أبي الحسن علي بن مؤمن بن محمّد بن علي ابن عصفور الحضرمي الإشبيلي « ابن عصفور »
المحقق: الشيخ أحمد عزّو عناية
الموضوع : اللغة والبلاغة
الناشر: دار إحياء التراث العربي للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ١
الصفحات: ٣٨٠
وعلى فعّيلاء : نحو «دخّيلائك» (١) ، ولم يجىء غيره.
وأما قولهم «هم» في «معكوكاء وبعكوكاء» فـ «مفعولاء» لا «فعلولاء» ، والباء في «بعكوكاء» بدل من الميم ، على لغة بني مازن. فإنهم يبدلون من الميم باء ، وإذا كانت أولا.
وأما «ينابعات» (٢) فإنما «يفاعل» كـ «يرامع» (٣) ، ثم جمع بالألف والتاء وسمّي به ، وليس ببناء مفرد على وزن «يفاعلات» ، فإنّ ذلك بناء لم يثبت من كلامهم.
[الرباعي المزيد]
وأما الرّباعيّ المزيد فقد تلحقه زيادة ، وقد تلحقه زيادتان ، وقد تلحقه ثلاث ، فيصير على سبعة أحرف ، وهو أقصى ما ينتهي إليه المزيد.
[المزيد فيه حرف واحد]
فأما الزيادة الواحدة فلا تلحق بنات الأربعة فصاعدا من أولها ، إلّا أسماء الفاعلين والمفعولين الجارية على أفعالها.
فإذا لحقت الزيادة اسم الفاعل ، من الفعل الرباعيّ ، كان على مفعلل : نحو «مدحرج».
وإذا لحقت اسم المفعول منه كان على مفعلل : نحو «مدحرج».
وتلحق الزيادة ، فيما عدا ذلك من الرباعي ، بعد الفاء ، وبعد العين ، وبعد اللام الأولى ، وبعد اللام الأخيرة.
فإذا لحقت الزيادة بعد الفاء يكون :
على فنعلّ : وهو قليل فيهما ، فالاسم نحو «خنبعثة» ، والصفة نحو «قنفخر» (٤).
وعلى فنعلل : وهو قليل ، ولم يجىء إلّا اسما ، نحو «كنهبل» (٥).
وعلى فوعلل : نحو «دودمس» (٦).
__________________
(١) الدخيلاء : النية والمذاهب ، لسان العرب ، مادة (دخل).
(٢) ينابعات : اسم موضع ، لسان العرب ، مادة (نبع).
(٣) اليرامع : جمع يرمع : وهي حجارة رخوة ، الصحاح للجوهري ، مادة (رمع).
(٤) القنفخر : الضخم الفارغ ، لسان العرب ، مادة (قفخر).
(٥) الكنهبل : شجر عظام ، لسان العرب ، مادة (كهبل).
(٦) الدودمس : حيث خبيثة ، لسان العرب ، مادة (دودمس).
فأما «هيدكر» (١) فهو مقصور من «هيدكور» ، وليس ببناء أصليّ ، فوزنه على هذا «فيعلول» كـ «خيسفوج» (٢).
وكذلك «خنضرف» (٣) هو مثل «جحمرش» (٤) ، وليس «فنعللا» ؛ لأن ذلك بناء غير موجود ، فيكون من معنى «خضرف» ، وليس موافقا له في الأصول.
وكذلك «عجوز شنهبرة» هو كـ «سفرجلة» ، وليس بـ «فنعللة» ؛ لأنّ ذلك بناء غير موجود ، فيكون أيضا من معنى «شهبرة» (٥) ، ولا تكون الأصول متّفقة ، بل هما في ذلك كـ «سبط» و «سبطر».
وعلى فعّلّ : ولم يجىء إلّا صفة ، نحو «شمّخر» (٦).
وعلى فعّل : ولم يجىء إلّا صفة ، نحو «علّكد» (٧).
وإذا لحقته بعد العين كان :
على فعالل : ويكون فيهما ، فالاسم «جخادب» (٨) والصفة نحو «عذافر» (٩).
وعلى فعالل : ويكون أيضا فيهما ، فالاسم نحو «حبارج» (١٠). والصفة نحو «قراشب» (١١).
وعلى فعيلل : ولم يجىء إلّا صفة ، نحو «سميدع» (١٢).
__________________
(١) الهيدكر : المرأة العظيمة اللحم ، المحكم لابن سيده ، مادة (هدكر).
(٢) الخيسفوج : نبت ، لسان العرب ، مادة (خسفج).
(٣) الخنضرف : المرأة الضخمة اللحيمة كبيرة الثديين ، القاموس المحيط للفيروز آبادي ، مادة (خضف).
(٤) الجحمرش : العجوز الكبيرة ، المزهر للسيوطي ٢ / ٢٩.
(٥) الشهبرة : العجوز الكبيرة ، المزهر للسيوطي ، ٢ / ٢٩.
(٦) الشمخر : الطامح النظر المتكبر ، لسان العرب لابن منظور ، مادة (شمخر).
(٧) العلكد : الغليظ الشديد العنق والظهر ، لسان العرب ، مادة (علكد).
(٨) الجخادب : ضرب من الجنادب ، لسان العرب لابن منظور ، مادة (جخدب).
(٩) العذافر : الشديد الصلب من الإبل ، لسان العرب ، مادة (عذفر).
(١٠) الحبارج : جمع حبرج ، وهو ذكر الحبارى ، لسان العرب ، مادة (حبرج).
(١١) القراشب : جمع قرشب : وهو الضخم الطويل من الرجال ، القاموس المحيط للفيروز آبادي ، مادة (قرشب).
(١٢) السميدع : السيد الموطأ الأكناف ، لسان العرب ، مادة (سمدع).
وعلى فعولل : ويكون فيهما ، فالاسم نحو «فدوكس» (١). والصفة نحو «سرومط» (٢).
وعلى فعنلل : ولم يجىء إلّا اسما ، وهو قليل نحو «قرنفل».
وعلى فعنلل : وهو قليل في الاسم نحو «جحنفل» (٣) ، كثير في الصفة نحو «حزنبل» (٤).
وعلى فعلّل : ويكون فيهما ، فالاسم «شفلّح» (٥) ، والصفة «عدبّس» (٦).
وعلى فعلّل : وهو قليل نحو «الصّعرّر» (٧) ، ولم يجىء إلّا اسما.
وأما «دحندح» (٨) فصوتان مركبّان ، وأصلهما «دح دح» (٩) ، وليس بـ «فعنلل» ؛ لأنّ ذلك لم يثبت في أبينة كلامهم.
وإذا لحقته بعد اللام الأولى يكون :
على فعليل : ويكون فيهما ، فالاسم نحو «قنديل» ، والصفة نحو «شنظير» (١٠).
وعلى فعليل : وهو قليل ، ولم يجىء إلّا صفة ، نحو «غرنيق» (١١).
وعلى فعلول : ويكون فيهما ، فالاسم نحو «زنبور» ، والصفة نحو «شنحوط» (١٢).
__________________
(١) الفدوكس : الأسد ، وفدوكس : حي من تغلب ، لسان العرب ، مادة (فدكس).
(٢) السرومط : الطويل الجميل ، لسان العرب ، مادة (سرمط).
(٣) الجحنفل : الضخم الشفة ، لسان العرب ، مادة (جحفل).
(٤) الحزنبل : القصير الموثق الخلق ، لسان العرب ، مادة (حزبل).
(٥) الشفلح : شجر ، لسان العرب ، مادة (شفلح).
(٦) العدبس : الشديد الموثق الخلق من الإبل ، لسان العرب ، مادة (عدبس).
(٧) الصعرر : الصمغ الطويل ، لسان العرب ، مادة (صعر).
(٨) الدحندح : لعبة الصبيان ، الخصائص لابن جني ٣ / ١٩٨ ، والمزهر ٢ / ٣٠.
(٩) دح دح : تقال للمقر إذا تكلم بمعنى السكت فقد أقررت ، المعجم الوسيط للزيات ورفاقه ، مادة (دح).
(١٠) الشنظير : السيئ الخلق الفحاش ، لسان العرب ، مادة (تنظر).
(١١) الغرنيق : الشاب الأبيض الناعم الحسن الشعر الجميل ، وهو طائر معروف لسان العرب ، مادة (غرنق).
(١٢) الشنحوط : الطويل ، كتاب سيبويه ١ / ٤٠٥.
وأما «زرنوق» (١) و «برعوم» (٢) و «برشوم» (٣) و «صندوق» و «صفوق» (٤) ، فإنها مخفّفة من الضمّ ؛ لأنه قد سمع في جميعها ضمّ الأوّل ، إلا «صععوقا» فإنه لم يسمع فيه ضمّ ، وقد قيل : إنه أعجميّ.
وعلى فعلول : ويكون فيهما ، فالاسم نحو «فردوس» و «برذون» (٥) ، والصفة نحو علطوس (٦).
وعلى فعلول : نحو «فلطوس» (٧) ، ولم يجىء غيره.
وعلى فعلول : ويكون فيهما ، فالاسم نحو «قربوس» ، والصفة نحو «قرقوس» (٨) و «حلكوك» (٩).
وعلى فعلول : ولم يجىء إلّا صفة ، وهو قليل ، نحو «كنهور» (١٠).
وعلى فعلال : ولم يجىء إلّا اسما ، نحو «قرطاس» (١١).
وعلى فعلال : ولا يكون إلّا في المضعّف الذي الحرفان الأخيران منه بمنزلة الأوّلين ، فالاسم نحو «زلزال» ، والصفة نحو «صلصال» (١٢) ، إلّا حرف واحد شذّ من غير المضاعف ، حكاه الفرّاء وهو «ناقة بها خزعال» (١٣).
فأما قول أوس :
__________________
(١) الزرنوق : النهر الطويل ، في اللسان ، الصغير ، لسان العرب ، مادة (زرنق).
(٢) البرعوم : كم ثمر الشجر ، لسان العرب ، مادة (برعم).
(٣) البرشوم : ضرب من التمر ، لسان العرب ، مادة (برشم).
(٤) صعفوق : قوم في اليمن ، المزهر للسيوطي ٢ / ٣١.
(٥) البرذون : واحد البراذين ، وهي غير العراب من الخيل ، لسان العرب ، مادة (البرذن).
(٦) العلطوس : المرأة الحسناء ، لسان العرب ، مادة (علطس).
(٧) الفلطوس : الكمرة العريضة ، لسان العرب ، مادة (فلطس).
(٨) القرقوس : القاع الصلب الأملس الواسع ، لسان العرب ، مادة (قرقس).
(٩) الحلكوك : الشديد السواد ، لسان العرب ، مادة (حلك).
(١٠) الكنهور : السحاب المتراكم الثخين ، لسان العرب ، مادة (كنهر).
(١١) القرطاس : الصحيفة ، لسان العرب ، مادة (قرطس).
(١٢) الصلصال : الطين اليابس ، لسان العرب ، مادة (صلل).
(١٣) الخزعال : داء ، والخزعال : يقال ناقة بها خزعال ظلع ، هكذا في المعجم الوسيط للزيات ورفاقه ، مادة (خزعل) وكذلك في اللسان.
ولنعم مأوى المستضيف إذا دعا |
|
والخيل خارجة ، من القسطال (١) |
فإنما أراد «القسطل» ، فاحتاج ، فأشبع الفتحة.
وعلى فعلال : ويكون فيهما ، فالاسم نحو «قنطار» ، والصفة نحو «سرداح» (٢) ، ولم يجىء مضعّفا إلّا مصدرا ، كـ «الزّلزال» و «القلقال».
فأما «الدّئداء» (٣) فـ «فعلاء» كـ : «علباء» (٤) ، فيكون في معنى «الدّيداء» ، ومخالفا له في الأصول ؛ لأنّ «الدّيداء» : «فعلال» ، فيكون نحو «سبط» و «سبطر» ، وهذا أولى من إثبات «فعلال» مضعّفا غير مصدر. لأنه لم يستقرّ من كلامهم.
وعلى فعلّل : ولم يجىء إلّا صفة ، نحو «سبهلل» (٥).
وعلى فعللّ : ويكون فيهما ، فالاسم نحو «عربدّ» (٦) ، والصفة نحو «قرشبّ» (٧).
وعلى فعللّ : ولم يجىء إلّا صفة ، نحو «طرطبّ» (٨).
وعلى فعللّ : ولم يجىء منه إلّا صفة نحو «عربدّ».
وإذا لحقته بعد اللام الأخيرة يكون :
على فعلّى : ولم يجىء إلّا صفة ، نحو «حبركى» (٩).
وعلى فعلّى : ولم يجىء إلّا اسما ، وهو قليل ، نحو «سبطرى» (١٠).
__________________
(١) البيت من البحر الكامل ، وهو لأوس بن حجر في ديوانه ص ٦٤ ، واللسان لابن منظور ، مادة (قسطل) ، وديوان المتنبي ١ / ١٢٦.
(٢) السرداح : الناقة الطويلة ، لسان العرب لابن منظور ، مادة (سردح).
(٣) الدئداء : الليلة الشديدة الظلمة ، لاختفاء القمر ، لسان العرب ، مادة (دأدأ).
(٤) العلباء : عصب عنق البعير ، لسان العرب ، مادة (علب).
(٥) السبهلل : الفارغ ، يقال جاء فلان سبهللا أي : بلا شيء ، لا سلاح ولا عصا ، لسان العرب ، مادة (سبهل).
(٦) العربد : ذكر الأفاعي ، لسان العرب ، مادة (عربد).
(٧) القرشب : الضخم الطويل من الرجال ، لسان العرب ، مادة (قرشب).
(٨) الطرطب : الثوب الضخم المسترخي الطويل ، لسان العرب ، مادة (طرطب).
(٩) الحبركى : الرجل الغليظ ، طويل الظهر لسان العرب (حبرك).
(١٠) السبطرى : مشية التبختر ، لسان العرب لابن منظور ، مادة (سبطرى).
وعلى فعللى : ولم يجىء إلّا اسما ، نحو «جحجبى» (١).
وعلى فعللى : ولم يجىء إلّا اسما ، وهو قليل ، نحو «هربذى» (٢).
وعلى فعللى : ولم يجىء أيضا إلّا اسما ، وهو قليل ، نحو «هندبى» (٣).
وعلى فعلّية : ولم يجىء إلّا اسما ، وتلزمه الهاء ، نحو «سلحفية».
وأمّا «سلحفاة» فليس فيه دليل على إثبات «فعلّاة» ، بل هو «فعلّية» في الأصل ، ثم قلبوا الكسرة فتحة ، والياء ألفا ، وهي لغة فاشية في طيّىء ، يقولون في رضي : «رضى» ، وفي بقي : «بقى».
وعلى فعلّوة : ولم يجىء إلّا اسما ، والهاء لازمة له ، نحو «قمحدوة» (٤).
المزيد فيه حرفان
وأما الزيادتان فقد تكونان مفترقتين ، أو معجمتين ، فإذا كانتا مفترقتين يكون :
على فعوللى : ولم يجىء إلّا اسما نحو «حبوكرى» (٥).
وعلى فيعلول : ويكون فيهما ، فالاسم نحو «خيتعور» ، والصفة نحو «عيطموس».
وعلى فنعليل : ويكون فيهما ، فالاسم نحو «منجنيق» ، والصفة نحو «عنتريس».
وعلى فعاليل : ولا يكون فيهما ، إلّا إذا كسّر عليه الواحد للجمع فالاسم نحو «قناديل» ، والصفة نحو «غرانيق» (٦).
وعلى فعاليل : وهو قليل ، ولم يجيء إلّا اسما ، نحو «كنابيل» (٧).
__________________
(١) الجحجبى : حي من الأنصار ، لسان العرب ، مادة (جحجب).
(٢) الهربذي : مشية فيها اختيال ، لسان العرب ، مادة (هربذ).
(٣) الهندبى : بقلة من أحرار البقول ، المحيط في اللغة لابن عباد باب الهاء والدال.
(٤) القمحودة : الهنة الناشزة فوق القفا بين الذؤابة والقفا ، لسان العرب لابن منظور ، مادة (قمحد).
(٥) الحبوكرى : المعركة بعد انقضاء الحرب ، لسان العرب ، مادة (حبكر).
(٦) الغرانيق : جمع غرنيق ، وهو الشاب الأبيض الناعم حسن الشعر الجميل ، المعجم الوسيط للزيات ورفاقه ، مادة (غرنق).
(٧) كنابيل : اسم موضع ، لسان العرب ، مادة (كنبل).
وعلى فعاللى : وهو قليل ، ولم يجىء إلّا اسما ، نحو «جخادبي» (١).
وعلى فعنلال ولم يجىء إلّا صفة ، وهو قليل ، نحو «جعنبار» (٢).
وعلى فعلّال : ويكون فيهما. فالاسم نحو «الجنبّار» (٣) ، والصفة نحو «الطّرمّاح» (٤).
وعلى فعنليل : نحو «شمنصير» (٥) ، ولم يجىء غيره ، ولا أتحقّق أنّه عربيّ.
فأما «شفنترى» اسم رجل فـ : «فعلّلى» كـ : «قبعثرى» (٦) ، وليست النون زائدة ، وإن كانت في محلّ زيادتها ؛ لأنّ جعلها زائدة يؤدّي إلى إثبات بناء لم يوجد ، لأنه يكون وزنها إذ ذاك «فعنللى» ، وهو بناء لم يثبت في كلامهم ، ويحتمل أن يكون وزنه «فعنللى» وإن كان بناء لم يستقرّ في غير هذا الموضع ؛ لأنك إن جعلت النون أصليّة أخرجتها عمّا استقرّ فيها ؛ ألا ترى أنّ النون إذا كانت ساكنة ثالثة ، وبعدها حرفان ولم تك مدغمة ، لم تلف إلّا زائدة ، فيما عرف اشتقاقه أو تصريفه ، فلذلك كان القولان فيها سائغين عندي.
وأما «قرنفول» فإنه لم يجىء إلّا في الشّعر ، نحو قوله :
خود ، أناة ، كالمهاة ، عطبول |
|
كأنّ في أنيابها قرنفول (٧) |
فيمكن أن تكون الواو إشباعا ، مثلها في قوله :
وأنّني حيثما يثني الهوى بصري |
|
من حيثما سلكوا أدنو فأنظور (٨) |
يريد «فأنظر».
__________________
(١) أبو جخادب : ضرب من الجنادب ، لسان العرب ، مادة (جخدب).
(٢) الجعنبار : القصير الغليظ ، تاج العروس للزبيدي ، مادة (جعبر).
(٣) الجنبار : فرخ الحبارى ، لسان العرب ، مادة (جنبر).
(٤) الطرماح : المرتفع العالي ، لسان العرب ، مادة (طرمح).
(٥) شمنصير : اسم جبل ، لسان العرب ، مادة (شمصر).
(٦) القبعثرى : الجمل الضخم العظيم ، لسان العرب ، مادة (قبعثر).
(٧) الرجز ، بلا نسبة ، في لسان العرب ، مادة (قرنفل) ، وتاج العروس ، مادة (قرنفل). وتهذيب اللغة البغدادي ٩ / ٣١٠ ، والعين للفراهيدي ، مادة (قرنفل) ، والخود : الفتاة الحسنة الخلق والعطبول : الحسنة القامة.
(٨) البيت من البحر البسيط ، وهو لابن هرمة في ملحق ديوانه ص ٢٣٩ ، وبلا نسبة في أسرار العربية ص ٤٥ ، وتهذيب اللغة للأزهري ١٠ / ٢٠٤ ، وسر صناعة الإعراب لابن جني ١ / ٢٦ ، والخصائص لابن جني ، ٢ / ٣١٦ ، وسر الفصاحة ١ / ٨١.
وأما «الماطرون» (١) فزعم أبو الحسن أنّ نونه أصليّة ، وأنّ وزن الكلمة عنده «فاعلول» ، واستدلّ على ذلك بجرّ النون ، قال الشاعر :
طال همّي (٢) ، وبتّ كالمحزون |
|
واعترتني الهموم ، بالماطرون |
ووجه استدلاله بكسر النون ، على أنها أصل ، هو أنها لو جعلت زائدة لكانت الكلمة جمعا في الأصل سمّي به ؛ لأنّ المفردات لا يوجد في آخرها واو ونون زائدين. والجمع إذا سمّي به فله في التسمية طريقان : أحدهما أن تحكي فيه طريقته وقت أن كان جمعا ، فيكون في الرفع بالواو ، وفي النصب والخفض بالياء ، والطريقة الأخرى أن تجعل الإعراب في النون ، وتقلب الواو ياء على كل حال ، فتقول : هذا زيدين ، ورأيت زيدينا ، ومررت بزيدين ، فلمّا لم يجىء «الماطرون» على وجه من هذين الوجهين قضي عليه بأنه مفرد ، فوجب عليه جعل النون أصليّة.
وهذا لا دليل له فيه ، لأنّ أبا سعيد وغيره من النحويّين حكوا في التسمية وجهين ، غير هذين : أحدهما جعل الإعراب في النون ، وإبقاء الواو على كل حال. فيقولون : هذا ياسمون ، ورأيت ياسمونا ، ومررت بياسمون ، فيكون «الماطرون» جمعا سمّي به ، على هذا الوجه. والوجه ، الآخر أن تكون النون مفتوحة في كلّ حال ، وقبلها الواو ، فيقال هذا ياسمون البرّ ، ورأيت ياسمون البرّ ، ومررت بياسمون البرّ ، وقد جاء ذلك في «الماطرون». وعليه قوله :
ولها بالماطرون ، إذا |
|
أكل النّمل الذي جمعا (٣) |
وهذا مما يدلّ على أنه جمع ، محكيّة فيه حالة الرفع ، إذ لو كان مفردا لأثّر فيه العامل ، إذ لا موجب لبنائه ، على أنّ أبا سعيد السيرافيّ قال : أظنّها فارسيّة ، فإذا كانت كذلك فلا حجّة فيها.
__________________
(١) الماطرون : اسم موضع ، لسان العرب ، مادة (مطر).
(٢) البيت من البحر الخفيف ، وهو لأبي دهبل الجمحي في ديوانه ص ٦٨ ، وخزانة الأدب للبغدادي ٧ / ٣١٤ ، ولسان العرب مادة (خصر). ولعبد الرحمن بن حسان في ديوانه ص ٥٩ ، وبلا نسبة في أوضح المسالك ١ / ٥٣.
(٣) البيت من المديد ، وهو لأبي وهيد الجمحي ، وينسب ليزيد بن معاوية ، في أنساب الأشراف للبلاذري ٢ / ١٧٧ ، وجمهرة اللغة ، مادة (خلف) ، وتهذيب اللغة للأزهري ١٣ / ٢٣٢ وأمالي ابن سمعون ١ / ١٦٣ ، والخصائص لابن جني ٣ / ٢١٦.
والقول في «الماجشون» (١) كالقول في «الماطرون» ، وكذلك «سقلاطون» (٢) و «أطربون» (٣) وما كان نحو ذلك.
وأما «خرنباش» (٤) من قول الشاعر :
أتتنا رياح الغور من نحو أرضها |
|
بريح خرنباش الصّرائم والحقل (٥) |
فيمكن أن يكون في الأصل «خرنبشا» ، ثم أشبعت فتحته.
وإذا كانتا مجتمعتين يكون :
على فعلويل : ولم يجىء إلّا اسما ، نحو «قندويل» (٦) و «هندويل» (٧).
وعلى فعلليل : ولم يجىء إلّا صفة ، نحو «عرطليل» (٨).
وعلى فعللوت : ولم يجىء إلّا اسما ، نحو «عنكبوت».
وعلى فعللول : ويكون فيهما ، فالاسم نحو «منجنون» (٩) ، والصفة نحو «حندقوق» (١٠).
وعلى فعلان : وهو قليل فيهما ، فالاسم نحو «زعفران» ، والصفة نحو «شعشعان» (١١).
__________________
(١) الماجشون : ثياب مصبغة ، الخصائص لابن جني ٣ / ٢١٧.
(٢) السقلاطون : ضرب من الثياب ، لسان العرب ، مادة (سقلطن).
(٣) الأطربون : السيد الرئيس عند الروم ، لسان العرب ، مادة (أطربن).
(٤) الخرنباش : نبات من رياحين البرطيب الرائحة ، لسان العرب ، مادة (خربش).
(٥) البيت من الطويل ، وهو بلا نسبة في الخصائص لابن جني ٣ / ٢١٧ ، وتاج العروس للزبيدي ، مادة (خربش).
(٦) القندويل : العظيم الهامة ، لسان العرب ، مادة (قندل).
(٧) الهندويل : الضخم ، لسان العرب ، مادة (هندل).
(٨) العرطليل : الطويل ، لسان العرب ، مادة (عرطل).
(٩) المنجنون : الدولاب التي يستقى عليها ، لسان العرب ، مادة (منجنون).
(١٠) الحندقوق : الرجل الطويل المضطرب ، لسان العرب ، مادة (حندق).
(١١) الشعشعان : الطويل الحسن الطول ، لسان العرب ، مادة (شعع).
وعلى فعللان : ويكون فيهما ، فالاسم نحو «عقربان» (١). والصفة نحو «عردمان» (٢).
وعلى فعللان : ويكون فيهما ، فالاسم نحو «حندمان» (٣) ، والصفة نحو «حدرجان» (٤).
وعلى فعللاء : ولم يجىء إلّا اسما نحو «برنساء» (٥).
وعلى فعللاء : ولم يجىء إلّا اسما ، وهو قليل ، نحو «قرفصاء» (٦).
وعلى فعللاء : ولم يجىء إلّا صفة ، وهو قليل ، نحو «طرمساء» (٧).
وعلى فعللاء : ولم يجىء إلّا اسما نحو «هندباء» (٨).
وأما «شفصلّى» فإن ثبت كان فيه دليل على إثبات «فعللّى» من كلامهم.
وعلى فعلّيل : نحو : «القشعريرة» و «السّمهجيج» (٩). ولم يجىء غيرهما.
[المزيد فيه ثلاثة أحرف]
وإذا لحقته ثلاث زوائد كان :
على فعيللان : نحو «عريقصان» (١٠) ، ولم يجىء إلّا اسما.
وأما «هزنبران» (١١) و «عفزّران» (١٢) فإنهما تثنية «هزنبر» كـ «جحنفل» (١٣) ، و «عفزّر»
__________________
(١) العقربان : دويبة تدخل الأذن ، لسان العرب ، مادة (عقرب).
(٢) العردمان : الغليظ الشديد الرقبة ، لسان العرب ، مادة (عردم).
(٣) الحندمان : الجماعة أو القبيلة ، لسان العرب ، مادة (حندم).
(٤) الحدرجان : القصير ، لسان العرب ، مادة (حدرج).
(٥) البرنساء : ابن آدم ، والناس ، لسان العرب ، مادة (برنس).
(٦) القرفصاء : ضرب من الجلوس ، لسان العرب ، مادة (قرفص).
(٧) ليلة طرمساء : الشديدة الظلمة ، لسان العرب ، مادة (طرمس).
(٨) الهندباء : بقلة من أحرار البقول ، لسان العرب ، مادة (هندب).
(٩) السمهجيج : ما حقن من ألبان الإبل في سقاء غير ضار ، لسان العرب لابن منظور ، مادة (سمهج).
(١٠) العريقصان : نبات ، لسان العرب ، مادة (عرقص).
(١١) الهزنبران : الرجل الحديد السيء الخلق ، لسان العرب ، مادة (هزبر).
(١٢) عفزران : اسم رجل ، لسان العرب ، مادة (عفزر).
(١٣) الجحنفل : الغليظ الشفتين ، لسان العرب ، مادة (جحفل).
ك «عدبّس» (١). ثم سمّي بهما ، وهذا أولى من إثبات بناء على وزن «فعنلان» أو «فعلّلان» ، ولم يثبت من كلامهم.
وعلى فعوللان : وهو قليل ، نحو «عبوثران» (٢).
وعلى فعلالاء : ولم يجىء إلّا اسما ، وهو قليل ، نحو «برناساء» (٣).
وعلى فعاللاء : ولم يجىء أيضا إلّا اسما ، وهو قليل ، نحو «جخادباء» (٤).
وأما «مفيئنّ» (٥) فـ «مفعللّ» والياء أصل في بنات الأربعة ، ولا يكون «مفيعلّا» ، لأنه ليس من أبنية كلامهم.
وأما «السّلنطيط» (٦) فزعم أبو سعيد أنه جاء في الشعر ، والمتوهّم أنه ليس من كلامهم ، فإذا كذلك فلا يثبت به «فعنليل».
وأما «عقربّان» (٧) فيمكن أن يكون أصله «عقربان» خفيفا كـ «ثعلبان» (٨) ، ثم ضعّفت الباء ، كما تضعف أواخر الأسماء ؛ لأنها آخر ؛ لأنّ الألف والنون تجريان مجرى تاء التأنيث ، ولذلك إنما يصغّر من الاسم ، الذي يكونان فيه ، الصدر كما أنه لا يصغّر من الاسم الذي فيه تاء التأنيث إلّا صدره.
فإن قيل : إنما تفعل ذلك العرب في الوقف؟.
قيل : يكون هذا من إجراء الوصل مجرى الوقف.
[الخماسي المزيد]
وأما الخماسيّ فلا تلحقه إلّا زيادة واحدة ، فيصير على ستّة أحرف ، ويكون :
__________________
(١) العدبس : الشديد الموثق الخلق من الإبل ، لسان العرب ، مادة (عدبس).
(٢) العبوثران : نبات طيب الريح ، المحيط في اللغة لابن عباد ، باب العين والتاء ١ / ١٤٨.
(٣) البرناساء : الناس ، لسان العرب ، مادة (برنس).
(٤) الجخادباء : ضرب من الجنادب ، لسان العرب ، مادة (جخدب).
(٥) المفيئن : المنتصب ، الخصائص لابن جني ٣ / ١٩٦.
(٦) السلنطيط : القاهر ، من السلاطة ، المحيط في اللغة لابن عباد (سلط).
(٧) العقربان : دويبة تدخل الأذن ، لسان العرب ، مادة (عقرب).
(٨) الثعلبان : ذكر الثعالب ، لسان العرب ، مادة (ثعلب).
على فعلليل : ويكون فيهما ، فالاسم نحو «خندريس» (١) ، والصفة نحو «دردبيس» (٢).
وعلى فعللول : ولم يجىء إلّا اسما ، نحو «يستعور» (٣).
وعلى فعللول : ولم يجىء إلّا صفة ، وهو قليل ، نحو «قرطبوس» (٤).
وعلى فعلّلى : ولم يجىء أيضا إلّا صفة ، وهو قليل ، نحو «قبعثرى (٥)».
وعلى فعلّيل : ويكون فيهما ، فالاسم نحو «خزعبيل». والصفة نحو «قذعميل» (٦).
وأما «سمرطول» (٧) من قوله :
*على سمرطول ، نياف ، شعشع (٨)*
فلا يثبت به «فعلّول» ، لأنه لم يسمع قطّ في نثر ، وإنما سمع في الشعر ، وهم مما يحرّفون في الشعر ، إذا اضطروا إلى ذلك. قال :
*بسبحل الدّفّين ، عيسجور (٩)*
وإنما هو «سبحل» بمنزلة «قمطر» ، فكذلك «سمرطول» يمكن أن يكون محرّفا من «سمرطول» ، كـ «عضرفوط» (١٠).
__________________
(١) الخندريس : الخمر ، لسان العرب ، مادة (خندرس).
(٢) الدردبيس : الشيخ الهرم ، الصحاح في اللغة للجوهري ، مادة (دردبس).
(٣) اليستعور : شجر ، لسان العرب ، مادة (يستعر).
(٤) القرطبوس : الناقة العظيمة الشديدة ، لسان العرب ، مادة (قرطبس).
(٥) القبعثرى : الجمل الضخم العظيم ، لسان العرب ، مادة (قبعثرى).
(٦) القذعميل : الشيخ الكبير ، لسان العرب ، مادة (قذعمل).
(٧) السمرطول : الطويل المضطرب ، لسان العرب ، مادة (سمرطل).
(٨) الرجز ، بلا نسبة في الخصائص ٢ / ٢٠٧ ، ولسان العرب ، مادة (سمرطل). وتاج العروس ، مادة (سمرطل) ، والمحكم المحيط الأعظم لابن سيده ، مادة (س م ا ط ل) والنياق : الطويل في ارتفاع ، والشعشع : طويل العنق ، يصف جملا.
(٩) الرجز ، للزفيان في ديوانه ص ٩٤ ، وللعجاج في الخصائص لابن جني ٢ / ٣٣٩ ، والمحكم والمحيط الأعظم ، مادة (ضخم) ، وتاج العروس مادة (س بـ ح ل).
(١٠) العضرفوط : ذكر العظاء وهي دويبة بيضاء ناعمة ، لسان العرب (عضرفط).
فأما «درداقس» (١) فلا يتحقّق كونها من كلام العرب ، قال الأصمعيّ : أظنّها روميّة ، فلا ينبغي أن يثبت بها «فعلالل». وكذلك «خزرانق» (٢) أصله فارسيّ فلا حجّة فيه.
وأما «قرعبلانة» (٣) فلم تسمع إلّا من كتاب العين ، فلا ينبغي أن يلتفت إليها.
__________________
(١) الدرداقس : عظم القفا ، لسان العرب ، مادة (دردقس).
(٢) الخزرانق : ضرب من ثياب الديباج ، لسان العرب ، مادة (خزرنق).
(٣) القرعبلانة : دويبة عريضة ، لسان العرب ، مادة (قرعبل).
باب
أبنية الأفعال
الأفعال تنقسم قسمين : ثلاثيّ ، ورباعيّ. وكلاهما ينقسم قسمين : مزيد ، وغير مزيد.
[الماضي الثلاثي]
فأما الثلاثيّ غير المزيد فله ثلاثة أبنية :
فعل : كـ «ضرب».
وفعل : كـ «علم».
وفعل : كـ «ظرف».
وأما الثلاثيّ المزيد فينقسم ثلاثة أقسام : قسم جاء على وزن الرباعيّ وهو ملحق به ، وقسم جاء على وزن الرباعيّ وليس بملحق به ، وقسم لم يجىء على وزنه.
فالملحق ما جاء :
على فيعل : نحو «بيطر» (١).
وعلى فعلل : نحو «جلبب» (٢) و «شملل» (٣).
وعلى فوعل : نحو «حوقل» (٤).
وعلى فعول : نحو «جهور» (٥).
__________________
(١) بيطر : عالج الدواب ، لسان العرب ، مادة (بطر).
(٢) جلبب : ألبس الجلباب : الصحاح في اللغة ، مادة (جلبب).
(٣) شملل النخل : أخذ شماليلها ، لسان العرب ، مادة (شمل).
(٤) حوقل : كبر وعجز عن الجماع ، الصحاح في اللغة للجوهري ، مادة (حوقل).
(٥) جهور : رفع صوته ، الصحاح للجوهري ، مادة (جهر).
وعلى فعنل : نحو «قلنسس» (١) ، وهو قليل.
وعلى يفعل : نحو «يرنأ لحيته» (٢).
وعلى فعلى : نحو «قلسى» (٣).
وهذه الأمثلة ملحقة بـ «فعلل» من الرباعيّ ، نحو «قرطس» (٤). ويجيء :
على تفعلى : نحو «تقلسى» (٥) و «تجعبى» (٦).
وعلى تفعلت : نحو «تعفرت».
وعلى تفعنل : نحو «تقلنس».
وعلى تفعلل : نحو «نجلبب».
وعلى تفيعل : نحو «تشيطن».
وعلى تفوعل : نحو «تجورب».
وعلى تفعول : نحو «ترهوك» (٧).
وعلى تفاعل : نحو «تغافل».
وعلى تفعّل : نحو «تكرّم».
وعلى تمفعل : نحو «تمسكن».
وهذه الأمثلة ملحقة بـ «تفعلل» من الرباعيّ ، نحو «تدحرج».
وعلى افعنلل : نحو «اقعنسس» (٨).
__________________
(١) قلنس : قلنس الشيء غطاه وستره ، لسان العرب ، مادة (قلنس).
(٢) يرنأ لحيته : صبغها باليرناء ، وهي الحناء ، لسان العرب ، مادة (رنأ).
(٣) قلسى : ألبس القلنسوة ، لسان العرب ، مادة (قلس).
(٤) قرطس : أصاب القرطاس ، الصحاح للجوهري ، مادة (قرطس).
(٥) تقلسى : لبس القلنسوة ، لسان العرب ، مادة (قلس).
(٦) تجعبى الجيش : ازدحم ، لسان العرب ، مادة (جعب).
(٧) ترهوك في المشي : كان كأنه يموج فيه ، لسان العرب ، مادة (رهك).
(٨) اقعنسس : رجع وتأخر ، الصحاح في اللغة للجوهري ، مادة (قعس).
وعلى افعنلى : نحو «اسلنقى» (١).
وهذان المثالان ملحقان ببناء «افعنلل» من الرباعيّ ، نحو «احرنجم» (٢).
والذي يعلم به أنّ هذه الأمثلة ملحقة ، ببناء ما ذكرناه ، مجيء مصادرها على حسب مصادر ما ألحقت به ، فتقول : «جلببة» و «شمللة» و «بيطرة» و «جهورة» و «قلنسة» و «قلساة» ، كما تقول : «قرطسة».
وتفول : «تجلببا» و «تشسطنا» و «تجوربا» و «تزهوكا» و «تمسكنا» و «تغافلا» و «تكرّما» ، كما تقول : «تدحرجا».
وتقول : «اسلنقاء» و «اقعنساسا» ، كما تقول : «احرنجاما».
وغير الملحق ما جاء :
على أفعل : نحو «أكرم».
وعلى فاعل : نحو «ضارب».
وعلى فعّل : نحو «ضرّب».
فهذه الأمثلة على وزن «دحرج» ، وليست ملحقة به ، بدليل أنك لا تقول «ضاربة» ولا «ضرّبة» ولا «أكرمة» ، كما تقول «دحرجة».
والذي لم يجىء على وزن الفعل ما كان :
على انفعل : نحو «انطلق».
أو افتعل : نحو «اقتدر».
أو استفعل : نحو «استخرج».
أو افعلّ : نحو «احمرّ».
أو افعالّ : نحو «احمارّ».
أو افعوّل : نحو «اعلوّط» (٣).
__________________
(١) اسلنقى : نام على ظهره ، لسان العرب ، مادة (سلق).
(٢) أحرنجم القوم : ازدحموا ، لسان العرب ، مادة (حرجم).
(٣) اعلوّطت البعير : تعلقت بعنقه وعلوقه ، المحيط لابن عباد ، مادة (علط).
أو افعوعل : نحو «اغدودن» (١).
فهذه الأمثلة من مزيد الثلاثيّ ، وليس لها نظير في الرباعيّ.
فأما «هرقت» و «هرحت» فأصلهما «أرقت» و «أرحت» ، والهاء بدل من الهمزة. وأصله : أرقت وأرحت. وكذلك «أهرقت» أصله «أرقت» والهاء زائدة. وكذلك «أهرحت». وكذلك «أسطاع» فأصله «أطاع» والسين زائدة. فلا يثبت بشيء من ذلك وزن للفعل ، على خلاف ما ذكر ، لأنّ هذه أشياء شذّت ، ولم تطّرد في بابها.
وأمّا «افعولل» نحو «اعثوجج (٢) البعير» ، و «افونعل» نحو «احونصل (٣) الطائر» ، و «افعيّل» نحو «اهبيّخ (٤) الرّجل» ، فلم يذكرها أحد إلّا صاحب العين ، فلا يلتفت إليها.
وأمّا ما حكاه بعض اللغويين ، من قولهم «سنبل الزّرع (٥) وأسبل» ، و «دنقع الرّجل» إذا افتقر فكأنه لصق بالدّقعاء ، وما حكاه أبو عبيد من قولهم «كنثأت لحيته (٦) وكثّأت» ، فلا حجّة في شيء من ذلك ، على إثبات «فنعل» ، بل تكون النون أصليّة ، وهي على وزن «فعلل» كـ «دحرج» ، ويكون «سنبل» من «أسبل» كـ «سبط» من «سبطر» ، وكذلك «دنقع» من الدّقعاء ، و «كنثأ» من «كثّأ».
وكذلك قولهم «طشيأ رأيه» و «رهيأ» إذا خلّط ، لا حجّة فيه على إثبات «فعيل» ، بل يحتمل أمرين : أحدهما أن تكون الياء أصلا في بنات الأربعة ، كما كانت ذي «يستعور» (٧) لئلّا يؤدّي إلى إثبات بناء لم يستقرّ في كلامهم ، وهو «فعيل» ، والآخر أن يكون أصله «رهيا» و «طشيا» ، على وزن «فعلى» كـ «قلسى» ، ثم أبدلت الهمزة من الألف.
وأما «اكوهدّ (٨) الفرخ» و «اكوألّ الرّجل» (٩) فوزنهما «افعللّ» نحو «اقشعرّ» ، والواو
__________________
(١) اغدودن النبت : إذا اخضر ، واغدودن الشعر : إذا طال ، لسان العرب ، مادة (غدن).
(٢) اعثوجج : أسرع ، تاج العروس للزبيدي ، مادة (عثج).
(٣) احونصل : ثنى عنقه وأخرج حوصلته ، لسان العرب ، (حصل).
(٤) اهبيخ : مشى مشية فيها تبختر وتهاد ، لسان العرب ، مادة (هبخ).
(٥) سنبل وأسبل : أخرج سنبله ، لسان العرب ، مادة (سنبل).
(٦) كنثأت وكثأت : طالت وغرز شعرها ، لسان العرب ، مادة (كثأ).
(٧) اليستعور : شجر ، لسان العرب ، مادة (يستعر).
(٨) اكوهد الفرخ : ارتعد إلى أمه لتزقه ، لسان العرب ، مادة (كهد).
(٩) اكوأل : كان قصيرا في غلظ وشدة ، لسان العرب ، مادة (كأل).
أصل في بنات الأربعة ، كما كانت أصلا في «ورنتل» (١) ؛ لأنّ «افوعلّ» بناء لم يستقرّ في كلامهم.
المضارع الثلاثي
وأما المضارعات فالمقيس منها أن يجيء مضارع «فعل» أبدا على «يفعل» بضمّ العين كالماضي ، نحو «ظرف يظرف» و «شرف تشرف» ، ومضارع «فعل» على «يفعل» بفتح العين ، نحو : «شرب يشرب» و «حذر يحذر».
و «فعل» لا يخلو أن يكون للمغالبة ، أو لا يكون ، فإن كان للمغالبة فإنّ مضارعه أبدا على «يفعل» بضمّ العين. نحو «ضاربني فضربته أضربه» ، و «كابرني فكبرته أكبره» ، و «فاضلني ففضلته أفضله» ، هذا ما لم يكن معتلّ العين أو اللام بالياء ، أو معتلّ الفاء بالواو ، فإن كان كذلك لزم المضارع «يفعل» بكسر العين ، نحو قولك «راماني فرميته أرميه» ، و «سايرني فسرته أسيره» أي : غلبته في السّير ، و «واعدني فوعدته أعده» ، وزعم الكسائيّ أنه يجيء على «أفعل» بفتح العين ، إذا كان عينه حرف حلق ، نحو «فاخرني ففخرته أفخره».
فإن لم يكن للمغالبة فلا يخلو أن يكون معتلّ الفاء بالواو ، أو معتلّ العين أو اللّام بالياء أو بالواو ، أو مضعّفا ، أو غير ذلك.
فإن كان معتلّ الفاء بالواو فإنّ مضارعه أبدا على «يفعل» بكسر العين ، نحو «وعد يعد» و «وزن يزن» ، وتحذف الواو ، لوقوعها بين ياء وكسرة في «يعد» ، ثم تحمل في «أعد» و «نمد» و «تعد» عليه ، لما يبيّن في التصريف ، إن شاء الله.
فإن كان معتلّ العين أو اللّام بالواو كان المضارع أبدا على «يفعل» بضمّ العين ، نحو «غزا يغزو» «وقال يقول».
وإن كان معتلّ العين أو اللّام بالياء ، فإنّ المضارع منه أبدا على «يفعل» بكسر العين ، نحو «رمى يرمي» و «باع يبيع».
وإن كان مضعّفا فلا يخلو أن يكون متعدّيا أو غير متعدّ ، فإن كان غير متعدّ فإنّ مضارعه أبدا يجيء على «يفعل» بكسر العين ، نحو «فرّ يفرّ» و «شذّ الشيء يشذّ» ، وإن كان متعدّيا فإن مضارعه أبدا يجيء على «يفعل» ، بضمّ العين ، نحو «ردّه يردّه» و «شدّه يشدّه».
__________________
(١) الورنتل : الداهية والأمر العظيم ، القاموس المحيط للفيروز آبادي ، فصل الواو ١ / ١٣٧٩.
فإن كان غير ذلك فلا يخلو أن تكون لامه أو عينه حرف حلق ، أو لا يكون ، فإن كان كذلك فإنّ مضارعه أبدا على «يفعل» بفتح العين ، نحو قرع يقرع و «فغر يفغر» و «زأر يزأر» ، وإن لم يكن كذلك فإنّ مضارعه أبدا يجيء على «يفعل» و «يفعل» ، بكسر العين وضمها ، نحو «ضرب يضرب» و «قتل يقتل» و «جلس يجلس» و «قعد يقعد» ، وقد يجتمعان في الفعل الواحد ، نحو «عكف يعكف ويعكف» ، وهما جائزان ، سمعا للكلمة ، أو لم يسمع إلّا أحدهما.
وأما المزيد على ذلك فإنك إذا أردت المضارع فلا يخلو أن تكون في أوّله همزة وصل ، أو تاء زائدة ، أو لا يكون كذلك.
فإن كان كذلك فإنّ المضارع منه بمنزلة الماضي ، إلّا أنّك تزيد حرف المضارعة مفتوحا ، وتكسر ما قبل الآخر ، فيما أوّله همزة وصل ، وتزيد حرف المضارعة مفتوحا لا غير ، فيما أوّله التاء ، فتقول «انطلق ينطلق» و «استخرج يستخرج» و «تغافل يتغافل» و «تشجّع يتشجّع».
وإن كان غير ذلك فعلت فيه ما فعلت فيما في أوّله همزة وصل ، إلّا أنك تضمّ حرف المضارعة ، فتقول «سلقى يسلقي» و «جلبب يجلبب» و «أكرم يكرم» و «ضرّب يضرّب» و «ضارب يضارب».
وشذّ من «فعل» شيء ، فجاء مضارعه على «يفعل» بكسر العين ، نحو «نعم ينعم» و «حسب يحسب» و «ومق يمق» و «ورث يرث» و «ولي يلي» و «ورع يرع» و «وعم (١) يعم» و «وغم (٢) يغم». و «وحر يحر» (٣) و «وغر (٤) صدره يغر» و «وثق يثق» و «وفق يفق» و «وري الزّند يري» و «وطىء يطأ» و «وسع يسع».
والدليل على أنّ «يطأ ويسع» ، في الأصل ، إنما هو «يوطىء ويوسع» ـ ثم فتحت العين ، لكون اللّام حرف حلق ـ حذف الواو منهما ، ولم يعتدّ بالفتحة ، لكونها عارضة ، ولو كان أصليّة لم تحذف الواو ، كما لم تحذف من «يوجل» (٥) و «يوحل».
__________________
(١) وعم : قال الجوهري : وعم الدار : قال لها عمي صباحا : لسان العرب ، مادة (وعم).
(٢) وغم : حقد ، لسان العرب ، مادة (وغم).
(٣) وحر صدره : لسان العرب ، مادة (وحر) والصحاح للجوهري (وحر).
(٤) وغر صدره : امتلأ غيظا ، لسان العرب ، مادة (وغر).
(٥) يوحل : يقع في الوحل ، لسان العرب ، مادة (وحل).
وشذّ منه أيضا شيء ، فجاء على «يفعل» بضمّ العين ، وهو «نعم ينعم» و «فضل يفضل» و «حضر يحضر» و «متّ تموت» في لغة من يكسر الميم و «دمت تدوم».
وشذّ أيضا ، من «فعل» الذي فاؤه واو ، لفظة واحدة ، فجاء مضارعها على «يفعل» بضمّ العين ، وهي «وجد يجد» ، وأصله «يوجد» ، فحذفت الواو لكون الضمّ هنا شاذّا ، والأصل الكسر ، فحذفت الواو كما حذفت مع الكسرة ، وعلى ذلك قوله :
لو شئت قد نقع الفؤاد بشربة |
|
تدع الصّوادي لا يجدن غليلا (١) |
وشذّ أيضا شيء من «فعل» المعتلّ اللّام ، فجاء مضارعه على «يفعل» بفتح العين ، وهو «قلى يقلى» (٢) و «عسى يعسى» و «جبى يجبى» (٣) و «أبى يأبى».
وشذّ أيضا من «فعل» الصحيح اللّام شيء ، فجاء مضارعه على «يفعل» بفتح العين ، وهو «قنط يقنط» و «ركن يركن».
وشذّ أيضا من «فعل» المضاعف المعتدّي شيء ، فجاء مضارعه على «يفعل» بكسر العين ، وهو «هرّ الكأس يهرّها» (٤) و «علّه يعلّه» (٥) و «حبّ الشيء يحبّه».
[الرباعي]
وأما الرباعيّ فغير المزيد منه يجيء على فعلل : نحو «قرطس» ، والمزيد يجيء على افعنلل : نحو «احرنجم» (٦) ، وعلى افعللّ : نحو «اطمأنّ» ، وعلى تفعلل : نحو «تدحرج».
ومضارع «فعلل» : يفعلل ، بضمّ حرف المضارعة ، وكسر ما قبل الآخر ، ومضارع «افعنلل» : يفعنلل ، بفتح حرف المضارعة ، وكسر ما قبل الآخر ، وكذلك «افعللّ» مضارعه : يفعللّ ، بفتح حرف المضارعة ؛ وكسر ما قبل الآخر ، و «تفعلل» مضارعه : يتفعلل ، بفتح حرف المضارعة وما قبل الآخر.
__________________
(١) البيت من البحر الكامل ، وهو لجرير في المحكم والمحيط الأعظم ، مادة (نقع) ، ومن قول لبيد في لسان العرب ، مادة (وجد) ، ولجرير في لسان العرب ، مادة (نقع) ، وتاج العروس للزبيدي ، مادة (نقع).
(٢) قلاه : أبغضه وكرهه غاية الكره ، المزهر للسيوطي : ٢ / ٣٩.
(٣) جبى : جمع وحصل ، لسان العرب ، مادة (جبى).
(٤) هرّ الكأس : كرهها ، المزهر للسيوطي ٢ / ٤٠.
(٥) علّه : سقاه السقية الثانية بعد النهل ، لسان العرب ، مادة (علل).
(٦) احرنجم القوم : ازدحموا ، لسان العرب ، مادة (حرجم).