عبد القاهر بن عبد الرحمن الجرجاني
المحقق: د. طلعت صلاح الفرحات / د. محمّد أديب شكور
الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: دار الفكر ناشرون وموزعون
الطبعة: ١
ISBN الدورة:
الصفحات: ٨٠٢
٤٣ ـ (أَضْحَكَ وَأَبْكى) : ردّ على القدريّة ؛ لأنّ الغالب من الضّحك والبكاء أن يكونا في طاعة أو معصية.
٤٦ ـ (تُمْنى) : ينزل المني. (١)
٤٨ ـ (أَقْنى) : أعطى القنية ، والقنية أصل من المال يقناه الرّجل ، أي : يلزمه. (٢)
٤٩ ـ (رَبُّ الشِّعْرى) : كوكب في السّماء وهما شعريان : العبور ؛ لأنّها عبرت المجرّة ، أو شبّهه بالعين العبرى ، وهي تسيل عبرتها ، والأخرى الغميصاء ؛ لأنّها تشبه العين الغميصة (٣) ، وكان أبو كبشة الخزاعي يعبد الشّعرى العبور ، (٤) فأنزل الله هذه الآية ليبيّن أنّه أحقّ بالعبادة منها ، وتسمّى الشّعرى العّبور : مرزم الجوزاء (٥) ، ومرزم الذّراع.
٥٠ ـ و (عاداً الْأُولى) : هم الذين أهلكهم الله بالصّيحة مع شدّاد ، والذين أهلكهم الله بالرّيح مع خلجان ، وعاد الثانية هم العماليق ، فإنّهم كانوا من بقيّتهم.
٥٣ و ٥٤ ـ (٦) وتغشية المؤتفكات إنّما كانت بالحجارة التي أمطرت عليها. (٧)
٥٦ ـ (هذا نَذِيرٌ) : إشارة إلى (٣٠٢ و) نبيّنا عليهالسلام. (٨)
(مِنَ النُّذُرِ) : من حسبهم أو صلبهم.
٥٧ ـ (أَزِفَتِ الْآزِفَةُ) : قربت السّاعة. (٩)
٦٠ ـ (١٠) القائم في تحيّر (١١) ؛ لما روي أنّ عليّا خرج فرأى أصحابه قياما ، فقال : ما لي أراكم سامدين؟ (١٢) وقال أحمد بن فارس : كلّ رافع رأسه سامد. يدلّ عليه تفسير ابن عبّاس : سامدين : مستكبرين. (١٣)
__________________
(١) ينظر : الغريبين ٦ / ١٧٨٣ ، والتسهيل لعلوم التنزيل ٤ / ٧٨.
(٢) ينظر : الغريبين ٥ / ١٥٨٩ ، وعمدة الحفاظ ٣ / ٤٠٤.
(٣) الغميصاء : هي العين التي فيها قذى تقذفه. مشارق الأنوار ٢ / ١٣٦.
(٤) ينظر : تفسير الثعلبي ٩ / ١٥٧ ، وعمدة الحفاظ ٢ / ٣١٦.
(٥) تفسير الثعلبي ٩ / ١٥٧ ، والكشاف ٤ / ٤٢٩.
(٦) في قوله تعالى : (وَالْمُؤْتَفِكَةَ أَهْوى (٥٣) فَغَشَّاها ما غَشَّى).
(٧) ينظر : تفسير الطبري ١١ / ٥٣٩ عن ابن زيد ، والبغوي ٧ / ٤٢٠.
(٨) ينظر : تفسير السمرقندي ٣ / ٣٤٨ ، وزاد المسير ٧ / ١٨٨ ، وتفسير القرطبي ١٧ / ١٢١ عن ابن جريج.
(٩) تفسير مجاهد ٦٣٣ ، والغريبين ١ / ٧٢ ، وتفسير الطبري ١١ / ٥٤١.
(١٠) في قوله تعالى : (وَأَنْتُمْ سامِدُونَ (٦١)).
(١١) أ : يحر. وينظر : الغريبين ٣ / ٩٢٧ ، ولسان العرب ٣ / ٢١٩ عن المبرد.
(١٢) أخرجه ابن أبي شيبة ١ / ٣٥٦ ، والبيهقي في السنن الكبرى ٢ / ٢٠.
(١٣) لسان العرب ٣ / ٢١٩.
عن الأسود ، عن (١) عبد الله : أنّ النّبيّ عليهالسلام قرأ : (وَالنَّجْمِ) [النجم : ١] فلم يبق أحد إلا سجد إلا شيخا كبيرا أخذ من تراب فقال : هذا يكفيني ، قال عبد الله : فقد رأيته قتل كافرا (٢). (٣)
٦٢ ـ (فَاسْجُدُوا لِلَّهِ وَاعْبُدُوا) : سمعنا وأطعنا غفرانك ربّنا وإليك المصير.
__________________
(١) أ : بن.
(٢) (أخذ من تراب ... قتل كافرا) ، ساقط من أ.
(٣) أخرجه البخاري في الصحيح (١٠٦٧) ، ومسلم في الصحيح (٥٧٦) ، وأبو داود في السنن (١٤٠٦).
سورة القمر
مكيّة. (١) وعن الحسن : مدنيّة.
وهي خمس وخمسون آية بلا خلاف. (٢)
بسم الله الرّحمن الرّحيم
١ ـ (اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ) : بمجيء رسول آخر (٣) الزّمان ، وبختم النّبوّة ، وكان عليهالسلام يقول : «بعثت والسّاعة كهاتين». (٤) وعن ابن مسعود قال : بينما نحن مع رسول الله بمنى فانشقّ القمر فلقتين ، فلقة من وراء الجبل ، وفلقة دونه ، فقال لنا رسول الله عليهالسلام : «اشهدوا». (٥) يعني : قد اقتربت السّاعة وانشقّ القمر. وروى إثبات انشقاق القمر عليّ بن أبي طالب (٦) رضي الله عنه ، وعبد الله بن مسعود ، وعبد الله (٧) بن عباس (٨) ، وأنس بن مالك (٩) ، وحذيفة بن اليمان (١٠) ، وجبير بن مطعم (١١) ، وعبد الله بن عمر (١٢) رضي الله عنهم.
٢ ـ (سِحْرٌ مُسْتَمِرٌّ) : قويّ دائم ، قال الزّجاج (١٣) وغيره (١٤). وقال الفرّاء : هو السّحر الذاهب الذي سيمضي ويبطل. (١٥)
٣ ـ (أَمْرٍ مُسْتَقِرٌّ) : ثابت حقّ غير مضطرب.
٤ ـ (مُزْدَجَرٌ) : محلّ الازدجار (١٦) ، وقد يكون الازدجار بمعنى الزّجر (١٧) ، ويكون
__________________
(١) تفسير غريب القرآن ٤٣١ ، وزاد المسير ٧ / ١٩٠ ، والدر المنثور ٧ / ٥٨٩ عن ابن عباس وابن الزبير.
(٢) البيان في عد آي القرآن ٢٣٦ ، وجمال القراء ٢ / ٥٤٦ ، وإتحاف فضلاء البشر ٥٢٤.
(٣) ساقطة من أ.
(٤) أخرجه البخاري في الصحيح (٤٩٣٦) عن سهل بن سعد رضي الله عنه ، ومسلم في الصحيح (٢٩٥١) ، والترمذي في السنن ٤ / ٤٩٦ عن أنس بن مالك رضي الله عنه.
(٥) أخرجه مسلم في الصحيح (٢٧٩٩) ، وأبو يعلى في المسند (٥٠٧٠) ، والحاكم في المستدرك ٢ / ٥١٣.
(٦) أخرجه له الطحاوي في شرح مشكل الآثار ٢ / ١٧٧.
(٧) من قوله : (الْفُؤادُ ما رَأى) [النجم : ١١] رآه بقلبه ، في سورة النجم آية ١١ إلى هنا ساقط من ع.
(٨) أخرجه له البخاري في الصحيح (٣٨٧٠) ، ومسلم في الصحيح (٢٨٠٣).
(٩) أخرجه له البخاري في الصحيح (٣٨٦٨) ، ومسلم (٢٨٠٢).
(١٠) أخرجه له الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد ١ / ٢٠٢ ، وابن عساكر في تاريخ دمشق ١٢ / ٢٨٧.
(١١) أخرجه له الترمذي في السنن (٣٢٨٩) ، وابن حبان في صحيحه (٦٤٩٧).
(١٢) أخرجه له الترمذي في السنن (٣٢٨٨).
(١٣) ينظر : معاني القرآن وإعرابه ٥ / ٨٥.
(١٤) ينظر : زاد المسير ٧ / ٢٩١ عن أبي العالية ، وتفسير البغوي ٧ / ٤٢٦ عنه وغيره.
(١٥) معاني القرآن للفراء ٣ / ١٠٤.
(١٦) ينظر : الكشاف ٤ / ٤٣٢ ، وتفسير أبي السعود ٨ / ١٦٨.
(١٧) ينظر : العين ٦ / ٦١ ، وغريب القرآن للسجستاني ٩٥ ، والكليات ٧٢.
بمعنى الانزجار (١).
٦ ـ والعامل في (يَوْمَ يَدْعُ) : (يَخْرُجُونَ) [القمر : ٧](٢) و (يَقُولُ الْكافِرُونَ) [القمر : ٨].
٩ ـ (وَازْدُجِرَ) : أي : زجر بالشّتم. (٣) وقيل : انتهى عن الإيمان ، ينهى بعض القوم بعضا.
١١ ـ (مُنْهَمِرٍ) : منصبّ على كثرة. (٤)
١٣ ـ (وَدُسُرٍ) : مسامير ، واحدها دسار ، تقول : دسرت المسمار أدسره. (٥)
١٤ ـ (لِمَنْ كانَ كُفِرَ) : نوح عليهالسلام ، كانت نصرة الله جزاء له. (٦)
١٥ ـ (وَلَقَدْ تَرَكْناها آيَةً) : يعني : الفلك المتّخذة على مثال سفينة نوح عليهالسلام ، (٧) أو قصّته (٨).
١٧ ـ (يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ) : مكنّا النّاس من تعلّمه وقراءته ، واستخراج معانيه.
١٨ ـ (تَنْزِعُ النَّاسَ) : جلودهم عن رؤوسهم ، أو نزعها إيّاهم بعد ما رسخوا في الأرض ، وساخت أقدامهم فيها بقوّتهم.
(أَعْجازُ نَخْلٍ مُنْقَعِرٍ) : أسفالها منقطع. (٩)
٢٤ ـ (ضَلالٍ وَسُعُرٍ) : جنون ، وناقة مسعورة إذا كان بها جنون. (١٠) وقال ابن عرفة : أي : في أمر يسعرنا ، يعني : يلهينا. (١١)
٢٥ ـ (أَشِرٌ) : لجوج ، وإذا قيل : بطر أشر أريد به اللّجوج في بطرة. (١٢)
٢٨ ـ (الْمُحْتَظِرِ) : صاحب الحظار (١٣) ، والحظار : المزرعة المحاط عليها (١٤).
__________________
(١) ينظر : العين ٦ / ٦١.
(٢) ينظر : تفسير البيضاوي ٥ / ١٦٤ ، وتفسير القرطبي ١٧ / ١٢٩.
(٣) معاني القرآن للفراء ٣ / ١٠٦ ، ومعاني القرآن وإعرابه ٥ / ٨٧ ، وتفسير السمعاني ٥ / ٣١٠.
(٤) ينظر : تفسير غريب القرآن ٤٣٠ ، ومعاني القرآن وإعرابه ٥ / ٨٧ ، وتفسير البغوي ٧ / ٤٢٨.
(٥) ينظر : تفسير غريب القرآن ٤٣٢ ، وتفسير الطبري ١١ / ٥٥٢ ، وإيجاز البيان عن معاني القرآن ٢ / ٧٨٠.
(٦) ينظر : معاني القرآن للفراء ٣ / ١٠٧ ، وتفسير غريب القرآن ٤٣٢ ، ومعاني القرآن وإعرابه ٥ / ٨٨.
(٧) ينظر : تفسير السمرقندي ٣ / ٣٥٢.
(٨) ينظر : التسهيل لعلوم التنزيل ٤ / ٨١.
(٩) كلمة (أسفالها) هكذا في الأصول المخطوطة ، وفي معاني القرآن للفراء (أسافلها) ، ينظر : معاني القرآن للفراء ٣ / ١٠٨ ، ومعاني القرآن وإعرابه ٥ / ٢٩٥ ، ولسان العرب ٥ / ١٠٩.
(١٠) ينظر : تفسير غريب القرآن ٤٣٣ ، وغريب القرآن للسجستاني ٢٧٧.
(١١) الغريبين ٣ / ٨٩٦.
(١٢) ينظر : الغريبين ١ / ٧٨ ، وعمدة الحفاظ ١ / ١٠٢ ـ ١٠٣.
(١٣) ينظر : تفسير السمرقندي ٣ / ٣٥٤ ، وتفسير القرطبي ١٧ / ١٤٢.
(١٤) ينظر : تفسير غريب القرآن ٤٣٤.
٣٦ ـ (فَتَمارَوْا (١) بِالنُّذُرِ) : وتشكّكوا بأمر النذر. (٢)
٤٤ ـ (جَمِيعٌ مُنْتَصِرٌ) : (جَمِيعٌ) : موحّد ، و (مُنْتَصِرٌ) : نعته.
٤٥ ـ (سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ) : وقد هزم بحمد الله يوم بدر (٣) وغيره إلى أن فتح الله مكة ، وأسلمت قريش إلى أن يهلك الدّجال.
٤٦ ـ (بَلِ) : للإضراب عن الوعيد الدّنياويّ إلى الوعيد العقباويّ. (٤) (٣٠٢ ظ)
(أَدْهى) : أنكر ، والدّواهي : النكر ، أي : أشدّ إصابة ، والدّواهي : المصائب.
(أَمَرُّ) : أشدّ مرارة ، يقال : لقيت (٥) فيه الأمرّين ، أي : الدّواهي ، (٦) وكأنّه أخذه من مرارة الطّعم ، وهي طعم المرّة الصّفراء.
٤٧ ـ عن أبي هريرة قال : جاء مشركو قريش إلى النّبيّ عليهالسلام يخاصمون في القدر ، فنزلت (إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي ضَلالٍ وَسُعُرٍ). (٧)
٤٨ ـ (سَقَرَ) : اسم من أسماء جهنّم ، مأخوذ من سقرته الشّمس. (٨)
٥٠ ـ (إِلَّا واحِدَةٌ) : إلا كلمة واحدة وهي قوله : كن. (٩) وأمر الله أقرب من لمح البصر.
٥٤ ـ (وَنَهَرٍ) : جمع نهر ، جمع نهار. (١٠)
٥٥ ـ (فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ) : صالح (١١) ، وهو الجنّة (١٢).
(عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ) : في حكمه وجوار عرشه ، وفي رتبة القربة والكرامة بإذنه. (١٣)
__________________
(١) ك : أفتمارونه. وهو خطأ.
(٢) ينظر : تفسير غريب القرآن ٤٣٤ ، والغريبين ٦ / ١٧٤٦ ، وتفسير القرطبي ١٧ / ١٤٤.
(٣) ينظر : تفسير ابن أبي حاتم (١٨٧١٣) ، وتفسير البغوي ٧ / ٤٣٤ ، وتفسير أبي السعود ٨ / ١٧٤ عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
(٤) ينظر : المحرر الوجيز ١٤ / ١٧٠.
(٥) أ : ألقيت.
(٦) ينظر : العين ٨ / ٢٦٣ ، وغريب الحديث للخطابي ١ / ٦١٨ ، والغريبين ٧ / ١٧٤٢ ، ولسان العرب ٥ ـ ١٦٧ ـ ١٦٨.
(٧) أخرجه الترمذي في السنن (٢١٥٧) ، وقال : هذا حديث صحيح.
(٨) ينظر : زاد المسير ٧ / ٣٠٠ ، والنهاية في غريب الحديث ٢ / ٣٧٧ ، ولسان العرب ٤ / ٣٧٢.
(٩) ينظر : تفسير الطبري ١١ / ٥٧٠ ، وتفسير البغوي ٧ / ٤٣٦.
(١٠) ينظر : الغريبين ٦ / ١٨٩٩ ، وعمدة الحفاظ ٤ / ٢٥٩ ـ ٢٦٠.
(١١) التفسير الكبير ١٠ / ٣٣٣.
(١٢) ينظر : تفسير السمرقندي ٣ / ٣٥٧ ، وتفسير القرطبي ١٧ / ١٥٠.
(١٣) ينظر : تفسير القشيري ٦ / ٦٨ ، تفسير القرطبي ١٧ / ١٥٠.
سورة الرحمن
مكيّة عند (١) ابن عبّاس وعطاء. (٢) وعن المعدّل (٣) ، عن ابن عبّاس : إلا آية نزلت بالمدينة ، وهي قوله : (يَسْئَلُهُ مَنْ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ) [الرحمن : ٢٩] نزلت في اليهود حيث قالوا في السّبت. (٤) وعن الحسن وقتادة (٥) : أنّها مدنية.
وهي سبع (٦) وسبعون آية في عدد أهل الحجاز. (٧)
بسم الله الرّحمن الرّحيم
١ و ٢ ـ (الرَّحْمنُ عَلَّمَ الْقُرْآنَ) : ردّ لقول المشركين : (إِنَّما يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ) [النحل : ١٠٣]. (٨)
٣ ـ (الْإِنْسانَ) : آدم عليهالسلام. (٩)
٤ ـ (عَلَّمَهُ الْبَيانَ) : أسماء الأشياء من الخير والشّرّ. (١٠)
٥ ـ (الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ بِحُسْبانٍ) : أي : مسيرهما وبقاؤهما بحساب معلوم لا يجاوز (١١). (١٢)
٦ ـ (وَالنَّجْمُ) : ما نجم من الأرض من اليقطين (١٣) ، أو نجوم السّماء (١٤).
والتّثنية (١٥) للجنسين.
__________________
(١) ع : عن.
(٢) البيان في عد آي القرآن ٢٣٧ ، وزاد المسير ٧ / ٣٠٣ ، والمحرر الوجيز ١٤ / ١٧٧.
(٣) الأصول المخطوطة : العدل.
(٤) ينظر : زاد المسير ٧ / ٣٠٣ ، والقرطبي ١٧ / ١٥١ ، وجمال القراء ١ / ١٤٢.
(٥) البيان في عد آي القرآن ٢٣٧.
(٦) ك : خمس.
(٧) وعند البصريين ست وسبعون ، وعند الكوفيين والشاميين ثمان وسبعون آية. ينظر : التلخيص في القراءات الثمان ٤٢٥ ، وجمال القراء ٢ / ٥٤٦ ، وفنون الأفنان ٣١٠.
(٨) تفسير القرطبي ١٧ / ١٥٢.
(٩) تفسير الطبري ١١ / ٥٧٢ عن قتادة ، إيجاز البيان عن معان يالقرآن ٢ / ٧٨٣ ، وزاد المسير ٧ / ٣٠٤ عن ابن عباس وقتادة.
(١٠) ينظر : زاد المسير ٧ / ٣٠٤ ، وتفسير البغوي ٧ / ٤٤١.
(١١) الأصل وأ : لا يجاوب ، وك : لا يجاب ، وع : بياض.
(١٢) ينظر : تفسير الطبري ١١ / ٥٧٣ ، وتفسير البغوي ٧ / ٤٤٢ عن ابن عباس وقتادة.
(١٣) ينظر : العين ٦ / ١٥٤ ، ومعاني القرآن للفراء ٣ / ١١٢ ، وإيجاز البيان عن معاني القرآن ٢ / ٧٨٤ ، وعمدة الحفاظ ٤ / ١٦٦.
(١٤) ينظر : الكشاف ٤ / ٤١٨ ، والمحرر الوجيز ١٤ / ١٨٠ عن مجاهد وقتادة والحسن ، وتفسير القرطبي ١٧ / ١٥٤ عن الحسن ومجاهد.
(١٥) في قوله تعالى : (يَسْجُدانِ).
٧ ـ (وَوَضَعَ الْمِيزانَ) : العدل (١) الذي جعله الله في قضيّة العقول بإلهامه ، وفي الحديث : «العدل ميزان الله في الأرض» (٢). وقيل : هو الميزان المعروف. (٣)
٨ ـ (أَلَّا تَطْغَوْا) : نصب ، أي : أن لا تطغوا. (٤) وقيل : مجزوم على النّهي ، (٥) ترجمة للقرآن أو للبيان.
٩ ـ (وَأَقِيمُوا الْوَزْنَ) : قال عبد الله بن مسعود : لسان (٦) الميزان. (٧)
١٠ ـ (لِلْأَنامِ)(٨) : الجنّ والإنس ، (٩) ألا ترى قال : (فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ) [الرحمن : ١٣].
١٢ ـ (وَالْحَبُّ) : البذر. (١٠)
(الْعَصْفِ) : القصيل. (١١)
(الرَّيْحانُ) : الثّمر. (١٢)
١٤ ـ (كَالْفَخَّارِ) : نوع من الحرف.
١٧ ـ (رَبُّ) : خبر (١٣) لمبتدأ مضمر ، (١٤) أو لإسناد (١٥) الخلق المتقدّم إليه. (١٦)
__________________
(١) ينظر : معاني القرآن للفراء ٣ / ١١٣ ، وتفسير غريب القرآن ٤٣٦ ، والطبري ١١ / ٥٧٧ عن مجاهد وقتادة وغيرهما.
(٢) هذا القول مروي عن قتادة كما في تفسير الطبري ، وتفسير ابن أبي حاتم (٦٠٨١) ، والدر المنثور. ونسبه بعضهم إلى بعض الحكماء كما في تفسير ابن عربي ٢ / ٢٨٥ ، والتيسير بشرح الجامع الصغير ٢ / ١٥٤.
(٣) ينظر : تفسير السمرقندي ٣ / ٣٥٨ ، وتفسير السمعاني ٥ / ٣٢٣ ، واللباب في علوم الكتاب ١٨ / ٣٠٤.
(٤) ينظر : معاني القرآن للفراء ٣ / ١١٢ ، والبيان في غريب إعراب القرآن ٢ / ٣٤١ ، والدر المصون ٦ / ٢٣٧.
(٥) ينظر : معاني القرآن للفراء ٣ / ١١٣ ، ومشكل إعراب القرآن ٦٥٤ ، والبيان في غريب إعراب القرآن ٢ / ٣٤١.
(٦) في أ : لبيان.
(٧) ورد في مصنف ابن أبي شيبة ٤ / ٤٠٠ عن ابن مسعود رضي الله عنه : أنه مر على رجل يزن دويرة قد أرجح ، فقال : أقم لسان الميزان فإذا استقام فزده من مالك ما شئت.
(٨) ك : الأنام.
(٩) الطبري ١١ / ٥٧٧ ، والدر المنثور ٧ / ٦١٠ عن الحسن ، وإيجاز البيان من غير نسبة.
(١٠) ينظر : الغريبين ٢ / ٣٦٩.
(١١) تهذيب اللغة ٣ / ٢٤٦٣ ، لسان العرب ٩ / ٢٤٧ عن النضر. والقصيل : هو ما اقصل من الزرع أخضر.
(١٢) ينظر : تفسير السمرقندي ٣ / ٣٥٩ ، وتفسير السمعاني ٥ / ٣٢٤ ، وتفسير البغوي ٧ / ٤٤٣ عن الحسن وابن زيد.
(١٣) ساقطة من أ.
(١٤) ينظر : البيان في غريب إعراب القرآن ٢ / ٣٤١ ، واللباب في علوم الكتاب ١٨ / ٣١٥ ، والدر المصون ٦ / ٢٣٩.
(١٥) ك : الإسناد.
(١٦) ينظر : البيان في غريب إعراب القرآن ٢ / ٣٤١ ، والدر المصون ٦ / ٢٣٩.
(الْمَشْرِقَيْنِ) : مشرقا الصّيف والشّتاء. (١) وقيل : مشرقا الشّمس والقمر. (٢) وقيل : مشرقا السّيّارة والثّابتة.
(وَرَبُّ الْمَغْرِبَيْنِ) : كذلك.
٢٦ ـ (عَلَيْها) : أي : على الأرض (٣) ، والسّماء مبنيّة عليها داخلون في حكم الفناء ، والفناء بطلان وهلاك.
٢٧ ـ (وَيَبْقى) : يمتنع عن الفناء.
(وَجْهُ رَبِّكَ) : أي : يبقى الله. (٤)
(ذُو الْجَلالِ) : والجلالة والجليل : الكبير بشأنه ، أو بمعنى من معانيه.
٢٩ ـ (يَسْئَلُهُ) : سؤالهم إيّاه عزوجل عند الاضطرار. وقيل : احتياجهم الطبيعيّ إلى صانعهم دون غيره. (٥) وقيل : سؤالهم القادر على إجابتهم على طريق الإجمال ، وإن أخطؤوا في الإشارة والإقبال. [يسأله أهل السّماء أربعة أشياء : العفو والعافية والغفران والكرم ، ويسأله أهل الأرض خمسة أشياء : العفو والعافية والغفران والكرم والرّزق.](٦)
(كُلَّ يَوْمٍ) : وقت ممتد.
(هُوَ فِي شَأْنٍ) : أي : أمره في شأن (٣٠٣ و) حال. وعن كعب الأحبار قال : لو لا آيتان من كتاب الله تعالى أخبرتكم بما يكون إلى يوم القيامة ، وهما قوله : (كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ)، وقوله : (يَمْحُوا اللهُ ما يَشاءُ وَيُثْبِتُ) [الرعد : ٣٩].
٣١ ـ (سَنَفْرُغُ) : سنخلو عن الشّغل ، وذكر الفراغ هاهنا على المجاز ، والمراد به انتهاء الأحوال المقدّرة في الأجل المضروب للثّقلين ، فإنّها إذا انتهت انتهى الأجل ، ولم [يحل](٧) بين الثّقلين وبين أمر الله المقضيّ فيهم حائل.
__________________
(١) معاني القرآن للفراء ٣ / ١١٥ ، وتفسير الطبري ١١ / ٥٨٥ عن ابن أبزى ومجاهد وغيرهما ، وتفسير البغوي ٧ / ٤٤٤.
(٢) تفسير السمرقندي ٣ / ٣٦٠ ، التفسير الكبير ١٠ / ٣٥٠.
(٣) الطبري ١١ / ٥٩١ ، والكشاف ٤ / ٤٤٥ ، وزاد المسير ٧ / ٣٠٩.
(٤) تفسير السمرقندي ٣ / ٣٦٢ ، والسمعاني ٥ / ٣٢٨ ، والقرطبي ٢ / ٨٤.
(٥) ينظر : تفسير الطبري ١١ / ٥٩١ ، زاد المسير ٧ / ٣١٠ ، وتفسير البغوي ٤ / ٤٤٥ عن قتادة.
(٦) ما بين المعقوفتين موجود في حاشية الأصل ، وبالخط نفسه الذي كتب به الأصل ، وأظنه من الأصل ، ولذا كتبته في الأصل ، وأشرت إليه لأني لم أجده في النسخ الأخرى ، والله أعلم.
(٧) زيادة يقتضيها السياق.
(الثَّقَلانِ) : الجنّ والإنس ، (١) سمّيا بذلك لكونهما محمولين في السّفر ، فالسّفر سفر القيامة ، وحاملهما أمر الله المنتهى بهم ، وقال عليهالسلام : «إنّي تارك فيكم الثّقلين كتاب الله وعترتي» (٢).
٣٣ ـ فحوى قوله : (لا تَنْفُذُونَ إِلَّا بِسُلْطانٍ) : أن تنفذوا منهما (٣) من له سلطان ، و (السلطان) : إذن الله لمن شاء من أوليائه.
٣٥ ـ (شُواظٌ)(٤) : لهب لا دخان معه. (٥)
(وَنُحاسٌ) : صفر. (٦) وقيل : دخان. (٧) وعن الضّحّاك : أنّ نارا تجيء من قبل المشرق ، وأخرى من قبل المغرب ، فتحشران النّاس إلى المحشر.
٣٧ ـ (وَرْدَةً) : مهرة : التي (٨) تنقلب حمراء بعد أن كانت صفراء ، رواه ابن عرفة ، عن ثعلب. (٩) وقال الأزهريّ : أي : صارت كالوردة تتلوّن ألوانا. (١٠)
(كَالدِّهانِ) : جمع دهن ، والمراد بها : المهل (١١).
٣٩ ـ (لا يُسْئَلُ (١٢) عَنْ ذَنْبِهِ) : ملائكة العذاب إيّاهم بعد قراءة الصّحف والفراغ من الحساب.
٤٤ ـ (حَمِيمٍ) : أن بلغ غاية الحرارة من شدّة غليانه ، وكأنّه من قوله : (غَيْرَ ناظِرِينَ إِناهُ) [الأحزاب : ٥٣]. (١٣)
__________________
(١) إيجاز البيان عن معاني القرآن ٢ / ٧٨٨ ، وزاد المسير ٧ / ٣١٠ ، والبغوي ٧ / ٤٤٧.
(٢) أخرجه أحمد بن حنبل في المسند ٣ / ١٧ ، والطبراني في الأوسط (٣٥٤٢) ، والحاكم في المستدرك ٣ / ١٦٠.
(٣) ساقطة من ع.
(٤) بياض في أ.
(٥) تفسير غريب القرآن ٤٣٨ ، والدر المنثور ٧ / ٦١٨ عن ابن عباس ، وعمدة الحفاظ ٢ / ٣٤٩.
(٦) زاد المسير ٧ / ٣١١ عن ابن عباس ومجاهد وقتادة ، والبغوي ٧ / ٤٤٩ عن مجاهد وقتادة.
(٧) إيجاز البيان عن معاني القرآن ٢ / ٧٨٩ ، وزاد المسير ٧ / ٣١١ عن ابن عباس وسعيد بن جبير وغيرهما ، والبغوي ٧ / ٤٤٨ عن الكلبي وابن جبير.
(٨) ك : أي.
(٩) الغريبين ٦ / ١٩٨٨ ، وعمدة الحفاظ ٤ / ٣٤٧.
(١٠) تهذيب اللغة ٤ / ٣٨٦٩.
(١١) كما في قوله تعالى : (يَوْمَ تَكُونُ السَّماءُ كَالْمُهْلِ (٨)) [المعارج : ٨]. وينظر : الكشاف ٤ / ٤٤٩.
(١٢) الأصول المخطوطة : لا يسأله.
(١٣) ينظر : معاني القرآن للفراء ٣ / ١١٨ ، وتفسير غريب القرآن ٤٣٩ ، ومعاني القرآن وإعرابه ٥ / ١٠٢ ، وهو تفسير لقول الله تعالى : (حَمِيمٍ آنٍ).
٤٦ ـ (وَلِمَنْ خافَ مَقامَ رَبِّهِ جَنَّتانِ) : أي : مقامه بين يدي ربّه فيتّقيه ، (١) وهو عامّ في الجنّ والإنس على الظّاهر.
٤٨ ـ (أَفْنانٍ) : جمع فنن ، وهو الغصن ، وشجرة فنواء ، أي : ذات أفنان. (٢)
٥٤ ـ (بَطائِنُها) : جمع بطانة ، وهي باطن الثّوب ، وذكر بطائن الفراش دون ظواهرها كذكر عرض الجنّة دون طولها. (٣)
(وَجَنَى الْجَنَّتَيْنِ دانٍ) : قريب (٤) ، ومنه قوله : (قُطُوفُها دانِيَةٌ) [الحاقة : ٢٣].
٥٦ ـ (فِيهِنَّ) : أي : في الجنان. (٥)
(يَطْمِثْهُنَّ) : ينكحهنّ بالتّدمية. (٦)
٥٨ ـ (الْياقُوتُ) : ما شفّ من حصا البحر وأحمره أجوده ، والرّمّانيّ غايته ، والحال يدلّ على أنّه هو المراد بالتّشبيه دون الأكهب والأصفر ، كما في الورد في الحبيب ، والبحر في السّخيّ.
٦٠ ـ وعن محمد بن عليّ في قوله : (هَلْ جَزاءُ الْإِحْسانِ) قال : هي مسجّلة في البرّ والفاجر ، يعني : يجزيهما بإحسانهما. (٧)
٦٢ ـ (وَمِنْ دُونِهِما) : ورائهما. (٨)
٦٤ ـ (مُدْهامَّتانِ) : خضراوتان في سواد. (٩)
٦٦ ـ (نَضَّاخَتانِ) : فوّارتان كثير في الماء. (١٠)
٧٠ ـ (خَيْراتٌ) : جمع خيرة ، وهي المختارة. (١١)
__________________
(١) ينظر : زاد المسير ٧ / ٣١٣ ، تفسير البغوي ٧ / ٤٥١.
(٢) ينظر : الغريبين ٥ / ١٤٧٨ ، وعمدة الحفاظ ٣ / ٣٠٠.
(٣) ينظر : تفسير غريب القرآن ٤٤١ ـ ٤٤٢ ، وإيجاز البيان عن معاني القرآن ٢ / ٧٩٠.
(٤) تفسير ابن أبي حاتم (١٨٧٤٥) عن ابن عباس ، وتفسير السمعاني ٥ / ٣٣٥ ، وعمدة الحفاظ ٢ / ٢٤.
(٥) معاني القرآن وإعرابه ٥ / ١٠٣ ، وزاد المسير ٧ / ٣١٥.
(٦) تفسير غريب القرآن ٤٤٢ ، وغريب القرآن للسجستاني ٥٢٥ ، وأساس البلاغة ١ / ٣٩٥.
(٧) الأدب المفرد (١٣٠) ، وتفسير الطبري ١١ / ٦٠٩.
(٨) تفسير ابن عربي ٢ / ٢٩٠.
(٩) معاني القرآن للفراء ٣ / ١١٩ ، ومعاني القرآن وإعرابه ٥ / ١٠٣ ، والغريبين ٢ / ٦٦١.
(١٠) هكذا في الأصول المخطوطة ، والمعنى : فوارتان ، كثيرة الماء. ينظر : غريب القرآن للسجستاني ٤٦٩ ، وتفسير غريب القرآن ٤٤٣ ، والكشاف ٤ / ٤٥١.
(١١) ينظر : تفسير القرطبي ١٧ / ١٨٧.
٧٢ ـ (الْخِيامِ) : جمع خيمة ، وهي البيت بني بالعمد والطّنب. (١) قال عثمان : أتدرون ما (حُورٌ مَقْصُوراتٌ فِي الْخِيامِ) قال : الدرّ المجوّف. وعن الحسن : محبوسات لسن بطوّافات في الطّرق ، و (الْخِيامِ) : الدرّ المجوّف. (٢)
٧٦ ـ (رَفْرَفٍ) : ما فضل من الفرش في أطرافه. (٣)
(وَعَبْقَرِيٍّ) : منسوب إلى عبقر ، وهو موضع تنسب إليه الجنّ العبقريّة ، ثمّ نسب كلّ عمل جليل وصنعة دقيقة إليه كان الجنّ (٤) تعمله. (٥) وقال الفرّاء : هي الطّنافس الثّخان (٦) ، واحدتها عبقريّة (٧). وقيل : (٣٠٣ ظ) السّحاب ، وهي تلألؤه.
عن جابر بن عبد الله : أنّ النّبيّ عليهالسلام خرج على أصحابه ، فقرأ عليهم سورة الرّحمن من أوّلها إلى آخرها ، فسكتوا ، فقال : «لقد قرأتها على الجنّ ليلة الجنّ ، فكانوا أحسن مردودا منكم ، كلّما أتيت على قوله : (فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ) [الرحمن : ٧٣ وغيرها] ، قالوا : لا بشيء من نعمك ربّنا نكذّب ، فلك الحمد». (٨)
__________________
(١) ينظر : لسان العرب ١٢ / ١٩٣.
(٢) الزهد لابن المبارك ١ / ٥١١.
(٣) ينظر : التفسير الوسيط ، والكشاف ٤ / ٤٥٢ ، وعمدة الحفاظ ٢ / ١١٣ ـ ١١٤.
(٤) أ : كالجن.
(٥) ينظر : الكشاف ٤ / ٤٥٢ ، ولسان العرب ٤ / ٥٣٥ ، وعمدة الحفاظ ٣ / ٣٢.
(٦) معاني القرآن للفراء ٣ / ١٢٠ ، ولسان العرب ٤ / ٥٣٥.
(٧) ك هنا زيادة : منسوب إلى عبقر.
(٨) أخرجه الترمذي في السنن (٣٢٩١) ، وقال الترمذي : هذا حديث غريب.
سورة الواقعة
مكيّة. (١) وعن ابن عبّاس وقتادة : إلا آية نزلت بالمدينة ، وهي قوله : (وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ) [الواقعة : ٨٢]. (٢)
وهي تسع وتسعون آية في عدد أهل الحجاز والشّام (٣). (٤)
بسم الله الرّحمن الرّحيم
١ ـ (الْواقِعَةُ) : القيامة (٥).
٢ ـ (كاذِبَةٌ) : كذب ، وهو مصدر كالعاقبة واللاغية ، (٦) والمراد به الصرف والمثنوية.
٣ ـ (خافِضَةٌ) : خبر مبتدأ محذوف ، أي : هي خافضة (٧) قوما إلى النّيران.
(رافِعَةٌ) : قوما إلى الجنان. (٨)
٤ ـ (إِذا رُجَّتِ) : بدل من قوله : (إِذا وَقَعَتِ) [الواقعة : ١] ، (٩) والرّجّ : الزلزلة ، والرّجرجة : الاضطراب ، وجارية رجراجة يترجرج كفلها. (١٠)
٥ ـ (وَبُسَّتِ) : من قولهم : بسست (١١) الإبل إذا زجرتها ، أو من بسبست الحنطة إذا فتتّها (١٢) ، وهي البسيسة. (١٣)
٧ ـ (أَزْواجاً ثَلاثَةً) : أصنافا (١٤) وأجناسا (١٥) ثلاثة.
__________________
(١) تفسير غرب القرآن ٤٤٥ ، ومعاني القرآن وإعرابه ٥ / ١٠٧ ، والدر المنثور ٨ / ٥ عن ابن عباس وابن الزبير.
(٢) زاد المسير ٧ / ٣٢١ ، وتفسير القرطبي ١٧ / ١٩٤ ، وجمال القراء ١ / ١٤٣.
(٣) أزيادة : والله أعلم.
(٤) وعدد آيها عند أهل الكوفة ست وتسعون ، وعند البصريين سبع وتسعون. ينظر : التلخيص في القراءات الثمان ، وجمال القراء ٢ / ٥٤٨ ، وفنون الأفنان ٣١١.
(٥) ك : القيام. وما أثبت الصواب. معاني القرآن وإعرابه ٥ / ١٠٨ ، وزاد المسير ٧ / ٣٢١ ، وتفسير مبهمات القرآن ٢ / ٥٦٩.
(٦) ينظر : معاني القرآن للفراء ٣ / ١٢١ ، ومعاني القرآن وإعرابه ٥ / ١٠٧ ، وزاد المسير ٧ / ٣٢١.
(٧) إعراب القرآن للنحاس ٤ / ٣٢٢ ، والبيان في غريب إعراب القرآن ٢ / ٢٤٤ ، والدر المصون ٦ / ٢٥٣.
(٨) ينظر : معاني القرآن للفراء ٣ / ١٢١ ، وتفسير مقاتل ٣ / ٣١١ ، والتبيان في إعراب القرآن ٢ / ٣٩٥.
(٩) ينظر : مشكل إعراب القرآن ٦٦٠ ، والبيان في غريب إعراب القرآن ٢ / ٣٤٥ ، واللباب في علوم الكتاب ١٨ / ٣٧٣.
(١٠) ينظر : العين ٦ / ١٦ ، ولسان العرب ٢ / ٢٨١ ـ ٢٨٢.
(١١) ع : بست ، وكذلك التي بعدها.
(١٢) ك : ذقتها.
(١٣) ينظر : تفسير القرطبي ١٧ / ١٩٧ ، ولسان العرب ٦ / ٢٨ ، وعمدة الحفاظ ٢ / ٧٦.
(١٤) تفسير مقاتل ٣ / ٣١٢ ، ومعاني القرآن وإعرابه ٥ / ١٠٨ ، وتفسير البغوي ٨ / ٨.
(١٥) وضح البرهان في مشكلات القرآن ٢ / ٣٧٢.
٨ و ٢٧ ـ (فَأَصْحابُ الْمَيْمَنَةِ) (وَأَصْحابُ الْيَمِينِ) : هم الذين يعطون كتبهم بأيمانهم ، (١) أو كانوا على يمين آدم يوم الميثاق ، (٢) أو يكونون على يمين العرش يوم العرض ، (٣) أو أملوا على الملائكة الذين كانوا عن أيمانهم في دار الدّنيا.
٩ و ٤١ ـ (وَأَصْحابُ الْمَشْئَمَةِ أَصْحابُ الشِّمالِ) : وهم أضداد (٤) أصحاب الميمنة.
٨ ـ و (ما) : لتفخيم الأمر ، وتعجيب المخاطبين. (٥)
١٠ ـ وكذلك تكرار قوله : (وَالسَّابِقُونَ)(٦) وهم من أصحاب اليمين ، ولكنّهم أفردوا بالذّكر لشرفهم ، ولأنّهم عبدوا الله تعالى لله لا لعاجلة ولا لآجلة.
١٣ ـ (ثُلَّةٌ) : جماعة ، وإنّما كانت السابقون ثلّة من الأوّلين وقليل من الآخرين ؛ لكثرة الأنبياء في الأوّلين وقلّتهم في الآخرين. (٧) وقيل : الأوّلون والآخرون كلا الفريقين من هذه الأمّة. (٨)
١٥ ـ (مَوْضُونَةٍ) : منسوجة كالدّرع وغيره. (٩)
١٧ ـ (وِلْدانٌ مُخَلَّدُونَ) : وصفاء مبقون على حدّ الوصافة أبدا لا يهرمون ولا يموتون ، يقال للذي لا يشيب : مخلّد. (١٠) وقيل : (مُخَلَّدُونَ) : مقرّطون ، والخلد : القرط ، جمع خلدة. (١١)
١٨ ـ (أَبارِيقَ) : قماقم (١٢) التي لها عرى (١٣) وخراطيم ، (١٤) وفي الحديث : «كأنّ جيده (١٥) إبريق فضّة» (١٦).
__________________
(١) زاد المسير ٧ / ٣٢٣ عن الضحاك والقرظي ، وتفسير البغوي ٨ / ٨ عن الضحاك.
(٢) زاد المسير ٧ / ٣٢٣ ، وتفسير البغوي ٨ / ٨ عن ابن عباس.
(٣) ينظر : تفسير السمرقندي ٣ / ٣٦٩ و ٣٧٠.
(٤) ك : أمداد ، وفي أ : أحداد.
(٥) ينظر : مشكل إعراب القرآن ٦٦٠ ـ ٦٦١ ، والبيان في غريب إعراب القرآن ٢ / ٣٤٥ ، وإيجاز البيان عن معاني القرآن ٢ / ٧٩٤.
(٦) ينظر : المحرر الوجيز ١٤ / ٢٣٣ ، والدر المصون ٦ / ٢٥٤.
(٧) ينظر : معاني القرآن وإعرابه ٥ / ١٠٩ ، وزاد المسير ٧ / ٣٢٤ ـ ٣٢٥ ، وتفسير البغوي ٨ / ٩.
(٨) ينظر : تفسير السمعاني ٥ / ٣٤٤ عن الحسن وابن سيرين ، والكشاف ٤ / ٤٥٧ ، وتفسير القرطبي ١٧ / ٢٠١ عن مجاهد.
(٩) ينظر : تفسير غريب القرآن ٤٤٦ ، وتفسير السمرقندي ٣ / ٣٧٠ ، وغريب القرآن للسجستاني ٤٢٦.
(١٠) ينظر : معاني القرآن للفراء ٣ / ١٢٢ ـ ١٢٣ ، وتفسير غريب القرآن ٤٤٦ ، ولسان العرب ٣ / ١٦٤.
(١١) ينظر : العين ٤ / ٢٣١ ، وتفسير القرطبي ١٧ / ٢٠٢ عن سعيد بن جبير ، وتفسير أبي السعود ٨ / ١٩١ ،
(١٢) القماقم من الرجال : السيد الكثير الخير الواسع الفضل ، ويريد هنا الكبيرة الواسعة. ينظر : ١٢ / ٤٩٤.
(١٣) الأصول المخطوطة : عر ، والتصويب من كتب التخريج.
(١٤) ينظر : تفسير غريب القرآن ٤٤٧ ، وتفسير القرطبي ١٧ / ٢٠٣ ، والمحرر الوجيز ١٤ / ٢٣٩ عن الضحاك.
(١٥) الأصول المخطوطة : حيّده. والتصويب من كتب التخريج. والله أعلم.
(١٦) أخرج الطبراني في الكبير (٤١٤) ، وابن عساكر في تاريخ دمشق ٣ / ٣٣٨ عن هند بن أبي هالة في حديث يصف فيه النبي صلىاللهعليهوسلم جاء فيه : « ... كأن عنقه جيد دمية في صفاء الفضة ...».
١٩ ـ (لا يُصَدَّعُونَ) : بالتّخفيف ، لا يصرفون ، من قولك : ما صدعك (١) من هذا الأمر ، أي : ما صرفك ، وبالتّشديد (٢) يحتمل هذا ، ويحتمل من الصّداع ، أي : لا يأخذهم الخمار والصّداع منها. (٣)
٢١ ـ (وَلَحْمِ طَيْرٍ) : لكونه أشهى وأمرأ ، وأسرع استحالة إلى الدّم القرمزيّ الذي هو مادة الشّباب والفرح.
٢٦ ـ (إِلَّا قِيلاً) : استثناء منقطع. (٤)
٢٨ ـ (سِدْرٍ مَخْضُودٍ) : هو الذي كسر شوكه. (٥)
٢٩ ـ (طَلْحٍ) : موز. (٦) وقيل : شجر مستطاب ظلّه. (٧)
٣٠ ـ عن أبي هريرة قال : إنّ في الجنّة لشجرة يسير الرّاكب في ظلّها مئة عام لا يقطعها ، ثمّ قال : اقرؤوا إن شئتم : (وَظِلٍّ مَمْدُودٍ). (٨) وعن أنس قال : إنّ في الجنّة لشجرة يسير الرّاكب في ظلّها مئة عام لا يقطعها ، وإن شئتم فاقرؤوا : (وَظِلٍّ مَمْدُودٍ وَماءٍ مَسْكُوبٍ). (٩)
٣٣ ـ (لا مَقْطُوعَةٍ وَلا مَمْنُوعَةٍ) : لا ينصرف (٣٠٤ و) إبّانها (١٠) ، ولا يمنع عنها. (١١)
٣٤ ـ وعن أبي سعيد الخدريّ ، عنه عليهالسلام في قوله : (وَفُرُشٍ مَرْفُوعَةٍ) قال : ارتفاعها كما بين السّماء والأرض ، مسير ما بينهما خمس مئة عام. (١٢) وعن أبي أمامة :
__________________
(١) أ : ما صد على.
(٢) يعني بذلك تشديد الصاد على قراءة مجاهد رحمهالله تعالى ، وهي لا يُصَدَّعُونَ عَنْها ، والتي أصلها (لا يتصدعون) ، فأدغمت التاء في الصاد. ينظر : الكشاف ٤ / ٤٥٨.
(٣) ينظر : تفسير غريب القرآن ٤٤٧ ، والمحرر الوجيز ١٤ / ٢٣٩ ـ ٢٤٠
(٤) ينظر : مشكل إعراب القرآن ٦٦٢ ، والبيان في غريب إعراب القرآن ٢ / ٣٤٦ ، والدر المصون ٦ / ٢٥٨.
(٥) ينظر : تفسير غريب القرآن ٤٤ / ، ومعاني القرآن وإعرابه ٥ / ١١٢ ، والغريبين ٢ / ٥٦٢.
(٦) معاني القرآن للفراء ٣ / ١٢٤ عن الكلبي ، وتفسير غريب القرآن ٤٤٨ ، والغريبين ٤ / ١١٧٦ عن أهل التفسير.
(٧) ينظر : زاد المسير ٧ / ٣٢٩ ، وتفسير البغوي ٨ / ١٢ عن الحسن ، وعمدة الحفاظ ٢ / ٤٧٤ ـ ٤٧٥.
(٨) أخرجه أحمد في المسند ٢ / ٤٣٨ ، والبخاري في الصحيح (باب ما جاء في صفة الجنة) ، ومسلم في الصحيح (٢٨٢٦) من غير ذكر الآية ،
(٩) أخرجه مرفوعا إلى النبي صلىاللهعليهوسلم عبد الرزاق في المصنف ١١ / ٤١٧ ولم يذكر الآية ، والترمذي في السنن (٣٢٩٢) ، وقال الترمذي : حديث حسن صحيح.
(١٠) الإبّان : الأوان والوقت المحدد ، ويقال : كل الفواكه في إبانها ، أي : في وقتها. ينظر : لسان العرب ١٣ / ٤.
(١١) ينظر : تفسير السمرقندي ٣ / ٣٧٢ ، والكشاف ٤ / ٤٦٠ ، والبيضاوي ٥ / ١٧٩ ،
(١٢) أخرجه أحمد في المسند ٣ / ٧٥ ، والترمذي في السنن (٢٥٤٠) ، وابن حبان في صحيحه (٧٤٠٥) ، وقال الترمذي : حديث غريب.
(وَفُرُشٍ مَرْفُوعَةٍ) قال : لو هوى فراش منها ما بلغ قرار الأرض ثمانين (١).
٣٦ ـ (أَبْكاراً) : عذارى. (٢)
٣٧ ـ (عُرُباً) : محبّات لأزواجهنّ ، محببات إليهم. (٣)
(أَتْراباً) : لدات أصحاب اليمين الذين يساوينهم في السّنّ. (٤) وعن كعب قال : إنّ أدنى أهل الجنة منزلة من يؤتى بغدائه في سبعين ألف صحيفة من ذهب ليس فيها لون يوافق صاحبه ، وليس فيها رذل (٥). وعن ابن عمر (٦) : أنّ أدنى أهل الجنّة منزلة من ينظر إلى ملك ألفي سنة نعيمه وسروره ، ينظر إلى أقصاه كما ينظر إلى أدناه ، وإنّ أفضل أهل الجنّة منزلة لمن ينظر إلى وجه الله كلّ يوم مرّتين. (٧)
٤٣ ـ (وَظِلٍّ مِنْ يَحْمُومٍ) : قال ابن عبّاس : من دخان جنّهم. (٨)
٤٤ ـ (لا بارِدٍ وَلا كَرِيمٍ) : بدل (مِنْ يَحْمُومٍ) [الواقعة : ٤٣] ، وهو كقوله : لا بارد ولا كرامة.
٤٦ ـ (يُصِرُّونَ عَلَى الْحِنْثِ الْعَظِيمِ) : يثبتون على قسمهم بالله جهد أيمانهم لا يبعث الله من يموت. (٩)
٥٣ ـ (فَمالِؤُنَ مِنْهَا) : من الشّجر ، والمراد به الجمع. (١٠)
٥٥ ـ (الهيم) : الإبل التي أصابها الهيام ، وهو العطاش ، واحدها أهيم وهيمان (١١). وقيل : (الهيم) : الرّمال التي لا يرويها ماء السّماء ، يقال : كثيبة أهيم وهيمان. (١٢)
__________________
(١) ع : ثمانين عاما. والحديث أخرجه ابن السري في الزهد ١ / ٨٠ موقوفا ، والطبراني في الكبير (٧٩٤٦) مرفوعا إلى النبي صلىاللهعليهوسلم ، وقال ابن حجر الهيتمي في المجمع ٧ / ١٢٠ : فيه جعفر بن الزبير الحنفي وهو ضعيف. ونصه : «لو خر من أعلاها فراش لهوى إلى قرارها كذا وكذا خريفا».
(٢) الطبري ١١ / ٦٤١ عن الضحاك وغيره ، وزاد المسير ٧ / ٣٣٠ ، وتفسير البغوي ٨ / ١٣.
(٣) ينظر : معاني القرآن وإعرابه ٥ / ١١٢ ، والكشاف ٤ / ٤٦١ ، وزاد المسير ٧ / ٣٣٠ عن ابن عباس وغيره.
(٤) ينظر : عمدة الحفاظ ١ / ٢٩٨.
(٥) أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف ٧ / ٣٤. والرّذل : الرديء من كل شيء. لسان العرب ١١ / ٢٨٠.
(٦) الأصول المخطوطة : عمرو ، والتصويب من كتب التخريج.
(٧) أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف ٧ / ٣٤ ، والحاكم في المستدرك ٢ / ٥٥٣.
(٨) تفسير ابن أبي حاتم (١٨٧٩٥).
(٩) ينظر : تفسير غرب القرآن ٤٤٩ ، ومعاني القرآن وإعرابه ٥ / ١١٣ ، وتفسير البغوي ٨ / ١٨.
(١٠) ينظر : معاني القرآن للفراء ٣ / ١٢٧ ، وإيجاز البيان عن معاني القرآن ٢ / ٧٩٧.
(١١) ينظر : معاني القرآن للفراء ٣ / ١٢٨ ، والغريبين ٦ / ١٩٥٩ ، والكشاف ٤ / ٤٦٢.
(١٢) ينظر : معاني القرآن وإعرابه ٣ / ١١٣ ، والغريبين ٦ / ١٩٥٩ عن أهل اللغة.
٦١ ـ والمراد بقوله : (وَنُنْشِئَكُمْ فِي ما لا تَعْلَمُونَ) : المسخ. (١)
٦٧ ـ (تَحْرُثُونَ) : تلقون البذور. (٢)
٦٤ ـ (تَزْرَعُونَهُ) : تنشئون الزّرع ، ومجازه : شقّ الزّرع ، والتّسبيب للنّبت. عن أبي هريرة ، عنه عليهالسلام : «لا يقول أحدكم : زرعت ، ولكن ليقل : حرثت» ، ثمّ قرأ أبو هريرة (٣) : هذه الآية. (٤)
٦٥ ـ (تَفَكَّهُونَ) : تندمون. (٥)
٦٦ ـ والقول مضمر عند قوله : (إِنَّا لَمُغْرَمُونَ). (٦)
٦٩ ـ (مِنَ الْمُزْنِ) : السّحاب. (٧)
٧١ ـ (تُورُونَ) : تقدحون. (٨)
٧٢ ـ (شَجَرَتَها) : كلّ شجرة إلا العناب والصّندل والآبنوس ، والعرب تقول : في كلّ شجر نار ، واستمجد المرخ والعفار (٩).
٧٣ ـ (تَذْكِرَةً) : آية وعبرة.
(لِلْمُقْوِينَ) : النازلين تقى (١٠) من الأرض ، أمر لإظهار الشّكر على نعم الله.
٧٥ ـ (فَلا أُقْسِمُ) : (لا) ردّ لكلام سابق (١١) ، كقولك : لا والله ، وبلى الله.
__________________
(١) ينظر : معاني القرآن وإعرابه ٥ / ١١٤ ، وتفسير السمعاني ٥ / ٣٥٥ ، وتفسير القرطبي ١٧ / ٢١٧ عن الحسن.
(٢) ينظر : غريب القرآن للسجستاني ١٥٦ ، وزاد المسير ٧ / ٣٣٤ ، وتفسير البغوي ٨ / ٢٠.
(٣) (عنه عليهالسلام : ... قرأ أبو هريرة) ، ساقط من أ.
(٤) أخرجه أبو نعيم في الحلية ٨ / ٢٦٧ ، والبيهقي في السنن الكبرى ٦ / ١٣٨ ، وابن حبان في صحيحه (٥٧٢٣).
(٥) معاني القرآن للفراء ٣ / ١٢٨ ، وتفسير غريب القرآن ٥٤٠ وقال : هي لغة لعكل ، وزاد المسير ٧ / ٣٣٥ عن الحسن والزجاج وغيرهما.
(٦) ينظر : معاني القرآن وإعرابه ٥ / ١١٤ ، والدر المصون ٦ / ٢٦٤.
(٧) تفسير غريب القرآن ٤٥١ ، ومعاني القرآن وإعرابه ٥ / ١١٤ ، وتفسير البغوي ٨ / ٢١.
(٨) ينظر : تفسير غريب القرآن ٤٥١ ، ومعاني القرآن وإعرابه ٥ / ١١٥ ، وزاد المسير ٧ / ٣٣٥.
(٩) مجمع الأمثال ٢ / ٧٤ ، والأمثال لأبي عبيد ١٣٦ ، ومحاضرة الأدباء ٢ / ٦٥٩ ، واستمجد النار : أي استكثر من النار. وهو مثل تضربه العرب في الشرف العالي ، والمرخ والعفار شجرتان فيهما نار ليس في غيرهما من الشجر ، ويسوّى من أغصانهما الزناد ، فيقدح بها ، وزنادهما أسرع الزند وريا.
(١٠) ساقطة من ع. ينظر : الغريبين ٥ / ١٥٩٨ ، وقال : الأرض القيّ : وهي التي ليس فيها أحد. وينظر : معاني القرآن للفراء ٣ / ١٢٩ ، والكشاف ٤ / ٤٦٦.
(١١) أ : ثابق. وينظر : الدر المصون ٦ / ٢٦٦ ، وقال السمين رحمهالله : «إنها حرف نفي ، وأن المنفي بها محذوف ، وهو كلام الكافر والجاحد ، تقديره : فلا صحة لما يقول الكافر ، ثم ابتدأ قسما بما ذكر ، وإليه ذهب جماعة من المفسرين والنحويين ، وضعف هذا بأن فيه حذف اسم لا وخبرها».
٧٩ ـ روي : أنّ الكتاب الذي كتبه رسول الله صلىاللهعليهوسلم لعمر بن حزم : أن لا تمسّ القرآن إلا طاهرا. (١)
٨١ ـ (مُدْهِنُونَ) : مداهنون (٢) ، وهم الذين يتكلّفون موافقة على النّفاق.
٨٢ ـ (وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ) : أي : تجعلون حظّكم من تقدير الله التّكذيب بالقرآن وباليوم الآخر. (٣)
٨٣ ـ (الْحُلْقُومَ) : الحلق ، والتي تبلغ الحلقوم هي النّفس عند النّزع. (٤)
وتكرار (فَلَوْ لا) لطول الصّلة والعارض.
٨٩ ـ (٥) فله روح.
٩١ ـ (فَسَلامٌ) : أي : فيقال له عند النّزع : سلام لك أنت من أصحاب اليمين. (٦) أو فيقال له : سلام لك ، تحيّة لك من أصحابك ، وهم أصحاب اليمين. (٧)
__________________
(١) أخرجه عبد الرزاق في المصنف ١ / ٣٤١. الدارقطني في السنن ١ / ١٢١ ، والبيهقي في السنن ١ / ٨٧.
(٢) تفسير غريب القرآن ٤٥١ ، وتذكرة الأريب ٢ / ٢٠٤.
(٣) ينظر : إيجاز البيان عن معاني القرآن ٢ / ٨٠٠ ، وزاد المسير ٧ / ٣٣٩ ، والبغوي ٨ / ٢٤.
(٤) ينظر : زاد المسير ٧ / ٣٣٩ ، والمحرر الوجيز ١٤ / ٢٧٤ ، وتفسير القرطبي ١٧ / ٢٣١.
(٥) تفسير قوله تعالى : (فَرَوْحٌ).
(٦) تفسير الطبري ، والمحرر الوجيز ١٤ / ٢٧٨.
(٧) ينظر : تفسير السمرقندي ٣ / ٣٧٧ ، وتفسير القرطبي ١٧ / ٢٣٣.
سورة الحديد
مدنيّة. (١)
وهي ثمان وعشرون آية في [عدد](٢) أهل الحجاز والشّام. (٣) (٣٠٤ ظ).
بسم الله الرّحمن الرّحيم
٣ ـ (هُوَ الْأَوَّلُ) : لمستقرّ (٤) الأحوال.
(وَالْآخِرُ) : لقوية (٥) الآجال.
(وَالظَّاهِرُ) : بالقدرة والجلال. (٦)
(وَالْباطِنُ) : بأن لا ينال.
(٧) وهو معنا أينما كنّا من غير حلول في المحالّ ، ولا انتقال ، ولا ارتحال.
١٠ ـ عن زيد بن أسلم ، عنه عليهالسلام : «سيأتي قوم بعدكم تحقرون أعمالكم مع أعمالهم» ، فقيل : يا رسول الله ، نحن أفضل أم هم؟ قال : «لو أنّ أحدكم أنفق مثل أحد ذهبا ما أدرك مدّ (٨) أحدهم (٩) ولا نصيفه» ، فرقت هذه الآية بيننا وبين النّاس (لا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَقاتَلَ) الآية. (١٠)
١٢ ـ (بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمانِهِمْ) : اقتصار على أحد طرفي الكلام. (١١) ويحتمل : أنّ الذي يتقدّمهم نور إيمانهم ، والذي عن أيمانهم نور أعمالهم الصّالحة ، فلا يحتاجون (١٢) إلى نور آخر. (١٣) قوله : (رَبَّنا أَتْمِمْ لَنا نُورَنا) [التحريم : ٨] أي : اجعله باقيا معنا إلى أن ينتهي بنا
__________________
(١) زاد المسير ٧ / ٣٢٤ عن ابن عباس والحسن مجاهد وغيرهم ، والدر المنثور ٨ / ٤٦ عن ابن عباس وابن الزبير.
(٢) ساقطة من الأصل وأ.
(٣) وعدد آيها عند البصريين والكوفيين تسع وعشرون آية. البيان في عد آي القرآن ٢٤١ ، والتخليص في القراءات الثمان ٥٢٩ ، وجمال القراء ٢ / ٥٤٩.
(٤) ع : لسعة ، وفي أ : استقر.
(٥) أ : لقوم. ولعلها : لتقويم الآجال ، أي : تحديدها.
(٦) ينظر : زاد المسير ٧ / ٣٤٣.
(٧) قوله تعالى : (وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ ما كُنْتُمْ).
(٨) ك وع وأ : حد.
(٩) الأصول المخطوطة : أحدكم. والتصويب من كتب التخريج.
(١٠) أخرجه السمرقندي في تفسيره ٣ / ٣٨٢.
(١١) ينظر : الدر المصون ٦ / ٢٧٥ ، وجعله على قول من قال : إن الباء بمعنى عن.
(١٢) الأصول المخطوطة : يحتاجوا.
(١٣) ينظر : تفسير السمرقندي ٣ / ٣٨٣ ، وتفسير أبي السعود ٨ / ٢٠٧.
إلى الجنّة. ويحتمل : أن يكون سؤالهم الإتمام ، وسؤال النّور عن شمائلهم.
١٣ ـ (بِسُورٍ) : هو الأعراف. (١)
(بابٌ) : باب الجنّة.
(الرَّحْمَةُ) : الجنّة. (٢)
(مِنْ قِبَلِهِ) : أي : من قبل السّور ، كما يمنع المنافقين عن الوصول إليه.
(قِيلَ) : يعني : المؤمنين للمنافقين. (٣)
(ارْجِعُوا (٤) وَراءَكُمْ) : أي : إلى الدّنيا ، إن استطعتم ، فاكتسبوا النّور كما اكتسبنا بإذن الله. (٥)
١٦ ـ (أَلَمْ يَأْنِ) : ألم يحن (٦)
(لِلَّذِينَ آمَنُوا) : بألسنتهم.
(أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ) : بقلوبهم.
(فَطالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ) : هم (٧) اليهود.
عن نافع قال : ما سمعت ابن عمر أتى على هذه الآية : (أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا) إلا بكى حتى ينشج. (٨)
١٨ ـ (إِنَّ الْمُصَّدِّقِينَ وَالْمُصَّدِّقاتِ وَأَقْرَضُوا اللهَ) : إنّما جاز عطف الفعل على الاسم ؛ لكون الاسم في معنى الفعل ، (٩) كالعطف على صلة الاسم الموصول.
١٩ ـ (١٠) وعن مجاهد قال : من آمن بالله ورسله فهو صدّيق وشهيد ، ثمّ قرأ هذه الآية. (١١)
__________________
(١) تفسير السمعاني ٥ / ٣٧٠ ، وزاد المسير ٧ / ٣٤٥ عن ابن عباس ، وتفسير مبهمات القرآن ٢ / ٥٧٥.
(٢) زاد المسير ٧ / ٣٤٥ ، وتفسير البغوي ٨ / ٣٦.
(٣) ينظر : زاد المسير ٧ / ٣٤٥ ، وتفسير البغوي ٨ / ٣٥ عن ابن عباس.
(٤) ع : ارجوا.
(٥) ينظر : تفسير السمرقندي ٣ / ٣٨٤ ، والكشاف ٤ / ٤٧٤ ، والتسهيل لعلوم التنزيل ٤ / ٩٧.
(٦) تفسير الطبري ١١ / ٦٨١ ، وتفسير البغوي ٨ / ٣٧ ، وتفسير غريب القرآن لابن الملقن ٤٤٩.
(٧) الأصل وك وأ : هما.
(٨) ينظر : مصنف ابن أبي شيبة ٧ / ١١٨ ، وحلية الأولياء ١ / ٣٠٥ ، وتاريخ دمشق ٣١ / ١٢٧. والنشيج : أشد البكاء ، أو صوت معه بكاء وتوجع. ينظر : النهاية في غريب الأثر ٥ / ٥٢ ، ولسان العرب ٢ / ٣٧٧.
(٩) ينظر : الكشاف ٤ / ٤٧٦ ، والتفسير الكبير ١٠ / ٤٦٢ ، والدر المصون ٦ / ٢٨٧.
(١٠) قوله تعالى : (وَالَّذِينَ آمَنُوا بِاللهِ وَرُسُلِهِ أُولئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ وَالشُّهَداءُ).
(١١) ينظر : الطبري ١١ / ٦٨٣ ، وزاد المسير ٧ / ٣٤٧ ، والدر المنثور ٨ / ٥٩.
٢٠ ـ (وَزِينَةٌ) : زخارف الدّنيا.
(وَتَفاخُرٌ) : تذاكر بالشّرف القديم ، وأوّل من فخر إبليس.
(أَعْجَبَ الْكُفَّارَ) الزّرّاع. (١) وقيل : أضداد المؤمنين لاختصاصهم بالسّرور العاجل ، وقلّة نظرهم في العواقب. (٢)
(وَفِي الْآخِرَةِ عَذابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِنَ اللهِ وَرِضْوانٌ) : أي : في الآخرة شر محض ، وخير محض على غير سبيل الابتلاء.
٢٣ ـ (لِكَيْلا) : أخبرناكم وبيّنّا لكم.
(لِكَيْلا تَأْسَوْا) : والمراد بالأسى الأسى المضجر ، وبالفرح الفرح المبطر ، ما يعرض فيعرض عنه. وعن ابن عبّاس : أنّه ليس أحد (٣) إلا يفرح ويحزن ، فمن أصابته مصيبة فليجعلها صبرا ، ومن أصابه خير فليجعله شكرا. (٤)
(وَرَهْبانِيَّةً) : تخلّيا عن الأهل والمال لعبادة الله. (٥)
٢٧ ـ (ما كَتَبْناها) : أي : لم نوجب الرهبانية عليهم. (٦)
(إِلَّا ابْتِغاءَ رِضْوانِ اللهِ) : لكن كتبنا (٧) عليهم ابتغاء رضوان الله على سبيل الإجمال (٨). والثّاني : لكن ابتدعوها لابتغاء رضوان الله. (٩)
(فَما رَعَوْها حَقَّ رِعايَتِها) : أي : قصّروا في إقامتها ومحافظة شرائطها بعد وجوبها عليهم بنذرهم. (١٠)
٢٨ ـ (كِفْلَيْنِ) : تضعيف الأجر ، (١١) كقوله : (مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثالِها) [الأنعام : ١٦٠].
__________________
(١) تأويل مشكل القرآن ٥٤ ، مجمع البيان ٩ / ٣٠٦ ، وزاد المسير ٧ / ٣٤٨.
(٢) ينظر : تأويلات أهل السنة ٥ / ٤٩ ، والتفسير الكبير ١٠ / ٤٦٤ ، وتفسير البيضاوي ٥ / ١٨٩.
(٣) أ : أحدهم.
(٤) المصنف لابن أبي شيبة ٧ / ١٣٧ ، وتفسير الطبري ١١ / ٦٨٧ ، والمستدرك ٢ / ٥٢١.
(٥) ينظر : مجمع البيان ٩ / ٣١١ ، والتفسير الكبير ١٠ / ٤٧٣ ـ ٤٧٤.
(٦) ينظر : تفسير السمرقندي ٣ / ٣٨٩ ، والكشاف ٤ / ٤٨٠ ، والقرطبي ١٧ / ٢٦٣ عن ابن زيد.
(٧) ك : كتبناها.
(٨) أ : الأعمال.
(٩) ينظرك مشكل إعراب القرآن ٦٦٩ ، وتفسير القرطبي ١٧ / ٢٦٣.
(١٠) معاني القرآن وإعرابه ٥ / ١٣٠ ، وزاد المسير ٧ / ٣٥٢.
(١١) ينظر : العين ٥ / ٣٧٣ ، والمحرر الوجيز ١٤ / ٣٢٨ عن أبي موسى الأشعري ، ولسان العرب ١١ / ٥٨٩.