السيد محمد مهدي السيد حسن الموسوي الخرسان
الموضوع : العقائد والكلام
الناشر: مركز الأبحاث العقائدية
المطبعة: ستاره
الطبعة: ١
ISBN: 978-964-319-500-7
ISBN الدورة:
الصفحات: ٤٨٠
ورواه ابن عساكر في ( تاريخ دمشق ) ، بإسناده عن أبي الأسود ، قال : ( دخل معاوية على عائشة ، فقالت : ما حملك على قتل حجر وأصحابه؟
فقال : يا أم المؤمنين رأيت قتلهم صلاحاً للأمّة ، وأنّ بقاءهم فساداً للأمّة (!!)
فقالت : سمعت رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم يقول : ( سيقتل بعذراء ناسٌ يغضب الله لهم وأهل السماء ) (١). هذا هو لفظ ابن عساكر في تاريخه ، إلاّ أنّ اليد الأثيمة أمتدت إليه فحرّفته كما في ( تهذيب تاريخه ) لابن بدران ، فصارت كلمة ( سمعت ) ( لقد بلغني ). فظن خيراً (٢) ، ورواه ابن كثير في ( البداية والنهاية ) ، وقال : ( إسناد ضعيف منقطع ) (٣).
أقول : ولا غرابة منه ، فهو شامي البلد ، وأموي الهوى ، وناصبيّ العقيدة ، كيف لا يفزع للدفاع عن عاهل الشام ولو بأوهن من بيت العنكبوت ، ولكن هلم الخطب فيمن صحّف وحرّف في كلمة ( بعذراء ) فجعلها ( بعدي ) ، كما في إصابة ابن حجر المطبوعة في ترجمة حُجر!! وقد راجعت طبعتين من الكتاب في مصر الطبعة الأولى التي بهامشها ( الإستيعاب ) نشر مصطفى محمد بمصر ، والثانية بتحقيق البجاوي طبعة مصر.
على أنّ ابن عبد البر قد ذكر في ترجمة حُجر في ( الإستيعاب ) ما هو أشدّ وقعاً وإيلاماً للأمويين وأنصارهم ، فقد روى عن مسروق بن الأجدع ، قال : ( سمعت عائشة أم المؤمنين تقول : أما والله لو علم معاوية
____________
١ ـ تاريخ دمشق ١٢ / ٢٢٦٠.
٢ ـ تهذيب تاريخ دمشق ٤ / ٨٩.
٣ ـ البداية والنهاية ٦ / ٢٢٦ و ٨ / ٥٥.
أنّ عند أهل الكوفة منعة ما أجترأ على أن يأخذ حُجراً وأصحابه من بينهم حتى يقتلهم بالشام ، ولكن ابن آكلة الأكباد علم أنّه قد ذهب الناس ، أما والله أن كانوا لجمجمة العرب عزاً ومنعة وفقهاً ، لله درّ لبيد حيث يقول :
ذهب الذين يُعاش في أكنافهم |
|
وبقيت في خلف كجلد الأجرب |
لا ينفعون ولا يرجّى خيرهم |
|
ويعاب قائلهم وأن لم يشغب ) (١) |
روى البلاذري في ( أنساب الأشراف ) بسنده عن شريك ، قال : ( كتبت عائشة في قتل حُجر أو غير ذلك : أما بعد يا معاوية فلا يغرنك حلم الله عنك
____________
١ ـ الاستيعاب ١ / ٣٣١ ، ومما يستظرف في المقام ذكره ما في كشف المشكل ٤ / ٤١١ ، في مسند عائشة : كان ابن عباس لا يدخل عليها .. أقول : ولم يمنعه ذلك أن يذكرها لما بلغه قولها في شعر لبيدَ رواه ابن عبد البر في كتابه بهجة المجالس ٢ / ٧٩٧ يصلح أن يكون من باب استدراك ابن عباس على عائشة : فقال : روى عروة عن عائشة أنها تمثلت بقول لبيد :
ذهب الذين يُعاش في أكنافهم |
|
وبقيت في خلف كجلد الأجرب |
يتحدثون ملالة وخيانة |
|
ويعاب قائلهم وأن لم يشغب |
ثم قالت كيف لو أدرك لبيد زماننا هذا؟
قال عروة : كيف لو أدركت عائشة زماننا هذا ، بلغ ابن عباس قول عائشة رحم الله لبيداً كيف لو أدرك زماننا هذا؟ فقال : ابن عباس : رحم الله لبيداً ورحم عائشة ، لقد أصبت باليمن سهماً في خزائن عاد كأطول ما يكون من رماحكم هذه ، مرتين مفوّق مكتوب عليه :
فهل لي إلى أجبال هند بذي اللوى |
|
لِوَى الرمل من قبل الممات معاد |
بلاد بها كنا ونحن نحبّها |
|
إذا الناس ناس والبلاد بلاد |
أنظر الخبر في العقد الفريد ٢ / ٣٣٩ ، ومحاضرات الأدباء ٢ / ١٦٩ ، مع أختلاف قليل في الرواية.
فيزيدك ذلك استدراجاً ، فإنّه بالمرصاد ، وإنّما يعجل من يخاف الفوت ) (١).
وقد استعظم الناس قتل حجر ، فذكر البلاذري جملة ممن استنكر ذلك ومدح حُجرا أو رثاه فراجع ( ١ / ٢٤٢ ـ ٢٧١ ق ٤ ) ، وقد عمّ السخط بين الأوساط فصار زياد يعتذر ممّا بدر.
( قال الهُجَيْعُ بنُ قيْسٍ : كتب زياد إلى الحسن والحسين وعبد الله بن عباس يعتذر إليهم في شأن حُجْر وأصحابه ، فأمّا الحسن فقرأ كتابه وسكت ، وأمّا الحسين فأخذ كتابه فمزَّقه ولم يقرأه ، وأما ابن عباس فقرأ كتابه وجعل يقول : كذب كذب ، ثم أنشأ يُحدِّث قال : إنّي لمّا كنتُ بالبَصْرة كَبَّر الناس بي تكبيرةً ، ثم كَبَّروا الثانية ، ثم كبَّروا بي الثالثة ، فدخل عليَّ زياد ، فقال : هل أنت مطيعي يستقم لك الناس؟ قلت : ماذا؟ قال : أرسل إلى فلان وفلان وفلان ـ ناس من الأشراف ـ تضرب أعناقهم يستقم لك الناس. فعلمتُ أنّه إنّما صنع بحُجْر وأصحابه مثل ما أشار به عليَّ ) (٢).
وربما أشدّ من ذلك ما رواه البلاذري في أنسابه ، عن المدائني ، قال :
( قال معاوية لمعاوية بن حُدَيج : ما جَرّأك على قتل محمد بن أبي بكر؟
قال : الذي جرأك على قتل حُجر بن عدي ، أفتقتل حلماءنا وتلومنا على قتل سفهائكم ، فأبتلعها ابن هند ولم يردّ عليها ببَنت شفة ).
ولا بن حُديج هذا كلاماً غيرذلك ذكره البلاذري ، فراجع (٣).
____________
١ ـ أنساب الأشراف ١ / ٤١ ق ٤.
٢ ـ مختصر تاريخ دمشق لابن منظور ٩ / ٧٥ ط دار الفكر.
٣ ـ انساب البلاذري ١ / ٤٠ ـ ٤٥ ق ٤ تح احسان عباس برقم١٥٠.
( سباب المسلم فسوق وقتاله كفر )
فهذا لفظ حديث شريف تظافر نقله عند أئمة الحديث بدءاً من عبد الرزاق ، ثم الطيالسي ، والحُميدي ، وأحمد ، والدارمي ، والبخاري ، ومسلم ، والترمذي ، والبزار ، والنسائي ، وابن ماجة ، وأبو يعلى ، وابن حبّان ، والطبراني ، وأبو عوانة ، والبغوي ، والطحاوي ، والدارقطني ، وابن مندة ، والشاشي ، والخلال ، وأبو نعيم ، والخطيب ، والبيهقي ... إلى غير هؤلاء ممن صححه ولم يطعن فيه.
ولمّا كان الحديث فيه إدانة واضحة لمن مارس سبّ المسلم أو قتاله ، ومعاوية مارسهما معاً مع سيد المسلمين ويعسوب المؤمنين ، وهذا من المتيقن عند جميع المسلمين ، إلاّ من طبع على قلبه من نابتة الأمويين ممن لا يرضى بذكر معاوية ذلك الكافر الفاسق بشهادة أصحابه وأذنابه ، ولئلا نتهم ـ لسوء الظن ـ أنا نستفزّ المشاعر ، فسندخل في البحث من بابه الذي فتحه أبو حيان الأندلسي وهو غير متهم في دينه.
ذكر ذلك ابن حجر العسقلاني في ( الدرر الكامنة ) في ترجمة أبي حيان الأندلسي : ( أنّه قال مرّة لبدر الدين ابن جماعة : قد روى عليّ ، قال : ( عهد إليَّ النبيّ لا يحبني إلاّ مؤمن ولا يبغضني إلاّ منافق ) ، هل صدق في هذه الرواية؟
فقال له ابن جماعة : نعم.
فقال : فالذين قاتلوه وسلّوا السيوف في وجهه كانوا يحبّونه أو
يبغضونه؟ ) (١).
ولم يذكر لنا ابن حجر ماذا كان جواب ابن جماعة ، ولعلّه سكت على مضض ، ولربما كان السكوت جواباً!
ونحن لسنا بحاجة إلى معرفة جواب ابن جماعة ، ففي سؤال أبي حيان منه دلالة على غلبة هوى الشام والشاميين عليه. لكنا بحاجة إلى توعية المنظومة الأموية التي تنظر إلى الصحابة بمنظارين ، فهي توفر الحماية لمعاوية وأذنابه ، ولا توفرها لحجر بن عدي وأصحابهS الذين قتلهم معاوية بمرج عذراء ، وتمنع من سبّ حتى فسّاق الصحابة ، بحجة ما رواه مسلم في صحيحه كتاب فضائل الصحابة قال صلىاللهعليهوآلهوسلم : ( لا تسبوا أحداً من أصحابي ... ) (٢) ، لكنها لا تمنع من سبّ الإمام عليهالسلام وابنيه عليهماالسلام وابن عباس!! فلماذا لم يمنع هذه الحديث معاوية والأمويين من سبّ الإمام عليهالسلام طيلة ثمانين شهراً ، فالحديث عندهم صحيح لأنّ مسلماً رواه في الصحيح ، فهل هو حلال لهم وعليهم ، وحرام على غيرهم؟! إنّها قسمة ضيزى ، ونحن ندينهم بما دانوا به أنفسهم ، ألم يقل السرخسي الحنفي في أصوله : ( فمن طعن فيهم فهو ملحد منابذ للإسلام ، دواؤه السيف إن لم يتب ) (٣).
ونعود إلى ما قاله أبو حيان الأندلسي ، فالذين قاتلوا الإمام عليهالسلام وسلّوا السيوف في وجهه كانوا يحبّونه أو يبغضونه؟ مع أنّ الحديث الصحيح عن
____________
١ ـ الدرر الكامنة ٦ / ٦٤ ط حيدر آباد.
٢ ـ صحيح مسلم / فضائل الصحابة ٧ / ١٨٨.
٣ ـ أصول السرخسي ٢ / ١٣٤.
النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم : ( لا يحبّه إلاّ مؤمن ولا يبغضه إلاّ منافق ) (١).
ولمّا كان معاوية قد لعن الإمام عليهالسلام وابنيه الحسن والحسين عباس وقيس بن سعد ومالك الأشتر في حياة الإمام عليهالسلام ، وبلغ ذلك الإمام عليهالسلام فخطب خطبة طويلة استعرض فيها بعض مواقفه في خدمة الإسلام ، وما خصّه الله تعالى بفضله من الأسماء ، قال في آخرها :
( ألا وإنّه بلغني أنّ معاوية سبّني ولعنني ، اللهم أشدد وطأتك عليه ، وأنزل اللعنة على المستحق ) ، ثم نزل عن أعواده ، فما عاد إليها حتى قتله ابن ملجم لعنه الله (٢).
وقد مرّ في الحلقة الأولى لعن الإمام عليهالسلام لمعاوية وأشياعه ، وبيان السبب في ذلك ، واستطردت في بحث مسألة اللعن التي يستنكرها نابتة الأموين ، وذكرت لعن النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم لأقوام وأشخاص بأعيانهم ، وكان ممن لعنهم النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم بني أمية ، على ما جاء في تفسير قوله تعالى : ( وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي القُرْآنِ )(٣) ، فراجع تجد لعنه صلىاللهعليهوآلهوسلم لأبي سفيان وأبنائه ، وللحكم وما يخرج من صلبه. كما أجبت عن التساؤل عن شرعية سبّ الإمام عليهالسلام لمعاوية لأنّه باغٍ ، وعدم شرعية سبّ معاوية للإمام عليهالسلام لأنّه كان على الحق (٤) ، فراجع.
____________
١ ـ أنظر كتاب علي إمام البررة ١ / ٩٣ ـ ١٠١.
٢ ـ أنظر العسل المصفى في تهذيب زين الفتى / ٤٢٧ للحافظ العاصمي ،
٣ ـ الإسراء / ٦٠.
٤ ـ موسوعة عبد الله بن عباس / الحلقة الأولى ٤ / ١٩١ ـ ٢٠٥.
وثمة أحاديث تدين كلّ من آذى الإمام عليهالسلام أو أهل بيته ، قالها صلىاللهعليهوآلهوسلم في مناسبات عديدة ، ووردت أقواله صلىاللهعليهوآلهوسلم بألفاظ مختلفة. كما يراها القارئ فيما يلي :
أربعون حديثاً أَرويها وأُرويها :
قال صلىاللهعليهوآلهوسلم : ( من حفظ على أمتي أربعين حديثاً من أمر دينها بعثه الله يوم القيامة فقيهاً ) (١) ، وفي لفظ ( من أمر دينهم ) (٢) ، وفي لفظ ( ينفعهم الله بها ، قيل له : أدخل من أيّ أبواب الجنة ) (٣).
وهذه الأحاديث كلّها أرويها بأسانيدي عن مشايخ الحديث من أهل السنة ، وحسبي فعلاً بذكر كلّ حديث مع مصدره ، وسأختمها بحديث ابن عباس ، وقد مرّ على قوم من قريش ـ أهل الشام ـ يسبوّن عليّاً عليهالسلام ، فوقف عليهم وردّ عليهم. وقد ذكرت مصادره وسيأتي تفصيل ما يتعلق به وتحقيق ما فيه من شعر دار بينه وبين قائده ، ومَن كان هو القائد؟ إن شاء الله في الحلقة الثالثة.
والآن فإلى قراءة ألفاظ الأحاديث الأربعين :
١ ـ نحو قوله صلىاللهعليهوآلهوسلم : ( مَن آذاني في أهلي ـ أهل بيتي ـ فقد آذى الله ) (٤).
____________
١ ـ موسوعة أطراف الحديث النبوي الشريف ٨ / ٢٣٧.
٢ ـ نفس المصدر.
٣ ـ نفس المصدر.
٤ ـ كنزل العمال ٧ / ٣٤١ ، ذخائر العقبى / ٧ ، كنز الحقائق للمناوي / ١٣٤.
٢ ـ وقوله صلىاللهعليهوآلهوسلم : ( مَن آذاني في عترتي فعليه لعنة الله ) (١).
٣ ـ وقوله صلىاللهعليهوآلهوسلم : ( مَن آذاك فقد آذاني ) (٢).
٤ ـ وقوله صلىاللهعليهوآلهوسلم : ( مَن آذاني فقد آذى الله ، ومن آذى الله يوشك أن يأخذه ) (٣).
٥ ـ وقوله صلىاللهعليهوآلهوسلم : ( الله الله في أصحابي ، الله الله في أصحابي ، لا تتخذوهم غرضاً بعدي ، فمن أحبّهم فبحبّي أحبّهم ، ومن أبغضهم فببغضي أبغضهم ، ومن آذاهم فقد آذاني ، ومن آذاني فقد آذى الله تبارك وتعالى ، ومن آذى الله فيوشك أن يأخذه ) (٤).
٦ ـ وقوله صلىاللهعليهوآلهوسلم : ( مَن آذى شعرة من شعري فقد آذاني ) (٥).
٧ ـ وقوله صلىاللهعليهوآلهوسلم : ( مَن آذى عليّاً فقد آذّاني ) ، عن عمرو وبن شَاس وجابر ابن عبد الله وسعد بن أبي وقاص ... وغيرهم (٦).
٨ ـ وقوله صلىاللهعليهوآلهوسلم : ( مَن أبغض عليّاً فقد أبغضني ) (٧).
____________
١ ـ تنزيه الشرعية ١ / ٤٠٩ ، وبلفظ السيوطي في الجامع الصغير ( أشتد غضب الله على من آذاني في عترتي ) نقلاً عن الفردوس للديلمي.
٢ ـ تاريخ جرجان / ٣٦٧.
٣ ـ تفسير ابن كثير ٦ / ٤٦٩ ، مورد الظمآن ١ / ٥٦٨ ، والترمذي في سننه.
٤ ـ مسند احمد ٥ / ٥٤ ـ ٥٥ ط الأولى ، فضائل الصحابة لأحمد بن حنبل ١ / ٤٧ ، والسنة لابن أبي عاصم برقم / ٩٩٢ وغيرها.
٥ ـ مسووعة أطراف الحديث النبوي ٢ / ١٩٧.
٦ ـ مستدرك الحاكم ٣ / ١٢٢ ، وصححه الذهبي ، تاريخ البخاري ٦ / ٣٠٧ ، بداية ابن كثير ٥ / ١٠٥ ، و ٧ / ٣٤٧ ، كنز العمال ١ / ٣٢٩ ، دلائل النبوة ٥ / ٣٩٥ وش١٢ / ٧٥ ، وحسب٢٢٠٢ ، تاريخ ابن عساكر ترجمة الإمام / ٣٨٨ ـ ٣٩٣ ، وموسوعة أطراف الحديث النبوي الشريف ٨ / ٤ ـ ٥.
٧ ـ مجمع الزوائد ٩ / ١٣٢ ، تاريخ الخطيب ١٣ / ٣٢.
٩ ـ وقوله صلىاللهعليهوآلهوسلم : ( مَن أبغضنا أهل البيت بعثه الله يوم القيامة يهودياً ) (١).
١٠ ـ وقوله صلىاللهعليهوآلهوسلم : ( مَن أبغضنا أهل البيت حشره الله يوم القيامة يهودياً ) (٢).
١١ ـ وقوله صلىاللهعليهوآلهوسلم : ( مَن أبغضنا أهل البيت فهو منافق ) ، عن أبي سعيد الخدري أخرجه ابن عدي (٣).
١٢ ـ وقوله صلىاللهعليهوآلهوسلم : ( لا يبغضنا أحد ولا يحسدنا أحد إلا ذيد يوم القيامة بسياط من نار ) ، أخرجه الطبراني عن الإمام الحسن بن عليّ مرفوعاً (٤).
١٣ ـ وقوله صلىاللهعليهوآلهوسلم : ( من أحبّ أن يحيى حياتي ويموت موتى ويسكن جنّة الخلد فليوال عليّاً ) (٥).
١٤ ـ وقوله صلىاللهعليهوآلهوسلم : ( من أحبّ عليّاً بقلبه فله ثواب ثلث هذه الأمة ) (٦).
١٥ ـ وقوله صلىاللهعليهوآلهوسلم : ( من أحبّ عليّاً فقد أحبّني ومن أحبّني فقد أحبّ الله ) (٧).
١٦ ـ وقوله صلىاللهعليهوآلهوسلم : ( من أحبّ عليّاً فقد أحبّني ، ومن أبغض عليّاً فقد أبغضني ) (٨).
____________
١ ـ تاريخ جرجان / ٣٦٩ ، الموضوعات ٢ / ٧.
٢ ـ تاريخ ابن عساكر ٢ / ٦٩ ، ضعفاء العقيلي ٢ / ١٨٠ ، لئالي السيوطي ١ / ٢١١ ، تنزيه الشريعة ١ / ٤١٤ ، الفوائد المجموعة / ٣٩٦.
٣ ـ الدر المنثور ٦ / ٧.
٤ ـ الدر المنثور ٦ / ٧ ، معجم الطبراني الكبير ٥ / ٢٢٠ ، كنز العمال / ٣٢٩٥٩ ، حلية الأولياء ٤ / ٣٤٩ كما في موسوعة أطراف الحديث النبوي الشريف ٨ / ٢٦.
٥ ـ مجمع الزوائد ٩ / ١٠٩.
٦ ـ الحاوي ٢ / ١٠٣.
٧ ـ مستدرك الحاكم ٣ / ١٣٠ ، مجمع الزوائد ٩ / ١٣٢ ، سلسلة الأحاديث الصحيحة للألباني / ١٢٩٩.
٨ ـ صحيحة الألباني ٣ / ٣٨٨.
١٧ ـ وقوله صلىاللهعليهوآلهوسلم : ( بغض بني هاشم والأنصار كفر وبغض العرب نفاق ) ، عن ابن عباس (١).
١٨ ـ وقوله صلىاللهعليهوآلهوسلم : ( من أحبّني فليحبّ عليّاً ) (٢).
١٩ ـ وقوله صلىاللهعليهوآلهوسلم : ( من أحبّني وأحبّ هذين وأباهما وأمهما كان معي في الجنة ) (٣).
٢٠ ـ وقوله صلىاللهعليهوآلهوسلم : ( من أحسن القول في عليّ فقد استمسك بالعروة الوثقى ) (٤).
٢١ ـ وقوله صلىاللهعليهوآلهوسلم : ( من أطاع عليّاً فقد أطاعني ) (٥).
٢٢ ـ وقوله صلىاللهعليهوآلهوسلم لعليّ عليهالسلام : ( من أطاعك فقد أطاع الله ) (٦).
٢٣ ـ وقوله صلىاللهعليهوآلهوسلم : ( مَن تنقّص عليّاً فقد تنقصَني ) (٧).
٢٤ ـ وقوله صلىاللهعليهوآلهوسلم : ( مَن تولى عليّ بن أبي طالب فأحبّه ) (٨).
٢٥ ـ وقوله صلىاللهعليهوآلهوسلم : ( مَن سَبّ عليّاً جلد الحدّ ) (٩).
____________
١ ـ مجمع الزوائد ٩ / ١٧٢.
٢ ـ موسوعة أطراف الحيدث النبوي الشريف ٨ / ٣٣ ، نقلاً عن سبعة مصادر. فراجع
٣ ـ سنن الترمذي ١٢ / ٣٧٣٣ ، مسند أحمد ١ / ٧٦ ـ ٧٧ .. وغيرها.
٤ ـ العلل المتناهية ١ / ٢٥٣.
٥ ـ مستدرك الحاكم ٣ / ١٢١.
٦ ـ نفس المصدر.
٧ ـ مجمع الزوائد ٩ / ١٢٨. عن معجم الطبراني الأوسط.
٨ ـ كامل ابن عدي ٦ / ٢١٢٦.
٩ ـ موضوعات ابن الجوزي ١ / ٣٢٨.
٢٦ ـ وقوله صلىاللهعليهوآلهوسلم : ( مَن سَبّ عليّاً فقد سبّني ، ومن سّبني فقد سبّ الله ) (١).
٢٧ ـ وقوله صلىاللهعليهوآلهوسلم : ( مَن فارق عليّاً فارقني ، ومن فارقني فارق الله ) (٢).
٢٨ ـ وقوله صلىاللهعليهوآلهوسلم : ( مَن فارقك يا عليّ فقد فارقني ) (٣).
٢٩ ـ وقوله صلىاللهعليهوآلهوسلم : ( يا عليّ إنه مَن فارقني فقد فارق الله ، ومن فارقك فقد فارقني ) (٤).
٣٠ ـ وقوله صلىاللهعليهوآلهوسلم : ( مَن مات وفي قلبه بغض لعليّ بن أبي طالب فليمت يهودياً ونصرانياً ) (٥).
٣١ ـ وقوله صلىاللهعليهوآلهوسلم : ( مَن مات وهو يبغضك يا عليّ مات ميتة جاهلية يحاسبه الله بما عمل في الإسلام ) ، عن ابن عمر.
وحديثه قال : ( بينما أنا مع النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم في ظل بالمدينة ، وهو يطلب عليّاً رضياللهعنه إذ إنتهينا إلى حائط ، فنظرنا فيه ، فنظر إلى عليّ وهو نائم في الأرض وقد أغبّر فقال : ( لا ألوم الناس يكنونك أبا تراب ـ فلقد رأيت عليّاً قد تغير وجهه واشتد ذلك عليه ـ فقال : ( ألا أرضيك يا عليّ؟ قال : بلى يا رسول الله ، قال : أنت أخي ووزيري ، تقضي ديني وتنجز موعدي وتبرئ ذمتي ، فمن أحبّك
____________
١ ـ صحيح الألباني ٣ / ٢٨٨ ، وأخرجه النسائي وأحمد والحاكم ... وغيرهم راجع موسوعة أطراف الحديث ٨ / ٢٩٨.
٢ ـ رواه ابن عمر كما في معجم الطبراني ١٢ / ١٣٢٣ برقم١٣٥٥٩ ، وراجع مجمع الزوائد ٩ / ١٢٨.
٣ ـ رواه البزار ورجال ثقات في زين الفتى ٢ / ٢٣٥ عن أبي ذر.
٤ ـ زين الفتى ٢ / ٢٣٥ برقم ٤٥٨ عن أبي ذر.
٥ ـ موسوعة أطراف الحديث ٨ / ٥٦٢.
في حياة مني فقد قضى نحبه ، ومن أحبّك في حياة منك بعدي ختم الله له بالأمن والإيمان ، ومن أحبّك بعدي ولم يرك ختم الله له بالأمن والإيمان وآمنه يوم الفزع الأكبر ، ومن مات وهو يبغضك يا عليّ مات ميتة جاهلية يحاسبه الله بما عمل في الإسلام ) (١).
٣٢ ـ وقوله صلىاللهعليهوآلهوسلم : ( ستة لعنتهم ولعنهم الله وكل نبيّ مجاب ، المستحل من عترتي ما حرّم الله .... ) (٢).
٣٣ ـ وقوله صلىاللهعليهوآلهوسلم : ( ما بال أقوام يؤذون قرابتي وذوي رحمي ، ألا ومن آذى ذوي نسبي وذوي رحمي فقد آذاني ، ومن آذاني فقد آذى الله عزوجل ) (٣).
٣٤ ـ وقوله صلىاللهعليهوآلهوسلم بعد أن نظر إلى عليّ فقال : ( مَن أحبّك فقد أحبّني ، ومن أبغضك فقد أبغضني ، وبغضيك بغيض الله ، والويل لمن أبغضك بعدي ) (٤).
٣٥ ـ وقوله صلىاللهعليهوآلهوسلم : ( يا عليّ أنه لا يبغضك أحد إلا أدخله الله النار ، قد أوجب الله حبّي وحبّ أهل بيتي وعترتي على كلّ مسلم ، فمن لم يقبل
____________
١ ـ المعجم الكبير للطبراني ١٢ / ٣٢١.
٢ ـ مجمع الزوائد ١ / ١٧٦ ، مستدرك الحاكم ١ / ٩١ بسنده عن عائشة وصححه ، وقال الذهبي في تلخيصه صحيح لا أعرف له علة.
٣ ـ الحديث أورده ابن حجر في الأصابة في ترجمة درة بنت أبي لهب ، وكذلك ابن الأثير في أسد الغابة ٥ / ٤٥٠ ط١.
٤ ـ زين الفتى للعاصمي ٢ / ٢٢٧ برقم ٤٥٠عن أبي سعيد الخدري.
ذلك فقد هلك ) (١).
٣٦ ـ وقوله صلىاللهعليهوآلهوسلم : ( أيّها الناس مَن أحبّ عليّاً فقد أحبّني ، ومَن أحبّني فقد أحبّ الله عزوجل ، ومَن أبغض عليّاً فقد أبغضني ومَن أبغضني فقد أبغض الله عزوجل ) (٢).
٣٧ ـ وقوله صلىاللهعليهوآلهوسلم : ( عليّ ابن أبي طالب باب حطة من دخله كان مؤمناً ومن خرج منه كان كافراً ) (٣).
قال المناوي في ( فيض القدير ) يعني أنّه ـ سبحانه وتعالى ـ كما جعل لبني إسرائيل دخولهم الباب متواضعين خاشعين سبباً للغفران ، جعل لهذه الأمّة مودّة عليّ والإهتداء بهديه وسلوك سبيله ، وتولّيه سبباً للغفران ودخول الجنان ونجاتهم من النيران ، والمراد يخرج منه من خرج عليه (٤).
٣٨ ـ وقوله صلىاللهعليهوآلهوسلم : ( لا تسبوا عليّاً فإنّه مسوس بذات الله عزوجل ) (٥).
٣٩ ـ وقوله صلىاللهعليهوآلهوسلم وقد نظر إلى عليّ : ( أنت سيّد في الدنيا والآخرة ، مَن أحبّك فقد أحبّني ، ومن أبغضك فقد أبغضني ، والويل لمن أبغضك بعدي ،
____________
١ ـ نفس المصدر ٢ / ٢٢٧ برقم٤٤٧ عن أبي سعيد الخدري.
٢ ـ زين الفتى٢ / ٢٢٨ برقم ٤٥٠ عن أنس.
٣ ـ الجامع الصغير للسيوطي ٢ / ٦٦ ، السراج المنير ٢ / ٤٥٨ للعزيزي ، الصواعق المحرقة / ٧٥ ، سمط النجوم العوالي ٢ / ٥٠٣ .. وغيرها.
٤ ـ فيض القدير ٤ / ٣٥٦.
٥ ـ مجمع الزوائد ٩ / ١٣٠ ، رواه الطبراني في الكبير والأوسط ، حلية الأولياء ١ / ٦٨ ، كفاية الطالب / ١٩٤.
وبغيضي بغيض الله ، ويل لمن أبغضك بعدي ) (١).
٤٠ ـ حديث : ( مَن سَبّ عليّاً فقد سبّني ، ومن سبّني فقد سبّ الله ، ومن سبّ الله أكبه الله على منخره في جهنم ) (٢). وسيأتي ذكره مفصلاً بإسنادي عن مشايخ الحديث من السنة مع مصادره ومن رواه وسبب روايته وما جرى لابن عباس مع مَن كان يسب الإمام عليهالسلام.
( إمتحان معاوية لشخصيات إسلامية في إعلان السبّ )
وتمادى معاوية في غيّه ، وصار يلح على شخصيات من وجوه المسلمين ، منهم من الصحابة ومنهم من التابعين ، أن يصعدوا المنبر فيعلنوا بسبّ الإمام عليهالسلام ، فكان الكثير يمتنع من ذلك ، ومَن خشي على نفسه يصعد فيوريّ كما صنع صعصعة بن صوحان ، وقيل عن عقيل أيضاً وغيره كذلك ، فإنّهم لمّا يصعدوا المنبر ويخاطبوا الناس يقول قائلهم : ألاّ إنّ معاوية أمرني أن أسبّ عليّاً ألاّ فالعنوه ، وللأحنف بن قيس أيضاً موقف مشرّف مع معاوية في مسألة السبّ.
وطمع معاوية في سعد بن أبي وقاص فبلغت به القحّة والنصب أن عاتبه على عدم سبّه للإمام عليهالسلام ، وحديثه في هذا أخرجه مسلم في صحيحه ،
____________
١ ـ أخرجه الهيثمي في مجمع الزوائد عن ابن عباس في باب جامع فيمن يحبه ومن يبغضه ٩ / ١٣٣.
وقال رواه الطبراني في الأوسط ورجاله ثقات ، وفي لفظ أحمد في فضائل الإمام والحاكم في المستدرك وعبد الرزاق حدث به وهو خائف يعرف كما في سير أعلام النبلاء ١٢ / ٣٦٧ في ترجمة أبي الداهر أحمد بن الأزهر.
٢ ـ كتاب الشريعة ٤ / ١٩٦ للآجري ، والمناقب لابن المغازلي المالكي / ٣٩٤ ، والموفق بن أحمد الخوارمي الحنفي في المناقب / ٨١ ط الحيدرية ... وغيرهم الكثير.
والترمذي في سننه ، كلّ منهما في باب مناقب الإمام عليهالسلام ، ولفظه كما في صحيح مسلم بإسناده عن :
( قال : أمر معاوية بن أبي سفيان سعداً ، فقال : ما منعك أن تسبّ أبا تراب؟
فقال : أما ما ذكرت ثلاثاً قالهنّ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم فلن أسبّه ، لأن تكون لي واحدة منهنّ أحبّ إليّ من حُمر النَعم : سمعت رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم يقول له وقد خلّفه في بعض مغازيه ، فقال له عليّ : يا رسول الله خلّفتني مع النساء والصبيان؟ فقال له رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : ( أما ترضى أن تكون منّي بمنزلة هرون من موسى ، إلاّ أنّه لا نبيّ بعدي ).
وسمعته يقول يوم خيبر : ( لأعطينّ الراية رجلاً يُحِبّ الله ورسوله ويُحِبّه الله ورسولهُ ). قال : فتطاولنا لها ، فقال : ( أدعوا لي عليّاً ) ، فأتي به أرمد فبصق في عينه ، ودفع الراية إليه ، ففتح الله عليه.
ولمّا نزلت هذه الآية : ( تَعَالَوْاْ نَدْعُ أَبْنَاءنَا وَأَبْنَاءكُمْ )(١) دعا رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم عليّاً وفاطمة وحسناً وحسيناً ، فقال : ( اللهم هؤلاء أهلي ) (٢).
وكان سعد ينكر بدعة السبّ تلك ، وحمل الناس عليها ، فقد أخرج ابن حجر في ( المطالب العالية ) ، فقال : ( أبو بكر بن خالد بن عرفطة ، قال : أتيتُ سعد بن مالك بالمدينة ، فقال : ذُكر لي أنّكم تسبّون عليّاً؟
قال : قد فعلنا.
قال : فلعلك قد سببته؟
____________
١ ـ آل عمران / ٦١.
٢ ـ صحيح مسلم ٧ / ١٢٠ ط صبيح ، سنن الترمذي ٢ / ٣٠٠ ط بولاق ١٢٩٢ هـ ، وقد رواه أحمد في مسنده ١ / ١٨٥ ، وغيرهم.
قال : قلت معاذ الله.
قال : لا تُسبّه ، فلو وَضع المنشار على مفرقي على أن أسبّ عليّاً ما سببته بعدما سمعت من رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ما سمعت ) (١). ( لأبي بكر ) ( وأبي يعلى ) وفي الهامش : كذا في الزوائد ، قال الهيثمي : إسناده حسن ، وسكت عليه البوصيري (٢).
وقد روي أنّ سعداً رأى قوماً قد ازدحموا على رجل ، فقال : ما هذا؟
فقالوا : انّه يشتم عليّاً عليهالسلام.
فقال : أفرجوا ، حتى انتهى إليه ، فقال : ( اللهم إن كان كاذباً فخذه ).
قال : فما وصل إلى منزله حتى أتي فقيل له الرجل الذي دعوت عليه أتاه بختي فخبطه فكسره وقتله (٣).
وأخرج الحاكم في ( المستدرك ) في كتاب معرفة الصحابة بعد أن أشار إلى الأثر السابق ، فقال :
( فحدثنا بشرح هذا الحديث الشيخ أبو بكر بن إسحاق ، أنا الحسن بن علي بن زياد السري ، ثنا حامد بن يحيى البلخي بمكة ، ثنا سفيان عن إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن حازم ، قال : كنت بالمدينة ، فبينما أنا أطوف في السوق إذ بلغت أحجار الزيت فرأيت قوماً مجتمعين على فارس قد ركب دابة وهو يشتم عليّ بن أبي طالب ، والناس وقوف حواليه ، إذ أقبل سعد بن أبي وقاص فوقف عليهم ، فقال : ما هذا؟
____________
١ ـ المطالب العالية ٤ / ٦٤ ، برقم٣٩٦٧.
٢ ـ الزوائد ٩ / ١٣٠.
٣ ـ فرائد السمطين ١ / ٢٠٤ ، أنساب الأشراف ٢ / ١٧٧ ترجمة الإمام عليهالسلام تح الحميري.
فقالوا : رجل يشتم عليّ بن أبي طالب.
فتقدم سعد ، فأفرجوا له حتى وقف عليه ، فقال : يا هذا على ما تشتم عليّ بن أبي طالب؟ ألم يكن أوّل من أسلم؟ ألم يكن أوّل من صلى مع رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم؟ ألم يكن أزهد الناس؟ ألم يكن أعلم الناس؟
ثم استقبل القبلة ورفع يديه ، وقال : اللهم إنّ هذا يشتم وليّاً من أوليائك ، فلا تفرق هذا الجمع حتى تريهم قدرتك.
قال قيس : فو الله ما تفرّقنا حتى ساخت به دابته فرمته على هامته في تلك الأحجار ، فأنفلق دماغه ومات.
قال الحاكم : هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ، ولم يخرّجاه ) (١).
أقول : وأخرج هذا الذهبي في تلخيص المستدرك بهامشه ، ولم يغمز فيه (٢).
قال ابن عبد ربه الأندلسي في ( العقد الفريد ) في أخبار معاوية :
( ولمّا مات الحسن بن عليّ حج معاوية فدخل المدينة وأراد أن يلعن عليّاً على منبر رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فقيل له : إنّ ههنا سعد بن أبي وقاص ولا نراه يرضى بهذا ، فابعث إليه وخذ رأيه ، فأرسل إليه وذكر له ذلك ، فقال : إن فعلت لأخرجنّ من المسجد ثم لا أعود إليه ، فأمسك معاوية عن لعنه حتى مات سعد ، فلمّا مات سعد لعنه على المنبر ، وكتب إلى عمّاله أن يلعنوه على المنابر ، ففعلوا.
فكتبت أم سلمة زوج النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم إلى معاوية : إنّكم تلعنون الله ورسوله
____________
١ ـ المستدرك ٣ / ٤٩٩.
٢ ـ نفس المصدر.
على منابركم ، وذلك أنّكم تلعنون عليّ بن أبي طالب ومن أحبّه ، وأنا أشهد أنّ الله أحبّه ورسوله ، فلم يلتفت إلى كلامها ) (١).
أقول : إن لم يلتفت معاوية إلى كلامها كما يقول ابن عبد ربه الأندلسي ، فإنّها لم تترك إستنكارها لهذه البدعة ، فمّا جاء لزيارتها أحد من العراقيين أو غيرهم إلاّ ذكرت له أنّها سمعت من النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم يقول لعليّ عليهالسلام وفيه من أحاديث الفضل ما لم يقله لأحد غيره من الصحابة ، وإنّما كانت تخص العراقيين بالإنكار ، لأنّ ولاة معاوية في العراق كانوا معلنين بالسبّ ، فالمغيرة بالكوفة ، وزياد بالبصرة وكلاها كان ناصبيين (٢) ، وأخبار جرائمها كثيرة فعليهما وعلى من ولاّهم ووالاهم لعنة الله والملائكة والناس أجمعين.
وقد كانت عائشة ربما تلمح من طرف خفيّ وعلى إستحذاء إلى ما يفعله معاوية ومَن شايعه من سبّ الإمام عليهالسلام.
فتقول لإبن أختها : ( أمرُوا بالإستغفار لأصحاب النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم فسبّوهم ) (٣).
( إمتحان عسير لغير البصير الخبير )
أخرج الحاكم في المستدرك بإسناده ، عن أبي صادق ، قال :
____________
١ ـ العقد الفريد ٥ / ١١٤.
٢ ـ راجع عن مواقف أم سلمة ( رضوان الله عليها ) في إنكارها على أهل الكوفة حين دخل عليها منهم جماعة فيهم شبث بن ربعي ، المعجم الكبير للطبراني ٢٣ / ٢٦٣ ط الموصل ، وتاريخ بغداد ٧ / ٤٠١ ، وجمع الفوائد للروداني ٢ / ٣٣١ ، وفيض القدير للمناوي ٦ / ١٤٧ وغيرها.
٣ ـ صحيح مسلم ٨ / ٢٤١ ط صبيح.
( قال علي رضياللهعنه : ( إنّكم ستعرضون على سبيِّ فسبّوني ، فإن عرضت عليكم البراءة منّي فلا تبرؤا منّي ، فإنّي على الإسلام ، فليمدد أحدكم عنقه ، ثكلته أمه فإنّه لا دنيا له ولا آخرة بعد الإسلام ، ثم تلا : ( إِلاّ مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالأِيمَانِ )(١) ). قال الحاكم : صحيح الإسناد ولم يخرجاه (٢). وكذلك الذهبي أخرجه في ( التلخيص ) وتابعه على التصحيح (٣).
وأخرج أيضاً بإسناده عن طاووس ، قال :
( كان حجر بن قيس المدري من المختصين بخدمة أمير المؤمنين عليّ ابن أبي طالب رضياللهعنه ، فقال له عليّ يوماً : ( يا حجر إنّك تقام بعدي فتؤمر بلعني فالعني ولا تبرأ مني ).
قال طاووس : فرأيت حجر المدري وقد أقامه أحمد بن إبراهيم خليفة بني أمية في الجامع ووكل به ليلعن عليّاً أو يقتل.
فقال حجر : أما أن الأمير أحمد بن إبراهيم أمرني أن ألعن عليّاً فالعنوه ، لعنه الله.
فقال طاووس : فلقد أعمى الله قلوبهم حتى لم يقف أحد منهم على ما قال ) (٤).
أقول : وهذا ذكره الذهبي في ( التلخيص ) وكأنّه لم يعجبه ، فقال : ( يحيى ضعيف سمعه منه عبيد بن قنفذ البزار ، ولا أدري من هو ) (٥)!
____________
١ ـ النحل / ١٠٦.
٢ ـ المستدرك ٢ / ٣٥٨ ط دمج.
٣ ـ نفس المصدر.
٤ ـ نفس المصدر.
٥ ـ نفس المصدر / الهامش.
وأخرج الحاكم في ( المستدرك ) في كتاب الفيء بإسناده عن عبد الله ابن بريدة الأسلمي ، قال :
( إنّي لأمشي مع أبي إذ مرّ بقوم ينقصون عليّاً رضياللهعنه يقولون فيه.
فقام ، فقال : إنّي كنت أنال من عليّ وفي نفسي عليه شيء ، وكنت مع خالد بن الوليد في جيش فأصابوا غنائم ، فعمد عليّ إلى جارية من الخمس فأخذها لنفسه ، وكان بين عليّ وبين خالد شيء ، فقال خالد هذه فرضتك ، ( فرصتك / ظ ) وقد عرف خالد الذي في نفسي على عليّ.
قال : فانطلق إلى النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم فاذكره ذلك له.
فأتيت النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم فحدثته وكنتُ رجلاً مكباباً ، وكنت إذا حدثت الحديث أكببت ، ثم رفعت رأسي فذكرت للنبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم أمر الجيش ، ثم ذكرت له أمر عليّ ، فرفعت رأسي وأوداج رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم قد أحمرت.
قال : قال النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم : ( من كنت وليّه فإنّ عليّاً وليّه ).
وذهب الذي في نفسي عليه ).
قال الحاكم : هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ، ولم يخرجاه بهذه السياقة ، إنّما أخرجه البخاري من حديث على بن سويد بن منجوف ، عن عبد الله بريدة ، عن أبيه مختصراً ، وليس في هذا الباب أصح من حديث أبي عوانة هذا عن الأعمش عن سعد بن عبيدة.
وهذا رواه وكيع بن الجراح ، عن الأعمش ( أخبرناه ) أبو بكر بن إسحاق الفقيه ، أنبأ موسى بن إسحاق القاضي ، ثنا عبد الله بن أبي شيبة ، ثنا