عبد القاهر بن عبد الرحمن الجرجاني
المحقق: د. طلعت صلاح الفرحات / د. محمّد أديب شكور
الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: دار الفكر ناشرون وموزعون
الطبعة: ١
ISBN الدورة:
الصفحات: ٨٠٢
قلمه نور (١) ، كتابته نور ، وعرضه ما بين السّماء والأرض ، ينظر فيه كلّ (٢) [يوم] ثلاث مئة وستين نظرة ، يخلق بكلّ نظرة ، ويحيى ويميت ، ويعزّ ويذلّ ، ويفعل ما يشاء. (٣) والله أعلم.
__________________
(١) الأصول المخطوطة : بر ، والتي تليها ، والتصويب من كتب التخريج.
(٢) الأصول المخطوطة : كله ، وما بين المعقوفتين والتصويب من كتب التخريج.
(٣) المعجم الكبير للطبراني (١٠٦٠٥) ، والمستدرك ٢ / ٥١٦ ، وحلية الأولياء ١ / ٣٢٥ ـ ٣٢٦.
سورة الطارق
مكية. (١)
وهي ستّ عشرة آية في عدد المدني. (٢)
بسم الله الرّحمن الرّحيم
١ ـ عن ابن عبّاس في قوله تعالى : (وَالسَّماءِ وَالطَّارِقِ) وقال : نزلت في أبي طالب ، وذلك أنّه رأى نجما انحطّ من السّماء ، فامتلأ ما ثمّت نارا ، ففزع أبو طالب ، وقال : أيّ شيء هذا؟ فقال رسول الله : هذا نجم قد رمي به ، وهو آية من آيات الله تعالى ، (٣٢١ و) فعجب أبو طالب ، ونزل : (وَالسَّماءِ وَالطَّارِقِ). (٣)
(وَالطَّارِقِ)(٤) : الآتي باللّيل. (٥)
٦ ـ (دافِقٍ) : مندفع. (٦)
٧ ـ (الصُّلْبِ) : الظهر. (٧)
(وَالتَّرائِبِ) : جمع تريبة ، وهو عظم الصّدر. (٨) وعن ابن عبّاس قال : صلب الرّجل ، وترائب المرأة. (٩)
٨ ـ (إِنَّهُ عَلى رَجْعِهِ) : قال ابن عبّاس : أن يجعل الشّيخ شابّا والشّابّ شيخا. (١٠)
٩ ـ (السَّرائِرُ) : جمع سريرة ، وهي الضّمير. (١١)
١١ ـ (وَالسَّماءِ ذاتِ الرَّجْعِ) : بالسّحاب والمطر. (١٢) وقيل : هو ردّ الفلك النّجوم من
__________________
(١) زاد المسير ٨ / ٢٣٩ ، والمحرر الوجيز ١٥ / ٣٩٤ ، والدر المنثور ٨ / ٤٣٣ عن ابن عباس.
(٢) وعند الباقين سبع عشرة آية. البيان في عد آي القرآن ٢٧٠ ، وفنون الأفنان ٣٢١ ، وجمال القراء ٢ / ٥٥٥ ، وإتحاف فضلاء البشر ٥٧٩.
(٣) ذكره الواحدي في أسباب النزول ٢٣٤ ، والكشاف ٤ / ٧٣٥ ، من غير إسناد.
(٤) غير موجودة في أ.
(٥) ينظر : معاني القرآن للفراء ٣ / ٢٥٤ ، وتفسير غريب القرآن ٥٢٣ ، واللباب في علوم الكتاب ٢ / ٢٥٩.
(٦) ينظر : المحرر الوجيز ١٥ / ٣٩٨.
(٧) العين ٧ / ١٢٧ ، والنهاية في غريب الحديث ٣ / ٤٤ ، وتفسير القرطبي ٢٠ / ٥.
(٨) ينظر : تفسير البيضاوي ٥ / ٣٠٣ ، وتفسير أبي السعود ٩ / ١٤١.
(٩) تفسير ابن أبي حاتم (١٩٢١٣) ، والتبيان في أقسام القرآن ٦٤ ، والدر المنثور ٨ / ٤٣٤.
(١٠) الدر المنثور ٨ / ٤٣٥.
(١١) ينظر : التعاريف ٤٠١.
(١٢) ينظر : تفسير السمرقندي ٣ / ٥٤٧ ، والمحرر الوجيز ١٥ / ٤٠٣.
بطن الأرض إلى ظهرها.
١٢ ـ (ذاتِ الصَّدْعِ) : الشّقّ بالنّبات. (١)
١٣ ـ (فَصْلٌ) : الذي يفصل بين الحقّ والباطل. (٢)
١٤ ـ (وَما هُوَ بِالْهَزْلِ) : وهو نقيض الجدّ. (٣)
١٥ ـ (إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ) : يتآمرون في دار النّدوة في شأن رسول الله. (٤)
١٧ ـ (أَمْهِلْهُمْ) : بدل من قوله : (فَمَهِّلِ الْكافِرِينَ). (٥)
(رُوَيْداً) : نعت المصدر ، أي : إمهالا رويدا ، (٦) وهو تصغير رود ، يقال : أرود بفلان ، أي : أرفق ، أصله من رادت الرّيح ترود رودانا إذا تحرّكت خفيفة. (٧)
__________________
(١) ينظر : تهذيب اللغة ٢ / ١٩٨٨ ، وتفسير البيضاوي ٥ / ٣٠٤ ، وتفسير أبي السعود ٩ / ١٤٢.
(٢) معاني القرآن وإعرابه ٥ / ٣١٣ ، والتفسير الكبير ١١ / ١٢٣ ، وتفسير الخازن ٤ / ٤١٦ ، والتبيان في أقسام القرآن ٦٧.
(٣) العين ٤ / ١٤ ، ولسان العرب ١١ / ٦٩٦ ، واللباب في علوم الكتاب ٢٠ / ٣٦٩.
(٤) ينظر : تفسير السمرقندي ٣ / ٥٤٧ ، وزاد المسير ٨ / ٢٤٢ ، والخازن ٤ / ٤١٦.
(٥) تفسير أبي السعود ٩ / ١٤٢.
(٦) ينظر : التفسير الكبير ١١ / ١٢٤ ، والتبيان في إعراب القرآن ٢ / ٤٥٩ ، وتفسير أبي السعود ٩ / ١٤٢.
(٧) ينظر : العين ٨ / ٦٣ ، والمحكم والمحيط الأعظم ٩ / ٤٢٢ ، والنهاية في غريب الحديث ٢ / ٢٧٦.
سورة الأعلى
مكيّة. (١)
وهي تسع عشرة آية بلا خلاف. (٢)
بسم الله الرّحمن الرّحيم
٥ ـ (الأحوى) : المدهامّ على سبيل التّقديم والتّأخير. (٣) وقيل : المسودّ من الاحتراق في حرّ (٤) أو برد ، والحوّة السّواد (٥) ، يقال : شعر أحوى. عن أبي ذرّ ، عنه عليهالسلام : «أنّ الله ضرب ما يخرج من [ابن](٦) آدم مثلا للدّنيا ، وأنّ ملحه وقزحه (٧) قد علم إلى ما يصير» (٨).
٩ ـ (إِنْ نَفَعَتِ) : بمعنى قد ، وظاهرها للشّرط. (٩)
١٤ ـ (مَنْ تَزَكَّى) : قال أبو العالية : أدّى صدقة الفطر. (١٠) وقال عطاء بن أبي رباح : آمن. (١١)
١٥ ـ (وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى) : يقتضي افتتاح الصّلاة بذكر الله بأيّ لفظ ذكر ، وبأيّ عبارة نطق. وعن أبي ذرّ قال : أتيت النّبيّ عليهالسلام وهو في المسجد ، فاغتنمت خلوته ، فقال : «يا أبا ذرّ ، للمسجد تحية ، وتحيته ركعتان» ، فلمّا صلّيت قلت : يا نبيّ الله ، ما الصّلاة؟ قال : «خير موضوع ، فاستكثر واشتغل» ، قلت : فأيّ العمل أفضل؟ قال : «إيمان بالله وجهاد في
__________________
(١) تفسير الماوردي ٤ / ٤٣٧ ، وزاد المسير ٨ / ٢٤٤ ، وتفسير الخازن ٤ / ٤١٧ ، والدر المنثور ٨ / ٤٣٩ عن ابن عباس وابن الزبير.
(٢) البيان في عد آي القرآن ٢٧١ ، وفنون الأفنان ٣٢١ ، وجمال القراء ٢ / ٥٥٦ ، واللباب في علوم الكتاب ٢٠ / ٢٧٢.
(٣) ينظر : معاني القرآن للفراء ٣ / ٢٥٦ ، وتهذيب اللغة ١ / ٩٤٨ ، وإيجاز البيان عن معاني القرآن ٢ / ٨٧٣.
(٤) في أ : بحر.
(٥) التفسير الكبير ١١ / ١٣٠ ، وتفسير القرطبي ٢٠ / ١٧.
(٦) زيادة من كتب التخريج.
(٧) قزحه أي وضع فيه التوابل ليجعل طعمه طيبا ، وملحه ، هكذا بالتخفيف ، وضع فيه الملح ، والمعنى : وإن تكلف الإنسان التنوق في صنعت الطعام والشراب ، وجعله طيبا ، فإن عائد إلى حال يكره وستقذر ، فكذلك الدنيا المحروص على عمارتها .... ينظر : النهاية في غريب الحديث ٤ / ٥٥٨.
(٨) أخرجه ابن المبارك في الزهد ١ / ١٧٠ ، وأحمد في المسند ٥ / ١٣٦ ، والطبراني في الكبير (٥٣١) عن أبي بن كعب رضي الله عنه.
(٩) تفسير مقاتل بن سليمان ٣ / ٤٨٨ ، وزاد المسير ٨ / ٢٤٦ عن مقاتل ، واللباب في علوم الكتاب ٢٠ / ٢٨٢ عن ابن خالويه ، وتفسير القرطبي ٢٠ / ٢٠ ، واستبعد الحنبلي أن تكون (إن بمعنى قد).
(١٠) ينظر : أحكام القرآن للجصاص ٥ / ٣٧٢ ، وتفسير القرطبي ٢٠ / ٢١ ، والدر المنثور ٨ / ٤٤٤.
(١١) تفسير ابن أبي حاتم (١٩٢٣٠).
سبيله» ، قلت : فأيّ المؤمنين أكمل إيمانا؟ قال : «أحسنهم خلقا» ، قلت : فأيّ المسلمين (١) أسلم؟ قال : «من سلم المسلمون من يده ولسانه» ، قلت : فأيّ الهجرة أفضل؟ قال : «من هجر السّيئات» ، قلت : فأيّ الصّلاة أفضل؟ قال : «طول القنوت» ، قلت : فأيّ الصّدقة أفضل؟ قال : «جهد من مقلّ يمشي به إلى فقير» ، قلت : فأيّ الجهاد أفضل؟ قال : «من عقر جواده وأهريق دمه» ، قلت : يا نبيّ الله ، كم كتاب أنزل الله؟ قال : «مئة كتاب وأربعة كتب» ، قلت : فما كانت صحف إبراهيم؟ قال : «أمثالا كلّها» ، قال : «فكان فيها (قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى (١٤) وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى) إلى آخر السّورة ، وفيها : أيّها الملك المسلّط المبتلى المغرور ، إنّي لم أبعثك لتجمع الدّنيا بعضها إلى بعض ، (٣٢١ ظ) ولكن بعثتك لتردّ عنّي دعوة المظلوم ، فإنّي لا أردّها ، ولو كانت من كافر ، وفيها : على العاقل ما لم يكن مغلوبا على عقله أن تكون له ساعة يناجي فيها ربّه ، وساعة يتفكّر في صنع الله ، وساعة يحاسب فيها نفسه فيما قدّم وأخّر ، وساعة يخلو فيها لحاجته من الحلال في المطعم والمشرب ، وعلى العاقل أن لا يكون ظاعنا إلا في ثلاث : تزود لمعاد ، أو مرمّة (٢) لمعاش ، أو لذّة في غير محرّم ، وعلى العاقل أن يكون بصيرا بزمانه ، مقبلا على شأنه ، حافظا للسانه ، ومن حسب الكلام من عمله (٣) أقلّ (٤) الكلام إلا فيما يعنيه» ، قلت : يا نبيّ الله ، فما كانت صحف موسى؟ (٥) قال : «كانت عبرا كلّها ، عجبت لمن أيقن بالموت كيف يفرح ، وعجبت لمن أيقن بالنّار كيف يضحك ، وعجبت لمن أيقن بالحساب كيف يجمع ، وعجبت لمن أيقن بالقدر ثمّ ينصب ، وعجبت لمن رأى الدّنيا وتقلّبها بأهلها كيف يطمأنّ إليها و (٦) عجبت لمن أيقن بالحساب وهو لا يعمل» ، قلت : يا رسول الله ، أوصني قال : «أوصيك بتقوى الله ، فإنّه رأس أمرك ، وعليك بتلاوة القرآن ، وذكر الله عزوجل ، وعليك بالجهاد ، فإنّها رهبانية أمّتي» ، قلت : زدني ، قال : «عليكّ بالصّمت إلا من خير ، فإنّه مطردة الشّيطان ، وعون على أمر دينك» ، قلت : زدني ، قال : «انظر إلى من تحتك ، ولا تنظر إلى من هو (٧) فوقك ، فإنّها أجدر أن لا تزدرى نعمة (٨) الله عليك» ، قلت : زدني ، قال : «أحبّ المساكين ، وجالسهم» ، قلت :
__________________
(١) في الأصل وك وأ : المسلمون ، وهذا من حاشية الأصل.
(٢) المرمّة : متاع البيت. لسان العرب ١٢ / ٢٥٤.
(٣) (من عمله) ، ساقط من أ.
(٤) ك : أول.
(٥) (فما كانت صحف موسى) وجودة في حاشية الأصل ، ينظر : كتب التخريج.
(٦) (عجبت لمن أيقن بالموت ... ثم اطمن إليها و) موجودة في حاشية الأصل ، وينظر : كتب التخريج.
(٧) ساقطة من ك.
(٨) أ : نعم.
زدني قال : «صل قرابتك ، وإن قطعوك ، ولا تخف في الله (١) لومة لائم» ، قلت : زدني ، قال : «ليردّك عن النّاس ما تعلم من نفسك ، ولا تجد عليهم فيما تأتي» ، ثمّ ضرب يديه على صدري فقال : «يا أبا ذرّ ، لا عقل كالتّدبير ، ولا ورع كالكفّ ، ولا حسب كحسن الخلق» (٢). وبالله التوفيق.
__________________
(١) (في الله) ، غير موجود في أ.
(٢) أخرجه أبو نعيم في الحلية ١ / ١٦٦ ـ ١٦٨ ، وابن حبان في صحيحه (٣٦١) بزيادات على ما ذكر هنا.
سورة الغاشية
مكيّة. (١)
وهي ستّ وعشرون آية من غير خلاف. (٢)
بسم الله الرّحمن الرّحيم
١ ـ (الْغاشِيَةِ) : اسم من أسماء القيامة. (٣)
٢ ـ (وُجُوهٌ) : ذو الوجوه ، وعملهم يومئذ طوافهم بين الجحيم (وَبَيْنَ حَمِيمٍ آنٍ) [الرحمن : ٤٤] ، ويكلّفهم في الجواز على الصّراط ، واقتحام العقبة ، والعقد بين شعيرتين (٤) ، ونحو هذا ، وكلّ ذلك عذاب. وقيل : في الكلام تقديم وتأخير ، تقديره : وجوه عاملة ناصبة يومئذ خاشعة ، (٥) وهي وجوه الرّهبان والبراهمة ، ونسّاك الرّوافض والمعتزلة ، وسائر الملحدين.
٤ ـ وإنّما جاز وصف النّار ب (الحامية) لتصوّر وجودها غير حامية ، كنار إبراهيم عليهالسلام ، ونار اليراع (٦) ، ونار الكمينة في الأشجار والأحجار. ويحتمل : أنّ المراد بالحامية التي في غاية الحمى ، (٧) لقوله عليهالسلام : «ناركم هذه جزء من سبعين جزءا من نار جهنّم ، ضربت بالماء مرّتين ، ولو لا ذلك لما انتفع به بنو آدم» (٨).
٦ ـ (ضَرِيعٍ) : هو الشّبرق إذا يبس في الدّنيا ، (٩) وهذا طعام قوم مخصوصين من أهل النّار سوى الذين طعامهم من غسلين ، (١٠) أو طعام أهل النّار في زمان مخصوص ، أو هو يضمّ إلى الزّقوم والغسلين ليكون الجميع طعاما واحدا ، ويحتمل : أنّ هذه الألفاظ كلّها عبارة عن طعام واحد (١١) كثرب (١٢) ، والعبارة عنه (٣٢٢ و) ليضمّنه بشاعة هذه الأشياء كلّها.
__________________
(١) تفسير مقاتل ٣ / ٤٧٨ ، وزاد المسير ٨ / ٢٤٩ ، والمحرر الوجيز ١٥ / ٤١٧ ، وتفسير القرطبي ٢٠ / ٢٥.
(٢) البيان في عد آي القرآن ٢٧٢ ، وفنون الأفنان ٣٢٢ ، وجمال القراء ٢ / ٥٥٦ ، ومنار الهدى ٨٤٦.
(٣) تفسير غريب القرآن ٥٢٥ ، وتفسير ابن أبي حاتم (١٩٢٤٩) عن ابن عباس ، وتفسير السمرقندي ٣ / ٥٥١.
(٤) كما في الحديث الذي أخرجه البخاري في الصحيح (٧٠٤٢) وغيره ، عن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلىاللهعليهوسلم قال : «من تحلم بحلم لم يره كلف أن يعقد بين شعيرتين ولن يفعل ...».
(٥) إعراب القرآن للنحاس ٥ / ٢١٠.
(٦) اليراع : جمع يراعة ، وهي ذباب يطير بالليل كأنه نار ، أو فراشة إذا طارت في الليل لم يسك من يعرفها أنها شرارة طارت عن نار. لسان العرب ٨ / ٤١٣.
(٧) ينظر : تفسير مقاتل بن سليمان ٣ / ٤٧٨ ، وتفسير ابن أبي حاتم (١٩٥٢٢) ، وتفسير أبي السعود ٩ / ١٤٨.
(٨) أخرجه أحمد في المسند ٢ / ٢٤٤ ، وابن ماجه في السنن (٤٣١٨) ، والحاكم في المستدرك ٤ / ٦٣٥ ، وابن حبان في صحيحه (٧٤٦٣) عن أبي هريرة رضي الله عنه.
(٩) تهذيب اللغة ٢ / ١٨٢٠ ، والكشاف ٤ / ٧٤٤ ـ ٧٤٥ ، وتفسير القرطبي ٢٠ / ٢٩ ، ولسان العرب ٨ / ٢٢٣.
(١٠) ينظر : تفسير السمعاني ٦ / ٢١٦ ، والكشاف ٤ / ٧٤٥ ، والمحرر الوجيز ١٥ / ٤٢٢.
(١١) ينظر : تفسير السمعاني ٦ / ٢١٦.
(١٢) ثرب : شحم رقيق يغشى الكرش والأمعاء. لسان العرب ١ / ٢٣٤.
٧ ـ (لا يُسْمِنُ وَلا يُغْنِي مِنْ جُوعٍ) : لا يفيد السّمن والشبع ؛ لكونه مخالفا للطّبيعة. (١)
٨ ـ (ناعِمَةٌ) : والشّيء النّاعم هو الذي استجمع (٢) الرّقة والملوسة والطّراوة في نفسه ، وهذه [ ...](٣) الخشن والخشب.
١١ ـ (لاغِيَةً) : لغوا. (٤)
١٥ ـ (وَنَمارِقُ) : جمع نمرقة ، وهي الوسادة ، (٥) قالت هند (٦) :
نحن بنات طارق |
|
نمشي على النّمارق |
١٦ ـ (وَزَرابِيُّ) : طنافس. (٧)
١٧ ـ (أَفَلا يَنْظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ) : خصّ هذه الأشياء لكونها من الأعراب يوم ظعنهم ، ويوم إقامتهم ، وفي نهارهم وليلهم ، ومصيفهم ومشتاهم ، وحالة اجتماعهم وتفرّقهم. وقيل : تخصيص الإبل لتيسير قودها ورعيها وسقيها ، وشدّ الأحمال عليها ، فهي قربة تمر ، وقربة تدر ، لحومها طعام ، وألبانها شراب ، ورغاؤها غناء ، وأوبارها وطاء وكساء وخباء ، وأبوالها لقوم دواء ، وأبعارها وقود ، وفيها غناء يعني : غناء الحصن باللّيل (٨) والسّفن في السّيل. (٩)
٢٠ ـ (سُطِحَتْ) : بسطت (١٠). (١١)
٢١ و ٢٢ و ٢٣ ـ وعن جابر ، عنه عليهالسلام قال : «أمرت أن أقاتل النّاس حتى يقولوا : لا إله إلا الله ، فإذا قالوا عصموا منّي دماءهم وأموالهم إلا بحقّها وحسابهم على الله» ، ثم قرأ : (إِنَّما أَنْتَ مُذَكِّرٌ (٢١) لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُصَيْطِرٍ (٢٢) إِلَّا مَنْ تَوَلَّى) إلى آخر السورة. (١٢)
__________________
(١) ينظر : التسهيل لعلوم التنزيل ٤ / ١٩٥ ، وتفسير أبي السعود ٩ / ١٤٩.
(٢) ساقطة من ك.
(٣) كلمة غير واضحة في الأصول المخطوطة ، ولعلها : عكس.
(٤) تفسير غريب القرآن ٥٢٥ ، وتفسير الثعلبي ٩ / ٢٠٠ ، والخازن ٤ / ٤٢١ ،
(٥) ينظر : معاني القرآن للفراء ٣ / ٢٥٨ ، وتفسير غريب القرآن ٥٢٥ ، ولسان العرب ١٠ / ٣٦١ ، والدر المصون ٦ / ٥١٤.
(٦) الأغاني ١٢ / ٣٩٢ ، والاستيعاب ٤ / ١٩٢٢ ، وتاريخ الإسلام ٢ / ١٧٢.
(٧) معاني القرآن للفراء ٣ / ٢٥٨ ، وتفسير غريب القرآن ٥٢٥ ، واللباب في علوم الكتاب ٢٠ / ٢٩٩ ، والتفسير الكبير ١١ / ١٤٣.
(٨) بياض في الأصل.
(٩) ينظر : الكشاف ٤ / ٧٤٦ ، والتسهيل لعلوم التنزيل ٤ / ١٩٦ ، والقرطبي ٢٠ / ٣٥.
(١٠) ((سُطِحَتْ) : بسطت) ، ساقطة من ك.
(١١) معاني القرآن وإعرابه ٥ / ٣١٨.
(١٢) أخرجه أحمد في المسند ٣ / ٣٠٠ ، ومسلم في الصحيح (٢١) ، والترمذي في السنن (٣٣٤١) ، والنسائي في الكبرى (١١٦٧٠).
سورة الفجر
مكيّة. (١)
وهي اثنتان وثلاثون آية في عدد أهل الحجاز. (٢)
بسم الله الرّحمن الرّحيم
١ ـ (وَالْفَجْرِ) : اسم جنس في الظّاهر ، (٣) ويجوز أن يكون المراد الفجر الطّالع من ليلة القدر ، أو فجر يوم النّحر ، أو فجر يوم الفطر ، أو فجر يوم الحشر.
٢ ـ (وَلَيالٍ عَشْرٍ) : الظّاهر أنّهنّ ليالي (٤) الأيام المعلومات ، (٥) ويجوز أن يكون المراد بهنّ ليلة الجائزة ، وهي ليلة الفطر ، وليلة المزدلفة ، وهي ليلتا النّحر ، وليالي منى ، وهي ثلاث ، وليلة النّصف من شعبان ، وهي ليلة البراءة ، وأربع ليال في العشر الأواخر من شهر رمضان اللّواتي إحداهن ليلة القدر.
٣ ـ (وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ) : ظاهر أنّ أحدهما أنّهم كمّية (٦) خلق الله عزوجل ، والثّاني الشّفع عبارة عن القائل للمثل ، وهو الخلق ، والوتر عبارة عن الذي (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ) [الشورى : ١١]. وعن عمران بن حصين ، عنه عليهالسلام : أنّه سئل عن الشّفع والوتر (٧) يقال ، فقال : «هي الصّلاة بعضها شفع ، وبعضها وتر» (٨).
٤ ـ (وَاللَّيْلِ إِذا يَسْرِ) : أي : يسرى فيه ، (٩) وهو عامّ إن شاء الله ، ويحتمل : أنّه ليلة الإسراء من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى.
٥ ـ (هَلْ) : [ ...](١٠).
__________________
(١) زاد المسير ٨ / ٢٥٤ ، والمحرر الوجيز ١٥ / ٤٣٠ ، والخازن ٤ / ٤٢٣ ، واللباب في علوم الكتاب ٢٠ / ٣٠٧.
(٢) وعدد آيها عند أهل الكوفة والشام ثلاثون آية ، وتسع وعشرون آية عند أهل البصرة. البيان في عد آي القرآن ٢٧٣ ، وفنون الأفنان ٣٢٢ ، وجمال القراء ٢ / ٥٥٦ ، وإتحاف فضلاء البشر ٥٨٣.
(٣) ينظر : التبيان في أقسام القرآن ١٩.
(٤) ك : ليال.
(٥) ينظر : تفسير ابن أبي حاتم (١٩٢٣٣) عن ابن عباس ، وتفسير الثعلبي ١٠ / ١٩١ ، وتفسير السمعاني ٦ / ٢١٧ ، والكشاف ٤ / ٧٤٩.
(٦) أ : مكية.
(٧) (عبارة عن الذي ... عن الشفع والوتر) ، ساقط من ك.
(٨) أخرجه أحمد في المسند ٤ / ٤٣٧ ، والترمذي في السنن (٣٣٤٢) ، وقال الترمذي : هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث قتادة.
(٩) تفسير غريب القرآن ٥٢٦ ، وتفسير السمرقندي ٣ / ٥٥٤ ، والكشاف ٤ / ٧٥٠ ، وزاد المسير ٨ / ٢٥٧ ،
(١٠) سقط في الأصول المخطوطة.
عن ابن عبّاس في قوله : (لِذِي حِجْرٍ) قال : لذي النّهى و (١) العقل. (٢) وكأنّه قيل : هذه الأقسام كفاية لذي العقل بأن يعتمد عليها.
١٤ ـ جواب القسم قوله : (إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصادِ). (٣)
٧ ـ (إِرَمَ) : بدل من عاد. (٤)
(الْعِمادِ) : جمع عمود وهي أجسادهم ، (٥) (٣٢٢ ظ) إن شاء الله.
٩ ـ (جابُوا) : قطعوا وثقبوا. (٦)
(الصَّخْرَ) : الحجارة.
١٣ ـ (سَوْطَ عَذابٍ) : نصيب (٧) ، أو نوع منه (٨).
١٤ ـ (المرصاد) : المردّ. (٩)
١٥ ـ (فَأَمَّا الْإِنْسانُ) : عن ابن عبّاس : نزلت الآيات في أبّيّ بن خلف. (١٠)
١٨ ـ (تَحَاضُّونَ) : تحثّون. (١١)
١٩ ـ (التُّراثَ) : [الميراث]. (١٢)
(لَمًّا) : جمعا (١٣) ، و (الأكل) : يحتمل الخبيث والطّيب.
٢٠ ـ و (الجمّ) : الكثير. (١٤)
٢٧ ـ (النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ) : هي المتّحدة بالقرآن.
__________________
(١) الأصل وع وأ : من ، وهي ساقطة من ك. والتصويب من كتب التخريج.
(٢) العقل وفضله ٤٤ ، وغريب الحديث للحربي ١ / ٢٣٥.
(٣) معاني القرآن وإعرابه ٥ / ٣٢١ ، والبيان في غريب إعراب القرآن ٢ / ٤٣٠ ، والتبيان في أقسام القرآن ١٨ وضعفه.
(٤) مشكل إعراب القرآن ٧٧١ ، والدر المصون ٦ / ٥١٨ ، واللباب في علوم الكتاب ٢٠ / ٣١٥.
(٥) ينظر : تفسير السمعاني ٦ / ٢١٩ ، والتسهيل لعلوم التنزيل ٤ / ١٩٧ عن ابن عباس.
(٦) ينظر : الكشاف ٤ / ٧٥١ ، والمحرر الوجيز ١٥ / ٤٣٧ ، وتفسير أبي السعود ٩ / ١٥٥.
(٧) تفسير القرطبي ٢٠ / ٤٩ ، واللباب في علوم الكتاب ٢٠ / ٣٢٢.
(٨) ينظر : تفسير البغوي ٨ / ٤٢٠ عن قتادة ، وتفسير القرطبي ٢٠ / ٤٩ ، وتفسير الخازن ٢ / ٤٢٦.
(٩) ينظر : معاني القرآن للفراء ٣ / ٢٦١ ، وتفسير البغوي ٨ / ٤٢٠ ، وتفسير الخازن ٤ / ٤٢٦.
(١٠) ينظر : تفسير السمرقندي ٣ / ٥٥٦ ، وزاد المسير ٨ / ٢٥٨ كلاهما عن الكلبي.
(١١) الكليات ٩٧٦.
(١٢) زيادة من كتب التفسير للفائدة ، تفسير مقاتل بن سليمان ٣ / ٤٨٣ ، وتفسير غريب القرآن ٥٢٧ ، ومعاني القرآن وإعرابه ٥ / ٣٢٣ ،
(١٣) معاني القرآن وإعرابه ٥ / ٣٢٣ ، وتفسير القرطبي ٢٠ / ٥٣ ، ولسان العرب ١٢ / ٥٤٨.
(١٤) تفسير الثعلبي ١٠ / ٢٠١ ، وتفسير السمعاني ٦ / ٢٢٢ ، والمحكم والمحيط الأعظم ٧ / ٢٢٨.
سورة البلد
مكيّة. (١)
وهي عشرون آية بلا خلاف. (٢)
بسم الله الرّحمن الرّحيم
١ ـ (الْبَلَدِ) : مكّة. (٣)
٢ ـ وفائدة قوله : (وَأَنْتَ حِلٌّ بِهذَا الْبَلَدِ) هي البشارة بأنّه سيدخلها حلالا غير محرم بإذن الله ، وهي منزلة لم ينلها أحد من العالمين. (٤) وقيل : معناه : وأنت نازل بهذا البلد ، كقولك : حي حلة بمكان كذا ، أي : نازلة به. (٥) وفائدته (٦) هي الزّيادة في تشريف المخلوق به ، وفي تعظيمه ، كقولك لخليلك : تحتي هذه الدّار وأنت ساكنها لأفعلنّ كذا ، أو بحرمة هذه التّربة وأنت واطئها لأفعلنّ كذا.
٤ ـ (فِي كَبَدٍ) : مشقّة. (٧) وعن ابن عبّاس (فِي كَبَدٍ) قال : منتصبا. (٨) وعن عبد الله بن شدّاد : معتدلا. (٩)
(الْإِنْسانَ) : المذكور في الفصل الأوّل كلدة بن أسيد ، فكان يضع تحت قدميه الأديم العكاظيّ ، ويضمن لمن نزعه من تحت قدميه مالا بطرا ورياء النّاس ، ويزعم أنّه لا يقدر على ذلك أحد (١٠) ، ويزعم أنّه ورث مالا كثيرا فأنفقه (١١) في عداوة محمد عليهالسلام ، كان يتصلّف بذلك ، فكان يكذب فإنّه كان فقيرا قبل ذلك ، ثمّ استفاد المال ، فأنزل الله تعالى هؤلاء الآيات في
__________________
(١) زاد المسير ٨ / ٢٦٥ ، وتفسير القرطبي ٢٠ / ٥٩ ، وتفسير الخازن ٤ / ٤٢٩ ، والدر المنثور ٨ / ٤٧٣ عن ابن عباس وابن الزبير.
(٢) البيان في عد آي القرآن ٢٧٤ ، وفنون الأفنان ٣٢٢ ، وجمال القراء ٢ / ٥٥٦.
(٣) معاني القرآن للزجاج ٥ / ٣٢٧ ، والمحرر الوجيز ١٥ / ٤٥٤ ، والتفسير الكبير ١١ / ١٦٤ ، وقال الرازي : أجمع المفسرون على ذلك.
(٤) ينظر : الكشاف ٤ / ٧٥٧ ، وزاد المسير ٨ / ٢٦٥ عن الحسن وعطاء ، وتفسير الخازن ٤ / ٤٢٩ ، واللباب في علوم الكتاب ٢٠ / ٣٤٠.
(٥) ينظر : تفسير السمعاني ٦ / ٢٢٥ ، والتفسير الكبير ١١ / ١٦٤.
(٦) الأصول المخطوطة : وفائدة.
(٧) تفسير السمرقندي ٣ / ٥٥٩ ، وتفسير الثعلبي ١٠ / ٢٠٧ عن قتادة ،
(٨) تفسير الطبري ١٢ / ٥٨٨ ، وتفسير السمرقندي ٣ / ٥٥٩ ، والدر المنثور ٣٠ / ١٩٧.
(٩) تفسير الطبري ١٢ / ٥٥٨.
(١٠) (ويزعم أنه لا يقدر على ذلك أحد) ، ساقطة من أ.
(١١) الأصل وك وع : فأنفقته ، وأ : فأنفقته. وما أثبت أليق بسياق الكلام. والله أعلم.
تكذيبه وذمّه وتقريعه. (١)
٩ ـ (وَشَفَتَيْنِ) : شفو (٢) فم الحيوان ، تصغيرها : شفيهة ، وجمعها : شفاه ، كأنّها في الأصل شفهة ، ومنها المشافهة بالكلام. (٣)
٨ ـ (النَّجْدَيْنِ) : الطريقين ، والنّجد ما ارتفع من الأرض. (٤) وعن ابن عبّاس : (النَّجْدَيْنِ) : الثّديين. (٥) وعن عبد الله بن مسعود : الخير والشّرّ. (٦) وهو رواية أبي صالح عن ابن عبّاس. (٧)
١١ ـ (فَلَا اقْتَحَمَ) : دعاء. (٨) وقيل : نفي فعل ماض (٩) معناه : فلم تقتحم. (١٠)
١٤ ـ (مَسْغَبَةٍ) : مجاعة. (١١)
١٥ ـ (مَقْرَبَةٍ) : قرابة. (١٢)
١٦ ـ (مَتْرَبَةٍ) : خلوّ يد من الخير ، من قولهم : تربت يداه. (١٣)
__________________
(١) ينظر : المحرر الوجيز ١٥ / ٤٥٦ ـ ٤٥٧.
(٢) الأصول المخطوطة : شفوا.
(٣) ينظر : تهذيب اللغة ٢ / ١٩٠١ ، ولسان العرب ١٣ / ٥٠٦.
(٤) ينظر : تهذيب اللغة ٤ / ٣٥١٤.
(٥) تفسير الطبري ١٢ / ٥٩٢ ، تفسير ابن أبي حاتم (١٩٣٢٣) ، والدر المنثور ٨ / ٤٧٨.
(٦) تفسير الطبري ١٢ / ٥٩٠ ، والمعجم الكبير للطبراني (٩٠٩٧) ، والمستدرك ٢ / ٥٧٠.
(٧) ينظر : تفسير الطبري ١٢ / ٥٩١ ، وابن أبي حاتم (١٩٣٢١).
(٨) المحرر الوجيز ١٥ / ٤٦٠ ، والتسهيل لعلوم التنزيل ٤ / ٢٠٠.
(٩) الأصل : ماضي ، وأ : ما مضى.
(١٠) ينظر : التفسير الكبير ١١ / ١٦٨ ، والمحرر الوجيز ١٥ / ٤٦٠ ، وتفسير الخازن ٤ / ٤٣٠ ، واللباب في علوم الكتاب ٢٠ / ٣٤٦ ـ ٣٤٧.
(١١) معاني القرآن للفراء ٣ / ٢٦٥ ، وتفسير ابن أبي حاتم (١٩٣٢٩) عن ابن عباس ، والعمدة في غريب القرآن ٣٤٧.
(١٢) تفسير ابن أبي حاتم (١٩٣٣١) عن ابن عباس ، وغريب القرآن للسجستاني ٤٣٠ ، وتهذيب اللغة ٤ / ٣٥١٤ ، وتفسير أبي السعود ٩ / ١٦٢.
(١٣) ينظر : تهذيب اللغة ١ / ٤٣١ ، وغريب الحديث لابن سلام ٢ / ٩٣ وقال ابن سلام : «قوله تربت يداك ، فإن أصله أنه يقال للرجل إذا قلّ ماله قد ترب ، أي : افتقر حتى لصق بالتراب».
سورة الشمس
مكيّة. (١)
وهي ستّ عشرة آية في عدد أهل مكّة والمدنيّ الأوّل. (٢)
بسم الله الرّحمن الرّحيم
١ و ٢ و ٣ و ٤ ـ الضّمير في (وَضُحاها) و (تَلاها) و (جَلَّاها) و (يَغْشاها) : عائدة إلى الشّمس.
أمّا إضافة الضّحى إلى الشّمس فلا يخفى جوازها.
وكذلك تلو القمر الشّمس. (٣)
أما تجلية النّهار اللّيل (٤) فمن مجاز الكلام ، وذلك إذا نويت بالنّهار الوقت دون الضّياء ، قال طرفة (٥) [الطويل] :
ستبدي لك الأيّام ما كنت جاهلا |
|
ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد |
وقيل : يجوز كون النّهار ضياء منفردا يحدثه الله تعالى في الآفاق لا من ضياء الشّمس (٣٢٣ ظ) ليجلّي الشّمس ، وإن كان متّحدين ، وأما تغشية اللّيل ظلمة مفردة يحدثها الله تعالى في العالم ليغشاها ، وإن كان الظّلّ والظّلمة متّحدين.
وقال الفرّاء : الضّمير في (جَلَّاها) عائد إلى الظّلمة. (٦) فعلى قياسه الضّمير و (يَغْشاها) عائد إلى الأرض والسّماء ، و (ما (٧)) بعده بمعنى المصدر (٨) ، وقيل : بمعنى من. (٩)
__________________
(١) تفسير الماوردي ٤ / ٤٦٢ ، وزاد المسير ٨ / ٢٧٠ ، واللباب ٢٠ / ٣٥٤.
(٢) البيان في عد آي القرآن ٢٧٥ وقال الداني : وهي ست عشرة آية في المدني الأول ، ويقال : في المكي كذلك ، وخمس عشرة آية في عدد الباقين ، وفي جمال القراء ٢ / ٥٥٦ : فقط في المدني الأول ست عشرة آية ، وعند الباقين خمس عشرة آية ، وفي بصائر ذوي التمييز ١ / ٥٥٢ قال : وآياتها خمس عشرة عند القرّاء وعند المكي ست عشرة آية.
(٣) قال ابن عطية في المحرر ١٥ / ٤٦٨ : وقال الحسن بن أبي الحسن : تبعها دأبا في كل وقت ، لأنه يستضيء منها ، فهو بتلوها لذلك.
(٤) أهنا زيادة : فمن مجاز الليل.
(٥) ديوانه ١١.
(٦) ينظر : معاني القرآن للفراء ٣ / ٢٦٦.
(٧) في قوله تعالى : (وَما بَناها) (وَما طَحاها) (وَما سَوَّاها).
(٨) الكشاف ٤ / ٧٦٢.
(٩) ينظر : تفسير السمعاني ٦ / ٢٣٢ ، وتفسير البيضاوي ٥ / ٣١٥ ، والتسهيل لعلوم التنزيل ٤ / ٢٠١ ، وتفسير أبي السعود ٩ / ١٦٣.
١٠ ـ (دَسَّاها) : دسسها (١) فقلبت إحدى السّينات ياء كما في تقضّى وتصدّى ، والتّدسيس الإخفاء والتّعليل ، ذكر أبو عبيد الهرويّ. (٢) وقال أحمد بن فارس : هو من دسا يدسوا إذا غمّض وقلّ (٣). والمزكّى والمدسّى على سبيل التّقدير هو الله تعالى (٤) ، وعلى سبيل مباشرة الفعل هو الإنسان ذو (٥) النّفس. (٦)
١٣ ـ (سُقْياها) : للنّاقة شربها. (٧)
١٤ ـ (فَدَمْدَمَ) : العذاب ، والدّمدمة : تكرار الإطباق والتّغشية. (٨)
__________________
(١) أ : دسلها.
(٢) ينظر : الغريبين ٢ / ٦٣٣.
(٣) ينظر : مقاييس اللغة ٢ / ٢٧٧.
(٤) (على سبيل التقدير هو الله تعالى) ، ساقطة من أ.
(٥) ك : دون.
(٦) ينظر : تفسير الثعلبي ١٠ / ٢١٤ ، والتسهيل لعلوم التنزيل ٤ / ٢٠٢.
(٧) ينظر : معاني القرآن وإعرابه ٥ / ٣٣٣ ، ومجمع البيان ١٠ / ٢٩٣ ، وزاد المسير ٨ / ٢٧٢ ، وتفسير البغوي ٨ / ٤٤٠.
(٨) ينظر : معاني القرآن وإعرابه ٥ / ٣٣٣ ، وتفسير السمرقندي ٣ / ٥٦٣ ، والكشاف ٤ / ٧٦٤.
سورة الليل
مكيّة. (١)
وهي إحدى وعشرون آية بلا خلاف. (٢)
بسم الله الرّحمن الرّحيم
٥ ـ ٩ ـ عن جابر قال : سأل سراقة بن جعشم رسول الله عليهالسلام فقال : يا رسول الله ، أخبرنا عن عمرتنا هذه لعامنا هذا أم للأبد؟ قال : «بل للأبد» ، قال : أخبرنا عن ديننا هذا كأنّا خلقنا له [السّاعة](٣) ، في أيّ شيء العمل ، في شيء قد جرت (٤) فيه الأقلام ، وثبتت (٥) فيه المقادير ، أم في شيء نستأنف فيه العمل؟ [قال : «بل فيما تثبت فيه الأقلام»](٦) ، قال : ففيم العمل يا رسول الله؟ فقال عليهالسلام : «اعملوا فكلّ عامل ميسّر لعمله ، ومن كان من أهل الجنّة يسّر لعمل أهل الجنّة ، ومن كان من أهل النّار يسّر لعمل أهل النّار» ، ثمّ تلا هذه الآية : (فَأَمَّا مَنْ أَعْطى وَاتَّقى (٥) وَصَدَّقَ بِالْحُسْنى (٦) فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرى (٧) وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنى (٨) وَكَذَّبَ بِالْحُسْنى (٩) فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرى). (٧)
١٢ ـ (إِنَّ عَلَيْنا لَلْهُدى) : كلام مقتصر على أحد طرفيه ، يعني : الهدى والإضلال. (٨) وقيل : (لَلْهُدى) : لمن قدّرنا له الهدى على قصد السّبيل. (٩)
١١ و ١٧ و ١٨ ـ ذكر الكلبيّ أبا سفيان في قوله : (وَما يُغْنِي عَنْهُ مالُهُ إِذا تَرَدَّى) وأبا بكر الصّدّيق في قوله : (وَسَيُجَنَّبُهَا الْأَتْقَى (١٧) الَّذِي يُؤْتِي مالَهُ يَتَزَكَّى (١٨)). (١٠)
١٩ ـ (وَما لِأَحَدٍ) : أي : ليست لفقير عنده يد تجب عليه. (١١)
__________________
(١) مجمع البيان ١٠ / ٢٩٥ ، وزاد المسير ٨ / ٢٧٤ ، وتفسير القرطبي ٢٠ / ٨٠.
(٢) البيان في عد آي القرآن ٢٧٦ ، وفنون الأفنان ٣٢٣ ، وجمال القراء ٢ / ٥٥٧.
(٣) ما بين المعقوفتين زيادة من كتب التخريج.
(٤) أ : ضرب.
(٥) أ : وثبت.
(٦) ما بين المعقوفتين زيادة من كتب التخريج.
(٧) أخرجه أبو حنيفة في المسند ٢٩ ، والطبراني في الكبير (٦٥٦٥) ، وأخرجه مسلم في الصحيح (٢٦٤٨) بألفاظ متقاربة.
(٨) ينظر : معاني القرآن للفراء ٣ / ٢٧١ ، ومعاني القرآن وإعرابه ٥ / ٣٣٦ ، وتفسير البغوي ٨ / ٤٤٧.
(٩) معاني القرآن للفراء ٣ / ٢٧١ ، وتفسير البغوي ٨ / ٤٤٧ ، وتفسير البيضاوي ٥ / ٣١٧.
(١٠) الدر المنثور ٨ / ٤٩١. وقال ابن جزي في التسهيل ٤ / ٢٠٣ : «وقيل : إن آية الذم نزلت في أبي سفيان بن حرب ، وهذا ضعيف ، لقوله : (فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرى (٧)) [الليل : ٧] ، وقد أسلم أبو سفيان بعد ذلك».
(١١) ينظر : معاني القرآن للفراء ٣ / ٢٧٢ ، وتفسير السمرقندي ٣ / ٥٦٦ ، وتفسير البغوي ٤٤٩.
سورة الضحى
مكيّة. (١)
وهي إحدى عشرة آية بلا خلاف. (٢)
بسم الله الرّحمن الرّحيم
١ ـ عن جندب بن سفيان البجليّ قال : كنت مع النّبي عليهالسلام في غار (٣) ، فدميت إصبعه ، فقال :
«هل أنت إلّا إصبع دميت |
|
في سبيل الله ما لقيت» |
قال : وأبطأ جبريل عليهالسلام فقال المشركون : قد ودّع ، فأنزل الله : (وَالضُّحى). (٤)
٢ ـ (سَجى) : السّجوّ : الهدوء. (٥)
٣ ـ (وَدَّعَكَ) : تركك. (٦)
(وَما قَلى) : بغض. (٧)
٥ ـ (فَتَرْضى) : به ، وهو الشّفيع في أمّته أجمعين. (٨)
٦ ـ (أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيماً فَآوى) : إلى بيت عبد المطّلب ، ثمّ إلى بيت أبي طالب. (٩)
٧ ـ (وَوَجَدَكَ ضَالًّا) : لا على الطّبيعة البشريّة التي هي النّفس الأمّارة بالسّوء ، (٣٢٣ ظ) فهداك بالعقل قبل الوحي بالكتاب.
٨ ـ (وَوَجَدَكَ عائِلاً) : محتاجا. (١٠)
__________________
(١) تفسير مقاتل بن سليمان ٣ / ٤٩٤ ، وزاد المسير ٨ / ٢٧٨ ، وتفسير القرطبي ٢٠ / ٩١.
(٢) البيان في عد آي القرآن ٢٧٧ ، وتفسير الثعلبي ١٠ / ٢٢٢ ، وإتحاف فضلاء البشر ٥٨٨.
(٣) (في غار) ، ساقط من ك.
(٤) وأخرج الحديث بهذا اللفظ الترمذي في السنن (٣٣٤٥) ، وقال : حديث حسن صحيح. والجزء الأول منه أخرجه البخاري في الصحيح (٢٨٠٢) ، ومسلم في الصحيح (١٧٩٦) بلفظ مقارب ، والجزء الثاني أخرجه مسلم في الصحيح (١٧٩٧) ، وأبو عوانة في المسند ٢ / ٤٩٤ بحديث مستقل.
(٥) ينظر : مجمع البيان ١٠ / ٣٠١ ، والكشاف ٤ / ٧٧٠ ، ولسان العرب ١٤ / ٣٧١.
(٦) الغريبين ٦ / ١٩٨١ ، وتفسير السمرقندي ٣ / ٥٦٧ ، وتفسير البغوي ٨ / ٤٥٤ ، والمحرر الوجيز ١٥ / ٣١٩.
(٧) تفسير غريب القرآن ٥٣١ ، ومعاني القرآن وإعرابه ٥ / ٣٣٩ ، والغريبين ٥ / ١٥٨٠ ، وتفسير البيضاوي ٥ / ٣١٩.
(٨) ينظر : تفسير ابن أبي حاتم (١٩٣٧٦) عن الحسن ، وتفسير السمعاني ٦ / ٢٤٤ عن محمد بن علي الباقر ، وزاد المسير ٨ / ٢٨١ عن علي والحسن.
(٩) ينظر : تفسير السمعاني ٦ / ٢٤٤ ، ومجمع البيان ١٠ / ٣٠٣ ، وزاد المسير ٨ / ٢٨١ عن مقاتل.
(١٠) تفسير الثعلبي ١٠ / ٢٢٩ ، والتسهيل لعلوم التنزيل ٤ / ٢٠٥.
(فَأَغْنى) : باطنه بالتّوفيق للتّفويض والرّضا بالقضاء ، وأغنى ظاهره بأن حرّم عليه الصّدقة ، وجعل يده العليا ، ومدّه بمال خديجة وأبي بكر (١) ، وخمس المغنم ، فكان ينفق ولا يخاف من ذي العرش إقلالا ، وهو يعيش في خاصّة نفسه عيشة الفقراء يجوع يوما وينفق يوما.
٩ ـ (فَلا تَقْهَرْ) : تبخس حقّه ، واستخدامه.
١٠ ـ (فَلا تَنْهَرْ) : تزجره. (٢) عن عبد الرّحمن السّلمانيّ ، عنه عليهالسلام : «إذا سأل السّائل فلا تقطعوا عليه مسألته حتى يفرغ منها ، ثمّ ردّوا عليه بوقار ولين ، [أو] ببذل يسير أو بردّ جميل ، فإنّه قد يأتيكم من ليس بإنس ولا جانّ ينظرون كيف صنيعكم فيما خوّلكم الله» (٣).
١١ ـ (وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ) : في معنى قوله : «إذا أنعم الله تعالى على عبده نعمة أحبّ أن يرى (٤) أثرها عليه» (٥). والحديث بالنّعمة : هو الشّكر. (٦)
__________________
(١) ساقطة من أ.
(٢) غريب القرآن للسجستاني ١٦٠ ، ومفردات ألفاظ القرآن ٥٦٣ ، وتفسير البغوي ٨ / ٤٥٨ ، والكليات ٩٧٧.
(٣) تفسير الثعلبي ٢ / ٢٦١ عن عبد الرحمن السليماني ، وتفسير القرطبي ٣ / ٣١٠ عن عمر بن الخطاب.
(٤) أ : أيرى بدلا من أن يرى.
(٥) أخرجه أحمد في المسند ٢ / ٤٠٣.
(٦) ينظر : غريب الحديث للخطابي ١ / ٣٤٦ ، وتفسير الثعلبي ٣ / ٤٠٦ عن أهل اللغة ، وتفسير البغوي ٨ / ٤٥٨.
سورة ألم نشرح
مكيّة. (١)
وهي ثمان آيات بلا خلاف. (٢)
بسم الله الرّحمن الرّحيم
١ ـ عن أنس ، عن مالك بن (٣) صعصعة رجل من قومه : أنّ النّبيّ عليهالسلام قال (٤) : «بينا أنا عند البيت بين النّائم واليقظان إذا سمعت قائلا يقول : أحد بين ثلاثة ، فأتيت بطست من ذهب فيها ماء زمزم ، فشرح الله صدري إلى كذا وكذا» ، قال قتادة : قلت لأنس : ما يعني؟ قال : إلى أسفل بطني ، قال : «فاستخرج قلبي فغسل (٥) بماء زمزم ، ثمّ أعيد مكانه ، ثمّ حشي إيمانا وحكمة» ، وفي الحديث قصة. (٦)
٢ ـ (وِزْرَكَ) : وزره قبل الوحي : أنّه لم يكن يتجنّب ما ذبحت على الأنصاب ، وبعد الوحي أنّه (عَبَسَ وَتَوَلَّى (١) أَنْ جاءَهُ الْأَعْمى (٢)) [عبس : ١ ـ ٢] ، ولو لا رحمة ربّه لكان يركن إليهم شيئا قليلا.
٣ ـ (أَنْقَضَ ظَهْرَكَ) : أثقل وأوقر ، من النّقض وهو البعير الذي أتعبه السّفر ونقض لحمه ، قاله ابن عرفة. (٧)
٤ ـ (وَرَفَعْنا لَكَ ذِكْرَكَ) : يعني في شهادة الإسلام ، والأذان والإقامة ، والصّلوات في الشّرق والغرب ، والسّماء والأرض. (٨)
٥ و ٦ ـ وعن ابن عبّاس : لا يغلب يسرين عسر واحد. (٩) وعن الحسن بلغني : أنّه لّما نزل على النّبيّ عليهالسلام : (فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً (٥) إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً (٦)) (١٠) قال : «لن
__________________
(١) تفسير الماوردي ٤ / ٤٧٥ ، وزاد المسير ٨ / ٢٨٤ ، والمحرر الوجيز ٤٩٤ واللباب ٢٠ / ٣٩٦.
(٢) البيان في عد آي القرآن ٢٧٨ ، وفنون الأفنان ٣٢٣ ، وجمال القراء ٢ / ٥٥٧.
(٣) الأصول المخطوطة : عن. والتصويب من كتب التخريج.
(٤) الأصول المخطوطة زيادة : عليه.
(٥) أ : فقبل.
(٦) أخرجه مسلم في الصحيح (١٦٤) ، والترمذي في السنن (٣٣٤٦) ، وابن خزيمة في صحيحه (٣٠١).
(٧) الغريبين ٦ / ١٨٧٩.
(٨) ينظر : تفسير الطبري ١٢ / ٦٢٧ ، وتفسير ابن أبي حاتم (١٩٣٦٢) ، والدر المنثور ٨ / ٥٠٣ عن قتادة.
(٩) تفسير السمرقندي ٣ / ٥٧٠ ، والكشاف ٤ / ٧٧٦ ، وتفسير القرطبي ٢٠ / ١٠٧.
(١٠) ((إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً (٦))) ، غير موجود في أ.
يغلب عسر يسرين» (١).
٧ ـ وعن عمران بن حصين في قوله : (فَإِذا فَرَغْتَ فَانْصَبْ) أي : إذا فرغت من الصّلاة وقعدت فانصب في الدّعاء. (٢) قال : النّصب : التّعب والإعياء (٣).
__________________
(١) أخرجه الصنعاني في التفسير ٣ / ٣٨٠ ، والحاكم في المستدرك ٢ / ٥٧٥ مرسلا.
(٢) ينظر : تفسير ابن أبي حاتم (١٩٣٩٧) ، والكشاف ٤ / ٧٧٧ عن ابن عباس.
(٣) ساقطة من ك. تفسير القرطبي ١٥ / ٢٠٧.
سورة التين
مكية. (١) وعن ابن عباس وقتادة : مدنية. (٢)
وهي ثمان آيات بلا خلاف. (٣)
بسم الله الرّحمن الرّحيم
١ ـ عن ابن عبّاس في (التِّينِ وَالزَّيْتُونِ) قال : هو تينكم وزيتونكم هذا. (٤) وقال (٥) : هما مسجدان بالشّام. (٦) وروى الفرّاء عن رجل شاميّ : التّين جبال ما بين حلوان إلى همدان ، والزّيتون جبال الشّام. (٧)
(وَطُورِ سِينِينَ) : جبل. (٨) وقيل : (٣٢٤ و) هو طور سيناء. (٩) وقيل : جبل آخر. (١٠)
٣ ـ (وَهذَا الْبَلَدِ) : مكّة. (١١)
(الْأَمِينِ) : يأمن فيه الناس. (١٢)
٦ ـ وعن أنس ، عنه عليهالسلام : «يكتب للصّغير الحسنات ، ولا يكتب عليه السّيئات ، وتكون حسناته لأبويه ، فإذا بلغ كتب عليه السيئات ، وكتب له الحسنات ، ثمّ يقول الله لملائكته : تحفّظا وسدّدا وحقّقا ، فإذا بلغ أربعين سنة آمنه من البلايا الثلاث : البرص والجنون والجذام ، فإذا بلغ خمسين سنة خفّف الله حسابه ما لم يتعمّر ، فإذا بلغ ستين سنة ، وكان في علم الله أنّه سعيد ، رزقه الله الإنابة إليه بما يحبّ الله ، فإذ بلغ سبعين سنة أحبّه الله وحبّبه إلى أهل السّماء ، وإذا أحبّ عبدا دعا جبريل فقال الله (١٣) : إنّي أحبّ فلانا ، فيحبّه جبريل ، ثمّ ينادى (١٤) في السّماء
__________________
(١) تفسير الماوردي ٤ / ٤٧٨ عن الحسن وعكرمة وعطاء وجابر ، وزاد المسير ٨ / ٢٨٧ عن الجمهور ، وتفسير القرطبي ٢٠ / ١١٠ في قول الأكثر.
(٢) تفسير الماوردي ٤ / ٤٧٨ ، وزاد المسير ٢٨٧ ، واللباب في علوم الكتاب ٢٠ / ٤٠٥.
(٣) البيان في عد آي القرآن ٢٧٩ ، وفنون الأفنان ٣٢٣ ، وجمال القراء ٥٥٧.
(٤) معاني الفراء ٣ / ٢٧٦ ، وتفسير السمرقندي ٣ / ٥٧١ ، والكشاف ٤ / ٧٧٨ ، وزاد المسير ٨ / ٢٨٧.
(٥) مكررة في أ.
(٦) تنوير المقباس ٥١٤.
(٧) معاني القرآن للفراء ٣ / ٢٧٦.
(٨) ينظر : تفسير الماوردي ٤ / ٤٧٩ ، وتفسير الثعلبي ١٠ / ٢٣٩.
(٩) ينظر : تفسير الماوردي ٤ / ٤٧٩ عن كعب الأحبار ، وتفسير السمرقندي ٣ / ٥٧١ ، وزاد المسير ٨ / ٢٨٨.
(١٠) معاني القرآن وإعرابه ٥ / ٣٤٣.
(١١) تفسير مقاتل بن سليمان ٣ / ٤٩٨ ، ومعاني القرآن للفراء ٣ / ٢٧٦ ، وتفسير غريب القرآن ٥٣ ، ومعاني القرآن وإعرابه ٥ / ٣٤٣.
(١٢) ينظر : تفسير مقاتل بن سليمان ٣ / ٤٩٨ ، وتفسير البغوي ٨ / ٤٧١.
(١٣) الأصول المخطوطة : جبريل ، والتصويب من كتب التخريج.
(١٤) تفسير الماوردي ٤ / ٤٧٨ عن الحسن وعكرمة وعطاء وجابر ، وزاد المسير ٨ / ٢٨٧ عن الجمهور ، وتفسير القرطبي ٢٠ / ١١٠ في قول الأكثر.