلى رَبِّهِ ظَهِيراً) ، قال : «تفسيرها في بطن القرآن : عليّ عليهالسلام هو ربّه في الولاية والطاعة ، والربّ هو الخالق الذي لا يوصف».
وقال أبو جعفر عليهالسلام : «إنّ عليّا عليهالسلام آية لمحمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وإنّ محمّدا صلىاللهعليهوآلهوسلم يدعو إلى ولاية عليّ عليهالسلام ، أما بلغك قول رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : من كنت مولاه فعليّ مولاه ، اللهمّ وال من والاه ، وعاد من عاداه؟» (٢).
الإسم الرابع والثلاثون وخمسمأة : انّه من عباد الرحمن ، في قوله تعالى : (وَعِبادُ الرَّحْمنِ).
[الإسم] الخامس والثلاثون وخمسمأة : (الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْناً).
[الإسم] السادس والثلاثون وخمسمأة : (وَإِذا خاطَبَهُمُ الْجاهِلُونَ قالُوا سَلاماً).
[الإسم] السابع والثلاثون وخمسمأة : (وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّداً وَقِياماً).
[الإسم] الثامن والثلاثون وخمسمأة : (وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذابَها كانَ غَراماً* إِنَّها ساءَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقاماً)(٣).
٨٠٨ / ٢٤ ـ محمّد بن يعقوب : عن محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن ابن محبوب ، عن محمّد بن النعمان ، عن سلّام ، قال : سألت أبا جعفر عليهالسلام عن قوله تعالى : (الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْناً) ، قال : «هم الأوصياء ، من
__________________
(١) تفسير القمّي ٢ : ١١٥.
(٢) بصائر الدرجات : ٧٧ / ٥.
(٣) الفرقان ٢٥ : ٦٥ و ٦٦.
مخافة عدوّهم» (١).
٨٠٩ / ٢٥ ـ عليّ بن إبراهيم ، قال : أخبرنا أحمد بن إدريس ، قال : حدّثنا أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن ابن أبي نجران ، عن حمّاد ، عن حريز ، عن زرارة ، عن أبي جعفر عليهالسلام ، في قوله : (وَعِبادُ الرَّحْمنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْناً) ، [قال : «الأئمّة يمشون على الأرض هونا] ، خوفا من عدوّهم» (٢).
٨١٠ / ٢٦ ـ عنه : عن أحمد بن إدريس ، عن أحمد بن محمّد ، عن عليّ بن الحكم ، عن سليمان بن جعفر ، قال : سألت أبا الحسن عليهالسلام عن قول الله تعالى : (وَعِبادُ الرَّحْمنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْناً وَإِذا خاطَبَهُمُ الْجاهِلُونَ قالُوا سَلاماً* وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّداً وَقِياماً) قال : «هم الأئمّة عليهمالسلام ، يتّقون في مشيهم على الأرض» (٣).
٨١١ / ٢٧ ـ محمّد بن العبّاس ، قال : حدّثنا الحسين بن أحمد ، عن محمّد بن عيسى ، عن يونس ، عن المفضّل بن صالح ، عن محمّد الحلبي ، عن زرارة ، وحمران ، ومحمّد بن مسلم ، عن أبي جعفر عليهالسلام ، في قول الله عزوجل : (وَعِبادُ الرَّحْمنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْناً وَإِذا خاطَبَهُمُ الْجاهِلُونَ قالُوا سَلاماً) ، قال : «هذه الآيات للأوصياء ، إلى أن يبلغوا (حَسُنَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقاماً)(٤)» (٥).
٨١٢ / ٢٨ ـ أبو عليّ الطبرسي : في معنى قوله تعالى : (يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْناً) ، قال أبو عبد الله عليهالسلام : «هو الرجل يمشي بسجيّته التي جبل عليها ، ولا
__________________
(١) الكافي ١ : ٤٢٧ / ٧٨.
(٢) تفسير القمّي ٢ : ١١٦.
(٣) تفسير القمّي ٢ : ١١٦.
(٤) الفرقان ٢٥ : ٧٦.
(٥) تأويل الآيات ١ : ٣٨١ / ١٧.
يتكلّف ، ولا يتبختر» (١).
٨١٣ / ٢٩ ـ عليّ بن إبراهيم ، قال : في رواية أبي الجارود ، عن أبي جعفر عليهالسلام في قوله : (إِنَّ عَذابَها كانَ غَراماً) ، يقول : «ملازما لا يفارق» (٢).
الإسم التاسع والثلاثون وخمسمأة : انّه من ، (وَالَّذِينَ إِذا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكانَ بَيْنَ ذلِكَ قَواماً).
[الإسم] الأربعون وخمسمأة : (وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللهِ إِلهاً آخَرَ).
[الإسم] الحادي والأربعون وخمسمأة : (وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللهُ إِلَّا بِالْحَقِ).
[الإسم] الثاني والأربعون وخمسمأة : (وَلا يَزْنُونَ).
[الإسم] الثالث والأربعون وخمسمأة : (وَالَّذِينَ لا يَشْهَدُونَ الزُّورَ).
[الإسم] الرابع والأربعون وخمسمأة : (وَإِذا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِراماً).
[الإسم] الخامس والأربعون وخمسمأة : (وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنا هَبْ لَنا مِنْ أَزْواجِنا وَذُرِّيَّاتِنا قُرَّةَ أَعْيُنٍ).
[الإسم] السادس والأربعون وخمسمأة : (وَاجْعَلْنا لِلْمُتَّقِينَ إِماماً).
[الإسم] السابع والأربعون وخمسمأة : (أُوْلئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِما صَبَرُوا).
[الإسم] الثامن والأربعون وخمسمأة : (وَيُلَقَّوْنَ فِيها تَحِيَّةً وَسَلاماً).
[الإسم] التاسع والأربعون وخمسمأة : (خالِدِينَ فِيها حَسُنَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقاماً)(٣).
٨١٤ / ٣٠ ـ أحمد بن محمّد بن خالد البرقي في (المحاسن) : عن ابن فضّال ، عن عليّ بن عقبة ، عن سليمان بن خالد ، قال : كنت في محمل أقرأ ، إذ ناداني
__________________
(١) مجمع البيان ٧ : ٢٧٩.
(٢) تفسير القمّي ٢ : ١١٦.
(٣) الفرقان ٢٥ : ٧٦.
أبو عبد الله عليهالسلام : «إقرأ ، يا سليمان» وأنا في هذه الآيات التي في آخر تبارك : (وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللهِ إِلهاً آخَرَ وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذلِكَ يَلْقَ أَثاماً* يُضاعَفْ) ، فقال : «هذه فينا ، أما والله لقد وعظنا وهو يعلم أنّا لا نزني ، إقرأ يا سليمان».
فقرأت حتّى انتهيت إلى قوله : (إِلَّا مَنْ تابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صالِحاً فَأُوْلئِكَ يُبَدِّلُ اللهُ سَيِّئاتِهِمْ حَسَناتٍ وَكانَ اللهُ غَفُوراً رَحِيماً) ، قال : «قف ، هذه فيكم ، إنّه يؤتى بالمؤمن المذنب يوم القيامة حتّى يوقف بين يدي الله عزوجل ، فيكون هو الذي يلي حسابه ، فيوقفه على سيّئاته ، شيئا فشيئا ، فيقول : عملت كذا وكذا ، في يوم كذا ، في ساعة كذا. فيقول : أعرف ، يا ربّ ـ قال ـ حتّى يوقفه على سيّئاته كلّها ، كلّ ذلك يقول : أعرف ، فيقول : سترتها عليك في الدنيا ، وأغفرها لك اليوم ، أبدلوها لعبدي حسنات ـ قال ـ فترفع صحيفته للناس ، فيقولون : سبحان الله ، أما كانت لهذا العبد ولا سيّئة واحدة! فهو قول الله عزوجل : (فَأُوْلئِكَ يُبَدِّلُ اللهُ سَيِّئاتِهِمْ حَسَناتٍ)».
قال : ثمّ قرأت ، حتّى انتهيت إلى قوله : (وَالَّذِينَ لا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِراماً)(١) ، قال : «هذه فينا».
ثمّ قرأت : (وَالَّذِينَ إِذا ذُكِّرُوا بِآياتِ رَبِّهِمْ لَمْ يَخِرُّوا عَلَيْها صُمًّا وَعُمْياناً)(٢) ، فقال : «هذه فيكم ، إذا ذكرتم فضلنا لم تشكّوا».
ثمّ قرأت : (وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنا هَبْ لَنا مِنْ أَزْواجِنا وَذُرِّيَّاتِنا قُرَّةَ أَعْيُنٍ)(٣) ، إلى آخر السورة ، فقال : «هذه فينا» (٤).
__________________
(١) الفرقان ٢٥ : ٧٢.
(٢) الفرقان ٢٥ : ٧٣.
(٣) الفرقان ٢٥ : ٧٤.
(٤) المحاسن ١ : ٢٧٣ / ١٣٨.
٨١٥ / ٣١ ـ محمّد بن العبّاس ، قال : حدّثنا أحمد بن محمّد ، عن حويرث (١) بن محمّد الحارثيّ ، عن إبراهيم بن الحكم بن ظهير ، عن أبيه ، عن السدّي ، عن أبي مالك ، عن ابن عبّاس ، في قوله تعالى : (وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنا هَبْ لَنا مِنْ أَزْواجِنا وَذُرِّيَّاتِنا قُرَّةَ أَعْيُنٍ) الآية ، نزلت في عليّ بن أبي طالب عليهالسلام (٢).
٨١٦ / ٣٢ ـ عنه ، قال : حدّثنا محمّد بن الحسين ، عن جعفر بن عبد الله المحمّدي ، عن كثير بن العبّاس (٣) ، عن أبي الجارود ، عن أبي جعفر عليهالسلام ، في قول الله عزوجل : (وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنا هَبْ لَنا مِنْ أَزْواجِنا وَذُرِّيَّاتِنا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنا لِلْمُتَّقِينَ إِماماً) ، [قال :] أي هداة يهتدي بنا ، وهذه لآل محمّد عليهمالسلام خاصّة» (٤).
٨١٧ / ٣٣ ـ وعنه ، قال : حدّثنا محمّد بن القاسم بن سلام ، عن عبيد بن كثير ، عن الحسين بن نصر بن مزاحم ، عن عليّ بن زيد الخراسانيّ ، عن عبد الله بن وهب الكوفيّ ، عن أبي هارون العبديّ ، عن أبي سعيد الخدريّ ، في قول الله عزوجل : (رَبَّنا هَبْ لَنا مِنْ أَزْواجِنا وَذُرِّيَّاتِنا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنا لِلْمُتَّقِينَ إِماماً) ، قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم لجبرئيل عليهالسلام : (مِنْ أَزْواجِنا)؟ قال : خديجة. قال : (وَذُرِّيَّاتِنا؟) قال : فاطمة. قال : (قُرَّةَ أَعْيُنٍ؟) قال : الحسن والحسين. قال : (وَاجْعَلْنا لِلْمُتَّقِينَ إِماماً). قال : عليّ بن أبي طالب عليهمالسلام (٥).
٨١٨ / ٣٤ ـ وعنه : عن محمّد بن جمهور ، عن الحسن بن محبوب ، عن أبي أيّوب الخزّاز ، عن أبي بصير ، قال : قلت لأبي عبد الله عليهالسلام : (وَاجْعَلْنا لِلْمُتَّقِينَ
__________________
(١) في المصدر : حريث.
(٢) تأويل الآيات ١ : ٣٨٤ / ٢٤.
(٣) في المصدر : عيّاس.
(٤) تأويل الآيات ١ : ٣٨٤ / ٢٥.
(٥) تأويل الآيات ١ : ٣٨٥ / ٢٧ ؛ شواهل التنزيل ١ : ٥٣٩ / ٥٧٦.
إِماماً) ، قال : [لقد سألت ربّك عظيما ، إنّما هي : واجعل لنا من المتّقين إماما ؛ وإيّانا عنى بذلك». فعلى هذا التأويل تكون القراءة الاولى واجعلنا للمتّقين ـ يعني الشيعة ـ إماما] ، أنّ القائلين هم الأئمّة عليهمالسلام (١).
٨١٩ / ٣٥ ـ عليّ بن إبراهيم ، قال : حدّثني أحمد بن محمّد (٢) ، قال : حدّثني الحسن بن محمّد بن سماعة ، عن حمّاد ، عن أبان بن تغلب (٣) ، قال : سألت أبا عبد الله عليهالسلام عن قول الله تعالى : (الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنا هَبْ لَنا مِنْ أَزْواجِنا وَذُرِّيَّاتِنا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنا لِلْمُتَّقِينَ إِماماً) ، قال : «هم نحن أهل البيت» (٤).
__________________
(١) تأويل الآيات ١ : ٣٨٤ / ٢٦.
(٢) في المصدر : محمّد بن أحمد.
(٣) أبو سعيد أبان بن تغلب البكري الجريري مولى. جليل القدر ، ثقة ، عظيم المنزلة في الأصحاب ، كان مقدّما في كلّ فنّ من العلوم ، وكان قارئا للقرآن ومن وجوه القرّاء ، وله قراءة مشهورة خاصّة به ، أمره الإمام الباقر عليهالسلام بالجلوس في مسجد المدينة ، وإفتاء الناس ، وكان إذا قدم المدينة التفّ حوله أهلها.
شهد له الإمام الصادق عليهالسلام بأنّه روى عنه ثلاثين ألف حديث ، ولمّا بلغه موته ترحّم عليه ، وقال : لقد أوجع قلبي موت أبان.
ذكره بعض العامّة ووثّقوه واعترفوا له بالنسك والفصاحة والبيان وشهدوا بصدقه في الروايات.
صحب الإمام السجّاد والباقر والصادق عليهمالسلام ، وروى عنهم وعن أبي حمزة وزرارة ، وروى عنه أبو أيّوب وابن أبي عمير وابن سنان وغيرهم. له كتب ، منها : تفسير غريب القرآن ، الفضائل ، صفين. مات سنة ١٤١ ه.
رجال النجاشي : ١٠ / ٧ ؛ رجال الطوسي : ١٥ / ١٧٦ و ٨٢ / ٩ و ١٠٦ / ٣٧ ؛ فهرست الشيخ : ١٧ / ٥١ ؛ الخلاصة : ٢١ / ١ ؛ تهذيب التهذيب ١ : ٩٣ / ١٦٦ ؛ ميزان الاعتدال ١ : ٥ / ٢ ؛ معجم رجال الحديث ١ : ١٤٣ / ٢٨.
(٤) تفسير القمّي ٢ : ١١٧ ؛ شواهد التنزيل ١ : ٥٣٩ / ٥٧٥.
٨٢٠ / ٣٦ ـ وروى غيره : «أنّ أزواجنا : خديجة ، وذرّيّاتنا : فاطمة عليهاالسلام ، وقرّة أعين : الحسن والحسين عليهماالسلام ، واجعلنا للمتّقين إماما : عليّ بن أبي طالب عليهالسلام» (١).
٨٢١ / ٣٧ ـ (تحفة الأخوان) : عن ابن مسعود ، وأمّ سلمة زوجة النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم ـ في حديث ـ قال له : «يابن مسعود ، إنّ أهل الغرف العليا لعليّ بن أبي طالب عليهالسلام ، وشيعته المتولّون له ، المتبرّءون من أعدائه ، وهو قوله تعالى : (أُوْلئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِما صَبَرُوا وَيُلَقَّوْنَ فِيها تَحِيَّةً وَسَلاماً) على أذى الدنيا» (٢).
__________________
(١) تفسير القمّي ٢ : ١١٧.
(٢) تحفة الإخوان : ١١٧.
سورة الشعراء
بسم الله الرّحمن الرّحيم
الإسم الخمسون والخمسمأة : انّه آية ، في قوله تعالى : (إِنْ نَشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِمْ مِنَ السَّماءِ آيَةً فَظَلَّتْ أَعْناقُهُمْ لَها خاضِعِينَ)(١).
٨٢٢ / ١ ـ محمّد بن العبّاس ، قال : حدّثنا الحسين بن محمّد (٢) ، عن محمّد بن عيسى ، عن يونس ، عن بعض أصحابنا (٣) ، عن أبي جعفر عليهالسلام ، قال : سألته عن قول الله عزوجل : (إِنْ نَشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِمْ مِنَ السَّماءِ آيَةً فَظَلَّتْ أَعْناقُهُمْ لَها خاضِعِينَ).
قال : «تخضع لها رقاب بني أميّة ـ قال ـ ذلك بارز عند زوال الشمس ـ قال ـ وذلك عليّ بن أبي طالب عليهالسلام يبرز عند زوال الشمس ، وتركب (٤) الشمس على رؤوس الناس ساعة ، حتّى يبرز وجهه ، ويعرف الناس حسبه ونسبه».
__________________
(١) الشعراء ٢٦ : ٤.
(٢) في المصدر : أحمد.
(٣) في المصدر : عن أبي بصير.
(٤) في المصدر : وتركت ، ولعله تصحيف : وتركد.